Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Journal of Islamic and Religious Studies > Volume 2 Issue 2 of Journal of Islamic and Religious Studies

الحكمة في شعر محمود سامي البارودي |
Journal of Islamic and Religious Studies
Journal of Islamic and Religious Studies

Article Info
Authors

Volume

2

Issue

2

Year

2017

ARI Id

1682060030498_573

Pages

19-35

DOI

10.36476/JIRS.2:2.12.2017.11

PDF URL

https://jirs.uoh.edu.pk/index.php/JIRS/article/download/294/125

Chapter URL

https://jirs.uoh.edu.pk/index.php/JIRS/article/view/294

Subjects

Modern Poetry Muḥmood Sami Albarodi Wisdom Modern poetry Muḥmood Sami Albarodi wisdom

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

كلمات مفتاحية: الشعر الحديث، محمود سامي البارودي، الحكمة.

يتناول هذا البحث محاور للحكمة في شعر محمود سامي البارودي الذي يعده كثير من النقاد مجدد ومحيي الشعر في العصر الحديث، وسبب اختياري لهذا الموضوع أن أكثر ما هو متداول من شعر البارودي هو شعره في الغزل والفخر والغربة والشوق إلى الوطن، ولم أجد أحداً من الباحثين أولى أهمية لشعره في الحكمة إلا ما ذُكر سريعاً وعلى هامش الحديث، وبدراستي الأولية لديوانه استطعت أن أجد كمّاً ليس بالقليل من محاور تتضمن حكمة صيغت بأسلوب رشيق تلخص نظرة الشاعر وفلسفته للحياة، لم تكن تلك الأشعار بأقل أهمية في نظري عن تلك الأشعار المشهورة من غزله وفخره وحنينه لوطنه حين غربته، فأردت أن أقدم للقراء والباحثين جانباً جديداً من شعر البارودي يساهم في الوفاء بحق هذا الشاعر علينا.

منهجي في هذا البحث أنني قمت بدراسة الديوان وجمعت الأشعار التي رأيت أن فيها حكمة أو كان للشاعر فيها تجربة ومذهب، ثم حاولت فرز هذه الأشعار حسب مواضيعها، لتتكون عندي محاور موضوعية كلها تدور تحت قبة حكمة البارودي، وحاولت بذل الجهد في تحليل هذه الآراء وربط بعضها ببعض لتكتمل في ذهن القارئ حكمة البارودي بضمي لهذه الأجزاء المتناثرة مع ما يناسبها جنباً إلى جنب، وحاولت تناول بعض اللمسات الفنية التي ساعدت الشاعر في صياغة أفكاره وكان لها الأثر الكبير في تقبل الناس وترحيبهم بأشعاره.

سبق هذا البحث دراسات كثيرة، مقالات وكتب، تناولت البارودي وشعره بالبحث والتحليل، وقد كانت مفيدة لي في بحثي هذا بلا شك، وهي كالتالي:

من المقالات وأرتبها حسب تاريخ نشرها: * شعر البارودي في منفاه، لأحمد أحمد بدوي، نُشرت في مجلة الرسالة، العدد ٥٩٧، بتاريخ ١١/١٢/١٩٤٤م.

  • شعر الرثاء عند البارودي لد. مصطفى مصطفى البسطويسي عطا، نُشرت في حوليّة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، مصر، بتاريخ ١٩٨٩م.
  • الفتوة في شعر البارودي، لسميح محمود إسماعيل، نُشرت في مجلة دراسات للعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة الأردنية، بتاريخ ٢٠٠٣م.
  • مظاهر التجديد في شعر محمود سامي البارودي، لصالح علي الجميلي، نُشرت في مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية بتاريخ ٢٠٠٧م.

أما الكتب فمما وصلتُ إليه:* محمود سامي البارودي لعمر الدسوقي، وهو يحتل الجزء الرابع من سلسلة نوابغ الفكر العربي الذي صدر عن دار المعارف في مصر.

  • محمود سامي البارودي، لد. علي محمد الحديدي، وهو جزء من سلسلة أعلام العرب الصادرة عن دار الكاتب العربي، القاهرة، عام ١٩٦٧م.
  • فن الزهد في شعر البارودي، لد. مصطفى مصطفى البسطويسي عطا، بتاريخ ١٩٩٨م.
  • نقاد البارودي وقراءتان في شعره لد. إبراهيم صبري محمود راشد، مكتبة الآداب، القاهرة، بتاريخ ٢٠٠٦م.

البارودي

هو "محمود سامي (باشا) ابن حسن حسني بن عبد الله البارودي المصري، أول ناهض بالشعر العربي من كبوته في عصرنا وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل، من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي نسبته إلى (إيتاي البارود) بمصر، ومولده بالقاهرة ١٨٣٨م،"[1] و"تيتّم صغيراً وهو في السابعة من عمره، وتلقى دروسه الأولى في البيت حتى بلغ الثانية عشرة"[2] ثم "التحق بالمدرسة الحربية ورحل إلى الآستانة[3] فأتقن الفارسية والتركية، وله فيهما قصائد،"[4] ثم عاد إلى مصر حين ألحقه الخديوي إسماعيل بحاشيته لما رأى فيه ما لم يره في غيره،[5] ليكون بعد ذلك من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا: الأولى في ثورة كريد سنة ١٨٦٨م، والثانية في الحرب الروسية سنة ١٨٧٧م، وتقلب في المناصب انتهت به إلى رئاسة النظار. واستقال. ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان حيث أقام سبعة عشر عاماً أكثرها في كندي تعلم الإنجليزية في خلالها، وترجم عنها كتباً إلى العربية وكف بصره، وعفي عنه سنة ١٨٩٩م فعاد إلى مصر.[6] وتوفي في ديسمبر عام ١٩٠٤م.[7]

يصفه عمر الدسوقي فيقول : "كان البارودي فارع القامة، حنطي اللون، كث الشاربين، عسلي العينين، كستنائي الشعر، وكان مظهره على الجملة يعطيك صورة فارس من فرسان العرب الأقدمين."[8] ويرى شوقي ضيف أن عنصره الشركسي أورثه حدة في المزاج وطموحاً واسعاً وميلاً إلى حياة الحرب والفروسية. وإلمامه بثقافات عديدة وعنصر آخر كان له أعمق الأثر في تكوينه وهو عنصر البيئة المصرية التي اضطرب في مشاهدها الطبيعية وأحداثها القومية والسياسية.[9]

