Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Journal of Islamic and Religious Studies > Volume 3 Issue 1 of Journal of Islamic and Religious Studies

قراءات الإمام عبد الله بن عباس رضي الله عنه و أثرها في تفسير كتاب الله |
Journal of Islamic and Religious Studies
Journal of Islamic and Religious Studies

توطئة:

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوه، ومن سار على دربهم إلى يوم الدين. وبعد!

فإن الصحابة جميعاً وأهل بيت رسول الله وأقاربه ومن لازمه في حضره وسفره ومن تتلمذ على يديه ونشأ في كنفه خصوصاً، لهم فضل كبير على هذه الأمة، في حفظ دينها لها ونقل شريعتها إليها. وهذا الشرف لا يفوز به إلا القليلون، وهؤلاء الذين فازوا بهذا الشرف منهم: الصحابي الجليل الإمام عبد الله بن عباس فكان ممن يحمل صفة الصحبة والقرابة والملازمة لرسول الله ﷺ بالإضافة إلى تربيته على يدي رسول الله، ودعائه له بالتفقه في الدين ومعرفة التفسير والتأويل. وهو مع كل هذه الصفات قد عُرف بإمامته في ميدان التفسير، وثبتت عنه نقل قراءات قرأنية عدة عن النبي ﷺ كان لها الأثر العميق في تفسير القرآن الكريم.

أهمية الموضوع:

تظهر أهميته بالنظر إلى مكانة الإمام ابن عباس من بين الصحابة فيما يخص بالقرآن الكريم قراءة وتفسيراً، و إذا ذكر المفسرون من الصحابة فعلى رأسهم الإمام ابن عباس، و هكذا عرف بالقراءات، و لكن بقي أن يُعرف عدد هذه القراءات وما فيها الصحيح والضعيف، وهل لها أثر في تفسير القرآن الكريم أم لا؟ ليتبين أن الإمام ابن عباس فسر القرآن على قراءته، ومن هنا صار القيام بهذه الأمور من الأهمية بمكان.

أهداف الدراسة:

أولاً: الترجمة الشاملة في صورة مختصرة للإمام ابن عباس

ثانياً: بيان مكانة ابن عباس في التفسير والقراءات

ثالثاً: بيان الطرق الصحيحة والضعيفة في تفسير ابن عباس

رابعاً: بيان العدد الإجمالي لقراءات ابن عباس

خامساً: بيان الحكم الإجمالي لقراءات ابن عباس

سادساً: بيان أثر القراءات في التفسير

ولم يجد الباحث أحداً سبق إلى هذا العمل بهذا الترتيب الذي تقدم الكشف عنه، ولذلك أراد القيام بهذا العمل العلمي، في سبيل خدمة القرآن الكريم وخدمة العلم وأهله. وذلك حسب المخطط التالي:

اشتمل المقال على أربعة مباحث وهي كمايلي:

المبحث الأول: ترجمة الإمام ابن عباس

المبحث الثاني: الإمام ابن عباس مفسراً ( بيان مكانة ابن عباس في التفسير )

المبحث الثالث: الإمام ابن عباس قارئاً ( بيان مكانة ابن عباس في القراءات القرآنية )

المبحث الرابع: أثر قراءات الإمام ابن عباس في اختلاف المعنى التفسيري

المبحث الأول: ترجمة الإمام ابن عباس وفيه ثلاثة مطالب

المطلب الأول: الاسم والنسب والمولد والنشأة

أولاً: اسمه ونسبه: هو أبو العباس عبد اللَّه بن عَبَّاس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي. ابن عم الرسول ﷺ[1].

ثانياً: مولده ونشأته: ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وكان عمره ثلاث عشرة سنة، حين انتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى[2]، وكانت نشأته في كنف الرسول الكريم ﷺ فقد تربى في صغره في مدرسة الرسول وكبار صحابته رضي الله عنهم [3].

المطلب الثاني: الشيوخ والتلاميذ

أولاً: شيوخه: روى عن النبي الكريم ﷺ مباشرة، وعن عمر وعثمان وعلي، وقرأ القرآن على أبي ابن كعب[4].

ثانياً: تلاميذه : تتلمذ عليه عدد من المشاهير منهم: مجاهد بن جبر وسعيد بن جبير والأعرج، وعكرمة وعطاء بن أبي رباح وطاوس، وجماعة من العلماء[5].

المطلب الثالث: بيان مناقب الإمام ابن عباس وأقوال العلماء فيه، ثم بيان وفاته

أولاً: مناقبه وأقوال العلماء فيه: لقد أكرم الله هذا الإمام بأمور كثيرة، منها علو نسبه ثم تربيته على يدي الرسول الكريم، ثم دعائه له غير مرة. فصار بذلك كله إماماً للمفسرين، كما أنه كان من الفقهاء السبعة من الصحابة، بالإضافة إلى أنه كان من المكثرين في رواية الحديث الشريف، وكان مع كل ذلك إماماً في لغة العرب وشعرهم[6].

قال الإمام ابن عبد البر: "روي عن النَّبِيّ الكريم ﷺ من وجوه كثيرة أَنَّهُ دعا لابن عباس فقال:اللَّهمّ علمه الحكمة[7] وتأويل القرآن، وفي بعض الروايات: اللَّهمّ فقّهه في الدين وعلمه التأويل[8]. وفي حديث آخر: اللَّهمّ بارك فِيهِ، وانشر منه، واجعله من عبادك الصالحين. وفي حديث آخر اللَّهمّ زده علما وفقها. قال ابن عبد البر: وهي كلها أحاديث صحاح"[9].

قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه :" نعم ترجمان القرآن ابن عباس"[10].

وقال فيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" إنه كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق لعقله وفطنته"[11].

وقال فيه أبي بن كعب رضي الله عنه : "إنه حبر هذه الأمة"[12].

ثانياً: وفاته:بعد حياة بخدمة القرآن الكريم والسنة الشريفة، توفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين هجرية[13].

المبحث الثاني : الإمام ابن عباس مفسراً ، وفيه مطلبان

المطلب الأول: مكانة الإمام ابن عباس في تفسير القرآن الكريم:

كان الإمام ابن عباس من أعلم الصحابة بالقرآن وعلومه، ومروياته في تفسير كتاب الله أكثر من مرويات بقية الصحابة رضي الله عنهم [14]. ولقد أورد الإمام ابن حجر[15] مارواه عثمان بن أبي شيبه وأبو زرعة الدمشقي من طريق عمير بن بشر الخثعميّ، عمن سأل ابن عمر عن شيء، فقال: "سل ابن عباس، فإنه أعلم من بقي بما أنزل اللَّه على محمد"[16].

وقد سبق ما ذكر في فضائله ومناقبه، من أقوال أجلة العلماء، وما رويت فيه من الأحاديث، وما ذكره بعض الصحابة أنه كان من كبار العلماء، ولاسيما في العلوم القرآنية.

وقد يكون السبب في أن ابن عباس وصل إلى ما وصل إليه من المكانة الكبيرة في فهم كتاب الله، هو دعاء الرسول الكريم له، هذا بالإضافة إلى تأخر وفاته ، فكان يأتيه التابعون من بقاع مختلفة حتى يرووا عنه تفسير كتاب الله عز وجل. ثم إنه رضي الله عنه، لم ينشغل بالسياسة ولا بالخلافة، حتى تصرفه أمور الخلافة، أو تدبير شؤون الرعية عن العلم[17].

وقد قام الإمام ابن عباس بتفسير كتاب الله تعالى، وانتشر تفسيره في الآفاق، ولا يخفى ما لهذا التفسير من قيمة علمية، حيث يقوم به شخصية من كبار الشخصيات، ولأن صاحبه قد اعتمد فيه على ما أخذه عن رسول الله ﷺ مباشرة، وعن كبار الصحابة رضي الله عنهم ، كما اعتمد على اللغة العربية والشعر، بالإضافة إلى فهمه الثاقب الذي حظي به بعد دعاء الرسول الكريم له. ولكن لنعلم في نفس الوقت أن هناك عدداً من المرويات التفسيرية، تنسب إلى ابن عباس، وهي ليست من روايته، ولذلك يجب الانتباه إلى مثل هذا حين نقل شيء من أقواله وآرائه في التفسير[18].

