Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Idah > Volume 35 Issue 2 of Al-Idah

أهمية المنهج التطبيقي في تدريس الحديث النبوي وعلومه |
Al-Idah
Al-Idah

Article Info
Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وخاتمهم؛ محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛

فكل العلوم فيها جوانب نظرية وأخرى عملية أوميدانية أو تطبيقية. ويلزم الاهتمام بكلي الجانبين. أي النظري والتطبيقي.

علم الحديث النبوي هو من أعظم العلوم والفنون مكانة وأحقّها وأولاها بالتعلّم والتعليم؛ لكونه الأصل الثاني للتشريع الإسلامي بعد كتاب الله الكريم، ولكونه وسيلة لمعرفة وفهم كلام الله المجيد، ولأنّ عليه مدار أكثر الأحكام الفقهية.

يعدّ التعليم العملي أو التطبيقي من أهم طرق التربية والتعليم، وله أثر كبير في الإفهام والتفهيم وترسيخ المعلومات لدى الدارسين وخاصة مادة علوم الحديث لأنها مادة تطبيقية.

ويأتي هذا البحث ليبين أهمية المنهج التطبيقي وأهدافه وإمكانية الاستفادة منه في تدريس الحديث وعلومه. وكذلك اهتمام المدارس الدينية بالمنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه.

وقسمت البحث إلى مقدمة،خمسة مباحث، وخاتمة.

المبحث الأول: تعريف المنهج التطبيقي.

المبحث الثاني: أهمية المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه.

المبحث الثالث: أهداف المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه.

المبحث الرابع: إمكانية الاستفادة من المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه.

المبحث الخامس: المنهج التطبيقي والمدارس الدينية في باكستان.

أما الخاتمة فبينت فيها النتائج التي توصّلت إليها من خلال كتابة هذا البحث.

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل عملي هذا المتواضع خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعنا به وسائر المسلمين ويجعله ذخرا لنا يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. آمين

المبحث الأول: تعريف المنهج التطبيقي:

المنهج لغةً هو الطريق الواضح،[1] وقد ورد في قوله تعالى: )لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً وَّمِنهَاجاً(.[2]

والمنهج اصطلاحا: له عدة تعريفات منها:

  1. "مجموعة الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة تحت إشرافها للطلبة، بقصد احتكاكهم، وتفاعلهم معها، ومن نتائج هذا الاحتكاك والتفاعل يحدث تعلّم أو تعديل في سلوكهم، ويؤدي هذا إلى تحقيق النحو الشامل المتكامل الذي هو الهدف الأسمى للتربية".[3]
  2. "خطة لمرحلة دراسية في بيئة دراسية معينة، أو لمجموعة المراحل المدرسية، التي تبلغ الناشئين المستوى التربوي والسلوكي والفكري المطلوب ليصبحوا أعضاء نافعين صالحين في أمتهم ومجتمعهم عاملين على النهوض بمستوى أمتهم وتحقيق مثلها العليا".[4]
  3. "طريقة واضحة مستمرة في تدريس العلم، واعتماد الأسباب المناسبة لاستيعاب المتعلم، كاعتماد ترتيبات معينة، والبداءة بالأنسب فالأنسب، مع مراعاة خصائص العلم المدروس وأحوال وقابلية المتعلمين."[5]

فيلخص من هذه التعريفات أنّ المنهج الدراسي لمؤسسة ما، هو في الحقيقة عبارة عن الطريق الذي يسلكه المعلّم والمتعلّم للوصول إلى الأهداف المنشودة, و يدخل فيه مجموع الخبرات التربوية والأنشطة المقصودة والمخططة التي تقدمها المؤسسة التربوية لإحداث النمو الشامل للطلبة بجميع النواحي.

ويعتبر المنهج الدراسي أهم جزء من نظام التعليم ويرتّب حسب مقاصده وأهدافه، ويختلف من مدرسة إلى مدرسة و من جامعة إلى أخرى ومن بلد إلى بلد ومن بيئة إلى أخرى.

المنهج الدراسي ليس هو قائمة المقررات أو المواد الدراسية فقط، بل هو شامل إلى المقررات الدراسية والأهداف التربوية، وطرق التدريس.

فمنهج دراسي له ثلاث ركائز أساسية؛ وهي الأهداف التربوية والمقررات الدراسية وطريقة التدريس لهذه المواد المقررة.

أما المنهج التطبيقي، فالمراد به هنا الطريقة العملية في التعليم، و تطبيق القواعد النظرية على الواقع. وله أهميته كبيرة في تعليم جميع الفنون، وخاصة في تعليم الحديث وعلومه، ويأتي بيانها في المبحث الآتي.

المبحث الثاني: أهمية المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه:

لاشك أن المنهج التطبيقي والتعليم العملي له أثر كبير في الإفهام وترسيخ المعلومة في عقول المتعلمين. وله أهمية في تدريس كل فن، حيث هذا الأسلوب يقوم على أساس تكرار وتثبيت العمل في نفس الدارس، ويعتبر أسلوبا ناجحا عندما تكون الموضوعات تحتاج إلى ذلك. ومن خلال هذا الأسلوب يعرف الدارس في أي موضع وكيف ينطبق القواعد النظرية.