ثقافته وخلفيته الأدبية

يرى أستاذ البارودي وصديقه الشيخ حسين المرصفي أن البارودي لم يقرأ كتاباً في فن من فنون العربية، غير أنه لما بلغ سن التعقل، وجد من طبعه ميلاً إلى قراءة الشعر وعمله، فكان يستمع إلى بعض من له دراية، وهو يقرأ بعض الدواوين، أو يقرأ بحضرته، حتى تصور في برهة يسيرة هيئات التراكيب العربية، ومواقع المرفوعات منها والمنصوبات والمخفوضات حسبما تقتضيه المعاني، والتعليقات المختلفة، فصار يقرأ، ولا يكاد يلحن. ثم استقل بقراءة دواوين مشاهير الشعراء من العرب، حتى حفظ الكثير منها دون كلفة، واستثبت جميع معانيها، ناقداً شريفها من خسيسها، واقفاً على صوابها وخطئها.[10] ود. علي الحديدي يناقض هذا الرأي ويرى أن البارودي قد اكتسب قواعد اللغة تعليماً لا سليقة، ذلك أنه قرأ من كتب اللغة: الأجرومية وشرحها، ومتن البناء والمقصود في الصرف، والكفراوي وشرحه، وجبلة الصرف وغيرها من كتب الأدب وشعر الأقدمين.[11]

ويولي علي محمد الحديدي أهمية لاطّلاع الشاعر على الثقافتين التركية والفارسية فضلاً عن العربية وتأثير ذلك على شعره فيقول: "البارودي أول الشعراء المثقفين في العصر الحديث، نال حظاً من الدراسة المعهدية والحربية وتعلم اللغتين التركية والفارسية واطّلع على آدابهما، ونظم بهما، وقضى ثمانية أعوام بالآستانة ينهل من معين الثقافة التركية ويتزود بالتجربة يبحث عن دواوين الفحول من الشعراء في مكتبات الآستانة، وينسخ ما يستطيع من مخطوطاتها، ويعود بها إلى مصر ليستكمل تكوينه الفني على النمط الطبيعي السليم." [12]

آراء النقاد في البارودي وشعره

يصف شوقي ضيف مولد البارودي بقوله: "ولد الشاعر الفذ الذي كانت تبحث عنه في الأقاليم العربية منذ المتنبي والشريف الرضي ويُعييها البحث ويُضنيها. ولد محمود سامي البارودي الذي سيبعث الشعر العربي من سباته الطويل ويخلع عنه ثيابه البالية من البديع وغير البديع، ويرد إليه الحياة والنشاط، فيصبح شعراً ممتعاً يغذي القلب والشعور، ويمنح قارئه لذة فنية حقيقية."[13]

البارودي شاعر السيف والقلم،[14] وهو بالاتفاق رائد حركة التطور في الشعر العربي الحديث [15]فد. هيكل يؤكد أن رسالة البارودي "لم تكن تجديد الشعر العربي في حياته المتدفقة الفياضة، بل كانت بعث الشعر العربي من مرقده، وتمزيق الأكفان التي احتوته مئات السنين، وما وُفِّق له البارودي من هذا البعث لايزال حتى اليوم أعظم تجديد في حياة الشعر العربي منذ نهض البارودي به" [16]

ويقرر العقاد أن البارودي لم يكن أسبق الشعراء المحدثين إلى التجديد على العموم، ولكنه فيما نرى كان أسبقهم إلى التجديد الذي يجمع بين إحياء سنة السلف، وبين الاحتفاظ بالطابع الشخصي القوي، حتى في مقام المعارضة والمحاكاة.[17]

نشأ البارودي في عصر كان الشعراء آنئذٍ قد أغرقوا الشعر في تجارب نمطية محفوظة، وجعلوه أداة للتهاني والتعازي المكرورة الباردة، ووسيلة للتأريخ من خلال (حساب الجمَّل)، ومعرضاً للألاعيب الفارغة والتمارين الرياضية والهندسية المعقدة، فانحرفوا به عن طبيعته الروحية السامية، ومسخوا بُعده الوجداني ودوره الإنساني الأصيل.[18]

ومن الطريف قول د. إيمان بقاعي عنه أنه: "بدأ نظم الشعر العربي في الوقت الذي كان فيه أبناء زمانه من المصريين يتحدثون بالعامية لأنهم لا يحسنون الحديث باللغة العربية" [19]في حين كانت الصحف الأدبية تتسابق إلى نشر شعره وقد بلغ به الزعامة والإمارة بين الشعراء في البلاد العربية، وكانت الصحيفة التي يخصها البارودي بمقطوعات من شعره تدل على زميلاتها وتفخر، وتضفي العنوانات الضخمة على القصائد التي تنشرها.[20] وكان أكثر ما يستهويه ويستولي على لبه أشعار الحماسة والبطولة والقوة، وشعر الحكمة فتمثلها وأصبحت جزءاً من نوازع نفسه. [21]

ويرى د. مصطفى مصطفى البسطويسي عطا أن شعره جاء متسماً بالسمات التي اتسم بها الشعر العربي في العصور الأدبية الزاهرة، كما تأثر فيه بكبار الشعراء العرب الذين حفظ ووعى كثيراً من أشعارهم فجاء شعره متسماً بقوة الأسلوب، وروعة التصوير، والدقة في اختيار الألفاظ، وانتقاء العبارات، والبعد عن التعقيد والألفاظ الغامضة، كما استطاع أن يباعد بين شعره وبين المحسنات البديعية المتكلفة، ولذا استحق أن يوصف بزعامته للشعر العربي في العصر الحديث.[22]