المطلب الثاني: بيان الطرق التي اشتهرت عن ابن عباس في نقل تفسيره

أولاً: الطرق الصحيحة ثم الحسنة الموصولة إلى ابن عباس – رضي الله عنه- في التفسير.

1- طريق معاوية بن أبي صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وهذا الطريق قد اعتمد عليه البخاري في صحيحه فيما يعلق عن ابن عباس. وأخرج منها الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر كثيرا ولكن بوسائط بينهم وبين أبي صالح[19].

2- طريق قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عنه وهذا الطريق صحيح على شرط الشيخين [20].

3- طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير عنه هكذا بالترديد وإسنادها حسن وقد أخرج بها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرا[21]

  1. طريق إسماعيل بن عبد الرحمن ( السدي الكبير) عن أبي مالك عن ابن عباس.
  2. طريق إسماعيل بن عبد الرحمن ( السدي الكبير) عن أبي صالح عن ابن عباس.

هذان الطريقان مما اعتمد عليهما بعض الأئمة كابن جرير وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج، وغيرهم، والسدي الكبير صدوق مع تشيعه[22].

  1. طريق ابن جريج عن ابن عباس.قال محمد حسين الذهبي:وهذه الطريقة تحتاج إلى دقة فى البحث،ليُعرف الصحيح منها والسقيم، لأن ابن جريج لم يقصد الصحة فيما جمع، وإنما روى ما ذُكِرَ فى كل آية من الصحيح والسقيم، فلم يتميز فى روايته الصحيح من غيره، ورواها عن ابن جرير جماعة، منهم بكر من سهل الدمياطى، عن عبد الغنى بن سعيد، عن موسى بن محمد، عن ابن جريج عن ابن عباس، ورواية بكر بن سهل أطول الروايات عن عبد الملك بن جريج وفيها نظر. ومنهم محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن ابن عباس،روى ثلاثة أجزاء كبار. ومنهم الحجاج بن محمد عن ابن جريج، روى جزءاً وهو صحيح متفق عليه[23].

ثانياً: الطرق الضعيفة التي لا يعتمد عليها في التفسير عن ابن عباس.

هناك طرق ضعيفة عنه من أشهرها:

  1. طريق السدي الصغير ( محمد بن مروان) عن محمد ابن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

يقول فيه الإمام السيوطي: إن أوهى الطرق من ابن عباس طريق محمد ابن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ثم قال: فإن انضم إلى ذلك رواية السدي الصغير يعني محمد بن مروان، فهي سلسلة الكذب، وكثيراً ما يخرج منها الثعلبي والواحدي[24].لقد أدى الإمام السيوطي ما كان عليه من الواجب في بيان هذه الطريقة الواهية، لأن فيها كبار الضعفاء ومن هؤلاء:

محمد بن مروان ( السدي الصغير ) قال فيه الذهبي : تركوه واتهمه البعض بالكذب[25]. قال فيه ابن حجر: هو متهم بالكذب[26].

و( محمد بن السائب الكلبي ) وفيه قال ابن حجر: متهم بالكذب ورمي بالرفض[27].

و ( أبو صالح وهو باذام مولى أم هانئ)، قال فيه ابن حجر: ضعيف مدلس يرسل[28].

ومن الجدير بالذكر أن هناك تفسيرا مشهورا عن ابن عباس، جمعه الإمام مجد الدين محمد ابن يعقوب الفيروز آبادي صاحب القاموس، وأسماه بــــ( تنوير المقباس من تفسير ابن عباس) ومدار هذا التفسير على هذه السلسلة الواهية[29]، إذن معنى ذلك أن هذا التفسير غير معتمد. والله أعلم.

وهناك طرق أخرى ضعيفة روي بها تفسير ابن عباس وهي كالآتي:

  1. طريق بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك بن مزاحم الهلالي[30]. وفي هذا الطريق مشكلتان:

الأولى: انقطاعه، لأن الضحاك بن مزاحم الهلالي لم يسمع من ابن عباس ولا لقيه، ولذلك فمروياته عن ابن عباس مباشرة، منقطعة كلها. ذكر المزي عن شعبة بن الحجاج أنه سأل مشاشاً عن سماع الضحاك عن ابن عباس، فأجاب: أنه ما رآه قط. إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير[31]. وكذلك ذكره العلائي في جامع التحصيل[32].

والمشكلة الثانية: فيه بشر بن عمارة الخثعمي، وهو ضعيف كما قال ابن حجر[33] "ومع هذا فإن الطبري والإمام ابن حاتم قد أخرجا من هذا الطريق الضعيف تفسير ابن عباس رضي الله عنه"[34].

  1. طريق جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس، وهذا الطريق فيه جويبر بن سعيد الأزدي وهو ضعيف جداً[35]. وقد أخرج عن هذا الطريق الإمام ابن مردويه وأبو الشيخ[36].
  2. طريق عطية العوفي عن ابن عباس. وعطية العوفي مع أنه أكثر عن ابن عباس إلا أنه ضعيف بالإضافة إلى تشيعه[37]، وكان يدلس جعله ابن حجر في المرتبة الرابعة من المدلسين[38]. وقد أخرج الطبري من هذا الطريق كذلك في تفسيره[39].
  3. طريق مقاتل بن سليمان الأزدي الخراساني عن مجاهد وعن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس. فيه مقاتل بن سليمان وهو ممن كذبوه وتركوه، كما أنه رمي بالتجسيم، وعلى ذلك فهذا طريق ضعيف جداً [40].

ومما يجدر بالذكر أن معظم التفسير المروي عن ابن عباس هو بهذه الطرق الضعيفة والموضوعة، وأن المروي عنه بالروايات الصحيحة قد يكون قليلاً بالنسبة إلى غيره، ولذلك قال الإمام الشافعي: "لم يثبت عن ابن عباس فى التفسير إلا شبيه بمائة حديث"[41].

ولكن ما السبب في كثرة نسبة الوضع أو الكذب إلى الإمام ابن عباس؟ بعد البحث والتفحص يظهر أن معظم هذه المرويات المكذوبة قد أضيفت إليه فى زمن الدولة العباسية، وهذه الدولة منسوبة إلى العباس وأولاده، فكان هناك من يحاول تقرباً وتزلفاً إلى الخلفاء العباسيين أن ينسب إلى ابن عباس مالم يقله حتى يجدوا بذلك مكانة لدى الخلفاء.ثم إن الوضاعين لم يتخلفوا عن التكذيب على رسول الله! فكيف لا يتجرأون على ابن عباس[42].

وقال الشيخ محمد حسين الذهبي: "ويبدو أن السر فى كثرة الوضع على ابن عباس، هو أنه كان من بيت النبوة والوضع عليه يُكسب الموضوع ثقة وقوة أكثر مما لو وُضِع على غيره"[43]. والله أعلم.

المبحث الثالث : الإمام ابن عباس قارئاً، وفيه أربعة مطالب

المطلب الأول: طبقة الإمام ابن عباس من بين القراء

يعد هذا الإمام في الطبقة الثانية من قراء القرآن الكريم، وقد عرف بقراءاته ولا شك أن القراءات القرآنية إذا تواترت فهي قرآن يتعبد بتلاوته، ولذلك من البديهي أن نعلم أنه لما كان هذا الإمام من كبار قراء القرآن الكريم في زمن الصحابة، فكان لا بد أن يعرف بالقراءات كما عرف غيره من الصحابة القراء.

المطلب الثاني: معنى القراءة لغة واصطلاحاً

قبل الخوض في قراءات الإمام ابن عباس وبيان مكانتها في تفسير القرآن الكريم، يتوجب ذكر معنى القراءة ومفهومها وما يتعلق بها من الأمور الضرورية حسبما يقتضيه هذا المقال، ويكون ذلك كالآتي:

أولاً: معنى القراءة ومفهومها لغة

القراءة لغة: على وزن فعالة، مشتقة من مادة (ق ر أ)، يقال: قرأ يقرأ قرآناً وقراءة. فالقراءة والقرآن كلاهما مصدران لقرأ. ولها معان متعددة من حيث اللغة منها ما يلي:

  1. الجمع والضم: يقال: قرأت الناقة جنيناً. أي ضمت رحمها على ولد.
  2. التلاوة: فالمقروء بمعنى المتلو،يقال: قرأ الكتاب.أي تلاه[44].وتسمى التلاوة قراءة لضم أصوات الحروف في الذهن،لتكوين الكلمات المنطوق بها[45].