فالمنهج التطبيقي له أهمية كبيرة في ترسيخ المعلومات لدى الدارسين، وخاصة مادة علوم الحديث لأنها مادة تطبيقية،فلا يمكن فهم مصطلحات هذا العلم بدون معرفة كيفية تطبيقية على الأحاديث، فإن طبق قواعد علوم الحديث تطبيقا عمليا فإنني أرى أنه سيساعد الطالب في فهم هذا العلم. إذن يلزم تطبيق المصطلحات الحديثية تطبيقا علميا وعلى وجه الخصوص دراسة الأسانيد وتخريج الأحاديث.

وأهمّ ما يميّز طرق تدريس مادة الحديث وعلومه كسائر العلوم الشرعية أن يركّز على الجانب العملي. لأنّها تتضمن الموضوعات التي تحتاج إلى الممارسة والتطبيق العملي كتعلّم الوضوء، الصلاة، والمناسك وغير ذلك.

معرفة التعاريف النظرية مهمّ جدا في دراسة الحديث وعلومه لأنه يحتاج الدارس إلى استحضارها عند التطبيق العملي. لكنها لا تكفي وحدها بل لابد من فهمها وتطبيقها عمليًّا.

ولقد انتهج الرسول - صلى الله عليه وسلم-هذا الأسلوب في التعليم عندما كان يعلّم الصحابة الدين، كما كان يعلّم الصلاة، فصلّى على المنبر ولمّا فرغ من الصلاة أقبل على الناس، وقال: "أيّها النّاس إنّما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي".[6]

والأحاديث النبوية هي ليست النظريات فقط بل هي أقوال وأفعال وتقارير. وقد تحتاج إلى رسم الفكرة والممارسة العمليّة في الفهم الصحيح لها.

كما استخدم النّبي - صلى الله عليه وسلم- الوسائل التوضيحية، لما لها من فوائد في التعليم وتفهيم المعلومة، ولما فيها من الإثارة والمتعة والتشويق والإدراك التام للفكرة وحفظها وترسيخها في العقول، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خطّ النبي - صلى الله عليه وسلم- خطًّا مربّعا وخطّ خطًّا في الوسط خارجا منه وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال هذا الإنسان وهذا أجله محيطٌ به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارجٌ أمله وهذه الخطوط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا".[7]

فالحديث المذكور مثلا لا يكفي في تدريسها القراءة والسماع فقط، بل يحتاج إلى رسم خط لترسيخ المعنى المراد في ذهن المخاطبين.

فالمدرس إذا رسّم خطاً على السبورة كالتالي:

وبيّن محتويات الحديث خلال هذا الرسم، فلاشك أنه يكون أقرب وأسرع لفهم المعنى المراد للحديث الشريف. لأنّ الرسومات التوضيحيّة ترسّم المعنى في ذهن الدارسين.

الجانب التطبيقي له أهمية في تدريس كل فن، حتى يعرف الدارس في أي موضع ينطبق هذا الكلام. لكن خاصة يجب تسليط الضوء على ربط وعلاقة لهذه الأحاديث بحياتنا اليومية. لكي يتمكّن الدارس من عرضها على نفس الأسلوب أمام عامة الناس. [8]

وأحسن طريقة في تدريس الأحاديث التي تتعلق بالعبادات هو الطريقة العمليّة، لأنّها تساعد في اكتساب الطلاب المهارة عن طريق الممارسة والتدريب العملي، ولأنّها تنشأ فيهم الرغبة والميل على التقليد والحركة.

أسلوب التطبيق العملي في علوم الحديث يساعد الدارس في الرجوع إلى المصادر الأصلية والاستفادة منها مباشرة. ويكسب المقدرة على البحث عن طريق الشبكة العنكبوتية.

لا شك أنّنا في حاجة ماسة إلى مثل هذا الأسلوب في التعليم والتدريس خاصة في المدارس الدينيّة التي يغلب فيها الاهتمام بأسلوب التلقين داخل الفصول الدراسيّة.

المبحث الثالث: أهداف المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه:

إن الأعمال تبنى دائما على أساس الأهداف العليا، والوسائل تتحدد في ضوء تلك الأهداف. والهدف المنشود يعتبر ركن أساسي في عملية التعليم، وهو الذي يحدد طريقة التدريس، وأسلوبه.

الهدف من المنهج التطبيقي في التربية والتعليم، هو ممارسة الدارسين على تطبيق القواعد والنظريات التي درسوها خلال دراسة المقررات الدراسية في داخل الفصول.

ويهدف المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه إلى تزويد الطلاب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لممارسة مهنة التعامل مع السنّة النبويّة، وذلك من خلال مساعدتهم على ترجمة القواعد والنظريّات التي درسوها داخل الفصول إلى التطبيقات تسهم في حل مشكلات الطلاب وتذليل صعوباتهم.

ومن أهم أهداف المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه ما يلي:

  1. التطبيق العملي للسنّة النبويّة وتنزيل مطالبها على عالم الواقع المشاهد، بطريقة تمكّن الجميع من التفاعل معها.
  2. نقل الطالب من الجانب النظري إلى الجانب العملي، وتطبيق ما يتلقاه من العلوم النظريّة تطبيقا عمليّا.
  3. تطوير المهارات الإبداعية وطرق التفكير للطلبة. وعرض إنجازات وإبداعاتهم.
  4. ترجمة القوانين والنظريّات إلى تجارب عمليّة لترسيخها في أذهان الدارسين.
  5. تنشئة جيل من الطلبة متمرس ومتدرب على استخدام أفضل التقنيات العلمية الحديثة.
  6. ترجمة النظريّات والقوانين إلى تجارب واقعيّة لترسيخها في الحياة العمليّة.
  7. توسيع المعرفة وإطلاع الطلاب على المصادر المُعِينة في التطبيق العملي.

