Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Basirah > Volume 7 Issue 1 of Al-Basirah

المنهج العاطفي وأهميته في الدعوة إلى الله |
Al-Basirah
Al-Basirah

Article Info
Authors

Volume

7

Issue

1

Year

2018

ARI Id

1682060032214_390

Pages

43-60

PDF URL

https://www.numl.edu.pk/journals/subjects/156085740510-Al-BASEERA%2013%20(Vol.7%20-%20Issue.%201)JUN-2018.pdf

Chapter URL

https://numl.edu.pk/journals/subjects/156085740510-Al-BASEERA%2013%20(Vol.7%20-%20Issue.%201)JUN-2018.pdf

Subjects

Youth Preaching Daʻwah methodology Sīrah

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

 

تمهيد:

إن علم الدعوة إلى الله أصبح علماً مستقلاً له أصول وقواعد، وألفت فيه العديد من الكتب وأعدت البحوث والرسائل والدراسات في المراحل التعليمية العليا، لبيان أصوله وأركانه ونشأته وتطوره ومناهجه وأساليبه ووسائله، وهذا يدل على أنه نال مؤخراً اهتمام العلماء والدعاة والباحثين في العصر الحديث بمنهج أكاديمي، حيث وضعت له معاهد وكليات ومراكز وأقسام في الجامعات، وهو الآن علم وفن مستقل من العلوم الإسلامية.

 

إن الكتاب والسنة من أعظم مصادر علم الدعوة، وسيرة الرسول ﷺ سيرة الداعية الدؤوب الذي قضى حياته من أجل إخراج الإنسانية من ظلمات الجهل والشرك والمعاصي إلى نور العلم والتوحيد والإيمان وطاعة الله، ومما يدل على حرصه الشديد على هداية الناس إرهاقه نفسه لهداية من لم يؤمن به من الكفار والمشركين، وتكليفه نفسه ما لا تطيق، فقال عزوجل: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾([1])، أي مهلك نفسك وقاتلها، فسيرته عليه الصلاة والسلام ترسم الخطوط الأولى للدعاة للسير على درب الدعوة إلى الله، وهي ترشدهم في تحكم نشاطهم وحركتهم، وهي من أعظم مصادر هذا العلم، فيها بيان لمناهجها وأساليبها ووسائلها، وكيفية التعامل مع جميع أوساط المجتمع في صورة عملية بشكل عام، ومع الشباب بشكل خاص، فكان الشباب في ذاك العهد حامل لواء الإسلام ورايتها، وكانوا مقدمة جيش الرسول ﷺ في المسيرة الدعوية، فعلى الداعية البحث والكشف عن سؤال لما ذا توجد اليوم الفجوة بين الداعي والشباب؟ هل أدى إلى ذلك عدم مواكبة المناهج الدعوية للتطورات والحاجات الدعوية المعاصرة؟ فما المنهج الملائم لدعوة الشباب اليوم؟ لأن الجهل عن ذلك كله يرتب عواقب سلبية على حياة الداعي وجهده خاصة وعلى الدعوة الإسلامية عامة.

 

وبناءاً على ذلك فقد هممت الكتابة حول هذا الموضوع وقد جعلته إلى تمهيد وخمسة مباحث وخاتمة:

 

المبحث الأول: تعريف المنهج العاطفي

 

المبحث الثاني: أهمية المنهج العاطفي في الدعوة إلى الله

 

المبحث الثالث : مواطن استعمال المنهج العاطفي

 

المبحث الرابع: أساليب المنهج العاطفي ونماذجها من السيرة النبوية

 

المبحث الخامس: استخدام المنهج العاطفي في تربية الشباب الجامعي وتوجيههم

 

المبحث الأول: تعريف المنهج العاطفي

تعريف المنهج لغة واصطلاحاً: # المنهج لغة: النهج : الطريق الواضح، ونهج الطريق نهجاً: وضح واستبان، ونهجت الطريق: أبنته وأوضحته، والنهج: الطريق المستقيم، وفي التنزيل: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾([2]).([3])

 

 

 

والمنهاج : الخطة المرسومة، ومنه: منهاج الدراسة، ومنهاج التعليم ونحوها، فالمنهجلغة تدور على معنى وضوح الأمر واستبانة الطريق المؤدية إلى الغرض المطلوب.# المنهج اصطلاحاً:

 

 

 

لقد عرف العلماء كلمة (المنهج) بعدة تعريفات، وهي تختلف حسب التخصص والمجال العلمي، أما الباحثون في علم الدعوة فهم يعرفونه بأنه: التخطيط اللازم لشيء ما، فمنهج البحث: خطته، ومناهج الدعوة: خطتها أو تخطيطها([4]).

 

وعرفه البعض بأنه : الطريق الواضح السهل الذي سلكه النبي ﷺ في دعوته([5]).

 

تعريف العاطفة لغة واصطلاحاً:# العاطفة لغة: تطلق ويراد بها البر والصلة، ويتضح من الرجوع إلى معاني العاطفة في كتب اللغة أنها تدور حول معنى البر والصلة والرق وحسن الخلق والشفقة والميل([6]).

  1. العاطفة اصطلاحاً:

 

 

 

العاطفة في اصطلاح علماء النفس هي: تنظيم مركب من عدة انفعالات، ركزت حول موضوع معين، وصحبت بنوع من الخبرات السارة أو المؤلمة([7]).

 

العاطفة شعور داخلي لا يظهر للعيان وإنما تظهر آثاره، يقول الدكتور علي جريشة: العاطفة كالفطرة...مشاعر...يهتز بها القلب...لا يعرف كنهها لكن ترى نتائجها([8]).

 

 

تعريف المنهج العاطفي:

 

"هو النظام الدعوي الذي يرتكز على القلب، ويحرك الشعور والوجدان".

 

أو هو: "مجموعة الأساليب الدعوية التي تركز على القلب، وتحرك الشعور والوجدان"([9]).

 

ومؤدى التعريفين واحد حيث إن النظام يتكون من مجموعة الأساليب، وأساليب المنهج العاطفي ترتكز على القلب وتحرك شعور المدعوين ووجدانهم أثناء العمل الدعوي وفق الكتاب والسنة.

 

ولقد وصف العلامة محمد الغزالي رحمه الله التصوف الإسلامي بالجانب العاطفي من الإسلام وذكره مقابل التصوف الفلسفي، فقال: التصوف الفلسفي في تاريخنا العلمي لون من الغزو الثقافي الماكر، قصد به لفتنا عن عقائدنا ومناهجنا وأهدافنا... أما التصوف الإسلامي فشأن آخر... أسماه البعض: علم القلوب، وأسماه الأخرون: علم الإحسان... وآثرت أنا تسميته بالجانب العاطفي من الإسلام([10]).