ثانياً: المفهوم الاصطلاحي للقراءة:

القراءات القرآنية عبارة عن وجوه مختلفة في النطق بالحروف والحركات وأداء الكلمات، وقد ثبتت من الله سبحانه وتعالى، وهي ليست اجتهادية [46].

المطلب الثالث: أنواع القراءات

القراءات الموجودة بصفة العموم لها ستة أنواع وهي كمايلي :

  1. القراءات المتواترة : وهي القراءات التي نقلها جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه . ومعظم القراءات القرآنية التي يقرأ بها من هذا النوع ، ولا شك أن هذا النوع من القراءات قرآن ، يقرأ بها في الصلاة ويتعبد بها ويتمثل فيها الإعجاز والتحدي ، ويكفر جاحدها[47].
  2. القراءات المشهورة سنداً والمتواترة شروطاً : هي القراءات التي صح سندها ولم يبلغ درجة التواتر، ووافقت الرسم العثماني[48].ووافقت كذلك وجها من وجوه العربية ، واشتهرت عند القراء ولم يعدوها من الغلط والشذوذ. وهذا النوع أيضاً قرآن لتوفر شروط التواتر فيها[49].
  3. القراءات الآحادية : هي القراءات التي صح سندها وخالفت رسم المصحف أو العربية ولم تشتهر عند القراء اشتهار القراءات المشهورة[50].
  4. القراءات الشاذة : هي القراءات التي لم يصح سندها[51] أو خالفت الرسم ، أولا وجه لها في العربية. أو بعبارة أخرى: هي التي فقدت ركناً من أركان القراءة المقبولة[52].
  5. القراءات المدرجة ( القراءات التفسيرية ): هي الكلمات التي زيدت في القراءات على وجه التفسير[53].
  6. القراءات الموضوعة : هي المكذوبة المختلقة المصنوعة المنسوبة إلى من تنسب إليه افتراءً[54].

وأما القراءات التي تعد قرآناً على الإطلاق هي قراءات الأئمة العشرة الذين اتفق الجمهور على تواتر قراءاتهم بتوفر شروط التواتر، ومن هؤلاء العشرة: السبعة الذين اختارهم ابن مجاهد، وهم ( ابن عامر وأبو عمرو وعاصم ونافع وابن كثير والكسائي وحمزة) والثلاثة الذين وافقت قراءاتهم تلك القواعد التي وضعها جمهور العلماء لقبول القراءات،وهؤلاء الثلاثة (أبو جعفر المدني ويعقوب الحضرمي وخلف بن هشام) والفتوى على أنها كلها معلومة من الدين بالضرورة. وكل ما عداها فهي قراءات شاذة غير مقبولة[55]. وأن هذه العشر هي التي توفرت فيها الضوابط التالية:

  1. صحة سندها إلى رسول الله ﷺ. أي أن يرويها الثقات عن مثلهم عن رسول الله ﷺ.
  2. أن تكون موافقة لأحد أوجه اللغة العربية.
  3. أن تكون موافقة لرسم أحد المصاحف العثمانية الستة [56].

ويقول الشيخ صبري الأشوح في كتابه ( إعجاز القراءات القرآنية ):"القراءات العشر: السبع التي اقتصر عليها الشاطبي، والثلاثة التي ذكرها ابن الجزري، هي كلها متواترة معلومة من الدين بالضرورة.وكل حرف انفرد به واحد من العشر متواتر معلوم من الدين بالضرورة، وأنه منزل على رسول الله ﷺ، لا يكابر في ذلك إلا جاهل"[57].

المطلب الرابع: قراءات الإمام ابن عباس

لقد عرف الإمام ابن عباس بكثرة قراءاته التي رويت عنه، وكان من الطبقة الثانية من قراء القرآن الكريم[58]، وقد وصلت القراءات التي قرأ بها واستدل لها حوالي 494 قراءة، وذلك حسب بحثي، بغض النظر عن موافقة هذه القراءات لشروط القراءة المتواترة أو عدم موافقتها. لأنها ليست كلها متواترة فالمتواترة منها وصلت إلى 119 قراءة وما عداها فهي شاذة، هذا بالإضافة إلى أن الإمام ابن عباس كان أول من بدأ بالاحتجاج للقراءات القرآنية، وقد قال بذلك الإمام ابن جني، فمثلاً في قوله تعالى: (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا)[59]، قرأ الإمام ابن عباس : "نَنْشُرُها" بالنون المفتوحة والراء[60]، ثم احتج لهذه القراءة بقوله تعالى: ( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ)[61].

والقراءات التي قرأ بها الإمام ابن عباس على أنواع وهي كالآتي:

قراءات قرأ بها وقد شاركه فيها غيره من الصحابة، و قد وصلت إلى 164 قراءة، ثم هي إما متواترة أو شاذة

قراءات تفرد بها و هي كلها 330 قراءة وهي أيضاً إما شاذة أو متواترة.

فمثال النوع الأول: كلمة (الصراط) في قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)[62] قرأها الإمام ابن عباس بالسين (السراط).

قال الشيخ محمد علي الشوكاني[63]: أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه، عن ابن عباس أنه قرأ الصراط بالسين. وأخرج ابن الأنباري عن ابن كثير أنه كان يقرأ السراط بالسين[64]. وبالسين قرأها من الصحابة أيضاً ابن الزبير[65]. كما قرأها كذلك قنبل في روايته عن ابن كثير ، ورويس في روايته عن يعقوب الحضرمي، وقال أبو جعفر الطوسي[66]: الصراط، بالصاد، لغة قريش، وهى اللغة الجيدة، وعامة العرب يجعلونها سينا[67]. والقراءتان كلتاهما متواترتان معاً، الأولى منهما موافقة لرسم المصحف تحقيقًا والثانية تقديرًا[68].

قال الشيخ مناع القطان[69]: الصحابة في كتابة المصاحف العثمانية اجتهدوا في الرسم على حسب ما عرفوا من لغات القراءة، فكتبوا "الصراط" "بالصاد" المبدَّلة بالسين - وعدلوا عن "السين" التي هي الأصل، لتكون قراءة "السين" "السراط" وإن خالفت الرسم من وجه، فقد أتت على الأصل اللغوي المعروف، فيعتدلان.وتكون قراءة الإشمام محتملة لذلك. والاحتمال فكما في قراءة: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فإن لفظة "مالك" كُتبت في جميع المصاحف بحذف الألف، فتقرأ "مَلِكِ" وهي توافق الرسم تحقيقًا، وتقرأ "مالك" وهي توافقه احتمالًا وهكذا. في غير ذلك من الأمثلة. ولا يشترط في القراءة الصحيحة أن تكون موافقة لجميع المصاحف، ويكفي الموافقة لما ثبت في بعضها[70].

مثال النوع الثاني: وهو في القراءات التي قرأ بها ابن عباس وشاركه فيها غيره من الصحابة وتكون القراءة الشاذة.

في قوله تعالى (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ)[71] قرأ الإمام ابن عباس ( وكنا لحكمهما ) بضمير التثنية، وهذه قراءة شاذة لمخالفتها رسم المصحف، إلا أنها مما قرأ بها في الصحابة من غير ابن عباس عبد الله بن مسعود أيضاً، كما قرأ بها ابن أبي عبلة[72].

مثال النوع الثالث: وهو في القراءات التي قرأ بها ابن عباس وتفرد بها وهي من المتواترات

في قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[73]هنا لابن عباس قراءة ، قرأ ُموَلِّيهَا ( مولاها ) بالألف، فهذه قراءة متواترة حيث قرأ بها ابن عامر من السبعة، والوليد عن يعقوب الحضرمي، من العشرة[74]، وكذلك أبو جعفر محمد الباقر[75]. إلا أنها مما تفرد بها ابن عباس في الصحابة[76].

مثال النوع الرابع: وهو في القراءات التي قرأ بها ابن عباس وتفرد بها وهي من الشواذ

في قوله عز وجل : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)[77] فكلمة (جهرة) قرأها عبد الله بن عباس بتحريك الهاء ( جَهَرَةً )[78]. وهذه قراءة شاذة لم يقرأ بها أحد من قراء المتواترات، وقد تفرد بها ابن عباس في الصحابة، وأما غير الصحابة فقرأ بها سهل بن شعيب، وحميد بن قيس[79].

