Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Idah > Volume 29 Issue 2 of Al-Idah

الشعر في ميزان القرآن الحكيم |
Al-Idah
Al-Idah

Article Info
Authors

Volume

29

Issue

2

Year

2014

ARI Id

1682060034497_460

Pages

270-289

Chapter URL

http://al-idah.szic.pk/index.php/al-idah/article/view/237

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

الحمد لله ربّ العالمين والصلوة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه المنتجبين وبعد:

فهناك لمحة يسيرة عما يخّص ظاهرة اﻹعجاز الموسيقي، المتواجدة فى آيات القرآن وسوره من خلال نظام ﴿الفواصل والقوافي﴾ الموجود فيه بصفة مطّردة من البداية ٳلى النهاية، وبذلك هو كلام موزون بميزان أشد حساسية يتأثّر بنسبة ضئيلة من الحركة أو الهزّة. و مع ذلك ٳن القرآن ليس شعرا كما ٳنه ليس نثراً. ففي هٰذا المقال نتحدث عن الشعر في ميزان القرآن الحكيم ﴿أو القرآن الحكيم في ميزان الشعر﴾، وذلك من خلال البحث اللغوي و اﻹصطلاحي فيما يختص ببعض المفاهيم ذات الصلة بالشعر مع اعتبار اﻷبعاد كالوزن والبحر والقافية. و أرجو بذلك ٳفادة الدارس والباحث كليهما ليتمكن من المقارنة و المفارقة ﴿comparison and contrast﴾ بين الشعر والقرآن الحكيم. و بيد الله التوفيق والسداد والرشاد.

العروض لغةً و ٳصطلاحاً:

ٳنّ كلمة العروض مشتقة من الفعل الثلاثي: ﴿عرض﴾ الذى يعنى مثلاً في السّياقات اﻵتية كما يلي:

اـ عرض الشيء بفلانٍ: أظهره له .

ب ـ عرض الشيء عليه: آراه ٳيّاه.

ج ـ عرض السلعة للبيع: أظهرها لمن يرغب فيها ليشتريها.

د ـ عرض الجند: جعلهم يمُرُّوْن به كى يُعانيهم.

ر ـ عرض الحصير: بسطه ﴿فمن ثمّ يأتى العرض بمعنى أحد اﻷبعاد الثلاثة: الطول والعرض والثخن﴾.

س ـ عرض بفلان عارض: منعه مانعٌ.

ش ـ عرض العود على اﻹناء وضعه عليه باﻷرض.

ص ـ عرض الكتاب: قرأه عن ظهر قلبه.

ض ـ عرض عرضاً: أتى العروض أي مكة والمدينة و ما حولهما.

العروض من الكلام يعنى: فحواه و مغزاه.

هذه المسئلة عروض تلك المسئلة: نظيرها.[1]

يقول ابن منظور ٳن العرض عكسُ الطُول، و جمعه: أعراض

عَرَضْتُ الكتاب/الجُنْدَ عَرضَ العَين: أَمْرَرتُهُم عليك لتنظرحالَهم عَرَضَ الرامي القَرٳسَ عرضاً: أضجعها ثُمّ رَمَى عنها.[2]

وباﻹختصار ٳن العروض في اللغة ـ كما يلخّص حسنى عبد الجليل

يوسف ـ "يطلق على الناحية، و على الطريق الوعرالمعترض في الجبل، و على الناقة المستعصية، و على الخشبة المعترضة وسط البيت من الشَعر، و على ما يعرض عليه الشيء، وهو المنقول إلى هذا العلم، لأنه يعرض عليه الشعر، فما وافقه فصحيح، و إلا ففاسد".[3]

هناك تعليلات كثيرة لتسمية العروض بالعروض. لقد ذهب قومٌ ٳلى أنّ العروض يعنى ما يتمّ عرض الشيء عليه، فٳن المعروض عليه معيارٌ يعلم به صحة المعروض من أي علة و سلامته من أي سقم.

لقد عرّف ابن حجر العسقلاني العروض بأنّه " ما يعرض عليه الشيء و هو أقربها، ﻷنّ الظاهر أنّ هذا هو المنقول منه ٳلى هذا العلم، ﻷنه يعرض عليه الشيء فما وافقه فصحيح واﻻ ففاسد..".[4]

يعرف السيوطي العروض بأنّه "ميزان الشعر" يعرف به الصحيح من السقيم فيه. و ٳن العارف بدقائقه و أسراره و خفاياه يعلم أنه يزداد علماً بجميع ما يحتجّ به هوﻻء الذين يدّعون معرفة حقائق اﻷشياء من اﻷعداد والخطوط ولنُتَط العديمة الفائدة.[5]

بداية علم العروض:

ٳنّ الخليل بن أحمد الفراهيدى الذى هو واضع علم العروض[6] و مُبدعُه و أخذه من أحد معاني هذه الكلمة و هو ما لم يتمّ ترويضه من النياق ﴿she camels﴾، فكان ما لم يتم ترويضه من الفنون شبّهه الخليل بما لم يتمّ ترويضه من النياق تزكيراً بأنّه هو الذى قام بترويضه.

من معانى العروض: الناقة الصّعبة الّتى أخذت العرب بعض ألقاب الشعر منها ككلمة الرّجز، التى تعنى حالة قيام الناقة على ثلاث قوائم.