ويفتتح د. محمد حسين هيكل تقديمه لديوان الشاعر بقوله: "شعر البارودي حياته، فكل قصيدة في ديوانه صورة لحالة نفسية من حالات هذه الشاعر الملهم، والديوان في مجموعه صورة للعصر الذي عاش فيها، وللبيئة التي أحاطت به، وللنهضة المتوثبة في الحياة حوله، وللثورة التي تمخضت عنها تلك النهضة، وللنكسة التي أصابت النهضة والثورة كلتيهما، والتي نقلت الشاعر من وطنه إل منفاه ليقيم به سبعة عشر عاماً وبعض عام، يستأثر الشعر بها جميعاً" [23]

والبارودي حسب ما يراه شوقي ضيف هو أول المجددين في الشعر العربي الحديث، وهو تجديد كان يقوم عنده على أصلين: بعث الأسلوب القديم في الشعر بحيث تعود إليه جزالته ورصانته، وتصوير الشاعر لنفسه وقومه وبيئته وعصره تصويراً مخلصاً صادقاً. [24]وفي معرض تقييمه لمختارات البارودي من أشعار العرب يقول الباحث محمد رفعت أحمد زنجير: "إن مختارات البارودي قد جاءت لتسد ثغرة في حياتنا الأدبية في القرن العشرين، وقد أصبحت رافداً أدبياً للدارسين والباحثين والقراء في عصرنا، وهي تدل على سعة ثقافة البارودي، ونفاذه إلى أعماق التراث العربي، في وقت كانت الأمية فيه سائدة، فهو بحق باعث نهضة الشعر في العصر الحديث."[25]

والشعر لم يكن حرفة يمارسها البارودي في وقت، وينفض يده منها في وقت آخر، ولم يكن قناعاً يظهر به للناس، ثم يخلعه حين يخلو إلى نفسه، وإنما كان الشعر بالنسبة للبارودي لغة حياته في السر والعلن، وفي الاجتماع والانفراد.[26]

وقد استطاع البارودي بموهبته المتألقة، وبعبقريته المتوهجة أن يفصل بين عهدين في الشعر العربي الحديث، وأن يخطّ للشعراء من بعده طريق التطور الذي يجعل من الشعر رسالة تعبر عن الحياة، ولا تنفصل عن ذات الشاعر، في إطار الأصالة والحفاظ على القيم النبيلة وظواهر الجمال التي تستمدها اللغة العربية من معين لا ينضب، ومنهل عذب لكل من امتاح منه، وكان يملك موهبة أصيلة في الإبداع.[27]

الحكمة في شعر البارودي

تتفرع الحكمة في شعر البارودي لمحاور عديدة، وكلها تنطلق من نظرة الشاعر للحياة بحسب ما مر في حياته من تجارب ومواقف، وقد صنفتُ أشعاره بحسب موضوعها في المحاور التالية:

المحور الأول: اهتمام البارودي بالحكمة وقناعته الشخصية بأهميتها في الحياة

فنراه واثقاً بنفسه وفكره وحكمته، ولا يصيبه ندم على ما مضى من حياته وهو لا يفهم إنكار قومه لهذا الأمر، مع أن حكمه وأمثاله تسري في حياتهم، فيقول:

راجعت فهرس آثاري فما لمحت   بصيرتي فيه ما يُزري بأعمالي
فكيف ينكر قومي فضل بادرتي   وقد سرت حكمي فيهم وأمثالي[28]

وهو يرى نفسه أهلاً لإعطاء النصيحة بسبب فكره الثاقب ففي قصيدة بعد إسداء النصح لأهله بالمطالبة بحقوقهم وعدم التهاون في ذلك والتدبير وعدم العجز يقول لهم:

هذي نصيحة من لا يبتغي بدلاً بكم وهل بعد قوم المرء من بدلِ

أسهرت جفني لكم في نظم قافية ما إن لها في قديم الشعر من مثلِ

لنصل إلى قوله:

حوليةٌ صاغها فكر أقرَّ له بالمعجزات قبيلُ الإنس والخبلِ [29]

فهو يؤكد أنه لن يجد لنفسه بديلاً عن قومه، ثم يبين لهم تعبه وجهده في نظم قصائده التي ينفق فيها حولاً من عمره ليقدم لهم زبدة فكره الذي يدين له الإنس والجن.

وهو يرشد الشعراء للاهتمام بالحكمة في أشعارهم، ولعل ذلك لما يؤمن به من أهمية الشعر ومنزلته في النفوس وأثره البالغ فيها، ويذم مَن جعل الشعر وسيلة للمدح والهجاء، ونراه يختم أبياته التالية بنصيحة للشاعر بأن ينشد شعره قبل تقديمه للناس ليتأكد أن قوله صائب ويشبه الكلمة كالسهم يُنسب لراميه، فيقول:

الشعر زين المرء مالم يكن وسيلة للمدح والذّامِ

قد طالما عز به معشر وربما أزرى بأقوامِ

فاجعله فيما شئت من حكمة أو عظة أو حسب نامي

واهتف به من قبل إطلاقه فالسهم منسوب إلى الرامي [30]

ويقول: إن من الحكمة البليغة للروح غذاء كالطب للأجسادِ [31]

وهو هنا يشبه الحكمة كالغذاء للروح وكالطب للأجساد.

المحور الثاني: الحكمة في النظرة للحياة والموت وللدهر وتقلباته

لعل أشعار البارودي فيما يتعلق بتصاريف القدر من أبرز ما احتوى ديوانه، وقد يكون السبب في ذلك ما كانت عليه حياته من تنقلات وتغيرات بشكل دائم، ولو نظرنا إلى حياته فهي تمور وتتقلب من سفر وترحال ومشاركات في المعارك وتقلب في الوظائف الحكومية من قائمقام إلى رئيس الوزراء إلى الاشتراك بالثورات إلى أن استقر المقام به في منفاه البعيد لسبعة عشر عاماً، وهي الفترة الزمنية التي هدأت فيها الأحداث حوله، وامتد به العمر وهو بعيد عن وطنه وقومه، ولكن قلبه كان دائم الاشتعال والانشغال بأهله ووطنه، ولابد أن هذا كله كان عاملاً مساعداً فيما أتحفنا به من هذه الأشعار، وأهم مبدأ يعيش به الإنسان هو الاعتماد على الله والرضا بقضائه، وفي ذلك يقول:

إذا المرء لم يركن إلى الله في الذي يحاذره من دهره فهو خاسرُ

وإن هو لم يصبر على ما أصابه فليس له في معرض الحق ناصرُ [32]

ويقول عن مَنْ يقضي عمره يسبُّ الدهر ولا ينظر إلى أفعال نفسه وهمود همته:

أرى كل حي يظلم الدهر جهده ولست أرى للدهر في عمل ذنبا

إذا ساء صنع المرء ساءت حياته فما لصروف الدهر يوسعها سبّا؟[33]

وهو يشبه الليالي بالعقارب والدهر بالذئب ويحذر من التهاون في نظرتنا لهما، ويذّكر في الوقت نفسه بأن المعطي والمانع هو الله عز وجل، فيقول:

ألا إنما هذي الليالي عقاربٌ تدب، وهذا الدهر ذئب مخادع

فلا تحسبن الدهر لعبة هازل فما هو إلا صرفه والفجائع

فلا تقعدن للدهر تنظر غبه على حسرة فالله معطٍ ومانع [34]

أما الموت فله معه وقفات خاصة، ومن ذلك قوله:

لعمرك ماحي وإن طال سيره يعد طليقاً والمنون له أسر

وما هذه الأيام إلا منازليحل بها سفر ويتركها سفر

فلا تحسبن المرء فيها بخالدولكنه يسعى وغايته العمر [35]

ويقول:

إنما المرء صورة سوف تبلى وانتهاء العمران بدء الخراب [36]

ويقول:

وكيف يعيش المرء في الدهر آمناً وللموت فينا وثبة الليث والنمر

وما أحسب الأيام تصفو لعاقل ولكن صفاء العيش للجاهل الغُمْرِ

سعيتُ فأدركت المنى في طلابها وكل امرئ في الدهر يسعى إلى أمرِ [37]

ويخاطب المغرور المشغول بدنياه بقوله:

يا أيها السادر المُزْوَرُّ من صَلَفٍ مهلاً فإنك بالأيام منخدع

دع ما يريب وخذ فيما خُلقت له لعل قلبك بالإيمان ينتفع

إن الحياة لثوب سوف نخلعه وكل ثوب إذا ما رثَّ ينخلع [38]

ويوافق هذا قوله في موضع آخر:

فإياك والدنيا فإن نعيمها يزول وملبوس الجديدين يخلُقُ

وما الدهر إلا مستعد لوثبة فحذرك منه فهو غضبان مطرقُ [39]

ويشبه الشاعر الدهر في تقلباته بالدولاب فيقول :

فالدهر كالدولاب يخفض عالياً من غير ما قصد ويرفع سافلا [40]

أو هو رامٍ للنبال فيقول:

فما الدهر إلا نابل ذو مكيدة إذا نزعت كفّاه في القوس لم يُشْوِ

فخذ ما صفا من وده قبل فوته فليس بباقٍ في الوداد على الصفوِ

إلا إنما الأيام دولاب خدعة تدور على أن ليس من ظمإٍ تروي

فبينا تُرى تعلو على النجم رفعة بمن كان يهواها إذ انقلبت تهوي [41]

ويقول مشبهاً مرة أخرى الدهر برامي النبال:

فما العيش إلا ساعة سوف تنقضي وذا الدهر فينا مولع برماء

ولا تحسبن المرء يبقى مخلداً فما النقص إلا بعد كل نماء [42]

وفي المعنى نفسه يقول:

ليت الشباب لنا يعود بطيبه ومن السفاه طلاب عمر قد مضى

والشيب أكمل صاحب لو أنه يبقى، ولكن لا سبيل إلى البقا

والدهر مدرجة الخطوب فمن يعش يهرم ومن يهرم يعث فيه البلى

فاذهب بنفسك عن متابعة الصبا وارجع لحلمك، فالأمور إلى انتها [43]

وهو يتحسر على ما فوّته من شبابه، فيقول:

سعيت فأدركت المنى غير أنني أضعت شبابي في سبيل طلابي

فما تنفع الدنيا وإن نلت كل ما تمنيت منها بعد فقد شبابي [44]

ومن الحمق الظن بالخلود في هذه الدنيا فيقول في ذلك: يرجو الفتى في الدهر طول حياته ونعيمه، والمرء غير مخلد[45]

ويقول:

يود الفتى مالا يكون طماعة ولم يدر أن الدهر بالناس قلبُ

ولو علم الإنسان ما فيه نفعه لأبصر ما يأتي وما يتجنبُ

ولكنها الأقدار تجري بحكمها علينا، وأمر الغيب سر محجبُ

نظن بأنا قادرون، وإننا نقاد كما قيد الخبيب ونصحبُ [46]

ويجمل نظرته بكلمة شاملة بقوله:

إنما الدنيا خيال باطل سوف يفوت

ليس للإنسان فيها غير تقوى الله قوت [47]

ومن حكمته في نظرته للدهر وللأخوة قوله:

كذاك الدهر ملّاق خلوب يغرّ أخا الطماعة بالكذاب

فلا تركن إليه، فكل شيء تراه به يئول إلى ذهاب

وعش فرداً، فما في الناس خل يسرك في بعاد واقتراب

حلبتُ الدهر أشطره ملياً وذقت العيش من أري وصاب

فما أبصرت في الإخوان ندباًيجل عن الملامة والعتاب

ولكنا نعايش من لقيناعلى حكم المروءة والتغابي[48]

وقد يظهر لنا الشاعر في موضع آخر كأنه غير مبالٍ ويدعو إلى الانغماس بملذات الدنيا وليأخذ منها ما تشتهيه نفسه وما تسمح له دنياه به، إلا أنه مع ذلك يختم أبياته بعدم القنوط من رحمة الله وغفرانه، فيقول:

فخذ لنفسك من دنياك ما سمحت به إليك وكن منها على حذرِ

وسالم الدهر تسلم من غوائله فصاحب الشر لا ينجو من الكدرِ

لا يبلغ المرء ما يهواه من أرب إلا بترك الذي يخشاه من ضررِ

فانعم وطب واله واطرب واسع واعل وسدواشرب وغنّ وته والعب وهم وطِرِ

لا يقنط المرء من غفران خالقه مالم يكن كافراً بالبعث والقدرِ [49]

