Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-ʿILM > Volume 1 Issue 2 of Al-ʿILM

أدب الأطفال عند السيد أبي الحسن علي الندوي |
Al-ʿILM
Al-ʿILM

Article Info
Authors

Volume

1

Issue

2

Year

2017

ARI Id

1682060040263_344

Pages

158-182

PDF URL

http://www.alilmjournal-gcwus.com/index.php/al-ilm/article/download/8/8

Chapter URL

http://www.alilmjournal-gcwus.com/index.php/al-ilm/article/view/8

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

أدب الطفل هو نوع من الفن الأدبي يشمل أساليب مختلفة من النثر والشعر المؤلفة بشكل خاص للأطفال والأولاد دون عمر المراهقة. بدأ تطوّر هذا النّوع الأدبي في القرن السابع عشر في أوروبا، وأخذ يزدهر في منتصف القرن العشرين مع تحسين أنظمة التّعليم في جميع أنحاء العالم، ممّا زاد من طلب المؤلفات المخصّصة للأطفال بلغات مختلفة، ومع ظهور أدباء يكرسون معظم وقتهم لكتابة مؤلفات للأطفال.

 

أدب الطفل وتربيته تعني رعاية نموه في جوانبه الجسمية والعقلية والاجتماعية والدّينية وتوجيهها نحو الاصلاح والوصول بها إلى الكمال, فإنّ هذه التّربية تحتاج إلى تعليم وتدريب وإدراك المربي للغرض من تربيته للطّفل, ولعلّ من أهمّ هذه الأغراض الحصول على العلم والحصول على الرّزق والنّهوض بالأخلاق من أجل إيجاد المواطن الصّالح والمؤمن التّقي وليس ذلك بعسير فالطّفل خلق ولديه كلّ المؤهلات التي تمكنه من النّمو وعمل المربي تكمن أهميّته في أنه يهيؤ الفرد ليكون إنسانا تقيا فهو يطبع في ذهن الطّفل بفنّ ومهارة ماينفعه أو يضره.)[1](

 

يتمتع مصطلح (أدب الأطفال) -خارج الدوائر الأكاديمية- بمعنى شائع وبسيط إلى حد

 

كبير؛ فمن الصّحف ووسائل الإعلام الأخرى إلى المدارس والوثائق الحكومية، من المفهوم أنّ المصطلح يشير إلى المواد التي تُكتب لكي يقرأها الأطفال والشّباب، وينشرها ناشر و كتب الأطفال، وتُعرض وتُخزن في الأقسام الخاصة بكتب الأطفال واليافعين بالمكتبات العامة ومتاجر بيع الكتب.( ([2]

 

طبع أول كتاب للصّغار في سنة 1484ه على يد وليام كاكستون وكان ذلك الكتاب "خرافات إيسوب". ثم تلته كتيبات أخرى في الأغاني أو في وصف الألعاب التي تجري  في الحفلات أو في "الألواح" التي تضمّ الأبجدية والأرقام والصّلوات. ولكن ذلك كلّه لم يكن في نطاق أدب الأطفال، لا من حيث الغرض ولا من حيث البنية.

 

أما بدء العصر الذّهبي لأدب الأطفال فكان في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر حين دخل الميدان كبار المؤلفين في فرنسة وإنكلترة وألمانية وإيطالية والولايات المتحدة الأمريكية.وما إن حلّ القرن العشرون حتى كان في وسع الصغار أن يطوفوا العالم، ويجوبوا البحار، ويحلّقوا في الفضاء، بفضل وسائل الإعلام الحديثة وما تخصهم.

 

أدب الأطفال أحد الأنواع الأدبية المتجددة في الآداب الإنسانية، فالطفولة هي الغرس المأمول لبناء مستقبل الأمة. والأطفال هم ثروة الحاضرة وعدة المستقبل في أي مجتمع يخطط لبناء الإنسان الذي يعمر به الأرض. ويدعم بفاعليته وجوده الإنساني ويؤكد تواصله الحضاري.

 

وأدب الأطفال هو جزء من الأدب بشكل عام وينطبق عليه ما ينطبق على الأدب من تعريفات إلا أنه يتخصص بمخاطبة فئة معينة من المجتمع وهي فئة الأطفال وقد يختلف أدب الأطفال عن أدب الكبار لاختلاف العقول والإدراكات واختلاف الخبرات نوعا وكما.

 

وأدب الأطفال قديم قدم قدرة الإنسان على التّعبير، وحديث حداثة القصّة أو الأغنية التي تسمع اليوم في برامج الأطفال بالإذاعة المسموعة والمرئية، أو تخرج من أفواه المعلمين في قاعات الدّراسة، أو يحكيها الرّواة في النّوادي، ينسجون أدبا يستمتع به الأطفال ويصلهم بالحياة.

 

وبذلك فإنّ أدب الأطفال لا يمكن أن يكون له تعريف مستقل، بل يندرج في إطار الأدب العام، وهو مرتبط بالكتاب والقارئ، فالأدب يمكن أن يعرف بأنّه يدلّ على الكلام الجيّد الّذي يحدث في النّفس متعة فنية سواء أكان شعراً أم نثراً. أدب الأطفال مهمّ جدّا في تربيّة الأطفال، لأنّه يؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة في عقل الطّفل ووجدانه، ولا سيما أنّ عقل الطّفل في هذه المرحلة لينة يمكن تشكيلها بالصّورة الّتي نريد، ولأنّ نفسية الطّفل أيضا كالصّفحة البيضاء يمكن أن نخط عليها ما نشاء. ولا ينكر أحدا أنّ أدب الأطفال يرتبط ارتباطا وثيقا بالأسرة، فالجدّة والجدّ، والأمّ والأب كانوا ينشدون لأطفالهم، لأنّ هذه الأناشيد ترتبط ارتباطا وثيقا بمهام التّربية. فهي وسيلة وغاية في وقت واحد.

 

ومن الأدباء الّذين يكتبون أدباً للطّفل المسلم، يستطيعون أن يفعلوا الكثير على ضوء الإسلام، مع ضرورة تمسكهم بالقيم الجمالية لكل لون من ألوان أدب الأطفال، وعليهم أيضاً ألا يهدروا ما توصل إليه علماء النّفس والنّقاد المخلصون، لأنّ هؤلاء الباحثين حاولوا جاهدين أن يكتشفوا عالم الطّفل الدّاخلي، والتّجارب الحياة، والدّراسات الميدانية، أملاً في معرفة العوامل المختلفة، والمؤثرات العديدة، الّتي تفعل فعلها في عقل الّطفل ونفسه ووجدانه وسلوكه، وهي محاولات ـ وإن لم تصل حدّ الكمال ـ جديرة بالنّظر والتّطبيق إذا لم تتعارض مع حقائق الإسلام ونصوصه.

