Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Idah > Volume 37 Issue 1 of Al-Idah

شیخ محمد یعقوب شرودي: حیاته، خدماته وآثارہ العلمیة |
Al-Idah
Al-Idah

Article Info
Authors

Volume

37

Issue

1

Year

2019

ARI Id

1682060034497_878

Pages

183-195

PDF URL

http://www.al-idah.pk/index.php/al-idah/article/download/294/265

Chapter URL

http://al-idah.szic.pk/index.php/al-idah/article/view/294

Subjects

Sophisticated Renaissance of Islam Dawat O Tableegh sophisticated renaissance of Islam dawat o tableegh.

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

التعریف بموضوع المقالة:

أنزل الله كتابه بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنه وجعل كل الخير في السير على هديه واتباع أمره، وقد أخذ الله ذمة حفظ

كتابه العزيز من التحريف والتعديل كما يلیق بشأنه في قوله "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"[1] وأمر اللهُ الرسول -صلی الله عليه وسلم -علی حفظ كتابه عن ظهر الغيب قال تعالیٰ "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ"[2] وكان الرسول -صلی الله عليه وسلم - يحفظ القرآن عن طريق كتابة الوحي فأمر بكتابة القرآن "لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ إلخ"[3] فأصبح القرآن محفوظاً في الصدور مكتوباً في السطور في الصحف. ثم اُعطيت هذه المهمة لأمة محمدٍ عن طريق الفهم والتعليم والتدريس والتفسير والتبليغ لهذا الكتاب فيوجد في كل قرن وفي كل جيل مكان مجموعة كبيرة من المفسرين والعلماء الذين كانوا يفسرون ويُدرّسون القرآن بلغات مختلفة حتى يعم الخير الرشد والهداية. وفهم القرآن إلى كل بني البشر وتعتبر هذه منة عظيمة من الله تعالى على هذه الأمة.

ومن بين هؤلاء اللأعلام والمفسرين العظام الذين خدموا القرآن الكريم بجهودهم الجبارة الشيخ محمد يعقوب شرّودي الذي وفقه الله تعالى لخدمة كتابه العزيز في عصرنا والذي ألّف وصنّف تفسير القرآن. وكان الشيخ عالماً جليلا، محدثاً عبقريا، زعيماً بارزاً، جامعاً لمحاسن البشرية الإنسانية ومزاياها، وكان حياته مثالاً لِأسوة الحسنة تظهر عليه بعض آثار حياة الصحابة رضوان الله عليهم أجمين. والشيخ رحمه الله كان قليل التصنيف والتأليف بسبب مشاغله السياسية، والدعوية، والفكرية بالإضافة إلى قيامه بمهنة التدريس. ومن تأليفاته: "نقش حيات"، وكان الشيخ محمد يعقوب شرّودي أحد الخطباء الفصحاء والأدباء البارزين باللغة البلوشیة، حيث أنه خرج لِأسفارٍ عديدة تدل علی عمق علمه وتنوعه المعرفي والثقافي. ومن خلال هذا المقال سوف أتصدی في المباحث الستة بيان ذٰلك بالتفصیل إن شاء الله“،،،،:

المبحث الأول: نبذة عن حياة الشيخ محمد يعقوب شرودي رحمه الله:

اسمه ونسبه وولادته:

هو محمد يعقوب بن فتح محمد بن بيك محمد بن تاج محمد ولد الشيخ محمد يعقوب شرودي رحمه الله بمنطقة جاغي بإقليم بلوشستان في باكستان سنة 1930م. ينسب الشيخ إلى قبيلة "مشواني" البلوشية والتي يعيش المنتمون إليها في مديرية (بنجبائی) التابعة لمقاطعة كويته. انتقل الكثيرون منهم إلى مدينة كويته واستقروا فيها ومنهم الشيخ الشرودي.[4]

2- تعليمه:

ولد الشيخ محمد يعقوب شرودي رحمه الله في أسرة علمية متدينة، حيث كان والده الشيخ فتح محمد من خريجي دار العلوم ديوبند الشهيرة [5]ومن هنا أخذ وقرأ الشيخ العلوم الابتدائية على والده ثم تتلمّذ على يد الشيخ كمال الدين والشيخ عبد الغفور[6]، وبعد اجتيازه المرحلة الابتدائية في بلده سافر إلى الهند للحصول علی الدراسات العليا في مدرسة ديوبند وتخرج منها وفاز بالدرجة الأولى وهذا أصبح فخرا لأهل البلوشستان. وكانت مدرسة ديوبند في ذٰلك الوقت مركزاً للعلوم الإسلامية في الهند وحولها.