 

المبحث الثاني: أهمية المنهج العاطفي في الدعوة إلى الله

إن المنهج العاطفي منهج ذو أهمية كبيرة في الدعوة إلى الله، لأنه من أوسع المناهج الدعوية استعمالاً وأعمقها أثراً في النفوس وأكثرها أسلوباً، فإن التغيير الحقيقي في الشخصية الإنسانية هو ما يكون باعثه من داخله ومن قلبه الذي هو محل الشعور وموضع التصديق، فإنه أعمق وأرسخ في النفس من أي أمر آخر، وإن هذا المنهج بأساليبه المتنوعة يحرك داخل الإنسان المدعو أي قلبه ومشاعره وعواطفه ومن ثم تتحقق الاستجابة، فهو منهج استخدمه الأنبياء والرسل في دعوة قومهم وقد شهد بذلك ما جاء في قصصهم في الكتاب العزيز، فإن الداعي الحكيم يستقي دائماً من معين الأنبياء عموماً ومن سيرة الرسول ﷺ خصوصاً ويستفيد من تجاربهم، وسيرة الرسول ﷺ مليئة بمواقف نيرة استخدم فيها الرسول ﷺ هذا المنهج لترقيق القلوب وتقريبها إلى الله عزوجل وتحبيبه إليها، ومما يدل كذلك على أهمية هذا المنهج كثرة وروده في نصوص القرآن والسنة والسيرة النبوية كما سيأتي بيانه في هذا البحث.

 

المبحث الثالث: مواطن استعمال المنهج العاطفي

أولاً- في دعوة الجاهل أو من هو قليل العلم والمعرفة: لأن الجاهل بحاجة إلى الرفق واللين ولطافة القول والاهتمام به، ولهذا كان الرسول ﷺ كان ألطف وأرفق الناس بذوي الجهل، وعلى الداعي الذي يريد أن يتعلم أسلوب دعوة الجاهل وكيفية تعليمه أن يدرس حياة النبي ﷺ فيجد أنه كيف تعامل مع الأعرابي الذي بال في المسجد([11]) بأسلوب لطيف بالترغيب دون التنفير.

 

ثانياً- في دعوة من تُجهل حاله، ولا يعرف مستوى إيمانه قوة أو ضعفاً، فيعمل الداعية على كشـف حاله بتحريك عواطفه وما يكمن في صدره، فيتضح له مستواه ويحدد حاجته، ومن ثم يختار الأسلوب المناسب له.

 

ثالثاً- في دعوة أصحاب القلوب الرقيقة: كاليتامى والمساكين والمصابين والمرضى والنساء والأطفال وغيرهم.

 

رابعاً- في دعوة الأقارب بعضهم بعضاً: مثل دعوة الآباء للأبناء، ودعوة الأبناء للآباء، ودعوة الأقارب والأرحام والأصدقاء بعضهم بعضاً، وقـد يذكر لنا القرآن الكريم أسلوب مخاطبة إبراهيم عليه السلام لأبيه بقوله له: (يا أبت) وقول نوح عليه السلام لابنه (يا بني).

 

خامساً- في مواطن ضعف الدعوة، والشدة على المدعوين: إن الدعوة الإسلامية في مواطن الضعف تحتاج إلى عرض حكيم لطيف يحرك عواطف المعادين، وهذا يستميل قلوبهم لقبول الدعوة، أو على الأقل يخفف من شدتهم وبطشهم، وذلك كما حدث مع الرسول ﷺ في مكة قبل الهجرة حيث طبق هذا المنهج المتميز باللين والرفق، ومحض النصيحة بكل عطف وشفقة ورحمة، وتحمل في ذلك المتاعب والمشاق.

 

سادساً- في دعوة من يغتر بقوته وسلطانه: من النماذج في السيرة النبوية هو كسرى ملك الفرس، كان من جبابرة الأرض، وكانت دولته هي أقوى دولة في ذلك العصر، وقد اغتر بقوته وسعة ملكه، فبعث إليه رسول الله ﷺ بكتابه واستخدم فيه المنهج العاطفي بالقول اللين اللطيف حيث خاطبه بما يلي: من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى([12]).

 

وذكر القرآن الكريم أيضاً نماذج عدة من المغترين بقوتهم وسلطانهم، ولعل أبرز تلك النماذج هو فرعون وقومه، وفي المقابل كيف أمر الله سبحانه وتعالى باستخدام المنهج العاطفي في دعوة موسى عليه السلام فرعون وقومه، فقال تعالى: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾([13]).

 

سابعاً- في دعوة من يغتر بما أوتي من المال: وحكى لنا القرآن الكريم نموذجاً من هذا النوع وهو قارون، حيث بغى على قومه بماله، ولم ير لله عليه من فضل، وادعى أنه حصل عليه بعلمه، ولقد استخدم المؤمنون في دعوة قارون المنهج العاطفي، ممثلاً في الموعظة الحسنة، فقال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾([14]).

 

ثامناً- في موطن اليأس والقنوط: كلمتان مترادفتان، معناهما نقيض الرجاء والطمع، وقد فرق البعض بينهما بأن الأول فعل قلبي والثاني انفعال بدني من أثره، واليأس يميت القلوب وتتحطم معه الآمال، فعلى الداعية أن يكون يقظاً في اختيار الأسلوب المناسب في هذه الحال والذي يغلب عليه طابع الرجاء والطمع فيما عند الله عزوجل، يؤكد ذلك ما قاله الرسول ﷺ: إنَّ الله خلق الرَّحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة. وأرسل في خلقه كلِّهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكلِّ الَّذي عند الله من الرَّحمة، لم ييأس من الجنَّة، ولو يعلم المسلم بكلِّ الذي عند الله من العذاب، لم يأمن من النَّار([15]).

 

تاسعاً- في دعوة الشباب الجامعي في المراحل التعليمية قبل العليا خاصة

فإن الشباب دخلوا في هذه المرحلة التعليمية وعقولهم لم تنضج بعد، فإنهم في حاجة إلى داعية مرب يربيتهم تربية صالحة بأسلوب يحرك عواطفهم ويقربهم إليه، فكلما تقدموا إلى المراحل التعليمية العليا فإنهم أحوج إلى منهج عقلي يقنعهم فكرياً وعقلياً، فإن المنهج العاطفي يكون له تأثير على مدى بعيد في هذه المرحلة الشبابية، فعلى الداعية أن يسنح هذه الفرصة بالحكمة لتوجيههم وإرشادهم وتعويدهم على طاعة الله ورسوله ومحبة الإسلام وشعائره.