 

إنّ للأطفال خبراتهم وتجاربهم وأحلامهم الخاصة، وأديب الأطفال الحقّ هو الّذي يستخدم أداة اللّغة بطريقة خاصّة تجعل الطّفل يستشعر المتعة والجمال، والنّظام والتّوازن، فتحدث الاستجابات الوجدانية والنّفسية المطلوبة، بل أثرى وأوسع ممّا هو مطلوب، ويكتسب الطّفل عندئذٍ خبرة جديدة تثري فكره، وتحقق له السّعادة، بل والدّهشة أو العجب أحياناً، ومن لا يتوفر لديه معرفة كافية بعالم الطّفولة الخاص، فسوف يكون من العسير عليه الوفاء بمهمّته الصّعبة، لأنّ الطّفل صريح ويقبل أو يرفض بصراحة. ويعبر عن انطباعه بحرية، فيقبل على الكتاب بنهم وشغف، أو يلقي به بعيداً في ملل وإهمال. ومن الصّعب على الطّفل أن يستمر في أداء فعل لا يحبه. أو كما يقولون الطّفل ناقد صادق.

 

ومن هؤلاء الأدباء السّيد أبي الحسن النّدوي الّذي كتب كثيرا حول أدب الأطفال. الّذي اهتمّ بالأطفال كثيرا لأنّهم ثروة الأمّة ومستقبلها.

 

السّيد أبو الحسن علي النّدوي

 

هو الشّيخ العلامة الدّعية المربي المفكر أبو الحسن علي بن عبد الحي الحسني النَّدْوي الهندي الجنسية ، العالمي العطاء ، شيخ الأمة ، ولسانها النّاطق بالحقّ . ويحسب كثير من الناس – والعرب خاصّة - أنّ "النّدوي" لقب أسرة يجمع بين أفرادها النسب، ويسألون من اقرابة العلامة السّيد سليمان النّدوي (أحد كبار المؤلفين في السّيرة على الإطلاق)، والأستاذ مسعود النّدوي (الأديب العربي الكير، ورائد الصحافة العربية الإسلامية في شبه القارة الهندية)، والعلامة أبوالحسن علي النّدوي.

 

هو أديب عظيم ومفكر اسلامي و كاتب قديم وداعية إسلامي في الهند([3]) ففي الحقيقة لا يجمع بينهم النّسب، وإنّما يجمع بينهم العلم والأدب، والمعهد (أي دار العلوم التّابعة لندوة العلماء) الذي ينتسبون عليه، كانتساب المتخرج في الأزهر بـــ"الأزهري"، يقول أديب العربية الكبير الشّيخ علي الطّنطاوي – رحمه الله تعالى -:

 

" وأنا لا أعرف أهل معهد أو مدرسة لهم تعلق بعهدهم أو مدرستهم ستعلق النّدويين بندوتهم، ينتسبون إذا انتسبوا إليها لا إلى آبائهم، ويجتمعون عليها أكثر ممّا يجتمع أفراد الأسرة على أنسابهم، فكل من دخلها حمل لقب "النّدوي" فعرف به، لا بلقب أهله".([4])

 

ولد العلامة أبوالحسن علي الحسني النّدوي في شهرمحرم الحرام سنة 1333هـ الموافق 23 تشرين الثّاني سنة 1914م([5]) بقرية تكيّة كلان من مديرية رائي بريلي([6]) ونشأ في أسرة متديّنة متعلّمة، نبغ منها عدد من  العلماء والدّعاة، كان من أبرزهم أبوه الشّيخ عبد الحي الّذي يعدّ بحق خلّكان الهند، وهو صاحب "نزهة الخواطر وبهجة السّامع والنّاظر"([7] )العالم المصلح والداعية المخلص، أستاذ التّفسير والأدب في دار العلوم، فوجد العلامة في هذه الموسوعة الضّخمة الثّمينة خير زاد لروحه، لقد قرأ أفذاذ المصلحين قراءة جعلته يتهيأ لدور كبير يضيف به ترجمة حافلة إلى هذه التّراجم!.

 

ولم تكن "نزهة الخواطر": هي سلواه المختار وحدها، في عهد اليفاعة، بل دفعته – فيما بعد – إلى مثيلاتها في التّراث الإسلامي، وفي كتب التّراجم والطّبقات، وهذا البحر الزّاخر من المعارف التّاريخية يحي النّفوس المتعطشة ويدفعها إلى الاحتذاء الحسن، لا سيما غذا كان القارىء مثله – أي مثل العلامة – ذا النّفس المتوثبة الطامعحة للعلاء، ونحن نرى أمثلة شتى في كتب العلامة فطفها من حدائق هذه الكتب، وكم قرأها أناس من قبله ومن بعده، ولكنّهم لم يحسنوا استغلالها على النّحو الّذي اهتدى إليه الشّاب الصّغير.([8])

 

وكانت أمّه خير النساء شريفة النّسب، شاعرة عابدة حافظة للقرآن ومؤلّفة للكتب،والمربّية النّادرة، فنسب جدته من جهة والده ينتهي إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونسب أمّه ينتهي إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو نجيب النّسب من جهتين ([9]) وتولّى أخوه عبد العلي تربيته بعد وفاة والده عندما بلوغ التاسعة من العمر.حفظ القرآن في البيت وجوّده، تعاونه أمه. والتي قامت بتربيته فأحسنتها، وكانت تتميز من بين سيدات أسرتها بقيام الليل، وكثرة الدعاء، ومناجاة الله، ويشتمل بعض أدعيتها على توجيهات رشيدة، وابتهالات وأدعية كريمة لابنها الحبيب (العلامة النّدوي)، تقول في إحدى أدعيتها متضرعة إلى الله:

 

"إلهي! يعيش ابني علي في الدنيا في حفظك وأمانتك ورعايتك، ويستنير به سراج العالم ومصباح الكون، ويخضب المجيب، اجعل (عليا)([10]) فرحاً فخوراً ذا حظوة ونسيب".([11])

 

ولد العلامة ونشأ في بيت العلم والورع والتّقوى والدّين، وفي أسرة نجيبة أصلية فهو ممتاز بعدة خصائص. ونشأ كذلك على حب من يوفقه الله ويقويه على الجمع بين الرّياستين: العلمية والعملية، والحسنيين: الدنيا والآخرة، والنقيضين: (في عرف الناس) من إمارة أو وزارة في جانب، والاشتغال بالتأليف والتدريس، أو التربية والإرشاد، والإصلاح وإزالة الفساد في جانب آخر.([12]) وقد ذكرها الشيخ النّدوي نفسه في كتابه "في مسيرة الحياة": " فهذه الأسرة قد حافظت على نسبها وأصلها إلى حدّ المبالغة والمغالاة، وأنّها-منذ قدومها إلى الهند- لم تزل متمسكة بعقيدة التوحيد الخالص، بعيدة عن الشّرك وأعماله، متجنّبة البدع والخرافات، واحتفظت في مختلف أدوارها وعهودها بخصيصة الرّجولة والحمية الدّينية وعاطفة الجهاد. وأفراد هذه الأسرة كانت تتسم بالسامح بالوداعة دون غباوة وبلادة، وظلت على اتصال متين وقوي بالطريقتين العلمية والرّوحية، وأنّ أفرادها لم تكن ذات ثروات طائلة، بل تميزت بالتقشف وشقف العيش"([13])

 

