Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Īqān > Volume 1 Issue 2 of Īqān

دراسة مقارنة في تعيين الزمان والمكان والأعلام عند شراح البخاري (الكرماني وابن حجر نموذجاً) |
Īqān
Īqān

Article Info
Authors

Volume

1

Issue

2

Year

2019

ARI Id

1682731180342_805

Pages

1-23

DOI

10.36755/iqan.v1i02.49

PDF URL

https://iqan.com.pk/index.php/iqan/article/download/49/19

Chapter URL

https://iqan.com.pk/index.php/iqan/article/view/49

Subjects

Al-hafiz Ibn e Hajar Imam Alkirmani Fath al Bari Al Kawakib Addarari Al-hafiz Ibn e Hajar Imam Alkirmani Fath al Bari Al Kawakib Addarari

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

الحمد لله رب العالمین، والصلوٰة والسلام علی اشرف الانبیاء والمرسلین، اما بعد؛

الجامع الصحيح للبخاري هو أصحّ الكتب بعد القرآن الكريم، واهتم العلماء بدراسته في كل العصوروبذلوا جهدهم في شرحه وبيان فوائده وتفسير تراجمه وبيان مناسبتها للأحاديث الواردة تحتها. ومن الشروح المتقدمة لصحيح البخاري ’الكواكب الدراري‘للإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الكرماني(م786 )، قد استفاد منه معظم الشرّاح جاؤوا بعده. أثناء قراءتي لفتح الباري وجدت أن الحافظ ابن حجرالعسقلانی (م852 ) تعقب على الكرماني في عدة مواضع في تعيين الزمن والمكان والقبائل والأسماء في متون الأحاديث فرغبتي أن أقوم بدراسة هذه التعقبات لتحقق الرأي الصائب فيها بعد مقارنة العبارات لكلا الإمامين و ذلك برجوع إلى روايات أخرى و بمعرفة أقوال العلماء في شروح الأحاديث.

المبحث الأول:تعقبات ابن حجر على الكرماني في تعيين الزمن والمكان في الأحاديث:

التعقب في تعيين ’غَزْوَةِ السَّابِعَةِ‘:

عند شرح الحديث:’’أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الخَوْفِ فِي غَزْوَةِ السَّابِعَةِ، غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ‘‘[1]قال العلامة الكرماني:

’’والغزوة السابقة (أي من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ) وفي بعضها غزوة السابعة أي غزوة السنة السابعة من الهجرة‘‘[2]

جزم العلامة الكرماني أن غزوة ذات الرقاع في السنة السابعة من الهجرة. وبعد ذكر قول الكرماني تعقب عليه الحافظ بقوله: ’’قلت وفي هذا التقدير نظر‘‘[3]ثم ذكر عدة أقوال في تاريخ الوقعة وأخيرا جزم الحافظ على رأي:

’’وهذه العبارة أقرب إلى إرادة السنة من العبارة التي وقعت عند أحمد بلفظ وكانت صلاة الخوف في السابعة فإنه يصح أن يكون التقدير في الغزوة السابعة كما يصح في غزوة السنة السابعة‘‘

فبهذا القول زال تعقبه على العلامة الكرماني.أقول ومعظم الشراح قالوا عند شرح الحديث أن الإمام البخاري ذهب إلى أن ذلك كان بعد خيبر مثلاً قال العيني:

’’أما غزوة ذات الرقاع فقد ذكرها ابن إسحاق أنها كانت بعد غزوة بني النضير بشهرين، وغزوة بني النضير كانت في سنة أربع، ولكن البخاري قد ذهب إلى أن ذلك كان بعد خيبر، واستدل على ذلك بأن أبا موسى الأشعري شهدها، وقدومه إنما كان ليالي خيبر، صحبه جعفر وأصحابه، وكذلك أبو هريرة قد قال: " صليت مع رسول الله في غزوة نجد صلاة الخوف‘‘[4]

أقول تعقب الحافظ على الكرماني أولا ولكنه في الأخير ذهب إلى نفس الإحتمال الذي جزم به الكرماني، فتعقبه في غير محله والله أعلم.

التعقب في تعيين ’حين شبعنا ‘:

عند شرح الحديث:’’تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ شَبِعْنَا مِنَ الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالمَاءِ ‘‘[5]قال العلامة الكرماني:

’’ (حين شبعنا) ظرف معناه ما شبعنا قبل زمان وفاته يعني كنا مقللين من الدنيا زاهدين فيها‘‘[6]

قال الحافظ ابن حجر:

’’حديث عائشة توفي النبي صلى الله عليه و سلم حين شبعنا من الأسودين التمر والماء وفيه إشارة إلى أن شبعهم لم يقع قبل زمان وفاته قاله الكرماني قلت لكن ظاهره غير مراد وقد تقدم في غزوة خيبر من طريق عكرمة عن عائشة قالت لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر ومن حديث بن عمر قال ما شبعنا حتى فتحنا خيبر فالمراد أنه صلى الله عليه و سلم شبع حين شبعوا واستمر شبعهم وابتداؤه من فتح خيبر وذلك قبل موته صلى الله عليه و سلم بثلاث سنين ومراد عائشة بما اشارت إليه من الشبع هو من التمر خاصة دون الماء لكن قرنته به إشارة إلى أن تمام الشبع حصل بجمعهما فكأن الواو فيه بمعنى مع لا أن الماء وحده يوجد الشبع منه ولما عبرت عن التمر بوصف واحد وهو السواد عبرت عن الشبع والري بفعل واحد وهو الشبع‘‘[7]

المراد من قولها ’’توفي النبي صلى الله عليه و سلم حين شبعنا‘‘ عكس ما قاله العلامة الكرماني لأن بهذا

المراد يتعارض الحديث بما رواه الإمام البخاري في كتاب المغازي قال:

’’ حدثني محمد بن بشار حدثنا حرمي حدثنا شعبة قال: أخبرني عمارة عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ’لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر‘‘[8]

فالمراد الذي ذكره الحافظ هو أقرب إلى الصواب وبه قال أكثر الشراح مثلاً قال العيني:

’’قوله حين شبعنا ظرف كالحال معناه ما شبعنا قبل زمان وفاته يعني كنا متقللين من الدينا زاهدين فيها هكذا فسره الكرماني وليس معناه هكذا وإنما معناه توفي النبي وقت كوننا شباعى من الأسودين والدليل على صحة ما قلنا ما مضى في غزوة خيبر من طريق عكرمة عن عائشة قالت لما فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر ومن حديث ابن عمر قال ما شبعنا حتى فتحنا خيبر وظهر من هذا أن ابتداء شبعهم كان من فتح خيبر وذلك قبل موته بثلاث سنين‘‘[9]

أقول: بعد دراسة كلا القولين وصلت إلى أن المعنى الذي ذكره الحافظ من قول عائشة رضي الله عنها هو أقرب إلى الصواب، فتعقبه على العلامة الكرماني في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين التاريخ:

عند شرح الحديث: قالت أم عطية: ’’أُمِرْنَا أَنْ نَخْرُجَ فَنُخْرِجَ الحُيَّضَ، وَالعَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَوِ العَوَاتِقَ ذَوَاتِ الخُدُورِ - فَأَمَّا الحُيَّضُ: فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، وَدَعْوَتَهُمْ وَيَعْتَزِلْنَ مُصَلَّاهُمْ‘‘[10]قال العلامة الكرماني:

’’وقال الطحاوي: يحتمل أن يكون هذا الأمر في أول الإسلام والمسلمون قليل فأريد التكثير بحضورهن ترهيبا للعدو فأما اليوم فلا يحتاج إلى ذلك وهو مردود لأنه يحتاج إلى معرفة تاريخ الوقت والنسخ لا يثبت إلا بيقين‘‘[11]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قال الكرماني تاريخ الوقت لا يعرف قلت بل هو معروف بدلالة حديث بن عباس أنه شهده وهو

صغير وكان ذلك بعد فتح مكة‘‘[12]

رد العلامة الكرماني قول الطحاوي عن نسخ هذا الحديث حيث قال الكرماني’’وهو مردود لأنه يحتاج إلى معرفة تاريخ الوقت والنسخ لا يثبت إلا بيقين‘‘ أراد العلامة الكرماني أن دعوى النسخ لا يقوم على أي دليل بل إعتماد هذا القائل على الظن والتخمين. ويظهر من كلام الكرماني أنه لا يعرف معرفة تاريخ الوقت، ولكن هذا يعرف من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه الإمام البخاري قال:

’’قال ابن جريج: وأخبرني الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: شهدت الفطر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم يصلونها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد، خرج النبي صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه حين يجلس بيده، ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء معه بلال.....الحديث‘‘[13]

وتعقب الحافظ على الكرماني وأشار إلى هذا الحديث وعرفنا تاريخ الوقت وهو بعد فتح مكة، أقول: أشار الحافظ إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما وبه نعرف تاريخ الوقت وهذا لم يذكره العلامة الكرماني فتعقب الحافظ في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين المحل:

عند شرح الحديث:’’مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِتَمْرَةٍ مَسْقُوطَةٍ فَقَالَ:لَوْلاَ أَنْ تَكُونَ مِنْ صَدَقَةٍ لَأَكَلْتُهَ ، وَقَالَ هَمَّامٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:أَجِدُ تَمْرَةً سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي‘‘[14]قال العلامة الكرماني:

’’فإن قلت ما تعلقه بهذا الباب؟ تمام الحديث غير مذكور وهو ’لولا أن تكون صدقة لأكلتها‘ ارتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك التمرة أهي من الصدقة التي تحرم عليه أم هي من ماله فترك أكلها تنزها من شبهة‘‘[15]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قوله وقال همام الخ وصله في اللقطة بتمامه ولفظه أني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فارفعها لاكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فالقيها قلت ولم يستحضر الكرماني لفظ رواية همام فقال تمام الحديث غير مذكور وهو لولا أن تكون صدقة لأكلتها قلت والنكتة في ذكره هنا ما فيه من تعيين المحل الذي رأى فيه التمرة وهو فراشه صلى الله عليه و سلم‘‘[16]

وصل الإمام البخاري تعليق همام في كتاب اللقطة قال:

’’وقال يحيى حدثنا سفيان حدثني منصور وقال زائدة عن منصور عن طلحة حدثنا أنس وحدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً، فَأُلْقِيهَا‘‘[17]

لو كان العلامة الكرماني يقف على تمام الحديث في اللقطة لما تردد في فهم مطابقة تعليق المذكور وبالرواية التي أخرجه الإمام البخاري في اللقطة عرفنا المكان الذي رأى فيه التمرة وهو فراشه صلى الله عليه و سلم ولهذا كان النبي صلى الله عليه و سلم واجه الشبهة وتنزه عنه وبهذا التوجيه يطابق الحديث بالترجمة صراحة. وإلى هذا أشار الحافظ تعقبا على العلامة الكرماني.أقول: بعد دراسة كلا القولين توصلت إلى أن ما ذكره الحافظ ابن حجر هو أقرب إلصواب وبه زال تردد العلامة الكرماني.

المبحث الثاني:تعقبات ابن حجر على الكرماني في تعيين القبائل والأسماء في الأحاديث:

وقفت على اثنين وعشر موضعا استدرك الحافظ فيها على الكرماني في تعيين القبائل والأسماء في الأحاديث وناقشت فيها وبينت الراجح منهما بتوفيق الله تعالى.

التعقب في تعيين القبيلة ’بني جزيمة‘:

عند شرح الحديث: ’’باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة‘‘[18]قال العلامة

الكرماني: ’’جذيمة :بفتح الجيم وكسر المعجمة قبيلة من عبد قيس‘‘[19]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قوله باب بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة :بفتح الجيم وكسر المعجمة ثم تحتانية ساكنة أي بن عامر بن عبد مناة بن كنانة ووهم الكرماني فظن أنه من بني جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف قبيلة من عبد قيس ‘‘[20]

ما قاله العلامة الكرماني في تعيين قبيلة بني جذيمة هو لم يصح لأن العلماء نسبوا هذه القبيلة إلى عبد مناة بن كنانة،مثلاً قال ابن الأثير:

’’ولما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي‘‘[21]

وقال الذهبي:

’’قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم السرايا فيما حول مكة يدعون إلى الله تعالى، ولم يأمرهم بقتال. فكان ممن بعث خالد بن الوليد وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيا ولم يبعثه مقاتلا. فوطئ بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة‘‘[22]

وكذا قال ابن سعد:

’’سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة‘‘[23]

وتعقب على العلامة الكرماني غير الحافظ من العلماء مثلاً قال العيني:

’’بني جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة وهي قبيلة من جذيمة عبد قيس قاله الكرماني وليس كذلك لأنه ظن أنهم من بني جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف قبيلة من عبد القيس وإنما هو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة وهذا البعث كان عقيب فتح مكة في شوال قبل الخروج إلى حنين عند جميع أهل المغازي وكانوا بأسفل مكة من ناحية يلملم وقال ابن سعد بعث النبي

إليهم خالد ابن الوليد في ثلاثمائة وخمسين من المهاجرين والأنصار داعيا إلى الإسلام لا مقاتلا‘‘[24]

أقول: بعد البحث وصلت إلى أن في القصة المذكورة نسبة قبيلة جذيمة إلى عبد قيس غير صحيح بل هي قبيلة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة فتعقب الحافظ في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين القبيلة ’أبي إسرائيل‘:

عند شرح الحديث:’’حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلاَ يَقْعُدَ وَلاَ يَسْتَظِلَّ وَلاَ يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ‘‘[25]قال العلامة الكرماني:

’’قوله (أبو إسرائيل) هو كنية الرجل الناذر للقيام وهو من الأنصار واسمه يسير مصغر ضد العسر‘‘[26]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’وأبو إسرائيل المذكور لا يشاركه أحد في كنيته من الصحابة واختلف في اسمه فقيل قشير بقاف وشين معجمة مصغر وقيل يسير بتحتانية ثم مهملة مصغر أيضا وقيل قيصر باسم ملك الروم وقيل بالسين المهملة بدل الصاد وقيل بغير راء في آخره وهو قرشي ثم عامري وترجم له بن الأثير في الصحابة تبعا لغيره فقال أبو إسرائيل الأنصاري واغتر بذلك الكرماني فجزم بأنه من الأنصار والأول أولى ‘‘[27]

لم يذكر الحافظ وجه إختيار الإحتمال أن أبو إسرائيل هو قرشي وعدّه العلماء من الأنصار فقال ابن الأثير:

’’أبو إسرائيل الأنصاري يعد في أهل المدينة له صحبة‘‘[28]

وقال ابن عبد البر:

’’أبو اسرائيل رجل من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نذر ألا يتكلم وأن يقف صائماً

للشمس ولا يستظل فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد ويستظل ويتكلم ويتم صومه‘‘[29]

ويظهر أيضا من كلام الحافظ في الإصابة أنه لم يجزم بكونه من قريش حيث قال:

’’أبو إسرائيل الأنصاري أو القرشي العامري ذكره البغوي وغيره في الصحابة‘‘[30]

بل هو ذكره في تعجيل المنفعة وعده من الأنصار فقط حيث قال:

’’أبو إسرائيل الأنصاري ويقال الجشمي مدني له صحبة‘‘[31]

وأما العلامة الكرماني جزم بأنه من الأنصار ووافقه غيره من العلماء مثلاً قال العيني:

’’قوله فقالوا أبو إسرائيل وفي رواية أبي داود هو أبو إسرائيل وزاد الخطيب رجل من قريش وقال الكرماني رجل من الأنصار وقال بعضهم ترجم له ابن الأثير تبعا لغيره فقال إسرائيل الأنصاري فاغتر بذلك الكرماني فجزم بأنه من الأنصار والأول أولى انتهى قلت يقال لهذا القائل إن كان الكرماني اغتر بكلام ابن الأثير فأنت اغتررت بكلام الخطيب وأولوية الأول من أين مع أن أبا عمر بن عبد البر قال في( الاستيعاب) في باب الكنى أبو إسرائيل رجل من الأنصار من أصحاب النبي ثم ذكر حديثه المذكور ثم قال اسمه يسير بضم الياء آخر الحروف وبالسين المهملة وقيل قشير بضم القاف وفتح الشين المعجمة وقيل قصير باسم ملك الروم ولا يشاركه أحد في كنيته من الصحابة‘‘[32]

أقول: قد ثبت بعد الدراسة أن أبو إسرائيل هو من الأنصار كما ذكره العلامة الكرماني ووافقه غيره من العلماء فتعقب الحافظ في غير محله والله أعلم.

التعقب في نسبة ابن ربيعة:

عند شرح الحديث:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَبِي العَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا‘‘[33]

قال العلامة الكرماني:

’’واعلم أن البخارى نسبه مخالفا للقوم من جهتين قال ربيعة بحرف التأنيث وعندهم الربيع بدونه وقال ربيعة بن عبد شمس بن ربيع قال ابن الأثير جاء فى صحيح البخارى أبو العاص ابن عبد شمس وهم قالوا ربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وذلك خلاف الجماعة ‘‘[34]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قوله بن ربيعة بن عبد شمس كذا رواه الجمهور عن مالك ورواه يحيى بن بكير ومعن بن عيسى وأبو مصعب وغيرهم عن مالك فقالوا بن الربيع وهو الصواب وغفل الكرماني فقال خالف القوم البخاري فقال ربيعة وعندهم الربيع والواقع أن من أخرجه من القوم من طريق مالك كالبخاري فالمخالفة فيه إنما هي من مالك وادعى الأصيلي أنه بن الربيع بن ربيعة فنسبه مالك مرة إلى جده ورده عياض والقرطبي وغيرهما لأطباق النسابين على خلافه نعم قد نسبه مالك إلى جده في قوله بن عبد شمس وإنما هو بن عبد العزى بن عبد شمس أطبق على ذلك النسابون أيضا‘‘[35]

أخرج الإمام مالك هذا الحديث من طريق عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها[36]. تعقب العلامة الكرماني على الإمام البخاري إعتمادا على قول ابن الأثير وادعى أن الإمام البخاري قال:’بن ربيعة‘ فبهذا هو خالف القوم لأن الجمهور قالوا: ’بن الربيع‘ولكن هذه المخالفة ليس من قبل البخاري بل المخالفة فيه إنما هي من مالك؛ روى بعض الرواة عن مالك ’بن الربيع‘وبعضهم ’بن الربيعة‘ونبه الحافظ على هذا. وكذا تعقب على الكرماني غير الحافظ من العلماء، قال العيني:

’’قوله ولأبي العاص بن الربيع بن عبد شمس وفي أحاديث ( الموطأ ) للدارقطني قال ابن نافع وعبد الله

بن يوسف والقعنبي في رواية إسحاق عنه وابن وهب وابن بكير وابن القاسم وأيوب بن صالح عن مالك ولأبي العاص بن ربيعة عبد شمس وقال محمد بن الحسن ولأبي العاص بن الربيع مثل قول معن وأبي مصعب و۔۔۔۔۔۔۔ قلت لو اطلع الكرماني على كلام القوم لما قال نسبة البخاري مخالفا للقوم من جهتين على أن الذي عندنا في نسختنا الربيع عبد شمس بالنسبة إلى جده‘‘[37]

وقال القسطلاني:

’’بن ربيعة: بن عبد العزى (بن عبد شمس) كذا وقع في رواية الأكثرين عن مالك، والصواب ما رواه أبو مصعب ومعن بن عيسى ويحيى بن بكير عن مالك الربيع بلا هاء ونسبه مالك إلى جدّه لشهرته به‘‘[38]

وقال ابن الملقن:

’’وقوله: ربيعة، كذا رواه البخاري وأكثر رواة ’الموطأ‘عن مالك وقيل إنه نسبه إلى الجد، والمعروف أنه ابن الربيع ونسب أمامة إلى أمها دونه لأجل الشرف‘‘[39]

أقول: بعد دراسة أقوال العلماء وصلت إلى أن الإمام البخاري لم يخالف هنا الجمهور في نسبة بن ربيعة كما نبه العلامة الكرماني بل هذا الإختلاف وقع في رواية عن مالك والصواب ما قاله الحافظ وتعقبه على الكرماني في محله والله أعلم.