 

المبحث الرابع: أساليب المنهج العاطفي ونماذجها من السيرة النبوية

الأساليب جمع أسلوب، وهو في اللغة الطريق، وأساليب الدعوة : الطرق التي يسلكها الداعي في دعوته، أو كيفيات تطبيق مناهج الدعوة([16]).

 

يقول الدكتور البيانوني: ولاشتراك كل من المنهج والأسلوب في المعنى اللغوي وهو الطريق يبرز الترابط الوثيق بين المناهج والأساليب من جهة، كما تبرز الدقة في التفريق بينهما من جهة أخرى. فالمناهج الدعوية هي النظم والخطط الدعوية، والأساليب الدعوية هي: كيفيات وطرق تطبيق تلك النظم والخطط الدعوية([17]).

 

ولقد تنوعت أساليب المنهج العاطفي لاتساع مجالاته ولأنه يصلح مع جميع المدعوين، ففي هذا المبحث سأقوم بعرض أهم الأساليب التي من خلالها يتم تطبيق المنهج العاطفي مع النماذج الدالة على ذلك من السيرة النبوية، وهي كما يلي:# أسلوب الموعظة الحسنة:

 

 

 

الموعظة لغة من وعظ يعظ وهو التذكير بما يلين القلب من ثواب وعقاب([18]).

 

قال الجرجاني: الموعظة هي التي تلين القلوب القاسية، وتدمع العيون الجامدة، وتصلح الأعمال الفاسدة([19])، ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان معنى الموعظة: هي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب([20]).

 

ولقد ذكر القرآن الحكيم أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة مقرونين، فإن الأول يناسب في حق من كان جاهلاً لا يعرف الحق، وأما من كان عارفاً بالحق لكنه ترك العمل به لغفلة أصابته، فحقه العظة، والتذكير بالثواب والعقاب؛ حتى يلين قلبُه للعمل بالحق والاستمرار عليه([21]).

 

وقد يفرق بين الوعظ والتعليم بأن الأول أخص من الثاني، حيث إن المدعوين قد يعلمون ما يعظهم به الداعي ويكون هذا الوعظ بمثابة التذكير، وقد لا يعلمون فيجمعون بين الوعظ والتعليم، ومما يشير إلى ذلك تبويب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه فقال: باب ما كان النبي ﷺ يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا([22]).

 

فخلاصة ما سبق هي أن الموعظة الحسنة هي التذكير بما يلين القلوب من الثواب والعقاب، وذلك يكون باختيار أسلوب الترغيب فيما عند الله من الجزاء الحسن والترهيب مما أعده الله سبحانه وتعالى للعصاة.

 

وقد عبر في القرآن الكريم عن الترغيب والترهيب بالتبشير والإنذار، وهما مهمة أساسية لإرسال الرسل إلى الخلق بأن يبشروا من أطاع ربه واتبع رسوله بما وعده الله من جزيل الثواب في الدنيا والآخرة، وأن ينذروا من عصاه وأنكر ما جاء به الرسول بما أعده الله من العقاب والخزي في الدنيا والآخرة، ولقد وصف الله سبحانه وتعالى الرسل جميعاً بقوله: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾([23])، وخاطب رسوله خاتم النبين محمد ﷺ بقوله: ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾([24]).

 

ولا شك أن الإنسان بطبيعته يرغب فيما يحب ويخاف مما يكره، ولقد استخدم الإسلام هاتين النزعتين الرغبة والرهبة في المنهج الدعوي لحث الإنسان على طاعة الله ورسوله واجتناب معصيته، وكذلك هناك عوامل لا تحصى في حياة الإنسان تلهيه عن طاعة الله وتعوقه عن فعل الخير من شهوات وأهواء في نفسه ومتاع الدنيا وزينتها وتفاخر تكاثر في الأموال والأولاد، وهنا يحتاج الإنسان إلى الحوافز القوية والبواعث الصادقة التي تساعده على تخطي وتجاوز هذه العقبات والعوائق إلى ما يحب الله تعالى ويرضيه، وأسلوب الترغيب والترهيب مما يدفعه إلى عمل وسلوك يرضي الله سبحانه.

 

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته إلى عمر رضي الله عنه حين عهد إليه بالخلافة: ألم تر أن الله أنزل الرغبة والرهبة لكي يرغب المؤمن فيعمل ويرهب، فلا يلقي بيده إلى التهلكة؟([25]).

 

وقال الإمام الغزالي: لا يقود إلى قرب الرحمن إلا أزمة الرجاء، ولا يصد عن نار الجحيم إلا سياط التخويف([26]).

 

وفي السطور الآتية سوف أتناول هذين الأسلوبين بشيء من التفصيل مع ذكر النماذج من سيرة الرسولﷺ.# الترغيب

 

 

 

الترغيب في اللغة : من رغب يرغب رغبة، إذا حرص على شيء وطمع فيه، ورغب فيه رغباً أراده، والرغبة هي إرادة الشيء، يقال: رغبت في الشيء إذا أردته([27]).

 

وفي الاصطلاح، الترغيب هو: تحبيب الإنسان في عبادة الله تعالى، وفعل الخير، وعمل الصالحات، ومكارم الأخلاق، والقيام بكل ما أمر الله به في كتابه وعلى لسان نبيه وقيادته إلى ذلك بزمام الرغبة فيما رتب الله تعالى على ذلك من حسن الجزاء وجزيل المثوبة في الدنيا والآخرة([28]).

 

أو هو كل ما يشوق المدعو إلى الاستجابة وقبول الحق والثبات عليه([29]).

 

الأصل في الترغيب أن يكون في نيل رضى الله سبحانه في الدنيا والآخرة وكسب ثوابه في الآخرة والفوز فيها، وقد يكون فيما يصيب الناس في الدنيا من الخير والهداية، وكذلك الترغيب بما ينالهم من النصر والتمكين والعزة والكرامة في الحياة الدنيا، وبما يعيشون فيها من أمن وسلام واطمئنان، والترغيب في أنواع الطاعات كالصلاة، والزكاة، وغير ذلك... وهي كثيرة في الكتاب والسنة([30]).