المبحث الرابع : أثر قراءات الإمام ابن عباس في اختلاف المعنى التفسيري

إن القراءات التي رويت ونقلت عن ابن عباس رضي الله عنه، سواء أكانت موافقة لقراءة الجمهور، وتكون متواترة، أم كانت من القراءات الشاذة، التي تفرد بها هذا الإمام، أو شاركه فيها غيره، فكل هذه القراءات لابد وأن يكون لها أثر في اختلاف المعنى التفسيري للقرآن الكريم وبالتالي يكون لها أثر في اختلاف الأحكام الفقهية، لأن القراءات وإن كانت شاذة إلا أنها بمنزلة أخبار الآحاد عند بعض العلماء، يحتجون بها في التفسير والأحكام الفقهية. فالإمام أبو حنيفة ومن ذهب معه من العلماء في هذه المسألة كالرافعي والروياني، قالوا جميعاً: بأن القراءة الشاذة بمنزلة خبر الواحد، وقالوا إن ابن مسعود وأبياً صادقان حينما يخبراننا بأنهما سمعا الرسول الكريم ﷺ يقرأ ( فصيام ثلاثة أيام متتابعات) وثبت عن ابن عباس في رواية أنه قرأها مع زيادة (متتابعات) وكذلك قرأها أبو إسحاق والأعمش، وعلى أساسها أوجبوا التتابع في كفارة اليمين [80]. وعلى هذا فثبت للقراءات أثر في التفسير والحكم الفقهي[81]. ولما كان للقراءات كلها - متواترة وشاذة- قيمة تفسيرية، صار من اللازم أن يتم الاهتمام بقراءات الإمام ابن عباس – رضي الله عنه –لهذه الفائدة التفسيرية.

وإن كل قراءة وخاصة المتواترة فهي بمنزلة الآية المستقلة، وقد قال بذلك كبار الأئمة منهم الإمام ابن تيمية[82]. وكذلك قال الإمام ابن الجزري[83]. ولهذا اهتم المفسرون ببيان أثر القراءات في تفاسيرهم، فهي أساس في بيان المعاني، وإن كانت القراءة شاذة فهي كذلك بمنزلة أخبار الآحاد عندهم، وقد استفادوا منها تمام الاستفادة[84]. وفيما يلي سيتم تقديم نماذج توضح أثر قراءات الإمام ابن عباس في تفسير كتاب الله:

النموذج الأول لأثر قراءة الإمام ابن عباس في تفسير آيات العقيدة

ففي قوله تعالى ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا) [85]قرأ الإمام ابن عباس (نَنسَأها) وفيها ما يتعلق بباب العقيدة ما يلي: ففي القراءة الأولى برفع النون الأولى يكون المعنى أن الله عزّ وجلّ إذا شاء أنسى النّبي ﷺ شيئا من القرآن، وهو ما يدلّ عليه صريح قول الله عزّ وجلّ: ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى * إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ) [86]وفي قراءة ابن عباس بفتح النون (نَنسأها) يبين الجصاص معناها فيقول: إنما هي بأن يؤخرها فلا ينزلها سبحانه، وينزل بدلا منها ما يقوم مقامها في المصلحة، أو يكون أصلح للعباد منها، ويحتمل أن يؤخر إنزالها إلى وقت يأتي، فيأتي بدلا منها لو أنزلها في الوقت المتقدم، فيقوم مقامها في المصلحة. [87]. وعلى هذا فتتلخص من القراءتين ما يلي:

أولاً: على القراءة الأولى : ننسها بالرفع من النسيان.

ثانياً: على قراءة ابن عباس: ننسأها بالفتح من الإنساء، وهو التأخير؛ بمعنى تأخير النسخ. وبمعنى تأخير التّنزيل.ويظهر من هذه المعاني أن التنزيل العزيز يطرأ عليه إنساء ونسيان، فقد يؤخر الله نسخ حكم فيبقى متلوّا معمولا به، وهو النسيء؛ أي التأجيل، حتى يأتي ما ينسخه. وقد ينساه النّبي ﷺ بإذن الله وأمره، فيرفع من التنزيل، ثم يكون من الله سبحانه ما ينسخه من وحي يتنزل[88].

لورود قراءتين اثنتين أفيد معنيان اثنان، لم يكن أن يدركا بقراءة واحدة، وكل واحدة من القراءتين تضيف صفة جديدة للتنزيل الإلهي على الأنبياء الكرام

النموذج الثاني لأثر قراءة ابن عباس في تفسير آيات الأحكام

ففي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ...) [89]قرأ ابن عباس : (فطلقوهن في قُبُل عدتهن) وهي قراءة شاذة.والمعنى الفقهي الذي يأتي نتيجة هذه القراءة هو أن هذه القراءة توضح معنى القراءة المتواترة، وتبين أن الطلاق الصحيح، الذي يسميه الفقهاء الطلاق السني، هو أن يكون قبل الحيض في طهر، وخاصة الطهر الذي لم يجامع الرجل فيه زوجته التي يريد أن يطلقها، وإذا كان الطلاق في الحيض أو كان على خلاف الطريقة المشروعة في الطلاق فيكون بدعياً.

ولذلك قال الفقهاء بضوابط للطلاق السني وهي كما يلي:

الضابط الأول: أن يكون الطلاق طلقة واحدة.

الثاني: أن يطلق الرجل زوجته في الطهر الذي لم يجامعها فيه.

الثالث: أن يكون الطلاق لسبب يدعو إلى الطلاق [90].

و هنا مع شذوذ قراءة ابن عباس لم تتعارض مع القراءة المتواترة بل جاءت موضحة لها، و هذا يدل على أن القراءات الشاذة يستفاد منها في التفسير، وإن كانت لا يقرأ بها في الصلاة أو أنها ليست بقرآن، و لكن يمكن أن تكون بمثابة التفسير.

النموذج الثالث لأثر قراءة ابن عباس فيما يتعلق بإعجاز القرآن الكريم

قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [91]قرأ ابن عباس : ( السراط ) بالسين وهي قراءة متواترة كما تقدمت. وهنا مع وجود اختلاف في اللفظ، بحيث نجد في القراءة الأولى الصراط بالصاد وفي الثانية السراط بالسين، إلا أن المعنى لا يختلف، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إعجاز القرآن ، أن نجد فيه اختلاف الألفاظ واتحاد المعنى، من غير تناقض، كما أن فيه مراعاة للهجات العرب وإثبات لنزول القرآن بلسان عربي مبين [92].

النموذج الرابع لأثر قراءات ابن عباس في علوم اللغة المختلفة التي تؤثر في اختلاف معاني الألفاظ

أولاً: فيما يتعلق بعلم الصرف

ففي قوله تعالى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )[93]بإثبات الألف في ( مالك ) على وزن فاعل[94]، وبإسقاطها ( ملِك ) على وزن فَعِل[95].كما قرأهما ابن عباس معاً.

فقراءتها مرة على أنها "اسم فاعل" وأخرى على أنها "صيغة مبالغة" وذلك في أسلوب واحد، "مالك" باثبات ألف بعد الميم، على أنه اسم فاعل، ومعناه أنه: هو المتصرف في الأعيان المملوكة كيف يشاء. و"ملك" بحذف الألف، وكسر اللام والكاف، على وزن حذر، صيغة مبالغة. ومعناه أنه: هو المتصرف بالأمر، والنهي في المأمورين[96].

ثانياً: فيما يتعلق بعلم البلاغة

في قوله تعالى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) [97]

قرأ الإمام ابن عباس : (إن تتبعون ) وفي الموضع الثاني قرأ ( جاءكم من ربكم الهدى )، وهاتان القراءتان شاذتان..

وهذا النوع يسمى في علم البلاغة بالالتفات، وهو نقل الكلام من أسلوب إلى آخر [98].

و هذا الأسلوب من الأساليب التي تميزت اللغة العربية به وهو كثير في القرآن الكريم يقع بالتحول في صيغ الجملة بين ضمائر مختلفة.

النموذج الخامس لأثر قراءة ابن عباس في رفع الإشكال عن الآية

في قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ...) [99]قرأ الإمام ابن عباس : (فامضوا) بالضاد. وهي قراءة شاذة. إلا أنها رفعت الإشكال عن القراءة المتواترة، ففي القراءة المتواترة جاء الأمر بالسعي إلى الصلاة، مع أن السنة قد نهت عن السعي، لأن السعي بمعنى الإسراع[100]، وهو كالجري، ومن السنة الذهاب إلى الصلاة بالسكينة والاطمئنان. جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة يقول سمعت رسول الله ﷺ، يقول: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَلاَ تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا"[101].