التعقب في نسبة أم عباس :

عند شرح الحديث: ’’حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال ابن شهاب: حدثنا أنس بن مالك أَنَّ رِجَالًا مِنَ الأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ فَقَالَ: لاَ تَدَعُونَ مِنْهُ دِرْهَمًا‘‘[40] قال الإمام الكرماني:

’’وكان عباس من جهة الأم قريبا للأنصار‘‘[41]

’’وقال الحافظ ابن حجر: قوله لابن أختنا عباس أي بن عبد المطلب وأم العباس ليست من الأنصار بل جدته أم عبد المطلب هي الأنصارية فأطلقوا على جدة العباس أختا لكونها منهم وعلى العباس ابنها لكونها جدته وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد من بني عدي بن النجار ثم من بني الخزرج وأما أم العباس فهي نتيلة بنون ومثناة من فوق ثم لام مصغر بنت جناب بجيم ونون خفيفة بعد الألف موحدة من ولد تيم اللات بن النمر بن قاسط ووهم الكرماني فقال أم العباس بن عبد المطلب كانت من الأنصار وأخذ ذلك من ظاهر قول الأنصار بن اختنا وليس كما فهمه بل فيه تجوز كما بينته‘‘[42]

ذكر العلماء في ترجمة عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه إسم أمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عبد مناف فهي ليست من الأنصار وأما اسم أم عبدالمطلب فهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار[43]. وهي من قبيلة الخزرج.فأخطأ العلامة الكرماني حين نسب أم عباس إلى الأنصار ولهذا تعقب عليه الحافظ وغيره من العلماء مثلاً قال العيني:

’’قوله لابن أختنا عباس وكان عباس من جهة الأم قريبا للأنصار كذا قاله الكرماني وسكت عليه وأم العباس وهو ابن عبد المطلب ليست من الأنصار بل جدته أم عبد المطلب هي الأنصارية فأطلق على جدة العباس أختنا لكونها منهم وعلى العباس ابنها لكونها جدته وأم العباس وضرار نثيلة ۔۔۔۔ وكان هاشم والد عبد المطلب لما مر بالمدينة نزل على عمرو بن زيد المذكور وكان سيد قومه فأعجبته ابنته سلمى فخطبها إلى أبيها وزوجها منه‘‘[44]

أقول: قد ثبت بعد الدراسة أن أم عباس بن عبدالمطلب ليست من الأنصار كما زعم العلامة الكرماني بل أم عبدالمطلب زوجة هاشم كانت من الأنصار.فتعقب الحافظ في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين الاسم’ ميناء ‘:

عند شرح الحديث: ’’حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم عن سهل رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَكَانَ لَهَا غُلاَمٌ نَجَّارٌ قَالَ لَهَا: مُرِي عَبْدَكِ فَلْيَعْمَلْ لَنَا

أَعْوَادَ المِنْبَرِ‘‘[45] قال الإمام الكرماني:

’’قوله :امرأة، واسمها مينا بكسر الميم واسم الغلام باقوم بالموحدة والقاف‘‘[46]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’وأغرب الكرماني هنا فزعم أن اسم المرأة ميناء وهو وهم وإنما قيل ذلك في اسم النجار ‘‘[47]

لم يقل أحد من الشراح أن أسم المرأة المذكورة هنا هي ميناء بل قالوا عن إسمها علاثة أو عائشة وذكروا اسم النجار ميناء أو ميمون أو بأقوم مثلاً قال العيني:

’’اختلفوا في اسم فلان الذي هو نجار منبره ففي ( كتاب الصحابة ) لابن أمين الطليطلي إن اسم هذا النجار قبيصة المخزومي قال ويقال ميمون وقال وقيل صلاح غلام العباس ابن عبد المطلب وقال ابن بشكوال وقيل ميناء وقيل إبراهيم وقيل باقوم بالميم في آخره‘‘[48]

وقال القسطلاني في اسم هذه المرأة أنها عائشة وإسم الغلام النجار بأقوم أو ميمون أو مينا بكسر الميم أو قبيصة أو غير ذلك[49]

وأقول: بعد البحث توصلت إلى أن ميناء ليس اسم المرأة المذكورة بل قيل عن اسم النجار هو ميناء والصواب ما ذهب إليه الحافظ فتعقبه في محله والله أعلم.

التعقب في نسبة ’صدقة‘:

عند شرح الحديث: ’’وقال ابن عيينة عن صدقة :أنكاثا‘[50] هي خرقاء كانت إذا أبرمت غزلها نقضته وقال ابن مسعود الأمة معلم الخير والقانت المطيع‘‘[51]قال الإمام الكرماني:

’’صدقة:أخت الزكاة ابن الفضل المروزي‘‘[52]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’وقد أقدم الكرماني فقال صدقة هذا هو بن الفضل المروزي شيخ البخاري وهو يروي عن سفيان بن عيينة وهنا روى عنه سفيان ولا سلف له فيما ادعاه من ذلك ويكفي في الرد عليه ما أخرجناه من تفسير بن جرير وابن أبي حاتممن رواية صدقة هذا عن السدي فإن صدقه بن الفضل المروزي ما أدرك السدي ولا أصحاب السدي وكنت أظن أن صدقة هذا هو بن أبي عمران قاضي الأهواز لأن لابن عيينة عنه رواية إلى أن رأيت في تاريخ البخاري صدقة أبو الهذيل روى عن السدي‘‘[53]

صدقة هنا ليس ابن الفضل المروزي ولا هو صدقة بن أبى عمران بل هوصدقة بن عبد الله بن كثير المكى القارئ أبو الهذيل بن سفيان يروي عنه وهو يروي عن السدي أما صدقة بن الفضل المروزي فلم يدرك السدي. ويظهر هذا من أقوال العلماء.قال الطبري:

’’حدثنا المثنى قال: ثنا إسحاق قال: ثنا عبد الله بن الزبير عن ابن عيينة عن صدقة عن السدي:وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ [54] قال: هي خرقاء بمكة كانت إذا أبرمت غزلها نقضته‘‘[55]

و قال ابن أبي حاتم:

’’هو صدقة بن عبد الله بن كثير المكي القارئ أبو الهذيل صاحب حروف مجاهد روى عن السدي روى عنه سفيان بن عيينة سمعت أبي يقول ذلك‘‘[56]

فقول الكرماني أن صدقة ابن الفضل المروزي غير صحيح وتعقبه غير الحافظ من العلماء قال العيني:

قال الكرماني صدقة هذا هو ابن الفضل المروزي ورد عليه بأن صدقة بن الفضل المروزي شيخ البخاري يروى عن سفيان بن عيينة وههنا يروي سفيان عن صدقة والدليل على عدم صحة قوله إن صدقة هذا روى عن السدي وصدقة بن الفضل المروزي ما أدرك السدي ولا أصحاب السدي وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن أبي عمر العدني والطبري من طريق الحميدي كلاهما عن ابن عيينة عن صدقة عن السدي قال كانت بمكة امرأة تسمى خرقاء فذكر مثل ما ذكره البخاري والظاهر أن صدقة هذا هو أبو الهذيل روى عن السدى‘‘[57]

وقال القسطلاني:

’’عن صدقة:أبي الهذيل لا صدقة ابن الفضل المروزي أي عن السدي كما عند ابن أبي حاتم‘‘[58]

أقول: بعد البحث توصلت إلى أن صدقة هو بن عبد الله بن كثير المكى أبو الهذيل وهذا الإحتمال جزم به الحافظ وهو أقرب إلى الصواب أما كون صدقة ابن الفضل المروزي لم يثبت.فتعقب الحافظ في محله والله أعلم.