 

والترغيب في الإسلام متنوع وشامل، يشمل كل أنواع الخير، الدنيوي، والأخروي، والروحي، والمادي، وما يتعلق بالفرد وما يتعلق بالجماعة، والنفس والأخلاق، وإذا نظرنا إلى السيرة النبوية فنجد أن الرسول ﷺ استخدم الترغيب كأسلوب في دعوته إلى الله يجذب الناس إليه، ومن ذلك على سبيل المثال:

 

الترغيب في الحصول على محبة الله ورضوانه والقرب منه، فإذا علم المؤمن أن الله تعالى يحب هذا العمل ومن قام به يسرع إليه، والترغيب بمدح العمل والثناء على الفاعل، فقال الرسول ﷺ: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي([31])، والترغيب بالعمل الذي يجلب الخير في الحياة المادية والاجتماعية، مثل البركة في الرزق وبر الأبناء وغيرهما، والترغيب في الخير المتعلق بالحياة الآخرة الذي ادخره الله للمؤمنين من ألوان النعيم المادي والروحي.

 

وأما تأثير هذا الأسلوب العاطفي في نفوس المدعوين فقصة أبي الدحداح الأنصاري رضي الله عنه خير شاهد على ذلك، فإنه رضي الله عنه أتى رسول الله ﷺ عندما نزلت الآية ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾([32]) وقال: يَا رَسُولَ اللهِ: وَإِنَّ اللهَ لَيُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ: «نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ»، قَالَ: أَرِنِي يَدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدَهُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي، وَحَائِطُهُ فِيهَا سِتَّمِائَةِ نَخْلَةٍ، وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُها، فَجَاءَهَا أَبُو الدَّحْدَاحِ فَنَادَاهَا: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ، فَقَالَتْ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: اخْرُجِي فَقَدْ أَقْرَضْتُهُ رَبِّي([33])، فأقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر([34])، وعندما توفي أبو الدحداح صلى عليه رسول الله ﷺ وبشر بما يشفي صدور أهل أبي الدحداح، فقال عليه الصلاة السلام: «كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّقٍ - أَوْ مُدَلًّى - فِي الْجَنَّةِ لِابْنِ الدَّحْدَاحِ»([35]).

 

فالترغيب في هذه القصة جاء في صورة مضاعفة أجر الإنفاق في سبيل الله أضعافاً كثيرة، وأما الأثر فإنه ظهر في استجابة أبي الدحداح وبذله لله أغلى ثروته وأحبها إليه. # الترهيب:

 

 

 

الترهيب في اللغة : مشتق من الفعل رهب([36])، والمفهوم اللغوي للترهيب يدور حول معنى التخويف والتوعد، رهب يرهب رهبا ورهبا: أي خاف.

 

والترهيب في اصطلاح العلماء: تخويف الإِنسان من البعد عن الله تعالى، وإِضاعة فرائضه، والتفريط في حقه سبحانه، وحقوق عباده، وارتكاب ما نهى الله تعالى عنه من الشرور والرّذائل، في أَي مجال من مجالات الحياة، وسوق الناس إِلى الوقوف عند حدود الله بسوط الرهبة ممَّا أَعدّ الله لمن عصاه، وخالف عن منهجه، من عذاب في الدنيا والآخرة.([37]).

 

أو هو كل ما يخيف ويحذر المدعو من الاستجابة أو رفض الحق أو عدم الثبات عليه بعد قبوله([38]).

 

وأصل الترهيب أن يكون بتخويف المتجرئين على شرع الله ومحارمه وتحذيرهم من غضب الله وعقابه، وقد يكون بالتحذير من الغرور بالدنيا والانسياق وراء الشهوات، وفيما يلي ذكر أهم أساليب الترهيب الوارد في الكتاب والسنة:* بيان أن العمل مبغوض عند الله تعالى ورسولهﷺ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ»([39]).

  • أن العمل ينافي الإيمان ويخرج صاحبه من دائرة المؤمنين، كما في قول الرسول ﷺ : «وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، -قَالَها ثلاثاً-...الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ»([40]).
  • أن الذي يقوم به يستحق لعنة الله ورسوله ﷺ، مثل: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ ([41]).
  • أن العمل من الموبقات أو الكبائر أو أكبر الكبائر، كما ورد بيانه في حديث السبع الموبقات([42])، وحديث الكبائر([43])، وأكبر الكبائر([44]).
  • أن العمل يترتب على الإتيان به عقاب دنيوي وأخروي، مادي وروحي وأخلاقي ونفسي، وغير ذلك من الأساليب([45]).

 

 

 

إن لأسلوب الترهيب أيضاً تأثيراً قوياً وفورياً في نفس المدعو حيث يحمله على ترك الذنوب والتخلص من المعاصي، فيظهر أثره على قلب المؤمن ولسانه وجوارحه، بالتضرع والتذلل، والاعتراف بالظلم على النفس والاستغفار، وبالطاعات وجميع أنواع العبادات، ويتجلى ذلك في استخدام النبي ﷺ هذا الأسلوب في دعوته وتأثيره في نفوس الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، ومما يدل على ذلك تأثر علي رضي الله عنه نتيجة لترهيب النبي ﷺ إياه، فيقول: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ ﷺ حُلَّةَ سِيَرَاءَ، فَخَرَجْتُ فِيهَا فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي ([46])، والغضب في وجه الرسول ﷺ نوع من الترهيب وظهر أثره في نفس علي رضي الله عنه فبادر إلى التخلص من الحلة المصنوعة من الحرير.

 

هكذا كانت طريقة الرسول ﷺ في دعوة الناس إلى الإسلام عن طريق أسلوب الترغيب والترهيب، فيلزم الداعية أن يفطن لذلك وأن يرغب الناس في الخير وفي كل ما أمر الله به، ويرهبهم عن الشر وعن كل ما نهى الله عنه.# أسلوب القصة العاطفية:

 

 

 

القصة في اللغة تتبع الأثر، يقال: قصصت الشيء إذا تتبعت أثره شيئاً بعد شيء، وترد بمعنى البيان والخبر، فيقال القصص وهي الأخبار المتتابعة([47])، ولقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم لمعان عديدة، منها: تتبع الأثر والبيان، والإخبار والإنباء.

 

وهي في اصطلاح الأدباء: إخبار بإحدى الحوادث المستمدة من الخيال، أو من الواقع، أو منهما معاً، وتبني على قواعد معينة من الفن الكتابي([48]).

 

القصص الواردة في السنة النبوية تتميز من القصص الأدبية بأنها قصص تقدم الحقائق المختلفة دون المبالغات والخيالات والأساطير، وهي في غالبها وحي من الله سبحانه وتعالى، الأمر الذي يعطيها صفة القداسة وثقة الناس بها؛ وليس هدف هذه القصص النبوية مجرد المتعة الذهنية والعاطفية، بل ساقها رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم لأهداف سامية وأغراض عالية، فمن أهم أهدافها: تربية النفوس وتهذيبها بالموعظة الحسنة المستفادة من القصص، وبناء العقيدة الإسلامية الصحيحة، والاتعاظ لما جرى للأمم السابقة، والحث على التزام القيم والأخلاق الإسلامية، وتعميق الثقة بالله في مجالات الحياة كلها، وتذكير المؤمنين بما سيحدث في الحياة الآخرة.