وعلى هذا فالإشكال الذي وجد في القراءة المتواترة، رُفع بالقراءة الأخرى مع أنها شاذة، وهي قراءة ابن عباس، وبهذه القراءة الثانية تبين أن المراد بالمتواترة ليس الإسراع إنما المراد هو المشي والذهاب بالاطمئنان [102].

و يمكن أن يكون في قراءة ابن عباس تحديد لمعنى السعي وحصره في المشي، إلا أن الإمام عكرمة والضحاك والقرظي ذكروا بأن المراد بـــــــ ( فاسعوا ) هو فاعملوا أي إذا نودي للصلاة فاعملوا بالمضي لها و التفرغ لذكر الله والاشتغال بالطهارة[103]. و على هذا فصار للتعبير بالسعي معان كثيرة.

الختام

وفيه ما يلي:

نتائج البحث

أولاً: أن الإمام ابن عباس إمام في التفسير والقراءات معاً، و وصلت قراءاته إلى 494 قراءة حسب بحثي الذي قمت به.

ثانياً:أن قراءات الإمام ابن عباس ليست كلها متواترة،بل فيها المتواتر وغيره،وفيها ما تفرد بها وما شاركه فيها غيره.

ثالثاً: قراءات الإمام ابن عباس المتواترة تصل إلى 119 قراءة، وقراءاته الشاذة 375، و معظمها شاذة بسبب مخالفتها للرسم.

رابعاً: قراءات الإمام ابن عباس التي شاركه فيها غيره من الصحابة تصل إلى 164 قراءة، وقراءاته التي تفرد بها وصلت إلى 330 قراءة.

خامساً:أن القراءات متواترة كانت أو شاذة فلها أثر في تفسير كتاب الله،ولا يستغني عنها المفسر لكتاب الله.

سادساً: أن هناك طرقاً كثيرة تصل إلى ابن عباس في نقل التفسير عنه، وهي ليست كلها صحيحة بل فيها الصحيح والضعيف والموضوع، و أن معظم الطرق عنه ضعيفة.

سابعاً: إن القراءات الشاذة بمنزلة الأخبار الآحادية، فإذا صح سندها أفادت أحكاماً فقهية يعمل بها.

ثامناً: إن القراءات مع تعددها وتنوعها متكاملة بعضها مع بعض، وليست متناقضة.

التوصيات:

فيما يتعلق بالقراءات عموماً، فحبذا أن يعتني عدد من الباحثين بجمع قراءات الصحابة كلهم و يبينوا حكمها تواتراً وشذوذاً، ثم يفسروا القرآن الكريم بها. وفيما يتعلق بقراءات الإمام ابن عباس وتفسيره، فلا زالت هناك حاجة إلى جمع جميع الطرق التفسيرية المنسوبة إلى ابن عباس، ثم بيان حكمها صحةً وضعفاً، مع إيضاح المواضع التي فسرت بقراءاته التي نقلت عنه.

هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.

 