و هناك تعليل آخر لتسمية العروض و هو أن العرب قاموا بتشبيه البيت من الشِعْرِ ﴿poetic verse﴾ بالبيت من الشَعَر ﴿house made of animal hair﴾ لكون بيت الشعر يحتوى على من بداخله كما يحتوى بيت الشعر على معانيه، و سمّي آخر جزءٍ في الشطر أوّل من البيت عروضاً لكونه يشبه"عارضة الخباءِ ﴿tent’s middle wooden support﴾" . أي: الخشبة المعترضة في وسطه، و لذلك سمّي هذا العلم بالعروض لكثرة ما يحتوى عليه من الدُّور ﴿apartments﴾.[7]

هذا من ناحية المعنى اللغوى لكلمة العروض. و أمّا من ناجية المعنى اﻹصطلاحى لهذه الكلمة فهناك أيضاً أقوال شتّى، منها:

اـ مرّ الخليل بسوق الصّفّارين، حيث لفت ٳنتباهه طرقُ القوم على الطّشوت، فوجد في ذلك ما يشبه اﻷوزان ــ المتناسقة المتناغمة، فاستلهم من ٳيقاعها قواعده الخاصة بالتفاعيل والبحور الشعرية.

٢ـ روي عن الحسين بن يزيد قوله سألتُ الخليل عن علم العروض: هل عرفت لهذا العلم أصلاً؟ قال نعم، مرّرتُ بالمدينة أثناء حجي، و بينما كنت في بعض شوارعها ٳذ وقع نظري على شيخ عند باب دارٍ، و هو يعلّم غلاماً، و هو يردّدُ له:

نعم ﻻ نعم ﻻ ﻻ نعم ﻻ نعم للا نعم ﻻ نعم ﻻ ﻻ نعم ﻻ نعم للا

فٳقتربتُ منه، و سلّمت عليه، سألته: أيها الشيخ ما الذى تقوله لهذا الغلام؟ فأجاب قائلاً: علمٌ توارث القوم عن سلفهم، و هم يسمّونه التنغيم. فسألته لم سمّي بهذا اﻹسم عندهم؟ فأجاب قائلاً: لقولهم: نعم نعم. قال الخليل عند ما

قضيت الحج ورجعتُ فأحكمته. [8]

يأتى تقطيع ذلك على النّحو اﻷتى:

نعم ﻻ نعم ﻻ ﻻ، نعم ﻻ نعم للا نعم ﻻ نعم ﻻ ﻻ، نعم ﻻ نعم للا

٢٢١ / ٢٢٢١ / ٢٢١/ ٢١٢١ ٢٢١ / ٢٢٢١/ ٢٢١/ ٢١٢١

فعولن مفاعلين فعولن مفاعلن فعولن مفاعلين فعولن مفاعلن

٣ـ روي عن الخليل نفسه أنّه رأى رجلاً في الصّحراء أخذ يردّد على سمع ابنه أجلسه بين يديه: ﴿ نعم ﻻ نعم ﻻ ﻻ نعم ﻻ نعم ﻻ ﻻ﴾ مرتين، فسأله ما الذى تقول لهذا الصبي، فأجاب قائلاً: ٳنّه التنغيم، و هو، علمٌ نُعَلِمُه لصبياننا.[9]

لقد ٳستبعد الشيخ جلال الحنفي الرّواية اﻷولى على أساس كون الخليل ذا معرفةٍ بالنغم واﻹيقاع، وهما من الفنون التى تستندُ ٳلى ما ٳتسق من الموازين

التى يحسُّ بها كل من له سمعٌ غير معتل و ذوق سليم.

على فرضٍ صحة شئ من هٰذه الرّواية يمكننا القول بأن الخليل أعجبه أسلوب الطّرق على الطشت بناءً على ٳحتمال أنّ الطّارق كان يتطرق على طشته بطريقة متوازنة حسنة الوقع على السمع ـ اﻷمر الذى قد يقعُ بصفة دائمة ٳﻻّ أنّ جَعْلَ هذه الرّواية أصلاً و أساساً تدوين قواعد العروض شيئٌ مردود ﻻ يُقرِّهُ الشيخ الجلال الحنفى، حيث ٳنّ العلاقة بين ٳختراع فنِ التفاعيل و بين أسلوب طرق الطشوت مفقودة، فٳن هذه، و ٳن كانت متناسقة، ﻻ تسبب ٳﻻّ أصواتاً ذات تأثير ٳيقاعي محدود، بينما تتميّز المقاطع القولية في الكلام شعراً و نثراً في اﻷسماع. معنى ذلك أنّه ليس هناك سرٌ غامضٌ كشفته طريقة قرعِ الطشوت.

و أمّا الرّواية الثانية والثالثة فيعلق عليه الشيخ جلال الحنفى بقوله ٳنّ نصّ هاتين الرّوتين قد تكون له قيمة تاريخية مقبولة ٳﻻّ أنّ مما يجب أن يتم اﻹنتباه ٳليه أنّه ﻻ تشيرُ الرّوايتان ٳلى أنّ ذلك كان أمراً معروفاً عند الشعراء في العصر الجاهلي، أو كان ذلك من بعض دأبهم.[10]

علم العروض والشعر:

ٳن علم العروض متصل مباشرةٌ بالشعر و ما يتواجد فيه من الوزن والبحر، حيث ٳن الشعر هو الكلام الموزون.

ٳن علم العروض علم ينبني على ٳستقراء و تتبّع اﻷوزان التى عليها

أشعار العرب.[11]

لقد ذكرّ السّكاكى أنّ أوزان اﻷشعار عن طريق ٳستقراء مختلفاتها ﴿أي: اﻷوزان المختلفة﴾ تعود عند الخليل بن أحمد بحكم ما تمّ ٳعتباره من المناسبات على وجهها من جهة الضبط والتجنب على اﻹنتشار ٳلى خمسة عشر أصلاً تسمى بحوراً ترجع بدورها ٳلى خمس دوائر تنتظيم في شكل حركاتٍ و سكناتٍ معدودة على نحو أنها يتم ضبطها في حروفٍ مُنَظّمَة تكوّن الضوابط التى تُسَمَّى ﴿ أصول اﻷفاعيل﴾، وهى ثمانيةٌ لفظاً، ٳثنان منها خماسيان: فعولن فاعلنٌ، وستةٌ سباعية: مفاعيلن فاعلاتن مستفعلن مفاعلتن ـ متقاعلن مفعوﻻت.

