Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Idah > Volume 31 Issue 2 of Al-Idah

البعد الأخلاقي في سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم |
Al-Idah
Al-Idah

Article Info
Authors

Volume

31

Issue

2

Year

2015

ARI Id

1682060034497_448

Pages

253-268

PDF URL

http://www.al-idah.pk/index.php/al-idah/article/download/174/166

Chapter URL

http://al-idah.szic.pk/index.php/al-idah/article/view/174

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

 

كان العرب قبائل متفرّقة متناحرة لا تعرف معنى النّظام،ولا احترام القانون،فجاءهم النّبي صلى الله عليه وسلم وساسهم برفق حتى طيّعهم،وجمعهم تحت راية الحقّ إخوة متحابّين،وأنشأ بهم كيانا سياسيا يعيشون في ظلّه ويلتزمون بقوانينه،وجعل منهم الدّعاة والقضاة والقادة والسياسيّين،وأرسل منهم سفراء إلى ملوك العالم فاهتزّ عرش فارس والرّوم - أعظم أمبراطوريات عصره - فجمعوا جموعهم لكسر هذه القوّة الجديدة التي أحدثت أكبر انقلاب في تاريخ البشرية.

وفي خضمّ هذه الظروف الصّعبة،كان الرّسول صلى الله عليه وسلم يرسي دعائم السّياسة الخارجية للدّولة التي أقامها في المدينة بكفاءة عالية،وهذه السياسة الخارجية التي تتبنّاها كلّ دولة في التعبير عن مواقفها من القضايا الخارجية قد تبنى علاقتها مع الدّول المجاورة،على حسن الجوار والتعاون في القضايا المشتركة،وعقد العهود وإبرام الاتفاقيات،وفي بعض الأحيان تسودها البرودة أو الجفاء والقطيعة،وقد تسوء الأمور فتصل إلى الخصومة والحرب،وقد كانت منظومة السياسية الخارجية حاضرة في الخط السياسي للرّسول صلى الله عليه وسلم ،حيث تدلّ الحلول التي قدّمها للمشكلات التي اعترضت طريق الدعوة،وبناء الدولة الإسلامية،على أنّه صلى الله عليه وسلم يتمتّع بحنكة سياسية بليغة فاق بها أرباب السياسة وأساطينها،ويظهر ذلك واضحا من خلال استقراء الأحداث في سيرته،والتي كشفت في إحدى محطاتها عن سياسته الاستباقية في توفير الحلول والبدائل،حيث مهّدت علاقته الحسنة بالنّجاشي إلى أن تحتضن أرض الحبشة الهجرة الأولى للمسلمين الفارّين من اضطهاد المشركين،كما أنّه اختار الوقت المناسب الذي كان بين صلح الحديبية وفتح مكّة،وانتقى من بين أصحابه من يعرف اللّغات العالمية وأرسلهم مندوبين عنه للملوك ورؤساء القبائل،برسائل مكتوبة وشفوية،وخاطب كلّ واحد منهم بأسلوب يليق به.

ووظّف المصاهرة أحسن توظيف،فصاهر القبائل العربية واليهود،والأقباط،واختصر بذلك وقتا طويلا للاتصال بأولئك الأقوام،وكسب أنصارا كثيرين إلى دعوته.

وفي الجبهة الدّاخلية سعى دوما إلى حلّ المشكلات،وتنمية المجتمع،والقضاء على المشاريع التخريبية التي يدبّرها أخطر أعدائه من المنافقين الذين أخبره الله تعالى عن خطورتهم فقال:"هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ"[1].

وكانت سياسته معهم تقوم على قبول علانيتهم،وتفويض سرائرهم إلى الله تعالى،والسّعي لتبصيرهم بالحقّ الذي جاءهم به،وكان يحذّر من النّفاق،ويبيّن صفات المنافقين،ويجاهدهم بالعلم والحجّة ويصاحبهم بالمعروف حرصا منه على وحدة الصفّ،وقد استشارهم في الخروج في غزوة أحد،لكنّه لم يولّ منافقا على المسلمين أبدا،وعندما بنى المنافقون مسجد الضّرار للتفريق بين المؤمنين،وتشتيت كلمتهم وإبطال ألفتهم، والمساس بأمن دولة الإسلام،والتعدّي على مصلحة المجتمع،جاء ردّ الرّسول قويّا ورادعا فهدم المسجد الذي أرادوا به إضرار المجتمع المسلم،ووضع حدّا لمخطّطاتهم العدوانية من غير أن يمسّ أحدا منهم بسوء،فكان حكيما في سياسته التي انتصر بها عليهم وغيّر بها مجرى التاريخ يقول الكاتب الفرنسي مارسيل بوازار في مؤلّفه:"إنسانية الإسلام":ولم يكن محمّد على الصّعيد التاريخي مبشّرا بدين وحسب،بل كان كذلك مؤسّس سياسة غيّرت مجرى التاريخ،وأثّرت في تطوّر انتشار الإسلام فيما بعد على أوسع نطاق"[2]،وهذه بعض مظاهر سياسته الرّحيمة:

تأجيل المواجهة:

كان النّبي الدّاعية لايتوانى لحظة في فضح الشّرك وأضراره في كلّ مكان،وينتهز فرص مواسم الحجّ ليلتقي النّاس ويدعوهم إلى مافيه خيرهم وسعادتهم في الدّارين،والوثنيّون وراءه يصدّون النّاس عن الحقّ الذي يدعوهم إليه ويؤذونه،يقول ابن سعد في طبقاته:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافي الموسم كلّ عام،يتبع الحاجّ في منازلهم في المواسم بعكاظ...وأبو لهب وراءه يقول: لاتطيعوه فإنّه صابىء كاذب فيردّون على رسول الله أقبح ردّ ويؤذونه"[3].