حوالہ جات

  1. الهوامش(References) الجزري ، ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، دار الفكر بيروت 1409هـــ، 3:186، ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، الطبعة الأولى 1412هـــ، دار الجيل بيروت، 3:933، العسقلاني، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، الطبعة الأولى 1415هـــ، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان،4:121۔ Al Jazari, Ibn Al Athiyr, Usd al Ghabah fi Ma‘rifah al Ṣaḥabah, Beurit: Dar al Fikar, 1409, 3:186; Ibn ‘Abdul Barr, Al Isti‘ab fi Ma‘rifah al Ṣaḥabah, Beurit: Dar al Jiyal, 1st Edition, 1412, 3:933; Al Iṣabah fi Tamyyiz al Ṣahabah, Beurit: Dar al Kutub ‘Ilmiyyah, 1st Edition, 1415, 4:121.
  2. العسقلاني ، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، الطبعة الأولى 1415هـــ، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، 4:122۔ Al ‘Asqalani, Al Iṣabah fi Tamyiyz al Ṣaḥabah, 4:122.
  3. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، الطبعة الأولى 1412هـــ، دار الجيل بيروت، 3:933۔ Ibn ‘Abdul Barr, Al Isti‘ab fi Ma‘rifah al Ṣaḥabah, 3:933;
  4. الذهبي، أبوعبدالله محمدبن أحمدبن عثمان،معرفة القراء الكبار، الطبعة الأولى 1404هــ،مؤسسة الرسالة بيروت، ص:23۔ Al Dhabi, Muḥammad bin ‘Uthman, Maa‘rifah al Qurra’ al Kibar, Beirut: Mua’ssasat al Risalah, 1404, p:23.
  5. المرجع نفسه، ص:23. Ibid., p:23
  6. السلقيني، عبد الله بن محمد، حبر الأمة عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير بمكة المكرمة، الطبعة الأولى 1986م، دار السلام القاهرة – مصر، ص:107، مصطفى سعيد الخن، عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، الطبعة الثانية 1980م، دار العلم بيروت لبنان، ص:137۔ Al Salqiyni, ‘Abdullah bin Muḥammad, Ḥibr al Ummah ‘Abdullah bin ‘Abbas w Madarasatuh fi al Tafsiyr bi Makkah al Mukarramah, Cairo, Egypt: Dar al Salam, p:107; Muṣtafa Sa‘id al Khn, ‘Abdullah bin ‘Abbas Ḥibr al Ummah w Tarjuman al Qur’ān, Beurit: Dar al I‘lm, 2nd Edition, 1980, p:137.
  7. هذا الجزء من الحديث أخرجه الآجري في كتاب الشريعة برقم/1745، بتحقيق الدميجي، الطبعة الثانية 1420هـ. دار الوطن - الرياض / السعودية. 5:2264، وقال الدميجي : هذا الحديث صحيح و السند الذي أخرجه به الآجري ضعيف جداً لأن فيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك الحديث. Al Ājari, Al Shari‘ah, Riyaḍ: Dar al Watan, 2nd Edition, 1420, Ḥadith: 1745, 5:2264.
  8. أخرجه أحمد في مسنده برقم:2397، وحكم عليه الشيخ الأرنووط بالصحة فقال: إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم. مسند أحمد، 4:225. Musnad Aḥmad, Ḥadith: 2397, 4:225.
  9. هذا الحكم بأن هذه الأحاديث صحاح فهو للإمام ابن عبد البر، فی ابن عبد البر الاستيعاب في معرفة الأصحاب، 3:935. ولمعرفة مصادر هذه الأحاديث يمكن الرجوع إلى كتاب فضائل أصحاب النبي من صحيح البخاري، باب ذكر ابن عباس والحديث برقم:3756، كما نجد بعضها في كتاب العلم برقم:75، وفي كتاب الوضوء برقم:143، وفي كتاب الاعتصام برقم:7270. كما أخرج بعضها الإمام مسلم في صحيحه في فضائل ابن عباس برقم:2477، ومنها ما أخرجها الإمام الترمذي في مناقب ابن عباس من سننه برقم:3824. Ibn ‘Abdul Barr, Al Isti‘ab fi Ma‘rifah al Ṣaḥabah, 3:935.
  10. الذهبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، دار الحديث القاهرة، تاريخ النشر:سنة 1427 هـ، 3:223. Al Dhabi, Abu ‘Abdullah Muḥammad bin Aḥmad, Siyar A‘lam al Nubala’, Cairo: Dar al Ḥadith, 1427, 3:223.
  11. العسقلاني ، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، 4:126. Al Iṣabah fi Tamyyiz al Ṣahabah, 4:126.
  12. المرجع نفسه، 4:127. Ibid., 4:127.
  13. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، 3:934. Ibn ‘Abdul Barr, Al Isti‘ab fi Ma‘rifah al Ṣaḥabah, 3:934.
  14. الذهبي، محمد حسين، التفسير والمفسرون، 1:68. Al Dhabi, Muḥammad Ḥusain, Al Tafsiyr wal Mufassiruwn, 1:68.
  15. هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني ثم المصري مصنف فتح البارى وتهذيب التهذيب وتقريب التهذيب ولسان الميزان وغيرها توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، عبدالرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، طبقات الحفاظ، الطبعة الأولى،1403،دارالكتب العلمية، بيروت، ص:552. Al Sayuwti, ‘Abdul Rahman bin Abi Bakar, Tabaqat al Ḥuffaẓ, Beurit: Dar al Kutub ‘Ilmiyyah, 1st Edition, 1403, p:552.
  16. العسقلاني، ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، 4:127. Al Iṣabah fi Tamyyiz al Ṣahabah, 4:127.
  17. الذهبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان، سير أعلام النبلاء، 3:238 ومابعدها. Al Dhabi, Siyar A’‘lam al Nubala’, 3:238.
  18. الزرقاني ، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، 2:16 وما بعدها، التفسير والمفسرون، 1:62 وما بعدها، عبد المنعم النمر، علم التفسير كيف نشأ وتطور حتى وصل إلى عصرنا الحاضر، الطبعة الأولى 1405هـــ دار الكتب الإسلامية القاهرة، ص:26 ومابعدها. Al Zurqani, Muḥammad ‘Abdul ‘Azim, Manahil al ‘Irfan fi ‘Uluwm al Qur’ān, 2:16; Al Tafsiyr wal Mufassirun, p:1:62; ‘Abdul Mun‘im al Namar, ‘Ilm al Tafsiyr: kayf Nasha’ w Taṭawwara Ḥatta Waṣala I’la ‘Aṣarina al Ḥaḍir, Cairo: Dar al Kutub al Islamiyyah, 1st Edition, 1405, p:26;
  19. عبد الله بن عباس حبر الأمة، ص:116. ‘Abdullah bin ‘Abbas Ḥibr al Ummah w Tarjuman al Qur’ān, p:116.
  20. " المرجع نفسه، ص:116. Ibid., p:116.
  21. الزرقاني ، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان، تحقيق فواز أحمد ، دار الكتاب العربي بيروت، 2:17. Al Zurqani, Muḥammad ‘Abdul ‘Azim, Manahil al ‘Irfan fi ‘Uluwm al Qur’ān, Beurit: Dar al Kitab al ‘Arabi, 2:17.
  22. العسقلاني ، ابن حجر، تقريب التهذيب، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت، 1:108. Al ‘Asqalani, Ibn Ḥajar, Taqriyb al Tahdhiyb, Beurit: Dar al Kutub ‘Ilmiyyah, 1:108.
  23. الذهبي ، محمد حسين، التفسير والمفسرون، مكتبة وهبة القاهرة، 1:60.Al Dhabi, Muḥammad Ḥusain, Al Tafsiyr wal Mufassirun, Cairo: Maktabah Wahbah, 1:60.
  24. السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق سعيد المندوب، دار الفكر بيروت،2:189. Al Sayuwti, Jalal al Din, Al I’ttiqan fi ‘Uluwm al Qur’ān, Beurit: Dar al Fikar, 2:189.
  25. الذهبي ،محمد بن أحمد بن عثمان، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق على محمد البجاوي، دار المعرفة بيروت، 4:32. Al Dhabi, Muḥammad bin Aḥmad bin ‘Uthman, Miyzan al I‘tadal fi Naqd al Rijal, Beurit: Dar al Ma‘rifah, 4:32.
  26. العسقلاني، ابن حجر، تقريب التهذيب، 2:506. Ibn Ḥajar, Taqriyb al Tahdhiyb, 2:506.
  27. " الكتاب نفسه، 2:479. Ibid., 2:479.
  28. الكتاب السابق، 1:120. Ibid., 1:120.
  29. الفيروز آبادي، أبو الطاهر مجد الدين، تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ص:2، دار الكتب العلمية بيروت. Fayroz Ābadi, Abu al Tahir, Majd al Din, Tanwiyr al Miqbas min Tafsiyr Ibn ‘Abbas, Beurit: Dar al Kutub al ‘Ilmiyyah, p:2.
  30. " الحميدي ، الدكتور عبد العزيز بن عبد الله، تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة، الكتاب الثالث والخمسون من التراث الإسلامي، لجامعة أم القرى، مكة- المملكة العربية السعودية، 1:25 وما بعدها.Al Ḥumaydi, Dr. ‘Abdul ‘Aziz bin ‘Abdullah, Tafsiyr Ibn ‘Abbas w Marwiyyatuh fi al Tafsiyr min Kutub al Sunnah, Saudiyyah, Makkah: Ummul Qura University, 1:25.