 

فإن القصة لها تأثير قوي في النفوس فتهواها، وتصغي لها الأسماع، وتطرب لها القلوب، والأمر يزداد حينما تكون القصة قرآنية أو نبوية لما تشتمل عليه من معان سامية وعبر صادقة تحرك المشاعر والأحاسيس، فالقرآن الكريم والسنة النبوية اشتملا على الكثير من القصص التي في العبرة والعظة للمؤمنين وهي تدعوهم إلى التفكير فيما تكسب أيديهم، فقال تعالى: ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾([49])، فيأمر الله سبحانه بأن يقص على الناس القصص ليتفكروا في أحوال الغابرين ويقيسوا أنفسهم بهم فيأخذوا العبرة لأنفسهم، وهذا يدل على أن القصة ركيزة قوية من ركائز الدعوة الإسلامية القائمة على الإقناع العقلي والاطمئنان القلبي، بما تدعو إليه من الإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، وبما تحمل من مُثُل في مجال الجهاد والكفاح والبذل والتضحية والفداء في سبيل الدعوة إلى الحق، والتوجيه إلى الخير والهدى([50]).

 

ولقد استخدم رسول الله ﷺ أسلوب القصة العاطفية كأداة دعوية في مواطن كثيرة مع أصحابه، ويتميز هذا الأسلوب العاطفي بأن الترغيب أو الترهيب فيه يأتي بصورة غير مباشرة، أي لا يأتي بشكل أوامر مباشرة وصريحة، ولكنها ترغيب للسامع أو القارئ من خلال الأثر الذي يحدثه العرض القصصي نفسه في العاطفة والواجدان، وفيما يلي بعض النماذج من سيرته ﷺ العطرة:* قصة قاتل المائة الذي أسرف على نفسه في الذنوب، وقتل تسعاً وتسعين ثم أتمها بالمائة، وهذا أمر عند الله عظيم، لكنه طرق باب ربه بصدق وتاب فتاب الله عليه، وهي نموذج حسن لاستخدام النبي ﷺ لقصة عاطفية تهدف إلى تحفيز العصاة للتوبة مهما عظم ذنبهم([51]).

  • وكذلك قصة فاقد الراحلة الذي أضاعته ناقته بأرض فلاة قفر، وأيقن الهلاك فنام فإذا هي عند رأسه، ففرح فرحاً شديداً، وقال الرسول ﷺ «فَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ، مِنْ هَذَا حِينَ وَجَدَ بَعِيرَهُ عَلَى حَالِهِ»([52]).

 

 

 

فهذه قصة رجل في غاية من الروعة ضرب به الرسولﷺ المثل لفرح الرب بتوبة عبده، في شكل يغري السامع ويحفزه إليها وتهيج مشاعر المسرفين على أنفسهم وتحرك عواطفهم ووجدانهم.# أسلوب التذكير بنعم الله:

 

 

 

التذكير من الذكر، وهو هيئة للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، والفرق بين الحفظ والذكر أن الأول إحراز والثاني استحضار، والذكر ذكران؛ عن النسيان وعن إدامة الحفظ، والتذكير إعادة الذكر، كما في قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾([53]).

 

ولقد جاء في القرآن الكريم الأمر بذكر الله في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾([54])، والأمر بذكر نعمه في قوله تعالى: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ﴾([55])، وفرق بعض العلماء بينهما بأن الأول خطاب لأصحاب النبي محمد ﷺ الذين حصل لهم معرفته تعالى، فأمرهم بأن يذكروه بغير واسطة، والثاني خطاب لبني إسرائيل الذين لم يعرفوا الله إلّا بآلائه، فأمرهم أن يتبصّروا نعمته، فيتوصّلوا بها إلى معرفته([56]).

 

لا شك إن كثيراً من الناس يعيشون حياتهم وهم في غفلة عن معرفة خالقهم وربهم، وقد أغوتهم وأنستهم الدنيا وشهواتها ذكر الله بل جرأتهم على المعاصي، فيعرضون عما يأتيهم من ذكر منه، بل هم لا يحبون الناصحين والمتذكرين، وقد جاء الوعيد في القرآن للغافلين عن الله وآياته حيث أخبر الله تعالى عن سبب هلاك فرعون وقومه ﴿بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾([57]).

 

ومن الناس من يبتلى بالغفلة عن الله وذكره لكنه إذا ذكّر به تذكّر، لما في قلبه من محبة الله وتعظيمه، ولا يكون هذا إلا لمن كان له قلب حي ويلقي السمع وهو شهيد، فإنه لا يتلوا من كتابه أو لا يتلى عليه إلا ويتفكر ويتدبر في آياته في الكون ويصيح ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك، فإنه يتفكر فيما آتاه الله من كل ما سأله أو لم يسأله من نعم وخيرات لو يعدها لا يحصيها، فعدم ذكر النعم والشكر عليه من أعظم أسباب الغفلة عن الله، فإن الشكر على النعم أحسن صور الذكر، وهذا هو الغاية والحكمة من نعم الله على عباده أن يشكروه ويحمدوه ويسبحوه ويعبدوه، يقول سليمان عليه السلام بعد ذكر النعم التي وهبه الله إياها ﴿هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾([58]

 

ونعم الله على الإنسان كثيرة لا تحصى ولا تستقصى، ومن أعظمها الإيمان به والهداية إليه، والتزام دينه وشريعته، ولقد استخدم الأنبياء هذا المنهج الدعوي لتذكير أقوامهم وتحريك قلوبهم الغافلة لتبيين عظمة الخالق والرب وحده لا شريك له.

 

وفي السيرة النبوة العطرة نجد لذلك مثالاً رائعاً يدل على أهمية هذا الأسلوب الدعوي ما جاء في قصة غزوة الحنين حيث غنم فيها الرسول ﷺ غنائم ما لم يغنمها في معركة أخرى، فقسمها على المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئاً، فوجدوا في نفوسهم فكان هذا أمراً مؤثراً فعلاً، فجاء سعد بن عبادة وأخبر الرسول ﷺ بأن القوم قد وجدوا عليه في أنفسهم لهذا التقسيم، فأمر ﷺ بجمع القوم فحمد الله وأثنى عليه ثم بدأ يذكرهم بما أنعم الله عليهم من الهداية والغنى وتأليف القلوب، فأثر كلامه في قلوبهم فبكوا حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً([59]). # القول اللين اللطيف

 

 

 

اللين ضد الخشونة، يستعمل في الأجسام كلين القلب والجلد، ثم يستعار للخلق وغيره من المعاني، ولين القول يعني التلطف في الحديث مع الناس.