المحور الثالث: حكمته فيما يتعلق بنظرته للحب

اشتهرت أشعار البارودي الغزلية وكانت في كثير من الأحيان تعيد إلى أذهان قارئيها الغزل في العصور الأدبية الزاهرة السابقة، وفيما يفيدنا في بحثنا هذا هو الحكمة التي تحصّلت للشاعر بعد تجاربه الكثيرة التي سجلها في أشعاره، والأبيات التالية تبين لنا الحكمة التي أراد لنا الشاعر أن نستفيد منها في نظرتنا للحب، وهي حافلة بتشبيهات رائعة ترسم صورة دقيقة تدل على صدق الشعور والتجربة الشخصية، يقول فيها:

وما الحب إلا حاكم غير عادل إذا رام أمراً لم يجد من يصدُّهُ

له من لفيف الغيد جيش ملاحة تغير على مثوى الضمائر جندهُ

ذوابله قاماته، وسيوفهلحاظ العذارى، والقلائد سردهُ

إذا ماج بالهيف الحسان، تأرجت مسالكه، واشتق في الجو ندهُ

فأي فؤاد لا تذوب حصاته غراماً، وطرف ليس يقذيه سهدهُ

بلوتُ الهوى حتى اعترفتُ بكل ماجهلتُ، فلا يغررك فالصاب شهدهُ

ظلوم له في كل حي جريرة يضج لها غور الفضاء ونجدهُ

إذا احتل قلباً مطمئناً تحركت وساوسه في الصدر، واختل وكدهُ

فإن كنت ذا لب فلا تقربنّه فغير بعيد أن يصيبك حدهُ

وقد كنتُ أولى بالنصيحة لو صغا فوادي، ولكن خالف الحزمَ قصدهُ

إذا لم يكن للمرء عقل يقوده فيوشك أن يلقى حساماً يقدهُ [50]

ويكمل حكمته بقوله في موضع آخر:

إذا لم يكن بين المحبين وصلة تؤكد عهداً، فالصدود قريب

وإن وداد القلب مالم يكن له دليل على إخلاصه لمريب[51]

وهو يحذر من النظرة لما يتبعها من ألم، فيقول:

ويسلب أنفسَ الأبطال سيفي وتسلبُ مهجتي حدَقُ الحسانِ [52]

ولنختم هذا المحور بتلخيص لمعنى الحب عند البارودي وتشبيهه الطريف بالكهرباء،مع أنه قال إنه لا يجري عليه مثال، وذلك في قوله:

الحب معنى لا يحيط بسره وصف ولا يجري عليه مثالُ

كالكهرباءة دركها متعذر ونسيمها متحدر سيّالُ

وكذلك الأرواح يظهر فعلها ويغيب عنا سرها الفعالُ

حكم تملّكها الغموض فلم يحطْ برموزها في العالمين مقالُ [53]

المحور الرابع: أبيات فيها من الحكمة ما يدعو إلى التحلي بمحاسن الأخلاق والتنفير من مساوئها

فهو يقول في الحث على الإنفاق والتشنيع على البخل والجبن وأنهما منقصة في حق الإنسان:

جُدْ بالنوال فرزق الله متصل ولا تكن عن صنيع الخير باللاهي

فالبخل والجبن في الإنسان منقصة لم يجنها غير سوء الظن باللهِ [54]

وينفي أن يكون البخل صفة للسيد، ويقرر أن العظمة لا تكون بما تملك من مال بل بما تنفق منه وتبذله: لعمرك ما يُدعى الفتى بين قومه بذي كرمٍ حتى يكون كريما

ولن يلبث المرء الضنين بماله إذا خاف غرماً أن يُعد لئيما

فليس الفتى من حاز مالاً وإنما فتى القوم من أغنت يداه عديما

فَمِزْ بين ما تختار في الفعل والتمسْ لنفسك حظاً كي تكون عظيما [55]

وهذا يوافق قوله في مكان آخر حيث يقول:

إذا المرء لم ينفق من المال وُسع ما دعته المعالي فالثراء هو الفقر[56]

وفي عدم قبوله للذل ولما ينقص من منزلته ويغض منها، يقول:

عيش الفتى في فناء الذل منقصة والموت في العز فخر السادة النَّبَلِ [57]

ويقول:

ألا إن أخلاق الرجال وإن نمت فأربعة منها تفوق على الكلِ

وقار بلا كبر وصفح بلا أذى وجود بلا منٍّ وحلم بلا ذلِّ [58]

ويحث على التحلي بالحلم والصبر وعدم الرضا بالذل والبعد عن الجبن، ويبين عاقبة من اتصف بها فيقول:

إن لم يكن للفتى فضل ومحمية فإن وجدانه في أهله عدمُ

فالحلم ما لم يكن عن قدرة خورٌوالصبر في غير مرضاة العلا ندمُ

فارغب بنفسك عن حال تضام بها فليس بعد اطّراح الذل ما يصمُ

ولا تخف ورد موت أنت وارده من أخطأته الرزايا غاله الهرمُ

إن العلا أثر تحيا بذكرته أسماء قوم طوى أحسابها القدمُ [59]

وللشاعر نظرته المتشائمة للعلاقات البشرية والصداقة والوفاء، ففي كثير من أشعاره نرى أنه يشكو من قلة أو انعدام الوفاء في علاقاته، فهو ينفي وجود الوفاء حقيقة ويراه محض رياء، فيقول:

كيد الغبي مساءة لضميره ولمن يحاول كيده إرضاء

والناس أشباه، ولكن فرقت ما بينهم في الرتبة الآراء

والنفس إن صلحت زكت وإذا خلت من فطنة، لعبت بها الأهواء

لو لم يكن بين الرجال تفاوت ما كان فيهم سادة ورعاء

ولقد بلوت الناس في أطوارهم ومَلِلت حتى ملني الإبلاء

فإذا المودة خلة مكذوبة بين البرية، والوفاء رياء

كيف الوثوق بذمة من صاحبٍ وبكل قلب نقطة سوداء

لو كان في الدنيا وداد صادق ما حال بين الخلتين جفاء

فانفض يديك من الزمان وأهله فالسعي في طلب الصديق هباء [60]