تخرج الشيخ في دار العلوم سنة 1374هـ ثم رجع إلى بلاده ولم يكتف بالعلوم التي حصل عليها في مدرسة ديوبند بل واصل دراسته في مدينة راولبندي علی يد الشيخ غلام الله خان وأخذ منه تفسير القرآن وعلومه .[7]

4- أخلاقه وصفاته:

كان الشيخ يحب الوسطية في جميع أمور حياته من مأكل ومشرب وملبس ومركب وكان ظريف الطبع سريع الفهم وحاد الذكاء قوي الذاكرة حيث كان قادرا على تدريس جميع الأنواع من الكتب والفنون العلمية في اللغات الخمسة العربية، الفارسية، الأردوية، البلوشية، والبشتو وكان يميل إلى الصراحة والصدق في أحاديثه ويسلك الأسلوب العلمي في كلامه وكان يسمع لكل سائل ومستفيد دون أي قيد سواء كان السؤال يتعلق بالأمور الفقهية أو العقيدة أو اللغة أو السياسة وكان يفرح بجرأة الطلاب وصراحتهم في ما يريدون الفهم في القضايا والمشاكل المعاصرة، ولم يكن متعصبا لأي شيء ولا ضيق النظر. وكان يسلك طريق المحدثين مع أن مذهبه كان حنفيا .وكان له صراحة في أقواله لا يخاف في الله لومة لائم فكان الناس يتجنبون أمامه بكلام باطل.[8]

5-شيوخه:

نذكر بعض أشهر شیوخ محمد يعقوب شرودي رحمه الله وخاصة الذين أثروا في حیاته وأصبحوا قدوة له علی نحو التالي:

1- الشيح السيد حسين أحمد المدني

المحدث الكبير السياسي المحنك المناضل، الجريء البطل السيد حسين أحمد المدني بن حبيب الله والمعروف في بلاد الهند بـشيخ الإسلام. وأصله من مديرية فيض آباد بولاية أترابرديش (بالهند). وُلِدَ سنة 1296ه/ 1879ء ببلدة باكر مئو بمديرية أناؤ بـأترابرديش، وتوفي عام 1377هـ/ 1957ء بـديوبند ،“،ودفن بها.

،،“،

كان،،”،الشيخ عالماً ربانياً، محدثاً جليلاً، زعيماً بارزاً، جمع محاسن الإنسانية ومزاياها، تتجلى في حياته المثالية حياة الصحابة. ولم يكن كثير التصنيف بسبب نشاطاته وأشغاله الدعوية والسياسية، بالإضافة إلى التدريس. ومن مصنفاته: كتاب "الشهاب الثاقب"، و"نقش حيات" وقام بعض من تلاميذه بجمع دروسه وشروحه لسنن الترمذي، لكنه لم يطبع إلى الآن.[9]

الشيخ شبير أحمد العثماني:

هو،،،“”الشيخ شبير أحمد العثماني بن مولانا فضل الرحمن العثماني الديوبندي ولد عام 1305هـ/ 1887م، والتحق بالروضة عندما بلغ من عمره سبع سنوات. وتخرج في جامعة دار العلوم ديوبند سنة 1325هـ/ 1907م مدرساً وشيخاً للحديث. وكان من شيوخه الأجلاء العلامة محمود الحسن الديوبندي. تولى التدريس أولاً في المدرسة العالية فتحبوري بمدينة دهلي، ثم صار أستاذاً بالجامعة الإسلامية ديوبند عام 1328هـ/ 1910م. وكان،،“،،،“يدرّس صحيح مسلم.

،“،كان العلامة شبير أحمد العثماني خطيبا مصقعا، وأديبا بارزا في اللغة الأردية، وخلّف كتبا تدل على عمق علمه وفكره، وكثرة اطلاعه، وطول حظه في العلوم الشرعية إلى جانب مشاركته في كل من الحركات التحررية لطرد الإستعمار من الهند، وله جهود جبارة في تحرير البلاد من يد إنجليز الغاشمين. وهاجر من الهند إلی باكستان الوليدة ورفع علم باكستان علی يده في مدينة كراتشي.[10]

3- الشيخ محمد أنور شاه الكشميري

هو،،،“الشيخ العلامة أنور شاه الكشميري بن الشيخ محمد معظّم شاه الكشميري.