و ٳنّ تركيبات هذه اﻷفاعيل تنقسم ٳلى خمسة أنواع أو اربعةٍ كما يلي:

اـ أحدها: حرفان، يسكن ثانيهما، و أنّه يسمى "سبباً خفيفاً".

ب ـ و ثانيها: حرفان متحرّكان يأتى بعضهما ساكن، و هو يسمى وتدا مجموعاً.

ج ـ و ثالثها: حرفان متحركان في وسطهما ساكنٌ، و هو يُسَمَّى وتدا مفروقا.

د ـ و رابعها: ثلاثة أحرف متحرّكاتٌ بصفة متتالية يأتى بعدهن مباشرةً ساكنٌ، و هو يسمى فاصلة صغرى.

ر ـ و خامسها: متحركان ﻻ يأتى بعدهما مباشرةً ساكنٌ كالنصف اﻷوّل ينتمى

ٳلى الفاصلة الصغرى و هو يسمى سببا ثقيلاً. و على هذا اﻷساس كثيراً ما قيل فيها ٳنها تتركب من سببين هما: ثقيل و خفيفٌ، فيُعَدُّ "فعولٌ" يتركب من "وتد مجموع" و سبب خفيف بعده و "فاعلن" بالعكس، بينما يتم عدّ "مفاعلن" مركباً من وتد مجموع قبل سببين خفيفين و "فاعلاتن" منه بينهما و "مستفعلن" منه بعدهما، و "مفاعلتن" منه و من فاصلة صغرى بعده و "متفاعلنٌ" بالعكس. و أمّا "مفعوﻻت" فيتم عدّه من وتدٍ مفروقٍ يعقبه سببان خفيفان.

وأمّا "مستفعلن" و هو في الخفيف و في المبحث منه بينهما. و "فاعلاتن" في المضارع منه قبلهما، ثم يأتى في تعريفات اﻷفاعيل مجموع أربعة أحرفٌ متحركات بصفة متتاليةٍ يأتى بعدهنّ ساكن فذلك يطلق عليه ٳسم فاصلة كبرى، وقد يذهب فيه علماء العروض ٳلى ٳنها تتركب من سببٍ ثقيلٍ وتد مجموع.[12]

ٳن علم العروض علم فنّىٌ للغاية ينبنى ـ كما سبق قول ـ على ٳستقراء و تنوع مختلف أوزان الشعر العربى المتداولة منذ العهد القديم. يرى بعض العلماء بما فيهم ابن جنىّ الموافق ﻷشعار العرب باعتبار عدد الحروف والساكن والمتحرك يطلقون عليه ٳسم الشعر، بينما المخالف لها ﻻ يدخل في عداد الشعر، و لو ٳستقام ذلك وزناً في طباع أحد ﻻ يحفل به حتى يكون على الشروط المحددة المعترف بها عند العلماء.[13]

القرآن و علم العروض:

ٳنّ القرآن الحكيم أوّل كتابٍ في النثر العربى، يتميز عن غيره من أساليب و أنواع الكلام بنوعٍ خاص من الموسيقى يجرى و يسرى ألحانها في جميع القرآن من البداية ٳلى النّهاية. و ٳن كل سورةٍ من السّور القرآنية يمكن تمييزها بسهولة عن غيرها من السّور لعدّة وجوهٌ، منها: كل سورةٍ قرآنية لها هويتة ﴿identity﴾ و شخصية و نظم و وزن و بحرٌ خاصٌ بها، و بذلك تختلف كل سورةٍ عن أيّة سورة أخرى.

بعبارة أخرى هناك ٳختلاف و تنوّع يشعربهما القارئ والمستمع، يعود كلاهما ٳلى ٳختلاف و تنوّع اﻷسلوب البياني المشتمل على ما يختصّ بالقرآن من النّظم والوزن والبحر والتناعم الموسيقي ـ الميزات التى تختص بالقرآن.

و ٳنّ هذه هى الميزات التى كان العرب في زمن الرّسول ﷺ يعترفون بها.

قد روي عن عكرمة عنه قال: أتى الوليد ابن المغيره النّبي ﷺ و طلب منه عليه السلام أن يقرأ عليه آيات من القرآن، فتلا عليه السلام عليه: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ".[14]

فلمّ ٳنتهى النّبي عليه السلام من التلاوة، طلب من النّبي عليه السلام الوليد بن المغيره أن يكرّر ما تلا عليه، فكرّر النّبي عليه السلام، فقال الوليد بن المغيرة: "والله، ٳن له لحلاوة، و ٳن عليه لطلاوة، و ٳن أعلاه لمثمر، و ٳن أسفله لمخدق وما يقول هذا بشر".[15]

مع أن القرآن، كما صرّح القرآن بنفسه، ليس بشعر، يوجد فيه من جميع البحور، كما ذهب ٳليه السكاكى من هذه البحور ما يلي:[16]

١ـ بحر المجزوم، المتمثل في اﻵية:

" مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ...".[17]

٢ـ بحر المقتضب، المتمثل في اﻵية:

" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ...".[18]

٣ـ بحر المنسرح، المتمثل في اﻵية:

" إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ ...".[19]

٤ـ بحر المتقارب، المتمثل في اﻵية:

" وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ".[20]

٥ـ بحر المضارع من مجزومه، المتمثل في اﻵية:

" ...يَوْمَ التَّنَادِ ...يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ".[21]

٦ـ بحر المديد، المتمثل في اﻵية:

"وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ...".[22]

٧ـ بحر الهجر من مخرومه، المتمثل في اﻵية:

"...تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا...".[23]

٨ـ بحر الكامل، المتمثل في اﻵية:

"...وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".[24]