وبعد إحدى عشرة سنة من بزوغ نور الدّعوة الإسلامية،وصبره صلى الله عليه وسلم على المكاره وكلّ أنواع الأذى وصموده في وجه التحدّيات التي تعترض طريقه،وبينما هو في العقبة،وكعادته في كلّ موسم يعرض دعوته على النّاس،لقي نفرا من الخزرج من أهل المدينة فدعاهم إلى الإسلام فاستجابوا له ووعدوه باللّقاء في الموسم المقبل،وكان هؤلاء النّفر فاتحة خير وبهم انتشر الإسلام في المدينة ثمّ رجعوا إلى مكّة بعد عام وعددهم اثناعشر رجلا،والتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه بيعة العقبة الأولى فعن عبادة بن الصّامت _ وكان شهد بدرا وهو أحد النّقباء ليلة العقبة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه:"بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولاتسرقوا ولاتزنوا ولاتقتلوا أولادكم ولاتأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولاتعصوا في معروف،فمن وفّى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له،ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه،فبايعناه على ذلك"[4].

وأرسل الرّسول مع هؤلاء النّفر الصّحابي الجليل مصعب بن عمير _ إلى المدينة ليفقّههم في الدّين ويعرّف النّاس بدين الإسلام،فكان أوّل سفير في الإسلام،وقد بذل جهدا كبيرا في توضيح معالم الرّسالة الجديدة،وقدم بعد عام إلى النّبي في مكّة وكان معه بضعة وسبعون رجلا من بينهم امرأتان فبايعوا الرّسول بيعة العقبة الثّانية متخفّين عن عيون قريش في جنح الدّجى بعد مضي من اللّيل ثلثه فأمرهم النّبي أن يعيّنوا منهم نقباء عليهم،وكانت هذه البيعة عقدا سياسيا اشتمل على تأسيس دولة الإسلام في المدينة،كما نصّت عليه بنوده التالية:

1 ـ الإيمان بالإسلام والانتماء الكامل إليه.

2 ـ تعيين نقباء ليتولّوا الإشراف على سير الأمور.

3 ـ هجرة الرّسول وأصحابه إلى المدينة.

4 ـ التعهّد باحتضان الدّعوة الإسلامية والدّفاع عنها.

5 ـ التعهّد بحماية الرّسول ومنعه ممّا يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأموالهم.

فلمّا انتهت البيعة أمرهم الرّسول صلى الله عليه وسلم أن يرجعوا إلى رحالهم،فأبدوا استعدادهم لقتال المشركين إذا طلع النّهار،لكنّه صلى الله عليه وسلم لم يأذن لهم بمواجهة الوثنيّين بالسّلاح،لعلمه أنّ هؤلاء المبايعين بعيدون عن حماية قومهم،وفي أرض غير أرضهم،وعددهم قليل لايسمح لهم بالوقوف في وجه كلّ تلك الجموع المشركة،وقال لهم:"لم نؤمر بذلك،ولكن ارجعوا إلى رحالكم"[5].

تحمّل المخاطر:

بعد أن تمّت البيعة الثّانية اشتدّ أذى المشركين بالمسلمين،فشكوا حالهم للرّسول صلى الله عليه وسلم فأذن لهم بالهجرة إلى المدينة،فاستقبلهم إخوانهم من الأوس والخزرج خير استقبال،وبقي هو وحيدا في مكّة بين أعدائه ليس معه سوى أبي بكر وعليّ رضي الله عنهما،وقلّة من المؤمنين حبسهم العذر،ولم يهاجر حتّى أذن له ربّه واطمأنّ على وصول أصحابه إلى المدينة سالمين.

الترفع عن الاستغلال:

استاء مشركو مكّة من هجرة المسلمين إلى المدينة،فضيّقوا عليهم الخناق،وقعدوا لهم كلّ مرصد وخافوا أن يهاجر النّبي صلى الله عليه وسلم فيشكّل حلفا قويّا يهدّدهم،فرسموا خطّة خبيثة يريقون فيها دما بريئا جاء رحمة لهم،وينصرون حجارة صمّاء شقيت بها البشريّة حينا من الدّهر،ولم يبق بين مستقبل الإنسانية الزّاهر والاستمرار في نومها العميق إلاّ ليلة واحدة،فاختاروا من كلّ قبيلة شابّا قويّا يضربون النّبي ضربة رجل واحد فيتفرّق دمه في القبائل،لكنّ رحمة الله بالإنسانية أبطلت مكرهم،وباء مخطّط الوثنيّة بالفشل الذّريع.

في هذه اللّيلة العصيبة التي لايفكّر المرء فيها إلاّ في نفسه،كان الرّسول الرّحيم يأمر عليّارضي الله عنه أن يتأخّر حتّى يردّ الودائع التي كان يضعها المشركون عنده،إنّه رحيم بالنّاس لا يريد أن يؤخّر أماناتهم عنده فيشقّ عليهم،ولو فعل لكان معذورا ولم يلق عتابا.

