Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Bannu University Research Journal in Islamic Studies > Volume 1 Issue 2 of Bannu University Research Journal in Islamic Studies

النزعة الصوفية في شعر خوشحال خان |
Bannu University Research Journal in Islamic Studies
Bannu University Research Journal in Islamic Studies

Article Info
Authors

Volume

1

Issue

2

Year

2014

ARI Id

1682060029336_547

Pages

83-93

PDF URL

https://burjis.com/index.php/burjis/article/download/54/49

Chapter URL

https://burjis.com/index.php/burjis/article/view/54

Subjects

Khushal Khan Khattak Mystical thoughts believes in Allah.

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

نبذة من حیاۃ الشاعر خوشحال خان

ولد شاعر خوشحال (فی سنة ۱۰۲۲ه)عند شهباز خان بن یحی خــــان بن ملک اکوڑی۔ وحینذاک کان نور الدین جها نگیر ملک الهند۔ و ملک اکوړی کان رجلاً صالحاً۔ وفی ذالک الوقت شاه اکبر کان ملک الهند، وکان یبحث عن من یتولی سلام الطریق من نوښار إلى خیر آباد (كلاهما مدينتا من اقليم خيبر پختون خواہ-باكستان)، فهو الذی تولی له هذه المسؤلیة وأدی حقه، حيث بنی علی هذا الطریق داراً لابن السبیل یسمی باسم أکوړی علی هذا الممر وبالتالی کان ملک شاه اکبر یکرم علیه من إحسانه علیه فی حفاظ علی سلام الطریق۔ فهذه الرأسة والفضيلة إستمرت إلى أن ورثها شاعرخوشحال خان من أبائه۔ ولكن هو الذى کان متمنياً أن یتبرع فی العلوم ویتعمق فیها إلی الغایة والدقة ولکن لم یتمکن من ذلک لانه کان مولعاً بالصید، الذى یأخذ معظم وقته فلم یصل علی بغیته كما كان یقول:

د جهان تحصیل بــــه کل واړه زما وو

كه اخته نه وایى د ښکار په اشتغال (1)

الترجمة: لو لم أکن مشتغلاً ومولعاً بالصید، لکنت ملکت جمیع أمور الدنیا-

لکن رغم ذلک حصل علی حظ وافر من العلوم الإسلامية کما سیاتی ذکره۔ و ارتحلت هذہ الشخصیة البارزة من سجن الدنیا إلی دار البقاء فى سنة ۱۱۰۰ھ (2)۔

متصوّفاً وزاهداً :

ومن المعلوم أن الشیخ خوشحال مع شاعریته کان سید القوم، یتحلی بالأخلاق الكريمة والفضائل الکبیرة والزهد والخیر والتقوی۔ ولم يكن فى بداية الأمر متصوّفا، ولكن أصبح صاحب البصيرة فى الطريقة الصوفية لِعِدَّة وجوه:

أولاً: لتوسع مطالعته لكتب الصوفية،

         ثانياً : لِتَبَحُرِّه العلمى،

وثالثاً : أنه لَبِثَ عُمُراً فى مجالسِ العُلماء الكبار

أمثال: شاه أويس صديقى ملتانى (3) ومولانا عبد الحكيم (4) وغيرهما من الذين تشرَّفَ خوشحال خان بالتلمذ عليهم واكتساب الفيض منهم. هذا وإن خوشحال خان بايع على يد كاكا صاحب الصوفى(5) أحد الشيوخ الكبار، وأدَّى ذلك إلى دخول عُنْصُرِ التصوف فى شعره والذى أصبح فيما بعد أحد موضوعاتِه الشعرية. کما يتجلَّى هذا العنصر فى کثیر من أبياته منها ما قال الشیخ خوشحال خان:

خاص بنده د خدائ هغه ګڼه خوشحاله        

چى د ځان په معرفت ئى سرفراز كه (6)۔

الترجمة المنظومة:

اعتبر المرء عبدا خاصا يا خوشحال          من أعطی معرفة نفسه فى كل حال

أى خوشحال خان يعتبر المرء عبدا خاصا لربه من شرفه ربه بمعرفة نفسه.