٩ـ بحر الرمل، المتمثل في اﻵية:

" ...وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ..."[25]، ومثله: " وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ، الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ".[26]

١٠ـ بحر الرجز، المتمثل في اﻵية:

" وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا".[27]

١١ـ بحر الوافر، المتمثل في اﻵية:

"...وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ".[28]

١٢ـ بحر الخفيف، المتمثل في اﻵيات:

" أرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ.[29]

"... لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا".[30]

"... قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي ...".[31]

لقد زعم بعض العلماء أنّ ما أتى في القرآن الحكيم من الكلام الموزون ليس من قبيل الشعر، ٳذ ٳنّ المراد منه ليس الوزن في حين أنّه ذهب أكثرهم ٳلى أنّ المقصود منه الوزن، و أنّ الله عزّو جلّ رغم كونه ﻻ يأتي بكلامه حسب اﻷوزان الشعرية أتى كلامه عفوياً حسب ما تداول من البحور على نحو أعجز فصحاء العرب وبلغائهم بفضل ما يحتوى من النّظم والتراكيب والمعاني وصلت ٳلى درجةٍ يعجزُ عنها كل فصيح و بليغ.

علم القافية:

القافية لغة و ٳصطلاحاً:

ٳنّ لفظة القافية مشتقةٌ من الفعل الثلاثي المعتل: "قفا"، الذى يحمل في السّياقات التالية ما يلي: من المعاني ذات الصّلة بها:

اـ قفا الرّجل: ضربه على كفاه.

ب ـ قفا أثره: تبعه.

والقافية تعني لغوياً: مؤخرّ العنق، و آخر كُلّ شيءٍ و هى تعني ٳصطلاحياً آخر كلمه في البيت الشعرى أو آخر حرف ساكن فيه ٳلى أوّل ساكن يتلوه مباشرة مع المتحرك الذى قَبْلَهُ ساكن.[32]

لقد عرفت القافية بما يجب تكرارها في أواخر اﻷبيات من الشعر المقفى من أحرفٌ وحركات، و أطلق عليها ٳسم القافية لكون الشاعر يقفوها يعني: يتّبعها أو ﻷنّ القافية تقفو ما قبلها[33] يعني: تتبعه.

لقد أشار صدّيق بن حسن القنوجي ٳلى قول العلامة ابن الصدد الشرواني في تعريف ﴿القافية﴾ بأنه علم يتم فيه البحث عن "المركبات الموزونة من حيث أواخر أبياتها".[34]

لقد ورد في تاج العروس أنّ القافية من الشعر ما يقفو البيت، و يطلق ٳسم القافيه عليها لكونها تقفوه.[35]

وورد في الصّحاح أنّ تسمية القافية تعود ٳلى أنّ بعضها يتبع أثر بعض.[36]

يقول زهير:

تزودّ ٳلى يوم الممات فانه و لو كرهته النفس آخر موعد[37]

و في هذا البيت القافيه هى كلمة ﴿موعد﴾.

قد تكون القافية كلمة كما في البيت التالي:

كم هاجك الذكر بات الغرّ والسمر في يوم اسرائه قالكون مزدهر

فالقافية هنا: ﴿مزدهر﴾

أو تكون القافية كلمتين كما في البيت التالي:

لكل ما يؤدّي و ٳن قلّ ألم ما أطول الليل على من لم ينم

فالقافية هنا: ﴿الم ينم﴾

أو بعض كلمةٍ كما في البيت التالي:

و من بك ذا فم مر مريض يجد مراً به الماء الزﻻﻻ

فالقافية هنا: ﴿ﻻﻻ﴾ [38]

حروف القافية:

للقافية ستّة حروفٍ هى: الرّوى والوصل، والخروج، والرّدف، والتأسيس، والدخيل:[39]

اـ الرّوي:

هو الحرف المبني عليه القصيدة التى تنسب ٳليه و تُسَمَّى به، و يتكرّر في آخر أبياتها تكرارا متمثّلاً ٳمّا باللين أو الهاء أو ساكنا، فيقولون: بائية أبي تمام، سينية البحترى، نونية ابن زيدون، ﻻميّة الطغرائى، عينية ابن زريق ، و عينية ضياء، ميمية المتنبي[40]، كما يتمثل فيما يلي من اﻷبيات:

١ـ من بائية أبي تمام:

السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب[41]

٢ـ من سينية البحترى:

صنت نفسي عما يدنس نفسي و ترفعت عن جدا كل جبس

٣ـ من نونية ابن زيدون:

أضحي التنائي بديلاً من تدانينا و ناب عن طيب لقيانا تجافينا

٤ـ من ﻻميّة الطغرائى:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل و حيلة الفضل زانتني لدي العطل

٥ـ من عينيّة ابن زريق و عينية ضياء على الترتيب:

ﻻ تعذليه فان العذل يولعه قد قلت حقاً، ولكن ليس يسمعه

جرى به الشوق فانسابت مدامعه وهاجه الوجد فاهتزت أضالعه [42]

٦ـ من ميميّة المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم و تأتي قدر الكرام المكارم[43]

فالرّوي في هذه اﻷبيات هو حرف العين، و حرف السين، و حرف النون المتصل باﻷلف الساكن، و حرف اللام، و حرف العين المتصل بالهاء، و حرف الميم.

ب ـ الوصل:

و هو الحرف النّاشئ عن ٳشباع الحركة في آخر الرّوي، كما يتمثل في البيت التالي:

و ٳذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة ﻻ تنفع

فالوصل هنا هو الواؤ الناشئة عن الحركة المُشْبَعة ﴿full movement﴾ بعد العين مباشرة في كلمة ﴿تنفع﴾، فتنطق ﴿تنفعو﴾.