التعقب في نسبة ’ابن الدغنة ‘:

عند شرح الحديث:’’عائشة رضي الله عنها قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا ياتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي قال ابن الدغنة إن مثلك لا يخرج ولا يخرج............الحديث الطويل‘‘[59] قال العلامة الكرماني:

’’قوله :ابن الدغنة،الغساني: هو بفتح المهملة وكسر المعجمة وخفة النون على مثال الكلمة ويقال بضم الدال والغين وتشديد النون وبالوجهين رويناه في الجامع ويقال بفتح الدال وسكون الغين. وقال ابن إسحاق اسمه ربيعة بن رفيع وأما الدغنة فهو اسم أمه ومعناه لغة: الغيم الممطر‘‘[60]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قوله بن الدغنة بضم المهملة والمعجمة وتشديد النون عند أهل اللغة وعند الرواة بفتح أوله وكسر

ثانيه وتخفيف النون قال الأصيلي وقرأه لنا المروزي بفتح الغين وقيل إن ذلك كان لاسترخاء في لسانه والصواب الكسر وثبت بالتخفيف والتشديد من طريق وهي أمه وقيل أم أبيه وقيل دابته ومعنى الدغنة المسترخية وأصلها الغمامة الكثيرة المطر واختلف في اسمه فعند البلاذري من طريق الواقدي ۔۔۔الدغنة قوله وهو سيد القارة بالقاف وتخفيف الراء وهي قبيلة مشهورة من بني الهون بالضم والتخفيف بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وكانوا حلفاء بني زهرة من قريش وكانوا يضرب بهم المثل في قوة الرمي قال الشاعر قد أنصف القارة من راماها‘‘[61]

ذكر العلامة الكرماني قول ابن إسحق في ابن الدغنة أن اسمه ربيعة بن رفيع وأقول ولكن ابن الدغنة في القصة المذكورة ليس ربيعة لأن ربيعة بن رفيع هو السلمي[62]۔ذكر ابن الأثير ترجمته ولكن لم يذكر قصة الهجرة[63] وكذا ذكره ابن عبدالبر بدون ذكر قصة الهجرة[64] وذكره ابن إسحاق في قصة مقتل دريد بن الصمة[65] ولم يذكره في قصة هجرة أبي بكر رضي الله عنه إلى الحبشة،أما ابن الدغنة هو سيد قبيلة القارة. أقول: الذي يظهر لي من خلال هذا البحث أن ابن الدغنة المذكور هنا هو سيد قبيلة القارة وهو غير السلمي؛ هذا ما جزم به الحافظ. فتعقبه على الكرماني في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين ’إنسان‘:

عند شرح الحديث:’’حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني سليمان الأحول أن طاوسا أخبره عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ رَبَطَ يَدَهُ إِلَى إِنْسَانٍ بِسَيْرٍ - أَوْ بِخَيْطٍ أَوْ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ - فَقَطَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ:’قُدْهُ بِيَدِهِ‘‘[66] قال العلامة الكرماني:

’’الرجل المقود هو ثواب ضد العقاب‘‘[67]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قوله أو بشيء غير ذلك كأن الراوي لم يضبط ما كان مربوطا به وقد روى أحمد والفاكهي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه و سلم أدرك رجلين وهما مقترنان فقال ما بال القران قالا إنا نذرنا لنقترنن حتى نأتي الكعبة فقال أطلقا أنفسكما ليس هذا نذرا إنما النذر ما يبتغى به وجه الله وإسناده إلى عمرو حسن ولم أقف على تسمية هذين الرجلين صريحا إلا أن في الطبراني من طريق فاطمة بنت مسلم حدثني خليفة بن بشر عن أبيه أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم ماله وولده ثم لقيه هو وابنه طلق بن بشر مقترنين بحبل فقال ما هذا فقال حلفت لئن رد الله علي مالي وولدي لأحجن بيت الله مقرونا فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم الحبل فقطعه وقال لهما حجا إن هذا من عمل الشيطان فيمكن أن يكون بشر وابنه طلق صاحبي هذه القصة وأغرب الكرماني فقال قيل اسم الرجل المقود هو ثواب ضد العقاب انتهى ولم أر ذلك لغيره ولا أدري من أين أخذه ‘‘[68]

لم يقل أحد من الشراح أن الرجل المقود إسمه ثواب إلا العلامة الكرماني ولم يذكر من أين نقل هذا فلهذا تعقب عليه الحافظ.وأشار معظم الشراح إلى رواية الطبراني أخرجه في المعجم من طريق إبراهيم بن هاشم البعلبكي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو معشر البراء حدثتني النوار بنت عمر : قالت حدثتني فاطمة بنت مسلم قالت حدثني خليفة بن بشر عن أبيه بشر أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه و سلم ماله وولده ثم لقيه النبي صلى الله عليه و سلم فرآه هو و ابنه طلقا مقرونين بالحبل فقال: ( ما هذا يا بشر؟) قال: حلفت لئن رد الله علي مالي وولدي لأحجن بيت الله مقرونا فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم الحبل فقطعه وقال لهما:’حجّا فإن هذا من الشيطان‘[69] فإحتمال العلامة الكرماني أن إسم هذا الرجل المبهم هو بشر وابنه طلق هو أقرب إلى الصواب.أقول: بعد دراسة كلا القولين توصلت إلى أن إحتمال الحافظ هو أقرب إلى الصواب لأنه استدل برواية الطبراني أما قول العلامة الكرماني فلا يعرف مأخذه ، فتعقب الحافظ في محله والله أعلم.