إنّ هذا أمر طبعي لا يمكن إنكاره أنّ العلامة الندوي استفاد من جهابذة دهره و أعلام عصره وأقبل عليهم إقبال الظامئ على المورد العذب، ونهل من علمهم وفقههم، ما أفهم عقله حكمة و علما، وأترع نفسه صلاحا وهديا، ويدلّ عليه مكانته العلمية العالية. قد درس العلامة النّدوي من الأساتذة الكبار والشّيوخ العظام والعلماء الجيّدون في ندوة العلماء وغيرها. نذكر هنا بعض هؤلاء الأساتذة الّذين أثروا فيه تأثيراً عميقاً بقي مدى حياته، منهم: العلامة الشّيخ خليل بن محمّد اليماني، وعلامة الدكتور محمّد تقي الدّين بن عبد القادر الهلالي المغربي، العلامة المحدّث الفيه حيدر حسن بن احمدالأفغاني الطونكي، والعلامة الشّيخ أحمد علي اللاهوري، والشّيخ حسين أحمد المدني، وأحمد قادة خركة التّحرير والمقاومة للإستعمار الإنجليزي ورئيس جميعة علماء الهند.([14])

 

كما تعلّلم اللّغة العربية من الشّيخ خليل بن محمّد الأنصاري في سنة 1924م، ودرس بعض كتب النّحو والصّرف عند السّيد عزيز الرّحمن. ولهذا أتقن علوم العربية إتقاناً جيّداً حتّى أصبح يتكلم العربية بطلاقة.([15]) وكان النّدوي طالباً مجتهداً وممتازاً في الجامعة، وحصل شهادة " فاضل أدب" بتفوق، ونال الميدالية الذّهبية،كما نال شهادة الفاضل في الحديث في السّنة التّالية.([16])

 

التحق الشّيخ النّدوي بدار العلوم لندوة العلماء في سنة 1929م، ودرس بها علوم الحديث، والتّفسير والمنطق. وفي هذه السّنة قرأ بعض كتب الفقه، ودرس تفسير السّور الأخيرة من القرآن الكريم من خواجة عبد الحي الفاروقي وأخذ بعض الدّروس في الفلسفة عن العلامة السّيد سليمان النّدوي.([17])

 

قد تأثر العلامة الندوي بعدد كبير من العلماء والأئمّة السّابقين والمعاصرين منهم: شيخ الإسلام أبوعبدالله أحمد بن محمّد بن حنبل والإمام تقي الدّين أبوالعباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني، والإمام أحمد بن عبدالأحد العمري السّرهندي، الأستاذ محمد مبارك، وشاعر الإسلام الدّكتور محمّد إقبال، والإمام ولي الله الدّهلوي، والسيد أحمد بن محمّد عرفان الشّهيد، والدّاعية الكبير محمّد إلياس الكاندهلوي، والشّيخ عبدالقادر الرّائبوري، والإمام الشّهيد حسن البنا، الشيخ الدّكتور مصطفى السّباعي، العلامة الشيخ علي الطنطاوي.([18])

 

عمل مدرّساً بدار العلوم في لكنهؤ مدّة عشر سنوات ، واشتغل بالصّحافة، و الشّيخ النّدوي مأمور في حياته بالعمل العلمي و المناصب العلمية والإدارية، ونذكر هنا بعضاً منها:رئيس جامعة دار العلوم، وأمين لندوة العلماء بالهند ورئيس جامعة دار العلوم، ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية والمؤسس لها، ورئيس هيئة الأحوال الشّخصية الإسلامية لعموم الهند، رئيس هيئة التعليم الدّيني للولاية الشّمالية بالهند، ورئيس مجمع دار المصنفين بأعظم كره بالهند، ورئيس مركز أكسفورد للدّراسات الإسلامية بلندن، ورئيس المجمع العلمي الإسلامي بالهند والمؤسس له، ورئيس حركة رسالة الإنسانية والمؤسس لها، عضو المجلس الاستشاري للجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة منذ تأسيسها، عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكّة المكرّمة، عضو المجلس الأعلى للمساجد بمكّة المكرّمة، عضوالمجلس الأعلى العالمي للدّعوة والإغاثة بالقاهرة، عضوالمجلس التنفيذي بالجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند بالهند، عضو المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، عضو مجلس الأمناءللجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ بنغلاديش، عضو مجامع اللغة العربية بدمشق والقاهرة وعمان، عضومجلس المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، عضو المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات بالرباط المغرب، عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، وعضواستشاري للجامعة الإسلامية بماليزيا، ورئيس تحرير لعدد من المجلّات العلمية مثل مجلّة الأدب الإسلامي، ومجلّة النّدوة، ومجلّة المعارف، ومجلّة تعميرجات وغيرها.([19])

 

وهو أحد مؤسّسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها الأوّل، عضو المجلس التّأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكّة المكرّمة، أمين عام ندوة العلماء في الهند، عضو مراسل للمجمع العلمي العربي بدمشق واللغة العربيّة بالقاهرة، عضو المجلس التنفيذي لدار المصنّفين في أعظم كرّة، مؤسس المجمع الإسلامي بالهند.

 

والعلامة النّدوي أخذ الجوائز العالمية والتّكريم والشّهادات كثيرة من العلم والمعرفة واللغة العربية، منها ما يلي: جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1980م في خدمة الإسلام، وشهادة الدّكتوراه الفخرية في الآداب في سنة 1981م من جامعة كشمير ، وجائزة الشّخصية الإسلامية من حكومة دبي لسنة 1998م، وجائزة السّلطان حسن البلقية-سلطان برونائي- للدّراسات الإسلامية سنة 1998م، و حصل جائزة الإمام ولي الله الدّهلوي من معهد الدّراسات الموضوعية بالهند سنة 1999م، أقيمت له حفلة تكريم بجدّة سنة 1985م، أقيمت له حفلة تكريم سنة 1996م في إستنبول.([20])

 

توفي الشّيخ النّدوي في يوم الجمعة 23 رمضان سنة 1420ه الموافق 31 ديسمبر سنة 1999م في مكان إقامته في الهند(يرحمه الله).[21]

 

بدأ العلامة النّدوي كتابة في وقت مبكر من عمره، ونشر أوّل كتابه باللغة الأردية باسم "سيرة السّيد أحمد الشّهيد" في سنة 1939م. كما ألف كتبا منهجية أخرى باللغة العربية لطلبة المدارس العربية بالهند.([22]) ثمّ التفت العلامة الندوي إلى العناية بالطّفولة والكتابة للأطفال والنّاشئين، بوصفهم رجال الغد وصناع تاريخ الأمم والملل، وهو في عنفوان شبابه، وكتب مجموعة من قصص النّبيين للأطفال بلغتهم، في أسلوب سلس فريد، وطريقة شائقة مضمناً إياها ما يجب من المعاني والقيم، ومن الدّروس والعبر، ومن العقائد والمثل، حتى قال أحد كبار علماء الهند([23]): إنها (علم توحيد) جديد للأطفال، وأثنى عليها أديب كبير كسيد قطب – مارس هذا العمل – أيضاً في تقديمه لـــ (قصص النبيين) بهذه الألفاظ.

 

"لقد قرأت الكثير من كتب الأطفال – بما في ذلك قصص الأنبياء عليهم الصلوات والسلام – وشاركت في تاليف مجموعة: "القصص الديني للأطفال" في مصر، مأخوذاً كذلك من القرآن الكريم، ولكني أشهد في غير مجاملة: أن عمل السيد أبو الحسن في هذه القصص التي بين يدي جاء أكمل من هذا كلّه، وذلك بما احتوى من توجيهات رقيقة وإيضاحات كاشفة لمرامي القصة وحوادثها ومواقفها، ومن تعليقات داخلة في ثنايا القصة، ولكنها توحي بحقائق إيمانية ذات خطر، حين تستقر في قلوب الصغار أو الكبار.