جمع الفرقاء:

كان المجتمع المدني خليطا من العرب واليهود،والعرب أوس وخزرج قبيلتان بينهما عداوة وثارات قديمة وكلّ واحدة منهما حالفت قبيلة من اليهود،فجاء النّبي صلى الله عليه وسلم فمقت العصبيّة وأزال ماكان بينهما من أحقاد وضغائن ووحّد بينهما،وجعل ولاءهما لله ولرسوله وللمؤمنين وسمّاهم الأنصار ثمّ آخى بينهم وبين إخوانهم المهاجرين،ولم تكن هذه الأخوّة شعارا بل حقيقة قائمة على المحبّة والعدل والمساواة والتعاون حتّى أضحت آصرة الأخوّة أقوى من رابطة الدّم وسمة من سمات المجتمع الجديد بعد أن تطهّرت قلوبهم من العداوة والبغضاء وأشرقت بالرّحمة التي غابت عنها زمنا طويلا،فصار الأنصاري يضمّ إليه المهاجري ويعامله كما يعامل أفراد أسرته وكأنّه لحمة من نسبه،وأصبحوا يتوارثون فيما بينهم واستمرّ حقّ التوارث إلى غزوة بدر وبعدها نسخ الحكم ورجع كلّ واحد إلى قرابته[6].

إنّ السياسة الحكيمة التي اتّبعها النّبي صلى الله عليه وسلم في إزالة العداوة والبغضاء وصون الدّماء التي كانت تراق لأتفه الأسباب وتستمرّ عقودا من الزّمن،ومؤاخاته بين أعداء الأمس ورفقه في سياسة رعيته مظهر من مظاهر الرّحمة في شخصيته السّياسية.

تنظيم العلاقات:

كتب النّبي صلى الله عليه وسلم وثيقة بين المسلمين والعرب المشركين واليهود ينظّم فيها شؤون الحياة في ظلّ الدّولة الجديدة،وقد كانت مواد هذه الصّحيفة التاريخية تمثّل للدّولة النّاشئة أفضل دستور عرفه الإنسان وكان النّبي صلى الله عليه وسلم السّياسي الذي لم ولن تعرف البشرية أرحم منه أبدا،يقول هارون ماركوس:كان محمّد زعيماً سياسياً بأسمى معاني الزّعامة السّياسية من معنى وسيادة،هذه كانت تتجلّى في أروع المظاهر التي عرفها بني الإنسان،وخليق بي وأنا في صدد الكلام عن الزّعامة السياسية،أن أدحض فرية وأردّ بهتانا لايزالان عالقين في أذهان قاصري العقول الذين لايملكون ذرّة من حصافة الرأي وتلك الفرية وذلك البهتان هما ما يردّده أولئك الأغبياء الذين يزعمون أن لاعلاقة بين الدّين والسياسة وأن لارابطة تربط أحدهما بالآخر،إنّ من الخطأ أن يظنّ ظانّ هذا"[7]،وهذه بعض مظاهر الرّحمة التي تمثّلت في بنود هذه الصّحيفة:

1ـ لم تترك الوثيقة النّاس سائبين لايعرفون المرجعية التي ترأسهم وتفصل في قضاياهم،بل أراحتهم من عناء الحيرة والاختلاف،فحددّتها في شخصية الرّسول صلى الله عليه وسلم فهو الرّئيس الأعلى للدّولة وكلّ السّلطات بيده،ونصّ الوثيقة يقول:"وإنّكم مهما اختلفتم فيه من شيء،فإنّ مردّه إلى الله عزّ وجل وإلى محمّد صلّى الله عليه وسلّم..."،"وإنّه ماكان بين أهل هذه الصّحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده،فإنّ مردّه إلى الله عزّ وجل وإلى محمّد رسول الله...."

2ـ إذابة كلّ الفوارق بين المسلمين في إطار الإسلام،فلا تفاضل بين النّاس في الألوان والأشكال والألسنة بل الانتماء كاملا للإسلام،وبذلك تمكّن صلى الله عليه وسلم من نقل المسلمين من نظام القبيلة إلى نظام الدّولة وهذا ما نصّ عليه البند الأوّل"المسلمون من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أمّة واحدة من دون النّاس... ".

3 ـ التعاون بين الموقّعين على الوثيقة في دفع الديّات لمن قتل خطأ وعلى فكّ الأسرى ومساعدة الذين غلبتهم الدّيون والذين لم يستطيعوا إعالة أسرهم،وبذلك يكون التكافل الاجتماعي من أكبر مظاهر المجتمع الجديد،ففي الوثيقة"يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين..."،"وإنّ المؤمنين لايتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل... ".

4 ـ العدالة والحفاظ على النّظام،وذلك بالابتعاد عن الجور والفساد ونصرة المظلوم وعدم إيواء المحدث والأخذ على يد الظّالم ولو كان من أقرب المقربين،تقول الوثيقة:"وإنّ المؤمنين المتّقين على من بغى عليهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين،وإنّ أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم..".