،،،،”وُلِدَ يوم السبت 27 من شهر شوال المعظم سنة 1292هـ /16 من شهر أكتوبر 1875م. تعلّم المرحلة الابتدائية ثم الثانوية في منطقة كشمير، كما تتلمذ على أبيه وأمثاله في عصره، وانضم إلى الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند عام 1310هـ/ 1892م، وحصل فيها على الدراسات العليا في العلوم الإسلامية وغيرها من الفنون لمدة أربعة سنوات.

صارت إليه رئاسة تدريس علم الحديث الشريف في الهند. كان واسع الاطلاع، ووفير الدراية في طبقات العلماء والمحدثين والفقهاء، زمانه في قوة الذاكرة والحفظ، وكان مطَّلعاً على أسفار المتقدمين، والتعمق في الفقه والحديث وأصولهما والتفسير وعلوم القرآن، والتضلع في العلوم العقلية والنقلية، يقدم ما قرأه وحفظ في فترة شبابه بكلماته ونصوصه دون الإخلال بالمعنى، وكان محبا للقراءة والاطلاع على،،،”كل جديد، شديد الغيرة على دين الإسلام وأهله، ذابا عن العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة، كثير العداء والمحاربة للفرفة القاديانية، رادا بالكتابات والخطابات، محرضا تلاميذه وأصدقائه وجلسائه بالرد عليها بالقلم واللسان. وفي أواخر عمره أصيب بمرض البواسير: فرجع إلى ديوبند ولم يمكث بها طويلا حتى فارق الحياة يوم 3 من صفر المظفر سنة 1352هـ/ 30 أبريل 1933م رحمه الله تعالى.[11] ،،،،“

4-الشيخ محمد كفاية الله الدهلوي

هو،،،“المفتي الأكبر الشيخ محمد كفاية الله بن عناية الله الشاه جهانبوري الدهلوي أحد الأعلام، المولود في شاهجهانبور (إحدى مدن ولاية يوبي) بالهند عام 1292هـ والمتوفى عام 1372ه بدهلي، والمدفون بها، درس على المشايخ المشهورين بالعلم في وقته؛ مثل العلامة عبد العلي الميروتي (ت: 1347هـ) في مدرسة شاهي بـمراد آباد. والعلامة السهارنبوري (ت: 1346هـ)، والعلامة محمود الحسن الديوبندي (ت: 1339هـ) في الجامعة الإسلامية ديوبند.،،،“

وتولى الشيخ التدريس بمدرسة "عين العلم"، بـمدينة "شاه جهانبور" لمدة خمسة أعوام، ثم قصد مدينة دهلي بإصرار من صديقه الشيخ أمين الدهلوي (مؤسس المدرسة الأمينية ومديرها) بمدينة دهلي. فولاه رئاسة التدريس بالمدرسة، وبقي في هذه الوظيفة 34 عاما، فكان يقوم بالتدريس والإفتاء والإفادة، فنشطت حركة العلم والنهضة فيها، وتصدرت بين أخواتها من المدارس الأخرى. [12]

6۔ وفاته:

توفي الشيخ شرودي رحمه الله في شهر سبتمبر 27 سنة 2007م ودفن في كويته بلوشستان.[13]

المبحث الثانی: خدماته العلمية:

لم يتأخر الشيخ شرودي بعد تخريجه في مدرسة ديوبند ورجوعه إلیٰ بلده حيث قام وبدأ ببناء مدرسة دينية بكوئتة اسماها " الجامعة الرشيدية بكوئتة " كما أشرف عليها بنفسه وبها كان له قسما لتخصص في الفقه الإسلامي، وكان لهذا القسم مكانته في قلوب العلماء والعامة من أهل المنطقة حيث كانوا يرجعون إليها لحل خصوماتهم والقضاء فيها بشرح الله تعالى .

وكان رحمه الله أيضا يدرس التفسير وعلوم القرآن. لم يكتف الشيخ بالقضاء والدروس في الجامعة الرشيدية فقط إنما درس التفسير وعلوم القرآن لمدة تزيد على خمس وثلاثين سنة. وكان يحضر في دروس تفسيره طلاب من أماكن مختلفة من باكستان كما كان يحضر الطلاب الوافدين مِن أفغانستان وإيران[14].

وعرض عليه منصب القضاء في زمن رئيس الباكستاني أيوب خان[15] وما بعده حيث أن الشیخ لم يقبل أي منصب ورفضه تماماً وهذا يشير إلى جرأة الشيخ في إظهار كلمة الحق أمام الحكومات وتورعه عن تولية المناصب.