ج ـ الخروج:

و هو حرف ليّن يتلو هاء الوصل مباشرةً كالياء النّاشئة عن ٳشباع الهاء في ﴿مساويه﴾ بدﻻً من ﴿مساوٍ﴾ كما في البيت التالي:

ﻻ تحفظن على الندمان زلته واقبل له العذر و احلم عن مساويه

دـ الرّدف:

و هو حرفٌ ليّنٌ ساكن ﴿مثلاً واؤ أو ياء بعد حركة غير مجانسةٍ لهما﴾ أو حرف مدٍّ ﴿مثلاً ألف أو واؤ أو ياء بعد حركة تجانسُها﴾ قبل الرّوي يتصلان به كما فيما يلي من اﻷبيات:[44]

١ـ مثال حرف اللين الياء في ﴿عين﴾ من قول الشاعرأبى العتاهية:

الدار لو كنت تدري يا أخا مرح دار أمام فيها قرّة العين[45]

٢ـ مثال حرف مدّ الياء في ﴿قريب﴾:

أنا في روضة الحبيب قريب ويكاد الفؤاد شوقاً يذوب

و ربما تمّ الجمع بين الواو والياء في ردف المدّ كما في البيتين التاليين:

فيا ساكني أرض الحبيب محمدٍ لقد فزتم بالعيش و هو خصيب

و قفنا و كم هاجت بنامن عواطف ومدمع عيني في الرحاب سكوب

رـ التأسيس:

هو ألف هاويةٌ مفصولة عن الرّوي بحرفٍ واحدٍ متحرك فقط كما في البيت التالي:

يديرونني عن سالم و أديرهم وجلدة بين العين واﻷنف سالم

س ـ الدخيل:

هو حرفٌ متحركٌ حائلٌ بين التأسيس والرّوي كالدال في كلمة ﴿صادق﴾ في البيت التالي:

فلا تقبلنهم ٳن أتوك بباطل ففي الناس كذاب و في الناس صادق [46]

حركات القافية:

للقافية ست حركات هى: الرس، واﻻشباع، والحذو، والتوجيه،

والمجرى، والنفاذ.[47]

من طبيعة هذه الحركات أنّه ٳذا ٳستخدم الشاعر واحدة منها في مطلع شعره، وجب عليه أن يلتزمها في القصيدة برمتها.

و قد صبها صفى الدين الحلي في البيتين التاليين:

ٳن القوافي عندنا حركاتها ست على نسق بهنّ يلاذ

رس واشباع وحذو ثم تو جيه و مجرى بعده ونفاذ [48]

لقد تمّ تعريف هذه الحركات كما يلي:

اـ الرس:

هى حركةٌ ما قبل ألف التأسيس كما في كلمة ﴿جداول﴾.

ب ـ اﻹشباع:

هى حركة الدخيل كما في كلمة ﴿عنادل﴾.

ج ـ الحذو:

هى حركة ما قبل الرّدف كما في الكلمتين: ﴿نال، وصلٌ﴾.

دـ التوجيه:

هى حركة ما قبل الرّوى المقيد ﴿يعنى الساكن﴾ كما في العبارة: ﴿لم يدر﴾.

رـ المجرى:

هى حركة الرّوي المطلق كما في كلمة ﴿مسجد﴾.

س ـ النفاذ:

هى حركة هاء الوصل التى تقع بعد الرّوي كما في العبارة ﴿مزارُها﴾.[49]

القرآن والقافية:

يتميز القرآن الحكيم عن غيره من الكلام بأنه ليس نثراً وﻻ شعراً [50]ٳﻻّ أنّه يختلف عن أسلوب النثر بما يختص به من النّظم والوزن والبحر والفواصل. رغم أن القرآن ليس شعراً و ﻻ يتقيد ببحورٍ شعرية، مع ذلك هو كلامٌ موزونٌ ذو نظمٍ عجيب و غريب له بحورٌ خاصةٌ به، هى ليست بحور شعريةٌ، بل بحور ترتيليةٌ مسئولةٌ عما يتميز القرآن الحكيم باﻹيقاع الظاهرى الجميل المبني على عنصرين هما الجمال الموسيقي ﴿musical beauty﴾ النّاشئ عن ٳيقاع الحروف والكلمات و جرس صوتها في اﻷذن، والجمال التنسيقى ﴿symmetrical beauty﴾ القائم على تناسق الحروف والكلمات و تناغمها، و ٳئتلافها \على ٳيقاع قرآنى جميل يسحر اﻵذان و يأخذ بمجامع القلوب.[51]

بناءً على ملاحظة هذه الميزة من اﻹيقاع القرآني يتحدث سيد قطب عمّا يتواجد في القرآن من ٳيقاع موسيقي ﴿musical rhythm﴾ متعدد اﻷنواع، متناسق مع جوّ اﻵيات يقوم بتأدية وظيفة جوهريةٍ خاصةٍ بالبيان، كما شاركه في ملاحظة هذه الميزة القرآنية الموسيقي البارع المبدع اﻷستاذ محمد حسن الشجاعى الذى يمتلك معرفة ٳختصاصية بالمصطلحات الموسيقية الفنية.[52]

يستطرد سيد قطب قائلاً بأنّ "النسق القرآنى قد جمع بين مزايا النثر والشعر جميعاً. فقد أعفى التعبير من قيود القافية الموحدة والتفعيلات التامة".

و في ذلك يتميز النسق القرآني بما يلي من الخصائص:

اـ حرية التعبير التامة عن أغراضه التامة جميعاً.

ب ـ واﻷخذ في نفس الوقت بداخلية الشعر الموسيقي والفواصل المتقاربة الوزن التى تغنى عن التفاعيل.

ج ـ تناول التقفية المتقاربة التى تغنى عن القوافي.