5 ـ مشاركة جميع الفرق التي وافقت على الوثيقة في حماية أمن الدّولة والدّفاع عنها من كلّ خطر يتهدّدها والاستجابة لدعوة الصّلح"وأنّ بينهم النّصر على من دهم يثرب،وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنّهم يصالحونه ويلبسونه.. "

6 ـ تقرير حريّة الاعتقاد ومبدأ المواطنة،فلكلّ طائفة أن تحتفظ بدينها فلا إكراه في الدّين،وعلى دولة الإسلام أن تحمي جميع المواطنين الذين صاروا في رعايتها السياسية"وإنّ يهود بني عوف(وبني النّجار وبني الحارث وغيرهم) أمّة مع المؤمنين،لليهود دينهم وللمسلمين دينهم،مواليهم وأنفسهم إلاّ من ظلم وأثم.." "وإنّ النّصر للمظلوم ...وإنّ يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصّحيفة،وإنّ الجار كالنّفس غير مضارّ ولا آثم،وإنّه لاتجار حرمة إلاّ بإذن أهلها..."[8].

يقول المستشرق الرّوماني كونستانس:وقد حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا،كلّها من رأي رسول الله،خمسة وعشرون منها خاصّة بأمور المسلمين،وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى،ولاسيّما اليهود وعبدة الأوثان،وقد دوّن هذا الدّستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحريّة،ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء،وضع هذا الدّستور في السّنة الأولى للهجرة أي عام 623م، ولكن في حال مهاجمة المدينة من قبل عدوّ عليهم أن يتّحدوا لمجابهته وطرده"[9].

إنّ هذه الوثيقة التي قرّرت حريّة الاعتقاد ومبدأ المواطنة والتكافل الاجتماعي وحفظ النّفس وصيانة الأموال ونصرة المظلوم وتحريم الجرائم واستتباب الأمن،أليست رحمة بالإنسانية كلّها ؟ ألا يمكن أن نعتبر اليوم الذي كتبت فيه هذه الوثيقة قبل خمسة عشر قرنا،ميلادا حقيقيّا لحقوق الإنسان ؟

ولقد كان لهذه الرّحمة صدى كبيرا في القبائل العربية المشركة المجاورة للمدينة،فرغبت في الدّخول تحت الرّعاية السّياسية للدّولة الإسلامية كي تتمتّع بحمايتها،يقول مونتجمري وات:وكانت المشكلة الأولى هي استتباب السّلم بين مختلف قبائل المدينة،وكانت مشكلة ليست في المدينة فقط بل في كلّ شبه الجزيرة العربية،ولـمّا نجح محمّد في إقامة "السّلم الإسلامي"في المدينة مع القبائل المجاورة،أرادت قبائل أخرى أن تستفيد من النّظام الجديد،ولم يعارض محمّد من جهة امتداد نظام السّلامة الذي أقامه إذا كانت الترتيبات التفصيلية مرضية،فإنّ امتداده يؤدّي إلى قدر كبير من السّلامة،تخيّل محمّد نفسه يتوسّع بالأمّة الإسلامية،أي جماعة الذين يعتنقون الإسلام أو يؤمنون بالله دون اعتناق الإسلام وقد احتموا به أو برسوله"[10].

تقديم السّلام على الحرب:

خرج النّبي صلى الله عليه وسلم من المدينة مع أصحابه الكرام من غير سلاح قاصدا مكّة للعمرة،ولكنّ قريشا منعته من الدّخول،فثارت ثائرة أصحابه وأشاروا عليه بدخولها بالقوّة،ومحاربة القوم الذين أخرجوهم من ديارهم بغير حقّ وصادروا كلّ ممتلكاتهم،ولو فعلوا ذلك لما كانوا ظالمين،ولكن الرّسول صلى الله عليه وسلم لم يكن أخا ثأر وانتقام إنّه رحمة للعالمين،فآثر السّلام على الحرب خشية أن يهلك قومه على الكفر فيخسرون الدّنيا والآخرة،لقد كان بهم رحيما يريد لهم الخير،يريد لعقولهم أن تتحرّر من أوهامها وأباطيلها يريد لهم أن يدركوا أنّ الحجارة التي يعبدوها لا تنفع ولا تضرّ حتّى ينبذوها،كان حريصا على هدايتهم وهم حريصون على موته،ولم يمنعه كلّ ذلك من الإسراع إلى قبول الصّلح مع أنّه كان مجحفا في حقّ المسلمين،وكانت موافقته عليه تدلّ على مايتمتّع به من بعد النّظر،وما يختزنه قلبه من رحمة وشفقة بالنّاس وليس خوفا من قريش بل هي التي دبّ إليها الخوف والهلع من بيعة الرّضوان وظنّت أنّ المسلمين سيهاجمونها تنفيذا لأوامر الرّسول صلى الله عليه وسلم ،لأنّهم يعلمون علم اليقين أنّ المسلمين لايخالفون له أمرا،وأنّه يتمتّع بقدرة فائقة في إدارة الحروب،وقد جرّبوا ذلك معه ورأوا تفوّقه عليهم وإلحاقه الهزيمة بهم ولهذا سارعوا إلى إطلاق سراح عثمان رضي الله عنه بعد أن احتجزوه وحمّلوه رسالة إلى النّبي صلى الله عليه وسلم يبدون فيها استعدادهم لإرسال وفد للحوار.

وهاهي وثيقة صلح الحديبية حفظت المواقف الرّحيمة للرّسول صلى الله عليه وسلم وحبّه للسّلام،فقد جاء في بنودها:

1 ـ أن تضع الحرب أوزارها بين المسلمين وقريش عشر سنوات.