المبحث الرابع: إمكانية استخدام المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه:

يمكن الاستفادة من المنهج التطبيقي في جميع العلوم التطبيقية، كما يمكن استخدامه في تدريس الحديث وعلومه، فعلى هذا التقدير يمكن استخدام المنهج التطبيقي في تدريس السنة النبوية، وكذلك في تدريس أصول الحديث، ويأتي التفصيل في المطلبين التاليين:

المطلب الأول: استخدام المنهج التطبيقي في تدريس السنّة النبويّة.

المطلب الثاني: استخدام المنهج التطبيقي في تدريس أصول الحديث.

المطلب الأول: استخدام المنهج التطبيقي في تدريس السنّة النبويّة:

إن السنّة هي التفسير العملي للقرآن، والتطبيق الواقعي- والمثالي أيضا- للإسلام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن مفسرا، والإسلام مجسما[9].

فمن

أراد أن يعرف المنهج العملي للإسلام بخصائصه وأركانه، فليعرفه مفصلا مجسدا في السنّة النبويّة القوليّة والعمليّة والتقريريّة.[10]

ولما كانت السنّة النبويّة تمثّل التطبيق العملي للقرآن الكريم وأنها بيان لما أنزله الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم. فهذا البيان يكون بالقول والعمل، ويكون بالتطبيق العملي للأوامر التي تحتاج إلى التطبيق العملي، كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والإنفاق في سبيل الله، وغيرها من شرائع الإسلام، حيث أن هذه العبادات أساسها العمل والممارسة.

كما أن السنة النبوية ليست أقوالا وأحكاما نظرية فحسب بل هي تشمل الأفعال والأعمال والتقارير، والهدف هو التطبيق على الواقع، وتنزيل الأقوال في السلوك والاتجاهات، وأن الصحابة الكرام اتبعوا المنهج العملي في تطبيق السنة النبوية على الواقع بحيث لا يتجاوزه.

و"يجب على المسلمين أن يعرفوا كيف يحسنون فهم هذه السنة الشريفة، وكيف يتعاملون معها فقها وسلوكا، كما تعامل معها خير أجيال هذه الأمة: الصحابة ومن اتبعهم بإحسان، الذين تعلّموا في المدرسة المحمدية، فأحسنوا التعلّم، ثم عملوا بما تعلّموا فأحسنوا العمل، ثم علّموا الأمم الإسلام، فأحسنوا التعليم".[11]

الأزْمة التي نعيشها في هذا العصر، هي بعد المسلمين عن تعليمات الدين في جميع مجالات حياتهم، حتى ليس لديهم علم بالمعارف الأساسية في كثير من مجالات الدين. [12]والبعد بين ما يُدرس وبين ما يُطبّق، فالنظريات كثيرة، والتطبيقات قليلة، وهذا هو - في نظري - سبب أساسي في تأخر وتخلّف المسلمين.

والحل الوحيد لهذه المشكلة هو تفهيم فوائد الحديث النبوي إلى عامة الناس. وتطبيقه تطبيقا عمليّا. وهذا مجرب أنّ تأثير تعليم الحديث النبوي في هذا المجال أكثر من تعليم القرآن. وصدق المحدثون أن الاشتغال بعلم الحديث النبوي هو بمنزلة الصحبة للنبي - صلى الله عليه وسلم-،[13] وأنّ الكلام أو التحدّث عن ما يتعلّق بالحديث وخاصة الواقعات العمليّة للنّبي - صلى الله عليه وسلم- لا يسترشد فقط، بل فيه داعية، وشغف للعمل به.[14]

إنّ الأفعال والسلوك العملية الصادقة تعطي الصورة الحقيقية للإسلام لأن المسلم الصادق في دينه يجب أن يطابق قوله مع فعله ليكون قدوة للآخرين، وإلا فإن المعرفة بالأحكام فقط تصير حجة علية. وإذا كثر العلم وقلّ العمل صار هذا العلم عبئًا (Burden) و وبالا على صاحبه، فيجب أن يُطابق العمل العلم. والعلم ليس هو المراد أو الهدف الأساسي في حد ذاته، بل المطلوب هو العمل به. نحن نتعلّم لنعمل به، وكلما ارتبط التعلّم بالعمل كان له أثر باقيا وثابتا في حياتنا، حيث أن ممارسة المتعلّم لما يتعلّمه يؤدي على ثبات الخبرة التعليمية.

الحديث النبوي له دور كبير في توجيه عامّة النّاس في حياتهم الذّاتية والأسريّة والاجتماعية والروحيّة وإصلاح خلقهم وسلوكهم. هناك أحاديث كثيرة التي تتعلق بمشاكل حياتنا اليومية، - كالأحاديث التي تهتمّ بحلول المشاكل الفردية والأسريّة وكذلك الاجتماعية- لكن هذه الأحاديث لم تُبرز في العالم الدراسي ولا في الخطب والمواعظ. لذا يجب أن نحاول في تدريس الحديث تأهيل الطلاب لفهم مثل هذه الأحاديث، واستنباط الأحكام منها، وبيانها بأسلوب تطبيقي. والأحاديث التي تتعلق بالزهد والرقاق والآداب والمعاملات الخُلقية والعملية يجب أن يُهتمّ بها أشدّ الاهتمام. لا ينبغي المرور بها مرور الكرام ظناً أنها أبواب سهلة.[15]

فنحن إذا أردنا الحصول على فوائد هذه العلوم يجب علينا أن نأخذ هذه الأحاديث مأْخَذًا جِدِيًّا وأن نُحاول تطبيقها في حياتنا اليومية عمليًّا.