وقال أیضاً :  

عارف سړے هغه دے چى ئى شناخت وشو د ځان

د ځان په معرفت كښى معرفت دے د سبحان(7)

الترجمة المنظومة:

العارف من عرف نفسه                فى معرفة نفسه معرفة ربه

آى العارف فى الحقيقة هو كل من عرف نفسه لان معرفة النفس تؤدى إلى معرفة ربه سبحانه وتعالى. وفیما أظن أن الشیخ خوشحال أشار إلی الحدیث الذی یذکره المتصوفة کثیراً وهو:

« من عرف نفسه فقد عرف ربه »(8)۔

فى الأبيات السابقة يُشير خوشحال خان إلى مقام عال فى التصوف حيث قال بأنَّ العبدَ الحقيقى هو كل من نال شرف معرفة نفسه بتوفيق الله ومنِّه، ويتضح ذلک من الشعر المذکور بأن المرء لابد أن يكون عارفا بنفسه۔ وفی الحقیقة من فکر وتدبرفی ذات نفسه، سيؤديه إلى معرفة ربه سبحانه وتعالى فی النهاية. فان الإنسان إذا تفكر فی خلق ذاته، وسأل نفسه من أين أتى؟ ومِن أی شيء خُلِق؟ وماذا غاية خلقه؟ وإلی أین مسیره؟ فیعلم أن الدنيا دار الامتحان وأن لها بداية و نهاية۔ وأنه سُيحاسبُ ويُسأل يوم القيامة عن كل ما یرتكب ویعمل فی هذہ الدنيا، وأنه سيدخل حياة الآخرة، فإما الجنة أو النار، وذلک بالخلود۔ فإن جد فی التفكیر وأخلص فی العمل، فلاشك أنه سيتعرّف علی نفسه و غاية حياته، وسيكون محاسَباً لنفسه قبل أن يحاسب، ومن هنا سيتدرج إلى معرفة الله سبحانه وتعالى بعد أمعان النظر فی نفسه ۔ وفی الحقیقة هذا هو الشرف العظيم اذا حصل للإنسان وفضل ربه وكرمه عليه الذی أشار إليه الشیخ خوشحال فی أبياته السابقة، كما وروى أبونعيم فى الحلية (8/15) عن شريك قال: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين على ومعاوية فبكى، فندمتُ على سؤالى إياه، فرفع رأسه، وقال: إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره(9)۔

وجعل الصوفیة أمعان النظر فی الخلق والکون وسیلة لتعرف و مشاهدة علی خالقه  وهذا هو الشیخ خوشحال أنه دعا إلی التفکیر فی المخلوق لییفوز ببغیته، کما هو یظهر من أبیاته الشعریة، حیث یقول:

په هر مخ كښی ننداره د هغه مخ كړم                              چی د ډېر پېدا ئی ناپيد شه (10)

الترجمة المنظومة :

فی كل وجه لی مشاهدة وجهه الأثنى                        الذی أصبح شهودا لکثرة الخلق بدا

وقال ایضاً:

هر تشنا چی د وحدت به سيند سېراب شه               نور همه جهان و ده وته سراب شه(11)۔

الترجمة المنظومة:

كل ظمآن من بحر الوحدة اذا ارتوی                         فبد له كل عالم سراب القَنَا

لقد اصطبغت شاعِرِيَّة خوشحال خان بالصبغة الصوفيَّة بفضل ما قضی من وقته فی صحبة شيخه ما أعطى حياته الحركية المليئة بالنضال والكفاح لونا جديدا من التحكم فيها، فصار يهتم بالفكر الصوفی ويشعر أهميته وضرورته إلى حد أنه يدعو الناس إلى طريق القلندرين والدراويش فيقول:

راشه په دين د قلندرانو شه            چې بې وسواسه په هر څه كیوزی (12)۔

الترجمة المنظومة:

قم وهلم إلى طريق القلندریين                 لنقتحم كل ظلام بنور اليقين

ومن هنا الشیخ خوشحال يُشير إلى نكتة خاصة بأن المرء إذا كان لله كان الله له وكانت الدنيا تأتى ورائه بمعنى أن الدنيا تُسَخّرُ لمن يُسخِّر نفسه لربه سبحانه وتعالی. ولا تظنه بعیدا عند ما يشير الدرويش إلى الجبل فيتصدع لشدة اثر نظره وذلك لما لديه من قوة الإيمان وما تحلی به من حسن الخلق والإخلاص والاستعداد لا يتكبر معه ولا يتجبر، بل يخضع ويتواضع، مع أنه كالملك يفصل فى هذا وينفذ فى ذاك ولكنه لا ينسى نفسه بأنه عبدٌ فقيرٌ الی الله سبحانه وتعالیٰ۔

وفی هذا السدد الشیخ خوشحال کالصوفیة یشیر إلی نكتة بلیغة ودقيقة وهی: أن الإنسان عالم أصغر وما يحيط به من الخلق، عالم أكبر ولکن هذا العالم الأكبر موجودا منطويا فی العالم الأصغر أی الإنسان. وهی النكتة التی قالت بها جماعة من الصوفيين وإلى هذه النكة القیمة يُشير خوشحال خان ختك فی أبیاتِ أشعاره حيث يقول:

د دروېش په زړه كښې درست جهان مرقوم دے                                                                                                 كه په خله ئې د عربو لغت نه زده (13)۔

الترجمه المنظومة:

والعالم كله فی قلب الدرويش مرقوم                ولو كان فی فيه لسان العرب معدوم

وقال ایضاً فی هذا السدد:

دا عالم لكه طفلان ورته ښكاريږی                 د طفلانو په بازی پوری خندا كه (14)۔

الترجمه المنظومة:

تبدُو الدنيا لديه لعبة الأطفال                     يضحك منها الدرويش لسوء المآل

وکما يتضح من الأبيات السابقة بأن الشیخ خوشحال یوازن قلب الدرويش بمثابة كنز العلم والمعرفة مع أنه قد لا تكون لديه معرفة بالعلوم العصرية وربما لم يتعمق فی تعلم اللغة العربية ولکنه یمعن النظر فی الكون ويشاهد ما فيه بنور قلبه و بصيرته.

وفی البيت الثالث يتحدث الشیخ خوشحال خان عن علم الدرويش ومعرفته بأنه أكثر الناس معرفة بغاية الدنيا ومصيرها لذلك يتعجب من الناس اذا رآهم منهمكىين فی زخرفة الدنیا و يجهلون عن حقیقتها وأنهم لا يتفكرون فيما سيواجهون من سوء عاقبتهم فی الآخرة.

یقسم الشیخ خوشحال خان ختك العقل إلی نوعین: نوع لدی عامة الناس ویسمیه بالعقل العام، ونوع یتملکه الدرویش وهو العقل الخاص ویسمه بالحکمة الذی لا يملكه إلا الدرويش يظنه أهلَ الدنيا من المجاني ۔ وتطرق خوشحال خان ختك إلى هذا الموضوع بأسلوبه الخاص حیث يقول:

عاقلان سره څو رنګه حكمت دے        

لېونېو يو د عقل حكمت نه زده (15

الترجمة المنظومة:

هناك ألوان من الحكمة يملكها العقلاء            أما العشاق فهم من العقل والحكمة خَلاء

فى الأبيات المذكورة يبين الشیخ خوشحال أن العقل على القسمين: أحدهما يتعلق بمظاهر الكون أی العالم المادی وهذا يشمل أيضا نظام الاقتصاد والنظام الإداری وآلة الحاسوب وغيرها۔ وهذا النوع يبقى مختصا بأمور الدنيا وشؤنها. وكل من حازَ بمثل هذا النوع من العقل والفهم وصل إلى القمر، وقام بصنع الصواريخ تصيب هدفها عبر القارات و إلى ماذلک من المصنوعات الهائلة.