2 ـ يعود المسلمون إلى المدينة من غير عمرة،ويسمح لهم بدخول مكّة في العام المقبل بعد أن تخرج لهم قريش منها لمدّة ثلاثة أيّام،ويدخلوها من غير سلاح إلاّ السّيوف في أغمادها،ومع مافي هذا الشّرط من إجحاف وعدوان،فقد قبله الرّسول الرّحيم حتّى يتحقّق السّلام.

3 ـ من أراد أن ينضمّ إلى عهد محمّد من غير قريش انضمّ إليه،ومن أراد أن ينضمّ إلى عهد قريش انضمّ إليه.

4 ـ من ذهب من المسلمين إلى المشركين فليس عليهم ردّه،ومن جاء منهم إلى المسلمين توجّب ردّه[11].

وهذا يعني أنّ كلّ من التحق بالنّبي صلى الله عليه وسلم من قريش مؤمنا به لزمه إرجاعه إليهم،ومن ذهب من المسلمين إلى قريش فليس عليهم أن يردّوه إليه،وهذا البند اعتبره أصحابه الكرام ظلما كبيرا وأحسّوا بالمهانة والمذلّة فجاؤوه رجاء أن يتراجع عن القبول فقالوا له:سبحان الله كيف تردّ إليهم من جاءنا مسلما ولايردّون إلينا من جاءهم مرتدّا ؟فقال الرّسول صلى الله عليه وسلم : من ذهب منّا إليهم أبعده الله ومن جاءنا منهم فرددناه إليهم فسيجعل الله له فرجا ومخرجا"[12]،وقد روى البخاري هذه الحادثة بسنده عَنْ أَبِي وائل قال:"كنّا بصفّين فقام سهل بن حنيف فقال أيّها النّاس اتّهموا أنفسكم فإنّا كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا،فجاء عمر بن الخطّاب فقال يارسول الله ألسنا على الحقّ وهم على الباطل،فقال بلى،فقال أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار،قال بلى قال فعلام نعطي الدّنيّة في ديننا أنرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم،فقال يا ابن الخطّاب إنّي رسول الله ولن يضيّعني الله أبدا،فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال له مثل ما قال للنّبي صلى الله عليه وسلم ،فقال إنّه رسول الله ولن يضيّعه الله أبدا،فنَزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر إلى آخرها،فقال عمر يارسول الله أوفتح هو قال نعم"[13]،فطابت نفسه ورجع"[14].

ورغم تعنّت المشركين وعتوّهم فقد كان الرّسول القائد حليما حكيما في التعامل معهم،ووافق على جميع شروطهم التي أغاظت المسلمين وأشعرتهم بالضّيم والدّنية في دينهم وأفقدتهم السّيطرة على نفوسهم،وعند تدوين بنود الاتفاق أصرّ الوثنيّون على عدم كتابة البسملة وكلمة محمّد رسول الله واستبدالهما بـ"باسمك اللّهم" وبمحمّد بن عبد الله"،فوافق الرّسول القائد على مطلبهم وكان معهم سمحا يتخطّى كلّ العقبات التي تقف في طريق الهدنة وتمنع من تحقيق السّلام،كي تكون هناك فرصة أكبر لإنقاذهم من الضّلال الذي أعمى بصائرهم،ولوكان رجل انتقام متعطّشا للدّماء لانتهزها فرصة لإلغاء الصّلح وشنّ عليهم حربا لاهوادة فيها،وخاصّة أنّ أصحابه على أتمّ الاستعداد وقبلوا شروط الصّلح على مضض،حتّى أنّ عليّا رضي الله عنه أبى أن يمسح كلمة رسول الله فتقدّم النّبي إليه وقال له أرني مكانها فمسحها بنفسه،روى مسلم بسنده عن أبي إسحق قال سمعت البراء بن عازب يقول كتب عليّ بن أبي طالب الصّلح بين النّبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية،فكتب هذا ما كاتب عليه محمّد رسول الله،فقالوا لا تكتب رسول الله فلو نعلم أنّك رسول الله لم نقاتلك،فقال النّبي صلى الله عليه وسلم لعليّ امحه،فقال ما أنا بالذي أمحاه،فمحاه النّبي صلى الله عليه وسلم بيده،قال وكان فيما اشترطوا أن يدخلوا مكّة فيقيموا بها ثلاثا ولا يدخلها بسلاح إلاّ جُلُبّان السّلاح،قلت لأبي إسحق وما جُلُبّان السّلاح،قال القراب وما فيه"[15].

وكان هذا الصّلح من خير الرّحمات التي نزلت بالنّاس،فقد أمنوا فيه على أرواحهم وأموالهم،وسكت منطق القوّة والإكراه،وحلّ محلّهما منطق العقل والحوار،وأنصت بعضهم إلى بعض من غير ضجر ولا عدوان ووجد النّاس في الصّلح فرصة مناسبة لِلأْمِ جراحهم والاستراحة من متاعب الحروب التي آلمتهم فوصلوا أرحامهم وأقبل النّاس على الإسلام وازدادت أعداد المسلمين،قال ابن هشام:يقول الزّهريّ:"فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنّما كان القتال حيث التقى النّاس،فلمّا كانت الهدنة ووضعت الحرب وآمن النّاس بعضهم بعضا والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلّم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلاّدخل فيه ولقد دخل تينك السّنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر"

قال ابن هشام:والدّليل على قول الزّهري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى الحديبيّة في ألف وأربعمائة في قول جابر بن عبدالله،ثمّ خرج عام فتح مكّة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف "[16].