مؤلفاته :

ألف الشيخ مؤلفات عديدة من أبرزها ما يلي :

1-مرءات الآيات : جمع فيه الآيات القرآنية على ترتيب حروف الهجاء وهو مطبوع ومتداول يستفيد منه غير الحفاظ من العلماء وغيرهم فيما تخريج الآيات القرآنية

2-ثمينة الفتاوى : جمع فيه المسائل الفقهية التي فيها . في ثلاثة مجلدات .

3-حسينة الفتاوى : وهي عبارة عن مجموعة فتاوى لنواب المفتين في الجامعة الرشيدية وهي التي وثقها الشيخ شرودي .

4-شكر باره : وهي عبارة عن مجموعة الأشعار باللغة البراهوية .

5-نغمات الشرودي : وهي عبارة عن مجموعة الأشعار باللغة البراهوية .

6-مجموعة الأشعار بلغة البشتو :

7-كشف القرآن : وهو تفسير باللغة البلوشية يحتوي على ثمانية مجلدات .[16]

المبحث الثالث : خدماته السیاسیة:

وتفرغ للتدریس والتألیف والإفتاء، والقضاء، والدعوة والتبلیغ.

الشیخ محمد یعقوب الشرودي کان عالماً ومفسراً وباﻹضافة إلیٰ ذالك کان ذا خبرة واسعة بالسیاسة في الباکستان وکان مولعا بأمور السیاسة في شبابه لٰكنه في المراحل الاخیرة من عمره تفرغ للنشاط العلمي فقط.

کان الشیخ محمد یعقوب شرودي من تلامیذ الشیخ حسین أحمد المدني وممن تربی علی یده. وذٰلك بعد أن قامت باکستان كدولة جدیدة سافر إلی الهند للدراسة في دارالعلوم دیوبند والشیخ حسین أحمد مدني وإن لم یکن من أعضاء دعاة حرکة بناء باکستان أو الداعين لها ولٰكن بعد التقسيم وظهور باكستان كدولة مستقلة للمسلمين أبدی ارتياحه وأوصی ببقائه قائلاً انتهی الخلاف بعد بناء المسجد. وفي هذا یقول الشیخ الحافظ الشرودي.

لما قامت باکستان کدولة قال الشیخ حسین أحمد المدني: إذا عمّر المسلمون مسجداً من مساجد الله کان علیهم الحفاظ أیاً کان ذٰلك المسجد وهذا بغض النظر عن اختلافهم في تعین موقعه قبل إعماره " کان دائماً ینصح تلامیذه وجمیع أتباعه والمسلمین بأن یخدموا باکستان بکل ما أوتوا من قدرات وصلاحیات. ونظراً لهذا لما أسس علماء باکستان منظمة: جمعیة علماء الإسلام علی یدی الشخین الجلیلین شبیر أحمد عثماني وأحمد علي الاهوری کان للعالم الشباب والمتخرج الجدید فی دار العلوم دیوبند.كان الشیخ محمد یعقوب شرودي وﻵلاف العلماء معه الدور البارز في السیاسة الباكستانية آنذاك على مستويي المدیریة والإ قلیمیة. فأصبح بدایة الأمر أمیرا لمدیریة قلات التابعة لإقلیم بلوشستان ثم أصبح أحد أعضاء مجلس العالي جمیعة علماء الإسلام لإقلیم بلوشستان وبالرغم من إصرار رفاقه علی ترشيخ نفسه في مجلس القومي إلا أنه لم یشارك فی الانتخابات الإقلیمیة أوالقومیة. [17]

المبحث الرابع: خدماته التفسیریة

1۔التعريف بالتفسير:

تفسير القرآن الكريم باللغة البلوشية المسمى " كشف القرآن " للشيخ محمد يعقوب شرودي رحمه الله بدأ بتأليفه يوم الجمعة المبارك 27 ربيع الأول 1405هـ الموافق 1984م ثم قام بترجمة هذا التفسير من اللغة البلوشية إلى اللغة الأردية وذٰلك للفائدة العامة ويحتوي على ثمانية مجلدات.