  31. " المزي، أبو الحجاج، تهذيب الكمال، 13:391. تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة بيروت. Al Mizzi, Abu al Ḥajjaj, Tehdhiyb al Kamal, Beirut: Mua’ssasat al Risalah, 13:391.
  32. " العلائي، جامع التحصيل في أحكام المراسيل، ص:199. تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، عالم الكتب بيروت Al ‘Alla’i, Jami‘ al Teḥṣiyl fi Aḥkam al Marasiyl, Beurit: ‘Alam al Kutub, p:199.
  33. " العسقلاني، ابن حجر، تقريب التهذيب، 1:123. Ibn Ḥajar, Taqriyb al Tahdhiyb, 1:123.
  34. " الحميدي، عبد العزيز، تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة، 1:25 Al Ḥumaydi, Dr. ‘Abdul ‘Aziz bin ‘Abdullah, Tafsiyr Ibn ‘Abbas w Marwiyyatuh fi al Tafsiyr min Kutub al Sunnah, 1:25.
  35. العسقلاني، ابن حجر، تقريب التهذيب، 1:143.Ibn Ḥajar, Taqriyb al Tahdhiyb, 1:143.
  36. الحميدي، عبد العزيز، تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة، 1:25.Al Ḥumaydi, Dr. ‘Abdul ‘Aziz bin ‘Abdullah, Tafsiyr Ibn ‘Abbas w Marwiyyatuh fi al Tafsiyr min Kutub al Sunnah, 1:25.
  37. " الذهبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان، سير أعلام النبلاء، 9:393.Al Dhabi, Siyar A’‘lam al Nubala’, 9:393.
  38. " العسقلاني، ابن حجر، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، ص:50.Al ‘Asqalani, Ibn Ḥajar, Ta‘riyf A’hl al Taqdiys bi Maratib al Mawṣufiyn bi al Tadliys, p:50.
  39. تفسير ابن عباس، 1:25.Tafsiyr Ibn ‘Abbas, 1:25.
  40. العسقلاني ، ابن حجر، تقريب التهذيب، 2:545.Ibn Ḥajar, Taqriyb al Tahdhiyb, 2:545.
  41. السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القرآن، 4:239. Al Sayuwti, Jalal al Din, Al I’ttiqan fi ‘Uluwm al Qur’ān, 4:239.
  42. علم التفسير كيف نشأ وتطور، ص:27. ‘Ilm al Tafsiyr: kayf Nasha’ w Taṭawwara, p:27.
  43. الذهبي ، محمد حسين، التفسير والمفسرون، 1:62. Al Dhabi, Muḥammad Ḥusain, Al Tafsiyr wal Mufassirun, 1:62.
  44. الإفريقي، ابن منظور، لسان العرب، الطبعة الثالثة 1414هــ دار صادر بيروت،14:104، الزبيدي، أبو الفيض، تاج العروس من جواهر القاموس، دار الهداية، 1:364۔Al I’friqi, Ibn Manẓuwr, Lisan al ‘Arab, Beurit: Dar Ṣadir, 3rd Edition, 1414, 14:104; Al Zubaiydi, Abu al Fayḍ, Taj al ‘Uruws min Jawahir al Qamuws, Dar al Hidayah, 1:364.
  45. نبيل ، الدكتور نبيل آل إسماعيل، علم القراءات نشأته، أطواره، أثره في العلوم الشرعية، ط:1 :1421 هــ، مكتبة التوبة، الرياض، ص:26۔Nabiyl, Dr, Nabiyl Āl I’sma‘iyl, ‘Ilm al Qira’at: Nash’atuhu Aṭwaruhu Atharuhu fi al ‘Uluwm al Shar‘iyyah, Riyaḍ: Maktabah al Tawbah, 1421, p:26.
  46. الطويل ، الدكتور السيد رزق، في علوم القرآن مدخل ودراسة وتحقيق، ص:27، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي، اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، تحقيق: أنس مهره، الطبعة الأولى 1419هـ، دار الكتب العلمية بيروت، ص:3. Al Ṭawiyl, Dr. Al Sayyid Rizq, Fi ‘Uluwm al Qur’ān Madkhal w Dirasah w Teḥqiyq, p:27; Shahab al Din Aḥmad bin Muḥammad bin ‘Abdul Ghani al Dimyaṭi, I’ttiḥaf Fuḍala’ al Bashar fi al Qira’at al A’rba‘ah ‘Ashar, Beurit: Dar al Kutub al ‘Ilmiyyah, 1st Edition, 1419, p:3.
  47. البيلي، أحمد، الاختلاف بين القراءات، الطبعة الأولى 1408 هــــ دار الجيل بيروت، ص:76، علم القراءات نشأته أطواره وأثره في العلوم الشرعية، ص:39. Al Bayli, Aḥmad, Al Ikhtilaf byn al Qira’at, Beurit: Dar al Jiyal, 1st Edition, 1408, p:76; ‘Ilm al Qira’at: Nash’atuhu Aṭwaruhu Atharuhu fi al ‘Uluwm al Shar‘iyyah, p:39.
  48. المراد بالرسم هنا : هو رسم مصحف الإمام ، والرسم أصله الأثر أي أثر الكتابة في اللفظ ، وعرفوه أنه : تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها ، والوقوف عليها. هذا هو الرسم القياسي ، وله نوع آخر وهو الرسم الاصطلاحي أو العثماني ، وهو : ما كتب به الصحابة المصاحف ، وأكثر هذا موافق لقواعد الرسم القياسي إلا أنه خالفه في أشياء لحكمة . علي محمد الضباع، سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين، الطبعة الأولى 1420ه، المكتبة الأزهرية للنشر والتوزيع، ص:20ومابعدها، حسني شيخ عثمان، حق التلاوة، الطبعة الاولى :1410 هــــ مكتبة المنار الأردن، ص:208 ومابعدها، الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي، رسم المصحف وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم دوافعها ودفعها، الطبعة الثانية:1403 هـــ دار الشروق جدة، ص:9 ومابعدها۔‘Ali Muḥammad al Ṣabbagh, Samiyr al Ṭalibiyn fi Rasm w Ḍabṭ al Kitab al Mubiyn, Al Maktabah al Azhariyyah lil Nash wal Tawzi‘, 1st Edition, 1420, p:20; Ḥasani Shaykh ‘Uthman, Ḥaq al Tilawah, Jordan: Maktabah al Manar, 1st Edition, 1410, p:280; Dr. ‘Abdul Fattaḥ Shilbi, Rasm al Muṣḥaf w Awham al Mustashriqiyn fi Qira’at al Qur’ān al Kariym: Dawafi‘uha w Daf‘uha, Jaddah: Dar al Sharq, 2nd Edition,1403, p:9.
  49. علم القراءات نشأته أطواره وأثره في العلوم الشرعية ص:42.‘Ilm al Qira’at: Nash’atuhu Aṭwaruhu Atharuhu fi al ‘Uluwm al Shar‘iyyah, p:42.
  50. السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة : 1394هـ/ 1974 م، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1:208.Al Sayuwti, Jalal al Din, Al I’ttiqan fi ‘Uluwm al Qur’ān, Egypt: Al Hay’ah al Miṣriyyah al ‘Ammah lil Kitab, 1974/1394, 1:208.
  51. " الكتاب نفسه، 1:208.Ibid., 1:208.
  52. " علم القراءات نشأته أطواره وأثره في العلوم الشرعية " ص:44.‘Ilm al Qira’at: Nash’atuhu Aṭwaruhu Atharuhu fi al ‘Uluwm al Shar‘iyyah, p:44.
  53. " نفس المرجع، ص:45.Ibid., p:45.
  54. الكتاب نفسه، ص:45.Ibid.
  55. الدوسري ، إبراهيم، المنهاج في الحكم على القراءات، الطبعة الأولى 1428هـ ،دار السلام الرياض، ص:1. Al Dawsari, Ibrahiym, Al Minhaj fil Ḥukm ‘Ala al Qira’at, Riyaḍ: Dar al Salam, 1st Edition, 1428, p:1.
  56. الشيخ عبد الفتاح القاضي، القراءات الشاذة وتوجيها من لغة العرب، دار الكتاب العربي، 1401 ه، ص:7، إعجاز القراءات القرآنية، الطبعة الثانية 1907م مؤسسة الرسالة بيروت، ص:45، الاختلاف بين القراءات، ص:77، علم القراءات نشأته وأطواره وأثره في ا لعلوم الشرعية، ص:36، في علوم القراءات: منهج ودراسة وتحقيق، ص:48. Al Shaykh ‘Abdul Fattaḥ al Qaḍi, Al Qira’at al Shadhah w Tawjiyha min Lughah al ‘Arab, )Dar al Kitab al ‘Arabi(, p:7; I’‘jaz al Qira’at al Qur’āniyyah, Beirut: Mua’ssasat al Risalah, 2nd Edition, 1907, p:45; Al Ikhtilaf byn al Qira’at, p:77; ‘Ilm al Qira’at: Nash’atuhu Aṭwaruhu Atharuhu fi al ‘Uluwm al Shar‘iyyah, p:36; Fi ‘Uluwm al Qira’at: Manhaj w Dirasah w Taḥqiyq, p:48.
  57. إعجاز القراءات القرآنية، ص:47، الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، ص:7. I’‘jaz al Qira’at al Qur’āniyyah, p:47; Al Dimyaṭi, I’ttiḥaf Fuḍala’ al Bashar fi al Qira’at al A’rba‘ah ‘Ashar, p:7.
  58. الذهبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، معرفة القراء الكبار، ص:23. Maa‘rifah al Qurra’ al Kibar, p:23.
  59. سورة البقرة، 259. Surah Al Baqarah; 259.
  60. ابن جني، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، 1:8. Ibn Junay, Al Muḥtasab fi Tabyiyn Wujuwh Shawadh al Qira’at wal I’yḍaḥ ‘anha, 1:8.