ويقول:

لقد ذل من يبغي من الناس ناصراً وقد خاب من يجني من الأرقم الشهدا

فلا تحسبن الناس أبناء شيمة فما كل ممدود الخطا بطلا جعدا [61]

وهو يحذر من الاطمئنان للناس والتسليم لهم ويلح كثيراً على عدم الثقة بهم، ويخص منهم الوشاة والحاقدين، فيقول:

لا تَخَلْ نمّة الوشاة صلاحاً فهي داء تَدْوَى به الحوباء

ومن الناس من تراه سليماً وبه للحقود داء عياء

فاحذر الناس ما استطعت فإن النـ ـاس إلا أقلهم أعداء [62]

فلذلك يقول :

ليس يرعى حق الوداد، ولا يذ كر عهداً إلا كريم النصاب [63]

وهو يتحسر على قلة هؤلاء في هذه الحياة فيقول:

وأشد ما يلقى الفتى في دهره فقد الكرام، وصحبة اللؤماء

شقي ابن آدم في الزمان بعقله إن الفضيلة آفة العقلاء [64]

وللبارودي في الحث على علو الهمة وطلب المجد، أشعار كثيرة ومنها قوله:

ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب [65]

من صاحب العجز لم يظفر بما طلبا فاركب من العزم طرفاً يسبق الشهبا

لا يدرك المجد إلا من إذا هتفت به الحمية هز الرمح وانتصبا

ثم يقرر أن الشجاع مقدام لا يخاف، ومن جاد بنفسه وألقى بها في المخاطر لن يضن ببذل ما تملكه كفاه من مال ونشب:

فاحمل بنفسك تبلغ ما أردت بها فالليث لا يرهب الأخطار إن وثبا

وجُدْ بما ملكت كفّاك من نَشَبٍ فالجود كالبأس يحمي العرض والنسبا

لا يقعد البطل الصنديد عن كرم من جاد بالنفس لم يبخل بما كسبا [66]

ولمن يريد الوصول إلى هدفه عليه برأي البارودي في قوله:

وما كل ساعٍ بالغ سؤل نفسه ولا كل طلاب يصاحبه الرشد

إذا القلب لم ينصرك في كل موطن فما السيف إلا آلة حملها إدّ

إذا كان عقبى كل شيء وإن زكا فناء، فمكروه الفناء هو الخلد

وتخليد ذكر المرء بعد وفاته حياة له، لا موت يلحقها بعد

ففيم يخاف المرء سورة يومه وفي غده ما ليس من وقعه بد [67]

ويقول:

ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب [68]

أما الصفح والمسامحة والرفق من غير ضعف ولا خور، فيقول فيها:

وليس يسود المرء إلا بحلمه على قومه والصفح عن كل مذنب [69]

ويقول:

كرم الطبع شيمة الأمجاد وجفاء الأخلاق شأن الجمادِ [70]

ولكنه مع ذلك يتعجب من ود بعد غدر فيقول:

وكيف يصح بعد الغدر ود وتسلم نية بعد ارتياب [71]

ويرى الرفق هو السبيل الأقوم للحصول على مراده، فيقول:

ترفق فإن الرفق زين، وقلما ينال الفتى بالعنف ما كان طالبا

إذا لم يكن للمرء عقل يرده إلى الحلم لم يبرح مدى الدهر عاتبا

وإن هو لم يصفح عن الخل إن هفا أقام وحيداً، أو قضى العمر غاضبا [72]

وهذا يكمل نظرته لعدم وجود أخ وفي لكن يعاشر الناس بالمروءة فيقول:

ومن لم يدار الناس عاداه صحبه وأنكره من قومه من يسوده [73]

والحكمة في اتباع الرأي السديد، وعدم موافقة الهوى

وحسب الفتى من رأيه خير صاحب يوازره في كل خطب يئودهُ

إذا لم يكن للمرء من بدهاته نصير، فأخلقْ أن تخيب جدودهُ [74]

ويقول: إذا المرء لم يَفْرِ الأمور بعلمه تحير ما بين اختلاف المذاهب [75]

ومن العقل: حسن التدبير فيقول:

قد يدرك المرء بالتدبير ما عجزت عنه الكماة ولم يحمل على بطل

هيهات ما النصر في حد الأسنة بل بقوة الرأي تمضي شوكة الأسلِ [76]

ومن العقل والرشد: حفظ السر فيقول:

بلوت سرائر الاخوان حتى رأيت عدو نفسي من حبيبي

فلا تأمن على سر صحاباً فإنهم جواسيس العيوب

ويقول:

ألم تعلم وخير القول أبقى بأن الصمت منجاة الأريب

فلا تأمن على سر حبيباً فقد يأتي العدو من الحبيب[77]

ومن العقل: مخالفة الهوى، فيقول:

ومن أطاع هواه غير مكترث بما يكون فعقبى أمره ندم [78]

الخاتمة

تناول بحثي هذا محاور الحكمة في شعر محمود سامي البارودي، وقد افتتحتُ البحث بتقديم وجيز للشاعر ونشأته وحياته وثقافته، ثم عّرجتُ على آراء النقاد بشعره وإجماعهم على أنه مجدد الشعر العربي في العصر الحديث، ثم صنفت الأبيات المختارة من ديوانه بحسب موضوعاتها المتعلقة بالحكمة وكانت بناء على ذلك أربعة محاور كما وردت على التوالي: ثقة الشاعر بحكمة نفسه وافتخاره بذلك، ثم حثه الشعراء على الاهتمام بالحكمة في أشعارهم لما يعتقده من أثر كبير للشعر في قلوب الناس وعقولهم، أما المحور الثاني فهو محور طويل نسبياً مقارنة بما سبقه، وهو يدور حول حكمة الشاعر في نظرته للحياة والموت وللدهر والقضاء وتقلباته، والمحور الثالث يتعلق بنظرة الشاعر للحب وهذا يظهر فيه صدق التجربة عنده وتشبيهات متلاحقة، ، ثم اختتمت المحاور بمحور أيضاً لم يكن قصيراً وشمل الحكمة التي يدعو فيها الشاعر إلى التحلي بالأخلاق الحسنة والابتعاد عن السيئة، ومن ذلك الكرم والبذل والحلم والصبر والعزة والأنفة وعدم قبول الذل واجتناب الجبن. ولعل أهم المحاور التي وردت في بحثي هذا: المحور الثاني والرابع، فقد حفل الديوان بهذه الأبيات التي تتناول هذين المحورين واستخدم الشاعر كثيراً من التشبيهات وكرر بعض القيم وركز عليها لما لها من أهمية قصوى عنده، وهكذا فأستطيع في خاتمة بحثي هذا أن أقول: إن جانب الحكمة في شعر البارودي قد احتل مكانة كبيرة وواسعة في ديوانه وهو ما تجاهله أو غفل عنه كثير من الباحثين.