استفاد الشيخ في كتابة التفسير من مصادر مشهورة في المنطقة .فكان أغلب تأثيره بالتفاسير التي كتبها علماء الهند عامة أخص بذكر منها تفاسير كل من الشيخ رفيع الدين [18]والشيخ عبدالقادر الدهلوي [19]والشيخ التهانوي [20]والتفسير العثماني [21]وهؤلاء أعلام المصادر في هذا المجال . ذكر الشيخ في مقدمة تفسيره أنه استفاد من تفسير ( بيان القرآن ) أكثر من غيره.[22]

اسم الكتاب :كشف القران.

عدد المجلدات: ثمانية مجلد.

مكان الطبع: قام بطبعه المكتبة الرشيدية،كوئيته باكستان.وذلك سنة 1989م لأول مرة ولم يطبع مرة أخرى.

ترجمة الكتاب : من اللغة البلوشية إلى اللغة الإوردية سنة 1993م ولم يترجم إلى أي لغة اخري.

لم أجد أحدا كتب شيئا عن تفسير كشف القران ولوكان يسيرا لا من معاصري الشيخ محمد يعقوب شرودي-رحمه الله ولا من جاء بعده إلى يومنا هذا.[23]

المبحث الخامس: مزايا تفسير كشف القران:

ولاشك أن لكل شيء ميزة وخاصية يمتاز به عن غيره، ويرتفع قدره بين الجميع عما سواه حيث تجعله تلك الخصوصية ذات مكانة وفائدة لمن يريد الاستفادة منه وكان لصاحب التفسير مكانة في هذا حيث جمع في تفسيره فوائد جمة وظهر لى من خلال دراستى لهذا التفسير ومعايشتي معه في هذه الفترة المحددة من الزمن أنه امتاز بميزات وخصائص ربما لا نجدها عند الآخرين وأحاول تلخيص تلك الميزات كما يلي:

1-إنه ترجم كل آية قرآنية ترجمة لفظية والتزم بالأخذ والمتابعة بترجمة "تفسير بيان القرآن "للشيخ الفاضل محمد أشرف على التهانوي رحمه الله تعالى.

2-اهتم بذكر المطالب والمسائل المستنبطة لكل آية منفصلا ومستقلا.

3-اعتنى بذكر الفوائد الجمة التي تستفاد من خلال نصوص قرآنية أو آيات مباركة ظاهرة. مع ذكر المواعظ والنصائح وغيرها مما تستفاد من الآيات القرآنية أو يمكن استنباطها من خلالها.

4-وامتاز كذلك بذكر الفوائد من القصص القرآنية وأمثالها.[24]

5-ومن أكبر وأهم خصائص تفسيره أنه اهتم بالتفسير بالمأثور حيث يفسر آية بآية أخرى أو حديث مرفوع أو ما في حكمه أو سنة مأثورة عن الصحابة أو قول مرفوع عنهم رضوان الله عليهم أجمعين. فإن من خصائصه الاعتماد على أقوال الصحابة والتابعين فكان يكثر الالتزام بها.

6-ومن ميزاته أيضا أنه يوفق ويعالج التعارض الظاهري بين الآيات القرآنية. وكذلك لا يكفي بالقراءة المعروفة لدى الجميع بل يهتم بذكر القراءات الأخرى ويحرص على نسبة القراءات إلى أصحابها من مصادرها.

7-لا يذكر الإسرائيليات إلا قليلا جدا عكس بعض المفسرين الذي اهتموا بذكرها فهو يرد على تلك الأخبار الإسرائيلية، فيكتفي بردها. لم يتعرض أصلا للأحاديث الموضوعة، فلم يذكرها أصلاً ولا رداً.

8-اعتني الشيخ شرودي بذكر جوانب لغوية في التفسير حيث استعرض أصول الكلمات التي اشتقت منها وربط بين المعنى ومرادفه من الآية وكذلك يهتم بذكر الفروق اللغوية بين الكلمات المتقاربة في اللفظ والمعنى. وكذا يمتاز تفسيره بذكر إعراب الآيات والجمل.[25]

9-ومن خصائصه أيضا أنه يبين المحاسن البديعية والبلاغية والبيانية في سرد الآيات القرآنية.

10-كذلك يعتني بآيات الأحكام وتفسيرها، حيث يذكر من الأحكام الفقهية المستنبطة من الآيات القرآنية ثم يلي بذكر اختلاف الفقهاء في حكم مستخرج من تلك الآية تتمها الفائدة.