  61. سورة عبس، 22 Surah ‘Abas;22.
  62. سورة الفاتحة، 6. Surah Al Fatiḥah; 6.
  63. هو أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صلاح بن علي بن عبد الله الشوكاني، الخولاني، ثم الصنعاني، المتوفى سنة 1250هــ ، صاحب المصنفات الكثيرة منها تفسيره فتح القدير. محمد بن علي الشوكاني، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، تحقيق : محمد حسن حلاق، الطبعة الأولى 1427هـــ دار ابن كثير بيروت، 2:207، الأعلام للزركلي، 6:298 ، عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، طبعة دار إحياء التراث العربي، 11:53. Al Shawkani, Muḥammad bin ‘Ali, Al Badr Al Ṭali‘ bi Maḥasin mn Ba‘d al Qarn al Sabi‘, Beurit: Dar Ibn Kathir, 1st Edition, 1427, 2:207; Al A’‘lam lil Zarkali, 6:298; ‘Umar Raḍa al Kaḥḥalah, Mu‘jam al Muw’llafiyn, Beirut: Dār Iḥyaʼ al Turath al ‘Arabi 11:53.
  64. الشوكاني ، محمد بن علي، فتح القدير، 1:28، حجة القراءات لابن زنجلة، ص:80. Al Shawkani, Muḥammad bin ‘Ali, Fatḥ al Qadiyr, 1:28; Ḥujjah al Qira’at li Ibn Zanjalah, p:80.
  65. الأزهري، معاني القرآن، 1:111. Al Azhari, Ma‘aniy al Qur’ān, 1:111.
  66. هو محمد بن الحسن بن علي الطوسي: مفسر، نعته السبكي بفقيه الشيعة ومصنفهم. انتقل من خراسان إلى بغداد سنة 408 هـ وأقام أربعين سنة. ورحل إلى الغري بالنجف فاستقر إلى أن توفي سنة 460هـ. الأعلام للزركلي 6:84. Al A’‘lam lil Zarkali, 6:84.
  67. الموسوعة القرآنية، 5:45. Al Mawsuw‘ah al Qur’āniyyah, 5:45.
  68. السندي ، أبو الطاهر عبد القيوم، صفحات في علوم القراءات، ص:108. Al Sindi, Abu al Tahir ‘Abdul Qayyuwm, Ṣafaḥat fi ‘Uluwm al Qira’at, p:108.
  69. هو مناع خليل القطان، صاحب الكتاب المشهور مباحث في علوم القرآن هو من العلماء المعاصرين، كان مدرساً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
  70. القطان، مناع خليل، مباحث في علوم القرآن، ص:177. Al Qaṭṭan, Manna‘ Khalil, Mabaḥith fi ‘Uluwm al Qur’ān, p:177.
  71. سورة الأنبياء، 78 Al ‘Anbiya’, 78.
  72. الغرناطي، أبو حيان، البحر المحيط، 6:322. Al Gharnaṭi, Abu Ḥayyan, Al Baḥar al Muḥiyṭ, 6:322.
  73. سورة البقرة، 148. Al Baqarah;148.
  74. ابن الجوزي، زاد المسير، 1:122. Ibn Al Jawzi, Zad al Masiyr, 1:122.
  75. مفاتيح الغيب، 4:114. Tafsiyr al Raḍi, Mafatiyḥ al Ghayb, 4:114.
  76. ابن جني، المحتسب، 1:115، أبي حيان، البحر المحيط، 1:457۔ Ibn Junny, Al Muḥtasib, 1:115; Abu Ḥayyan, Al Baḥar al Muḥiyṭ, 1:457.
  77. سورة البقرة، 55. Al BAqarah;55.
  78. الجامع لأحكام القرآن، 2:115، البحر المحيط، 1:371، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، 1:194. Al Qurṭabi, Al Jami‘ li Aḥkam al Qur’ān, 2:115; Abu Ḥayyan, Al Baḥar al Muḥiyṭ, 1:371; Al Shawkani, Fatḥ al Qadiyr, 1:194.
  79. البحر المحيط، 1:371. Al Baḥar al Muḥiyṭ, 1:371.
  80. السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور، 3:452، مصنف ابن أبي شيبة، 3:488، رقم الرواية:4، مصنف عبد الرزاق 8:514 رقم الرواية:16103. Al Sayuwṭi, Jalal al Din, Al Durr al Manthuwr, 3:452; Muṣannaf Ibn Abi Shybah, Ḥadith:4, 3:488; Muṣannaf ‘Abdul Razzaq, Ḥadith: 16103, 8:514.
  81. الشيباني، محمد بن الحسن، المبسوط، 2:218، الحاوي الكبير، 15:329، المغني، 11:273. Al Shybani, Muḥammad bin al Ḥassan, Al Mabsuwṭ, 2:218; Al Ḥawiy al Kabiyr, 15:329, Al Mughniy, 11:273.
  82. مجموع الفتاوى، 13:391. Majmu‘ al Fatawa, 13:391.
  83. النشر، 1:51. Al Dar Al Tiywnasiyyah lil Nashar, 1:51.
  84. الإتقان في علوم القرآن، 1:227. Al I’ttiqan fi ‘Uluwm al Qur’ān, 1:227.
  85. سورة البقرة، 106. Surah Al BAqarah;106.
  86. سورة الأعلى، 6-7. Surah Al A’la, 6-7.
  87. سورة الأعلى، 6-7. Ibid.
  88. أبو زرعة، حجة القراءات، ص:109، تفسير الجصاص، 1:59، تفسير القرطبي، 2:61. Abu Zur‘ah, Ḥujjah al Qira’at, p:109; Tafsiyr al Jaṣṣaṣ, 1:59; Tafsiyr al Qurṭabi, 2:61.
  89. سورة الطلاق، 1. Surah Al Talaq;1.
  90. البغوي، معالم التنزيل، 4:355، البحر المحيط، 8:278، فتح القدير للشوكاني، 2:838، الدكتور نظام الدين عبد الحميد، أحكام انحلال عقد الزواج في الفقه الإسلامي، ص:51، الطبعة الأولى 1989م مطبعة التعليم العالي والبحث العلمي، موصل بغداد. Al Baghwi, Ma‘alim al Tanziyl, 4:355; Al Baḥar al Muḥiyṭ, 8:278; Fatḥ al Qadiyr, 2:383; Dr. Niẓam al Din ‘Abdul Ḥamiyd, Aḥkam Inḥilal ‘Aqd Al Ziwaj fil Fiqh al Islami, Baghdad: Matba‘ah al Ta‘liym al ‘‘Aliy wal Baḥath al ‘Ilmi, 1st Edition, p:51;
  91. سورة الفاتحة، 6. Surah Al Fatiḥah;6.
  92. النسفي، مدارك التنزيل، 1:10. Al Nasafi, Madarik al Tanziyl, 1:10.
  93. سورة الفاتحة، 4. Surah Al Fatiḥah;4.
  94. الغرناطي، أبو حيان، البحر المحيط، 1:20، أيضاً، الكشف عن وجوه القراءات السبع، 1:27. Abu Ḥayyan, Al Baḥar al Muḥiyṭ, 1:20; Al Kashf ‘an Wujuh al Qira’at al Sab‘I, 1:27.
  95. الزرقاني، عبد العظيم، مناهل العرفان، 1:273 Al Zurqani, ‘Abdul ‘Azim, Manahil al ‘Irfan fi ‘Uluwm al Qur’ān, 1:273.
  96. الجزري، محمد بن محمد، النشر في القراءات العشر، 1:370، الكشف عن وجوه القراءات، 1:26، المهذب في القراءات العشر، 1:45 Al Jazari, Muḥammad bin Muḥammad, Al Nashr fil Qira’at al ‘Ashr, 1:370; Al Kashf ‘an Wujuh al Qira’at, 1:26; Al Muhadhab fil Qira’at al ‘Ashr, 1:45.
  97. سورة النجم، 23. Surah Al Najam;23.
  98. الالتفات لغة، يقال : لَفَتَ وَجْهَهُ عن القوم: صرفه، ويقال: التفَتُّ التفاتًا، والتلفت أكثر منه، ويقال: لَفَتُّ فلانًا عن رأيه، أي: صرفته عنه، ومنه الالتفات، والالتفات بالمعنى الاصطلاحي في عرف علماء المعاني: هو نقل الكلام من أسلوب إلى آخر. من التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى واحد من هذه الصيغ بعد التعبير بالأول.وللالتفات أنواع كثيرة والذي نجده في الآية السابقة هو الالتفات من الغيبة إلى الخطاب. " القزويني ، أبو المعالي جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الإيضاح في علوم البلاغة" تحقيق: محمد عبد المنعم خفاجي، الطبعة الثالثة، دار الجيل بيروت، 2:85، يحيى بن حمزة بن علي الحسيني العلويّ، الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، الطبعة الأولى1423هـ، المكتبة العنصرية بيروت، 2:71، أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي، جواهر البلاغة، المكتبة العصرية، بيروت، ص:212. Al Qazwiyni, Muḥammad bin ‘Abdul Raḥman bin ‘Umar, Al I’yḍaḥ fi ‘Uluwm al Balaghah, Beurit: Dar al Jiyal, 3rd Edition, 2:85; Yaḥya bin Ḥamzah bin ‘Ali, Al Ṭiraz li Asrar al Balaghah w ‘Uluwm Ḥaqa’iq al I‘jaz, Beurit: Al Maktabah al ‘Anṣuriyyah, 1st Edition, 1432, 2:71; Aḥmad bin Ibrahiym bin Muṣṭafa Al Hashimi, Jawahir al Balaghah, Beurit: Al Maktabah al ‘Aṣariyyah, p:212.
  99. سورة الجمعة، 9. Surah Al Jumu‘ah;9.
  100. الرازي، محمد بن أبي بكر، مختار الصحاح، ص:300. Al Raḍi, Muḥammad bin Abi Bakr, Mukhta al Ṣiḥaḥ, p:300.
  101. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم:908، كتاب الجمعة باب المشي إلى الجمعة، 2:7. تحقيق محمد زهير، الطبعة الأولى 1422هــ دار طوق النجاة. Al Bukhari, Ṣaḥiḥ Bukhari, Dar Tawq al Najah, 1st Edition, 1422, Ḥadith: 908, 2:7.
  102. الغرناطي، أبو حيان، البحر المحيط، 8:265. Abu Ḥayyan, Al Baḥar al Muḥiyṭ, 8:265.
  103. ابن الجوزي، عبد الرحمن أبو الفرج، زاد المسير، 4:283 Ibn Al Jawzi, Zad al Masiyr, 4:238.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...