 

جزى الله السيد أبا الحسن خيراً، وزاده توفيقاً، وهدى به الأجيال الناشئة التي تحيط بها العواصف والأعاصير، وتنتشر في طريقها الأشواك، وتدلهم من حولها الظلمات، وتحتاج إلى الهدى والنور والرعاية، والإخلاص في حياطتها ورعايتها، ومن الله التوفيق."([24])

 

نتحدّث في هذا القسم عن أهداف العلامة النّدوي فيما كتبه للطّفل المسلم وفكره الأدبي، والّذي يحتوي على ستة مباحث، وهي: اللغة، والدعوة، والتربية الإسلامية، والجانب الفكري والنفسي، والثقافة الإسلامية، والتي تبرز عدة نواح في الفكر واللغة والتربية، وتهمّ أدب الطفل من خلال دراسة الباحث المتأنية لكتب العلامة الندوي فيها، نتناول هنا كلّا من هذه الأهداف بشيء من التفصيل في ضوء مؤلفاته وكتبه، فمنها أوّلاً:

 

اللغة:يظهر اهتمام العلامة الندوي في اللغة من خلال الأمور التالية: الدعوة إلى الاهتمام باللغة العربية عند الطفل المسلم، البعد عن الخيال الوهمي في أدبه مع الطفل، استخدام الأساليب اللغوية في أدبه مع الطفل، التركيز على الحدث الماضي.

 

الدّعوة: تتكشف آداب الدّعوة عند العلامة النّدوي من خلال النّماذج الطّاهرة من دعوة الأنبياء والصّالحين التي وردت في القرآن الكريم، نذكر منها: نموذج من دعوة إبراهيم عليه السلام، نموذج من دعوة سيدنا يوسف عليه السّلام، نموذج من دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نموذج من دعوة جعفر بن أبي طالب للنّجاشي ملك الحبشة.

 

التّربيّة الإسلاميّة:

 

قدّم العلامة الندوي في مستهل كتابه "قصص النبيين" نصيحة لابن أخيه "محمد الحسني"([25]) من القصص العربية من جهة أخرى نصيحة بدراسة قصص الأنبياء وتعلّم اللغة العربية، قدّم العلامة هذه النّصحية التّربوية اّلتي تحمل في ثناياها كلّ الأسف والخجل من القصص العربية التي لا تتكلّم إلا عن الحيوانات والأساطير والخرافات، فيقول:

 

"ابن أخي العزيز! أراك حريصاً على القصص والحكايات، ولكني أتأسف لأني لا أرى في يدك إلا حكايات السنانير والكلاب والأسد والذئاب والقردة والذباب، ولكني أخجل أنك لا تجد ما يوافق سنك من القصص العربية، إلا قصص الحيوانات، والأساطير والخرافات، فرأيت أن أكتب لك ولأمثالك أبناء المسلمين قصص الأنبياء والمرسلين – عليهم صلاة الله وسلامه – بأسلوب يناسب سنك وذوقك، ففعلت."([26])

 

نذكر هنا الأهداف التربوية التي يؤكد عليها العلامة النّدوي في كتبه الّتي ألّفها للنّاشئين، فمنها:

 

التّدرج في الأسلوب التّربوي للنّاشئة حسب ما تقتضيه درجتهم العقلية، غرس مكارم الأخلاق الإسلامية في كيان الطّفل، ودعوته إلى التّمسك بها، الحثُ على حبّ العلم وتعلمه ودعوة الطفل إلى طلبه، تحرير عقل الطّفل وقلبه من الأساطير والخرافات، وضغوط شهوات الحياة الدّنيا وهذا التّحرير لعقل الطّفل هو تحرير من الجاهلية وكل تبعاتها، وهذا الهدف يظهر من خلال الشّواهد التّالية الّتي أكد عليها العلامة في قصصه يبدو منها ما يلي:

 

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، تطهري الحر من الأوثان والأصنام، زهد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي في الدّنيا وشهواتها. تنمية الرّوح الجهاديّة والنّفس المطمئنّة للطّفل المسلم: ففي كل قصص العلامة الندوي عن الأنبياء وحكاياته عن التاريخ الإسلامي، دعوة إلى الجهاد وحب الاستشهاد وترغيب الطفل في الشهادة في سبيل الله([27])وقد أكد هذا المعنى السامي العلامة الندوي تأكيداً واضحاً ومميزاً في معظم قصصه وحكاياته، والأدلة على ذلك كثيرة، نذكر منها التالية: تنافس الغلمان في الجهاد والشّهادة في غزوة بدر، مسابقة بين أتراب في غزوة أحد، فداء علي بن أبي طالب للرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نام في فراشه ليلة هجرته، فكان علي أول فدائي في الإسلام:

 

"وأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلّم بهذه المؤامرة، فأمر علي بن أبي طاللب أن ينام في فراشه مستجياً ببردته".([28])

 

الثّقافة الإسلامية: قام العلامة النّدوي بترسيخ بعض خصائص الثّقافة الإسلامية في عقول النّاشئين، وذلك كالتّالي: الوعي الإسلامي، النّظرة الشّمولية والتّفسير الإسلامي للتّاريخ، ربانية المصدر والغاية، الإنسانية، الثّبات.

 

قصص النّبيّين

 

قبل أن أكتب أو شيئا عن كتاب "قصص النبيين" ، أظن أن أتحدث أولا عن النثر، والرواية، والقصة. لأن الرواية والقصة يخرجان من النثر، فمن الضروري للقارئ أن يفهم هنا عن هذه الأسماء الثلاثة المذكورة. إنّ النثر هو أوّل ما عرفه العرب في الخطابة و الكتابة، و النثر معناه الكتابة بشكل مرسل دون إتباع وزن أو قافية، و ما المقال الذين بين يديك هذا إلا مثال على النثر، و كان النثر هو طريقة الكلام و الكتابة الوحيدة والمعروفة عند العرب حتى بزر الشعر إنّ النثر هو أكثر ما تجد عليه من كلام أهل اللّغة([29])، و به تكتب المعارف و المؤلفات، و به تلقى الخطب، و به يتكلم العرب كلامهم العادي في حواراتهم و تواصلهم.

 

أنواع النّثر

 

الرّواية: وهي أكثر أنواع القصص طولاً([30])، وذلك لأنها تحتوي على أحداث وتفاصيل كثيرة ودقيقة، وكذلك تحتوي على عدد أكبر من الشخصيات، كما يتم استخدامها لمناقشة قضية معينة أو مجموعة من القضايا المترابطة، وتمتاز الرواية بمجموعة من الصفات والمميزات منها تعدد الأحداث.

 

الخطابة: وهي عملية الإقناع للأشخاص المقابلين بشكل قوي وذلك من خلال استخدم الألفاظ والأدلة([31])، ومن أشهر الخطباء، خارجة بن سنان، وقيس بن ساعدة الأيادي.

 

المسرحية: هي إحدى أشكال النثر الأدبي، ويقوم هذا الشكل على تجسيد قصة أو رواية على خشبة المسرح، والمسرحية وجدت عند اليونانيين وكانت على شكلين([32])، وهما الكوميديا وكان يطلق عليها الملهاة، والتراجيديا وكان يطلق عليها المأساة.