11-وكذلك يذكر أسباب نزول الآيات والسور وذٰلك لإظهار عظمة النصوص القرآنية لحل القضايا البشرية ومشاكلها وذٰلك بصورة إجمالية مختصرة. وامتاز بذكر الربط بين السور وبين الآيات واهتم بها اهتماما بالغا ولم يغض عن ذلك النظر وهذا من الأمور المهمة في تفسير القرآن العظيم للشیخ شردودي.

12-ومن خصائصه أيضا أنه فسر تفسيراً صوفيا وجدانيا روحياً لبعض الآيات أو بعبارة أخرى يتأول ذكر المعنى المعروف لدى أهل التصوف والسلوك.و يشير فى نهاية تفسير الآية إلى الفوائد التي تستفاد منها ويضع لها عنوانا مستقلا كي يتضح منه ما يأتي به في سطور قابلة. وما إلى ذلك من الفوائد الجمة ربما تظهر شيئا فشيئا إذا تعمق القارئ النظر فيها.[26]

المبحث السادس: من أبرز المآخذ على تفسير كشف القران:

فهذا من حكمة الله تعالیٰ ومن علمه أنه حكيم بأنه أخذ ذمة حفظ كتابه العزیز كما ذكرناه في بداية مقالتي،وايضا وضح الله تعالیٰ لعباده صيانة السنة النبوية كما قال تعالی: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ [27].

قال الإمام مالك: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم[28] فإن الكمال لله العلي القدير دون سواه ولا يخلو أي عمل إنساني من شوائب النقص وموارد الخطأ مهما بلغ صاحبه من العلم والإحاطة بجوانبه ولن تجد عالما من العلماء إلا وقد وقع منه الخطاء أو أخطاء أو حصلت منه هفوات نتيجة للاجتهاد المرجوح أو فاته علم أو لم يصل إلى معرفته بعد. وقال تعالى: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ...[29]، فما من مؤلف إلا وله هفوة بل هفوات، فشيخنا شرودي رحمه الله تعالى كذلك من جملة هؤلاء الذين صدرت عنه أخطاء علمية عن غير قصد، لأن الإنسان غير معصوم وغير محفوظ من الخطأ ما عدا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء السابقين. رغم أن تفسيره قد امتاز عن غيره امتيازا بالغا في جوانب التي ذكرناها في صفحات سابقة من المبحث الخامس والآن نسوق بعض المأخذ الذي يجب على قارئ أن يتجنبها أثناء قراءته لتفسير الشيخ شرودي وهذا لايعني قلة قدره وقيمته بل هذا إقدام إلى أداء الواجب الذي يجب على كل باحث أن يخطوه في منتهى جولته في ذاك البحث كي يفيد القادمين من غيره ويبرز من إيجابياته وسلبياته لو وجدت هنالك.

1-لم يخرج الشيخ الأحاديث ولم يذكر أسانيد الأحاديث التي وردت في شرح تفسير الآي القرآنية حتى ولو مرة وقد اكتفى من السند بذكر اسم الصحابي فقط وأحيانا لا يذكره أصلا وأحيانا لا يذكر لفظ الحديث وإنما يذكر معنى الحديث كما يذكر بعض الأخبار الصحاح بألفاظ التضعيف والأسانيد في الأخبار والآثار.

2-والشيخ قد أورد بعض الروايات الضعيفة وكان عليه أن لا يذكرها أو يبين ضعفها ولكن بالعكس احتج الشيخ بها وذكرها إما في الفضائل وإما في سبب النزول وإما إلى غير ذلك.

3-أحيانا جاء ببعض الإسرائيليات دون أن ينبه إلى فسادها وبطلانها وحتى بعضها مخالفة لعصمة الأنبياء وكان من الأولى أن يبتعد عن ذكرها ولو ذكرها لكان عليه أن يرّد عليها كما فعل ذلك في بعض المواضع ولكنه ترك ذلك في مواضع أخرى.

4-وكذلك يذكر بعض الأقوال المخالفة والمتضاربة دون الفصل بينها بالترجيح أو التوفيق فيتركها على حالها.

5-يذكر في بيان الأحكام من الأدلة المستنبطة حسب مذهبه ويشرحها ولكن يترك أدلة المذاهب الأخرى ويذكر فقط أنّ المذهب الفلان له رأي مخالف لهذا وكان عليه أن يبين ويشرح شرحا وافيا لذلك المذهب ويذكر دليله.