فهل يصحّ بعد هذه السّياسة الحكيمة والمعاملة الرّحيمة أن يقال إنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم كان عدوّا للسّلام ولم ينشر دعوته إلاّ بالسّيف؟فهل كان السّيف بيده يضعه على رقاب المشركين حتّى يؤمنوا به أم هم الذين كانوا يلاحقونه بسيوفهم في كلّ مكان ويمنعونه من التحدّث إلى النّاس ودعوتهم؟ وهل كان يضطهد النّاس ويعذّبهم ليعتنقوا الإسلام أم خصومه هم الذين يعذّبون أتباعه ليتخلّوا عن دينهم؟.

تقديم الأكفاء الرّحماء:

لقد كان الرّسول رحيما بالنّاس يختار لهم أحسن الأمراء لإدارة شؤون الدّولة وتوليّ أمور الرّعية وينتقيهم كما ينتقي أطايب التمر،ويدافع عنهم أمام النّاس فيقول:هل أنتم تاركون لي أمرائى،إنمّا مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعى إبلا أو غنما فرعاها،ثمّ تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره فصفوه لكم وكدره عليهم"[17].

وكان يعرفهم أكثر من معرفتهم بأنفسهم،فينزل كلّ إنسان منزلته ويختارلكلّ وظيفة من يناسبها فهذا الصّحابي الجليل أبوذر الغفاري يطلب من الرّسول صلى الله عليه وسلم أن يولّيه إمارة،فضرب بيده على منكبي أبي ذرّ ثمّ قال له:"يا أباذر إنّك ضعيف وإنهّا أمانة،وإنهّا يوم القيامة خزي وندامة إلاّ من أخذها بحقّها وأدّى الذي عليه فيها "[18].

وكان يحاسب عمّاله ولايتركهم يستغلّون الوظيفة لابتزاز الرّعية وترويضهم على الفساد،فحرّم الرّشوة وردّ مايهدى إليهم لخزينة الدّولة،ونهاهم أن يشقّوا على النّاس،وأمرهم بالتيسير والسّهولة والرّفق،فكان خير من نهج السّياسة الرّحيمة في تاريخ البشرية،يقول الفيلسوف الإنكليزي هربرت سبنسر:فدونكم محمّدا إنّه رمز للسّياسة الدّينية الصّحيحة،وأصدق من نهج منهاجها المقدّس في البشرية كافّة،ولم يكن محمّد إلاّ مثالا للأمانة المجسّمة والصّدق البريء،وما زال يدأب لحياة أمّته ليله نهاره"[19].

ويتكلّم المفكّر البلجيكي هنري ماسيه عن النّبي صلى الله عليه وسلم فيقول:وأمّا مداركه فهي تمثّل شخصا يعتقد بإله واحد وبوجود حياة أخرى،ويتّصف بالرّحمة الخالصة والحزم في الرأي والاعتقاد ويضاف إليه أنّه رجل حكومة وأحياناً رجل سياسة وحرب،ولكنّه لم يكن ثائراً بل كان مسالما"[20].

القرارات السليمة:

حينما سار النّبي إلى فتح مكّة،أمر عمّه العباس بن عبد المطلب بأن يحبس أبا سفيان قبل إسلامه في واد ضيق حتى يرى القبائل التي تمرّ أمامه،كيف تجمعت تحت راية التوحيد، فيوقن بنصر الإسلام،وكان أبوسفيان يقول عند مرور كل قبيلة " مالي ولبني فلان " حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه ؟ , قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية , فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة , فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الذمار, ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله rوأصحابه , وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام , فلما مر رسول الله rبأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة ؟ قال ما قال ؟ قال كذا وكذا فقال كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة ".

لقد أثرت كلمة سعد في أبي سفيان تأثيرا سلبيا،فاشتكاه إلى الرسول،وأدرك النبي خطورة الموقف،وعزم على عزل سعد من قيادة قبيلته خشية وقوع قتال لم يأمر به،ولكن سعدا ليس كغيره من النّاس،فقد كان سيد قومه قبل مجيء النّبيr،ونزع الراية منه قرار خطير،وأخطر منه تعيين البديل،وكلّ ذلك قد يثير زوعبة من القلاقل ،تتقاعس فيها نفس سعد،أو يعتريها الحقد والحسد،وقد عالج الرسولr هذه المشكلة بسياسة حكيمة،لا تدع منفذا لوساوس الشيطان والنّاس والنفس،فأمر مناديه أن ينادي في الجيش للبحث عن قيس بن سعد بن عبادة وسلمه الراية،وهكذا نزعت الراية من سعد،وذهبت إلى ابنه،وهذا بلا شك سيرضيه،بل سيفرحه كثيرا،وبذلك راعى النبي نفسية سعد،وعالج الموقف من جميع جهاته،وقيس بن سعد بن عبادة صحابي جليل،كان معروفا بكياسته وسكونه وعدم تسرعه حتى قيل عنه انه من أدهى العرب،وتنسب له كلمة يقول فيها: " لولا الإسلام لمكرت مكراً لا تطيقه العرب .. "

إرضاء النّاقدين:

حينما قسّم الرّسول غنائم غزوة حنين،أعطى قريشا والمؤلّفة قلوبهم وترك الأنصار،فتكلّم في ذلك رجال من الأنصار وقالوا:يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا،وسيوفنا تقطر من دمائهم! فلمّا علم بمقالتهم أرسل إليهم فجمعهم ثمّ خطب فيهم فقال:"ما حديث بلغني عنكم،فقال فقهاء الأنصار أمّا رؤساؤنا يارسول الله فلم يقولوا شيئا،وأمّا ناس منّا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم،فقال النّبي صلى الله عليه وسلم فإنّي أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألّفهم أما ترضون أن يذهب النّاس بالأموال وتذهبون بالنّبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم،فوالله لما تنقلبون به خير ممّا ينقلبون به،قالوا يارسول الله قد رضينا فقال لهم النّبي صلى الله عليه وسلم ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتّى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنّي على الحوض"[21].

وقد علّق الدكتور محمّد أبو شهبة على هذه الحادثة تعليقا جميلا فقال:فهل سمعت في باب الاسترضاء أروع من هذه الخطبة البليغة الجامعة بين الحقّ والصّراحة،والرّأفة والاستعطاف؟وهل سمعت في تهدئة النّفوس العاتية أو الثّائرة مثل هذه الكلمات الرّقاق التي تضرب على أوتار القلوب وتهزّ الشّعور وتستولي على الوجدان ؟ ومن أعجب العجب أنّك لاتجد فيها كلمة مداهنة أومخادعة أوكلمة مزوّقة دعت إليها المجاملة،أو عدة بالوعود الكاذبة والأماني البرّاقة،كما يفعل دهاقين السّياسة وقوّاد الحروب وزعماء الإصلاح ولاسيّما في العصر الحديث،ولكنّها النّبوّة التي تسمو عن كلّ هذا وتأبى إلاّ الإذعان للحقّ والإقرار بالفضل لذويه"[22].

إنّها كلمة صادقة من الرّسول الذي لاينطق إلاّ بالصّدق الذي أجلى به للأنصار وجه المصلحة التي رعاها في عمله وخفيت عليهم،ثمّ تغلغل بحديثه إلى أعماق نفوسهم ولمس شغاف قلوبهم،فتحرّكت عواطفهم وأدرك القوم عظمة النبوّة الذي تتنَزّه عن مطامع النّفس ولاتفعل إلاّ ما يرضي الله تعالى وأنّ ما قالوه إنّما هو من أزيز الشّيطان،فهدأت نفوسهم التي نزل عليها حديث النّبي بردا وسلاما.

فهرس المصادر:

  1. أحمد بن حنبل الشيباني - المسند – مسند الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها - مؤسسة قرطبة – القاهرة.
  2. عبد الملك بن هشام- السّيرة النّبويّة – ت:طه عبد الرءوف سعد – دار الجيل – بيروت 1411 هـ,
  3. كونستانس جيورجيو ـ نظرة جديدة في سيرة رسول الله ـ ترجمة محمّد التونجي ـ ط1 - الدّار العربيّة للموسوعات ـ 1983م.
  4. مارسيل بوازار ـ إنسانية الإسلام ـ ترجمة عفيف دمشقية ـ دار الآداب ـ بيروت ـ 1980م.
  5. محمد أبو شهبة - السّيرة النّبويّة في ضوء القرآن والسنّة - ط1- دار القلم - دمشق 1988م.
  6. محمد بن إسماعيل البخاري - الجامع الصّحيح - ط2 - دار السّلام - الرّياض 1999م.
  7. محمد بن سعد ـ الطّبقات الكبرى ـ دار صادر ـ بيروت.
  8. محمّد حميد الله ـ مجموعة الوثائق السّياسية للعهد النّبوي والخلافة الرّاشدة ـ ط6 - دار النّفائس ـ بيروت 1987م.

9-مسلم بن الحجاج ـ الجامع الصّحيح ـ ط2 - دار السّلام ـ الرّياض 2000م.

10_مونتجمري وات ـ محمّد في المدينة ـ ترجمة شعبان بركات ـ المكتبة العصرية للطّباعة والنّشر ـ 1985م.

  1. نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد- دار الفكر- بيروت1412هـ.
  2. هنري ماسيه ـ الإسلام ـ منشورات عويدات ـ بيروت 1988م.