 

القصة:وهي شكل أدبي نثري تقوم بتصوير عدد من الأحداث الشخصيات، وينتمي لها القصة القصيرة وهذا النوع من القصص تدور حول عدد محدود من الأحداث.

 

الرّوايات:مفردها رواية، وهي ما يقوم به الكاتب من سرد نثري لمجموعة([33]) من الأحداث المطوّلة تُجسدّها شخصيّات خيالية على شكل قصة متسلسلة الأحداث، وتعتبر الروايات أكبر من القصص، وتختلف عن بعضها البعض بالحجم وعدد الشخصيات وتصنيفاتها وتباين الأحداث. تعرف الرواية على أنها أحد أشكال الأدب([34])، وهي سرد لشخصية أو حدث بشكل نثري خيالي طويل، وتعد الرواية من أكبر أشكال الأدب حجما. تتعددأشكال النّثر الأدبي في اللغة العربية ومن أبرز أنواع الفنون النّثرية هي القصّة والرّواية([35])، فهما من الأعمال الأدبيّة التي يبرع كاتبها بفرضِ أسلوبه وخياله الخاص لِجذب القارىء لإكمال قراءة القصّة أو الرّواية من خلال الأسلوب الشيق الذي يَغلب عليها.

 

الموضوع: وهو الهيكل الأساسي أو الفكرة التي اعتمدها الروائي عندما ([36])بدأ في كتابة روايته؛ وهي عبارة عن موعظة أو قيمة أو خلاصة ذات أهمية وفائدة.

 

حينما كان يشعر العالم الإسلامي بمسيس الحاجة إلى الكتب الدّراسية الّتي تهتمّ بتعليم أطفال المسلمين عقائد الإسلام الأساسيّة، وتعتني بالنّاحية التّربوية، وتركز على تعليم اللغة العربية بصورة رئيسية، تجلت هذه الجهود في تأليف كتب دراسية للأطفال النّاشئين والشّباب المسلم، حيث قام العلامة النّدوي بتأليف سلسلة بكاملها لغرس العقائد الإسلامية في أذهان النّاشئة، وتحبيبها إلى نفوسهم البريئة، في أسلوب فريد ممتع، فظهر كتابه يحمل الاسم "القصص النّبيين للأطفال".

 

هنا يكفي شهادة لنجاح العلامة في تحقيق الأهداف الّتربوية والدّعوية والفنّية والموضوعيّة ما قاله الأديب الكبير، والدّاعية الشّهيد الأستاذ سيّد قطب في تقديمه لهذا الكتاب.

 

"ولقد قرأت الكثير من كتب الأطفال – بما في ذلك قصص الأنباء عليهم الصّلوات والسّلام – وشاركت في تأليف مجموعة: "القصص الدّيني للأطفال" في مصر، مأخوذة كذلك من القرآن الكريم، ولكني أشهد في غير مجاملة: أن عمل السّيد أبي الحسن في هذه القصة التي بين يدي، جاء أكمل من ذلك كله، وذلك بما احتوى من توجيهات دقيقة وإيضاحات كاشفة لمرامي القصّة وحوادثها ومواقفها، ومن تعليقات داخلة في ثنايا القصة، ولكنّها توحي بحقائق إيمانية ذات خطر، حين تستقر في قلوب الصّغار والكبار".([37])

 

وقد التزم العلامة خلال التأليف هذه الأمور، منها:#

أن تكون ثروة الألفاظ فيه أقلّ قليلاً، ولكنّها تنقش في ذهن الطّالب بكثرة التّكرار والإعادة.
  1. أن يكون الكتاب في لغة القرآن، وتوضع الآيات الكريمة في محلّها كالفص في الخاتم.
  1. أن يشتمل على تعليم العقائد الأساسية (التّوحيد، والرّسالة، والمعاد)، وتلقينها للطّالب بطريقة عفوية.
  1. أن يبسط القصص ويزود الأطفال بما يكره إليهم الكفر والشّرك والمعاصي، ويحبب إليهم الإيمان والعقيدة، ويرسخ فيهم الاعتقاد بعظمة الأنبياء وجلالة مكانتهم، وكل ذلك بطريق لا يشعر الطالب بثقله، وأنه يلقى عليه، بل يتلقاه ضمناً وعفواً وينسجم معه.

 

 

 

قد صدر لهذا الكتاب أكثر من خمسين طبعة من مصر وبيروت والسعودية بإذن العلامة المؤلف، وقرر في كثير من المدارس الإسلامية في العالم العربي والإسلامي.

 

والقصص القرآني وسيلة من وسائل القرآن الكريم الكثيرة إلي تحقيق هدفه الأصيل، والقرآن كتاب دعوة دينية قبل كل شيء، والقصة إحدي وسائله لإبلاغ هذه الدعوة، وتثبيتها، شأنها في ذلك شأن مشاهد القيامة، وصور النعيم والعذاب، وشأن الأدلة التي يسوقها علي البعث، وعلي قدرة اللّه، وشأن الشرائع التي يفصلها، والأمثال التي يضربها.. إلي آخر ما جاء في آي القرآن الكريم من موضوعات([38]).

 

"أسلوب القصة أمر محبَّبٌ للنّاس صغاراً وكباراً، فكانت القصّة القرآنية ذات مغزي عميق مؤثر في مشاعر الإنسان، وكان سرد أحداث القصة التّاريخية عبرة وعظة، تبين لنا قوّة الصّراع بين الخير والشّر، وتنبّه القلب إلي سلامة الإيمان والاعتقاد باللّه سبحانه وتوقظ مشاعر الإنسان لمعرفة حقيقة الكون، وعدم الاغترار بالدّنيا، والعمل للآخرة دار الخلد والبقاء والنّعيم الأبدي"([39]).

 

قال اللّه سبحانه وتعالى:

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ([40]).

 

القصّة في القرآن الكريم وسيلة فنية لعرض مبادئه والدّعوة إليها والتّربية علي أساسها وتثبيت حقائقها في قلوب المؤمنين.

 

"فلا تهدف القصة القرآنية إلي التاريخ، لا تاريخ الرّسالات والرّسل، ولا تاريخ الأمم والأشخاص، إنّما تأخذ من الواقع التأريخي ما بقي بتحقيق هدفها الأصيل، كما لا تهدف إلي المعرفة الثّقافية ولا إلي المتعة والتّسلية، فمن أراد ذلك فليلتمسه في غير قصص القرآن، فهدف القصة القرآنية الأصيل هو الدّعوة والتّربية، وعلاج موضوعات القرآن الكريم علاجاً فنياً"([41]).

 

﴿وكلا نَقُصُّ عَلَيْك مِنْ أنباءِ الرُسُلِ ما نُثبتُ به فؤادك. وجاءَك في هذه الحق ومَوْعظة وذِكْري للمؤمنين﴾.([42])

 

والقصة في القرآن تعطي الدّليل القاطع على أنّ حكم اللّه عادل، وأمره مبرم، وتشريعه محكم، لا يتغيّر في القديم والحاضر والمستقبل.