 

فإن للقول اللين المشعر بالمحبة أهمية وتأثير في النفوس، لأنها جبلت على حب من يحسن إليها سواءً كان بالقول أو بالعمل، فالقول اللين يفتح القلوب والقول الغليظ والخشن تدفع بالنفوس إلى النفور، ثم هذا لا يكون إلا بتوفيق من الله سبحانه ورحمته، يقول تعالى مخاطباً الرسول عليه السلام: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾([60]).

 

وكذلك أمر الله عزوجل موسى وأخاه هارون عليهما السلام بدعوة فرعون الطاغية الذي جاوز جميع حدود الطغيان والعدوان، فإنه يعلم أنه لن يستجيب سواء استخدم معه اللين أو الشدة لكنه سبحانه أمرهما بالقول اللين ليرسم للدعاة أسلوباً سديداً في الدعوة إلى الله.

 

ومن التطبيقات الواردة في السيرة النبوية لهذا الأسلوب ما جاء في قصة إرسال الكتاب إلى هرقل يدعوه فيه للإسلام، حيث خاطبه بكلمات لطيفة لينة مشعرة برغبة في إسلامه وهدايته، فقال ما نصه: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ»([61]).

 

وكذلك في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد([62]) فمنع الصحابة من زجره، وقال له بعد ما فرغ من البول بأسلوب لين لطيف، فتأثر بهذا الأسلوب شديداً حتى ترحّم على نفسه وعلى الرسول ﷺ فقط دون غيره من الصحابة الذين سارعوا إليه لزجره.

 

ولكن يجب هنا التنبيه إلى أمر مهم وهو التوازن والاعتدال في استخدام هذا الأسلوب، لأن من الدعاة من يحصر أساليب الدعوة في الشدة والغلظة والصرامة، ومنهم من يجعل الدعوة بالرفق بمعنى التآلف مع الفاسق وعدم الإنكار عليه ويفتح عليه باب المداهنة، فكلا الأسلوبين ذميم، فيجب أن تقوم الدعوة على أسس الحكمة التي تقتضي وضع الأمور في محلها، اللين في محله والشدة في محلها، لأنه قد يضطر الداعية في بعض الأحوال إلى أن يعدل عن الدعوة باللين إلى الدعوة بالشدة، وقد دلت النصوص على هذا التعامل من السيرة النبوية، ومنها ما يجوز استخدام الشدة والغلظة عند إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله، وعند ظهور استخفاف بالدعوة ومع المعاند المستكبر المستهزئ، وذلك إذا تأكد الداعي أن لا يحدث منكر أعظم بسب هذه الشدة، وعندئذ لا يلجأ إليها.# المساعدة وقضاء الحوائج

 

 

 

حب المساكين والفقراء، والعناية بهم، وقضاء حوائجهم، وإدخال السرور عليهم، وكشف الكربة عنهم، وقضاء ديونهم، وإطعامهم من أحب الأعمال إلله عزوجل، ولها تأثير قوي في نفس المكروب والمغموم والمحتاج، كما جاء في قصة موسى عليه السلام في القرآن حيث قام بقضاء حاجة امرأتين تذودان ولم تستطعا السقيا وأبوهما شيخ كبير، وكان مساعدة المحتاجين والفقراء من الأساليب الفعلية التي استخدمها عيسى عليه السلام في دعوته حيث كان يبرئ الأكمه الأبرص ويحي الموتى بإذن الله، وكذا قصة ذي القرنين الذي بنى للقوم الضعيف سداً مانعاً من وصول العدو إليهم، وصار رمزاً معبراً عن نصرة المظلومين.

 

وكان رسول الله ﷺ يحب المساكين والفقراء وكان يؤانسهم ويجالسهم ويتألم لألمهم ويفرح لفرحهم ويبادر إلى مساعدتهم وإعانتهم، وعبر عن ذلك في مواقف كثيرة،.

 

ونرى تطبيق ذلك في حياة النبي ﷺ فيما يروى أن ناساً من الأعراب جاؤوا إلى رسول الله ﷺ وقد أصابتهم حاجة، فتغير وجه رسول الله ﷺ لما رأى سوء حالهم، فنادى بالناس للصدقة عليهم، فتأخروا عنه، حتى رئي أثر ذلك في وجهه، ثم إن رجلاً من الأنصار جاء بصُرَّةٍ من ورق، ثم جاء آخر، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه ﷺ، وكان هذا السرور والفرح لمبادرة المسلمين إلى طاعة الله ورسوله ببذل الأموال لدفع حاجة هؤلاء المسلمين.

 

وما كان هذا دأبه وصفته كرسول بعد النبوة، بل كان يصل الرحم ويحمل الكل ويكسب المعدوم قبل النبوة أيضاً، كما أزالت وحشته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما فزع من الوحي الأول بذكر هذه الأوصاف التي تدل على شفقته وكرمه على الضعفاء والمساكين والأرامل، ثم ذكر كلاماً يستحق أن يكتب بماء الذهب، فقالت: والله لا يخزيك الله أبداً، يعني أن الله لا يخزي من يكون هذا صفته، فإنه دائم التأييد والنصرة من الله، ومن يكون أفقر إلى ذلك من الداعي إلى الله.

 

المبحث الخامس: استخدام المنهج العاطفي في تربية الشباب الجامعي وتوجيههم

إن العواطف والمشاعر في الإنسان جزء مهم في تكوين شخصيته المتوازنة، وهي التي يتميز بها عن غيره من الحيوانات، والتي بدونها يصبح جهازاً آلياً يعمل بلا شعور، والعواطف هي التي تعطي للحياة قيمتها المعنوية، وعاطفة المحبة والشفة والإحساس بالخير من أهم العواطف التي يحتاجها الإنسان في جميع مراحل حياته، وفقدانها يعكس سلباً على الاتزان النفسي والفكري، وبالأسف نقول بأن معظم الشباب اليوم يواجه من الحرمان العاطفي من الدعاة والعلماء والذي أدى لاحقاً إلى حدوث الفجوة بينهما وبالتالي ظهرت آثار سلبية تعود على الدعوة الإسلامية.