والحمد لله أولاً وآخراً والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.

 

حوالہ جات

  1. References - خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، الأعلام، (بيروت: دار العلم للملايين، ٢٠٠٢م) ط، ١٥، ج٧، ص١٧١. Khir al Din bin Maḥmood, Al A‘alām, (Beirut: Dār Al ‘elm le al Malayeyn, 2002), 7:171
  2. - عمر الدسوقي، محمود سامي البارودي، الجزء الرابع من سلسلة نوابغ الفكر العربي، (مصر: دار المعارف، ١٩٥٣م) د. ط، ص ٢٢. Maḥmood Samy al Baroudy, Al Juzʼ al Rab‘ Min silsilat nawabigh al Beirut: Dār al Fikar al ‘araby, (Egypt: Dār al Ma‘arif, 1953), 22
  3. - الآستانة: تُعرف حالياً بإسطنبول، وهي أكبر مدينة في تركيا. Al āstanah: Known as Istanbul Nowadays and It’s biggest city of Turkey
  4. - الزركلي، الأعلام، ٧/١٧١. Al Zarkali, Al A‘alām, 7:171
  5. - عمر الدسوقي، محمود سامي البارودي، ص ٢٣. ‘umar al Dasooqy, Maḥmood Samy al Baroudy, 23
  6. - الزركلي، الأعلام، ٧/١٧١. Al Zarkaly, Al A‘alām, 7:171
  7. - عمر الدسوقي، محمود سامي البارودي، ص ٢٥. ‘umar al Dasooqy, Maḥmood Samy al Baroudy, 25
  8. - المصدر نفسه، ص ٢٦. Ibid., 26
  9. - شوقي ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، (مصر: دار المعارف، ٢٠٠٦م) ط،٦، ص ٨٦. Showqy ḍayf, Al ʼadab al ‘araby al mu‘aṣir fi miṣar, (Egypt: Dār al Mu‘arif, 6th Edition, 2009), 86
  10. - انظر: عمر الدسوقي، محمود سامي البارودي، ص ٣٠، نقلاً عن: حسين المرصفي، الوسيلة الأدبية للعلوم العربية، ص ٤٧٤. ‘umar al Dasooqy, Maḥmood Samy al Baroudy, 30
  11. - علي الحديدي، محمود سامي البارودي شاعر النهضة، (مكتبة الأنجلوالمصرية، ١٩٩٠م)، د. ط، ص ١١. ‘Ali al Ḥadydy, Maḥmood Samy al Baroudy, (Egypt: Maktabad al ʼanjluw al Miṣriyyah, 199), 11
  12. - المصدر نفسه، ص ١٠. Ibid., 10
  13. - شوقي ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، ص ٨٣. Showqy ḍayf, Al ʼadab al ‘araby al mu‘aṣir fi miṣar,83
  14. - فؤاد حمدو الدقس، محمود سامي البارودي، الجزء الثالث من شخصيات أدبية في سلسلة تاريخ أدباء العربية، مراجعة: أحمد عبد الله فرهود، (حلب: دار القلم العربي، ١٩٩٧م) ط، ١، ص ٣. Foʼad Ḥamdow al daqs, Maḥmood Samy al Baroudy, Al Juz al Thalith min Shakhṣiyyat ʼadabiyyah fi silsilat tarykh ʼadbaʼ al ‘arabiyyah, (Aleppo: Dār al Qalam Al ‘araby, 1st Edition, 1997), 3
  15. - علي محمد الحديدي، محمود سامي البارودي، الجزء الخامس والستون من سلسلة أعلام العرب، (القاهرة: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، ١٩٦٧م) د.ط، ص١١. ‘Ali Muḥammad al Ḥadydy, Maḥmood Samy al Baroudy, Al Juzʼ al Khamis wa al sitton min silsilat A‘alām al ‘arab, (Cairo: Dār al Katib al ʼaraby le al ṭiba‘ah wa al nashar, 1967), 11
  16. - محمود سامي البارودي، ديوان البارودي، (بيروت: دار العودة، ١٩٩٢م)، د.ط، المقدمة، ص ٢٢. Maḥmood Samy al Baroudy, Dywan al Baroudy, (Beirut: Dār al ‘awdat, 1992), 22
  17. - إبراهيم صبري محمود راشد، نقاد البارودي وقراءتان في شعره، (القاهرة: مكتبة الآداب، ٢٠٠٦م) ط، ١، ص١٣. Ibrahym Ṣabry Maḥmood Rashid, Nuqqad al Baroudy wa Qirʼatan fi sh‘erihy, (Cairo: Maktabah al ādab, 1st Edition, 2006), 13
  18. - مختارات من شعر محمود سامي البارودي ونماذج من معارضاته ونثره، اختارها وشرحها: د. حسن طالب، وتقديم: أحمد عبد المعطي حجازي، من منشورات المجلس الأعلى للثقافة في مصر بمناسبة مؤتمر البارودي بعد مائة عام، ٢٠٠٤م، ط،١، ص ٦. Dr. Ḥasan Ṭalib, Mukhtarat min sh‘ery Maḥmood Samy al Baroudy,( 1st Edition, 2004), 6
  19. - محمود سامي البارودي والشعر (٢)، د. إيمان بقاعي، مقالة من جزئين في باب: دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية، في شبكة الألوكة على الانترنت، بتاريخ: ١٠/ ٦/ ٢٠١٤م. Dr. ‘eyman Baqa‘y, Maḥmood Samy al Baroudy wa al sh‘er,