و كل ذلك يكوّن ذلك اﻹيقاع الداخلي الذى يشعربه اﻹنسان قارئاً و مستمعاً للآيات القرآن في سياقها، ويأخذه القشعريرة ـ اﻹيقاع الموسيقي الكامن في آيات القرآن من البداية ٳلى النهاية، الذى يبرز على نحو واضح في السور القصار ذات الفواصل السريعة،[53] كما يلاحظ بغاية الوضوح فيما يلي من آيات سورة النّجم: " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ، أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى ، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى".[54]

ٳن الفواصل في هذه السورة، ﻻ سيما المشار ٳليها اعلاه متساوية الوزن تقريباً و منتظمةً على نظام خاص مختلف عن نظام الشعر العربي، و هى تتحد في أحرف التقفية جميعاً وتتميز بموجات اﻹيقاع الموسيقي الجارية والسارية فيها والمتحدة. و تبعا لهذا و ذلك وﻷمر آخر ﻻ يظهر على مسرح البيان القرآني ذى الوزن والقافية لكونه ينشأ من ظاهرة "تآلف الحروف في الكلمات، و تناسق الكلمات فى الجمل" ـ اﻷمر الذى يعود ٳلى الشعور واﻹدراك الموسيقي الداخلي الذى يميز بين ٳيقاع موسيقي و مجرد ٳيقاع رغم ٳتحاد

الفواصل واﻷوزان.[55]

و يبدو ذلك جلياً في بعد الفواصل كما في اﻵيتين: "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى".[56]

يلخّص سيد قطب بحثه فى هذا الموضوع بقوله أنّ " ٳتزان اﻹيقاع" في اﻵيات والفواصل يلاحظ بشكل واضح في كل موضع من مواضع البيان القرآني، حيث يتنوع نظام الفواصل والقوافى في السور المختلفة، و قد يكون ذلك في سورة واحدة، كما تتعدّد ألوان اﻹيقاع الموسيقي، كما يلاحظ فيما يلي من اﻵيات: "قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ، أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ، فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ، وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ".[57]

في هذه اﻵيات المباركة، كما في غيرها من اﻵيات القرآنية يلاحظ مراعاة الوزن على نحو مطّرد تقريباً ـ اﻷمر الذى يتمثل في حذف ياء المتكلم في: "يهدين، و يسقين، و يشفين، ويحيين" حرصاً على اﻹحتفاظ بحرف القافية مع: "تعبدون، واﻷقدمون، والدين..."، و كذلك يلاحظ مثله حذف الياء اﻷصلية في اﻵيات: " وَالْفَجْرِ ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ، وَاللَّيْلِ إِذَايَسْرِ ، هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ".[58] فتم حذف ياء الفعل: "يسرى" بحسب التناغم مع: "الفجر، وعشر، والوتر، وحجر".[59]

و هكذا حذفت الياء كلمة "الداع" والكلمة: "نبغ" في هذه اﻵيات:

اـ " فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ، خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ، مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ"[60]. فإذا لم تحذف الياء في "الداع"، أدعى ذلك ٳلى ما يشبه ٳنكسار وزن الشعر، الذى يشعربه اﻹنسان قارئاً ومستمعاً.

ب ـ " ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا "[61]. فلو تمّ تمديد الياء "نبغ" بجعل كلمة "نبغ" نبغى ﻷدى ذلك ٳلى نوعٍ من ٳختلال الوزن.

وهكذا نلاحظ مراعاة الوزن واﻹيقاع الموسيقي بزيادة هاء السكت على ياء الكلمة أوياء المتكلم فيما يلي من اﻵيات:

١ـ" وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ".[62]

٢ـ " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ }".[63]

و هكذا تتخلّل بناء العبارات القرآنية الموسيقي الداخلية الموزونة بميزان أشد حسّاسية ٳلى حدّ أنه يتأرجح نتيجة أخفّ حركة و هزة، و ٳن لم يكن القرآن شعرا متقيّداً بكثير من القيود الشعرية التى تجعل الحرية التعبيرية المطلقة تختنق في مضيق تلك القيود الشعرية و تصبح بعيدة عن المعنى المقصود.

يلخّص سيد قطب ملاحظته لهذا اﻹفادة بقوله: "يتنوع نظام الفواصل والقوافى، كما تتعدّد اﻷلوان الموسيقية".[64]

خلاصة القول أن القرآن ليس شعرا وﻻ نثرا ٳﻻّ أنه يوجد فيه نظام الفواصل والقوافي، ﻻ سيّما في السُوَر القصار، كما يتواجد معه تعدُّدِ ألوان وألحان الموسيقي بمعنى التناغم والتناسق الجاري والساري في آياته و سُوَرهِ.

و أدعو الله أن يمنحنا أذناً واعية ﻹدراك ما ينطوى القرآن عليه من هٰذا اﻹعجاز الموسيقي المتعدد اﻷلوان واﻷلحان.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلوة والسلام على من بُعِثَ مُعَلّماً ليتمّم مكارم اﻷخلاق.

مفهرس المصادر والمراجع:

  1. القرآن
  2. ابجد العلوم المسمى بالوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم : صديق بن حسن القنوجى، الطبعة اﻷولى ١٤٠٣هـ ـ ١٨٨٣م، المكتبة القدّوسيّة، ﻻهور، باكستان.
  3. اﻹعجاز القرآن البياني و دﻻئل مصدره الرباني: الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدى، بدون رقم الطبعة و تاريخها، دارعمار.
  4. بغية المستفيد من العروض الجديد: اﻷستاذ ٳبراهيم على أبو الخشب، بدون رقم الطبعة وتاريخها ونشرها.
  5. تاج العروس من جواهر القاموس: محمد مرتضى الزبيدى، بدون رقم الطبعة ١٩٩٣م، دارالفكر، بيروت.
  6. تاج اللغة وصحاح العربية: ابو نصر ٳسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، الطبعة اﻷولى ١٩٩٩م، داراحياء التراث العربي، بيروت.
  7. التصوير الفني في القرآن: سيد قطب، بدون رقم الطبعة و تاريخها، دار الشروق، القاهرة.
  8. التوشيح الوافي والترشيح الشافي: ابن حجر العسقلاني، بدون رقم الطبعة و تاريخها و نشرها.
  9. دﻻئل النّبوّة: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقىْ، الطبعة اﻷولى ١٤٠٥هـ ـ ١٩٥٨م، دارالكتب العلمية، بيروت.
  10. ديوان أبي العتاهية: الطبعة الثالثة ١٤٢٣هـ ـ ٢٠٠٢م، دارالكتب العلمية، بيروت.
  11. ديوان زهير بن أبى سُلمى: بدون رقم الطبعة و تاريخها، دار صادر، بيروت.
  12. شرح تحفة الخليل في العروض والقافية: عبد الحميد الراضى، بدون رقم الطبعه ١٣٨٨هـ ـ ١٩٦٨م، مطبعة العاني، بغداد، عراق.
  13. شرح ديوان المتنبي: بدون رقم الطبعة و تاريخها، دارالمعارفة، بيروت۔
  14. العروض: ابن جني، تحقيق: د. أحمد فوزي، بدون رقم الطبعة ١٩٨٩م، دارالعلم، الكويت.
  15. العروض: الشيخ جلال الحنفي، بدون رقم الطبغه ١٣٩٨هـ ـ ١٩٧٨م، مطبعة العانى، عراق.
  16. علم العروض: الدكتور حسنى عبد الجليل يوسف، الطبعة اﻷولى ١٤٢٣هـ ـ ٢٠٠٣م، مؤسسة المختار، مصر.
  17. علم القافيه عند القدماء والمحدثين ﴿دراسة نظرية و تطبيقية﴾: الدكتور حسنى عبد الجليل يوسف، الطبعة اﻷولى ١٤٢٥هـ ـ ٢٠٠٥م، مؤسسة المختار، مصر.
  18. العمدة في صناعة الشعر و نقده: أبو على الحسن بن رشيق القيروانى، الطبعة اﻷولى ١٣٤٤هـ ـ ١٩٢٥م، مطبعة امين هندية، مصر.
  19. لسان العرب: محمد بن مكرّم ابن منظور اﻷنصاري اﻹفريقي المصري ـ الطبعة اﻷولى ـ١٤٢٤هـ ـ ٢٠٠٣م ـ دارالكتب العلمية ـ بيروت، لبنان.
  20. المزهر في علوم اللغة وانواعها: العلامة عبد الرحمٰن جلال الدين السيوطي، الطبعه الثالثة بدون رقم تاريخها، دار ٳحياء الكتب العربية، بيروت.
  21. مفتاح العلوم: أبو يعقوب يوسف بن أبى بكر محمد بن على السكاكى، الطبعة اﻷولى ١٣٥٦هـ ـ ١٩٣٧م، مطبعة مصطفىٰ البابى الحبلى، مصر.
  22. من تاريخ اﻷدب العربي﴿العصر الجاهلي والعصر اﻹسلامي﴾: طٰه حسين، الطبعة الرابعة ١٩٨٢م، دارالعلم، بيروت.
  23. المنجد في اللغة: لوليس معلوف، الطبعة الخامسة والثلاثون ١٩٩٨م، دارالمشرق، بيروت.
  24. الموجز في البلاغة والعروض: محمد ضياء الدين الصابوني، الطبعة الثانية ١٤١٣هـ ، مهد اﻷئمه والدعاة، مكة المكرمة.

الهوامش:

  1. . المنجد في اللغة: لوليس معلوف، ص: ٥١٨ـ ٥١٩،الطبعة الخامسة والثلاثون ١٩٩٨م، دارالمشرق، بيروت.
  2. . لسان العرب: محمد بن مكرّم ابن منظور اﻷنصاري اﻹفريقي المصري، ج: ٧، ص: ١٦٥ـ١٦٦، الطبعة اﻷولى، ١٤٢٤هـ ـ ٢٠٠٣م ـ دارالكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان.
  3. . علم العروض: الدكتور حسنى عبد الجليل يوسف، ص: ٧، الطبعة اﻷولى ١٤٢٣هـ ـ ٢٠٠٣م، مؤسسة المختار، مصر.
  4. . التوشيح الوافي والترشيح الشافي: ابن حجر العسقلاني، ص: ٩٢، بدون رقم الطبعة و تاريخها و نشرها.
  5. . المزهر في علوم اللغة وانواعها: العلامة عبد الرحمٰن جلال الدين السيوطي، ص: ٣٢٨، الطبعه الثالثة بدون رقم اريخها، دار ٳحياء الكتب العربية، بيروت.
  6. . شرح تحفة الخليل في العروض والقافية: عبد الحميد الراضى، ص: ٨، بدون رقم الطبعه ١٣٨٨هـ ـ ١٩٦٨م، مطبعة العاني، بغداد، عراق.
  7. . العروض، الشيخ جلال الحنفي، ص: ٢٦ـ٢٧، بدون رقم الطبعة ١٣٩٨هـ ـ ١٩٧٨م، مطبعة العانى، عراق.
  8. . نفس المرجع، ص: ٢٤.
  9. . بغية المستفيد من العروض الجديد: اﻷستاذ ٳبراهيم على أبو الخشب، ص: ٢٠، بدون رقم الطبعة و تاريخها ونشرها.
  10. . العروض، الشيخ جلال الحنفي، ص: ٢٦ـ٢٧.
  11. . مفتاح العلوم: أبو يعقوب يوسف بن أبى بكر محمد بن على السكاكى، ص: ٢٤٥، الطبعة اﻷولى ١٣٥٦هـ ـ ١٩٣٧م، مطبعة مصطفىٰ البابى الحبلى، مصر.
  12. . نفس المرجع: ص: ٢٤٦.
  13. . العروض: ابن جني، تحقيق: د. أحمد فوزي، ج: ٢، ص: ٩٥، بدون رقم الطبعة ١٩٨٩م، دارالعلم، الكويت.
  14. . القرآن، س: النحل، آية: ٩٠.
  15. . دﻻئل النّبوّة، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقىْ، ج: ٢، ص: ٥٠٥، الطبعة اﻷولى ١٤٠٥هـ ـ ١٩٥٨م، دارالكتب العلمية، بيروت.
  16. . مفتاح العلوم، ص: ٢٨٣ـ٢٨٤.
  17. . القرآن، س: طه، آية: ٥٥.
  18. . القرآن، س: البقرة، آية: ١٠.
  19. . القرآن، س: اﻹنسان، آية: ٢.
  20. . القرآن، س: القلم، آية: ٤٥.
  21. . القرآن، س: غافر، آية: ٣٢ـ٣٣.
  22. . القرآن، س: هود، آية: ٣٧.
  23. . القرآن، س: يوسف، آية: ٩١.
  24. . القرآن، س: البقرة، آية: ٢١٣.
  25. . القرآن، س: سبا، آية: ١٣.
  26. . القرآن، س: الشرح، آية: ٢ـ٣..
  27. . القرآن، س: اﻷنسان، آية: ١٤.
  28. . القرآن، س: التوبة، آية: ١٣.
  29. . القرآن، س: الماعون، آية: ١ـ٢.
  30. . القرآن، س: النساء، آية: ٧٨.
  31. . القرآن، س: هود، آية: ٧٨.
  32. . المنجد، ص: ٦٨٥.
  33. . علم العروض، الدكتور حسنى عبد الجليل يوسف، ص: ٧.
  34. . ابجد العلوم المسمى بالوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم : صديق بن حسن القنوجى، ص: ٢٢٧، الطبعة اﻷولى ١٤٠٣هـ ـ ١٨٨٣م، المكتبة القدّوسيّة، ﻻهور، باكستان.
  35. . تاج العروس من جواهر القاموس: محمد مرتضى الزبيدى، ج: ١، ص: ٨٥٥٦، بدون رقم الطبعة ١٩٩٣م، دارالفكر، بيروت. ج: ١، ص: ٨٥٦.
  36. . تاج اللغة و صحاح العربية: ابو نصر ٳسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، ج: ٢، ص: ٩٠، الطبعة اﻷولى ١٩٩٩م، داراحياء التراث العربي، بيروت.
  37. . ديوان زهير بن أبى سُلمى: ص: ٢٤، بدون رقم الطبعة و تاريخها، دار صادر، بيروت.
  38. . الموجز في البلاغة والعروض: محمد ضياء الدين الصابوني، ص: ١٢٨، الطبعة الثانية ١٤١٣هـ ، مهد اﻷئمه والدعاة، مكة المكرمة.
  39. . علم القافيه عند القدماء والمحدثين ﴿دراسة نظرية و تطبيقية﴾: الدكتور حسنى عبد الجليل يوسف، ص: ١١، الطبعة اﻷولى ١٤٢٥هـ ـ ٢٠٠٥م، مؤسسة المختار، مصر.
  40. . الموجز في البلاغة والعروض: ص: ١٢٩ـ١٣٠.
  41. . العمدة في صناعة الشعر و نقده: أبو على الحسن بن رشيق القيروانى، ج: ١، ص: ١٤٥، الطبعة اﻷولى ١٣٤٤هـ ـ ١٩٢٥م، مطبعة امين هندية، مصر.
  42. . المرجع السابق: ص: ١٢٩.
  43. . شرح ديوان المتنبي: ج: ١، ص: ٢٧٤، بدون رقم الطبعة و تاريخها، دارالمعارفة، بيروت .
  44. . الموجز في البلاغة والعروض: ص: ١٣٠.
  45. . ديوان أبي العتاهية: ص: ٢٣٠، الطبعة الثالثة ١٤٢٣هـ ـ ٢٠٠٢م، دارالكتب العلمية، بيروت.
  46. . الموجز في البلاغة والعروض: ص: ١٣٠.
  47. . علم القافيه: ص: ٣٣.
  48. . المرجع السابق: ص: ١٣١
  49. . علم القافيه: ص: ٣٤ـ٣٥.
  50. من تاريخ اﻷدب العربي، طٰه حسين، ج: ٢، ص: ٤٢٤، الطبعة الرابعة ١٩٨٢م، دارالعلم، بيروت.
  51. . اﻹعجاز القرآن البياني و دﻻئل مصدره الرباني، الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدى، ص: ١٣٥ـ١٣٦، بدون رقم الطبعة و تاريخها، دارعمار.
  52. . التصوير الفني في القرآن: سيد قطب، ص: ٨٤، بدون رقم الطبعة و تاريخها، دار الشروق، القاهرة.
  53. . نفس المرجع، ص: ٨٥
  54. . القرآن، س: النجم، آية: ١ـ٢٢.
  55. . المرجع السابق: ص: ٨٦ـ٨٨.
  56. . القرآن، س: النجم، آية: ١٩ـ٢٠.
  57. . القرآن، س: الشعراء، آية: ٧٥ـ٨٢.
  58. . القرآن، س: الفجر، آية: ١ـ٥.
  59. . التصوير الفني في القرآن: ص: ٨٧.
  60. . القرآن، س: القمر، آية: ٦ـ٨.
  61. . القرآن، س: الكهف، آية: ٦٤.
  62. . القرآن، س: القارعة، آية: ٨ـ١٠.
  63. . القرآن، س: الحاقة، آية: ١٩ـ٢٠.
  64. . نفس المرجع، ص: ٨٧ـ٨٨.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...