لأجل هذا ينبغي أن يكون هذا - أي التطبيق العملي- داخلا في أهدافنا الأصلية لتدريس الحديث النبوي. و"ينبغي للمدرّس أن يعلّم طلّابه أثناء تدريس الحديث - بعد حين لأخر - أيُّ حديث وكيف يعالج قضية من القضايا المعاصرة. وحيثما يأتي حديث يسلط ضوء على قضية معاصرة ينبغي أن يوجه الطلاب إليه, ويبيّن وجه الاستدلال فيه. وعند الحاجة يطلعه على ما يتعلّق بالقضية وخلفيتها. وهكذا تنمو قدرة الاستنباط والتفكير في الطالب.[16]

المطلب الثاني: استخدام المنهج التطبيقي في تدريس أصول الحديث:

المجال الثاني الذي يمكن الاستفادة فيه من المنهج التطبيقي هو تدريس أصول الحديث.

إنّ دراسة علوم الحديث تتطلب أولاً إتقانها نظريا، ثم القيام بتعلّم قواعدها وقوانينها عمليًّا و كيفية تطبيقها أي الدراسة التطبيقية. المنهج التطبيقي له أهمية كبيرة في تدريس مادة علوم الحديث لأنها مادة تطبيقية، ويصعب على الدارس فهم مصطلح الحديث بدون معرفة كيفيّة تطبيقه على الأحاديث، فيحتاج إلى فهم المادة بربطها بالجانب التطبيقي إذ به يفهم المقال.[17] وعلى وجه الخصوص دراسة الأسانيد وتخريج الأحاديث ونقد المتون.

ولترسيخ مادة علوم الحديث في عقل الدارس، يلزم أن نطبّق مصطلحات هذه العلوم تطبيقا عمليًّا، ويجب الإكثار من الدراسات التطبيقية في تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد ونقد المتون. إذ تدريس القواعد والقوانين ومعرفة الاصطلاحات ليس مهمّ في حدّ ذاتها وإنّما المطلوب هو القدرة على تطبيق هذه القواعد والاستفادة منها عمليّا.

وكذلك لا بد من العمل على ربط منهج المحدثين النقاد في تصحيح الأحاديث وتضعيفها وتوثيق الرواة وتجريحهم بمبادئ مصطلح الحديث وقواعده، والتركيز على النواحي التطبيقيّة، وإخراج القواعد النظريّة إلى حيز العمل، وإشعار الطالب بأن عمليّة الحكم على الأحاديث مستمرة ما احتاج النّاس إلى معرفة درجة الأحاديث، وأن نجعل كتب المصطلح تطبيقيّة، تعج بالأمثلة التوضيّحية والتطبيقات العمليّة.[18]

أقدم لكم في الفروع التالية مواضع استخدام المنهج التطبيقي في أصول الحديث.

الفرع الأول: المنهج التطبيقي وتخريج الأحاديث:

التخريج ليس هو البحث عن الحديث وجمع طرقه فحسب، بل "هو تحقيق كامل للحديث، ودراسة شاملة له من جميع جوانبه. أو بلفظ آخر: أنه تطبيق عملي لكافة علوم الحديث، حيث إنه يكلّف الدارس بالبحث عن الحديث في مصادره، والإطلاع على ألفاظه المختلفة، وأسانيده المتنوعة، والوقوف على أقوال أئمة الحديث فيه، وفي رجاله، ودراسته سندا ومتنا، ثم الحكم على الحديث صحة وضعفا".[19]

وهي كلّها أعمال تطبيقية تحتاج إلى الممارسة والتطبيق. هذا يتمّ بتدريب الطلاب العملي بالرجوع إلى المصادر الحديثية مباشرة أو عن طريق استخدام أشهر البرامج الحديثية ومواقع تخريج الحديث النبوي.

الدارس الذي يقوم بعملية التخريج يحتاج إلى معرفة طرق تخريج الحديث، ومزاياها وعيوبها، وكتب كل طريقة، ومناهج كتب الحديث المخرج منها، وصيغ التعبير عن تخريجه. ثم ممارسة التخريج عمليًّا.

لكن الكتب التي عنت بعلم التخريج في الغالب دراسات نظرية بعيدة عن التطبيق العملي والممارسة وذكر الأمثلة والتدريبات العمليّة. وهو جانب مهم في عمليّة التخريج التي تعتمد على الجانب التطبيقي اعتمادا كبيرا.

لا يخفى على من يهتمّ بالسنّة النبويّة، وبالخصوص من يقوم بتدريس مادة تخريج الحديث، أن هذه المادة تحتاج إلى التطبيق العملي من قبل الدارسين، تحت إشراف مباشر من الأساتذة، وأن التدريس النظري للمادة له أهمية كبيرة لكن لا بد فيه من التطبيق العملي والتدريب الميداني.

لا يمكن للدارس فهم عملية التخريج نظريا إلا أن يقوم بتخريج الحديث عمليّا عن المصادر الأصلية مباشرة أو من خلال كتب التخريج أو عن طريق استخدام الحاسوب. ولكلٍّ طريقةٌ خاصة ومنهج معين يحتاج في الفهم إلى التدريب والممارسة عمليًّا.