والنوع الثانى ما يتعلق بأمور الآخرة وشؤنها. وأصحاب هذا العقل يتمتعون بإدراك أمور الدنيا والآخرة فی وقت واحد. إن هؤلاء حياتهم فی الظاهر بسيطة، لذلك يحسبهم الجهلة مجانين لعدم رغبتهم فی الدنيا ولعدم اهتماهم بها. يقول خوشحال خان ختك بأن هؤلاء ليسوا بمجانين، بل أنهم من خيرة الأرض وأنهم أذكياء و أولوا الألباب لما لديهم من المعرفة بأمور الدنيا وأمور الآخرة. ولکن هؤلاء لا يتأثرون بزينة الدنيا وزخرفتها وأمثال هؤلاء قليل والناس یراهم من المجانین.

وإذا اكتمل العقل وبلغ ذروته من النضوج أصبح ما يُسمى فی اصطلاح العارفين نوعا خاصا من الجنون متميزا من الجنون الذی يسبب الاختلال النفسی والدماغی بعبارة أخرى إن أهل الجنون بهذا المعنى لا يلجئون إلى ما يَلْجَأ إليه أهل الدنيا من العقل والحكمة. يقول خوشحال خان بهذا الخصوص:

د عشق كار په لېونتوب دے نور څه نه دے

                                               راشه واوره نه په عقل نه شعور(16)۔

الترجمة المنظومة:

         مهمة العشق تقوم على الجنون لا الغير   هی لا تقوم على العقل والحكمة ذات ضير

لقد عرف العرفاء العشق بأنه نار تحرق ما سوی الله، والعارف الذی يحترق فی نار العشق الإلهی يجدها بردا وسلاما، وهوکجُنَينة من الأزهار فيتلذذ بها. يشير خوشحال إلى هذه النكتة فيقول:

د دوزخ لمبى به كار په عاشق نه كه               چى ئی تاؤ د درونی دی، دا ډال (17) ۔

الترجمة المنظومة:

لا يؤثر أبدا علی العاشق لهيب الجحيم             إذ هو مُبْتَلى به من الداخل وسقيم

فی هذا البيت يبين الشاعر أحوال العاشق بأن نار العشق والغرام إذا اشتد فی داخله لا يبقى ضرر لِمَا فی النار من الحرارة والشدة. و من هنا هو يرتقى إلى مقام حيث لا تضره نارُ الدنيا ولا نار الآخرة بل تصبح له برداً وسلاماً. وهذا هو مقام عال يناله العشاق بأن حرارة النار لا يأثر علیهم و بسبب ذلك أنهم عَانوا من الشدائد والآلام والمصائب فی سبيل العشق۔ وضحوا بكل ما يملكون من نفيس وغال۔ فهذه هی جزاءه الأوفى بأن شدائد الدنيا والآخرة لا تخوفهم ولا تضرهم ۔ هذه الرتبة العالية لا تحصل إلا لقليل من لهم حظ عظيم۔ وکما قال سبحانه و تعالى فی حق إبراهیم علیه السلام:

﴿قُلْنَا يٰنَارُكُـوْنِيْ بَرْدًا وَّسَلٰمًا عَلٰٓي اِبْرٰهِيْمَ﴾ (18)۔

هنا يبين خوشحال خان سعة قلب العارف على نحو أنه يتضمن أسرار السموات والأرضين لما أنه تشرف بنور الیقین فيقول:

           د عارفانو علم څه نور دے                تر عرشه فرشه په خپل يقين وينی(19)

الترجمة المنظومة:

       علم العارفین شیء مختلف من الآخرین     من الفرش إلى العرش يرى بنور اليقين

فی هذا البيت يوضح الشیخ ما لدى العارف من علم و يقين مبينا بأن القوة البصیرة التى يملكها العارف، فی