 

الكتاب جليس الطّفل وصديقه، يغذي عقله، وينمي مداركه، ويصقل موهبته، ولقد كانت كتب الأطفال عند أبي الحسن النّدوي ميراثاً أدبياً لطفلنا المسلم. وأدب الأطفال عند أبي الحسن النّدوي هو أدب إسلامي بعكس الكثير من الّذين ألّفوا في هذا الأدب، لأنّه الهمّ الإسلامي، ويتكلّم بحرارة العاطفة، ويكتب تاريخ الإسلام بأسلوب التّربية والدّعوة الصّادقة، وقد شهد لهذا الأستاذ الشّهيد سيّد قطب رحمه الله: "ولقد قرأت الكثير من كتب الأطفال بما في ذلك قصص الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام، وشاركت في تأليف مجموعة القصص الدّيني للأطفال" في مصر مأخوذاً كذلك من القرآن الكريم، ولكنّي أشهد في غير مجاملة، أنّ عمل السّيد أبي الحسن في هذه القصة الّتي هي بين يدي، جاء أكمل من هذا كلّه، وذلك بما احتوى من توجيهات دقيقة، وإيضاحات كاشفة لمرامي القصّة وحوادثها، ومواقفها، ومن تعليقات داخلة في ثنايا القصة، وكلّها توحي بحقائق إيمانية ذات خطر حين تستقر في قلوب الصّغار أو الكبار، جزى الله السيد أبا الحسن خيراً وزاده توفقاً".([43]) جزى الله أبا الحسن خير الجزاء، ونفعنا والمسلمين بعلمه وفكره وحكمته الرشيدة.([44])

 

سيرة خاتم النبيّين

 

سيرة خاتم النبيينﷺ من السيرة النّبوية، هذا الكتاب سيرة خاتم النّبيّين وسطا بين الكتب الّتي ألّفت في السّيرة لكبار النّابغين والكتب الّتي ألّفي للصّغار النّاهضين، فهو جدير بأن يدرسه الصّغار المراهقون في مدارسهم، ويقرأه الكبار المتوسطون في مكتباتهم ويقدم كذلك إلى غير المسلمين أو ينقل إلى لغات أجنبية وقد جاءت فيه خلاصة السّيرة ة و لبابها وروائع حكاياتها وأخبارها، وتاريخ الدّعوة الإسلامية الأولى وفتوحها وانتصاراتها وعجائب التّربية ومعجزاتها، فأصبح الكتاب مدرسة كاملة ينشأ فيها بين إيمان وحنان وينقلب بين روح وريحان ويخرج منها وقد حمل معه الزّاد الّذي يسائره في حياته، والنّور الّذي يسير في ضوئه، والسّلاح الّذي يدافع به عن نفسه وإيمانه والرّسالة الّتي يحملها للعالم والأمم.

 

هذا الكتاب هو الجزء الخاص بسيرة خاتم النّبيّين. وقد تعرّض النّدوي نفسه لمثل هذا الخطر، فقد وقعت فترة مدّة ثلاثين سنة بين جزء قصص النّبيين الّذي انتهى إلى قصة سيدنا موسى عليه السّلام وعلى نبينا الصّلاة والسلام وبين الجزء الّذي ابتدأ بقصة سيّدنا شعيب عليه السلام، وانتهى إلى قصة سيدنا عيسى بن مريم عليه السّلام وما بالحياة ثقة. فشرع في وضع السّيرة النّبية للأطفال على أثر انتهائه من تأليف الجزء الأخير من قصص النّبيّين. ثمّ اشتغل بتأليف الكتاب الكبير في السّيرة النّبويّة وقد كان هذا الكتاب الصّغير نواة هذا الكتاب الكبير وأساسه. ذكر ا الشّيخ النّدوي في مقدمة كتابه: وقد اعتمدت في تأليف هذا الكتاب على تلخيص السّيرة النّبويّة لابن هشام مستنداً في ذلك إلى بعض المراجع القديمة، ولم ير المؤلف ضرورة إحالة القارىء إلى هذه المراجع بقيد الصفحات والطّبعات، لأنّ الكتاب قد ألف للصّغار النّاهضين لا للباحثين والمحقّقين. أسلوب هذا الكتاب كذا من قصص النبيين للأطفال، من محاكاة أسلوب الأطفال، وطبيعتهم وتكرار الكلمات والجمل، وسهولة الألفاظ، وبسط القصة، فقد شب هؤلاء القراء الصّغار عن طوقهم، وتقدموا في ثقافتهم اللغوية، ودرجتهم العقلية، فأصبحوا قادرين على إساغة هذا الغذاء العلمي العقلي.[45]

 

وقد بدأ الشّيخ النّدوي في هذا الكتاب من العصر الجاهلي يعنى بعد نبي الله عيسى بن مريم عليه السّلام، هذه الفطرة[46] طويلة. ثمّ ذكر قبل البعثة حالة مكة وقريش، ووضح ظهور الوثنية في مكة وقريش، وقد ذكر حادثة الفيل وهكذا ذكر عن والدي النّبي ﷺ ثمّ رقم حياة النبي من الولادة إلى الوفاة، ثمّ ذكر المؤلف أزواج النّبي وأولاده، وأخيراً قد ذكر المؤلف أخلاق النّبي ﷺوشمائله. وانتهى من هذه الكلمات: يقول أنس رضي الله عنه:

 

مامسست ديباحا ولا حريرا ألين من كف رسول اللهﷺ

 

ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله ﷺ

 

القراءة الراشدة

 

رأى العلامة الندوي كتباً صغيرة لبعض أدباء مصر في حكايات الأسد والذئاب، والقردة والذباب، حتى الخنازير والكلاب، فصيحة العبارة قليلة المغزي، عربية الوضع إفرنجية الروح، إسلامية اللغة جاهلية السبك، فيها صور الحيوانات في اللباس الغربي، فساءه كل هذا أن لا يقرأ أبناء المسلمين في العربية أيضاً إلا قصص الحيوانات والأساطير والخرافات، فكتب لهم قصص الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، بأسلوب سهل يحاكي أسلوب الأطفال وطبيعتهم من تكرار الكلمات والجمل، وسهولة الألفاظ وبسط القصّة، وزيّن الكتاب بصور مناظر الطبيعة والأبنية المقدسة.

 

ثم رأى العلامة أنّ كل ذل لا يسد مسد سلسلة القراءة التي تحتوي على موادٍ في اللغة والأدب متنوعة بأسلوبٍ تدريجي ملائم الناشئة المسلمة الهندية خاصة، ونشء البلاد الإسلامية عامة.

 

فوضعها في أجزاء، واجتهد في:#

أن تكون اللغة أدبية دينية عليها مسحة من جمال أدب الكتاب والسنة.
  1. استعمال الكلمات المستحدثة التي لها أصلٌ عربي واشتقاق صحيح لموضوعات عصرية، قد عول المؤلف فيها في الغالب على قرارات مجمع فؤاد الأول للغة العربية، حتى لا يلجأ الطالب في استعمال الكلمات العجمية أو الدخلية، أو يكون له لسانٌ أخرس في المناسبات العصرية.
  1. تكرار المفردات العربية حتى يتمرّن عليها الطالب.
  1. تنوع الموضوعات والمواد لينشط الطالب وينتقل فيها من فائدة علمية إلى حديث ممتع وحوار لذيذ، ومن درس علمي إلى حكاية تاريخية، ومن نثر إلى شعر أو نشيد.
  1. نقل الحكايات الواردة في الحديث إلى لغة تشتمل على أسلوب الحكايات الموضوعة للأطفال.
  1. دروس خلقية تهذيبية تعلم ىلآداب الإسلامية في مختلف نواحي الحياة.
  1. تضمين الدروس الأدعية الأدعية المأثورة والآداب الدينية بحيث لا يشعر الطالب بأنها تلقى عليه إلقاءً بل يحفظها، عفواً في ثنايا الدروس والحكايات.
  1. الروح الدينية السارية في الكتاب، بحيث لا يمكن تجريد الكتاب عنها، ويعمّ ذلك الدروس الدينية ودروس المعلومات الكونية والطبيعية والحيوانات والنباتية والاختراعات الحديثة.