التعقب في بيان تسمية ’ابن حنظلة‘:

عند شرح الحديث: ’’حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن

عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال :لَمَّا كَانَ زَمَنُ الحَرَّةِ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ حَنْظَلَةَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى المَوْتِ فَقَالَ: لاَ أُبَايِعُ عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‘‘[70] قال العلامة الكرماني:

’’ابن حنظلة:بفتح المهملة وسكون النون وفتح المعجمة هو الذي يأخذ البيعة ليزيد واسمه عبد الله أو المراد به هو نفس يزيد لأن جده أبا سفيان كان يكني أيضا بأبي حنظلة لكن على هذا التقدير لفظ الأب محذوفا بين الابن وحنظلة تخفيفا كما أنه محذوف معنى لأنه نسبه إلى الجد أو جعله منسوبا إلى العم استخفافا واستهجانا واستبشاعا بهذه الكلمة المرة‘‘[71]

قال الحافظ ابن حجر:

’’قوله لما كان زمن الحرة أي الوقعة التي كانت بالمدينة في زمن يزيد بن معاوية سنة ثلاث وستين كما سيأتي بيان ذلك في موضعه أن شاء الله تعالى قوله أن بن حنظلة أي عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الذي يعرف أبوه بغسيل الملائكة والسبب في تلقيبه بذلك أنه قتل بأحد وهو جنب فغسلته الملائكة وعلقت امرأته تلك الليلة بابنه عبد الله بن حنظلة ۔۔۔وأما احتماله الأول فيرده اتفاق أهل النقل على أن الأمير الذي كان من قبل يزيد بن معاوية اسمه مسلم بن عقبة لا عبد الله بن حنظلة وأن بن حنظلة كان الأمير على الأنصار وأن عبد الله بن مطيع كان الأمير على من سواهم وأنهما قتلا جميعا في تلك الوقعة والله المستعان‘‘ [72]

أخرج الإمام البخاري هذا الحديث في المغازي من طريق إسماعيل عن أخيه عن سليمان عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الحَرَّةِ، وَالنَّاسُ يُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ.......الحديث‘‘[73] في بيان تسمية ابن حنظلة جاء العلامة الكرماني بالإحتمال الذي لم يثبت ولهذا تعقب عليه الحافظ وكذا تعقب عليه غيره من العلماء قال العيني:

’’وقال الكرماني ابن حنظلة هو الذي كان يأخذ ليزيد واسمه عبد الله أو المراد به نفس يزيد لأن جده أبا سفيان كان يكنى أيضا بأبي حنظلة لكن على هذا التقدير يكون لفظ الأب محذوفا بين الأب وحنظلة تخفيفا كما أنه محذوف معنى لأنه نسبة إلى الجد أو جعله منسوبا إلى العم استخفافا واستهجانا واستبشاعا لهذه الكلمة المرة انتهى قلت الكرماني خبط ههنا خبط عشواء وتعسف في هذا الكلام من غير أصل‘‘[74]

أقول: بعد دراسة كلا القولين توصلت إلى أن التفصيل الذي ذكره العلامة الكرماني فلا حاجة له؛ والصواب ما بينه الحافظ ويؤيده الرواية الذي ذكره الإمام البخاري في المغازي فتعقبه في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين نسبة’أم الدرداء‘:

عند شرح الحديث:’’باب عيادة النساء الرجال وعادت أم الدرداء، رجلا من أهل المسجد من الأنصار‘‘[75] قال العلامة الكرماني:

’’قوله :أم الدرداء، بالمد اعلم أن لأبي الدرداء زوجتين كل واحدة منهما كنيتها أم الدرداء والكبرى صحابية والصغرى تابعية والظاهر أن المراد منها ههنا هي الكبرى واسمها خيرة بفتح المعجمة وسكون التحتانية ‘‘[76]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قوله وعادت أم الدرداء رجلا من أهل المسجد من الأنصار قال الكرماني لأبي الدرداء زوجتان كل منهما أم الدرداء فالكبرى اسمها خيرة بالخاء المعجمة المفتوحة بعدها تحتانية ساكنة صحابية والصغرى اسمها هجيمة بالجيم والتصغير وهي تابعية ۔۔۔والصغرى عاشت إلى أواخر خلافة عبد الملك بن مروان وماتت في سنة إحدى وثمانين بعد الكبرى بنحو خمسين سنة‘‘[77]

أخرج الإمام البخاري هذا الأثر في الأدب المفرد من طريق زكريا بن يحيى قال حدثنا الحكم بن المبارك قال أخبرني الوليد هو بن مسلم قال حدثنا الحارث بن عبد الله الأنصاري قال : رَأَيْتُ أُمّ الدَّرْدَاءَ عَلَى رِحَالِها أَعْوادٌ لَيْسَ عَلَيْها غشاء عَائِدَةٌ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنَ الْأَنْصَارِ[78]

الحارث بن عبد الله: قال الإمام البخاري: الحارث بن عبيد الله الانصاري، يعد في الشاميين، قال لنا زكريا حدثنا حكم بن المبارك سمع الوليد بن مسلم قال حدثنا الحارث بن عبيد الله قال: رأيت ام الدرداء تعود رجلا من اهل المسجد من الانصار[79].وقال ابن حبان:

’’الحارث بن عبيد الله الأنصاري من أهل الشام يروى عن أم الدرداء روى عنه الوليد بن مسلم‘‘[80]

قد ثبت بتخريج الأثر المذكور أن أم الدرداء هنا ليست الكبرى كما زعم العلامة الكرماني،لأن أم الدرداء الكبرى ماتت قبل موت أبي الدرداء في خلافة عثمان والتابعي الحارث بن عبيد الله الأنصاري لم يلحق بها، وهو يروي عن أم الدرداء الصغرى وهي عاشت إلى أواخر خلافة عبد الملك بن مروان.فأقول: بعد دراسة كلا القولين توصلت إلى أن أم الدرداء المذكورة في الأثر هي الزوجة أبي الدرداء الصغرى وليست الكبرى والصواب ما جزم به الحافظ وتعقبه على العلامة الكرماني في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين الاسم ’معاوية‘:

عند شرح الحديث:’’تلك الحديقة في موضع قصر بني حديلة الذي بناه معاوية‘‘[81] قال العلامة الكرماني:

’’قوله :الذي بناه معاوية، أي ابن عمرو بن مالك بن النجار‘‘[82]

قال الحافظ ابن حجر:

’’وأما قصر بني حديلة وهو بالمهملة مصغر ووهم من قاله بالجيم فنسب إليهم القصر بسبب المجاورة وإلا فالذي بناه هو معاوية بن أبي سفيان وبنو حديلة بالمهملة مصغر بطن من الأنصار وهم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وكانوا بتلك البقعة فعرفت بهم فلما اشترى معاوية حصة حسان بني فيها هذا القصر فعرف بقصر بني حديلة ذكر ذلك عمرو بن شبة وغيره في أخبار المدينة ۔۔۔وما ذكرته عمن صنف في أخبار المدينة يرد عليه وهم أعلم بذلك من غيرهم‘‘[83]

أقول: في بناء قصر بني حديلة ما قاله الحافظ هو أقرب إلى الصواب مستدلا ما ذكرفي أخبار المدينة وقال ابن شبة[84]:

’’أما قصر بني جديلة (حديلة) فإن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما إنما بناه ليكون حصنا وله بابان باب شارع على خط بني جديلة وباب في الزاوية الشرقية اليمانية عند دار محمد بن طلحة التيمي وهو اليوم لعبد الله بن مالك الخزاعي قطيعة وكان الذي ولي بناءه لمعاوية الطفيل بن أبي كعب الأنصاري في وسطه بيرحاء‘‘[85]

وكذا وافق القسطلاني ما قاله الحافظ حيث قال:

’’(الذي بناه معاوية) بن أبي سفيان لما اشترى حصة حسان ليكون حصنا له لما كانوا يتحدثون به بينهم مما وقع لبني أمية، وكان الذي تولى بناءه لمعاوية الطفيل بن أبي بن كعب قاله عمر بن شبة في أخبار المدينة وأبو غسان المدني وغيرهما وليس هو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار كما ذكره الكرماني‘‘[86]

فأقول: بعد دراسة كلا القولين توصلت إلى أن قصر بني حديلة بناه معاوية بن سفيان رضي الله عنه كما ذكر المؤرخون وبه جزم الحافظ. والصواب ما جزم به الحافظ وتعقبه على الكرماني في محله والله أعلم.

التعقب في تعيين الشخصية’رجل‘:

عند شرح الحديث:’’حدثنا موسى بن إسماعيلحدثنا هما ، عن قتادة قال: حدثني مطرف عن عمران رضي الله عنه قال: ’’تَمَتَّعْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ القُرْآنُ؛قال رجل برأيه ما شاء ‘‘[87]

قال العلامة الكرماني:

’’قوله :رجل، ظاهر سياق هذا الكتاب يقتضي أن يكون المراد به عثمان‘‘[88]

وقال الحافظ ابن حجر:

’’قوله قال رجل برأيه ما شاء وفي رواية أبي العلاء ارتأى كل امرئ بعد ما شاء أن يرتئي قائل ذلك هو عمران بن حصين ووهم من زعم أنه مطرف الراوي عنه لثبوت ذلك في رواية أبي رجاء عن عمران كما ذكرته قبل ۔۔۔وكأن من بعده كان تابعا له في ذلك ففي مسلم أيضا أن بن الزبير كان ينهى عنها وبن عباس يأمر بها فسألوا جابرا فأشار إلى أن أول من نهى عنها عمر‘‘[89]

ما قاله الحافظ في تعيين الرجل هو أقرب إلى الصواب ووافقه أكثر الشراح مثلاً قال النووي:

’’قال رجل برأيه ما شاء يعنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه‘‘[90]

قال ابن دقيق العيد:

’’قوله :’قال رجل برأيه ما شاء ‘هو كما ذكر في الأصل عن البخاري: أن المراد بالرجل عمر عنه‘‘[91]

وكذا إختار هذا المراد بدر العيني بعد ذكر عدة أقوال فيه حيث قال:

’’ قوله قال رجل قال الكرماني ظاهر سياق هذا الكلام يقضي أن يكون المراد به عثمان رضي الله تعالى عنه وقال ابن الجوزي كأنه يريد عثمان وقال ابن التين يحتمل أن يكون أبا بكر أو عمر أو عثمان وفيه تأمل لا يخفى وقال النووي والقرطبي يعني عمر بن الخطاب وحكى الحميدي أنه وقع في البخاري في رواية أبي رجاء عن عمران قال البخاري يقال إنه عمر أي الرجل الذي عناه عمران بن حصين قيل الأولى أن يفسر بها عمر فإنه أول من نهى عنها وأما من نهي بعده في ذلك فهو تابع له‘‘[92]

وكذا قال القسطلاني:

’’قال: رجل برأيه ما شاء، هو عمر بن الخطاب لا عثمان بن عفان لأن عمر أول من نهى عنها فكان من بعده تابعًا له في ذلك، ففي مسلم أن ابن الزبير كان ينهى عنها وابن عباس يأمر بها فسألوا جابرا فأشار إلى أن أول من نهى عنها عمر‘‘[93]

فأقول: بعد الدراسة توصلت إلى أن المراد برجل في قوله (قال رجل برأيه ما شاء) هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه أول من نهى عن التمتع، وجزم به الحافظ ورأيه أقرب إلى الصواب والله أعلم.

نتائج البحث:

توصلت من خلال دراستي لهذا الموضوع الهام إلى نتائج ذات أثر كبير فأشير هنا إلى أهمها وهي ما يلي:

  1. عني العلماء عناية فائقة من منطلق حرصهم الشديد أن تبقى السنة مطهرةً نقية من شوائب الوضع والتزوير،فتناولو الأحاديثَ بالفحص والتنقيب والسبر،وأبلوا في ذلك بلاءً حسنًا،فكان بذلك أن اهتموا بصحيح البخاري، فوضعوا له الشروح، وكتبوا عليه الحواشي، وعلقوا على متونه وأسانيده، وناقشوا مشكلاته وألفاظه وكلماته، ووضعوا له التكملات، وترجموا لرجاله ورواته.
  2. اهتم العلماء المحدثين في بيان مَا ورد في متون الأحاديث ما أشكل على عامة الناس في تعيين الزمان والأماكن والقبائل والأسماء. والفت كتب مستقلة في هذه الفنون، وقداستفاد الشارحون من هذه الكتب.
  3. أن الإمام الكرماني عني عناية فائقة لصحيح البخاري عند شرح أسانيده، و متونه، بجانب متميّز فيه، استفاد منه الشارحون بعده .
  4. قد استفاد الحافظ ابن حجر أيضاً من الكواكب الدراري في المسائل الحديثية،واهتم بكلما اهتم به هو، بل زاد عليه إضافات جليلة لا يُمكن إنكارها.
  5. وقد توصلت إلى أن الحافظ ابن حجر عنده خبرة أكثر من الإمام الكرماني في تعيين الزمان والأماكن والقبائل والأسماء في متون الأحاديث عند شرح صحيح البخاري.