 

ولا ندخل في هذا البحث إلى عرض الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك وتحليلها، وإنما نشير إلى أهمية القضية خاصة في حق الشباب الجامعي، وسبب التأكيد عليه أنه يعيش في هذه المرحلة أروع مراحل الحياة وأكثرها أهمية، يجد فيها أفضل الفرص لبناء الذات وتزويدها بعوامل النجاح، إلا أن السبب الرئيسي ظهور هذه الهوة بين الشباب والعلماء وضعف العلاقة العاطفية والودية بينهما هو فهمهم الخاطئ عن الشباب بأنهم قد فسدوا ولا خير فيهم، وبعدهم عن التعايش وسط الشباب، فإن الواقع لا يصدق ذلك، فإن المساجد اليوم قد ضجت بالشباب، وهم يقومون بأعمال دعوية جليلة، فهم في حاجة إلى الدعاة المشفقين الناصحين لهم بالخير بمنهج عاطفي، يجلسون معهم ويسمعون منهم، يناقشونهم ويحاورونهم، يشرفون على تصرفاتهم بدون تسفيه آرائهم وتقليل شأنهم وتجريح مشاعرهم.

 

وقد ذكرنا في الصفحات الماضية بعض الملامح من السيرة النبوية التي تدل على اهتمام الرسول ﷺ بالمدعوين ومعاملتهم معاملة حسنة بأساليب عاطفية، ولا تخلو السيرة النبوية من الوقائع التي تدل على اهتمامه بالشباب أيضاً، فهذا جابر بن عبد الله يتزوج بالثيب فيحثه على الزواج بالبكر لتلاعبه ويلاعبها، ويدعو له بالبركة، وفي موقف آخر يقول للأخ الصغير لأنس بن مالك: يا أبا عمير ما فعل النغير؟! وفي موقف ثالث يأمر من يستطيع من الشباب بالزواج، وبالصوم لمن لم يستطع، وهذا يدل على أنه يعيش معهم ويدرك ما يعانون من مشاكل نفسية وجسدية ثم يرشدهم ويهديهم إلى حلها.

 

إن مرحلة البكالوريوس في الجامعات ميدان خصب للدعوة، فإن الشباب الجامعي يقرأ ويرى ويسمع الأفكار المنحرفة والعقائد الباطلة والضالة من الإلحاد وغيره فيتسلل إلى نفسه الشكوك والشبهات فيرتبك ويضطرب، وقد يتأثر بها إلا أنه يتردد ويخشى من تعبيرها وإظهارها، ولا يجد من يخلصه منها، فهنا يحتاج إلى داع مرب حكيم يأخذ بيده ويخرجه من هذا المأزق ولا يفتي عليه بالكفر والزندقة، فالأستاذ المربي والداعي الحكيم يسنح هذه الفرصة فيقرب الشباب إليه ويناقشهم ويحاورهم ويأنس بهم ويعطيهم الثقة ليشاطروا مشاعرهم ومشاكلهم ويحاول فهمها فيرشدهم وينصحهم بالخير، وبذلك يستحوذ على ثقتهم ويستغلها لزرع حب الإسلام في قلوبهم وتثبيت العقيدة الصحيحة وترسيخها في نفوسهم، ويرسخ في قلبه العقيدة الصحيحة هي التي فيها حماية وصيانة من جميع الانحرافات الفكرية.

 

والحكمة الدعوية تقتضي من الداعية أن يختار منهجاً مناسباً لتربية الشباب، فإنه ينتقل من منهج إلى آخر نظراً إلى حاجة الشباب المدعو، ولا شك أن أعمق المناهج الدعوية أثراً في نفوس الشباب منهج عاطفي، فإنه يتأثر بالعواطف والمشاعر أكثر من الأدلة العقلية خاصة في مرحلة البكالوريوس، وكذلك هذا موضوع يحتاج إلى دراسة عميقة على أسس علمية لتقديم الواقع الحقيقي للشباب الجامعي أمام القائمين بالدعوة في الجامعات.

 

الخاتمة، وفيها أهم النتائج والتوصيات:

لقد توصل الباحث من خلال البحث إلى النتائج الآتية:# لقد نال علم الدعوة إلى الله اهتمام العلماء والباحثين في الآونة الأخيرة حيث أصبح تخصصاً في الجامعات والمعاهد، وألفت العديد من الكتب وأعدت البحوث والرسائل، وضعت له أصول وقواعد ومناهج وأساليب ووسائل، فعلى العاملين في مجال الدعوة إلى الله الاستفادة منها لتؤتي جهودهم ثمارها المرجوة.

  1. إن السيرة النبوية من أعظم مصادر علم الدعوة إلى الله، وحياة الرسول ﷺ حياة الداعي أصلاً، وفيها هداية للدعاة للعمل الدعوي على الوجه الصحيح، فكان ﷺ حريصاً شديد الحرص على هداية الناس، وكان الشباب مقدمة جيشه في المسيرة الدعوية، ووجود الفجوة بين الدعاة والشباب يضع علامة استفهام على المنهج الدعوي التقليدي، فعلى الدعاة الخوض في هذه المسألة.
  2. المنهج العاطفي هو مجموعة الأساليب الدعوية التي تركز على القلب، وتحرك شعور المدعو ووجدانه ويحفزه على استجابة الدعوة، فإنه من أوسع المناهج استعمالاً وأعمقها أثراً في النفوس، وفي السيرة النبوية ملامح ومواقف كثيرة استخدم فيها الرسول ﷺ هذا المنهج.
  3. لاستخدام المنهج العاطفي مواضع، فمنها: في دعوة الجاهل أو من هو قليل العلم والمعرفة، وفي دعوة من تجهل حاله، وفي دعوة أصحاب القلوب الرقيقة، وفي دعوة الأقارب بعضهم بعضاً، وفي ومواطن ضعف الدعوة والشدة على المدعوين، وفي دعوة من يغتر بقوته وسلطانه وماله، وفي مواطن اليأس والقنوط، وفي دعوة الشباب الجامعي في المراحل التعليمية في العليا خاصة، ومواضع أخرى.
  4. ولقد تنوعت الطرق التي يسلكها الداعي لتطبيق المنهج العاطفي، منها: أسلوب الموعظة الحسنة وذلك يتم بالترغيب والترهيب، وأسلوب القصة العاطفية، والتذكير بنعم الله، والقول اللين اللطيف، ومساعدة الفقراء والضعفاء وقضاء حوائجهم.
  5. إن الشباب الجامعي ميدان واسع للدعاة، فإنه يحتاج الاهتمام الخاص من الدعاة، فعلى الدعاة الاغتنام بهذه الفرصة دون تركهم أمام أصحاب الأهواء والأفكار الباطلة، فإن المنهج العاطفي هو أنفع وأفيد في هذه المرحلة التي لم ينضج عقله بعد، فيحتاج إلى تثبيت العقيدة الصحيحة التي تحميه من الضلال والانحراف.