 

 

 

يتكوّن هذا الكتاب من ثلاثة أجزاء.

 

وما لا ريب في أنه هدية أنه هدية قيّمة لأبناء المسلمين الناشئين.

 

نال هذا الكتاب قبولاً بالغاً ورواجاً عاماً منذ أول يومه، وقررته كثيرٌ من الهيئات التعليمية والمعاهد الدينية في الهند وباكستان وأمريكا وإنكلترا.

 

وفي "القراءة الراشدة"" نجد النّدوي مهتماً بتقديم معرفة الله إلى الأطفال من خلال الحبكة القصصية، فنجده في موضوع بعنوان ( حديث القمر ) يصف السّماء، واللّيلة المقمرة، وارتفاع القمر عن الأرض، وهي أشياء تُجسد عظمة الخالق سبحانه وتعالى، ويُقدم فيها للطفل عددا من الحقائق العلمية والشرعية في أسلوب حواري بين الطفل ( هشام ) ووالده، وفيها نجد ( هشام ) يُكثر من التّسبيح والتّكبير([47])، حيث أصبحت الحقائق المتنوعة التي يُقدمها الوالد للطفل مثيرة لخياله فيتساءل عن مدبرها، حتى يعلم أنَّه الله سبحانه وتعالى، وبذا يلهج بالتسبيح له.

 

وانطلاقاً من ضرورة تعليم الأطفال العقائد الإسلامية منذ الصغر؛ فإننا نجد الندوي يهتم في أدبه الإسلامي للأطفال بعرض العقيدة، وإيضاح معرفة الله سبحانه وتعالى للأطفال، فنجده يتأمل قصة (إبراهيم عليه السلام) وكيف عرف ربَّه، بأسلوب يتلاءم مع عقلية الأطفال وسهولة تفكيرهم، حيث المقدمات المنطقية موصلة للنتائج، فنراه يقول: "وعرف إبراهيم أنَّ الله ربُّه، لأنَّ الله حيٌّ لا يموت، وأنَّ الله باقٍ لا يغيب، وأنَّ الله قويٌّ لا يغلبُه شيء"([48])، وممَّا يدعم هذا الاتجاه في الخطاب للأطفال ما نراه من وضوح المفردات وسهولتها، وذلك للاهتمام بتقديم العقيدة السليمة أوضح ما تكون.

 

قصص من التاريخ الإسلامي

 

إنّ الناشئة الإسلامية والأطفال المسلمون أحوج من كلّ ناشئة وجيل في سن الحداثة إلى قصص وحكايات تغرس فيهم حب الخير، والفضيلة، والبطولة، والتحضية، والجهاد، والشهادة في سبيل الله، وإيصار الآخرة على الدنيا، والعزوف عن سفساف الأمور، وفضول الحياة، والحب لله وللرسول، ولأصحابه وأتباعه، والذين بذلوا نفسهم ونفيسهم في سبيل الله، وحموا الدين، ودافعوا عن المسلمين؛ لأنّ سعادة الدنيا، وفلاح البشر يتوقف على نشوئهم النشوء الصالح، وتضلعهم بروح الدعوة إلى الله، والكفاح في سبيل الله، والتحلي بالحياة المثالية النموذجية.

 

والتاريخ الإسلامي من أغنى الثروات التاريخية، والمكتبات العالمية، في روائع إيمانية وخلقية، ومثل إنسانية رفيعة، باعثة على الهمم العالية، والاتجاهات، والمطامح الخيرة النبيلة، وكتب التاريخ الموثوق بها مليئة طافحة بمثل هذه الحكايات، والقصص، والمثل، والنماذج، ولكن الأقلام المسلمة، والمؤسسات التربوية، ودور النشر في العالم الإسلامي – نقول هذا مع أسف واعتذار – لم تعط هذا الجانب المهم حقه من العناية، والجمع، والتأليف، فلا يزال أطفال المسلمين، ومن كان في سن حديثة، يعيشون في قلة ونذرة، إذا لم نقل في فقر وعوز، من هذا الصنف من كتب صغيرة تجمع هذه الحكايات والملتقطات من كتب التاريخ الضخمة، وتكون مكتبة للأطفال المسلمين تسهل الاستفادة منها، وتقوي الرغبة فيها، ويدون أثرها في نفوس الأطفال، والنشء الحديث.

 

وقد شرح الله صدر العلامة الندوي لالتقاط حكايات خفيفة شائقة، مثيرة مفيدة، ومن كتب السيرة وتاريخ الإسلام، والسير والتراجم، فاخترا موادّ جديدة من كتب التاريخ، وصاغها في لغة سهلة، وأسلوب مبسط لائق بالأطفال، والذين حصل لهم إلمامٌ باللغة العربية، وبدؤوا يفهمون اللغة السهلة الميسرة، فتكوّنت بذلك رسالة، أو كتابٌ صغيرٌ يحتوي على ثماني عشرة حكاية.([49])

 

من النّجوم إلى الأرض

 

هذا الكتاب دروس ملتقطة من كتب أبي الحسن النّدوي، وعبر مستوحاة من التاريخ الإسلامي المجيد، في لغة سهلة، وأسلوب عذب مشوّق، مضمنا للمعاني الرائدة، والقيم الفاضلة، والمثل الجليلة، والكتاب موجه للأطفال لتوسيخ عقائدتهم، وتزويدهم بالثّقافة الإسلامية، وهو مزدان بالصّور والخرائط التّوضيحية.

 

وفي خاتمة هذا البحث أذكر بقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾([50]) فنعمل الصالحات ونجتنب الفواحش ليرضى عنا ربّ السّماوات والأرض، فمن رجى رحمة ربه فإليه يعود، فباب رحمته مفتوح. وليكن سعيه من بعده حميدا، وفعله رشيدا، وقوله سديدا. فإذا كان هذا حالنا رفع الله عنا الذل والضنى، والوبا والخنا، وصب علينا البركات صبا، ولم يجعل عيشنا كدا، وكان لنا نصيرا وسندا.

 

الشيخ أبو الحسن علي الندوي، هو عالمٌ كبيرٌ وداعي إسلامي، أتاه الله تعالى العلم والاخلاص على الدعوة إلى الله بقلمه ولسانه، إنّ العلامة النّدوي كان من أذكياء العالم ذوهمة عالية، فقد رحل إلى البلاد المختلفة لجهات متعدّدة لنشر العلم، حتى إنّه اليوم ليعد من أبرز أعلام المصلحين، وله مؤلفات كثيرة الّتي تتميّز بالدّقة العلمية في تفهيم أسرار الشّريعة والتّحليل الدّقيق لمشاكل العالم الإسلامي، ووسائل معالجتها، وهو يمتاز بعلماء السّلف الصّالح في زهده، وعبادته وكرامة نفسه.