كما يحتاج إلى معملٍ يتمكّن فيه الدارس من تطبيق ما يدرسه، بإشراف مباشر من المدرس أثناء المحاضرة، ليمارس الصياغة العلمية لتخريج الحديث.

من فوائد المنهج التطبيق في علم التخريج ما يلي:* معرفة أهم الكتب المصنفة في علم التخريج.

  • ممارسة طرق تخريج الحديث من المصادر الحديثية.
  • التدريب العملي يساعد الطالب في اختيار الطريقة المناسبة لتخريج الحديث بناء على الخبرة المكتسبة خلال التدريب العملي.
  • معرفة أهمية المنهج التطبيقي في علم التخريج.
  • تزويد الباحث طرق الاستفادة من التقنية الحديثة في علم التخريج.
  • يطلع الدارس على بعض المواقع والبرامج الحديثية.
  • يعرف أهمية استخدام البرامج والمواقع الحديثية وضوابطها ومحاذيرها.
  • يكسب ممارسة التخريج بالحاسوب باستخدام البرامج الحديثية ومواقع تخريج الحديث على الشبكة.

الفرع الثاني: المنهج التطبيقي ودراسة الأسانيد:

دراسة الإسناد هو جزء من علم التخريج؛ فتخريج الحديث أصلا هو عبارة عن البحث في المصادر الأصلية للسنّة النّبويّة وتتبّع طرقه. أمّا دراسة الأسانيد فهو النّظر في حال السند اتصالا وانقطاعا وفي أحوال الرواة جرحا وتعديلا.

"دراسة الأسانيد لا تنفك عن علم تخريج الأحاديث، بل لا بدّ لدراسة الأسانيد من جمع الطرق بتخريجها من مظانها، واعتبار بعضها إلى بعض للوقوف على ما قد يخفى من العلل، وإثبات ما يصح من الروايات، وما لا يصح."[20]

من المعلوم أن الباحث يقوم في دراسة السند بأربع خطوات رئيسية:

الأولى: تخريج الحديث، وجمع الطرق والروايات المختلفة للحديث الواحد.

الثانية: دراسة أحوال رواة السند حرجا وتعديلا.

الثالثة: التحقق من شرط اتصال السند.

الرابعة: التحقق من انتفاء الشذوذ والعلة في السند، بجمع طرقه ودراستها.

ولا يخفى على من يقوم بتدريس هذه المادة أن الدارس يحتاج إلى التطبيق العملي في معرفة كل من اتّصال السند وانقطاعه وتجريح الراوي وتعديله وأثر كل ذلك في الحديث صحة وضعفا. كما يحتاج إلى ممارسة أصول نقد السند بالتطبيق العملي.

و"إنّ رسم شجرة الأسانيد على السبورة، وبيان مواضع الانقطاع بأنواعه، أو التفرد ، والعزة، والتواتر، والمتابعات والشواهد، والنكارة، والشذوذ والعلل يساعد كثيرا في تصور الطالب لمعاني المصطلحات، وهو أمر لا يحتاج إلى وقت إضافي. وإن تعذر تطبيق ذلك في بعض الأوقات لا ينبغي أن يدعونا ذلك إلى تركه بالكلّيّة، فإن ما لا يُدرك كُلّه لا يُترك جُلّه."[21]

إضافة إلى ذلك يحصل الطالب على فوائد كثيرة، ويَجد حلّا لعدة مشاكل من خلال القيام بدراسة تطبيقية لأسانيد الحديث.

من أهم الفوائد التي يحصل عليها الطالب من خلال هذا الأسلوب في دراسة الأسانيد ما يلي:* هذا الأسلوب يفيد الدارس في رسم شجرة الأسانيد التي تساعده في الوقوف على المتابعات والشواهد، وإبراز مواضع التفرد، وبيان تحويلات الأسانيد وغير ذلك.

  • كما يفيد في تحديد العلة التي وقعت في سند الحديث، وبيان كيفية وقوعها. حيث يقوم الطالب فيه بعرض روايات الحديث الواحد بعضها على بعض، ثم يقارن بين هذه الروايات ويقف على ما وقع فيها من علل.
  • من خلال هذا الأسلوب يعرف الطالب معالم النقد عند الأئمة المحدثين.
  • يمارس الدارس تطبيق أصول النقد في السند عمليًّا.
  • يعرف الدارس أهمية المنهج التطبيقي في دراسة السند.

الفرع الثالث: المنهج التطبيقي ودراسة المتون:

هي إجراء دراسة تطبيقية شاملة أو جزئية على روايات صحيحة أو حسنة من خلال كتب السنة.

دراسة السند لا تكفي وحدها للحكم على الحديث صحّة وضعفا، بل لا بد من دراسة المتن. لأنه قد يصحّ السند لكن يظهر الخلل في المتن. وقد اهتمّ علماء الحديث بهذه الدراسة اهتماما شديدا، قديما وحديثا. وإن لم يرقَ الاهتمام به إلى مستوى الاهتمام بالسند. وقد يسمّى بنقد المتون. "أمّا كيفيّة دراسة المتن فهي عمليّة البحث عن خلوّ المتن عن أسباب الضعف؛ فيُصحّ أو يُحسنَ، أو وجودها فيه فيُحكم عليه بالضعف أو الوضع، والأسباب الموجبة لضعف المتن-كما حددها أئمة الحديث – هي في اصطلاحهم تنحصر في الشذوذ والعلة."[22]

والأسباب الموجبة للنقد في المتون عند أئمة الجرح والتعديل هي: المخالفة للنصوص القرآنية أو السنّة الصحيحة، الشذوذ، النكارة، التحريف، الاضطراب، القلب، فساد المعنى، أو ركاكة اللفظ. التفرد وغير ذلك.