الحقيقة نتيجة معرفته بأسرار السموات والأرض٬ وهی التی ما حصلت له إلا بنور اليقين و إيمان کامل وتوكله على

الله الذی يشق له طرقا فی البر و البحر٬ کما یقول سبحانه وتعالی:

﴿ وَمَنْ يَّتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَّه مَخْرَجًا. وَّيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. وَمَنْ يَّتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُه اِنَّ اللّٰهَ بَالِغُ اَمْرِه قَدْرًا ﴾ (20)_

لقد شرف الله سبحانه وتعالى خوشحال خان بعلوم عديدة التی ورثه بالفکر الثاقب إعترف بها شاكراً لله  سبحانه وتعالی حیث يقول:

خدائ يو داسی فكر راكړو                 چی ئی ملك راته رنړا كړو (21)۔

الترجمة المنظومة:

لقد شرفنی ربی بالفكر                 ما أَنارَ لی الملك باَسره 

وفی الحقیقة يعتبر هذا الفکر الثاقب من تمیز به والعلم والحكمة من أخذ به، من أكبر وأعظم نعم الله سبحانه تعالى حیث قال:

﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ (22)۔

لقد أوتى خوشحال خان حظا وافرا من العلم والحكمة والفكر العالی و من الدليل على ذلك أنه تعلم شتى العلوم من تفسير وحديث وفقه وتاريخ وسياسة المدن وطب وغيرها فی فترة وجيزة. وإلى هذه المیزة والمكانة العليا أشار الشیخ خوشحال خان فی كثير من أبياته، ویراه مناً علی نفسه؛ کأن الناس يعيشون فی ظلام الليل وأنه يعيش فی صبح منير. ویری أحيانا أن الشیخ خوشحال خان ختك يسئم من ضيق الدنيا؛ من عاداتها وتقاليدها فيعبر عن مدى اختناقه وتضايقه منها كما يدل عليه من أبياته ما يلى:

هندو چی بت ته هسی نسكور دے                  مؤمن مخ اېښی د كعبی په لور دے

دا دواړه توكه رسم وعادات دی           او ده عالمه مطلب څه نور دے

صوفی كافر دی په خپل پندار كښی                ملا ملحد دے د حق په لار كښی

زار تر رندانو چی مخ سټ يو لری               يك رنګ ولاڑ دے په هره چار كښی (23)۔

الترجمه المنظومة:

إن الهندوسی إذا يحترم الوثن كل احتـرام            والمؤمن ولَّى وجهه شطر المسجد الحرام

كلاهــــما رهــــين الــــعادات والتـــــقاليد               للـــــعالـــــم مـــــعـــنى آخـــــر ومـــــرام

والصوفی كافر فى زعـــم المفتى بلاشك              والملا ملحد فی أمــر الله بــــــلا إبــــهام

فداء علی ندمان استــــــووا وجــــها وظهرا             أخذوا بلون واحد فی كــــل طـعن ومقام

فی هذه الأبيات ما نستفيد من النكت هو أن خوشحال ختك يُنَدّد بالنفاق والْغِشّ والتقليد الأعمى فی أمور الدين والدنيا، ويبين أن كلا من الهندوكی الوثنی والمسلم والملا هم یتمسکون بالقشور بلا لب بمعنى انهم تَمَسَّكوا بالظواهر وأغفلوا المعنى والباطن والحقيقة، وجهلوا أن العالم له حقيقة وغاية الأخرى. وهو يُشير أن كل واحد من الهندوكی والمسلم والصوفی والملا محبوس فی محبس الظنون والأوهام ويقوم بتخطئة الآخر ويعتبر نفسه على الثواب فی كل هذا المنظر من الرؤية الخاطئة۔ وإن هذه هی الندمان له أی رفاق خوشحال خان ختك فی إدمان الخمر، اللذين هم براء من كل رياء ونفاق لكونهم يظهرون فی زی واحد ولون واحد فی كل مكان، سواء كانوا فی المسجد او فی الخان. وكما يدل عليه من أبياته ما يلى:

جهان واړه سره سور شی                            ګمان اومه كړه چی عارف نور شی

كه سمندر غوندی په اور كښی كار نه كه        عارف ئی مه ګڼه مخ دے ئی تور شی (24)۔

الترجمة المنظومة:

إن كـــان الـــــعالم أصــبح كُلُه نـار                     لا تظن أن العارف سياخذه الـدوار

لا تظنه عارفا يُسْوَدُّ وَجْــــهـه حالا                  إذا لم يكن مفعوله كالماء فـــی النـار

يقرب خوشحال خان ختك هنا إلى الأذهان النكتة أن العارف يعيش فی حالة (الثبات) بمعزل عن عالم (المتغير)، وهو لا يتأثر بتغيير أوضاع العالم. هويبقى على حالة واحدة مهما يحدث فی العالم من تغير وتطور. لإفادة هذه النكتة هو يستخدم عبارة الكون نارا بمعنى مصرع الفتن والحروب ولون العارف لا يَتَحَوَّل. ثم يعرف خوشحال خان ختك العارف بأن مهمته نشر الأمن والسلام في العالم حيث أن مثله كمثل الماء يطفیء نار الحرب والفتنة. وإذا لم يكن العارف يؤدى هذه المهمة يستحق أن يُسْوَدَّ وَجْهه. إن العارف يملك الدين والدنيا وهذا ما يبنه خوشحال خان فی أبیاته منها:

د عارفانو له زړه مردوده                            لاړے د دين او دنيا له سوده

هر څو كه ګرځی تر شرقه غربه                   سعی دی وينم واړه نابوده (25)۔

الترجمة المنظومة:

إذا ما كنت من قلب العارف مردودا               فلا دينَ تملكه ولا تَصْلُح لدنيا

مَعَ تجولك من الشرق والغرب                     كلما تسعى تسعى فی الهوا

يقول الشیخ خوشحال بأن من یسعی رواء الدنيا، حیث لا قصد له إلا قصورها وكنوزها من الذهب والفضة التی ذاهبة ولا ثبات لها۔ وفی الحقیقة هذه الأشياء لا تنفع الإنسان إلا لأجل معلوم ولفترة وجیزة كما يقول سبحانه وتعالیٰ:﴿ وَمَا الْحَيٰوةُ الدُّنْيَآ اِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ ﴾ (26)۔

و الحق أن الدنيا هی دار البلاء والامتحان وليست دار القرار فعلى المرء المسلم أن يكون كيِّسا وذكيا حتى لا تخدعه الدنيا وبما فيها من المنافع الدنیئة وقال ايضاً سبحانه وتعالى على لسان من سيقوله فى الأخرة أن حياة الدنيا فى الحقيقة كانت فترة وجيزة:

﴿ لَوْلَآ اَخَّرْتَنَآ اِلٰٓى اَجَلٍ قَرِيْبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيْلٌ وَالْاٰخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقٰى وَلَا تُظْلَمُوْنَ فَتِيْلًا ﴾ (27)۔

و قال رسول اللهﷺ فى حقيقة الدنيا:

مَا الدُّنْيَا فِى الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِى الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَاذَا يَرْجِعُ (28)۔

وجعل النبى ﷺ الدنيا فى حديثه الآخر السجن بنسبة للمؤمن حيث قال:

الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ (29)۔

وإن الشيخ خوشحال ينبه المرء المسلم أن لا يمشى وراء شهواته ولا يتكبر ولا يتفخم بما لديه من قوة و مال بل وعلیه أن يخضع ويتواضع ويخشع لله تعالیٰ وأن يركز على مقاصد وغایة حياته.وكما قال رسول الله ﷺ:

قَالَ الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ (30)۔

وفی الحقیقة أن شاعریة الشیخ خوشحال خان یقود الانسان الی الطریق التصوف والسلوک ویجبره علی التفکیر فی ذات الله وفی تخليق الکون و الانسان ومصیر، ويدعو الانسان أن یستعد لما یاتی غداً من الاسئلة یواجهها کما اخبر بها الصادق والمصدوق علیه الصلوة و السلام:

لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ (31)۔

وهذه هى حقيقة الدنيا فى نظر القرآن وفى نظر الرسول ﷺ وعرف الشيخ خوشحال خان ختك حقيقته كما أنه بين فى أبياته الشعرية التى مر بنا ذكرها _

حواشی:

(1)               _ ویکیپدیا - 24-8-2015

(2)               _ ايضا ً

(3)               _ هو من أشهر العلماء من منطقة ملتان بإقليم بنجاب، الذى تلمذ على يده الشيخ المشهور عبد الرحمان بابا (أنظر: مجلة بشتو، رقم الاصدارخوشحال خان، عثمان على مجبور، بشتو اكادمى بشاور، بدون سنة تاريخ ،ص: 296)

(4)               _ و هو كذلك من أشهر العلماء من مناطق خيبر بختون خواه (بإقليم السرحد السابق) الذى تلمذ وتربى على يده تلاميذة كثيرة ومن أشهرهم رحمان بابا الشاعر الصوفى الشهير (أيضاً)

(5)               _ اسمه سيد سعيد كل\جل بابا ابن حضرت سيد بهادر بابا – كان من كبار الصوفية المشهورين فى موصع نوشهره بإقليم خيبر بختون خواه الذى سار على نهجه الشاعر الصوفى الكبير عبد الرحمان بابا (أيضاً)

(6)               _ مجله بشتو، رقم الإصدار خوشحال، عثمان على مجبور، بشتو اكادمي بشاور، باكستان، ص: ٢٩٦ _

(7)               _ ختك،  خوشحال خان: ديوان خوشحال ختك،  بشاور، باكستان،  ص:50 –

(8)               _ قال الامام ابن تيميه موضوع. وقال النووى قبله ليس بثابت. وقال أبو المظفر بن السمعانى فى القواطع إنه لا يعرف مرفوعا وإنما يحكى عن يحيى بن معاذ الرازى يعنى من قوله. وقال ابن الغرس بعد أن نقل عن النووى أنه ليس بثابت قال لكن كتب الصوفية مشحونة به يسوقونه مساق الحديث كالشيخ محى الدين بن عربى وغيره. قال وذكره لنا شيخنا الشيخ حجازى الواعظ شارح الجامع الصغير للسيوطى بأن الشيخ محى الدين بن عربى معدود من الحفاظ. وذكر بعض الأصحاب أن الشيخ محى الدين قال هذا الحديث وإن لم يصح من طريق الرواية فقد صح عندنا من طريق الكشف. وللحافظ السيوطى فيه تأليف لطيف سماه القول الأشبه فى حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه  وجعل من الموضوعات كل من "الأسرار المرفوعة" (506) ’ و "تنزيه الشريعة"(2/402) ’ "تذكرة الموضوعات" (11)وقال الالبانى: لا أصل له وقال: قال فى " المقاصد " للحافظ السخاوى ( ص 198 ): قال أبو المظفر بن السمعانى: لا يعرف مرفوعا وإنما يحكى عن يحيى بن معاذ الرازى من قوله وكذا قال النووى: إنه ليس بثابت.ونقل السيوطى فى "ذيل الموضوعات" (ص: 203 ) كلام النووى هذا وأقره، وقال فى "القول الأشبه" (2 / 351 ) من "الحاوى للفتاوى": هذا الحديث ليس بصحيح. ونقل الشيخ القارى فى "موضوعاته" (ص: 83 ) عن ابن تيمية أنه قال: موضوع. (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ فى الأمة’ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألبانى، دار النشر: دار المعارف، الرياض - المملكة العربية السعودية، ط\1’ 1992 م’ص:1\165)) –