6-يذكر المفسر أسباب النزول ولكن في بعض الأحيان لم ينسبها إلى أحد بل ذكر أنّ سبب النزول لهذه الآية كذا أو نزلت الآية في كذا فلا يعرف راويها ولا تعرف صحتها من ضعفها وأحيانا يذكر سبب النزول الذي قد رده بعض الصحابة والرد موجود في الصحيحين ولكن رغم هذا كله قد ذكر بأن الآية قد نزل كذا دون رد.

7- أحيانا يرد وينقد رأي الصحابي مما يخالف مذهبه ويقول إنّه لم يصل إليه هذا الخبر أو مثله من القول وكان من الأولى أن يترك هذا على حاله ويطلب الجمع بين الروايات لأنّ الصحابة كلهم عدول ولا ينبغي لأحد أن يقول شيئا في شأنهم بأنّه ما وصل إليهم هذا الحكم أو كذا وكذا.

،،“خلاصة البحث:،

كان الشيخ محمد يعقوب شرّودي واحداً من أشهر من تصدی لخدمة كتاب الله تعالى وأدلى بدلوه في تفسيره وتكلّم عن الجوانب المختلفة، وقد جاء تفسيره جامعا لعلوم القرآن.وقليلا ما توجد دراسات عن تفاسير القرآن الكريم بلغة البلوشية لأنها تعدّ من اللغات المنتشرة في باكستان وإيران وأفغانستان ويتكلّم بها الملايين من سكان تلك الدول .لا،،،”شك فی ذلك أن مولانا محمد یعقوب شرودي رحمه الله کان مفسراً. وله خدمات جليلة فی مجال التفسیر والادب وله مؤلفات قيمة ولذلك کثرت جهات إبداعه وأعمال الدينيه وله مصنفات “عديدة.،،،“والحق أنه أحد الرجال البارعین الذین يفتخر بهم أقلیم بلوشستان من أقالیم باکستان.هذا جهد مقل ف

إن كان فيه من صواب فمن الله وإن كان فيه من الخطاء فمني ومن الشيطان أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.،،،“