حوالہ جات

  1. بخاري ، محمد بن اسماعيل ،الجامع الصحيح ( بیروت:دار طوق النجاة، 1422هـ)، حديث: 4125
  2. الكرماني ، محمد بن يوسف، الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري (بيروت:دار إحياء التراث العربي،1981م)، 16: 42
  3. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر ، فتح الباري شرح صحيح البخاري (بيروت:دار المعرفة ،بدون السنة)، 7: 419
  4. العينى، محمود بن أحمد، شرح سنن أبي داود (الرياض:مكتبة الرشد 1999 م)، 5: 111
  5. البخاري ، الجامع الصحيح ، حديث: 5383
  6. الكرماني، الكواكب الدراري ،20: 25
  7. ابن حجر، فتح الباري ، 9: 527
  8. البخاري ، الجامع الصحيح ، حديث: 4242
  9. العینی، عمدة القاري، 30: 327
  10. البخاري ، الجامع الصحیح ، حديث: 981
  11. الکرمانی، الكواكب الدراري، 6: 83
  12. ابن حجر، فتح الباري، 2: 470
  13. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث: 978
  14. ایضاً، ح: 2055
  15. الکرمانی، الكواكب الدراري ، 9: 188
  16. ابن حجر، فتح الباري، 4: 294
  17. البخاري، الجامع الصحيح، حديث : 2432
  18. ایضاً، حديث: 4339
  19. الکرمانی، الكواكب الدراري، 16: 165
  20. ابن حجر، فتح الباري، 8: 57
  21. ابن الأثير ، علي بن محمد ، أسد الغابة في معرفة الصحابة ( بيروت:دار ابن حزم، 2012م)، 1: 312
  22. الذهبي، محمد بن أحمد ، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ( بيروت: دار النشر،1987م)، 2: 567
  23. الزهري، محمد بن سعد ، الطبقات الكبرى (بيروت: دار صادر، بدون السنة )، 2: 147
  24. العینی، عمدة القاري،26: 218
  25. البخاري ، الجامع الصحيح ، حديث: 6704
  26. الکرمانی، الكواكب الدراري ،23: 136
  27. ابن حجر، فتح الباري، 11: 590
  28. ابن الأثیر، علي بن أبي الكرم عز الدين ، أسد الغابة (بيروت:دار الكتب العلمية ،1415 هـ )،6:9
  29. ابن عبد البر، الإستيعاب في معرفة الأصحاب (بيروت:دارالفكر، 2006م)، 2: 7
  30. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة (بيروت: دار الجيل،1412 هـ)،7: 12
  31. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر ، تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة ( بيروت: دار البشائر، 1996م)، 2: 403
  32. العینی، عمدة القاري، 23: 212
  33. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث:516
  34. الکرمانی، الكواكب الدراري،4: 169
  35. ابن حجر، فتح الباري، 1: 591
  36. الامام ، مالك ابن أنس بن مالك ،الموطأ ،( بيروت :دار إحياء التراث العربي، 1406 هـ) ، حديث: 589
  37. العینی، عمدة القاري،7: 282
  38. القسطلاني، أحمد بن محمد، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (مصر، المطبعة الكبرى الأميرية، 1323 هـ)، 1: 475
  39. ابن الملقن، عمر بن علي ، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (دمشق :دار الفلاح للبحث العلمي، بدون السنة)، 6:77
  40. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث:4017
  41. الکرمانی، الكواكب الدراري، 15: 192
  42. ابن حجر، فتح الباري، 7: 322
  43. ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع، الطبقات الكبرى ( بيروت:دار الكتب العلمية ، 1410 هـ )، 1: 64
  44. العینی، عمدة القاري،25: 292
  45. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث: 2569
  46. الکرمانی، الكواكب الدراري، 11: 112
  47. ابن حجر، فتح الباري، 5: 200
  48. العینی، عمدة القاري،6: 281
  49. القسطلاني، إرشاد الساري ،1: 442
  50. النحل: 92
  51. البخاري، الجامع الصحيح، قبل حديث:4707
  52. الکرمانی، الكواكب الدراري،17: 176
  53. ابن حجر، فتح الباري، 8: 387
  54. سورة النحل: 92
  55. الطبري، محمد بن جرير جامع البيان في تأويل القرآن (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1420 هـ)، 17: 284
  56. الرازي، عبد الرحمن بن أبي حاتم ، الجرح والتعديل (مصر:دار الكتب العلمية،1371 هـ)، 4: 433
  57. العینی، عمدة القاري،27: 422
  58. القسطلاني، إرشاد الساري ،7: 197
  59. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث: 3905
  60. الکرمانی، الكواكب الدراري، 10: 126
  61. ابن حجر، فتح الباري، 7: 233
  62. أنظر ترجمته في أسد الغابة، ص:359؛الإستيعاب في معرفة الأصحاب،1: 145؛الإصابة في تميز الصحابة، 2: 464
  63. ابن الأثير، أسد الغابة، 2: 260
  64. ابن عبد البر، الإستيعاب في معرفة الأصحاب ،1: 145
  65. ابن هشام، عبد الملك بن هشام ، السيرة النبوية ( بيروت، دار الجيل ، 1411 هـ)، 5: 122
  66. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث: 1620
  67. الکرمانی، الكواكب الدراري،8: 130
  68. ابن حجر، فتح الباري، 3: 482
  69. الطبراني ،سليمان بن أحمد ، المعجم الكبير (القاهرة:مكتبة ابن تيمية، بدون السنة)، حديث: 1218
  70. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث: 2959
  71. الکرمانی، الكواكب الدراري، 12: 199
  72. ابن حجر، فتح الباري، 6: 118
  73. البخاري، الجامع الصحيح، حديث: 4167
  74. العینی، عمدة القاري،21: 480
  75. البخاري، الجامع الصحيح،قبل حديث: 5330
  76. الکرمانی، الكواكب الدراري، 20: 184
  77. ابن حجر، فتح الباري، 10: 117
  78. بخاري ، محمد بن اسماعيل، الأدب المفرد ( الرياض:مكتبة المعارف للنشر والتوزيع،1419 هـ)، حديث: 530
  79. بخاري ، محمد بن اسماعيل ، التاريخ الكبير،( حيدر آباد الدكن :دائرة المعارف العثمانية، بدون السنة)، 2:275
  80. ايضا، 2:275
  81. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث: 2758
  82. الکرمانی، الكواكب الدراري،12: 75
  83. ابن حجر، فتح الباري، 5: 388
  84. هو عمر بن شبة بن عبيدة الحافظ العلامة الأخبارى الثقة أبو زيد النميري البصري صاحب التصانيف ولد سنة 173 هـ وتوفي سنة 262 هـ. أنظر ترجمته : تذكرة الحفاظ، 2: 77؛سير أعلام النبلاء، 12: 369؛ وفيات الأعيان، 3: 440
  85. ابن شبة ، عمر بن شبة بن عبيدة ، تاريخ المدينة (جدة :السيد حبيب محمود أحمد،2010م)، 1: 272
  86. القسطلاني، إرشاد الساري ،5: 18
  87. البخاري، الجامع الصحيح ، حديث: 1571
  88. الکرمانی، الكواكب الدراري، 8: 97
  89. ابن حجر، فتح الباري، 3: 432
  90. النووي ، يحيى بن شرف ، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ( بيروت: دار إحياء التراث العربي ، 1392 هـ)،8: 205
  91. ابن دقيق العيد، محمد بن علي، إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (القاهرة:مؤسسة الرسالة ، 1426 هـ )،1:322
  92. العینی، عمدة القاري،14: 375
  93. القسطلاني، إرشاد الساري ،3: 136
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...