 

لقد كتب على عدة مواضيع مهمة، وأشهر من مؤلفاته " ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين" وغيره من الكتب الباكورة، كما أنه كتب حول أدب الأطفال، لأنه كان يعتقد أن طفل المسلم هو أساس المجتمع المسلم.

حوالہ جات

  1. - حسين بن محمّد المهدي، القاضي، صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، دار الكتاب، 2009م، 2/372
  2. - إبراهيم فتحي، معجم المصطلحات الأدبية، الطبعة الأولى ، المؤسسة العربية للناشرين المتحدين، 1986م
  3. - انظر النّدوي، أبوالحسن علي الحسني، في مسيرة الحياة، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 1987م، 1/ 30-72؛ القرضادي، يوسف، الدكتور، الشيخ أبوالحسن الندوي كما عرفته، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 2001م، ص:32؛ الغوري، عبدالماجد، السيد، أبوالحسن علي الحسني الندوي الإمام المفكر الداعية الأديب، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1998م، ص:29.
  4. ـ- الطنطاوي، علي بن مصطفى (م: 1420ه)، ذكريات، دار المنارة للنشر والتوزيع، جدة - المملكة العربية السعودية

     

    الطّبعة الخامسة، 1427 هـ - 2006 م ، 8/111
  5. - انظر النّدوي، في مسيرة الحياة، 1/ 45؛ آزادي، عبدالسلام، التّاصيل الإسلامي للغة العربية وآدابها في جهود الشيخ أبي الحسن الندوي، دار المنارة، مصر، الطبعة الأولى، 2002م، ص: 33.
  6. - التي تبعد عن عاصمة ولاية أترابرديش "لكهنؤ" حوالي ثمانين كيلو متراً.
  7. - البصري، عبدالله بن محمّد، معجم أهم مصنفات التراجم المطبوعة، الطبعة الأولى، بدون الناشر، 122ه،1/103
  8. ـ محمد رجب البيومي (الدكتور): النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، بدون سنة، 3/23
  9. - انظر الحسيني، السيد قدرة الله، العلامة السيد عبد الحي الحسني، دار الشرق، السعودية، الطبعة الأولى، 1983م، ص:74؛ آزادي، التّاصيل الإسلامي للغة العربية وآدابها في جهود الشيخ أبي الحسن الندوي، 32-33.
  10. ـ كان كبار أفراد أسرة العلامة الندوي يسمونه في الصغر بـــ"علي".
  11. ـ الندوي، محمد اجتباء (الدكتور): أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الحكيم، بدون السنة، ص: 92
  12. ـ الندوي، محمد اجتباء (الدكتور): الأميرين صديق حسن خان حياته – وآثاره: انظر مقدمة العلامة الندوي، طبع دار ابن كثير، دمشق، ص: 5-6
  13. - النّدوي، في مسيرة الحياة، 1/30-40.
  14. - القرضاوي، الشّيخ أبوالحسن كما عرفته، ص:41.
  15. - انظر جائزة الملك فيصل العالمية في خمس سنوات، الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية، الرّياض، الطبعة الأولى، 1983م، ص: 44.
  16. - انظر الندوي، في مسيرة الحياة، 1/86-87؛ محمّد أكرم النّدوي، أبوالحسن النّدوي العالم المربي والداعية الحكيم، دارالقلم، دمشق، البعة الأولى، 2006م، ص:63.
  17. - المرجعين السابقين، ص: 94-95، ص:64-65.
  18. - النّدوي، أبوالحسن علي الحسني، روائع إقبال، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1379ه، ص:9-10.
  19. - انظر القرضاوي، الشّيخ أبوالحسن النّدوي كما عرفته، ص: 44-45؛ آزادي، التأصيل الإسلامي للغة العربية وآدابها في جهود الشّيخ النّدوي، ص:30-41
  20. - انظر آزادي، التأصيل الإسلامي للغة العربية وآدابها في جهود الشّيخ النّدوي، ص:41؛ القرضاوي، الشّيخ أبوالحسن النّدوي كما عرفته، ص: 45
  21. - الندوي، قصص من التاريخ الإسلامي، ٍ: 118
  22. - انظر النّدوي، في مسيرة الحياة، 1/125
  23. ـ وهو الشيخ عبدالماجد الدريا بادي، كان من كبار علماء الهند وأدبائها العمالقة في الأردوية والإنكليزية، صاحب مؤلفات كثيرة في اللغتين (الأردوية والإنجليزية)، انظر ترجمته في الباب السادس، الفصل الأول، ص 891
  24. ـ قصص النبيين، (انظر مقدمته)
  25. ـ هو الكاتب الإسلامي المرموق، والصحافي البارع: الأستاذ محمد الحسني، انظر ترجمته الضافية في الباب السادس، الفصل الثاني، ص: 901
  26. ـ قصص النبيين، ص: 6
  27. ـ قصص من التاريخ الإسلامي، ص: 79
  28. ـ- سيرة خاتم النبيين، ص: 109-110
  29. - جرجي زيدان، تاريخ الآداب اللغة العربية، دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، 1978م. ص 121
  30. - طه، وادي، هيكل رائد الرواية، السيرة والتراث، الطبعة الثانية، دار النشر للجامعات، 1996م، ص: 67
  31. - أحمد أمين، فجر الإسلام، الطبعة التاسعة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر،1964م،ص: 180
  32. - محمد حسين، هيكل، رواية زينب، الطبعة الأولى، دار الحرف العربي، بيروت، لبنان، 2006م، ص: 298
  33. - البيريس، ر. م: تاريخ الرواية الحديثة، ترجمة جورج سالم .- بيروت، باريس: منشورات بحر المتوسط: منشورات عويدات، 1982، ص: 123
  34. - سيزا، قاسم، بناء الرواية، مكتبة الأسرة، 2004م، ص: 240
  35. - أحمد محمد، أصوات جديدة في الرواية العربية، عطية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987م، ص:232
  36. - البيريس، تاريخ الرواية الحديثة ، ص: 146
  37. ـ- من تقديمه لكتاب "قصص النبيين"، الجزء الثالث
  38. - الهلال، محمد غنيمي، النقد الأدبي الحديث، دارالعودة، بيروت، 1987م، ص: 97
  39. - الزحيلي، وهبة (الدكتور): القصة القرآنية، دار الخير، دمشق، الطبعة الثّانية، 1841ه / 1998م، ص: 15.
  40. - هود: 23-24
  41. - شديد، محمد: منهج القصة في القرآن، شركة مكتبات عكاظ، جده، الطبعة الأولى، 4041ه / 4198م، ص:180
  42. ـ- هود: 120
  43. ـ- قصص النبيين، 3/ 6
  44. ـ- قصص النبيين، 3/ 15
  45. - من تقديمه لكتاب سيرة خاتم النّبيين.
  46. - الزّمن الّذي لم يبعث فيه نبي.
  47. - القراءة الراشدة: 3/47 ۔ 48
  48. - قصص النبيين للأطفال ، مؤسسة الرسالة. بيروت، الطبعة الرابعة وعشر، 1395 هـ، 1/ 21 ۔ 22 .
  49. ـ- من مقدمة المؤلف للكتاب باختصار وتصرف.
  50. الكهف: 110
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...