فيحتاج الباحث في دراسة المتون إلى جمع الأحاديث والعمل على فحصها، وعرضها على النصوص الأخرى. وكذلك على نصوص الكتاب والسنّة النبويّة، ثم العمل على إعمال العقل فيها، وبيان ما فيها من علّة واختلاف. والإكثار من الدراسات التطبيقيّة في نقد المتون.

ويقوم الباحث في عرض الحديث بثلاث خطوات رئيسية:

الأولى: عرض الروايات على القرآن الكريم.

الثانية: عرض الروايات على أصول الدين وقواعده.

الثالثة: عرض الروايات على الروايات الأخرى الصحيحة.[23]

ومن أهم الضوابط التي يتعمد عليها عند المحدثين في نقد المتون هو مدى موافقتها للقرآن المجيد، والأحاديث الصحيحة الثابتة، والعقل السليم.

قال الخطيب البغدادي رحمه الله: إذا روى الثقّةُ المأمون خبراً متّصل الإسناد رُدَّ بأمور:

أحدها: أن يخالف موجبات العقول؛ فيعلم بطلانه؛ لأن الشرع إنما يرِدُ بمجوّزات العقول، وأما بخلاف العقول، فلا.

والثاني: أن يخالف نصّ الكتاب أو السنّة المتواترة، فيعلم أنّه لا أصل له، أو منسوخ.

والثالث: أن يخالف الإجماع، فيستدلّ على أنه منسوخ أو لا أصل له، لأنه لا يجوز أن يكون صحيحا غير منسوخ، وتجتمع الأمة على خلافه.

والرابع: أن ينفرد الواحد براوية ما يجب على كافة الخلق علمه، فيدلّ ذلك على أنه لا أصل له؛ لأنه لا يجوز أن يكون له أصل، وينفرد هو بعلمه، من بين الخلق العظيم.

والخامس: أن ينفرد الواحد براوية ما جرت به العادة، بأن ينقله أهل التواتر فلا يقبل؛ لأنه لا يجوز أن ينفرد في مثل هذا بالرواية. فأما إذا ورد مخالفا للقياس، أو انفرد الواحد براوية ما تعم به البلوى لم يُرَدّ"[24].

ولا يخفى على من يقوم بتدريس هذه المادة أن الطلاب يحتاجون إلى التطبيق العملي في معرفة كل من العلّة والشذوذ أي خلو المتن عن أسباب الضعف، أو وجودها فيه، وأثر كل ذلك في الحديث صحة وضعفا. كما يحتاج إلى ممارسة أصول نقد المتن بالتطبيق العملي.

من فوائد الدراسة التطبيقية في دراسة المتون ما يلي:* هذا الأسلوب يساعد الباحث في تحديد العلّة التي وقعت في متن الحديث، وبيان كيفية وقوعها. وكذلك الشذوذ والنكارة، من خلال عرض روايات الحديث الواحد بعضها على بعض، ثم يقارن بين هذه الروايات ويقف على علّة أو شذوذ وقع في المتن.

  • يعرف الطالب من خلال هذا الأسلوب معالم نقد المتون عند المحدثين.
  • يمارس الدارس تطبيق أصول النقد في متون الحديث عمليًّا.
  • ويعرف الكيفية التي يتمّ بها نظر المحدّث في متن الحديث.
  • يعرف الفرق بين العلة القادحة وبين غير القادحة.
  • يعرف أهمية المنهج التطبيقي في دراسة المتون.

المبحث الخامس: المنهج التطبيقي والمدارس الدينية في باكستان:

قد مرّ في المبحث الرابع أنه يمكن استخدام المنهج التطبيقي في تدريس الحديث النبوي، وكذلك في أصول الحديث، فلننظر هل المدارس الدينية في باكستان تهتم بالمنهج التطبيقي في تعليم الحديث وعلومه أم لا، وإلى أي حدّ؟.

فبنسبة المجال الأول – أي تعليم السنة النبوية- قمت بدراسة ميدانية في كثير من المدارس الدينية، وسألت علماء الحديث: هل هم يرغّبون طلابهم للعمل على الأحاديث النبوية في حياتهم اليومية؟ فكان جواب أكثرهم في الإثبات، وجاءت النتيجة على الشكل التالي:

File:.png

فيظهر من هذه الدراسة أن علماء الحديث أغلبهم يهتمّون بهذا الأسلوب، ولذا نجد له تأثيرا في طلاب المدارس الدينيّة في بعض مجالات الدين كالعبادات والسلوك وغير ذلك.

ووجدت خلال دراستي الميدانية أنّ من يقوم بتدريس الحديث من علماء الحديث في المدارس الدينية يهتمّون في الغالب بربط محتويات الحديث بالقضايا المعاصرة وكيف يعالجها. حيث سألتهم هل هم يطبقون مفاهيم الأحاديث النبوية على القضايا المعاصرة؟ فجاءت النتيجة على النحو التالي:

File:.png

أما المجال الثاني وهو أصول الحديث، والجانب التطبيقي والعملي فيه يعتبر العنصر الأهم. لكن للأسف الشديد أن المدارس الدينية بعيدة عن هذا المنهج، لا تهتمّ بالنواحي العمليّة التطبيقيّة في تدريس أصول الحديث فيتم تدريسها غالبا نظريا. والمناهج الدراسية والخطط الفصلية تهمل هذا الجانب، وذلك لأسباب منها:* عدم وجود المكتبات.