(9)_ أنظر: مسودة كتاب من فضائل وأخبار معاوية دراسة حديثية، ص: 1\98 _ 

(10)_ مقدمه ارمغان خوشحال خان٬ سيد رسول رسا٬ یونیورستی بك ايجنسى بشاور باكستان، ص:132۔

(11) _ ديوان خوشحال خان٬ الجزﺀ الثانى٬ ص:224۔

(12) _ مجله خوشحال ريويو٬ ج:3 ٬ رقم الاصدار:1 ٬ داور خان داؤد (د خوشحال خان ختك سلوريزه)٬ بشاور پاكستان ٬ ص:٦٧ ٬ ١٩٨٦ﺀ

(13) _ مقدمه ارمغان خوشحال خان٬ سيد رسول رسا٬ ص:971۔

(14) _ نفس المرجع ٬ ص:133۔

(15) _ قاضي٬ محمد وجيه الدين: د خوشحال مطالعه٬ تاج كتب خانه قصه خوانى بشاور٬ باكستان٬ ص:71 _

(16) _ نفس المرجع ونفس الصحفة۔

(17) _ مقدمه ارمغان خوشحال خان٬ ص: 181، او د خوشحال خان مطالعه ٬ ص:76 _

(18) _ سورة الانبياء: 69 _

(19) _ مجله خوشحال ريويو٬ ج: 3 ٬ رقم الاصدار :1 ٬ داور خان داؤد ٬ ص:67 _

(20) _ سورة الطلاق :2- 3 _

(21) _ منتخبات خوشحال خان ختك ٬ بشتو اكادمى٬ بشاور – باكستان ٬ ص:44 _

(22) _ سورة البقرة: 269 _

(23) _ افكار اقبال: خوشحال اورحمان ٬ جدون پريس٬ بشاور ۔ باكستان ٬ ص:65 ٬ 1991م۔

(24) _ مجله خوشحال ريويو٬ ج :3 ٬ رقم الاصدار:1 ٬ ص:71 _

(25) _ نفس المرجع ونفس الصفحة _

(26) _ سورة آلِ عمران: 185 _

(27) _  سورة النساء: 77 _

(28) _ ترمذى ابواب الزهد، حديث نمبر: 2323’ ص:1885’ دار السلام، رياض’2000ء _

(29) _  ايضاّ حديث نمبر: 2324’ ص:1885 –

(30) _ ايضاّ حديث نمبر: 2459’ ص:1899 –

(31) _ سنن الترمذى، حديث :2341 ’ باب ماحاء فى الحساب و القصاص – و احمد بن حنبل، الامام، مسند الجامع المعلل، 32\246 ’  أنظر ايضاً الفتح الربانى على مسند الشيبانى، للامام عبد الرحمان البناء 1\30  _

المصادر والمراجع

·                    القرآن الكريم

·                    افكار٬ اقبال: خوشحال اورحمان٬ جدون پريس٬ بشاور ۔ باكستان٬ ١٩٩١م۔

·                    جاويد نامه ٬ علامه اقبال

·                    د خوشحال مطالعه٬ قاضي محمد وجيه الدين، تاج كتب خانه قصه خواني بشاور٬ باكستان

·                    ديوان الإمام علي رضي الله عنه

·                    ديوان خوشحال ختك، خوشحال خان: بشاور، باكستان

·                    مقدمه ارمغان خوشحال خان٬ سيد رسول رسا، تاج كتب خانه قصه خواني بشاور٬ باكستان

·                    منتخبات خوشحال خان ختكoetry ٬ بشتو اكادمي٬بشاور – باكستان

'Pجله بشتو ، رقم الإصدار خوشحال  , عثمان على مجبور ، بشتو اكادمي بشاور ,  باكستان

·                    مجله خوشحال ريويو٬ ج٣ ٬ رقم الاصدار ١

·                    مجله خوشحال ريويو ٬ ج٣ ٬ رقم الاصدار١ ٬ داور خان داؤد (د خوشحال خان ختك سلوريزه)٬ بشاور پاكستان٬ ١٩٨٦ﺀ

حوالہ جات

Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...