 

 

حوالہ جات

  1. - سورة الشعراء، الآية: 3
  2. - سورة المائدة، الآية: 48
  3. - أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، الطبعة الثالثة، 1414هـ، مادة (نهج) 2/383
  4. - علي جريشة، مناهج الدعوة وأساليبها، دار الوفاء ، المنصورة ، الطبعة الأولى، 1407هـ، ص/16
  5. - سليمان العيد، المنهاج النبوي في دعوة الشباب، دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى 1415هـ، ص/6
  6. - لسان العرب، مادة (عطف)، 9/250
  7. - عبد الحي موسى، المدخل إلى علم النفس، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1979م، ص/241
  8. - مناهج الدعوة وأساليبها، ص/23
  9. - البيانوني، الدكتور محمد أبو الفتح، المدخل إلى علم الدعوة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1995م، ص/204
  10. - الغزالي، الشيخ محمد، الجانب العاطفي من الإسلام، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، مصر، الطبعة الثالثة 2005م، مقدمة الطبعة الأولى، ص/3
  11. - البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبد الله، الجامع الصحيح، بتحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى 1422هـ، 8/12، رقم الحديث: 6025.
  12. - ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، البداية والنهاية، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر للطبعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1997م، 6/485
  13. - سورة طه، الآية: 44-43
  14. - سورة القصص، الآيات 76-77
  15. - صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب الرجاء مع الخوف، رقم الحديث:6469، 8/99
  16. - المدخل إلى علم الدعوة، ص/47
  17. - المدخل إلى علم الدعوة، ص/47
  18. - لسان العرب، مادة (وعظ)، 7/466
  19. -الجرجاني، علي بن محمد بن علي الزين الشريف، كتاب التعريفات، دار الكتب العلمية بيروت –لبنان، الطبعة الأولى 1983م، ص/236
  20. - الجوزية، ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب، شمس الدين، تفسير القرآن الكريم، دار ومكتبة الهلال بيروت، الطبعة الأولى 1410 هــ، 1/359
  21. - السحيمي، فواز بن هليل، أسس منهج السلف في الدعوة إلى الله، دار ابن القيم ودار ابن عفان، الطبعة الثانية 2008م، ص/144
  22. - صحيح البخاري، 1/25
  23. - سورة النساء، آية 165
  24. - سورة الإسراء، آية 105
  25. - الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي، الاعتصام، تحقيق سليم بن عيد الهلالي، دار ابن عفان، السعودية، الطبعة الأولى 1992م، 2/766
  26. - القاسمي، محمد جمال الدين، موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، دار الكتب العلية بيروت، سنة النشر 1995م، ص/289
  27. - لسان العرب، مادة رغب.
  28. - القرضاوي، يوسف عبد الله، المننتقى من الترغيب والترهيب للمنذري، من منشورات مركز بحوث السنة والسيرة، بدون الطبع وسنة النشر، المقدمة، ص/1، وانظر أيضاً: النحلاوي، عبد الرحمن، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، دار الفكر بيروت، الطبعة الخامسة والعشرون 2007، ص/230
  29. - الزيدان، عبد الكريم، الدكتور، أصول الدعوة، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة 2002م ، ص/437
  30. - محفوظ، الشيخ علي، هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة، دار الاعتصام، الطبعة التاسعة 1979م، ص/199
  31. - الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة، السنن، تحقيق أحمد شاكر وفؤاد عبد الباقي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر، الطبعة الثانية 1975م، 5/709، رقم الحديث: 3895. والحديث صححه الألباني.
  32. - سورة البقرة، الآية: 245
  33. - البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي، شعب الإيمان، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع الرياض، الطبعة الأولى 2003، 5/125
  34. - القرطبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية القاهرة، الطبعة الثانية 1964م، 3/239، والأصبهاني، أبو القاسم، إسماعيل بن محمد بن الفضل الملقب بقوام السنة، الترغيب والترهيب، دار الحديث القاهرة، الطبعة الأولى 1991م، 3/183
  35. - صحيح مسلم، 2/665، رقم الحديث: 965
  36. - لسان العرب ، مادة (رهب).
  37. - المننتقى من الترغيب والترهيب للمنذري، ص/2
  38. - أصول الدعوة، ص/437، وانظر أيضاً: أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، ص/230
  39. - ابن حبان، الصحيح، 12/506، رقم الحديث: 5693.
  40. - صحيح البخاري، 8/10، رقم الحديث: 6016.
  41. - صحيح مسلم، 3/1219، رقم الحديث: 1598.
  42. - صحيح البخاري، 4/10، رقم الحديث: 2766.
  43. - صحيح البخاري، 9/3، رقم الحديث: 6870.
  44. - صحيح البخاري، 8/3، رقم الحديث: 5973.
  45. - المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب، المقدمة، ص/20، وراجع أيضاً: هداية المرشدين، ص/201-215
  46. - صحيح مسلم، 3/1645، رقم الحديث: 2071
  47. - الأصفهاني، الراغب، أبو القاسم الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، دار القلم،الدار الشامية- دمشق، بيروت، الطبعة الأولى:1412ه، 1/671
  48. - الزيات، أحمد حسن ، وآخرون، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية القاهرة، مادة (قصص).
  49. - سورة الأعراف، الآية: 176
  50. - الخطيب، عبد الكريم، القصص القرآني في منطوقه ومفهومه مع دراسة تطبيقية لقصتي آدم ويوسف عليهما السلام، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت، الطبعة الثانية، 1975م، ص/8
  51. - تنظر القصة الكاملة في صحيح مسلم، 4/2118، رقم الحديث: 2766
  52. - صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب الحض على التوبة والفرح بها، رقم الحديث: 4930، 8/92
  53. - سورة إبراهيم، الآية:5
  54. - سورة البقرة، الآية: 152
  55. - سورة البقرة، الآية: 40
  56. - راجع: الرازي، فخر الدين، أبو عبد الله محمد بن عمر: مفاتيح الغيب، دون تحقيق، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 1981م، 3/35، نقل هذا المعنى الرازي عن بعض العارفين. راجع أيضاً: المفردات في غريب القرآن، ص/329
  57. - سورة الأعراف، الآية : 136
  58. - سورة النمل، الآية : 40
  59. - مسند الإمام أحمد، 18/253، رقم الحديث: 11730
  60. - سورة آل عمران، الآية : 159
  61. - صحيح البخاري، 1/08، رقم الحديث: 07
  62. - صحيح مسلم، 1/63، رقم الحديث: 587
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...