References

  1. ـسورة المنافقون ـ الآية 4
  2. ـ مارسيل بوازار ـ إنسانية الإسلام ـ ترجمة عفيف دمشقية ـ دار الآداب ـ بيروت ـ 1980م ـ ص37
  3. ـ محمد بن سعد ـ الطّبقات الكبرى ـ دار صادر ـ بيروت ـ 1/200 ـ 201 ـ وانظر ابن هشام ـ السّيرة النّبويّة ـ 1/423
  4. ـ البخاري ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الإيمان ـ باب11ـ ص 6 ـ رقم 18
  5. -عبد الملك بن هشام- السّيرة النّبويّة – ت:طه عبد الرءوف سعد – دار الجيل – بيروت 1411 هـ -1/447 - والرّواية أخرها الإمام أحمد - المسند - مسند المكثرين من الصّحابة - مسند كعب بن مالك - الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها - مؤسسة قرطبة - القاهرة - 3/460 - رقم 15836 - وعلّق عليه شعيب الأرنؤوط فقال:"حديث قوي وهذا إسناد حسن" - وقال الهيثمي:" رواه أحمد والطّبراني بنحوه ورجال أحمد رجال الصّحيح غير ابن إسحاق وقد صرّح بالسّماع" - انظر الهيثمي - مجمع الزّوائد - كتاب المغازي - باب ابتداء أمر الأنصار وأمر البيعة على الحرب - 6/49 - رقم 9881
  6. ـروى البخاري بسنده عن ابن عبّاس رضي الله عنهما "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ " قَالَ وَرَثَةً ،"وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ "، قال كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النّبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلمّا نزلت "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ " نَسَخَتْ ثُمَّ قَالَ "وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ "إلاّ النّصر والرّفادة والنّصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له "ـ كتاب الكفالة ـ باب قول الله عزوجل" والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم" ـ ص 366 ـ رقم 2292
  7. ـ هارون ماركوس ـ حياة محمّد نبيّ المسلمين (نقلا عن كتاب محمّد عند علماء الغرب) ـ ص 109
  8. ـ انظر د/محمّد حميد الله ـ مجموعة الوثائق السّياسية للعهد النّبوي والخلافة الرّاشدة ـ دار النّفائس ـ بيروت ـ ط6 ـ 1987م ـ ص (59 ـ 62)
  9. ـ كونستانس جيورجيو ـ نظرة جديدة في سيرة رسول الله ـ ترجمة محمّد التونجي ـ الدّار العربيّة للموسوعات ـ ط1 ـ 1983م ـ ص 192
  10. ـ مونتجمري وات ـ محمّد في المدينة ـ ترجمة شعبان بركات ـ المكتبة العصرية للطّباعة والنّشر ـ 1985م ـ ص217
  11. ـانظر الإمام مسلم ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الجهاد والسّير ـ باب صلح الحديبية ـ ص (795 ـ 796) ـ رقم 4632
  12. ـ مسلم ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الجهاد ـ باب صلح الحديبية ـ ص (795 ـ 796) ـ رقم 4632 ـ وانظر البخاري ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الصّلح ـ باب الصّلح بين الغرماء ـ ص 443 ـ رقم 2709
  13. ـ البخاري ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الشّروط ـ باب الشّروط في الجهاد والمصالحة ـ ص (447 ـ 450 ) ـ رقم (2731 ـ 2732)
  14. ـ مسلم ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الجهاد ـ باب صلح الحديبية ـ ص 796 ـ رقم4633
  15. ـ مسلم ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الجهاد ـ باب صلح الحديبية ـ ص 795 ـ رقم 4629 ـ وانظر البخاري ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الصّلح ـ باب كيف يكتب هذا ماصالح فلان بن فلان .." ـ ص 440 ـ رقم ( 2698 ـ 2699)
  16. ـ ابن هشام ـ السّيرة النّبويّة ـ 2/321
  17. ـ مسلم ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الجهاد والسّير ـ باب استحقاق القاتل ـ ص 776 ـ رقم 4570
  18. ـ مسلم ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب الإمارة ـ باب كراهة الإمارة بغير ضرورة ـ ص 819 ـ رقم 4719
  19. ـ هربرت سبنسر ـ أصول الاجتماع ـ ص 37
  20. ـ هنري ماسيه ـ الإسلام ـ منشورات عويدات ـ بيروت 1988م ـ ص 11
  21. ـالبخاري ـ الجامع الصّحيح ـ كتاب المغازي ـ باب غزوة الطّائف ـ ص 733 ـ رقم 4331
  22. ـمحمد أبو شهبة ـ السّيرة النّبويّة في ضوء القرآن والسنّة ـ دار القلم ـ دمشق ـ ط1ـ 1988م ـ 2/484

    فهرس المصادر:

    1. أحمد بن حنبل الشيباني - المسند – مسند الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها - مؤسسة قرطبة – القاهرة.
    2. عبد الملك بن هشام- السّيرة النّبويّة – ت:طه عبد الرءوف سعد – دار الجيل – بيروت 1411 هـ,
    3. كونستانس جيورجيو ـ نظرة جديدة في سيرة رسول الله ـ ترجمة محمّد التونجي ـ ط1 - الدّار العربيّة للموسوعات ـ 1983م.
    4. مارسيل بوازار ـ إنسانية الإسلام ـ ترجمة عفيف دمشقية ـ دار الآداب ـ بيروت ـ 1980م.
    5. محمد أبو شهبة - السّيرة النّبويّة في ضوء القرآن والسنّة - ط1- دار القلم - دمشق 1988م.
    6. محمد بن إسماعيل البخاري - الجامع الصّحيح - ط2 - دار السّلام - الرّياض 1999م.
    7. محمد بن سعد ـ الطّبقات الكبرى ـ دار صادر ـ بيروت.
    8. محمّد حميد الله ـ مجموعة الوثائق السّياسية للعهد النّبوي والخلافة الرّاشدة ـ ط6 - دار النّفائس ـ بيروت 1987م.

    9-مسلم بن الحجاج ـ الجامع الصّحيح ـ ط2 - دار السّلام ـ الرّياض 2000م.

    10_مونتجمري وات ـ محمّد في المدينة ـ ترجمة شعبان بركات ـ المكتبة العصرية للطّباعة والنّشر ـ 1985م.

    1. نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد- دار الفكر- بيروت1412هـ.
    2. هنري ماسيه ـ الإسلام ـ منشورات عويدات ـ بيروت 1988م.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...