حوالہ جات

  1. .سورۃ الحجر : 9
  2. . سورۃ الشعراء :194
  3. .صحیح مسلم: للامام أبی الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ):20، ن: دار إحياء التراث العربي بيروت، ط أولی:(1375ه -1955م) باب التثبیت فی الحدیث وحکم کتابة العم، الجز4،حدیث رقم 3004، بتعلیق محمد فؤاد عبد الباقي عیسی البابی الحلبی بمصر۔،ط أولی(1474ہ- 1955م).
  4. .مقدمة كشف القرآن للشيخ محمد یعقوب شرودی، (بالأردية)،سیلز سروسز کبیر بلدنک جناح رود کوئتہ 1/18-ط:الثانية
  5. .عند ما سيطرالإنجليزعلى الهند بأكمله وقضی علی كل شيئ الهند، فقام علماء النهد بتأسيس مركز ديني يحفظ لهم الدين الحنيف والشريعة الإسلامية وأخد الشيخ إمداد الله المهاجر المكي وتلميذه الرشيد الشيخ محمد قاسم النانوتوي وأصحابهم بتأسيس دارالعلوم ديوبند"حفاظاً علی الدين و خدمةً للعلوم الإسلامية"،“فوجدوا الحل الوحيد لهذه المشكلة، ووضعوا أساس لدار العلوم ديوبند بسهارنبور الهند، وذلك في 15 من شهر المحرم الحرام 1283هـ 30 مايو 1866م، وبدأت تحت شجرة العنب. (أنظر للمزيد : تاريخ دارالعلوم ديوبند) .
  6. . الشيخان من أشهر أساتذة الشيخ شرودي ينتمي أحدهما إلى منطقة منكجر والآخر إلى منطقة "شالدرة" التابعة مديرية كوئتة.لم احصل علي أي معلومة عن الشيخ كمال الدين والشيخ عبد الغفور وترجمتهما مع انني بذلت قصارى جهدي في التعرف علي حالهما، وجل ما عرفت ان الشيخ محمد يعقوب شرودي تتلمذ علي يديهما، وأخذ بعض العلوم الابتدائية عنهما.ولد 1323ه -1905 م بمحافظة اتك اقليم بنجاب في باكستان تتلمذ علي يدي الشيوخ احمد دين،حسين بن علي، غلام رسول، ولي الله، توفي 11,الرجب المرجب 1400ه . انظر:المرجع السابق اكابر علماء ديوبند-ص:434,وانظر :سوانح حيات شيخ القران مولانا غلام الله خان، لمحمد عبدالله المعبود طبع الاولي كتب خانه رشيديه راولبندي باكستان۔
  7. .مقدمة كشف القرآن للشيخ محمد یعقوب شرودی،(بالأردية) (سیلز ايند سروسز کبیر بلدنک جناح رود کوئته، 1999) 1/18
  8. .اثمينة الفتوٰی للشيخ محمد یعقوب شرودی،(بالأردية)،سیلز سروسز کبیر بلدنک جناح رود کوئته، ص4
  9. .تاريخ جامعة دارالعلوم ديوبند للشيخ محمد طيب (بالأردية) 2/82-84. ونزهة الخواطر 8/126-132. ط: لكنؤ 1993م)
  10. . تاريخ دارالعلوم / ديوبند بالأردية ج2، ص98-102).
  11. انظر: نفحة العنبر في حياة إمام العصر الشيخ محمد يوسف البنوري، ونزهة الخواطر ج:8،،والأنور للأستاذ عبدالرحمن كوندو، ونقش دوام للشيخ أنظر شاه الكشميري، ونكارستان كشمير للقاضي ظهور الحسن، ومولانا أنور شاه كشميري: حياته اور ان كا علمي كارنامه: للدكتور رضوان الله، وتراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر للعلامة المحدث الشيخ عبدالفتاح أبوغدة، وتاريخ أقوام كشمير للمنشئ محمد دين فوق، وتاريخ دارالعلوم ديوبند ج:2 الطبعة الأولى 1428هـ .
  12. .نزهة الخواطر 8/398 ط: لكناؤ 1993م؛ تاريخ جامعة دارالعلوم / ديوبند . (بالأردية) 2/79-81)
  13. .ثمينة الفتوٰی، جلد 1، ص3
  14. .مقدمة كشف القرآن للشيخ محمد یعقوب شرودیؒ،(بالأردية) (سیلز ايند سروسز کبیر بلدنک جناح رود کوئته، 1/19
  15. .ولد 14 مايو 1907 م وتوفي 19 ابريل 1974 م انه كان رئيسا للباكستان من 1958م الي 1969م. انظر دوكر ببلشر اردو بازار لاهور مطالعه باكستان
  16. .مقدمة كشف القران طبع الثانية :ج1،ص16-22 مكتبة رشيدية كويتة بلوشستان
  17. .مقدمہ کشف القرآن، جلد 1، ص16
  18. .ولد 1193ه-1749م وتوفي 1233ه –الموافق 1818م .انظر شاه ولي الله اور ان كا خاندان لعليم محمود احمد بركاتي :ص 156
  19. .ولد في 5 ربيع الثاني سنة 1280ه تعلم الابتدائية علي يدي الشيخ فتح محمد ومن شيوخه الشيخ يعقوب نانوتوي،الشيخ محمود الحسن الملقب بشيخ الهند تخرج في مدرسة ديوبند سنه 1301 ه عاش 83 سنة وتوفي 16 رجب المرجب 1362 ه 20يوليو 1943م انظر اكابر علماء ديوبند ص35، وقام بنشر ها إدارة إسلامية، سنة1999ء.
  20. .ولد الشيخ سنة 1307ه/1889م بمدينة أجمير الهند، حيث جده كان يعمل في الشرطة.وقضى نحبه في ليلة من شهر صفر 1392ه/ابريل 1972ء ودفن بمراد آباد، الهند .
  21. .هو من ا لعلماء المشهورين في الهند،ولد سنة 1885 م-1305ه بمحافظة بهنبور الهنديه درس علي الشيخ محمود الحسن الملقب شيخ الهد وتخرج في مدرسة ديوبند سنة 1325-1908م توفي سنة 1389ه الموافق 13 ديسمبر 1949م :انظر اكابر علماء ديوبند للحافظ محمد اكبر شاه البخاري ص 104،ط :مكتبة اداره اسلامية لاهور باكستان۔
  22. .ثمينة الفتوٰی ,جلد 1، ص5
  23. .کشف القرآن ,جلد 1 ,ص18
  24. .صدائے حق للشيخ محمد یعقوب شرودیؒ (بالأردية) (شعبه نشرواشاعت جامعه رشديه سرکی رود کوئته، 1988)، جلد 1، ص9
  25. .مقدمة کشف القرآن، جلد 1، ص101:5
  26. .صدائے حق ,جلد 1، ص8
  27. .(النجم: 4)
  28. .سير إعلام النبلاء: ص 93 جـ 8.
  29. . سورة يوسف، الآية: 76.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...