  • عدم وجود المعامل والمختبرات.
  • قلة الوسائل المادية.
  • تعوّد المدرسين بالمنهج النظري للتعليم، وعدم قدرتهم على التطبيق العملي.

ولأجل هذا الأسلوب نجد أن المتخرجين من المدارس الدينية عندما ينصرفون إلى أداء دورهم كمتخصصين في فروع علم الحديث يتركز جهدهم على العلم النظري فقط، لكن عندما يتّجهون إلى تطبيق هذه القواعد عمليّا فإنّهم يقصرون عملُهم.بل أحيانا يحفظ الدارس القواعد النظرية دون أن يرى ربطا بينه وبين التصحيح والتضعيف كتطبيق عملي، ونرى أنهيخرج بعد تلقيه علوم الحديث يحفظ تعريفات معينة دون أن يرى لها أثرا في واقع التطبيق.

هذا ونلحظ في كثير من المناهج التي تدرس في المدارس الدينية بُعدها عن الجانب العملي والتطبيقي، وتركيزها على الجانب النظري. لكن علماء الحديث والمدرسون في المدارس الدينية لا ينكرون أهمية هذا المنهج ولا يغفلون عنه. وصلت إلى هذه النتيجة من خلال دراستي الميدانية في المدارس الدينية عندما سألتهم: هل يمكن استخدام المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه؟ فجواب أكثرهم كان في الإثبات. وجاءت النتيجة كالتالي:

File:.png

كما نرى أن هذا الجانب أي التطبيقي مهمل تمامًا من قبل بعض المدارس الدينية، لذلك فإنني أرى أن من واجبنا أن نسعى بجدّ في الارتقاء بهذا الجانب ونهتمّ به أشد الاهتمام لينتفع به الدارس ونحقق دور المدارس الدينية المنشود الهادف.

الخاتمة:

إن أهم النتائج التي توصلت إليها بحمد الله وتوفيقه يمكن تلخيصها في النقاط التالية:* إن علم الحديث هو من أعظم العلوم والفنون مكانة وأحقها وأولاها بالتعلم والتعليم.

  • معرفة التعاريف النظرية مهمّ جدا في دراسة الحديث وعلومه لأنه يحتاج الدارس إلى استحضارها عند التطبيق العملي.
  • فهم الأحاديث النبوية الصحيح قد يحتاج إلى رسم الفكرة والممارسة العملية.
  • استخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم- منهج التعليم العملي والوسائل التوضيحية في تعليم الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين.
  • التعليم العملي أو التطبيقي له أثر كبير في الإفهام والتفهيم وترسيخ المعلومات لدى الدارسين.
  • المنهج التطبيقي فيه الإثارة والمتعة والتشويق والإدراك التام للفكرة وحفظها وترسيخها في العقول.
  • يعرف الدارس من خلال المنهج التطبيقي في أي موضع ينطبق القواعد النظرية.
  • إن ممارسة المتعلم لما يتعلمه يؤدي إلى ثبات الخبرة التعليمية، ومن خلالها تنمو قدرة الاستنباط والتفكير في الطالب.
  • أحسن طريقة في تدريس الأحاديث التي تتعلق بالعبادات هي الطريقة العملية، لأنها تساعد في اكتساب الطلاب المهارة عن طريق الممارسة والتدريب العملي.
  • مادة علوم الحديث مادة تطبيقية،فلا يمكن فهم مصطلحات هذا العلم بدون معرفة كيفية تطبيقها على الأحاديث.
  • أهمّ ما يميز طرق تدريس مادة الحديث وعلومه هو التركيز على الجانب العملي.
  • أسلوب التطبيق العملي في علوم الحديث يساعد الدارس في الرجوع إلى المصادر الأصلية والاستفادة منها مباشرة.
  • يهدف المنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه إلى تزويد الطلاب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة للممارسة مهنة التعامل مع السنة النبوية.
  • يجب أن يكون التطبيق العملي داخلا في أهدافنا الأصلية لتدريس الحديث النبوي.
  • يمكن استخدام المنهج التطبيقي في تدريس الحديث النبوي وكذلك في علوم الحديث.
  • معرفة القواعد والقوانين والمصطلحات ليست مهمّ في حدّ ذاتها وإنما المطلوب هو القدرة على تطبيق هذه القواعد والاستفادة منها عمليّا.
  • إن عملية الحكم على الأحاديث مستمرة ما احتاج الناس إلى معرفة درجة الأحاديث.
  • الكتب التي عنت بعلوم الحديث في الغالب دراسات نظرية بعيدة عن التطبيق العملي والممارسة وذكر الأمثلة والتدريبات العملية.
  • علم تخريج الحديث يحتاج إلى التطبيق العملي من قبل الدارسين، تحت إشراف مباشر من الأساتذة. لا يمكن للدارس فهمه نظريا إلا أن يقوم بتخريج الحديث عمليا.
  • يحتاج الدارس إلى التطبيق العملي في معرفة كل من اتصال السند وانقطاعه وتجريح الراوي وتعديله،ومعرفة كل من العلة والشذوذ، وأثر كل ذلك في الحديث صحة وضعفا.
  • تهتمّ المدارس الدينية في باكستان بالمنهج التطبيقيفي تعليم السنة النبوية وتطبيق مفاهيمها على القضايا المعاصرة إلى حدّ ما، لكنها في الغالب تهمل الجانب التطبيقي في تدريس أصول الحديث لعدة أسباب.
  • مدرسو مادة الحديث وعلومه في المدارس الدينية يعترفون باستخدام المنهج التطبيقي وإفادته في تدريس الحديث وعلومه.
  • يجب الاهتمام بالمنهج التطبيقي في تدريس الحديث وعلومه لتحقيق دور المدارس الدينية المنشود.

وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.

حوالہ جات

  1. - ينظر: ابن منظور، لسان العرب مادة نهج (2 / 383)، دار صادر بيروت ، الطبعة الأولى.
  2. - سورة المائدة: 48.
  3. - عبد الموجود، محمد عزت وآخرون، أساسيات المنهج وتنظيماته (ص11)، دار الثقافة للنشر، القاهرة، 1979م.
  4. - عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليب تدريسها (ص93) الطبعة الثانية، دار الفكر المعاصر لبنان، ودار الفكر، سوريا 2001م.
  5. - علوم الحديث واقع وآفاق (ص305). (ندوة علمية دولية عقدت برعاية رئيس مجلس الأمناء معالي جمعة الماجد في رحاب كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي 6-8 صفر 1424ه).
  6. - البخاري، الصحيح: كتاب الجمعة، باب الخطبة على المنبر، وقال أنس خطب النبي على المنبر ومواضعه (ح875). ومسلم في الصحيح: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة (ح544). وابن حبان في صحيحه: ذكر جواز صلاة الإمام على مكان أرفع من المأمومين إذا أراد تعليم القوم الصلاة، (ح2142). وابن خزيمة في صحيحه: كتاب الإمامة، باب الرخصة في قيام الإمام على مكان أرفع من مكان المأمومين لتعليم الناس الصلاة. (ح1521).
  7. -البخاري، كتاب الرقاق، باب في الأمل وطوله (ح: 6054). والترمذي في الجامع مثله: كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، (ح2454). وقال: "هذا حديث صحيح". وابن ماجه في السنن بمعناه: كتاب الزهد، باب الأمل والأجل، (ح4231). والدارمي في السنن: كتاب الرقائق، باب في الأمل والأجل،(ح2729).
  8. - انظر: المجلة الشريعة مايو- يونيو 2009م، (ص 58). مجلة شهرية تصدر من كلية الشريعة بمدينة گجرانواله باكستان.
  9. - حيث قالت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- "إنّ خُلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم- كان القرآن". أخرجه مسلم في الصحيح، أثناء حديث طويل، في بداية"باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض". ورواه ابن حبان في صحيحه: باب النوافل، فصل في قيام الليل، (ح2551). وابن خزيمة في صحيحه: كتاب الصلاة، جماع أبواب صلاة التطوع بالليل، (ح1127). وأبو داود في السنن: كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل، (ح1342).
  10. - يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع السنة النبوية، معالم وضوابط، (ص 25). دار الشروق بالقاهرة، الطبعة الثانية 1423ه.
  11. - المصدر السابق (ص 35). بتصرف خفيف.
  12. - المجلة الشريعة، (مايو- يونيو 2009، ص 58).
  13. - بيت مشهور نسب إلى الإمام الشافعي أنه قال: (أهل الحديث هم أهل النبي وإنلم يصحبوا نفسه فأنفاسه صحبوا). ولم أعثر على مصدره الأصلي.
  14. - انظر: المجلة الشريعة، (مايو- يونيو 2009م، ص 58).
  15. - انظر : مجلة الشريعة مايو- يونيو 2009م، (ص 58، 59).
  16. - انظر : مجلة الشريعة مايو / يونيو 2009م، (ص56، 57).
  17. - استفدت فيه من "علوم الحديث واقع وآفاق"(ص 257). ندوة علمية دولية، عقدت برعاية رئيس مجلس الأمناء معالي جمعة الماجد في رحاب كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي (6-7 صفر 1424ه الموافق 8-10 ابريل 2003م). مطبعة المعارف
  18. - انظر: علوم الحديث واقع وآفاق (ص 326).
  19. - د. محمد أبو الليث شمس الدين الخير آبادي القاسمي أستاذ الحديث المشارك في قسم دراسات القرآن والسنة بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.تخريج الحديث – نشأته ومنهجيته- (ص10) اتحاد بک ڈپو ديوبند، الطبعة الثالثة، 1425ه. 2004م. بتصرف.
  20. - د. عمرو عبد المنعم سليم، تيسير تخريج الأحاديث، (ص6). دار ابن القيم للنشر والتوزيع بالرياض المملكة العربية السعودية. ودار ابن عفان بالقاهرة جمهورية مصر العربية. الطبعة الثانية، 1430ه- 2009م.
  21. -انظر: علوم الحديث واقع وآفاق (ص241). بتصرف خفيف.
  22. -د. محمد أبو الليث شمس الدين الخير آبادي، تخريج الحديث – نشأته ومنهجيته- (ص277).
  23. - ينظر للتفصيل: الدكتور مسفر عزم الله الدميني، مقاييس نقد متون السنة (ص285-455) الطبعة السعودية، الطبعة الأولى 1404هـ 1984م.
  24. - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفى سنة 462ه. الفقيه والمتفقه، (1/132-133). دار ابن الجوزي – السعودية. الطبعة الثانية-1421ه.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...