  20. - علي الحديدي، محمود سامي البارودي، ص٧. ‘Ali al Ḥadydy, Maḥmood Samy al Baroudy, 7
  21. - مصطفى مصطفى البسطويسي عطا، فن الزهد في شعر البارودي، (مصر: دار الجيار، ١٤١٨هـ/١٩٩٨م) د.ط، ص١٦. Muṣtafa al Busṭowaisy ‘aṭa, Fan al Zahid fi sh‘er al Baroudy, (Egypt: Dār al Jiyad, 1998), 16
  22. - المصدر نفسه، ص١٦. Ibid., 16
  23. - ديوان البارودي، ص ٨. Dywan al Baroudy, 8
  24. - شوقي ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، ص٩١. Showqy ḍayf, Al ʼadab al ‘araby al mu‘aṣir fi miṣar, 91
  25. - التشبيه في مختارات البارودي، رسالة معدة لنيل درجة الدكتوراه في البلاغة والنقد من قبل الباحث: محمد رفعت أحمد زنجير، إشراف: د. عبد اللطيف خليف، من كلية اللغة العربية في جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، عام ١٤١٥هـ/ ١٩٩٥م، ص ٤٨٤. Muḥammad Rif‘at Aḥmad, Al Tashbyh fi Mukhtarat al Baroudy, (KSA: 1995), 484
  26. - مختارات من شعر محمود سامي البارودي ونماذج من معارضاته ونثره، ص٣. Mukhtarat min sh‘ery Maḥmood Samy al Baroudy wa Namadhij min mu‘ariḍatih wa nathrih, 3
  27. - مصادر دراسة محمود سامي البارودي، إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف: د. محمد مصطفى هدارة، صدر هذا الكتاب بمناسبة توزيع جوائز مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في دورتها الثالثة: دورة محمود سامي البارودي في أكتوبر ١٩٩٢م، ص٥. Group Of Research Scholars, Maṣadir Dirasah Maḥmood Samy al Baroudy, 5
  28. - ديوان البارودي، ص ٢١٨. Dywan al Baroudy, 218
  29. - المصدر نفسه، ص ٢١١. Ibid., 211
  30. - المصدر نفسه، ص ٢٦١. Ibid., 261
  31. - المصدر نفسه، ص ١٥٦. Ibid., 156
  32. - المصدر نفسه، ص ١٣٠. Ibid., 130
  33. - المصدر نفسه، ص ٦٣. Ibid., 63
  34. - المصدر نفسه، ص ١٧٣. Ibid., 173
  35. - المصدر نفسه، ص ١٢٢. Ibid., 122
  36. - المصدر نفسه، ص ٤٣. Ibid., 43
  37. - المصدر نفسه، ص ١٤١. Ibid., 141
  38. - المصدر نفسه، ص ١٨٢. Ibid., 182
  39. - المصدر نفسه، ص ٢٠٣. Ibid., 203
  40. - المصدر نفسه، ص ٢٢٦. Ibid., 226
  41. - المصدر نفسه، ص ٢٩٧. Ibid., 297
  42. - المصدر نفسه، ص ٢١. Ibid., 21
  43. - المصدر نفسه، ص ٢٦ و٢٧. Ibid., 26-27
  44. - المصدر نفسه، ص ٥٩. Ibid., 59
  45. - المصدر نفسه، ص ١٢٦. Ibid., 126
  46. - المصدر نفسه، ص ٣٦. Ibid., 36
  47. - المصدر نفسه، ص ٨٠. Ibid., 80
  48. - المصدر نفسه، ص ٣٩. Ibid., 39
  49. - المصدر نفسه، ص ١٣٣. Ibid., 133
  50. - المصدر نفسه، ص ١١٢. Ibid., 112
  51. - المصدر نفسه، ص ٦٠. Ibid., 60
  52. - المصدر نفسه، ص ٢٨٠. Ibid., 280
  53. - المصدر نفسه، ص ٢٢٨. Ibid., 228
  54. - المصدر نفسه، ص ٢٩٣. Ibid., 293
  55. - المصدر نفسه، ص ٢٤٩. Ibid., 249
  56. - المصدر نفسه، ص ١٤٨. Ibid., 148
  57. - المصدر نفسه، ص ٢١١. Ibid., 211
  58. - المصدر نفسه، ص ٢٢٧. Ibid., 227
  59. - المصدر نفسه، ص ٢٦٢. Ibid., 262
  60. - المصدر نفسه، ص ١٣. Ibid., 13
  61. - المصدر نفسه، ص ١٨٩. Ibid., 189
  62. - المصدر نفسه، ص ٢٢. Ibid., 22
  63. - المصدر نفسه، ص ٤١. Ibid., 41
  64. - المصدر نفسه، ص ١٧. Ibid., 17
  65. - المصدر نفسه، ص ٣١. Ibid., 31
  66. - المصدر نفسه، ص ٥٤. Ibid., 54
  67. - المصدر نفسه، ص ١٤٠. Ibid., 140
  68. - المصدر نفسه، ص ٣١. Ibid., 31
  69. - المصدر نفسه، ص ٦٤. Ibid., 64
  70. - المصدر نفسه، ص ١٥٣. Ibid., 153
  71. - المصدر نفسه، ص ٦٥. Ibid., 65
  72. - المصدر نفسه، ص ٦١. Ibid., 61
  73. - المصدر نفسه، ص ١٥٠. Ibid., 150
  74. - المصدر نفسه، ص ١٥١. Ibid., 151
  75. - المصدر نفسه، ص ٥٢. Ibid., 52
  76. - المصدر نفسه، ص ٢١١. Ibid., 211
  77. - المصدر نفسه، ص ٦٢. Ibid., 62
  78. - المصدر نفسه، ص ٢٥١. Ibid., 251
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...