Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Journal of Islamic and Religious Studies > Volume 2 Issue 1 of Journal of Islamic and Religious Studies

من تأثيرات العلامة إقبال في نجيب الكيلاني من خلال كتابه إقبال الشاعر الثائر |
Journal of Islamic and Religious Studies
Journal of Islamic and Religious Studies

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

حياة نجيب الكيلاني

هو نجيب بن عبد اللطيف بن إبراهيم الكيلاني([1]). ولد نجيب الكيلاني في اليوم الأول من شهر يونيو عام 1931م، و كان ذلك في شهر المحرم عام 1350ه([2]).و في الخامس من شوال 6 من مارس 1995م([3])، حيث توفي و دفن بـ مصر([4]).

يعد الكيلاني من كبار الأدباء و الشعراء في القرن العشرين ... فقد كان شاعراً قصصياً مسرحياً و ناقداً و واضعاً لمنهج الفن الإسلامي، فقد أنتج ستة دواوين شعرية و كتب ما يربو ثلاث و ثلاثين رواية كما أنتج عدة مجموعات قصصه القصيرة، ولم يتخلف عن أن يقدم مسرحية إسلامية و قام ببعض دراساته في موضوعات مختلفة أو سيرةٍ ذاتية؛ و ألف كذلك في النقد و الدراسات الأدبية مؤلفات متعددة.

بدايات تأثر الكيلاني بإقبال

لم تكن العلاقة بين الكيلاني و إقبال علاقة مباشرة و إنما كانت بوسائط أدبية فهي إذن علاقة غير مباشرة.

إن الكيلاني لم تكن يعرف شيئاً من اللغتين: الفارسية و الأردية اللتين قد كتب بهما العلامة إقبال عدداً من دواوينه و لأجل ذلك لم يكن من الممكن أن يقرأ الكيلاني شعره بلغاته الأصلية كما كان لا يستطيع أن يتصفح شيئاً من المصادر و المراجع التي كُتبت بهما، و التي تهمّ إقبالاً و أدبه و فكره و فلسفته.

ولم تكن للكيلاني بدّ من أن يقتني من الكتب العربية التي تتعلق بإقبال ؛ كانت ترجمةً لشعره أو نثره أو كانت تتناول إقبالاً حياته أو فكره أو فلسفته و كذلك كان عليه أن يقرأ عدداً من المقالات التي ألقيت في مناسبات مختلفة في مجال ذكرى إقبال أو في ندوات أقيمت عنه في البلاد العربية و بخاصة في مصر.

و من أوائل ما قرأ من الأعمال المتعلقة بإقبال، ديوان "ضرب الكليم" و هي ترجمة عربية منظومة لديوان "ضربٍ كليم" بالأردية للعلامة إقبال، قام بنقله إلى العربية الدكتور عبد الوهاب عزام الذي مكث سفيراً لمصر في باكستان، و نشره عام 1952م في القاهرة.

لعلنا لا نجد من أعمال العلامة إقبال شعراً أو نثراً إلا و قد نقل إلى أهم اللغات العالمية في مغارب الأرض أو في مشارقها ، أما اللغة العربية فقد اهتمت بأعماله اهتماماً بالغاً ، و كان من نتيجة ذلك انه لا نكاد نرى أحداً من علماء العرب و أدبائها و شعرائها و مفكريها إلا و قد التفت إلى قراءة عمل من الأعمال المترجمة لإقبال و أعجب بشيئ منها و تأثر بها تأثراً جزئياً أو كلياً.

تأثر الكيلاني بـ إقبال

وفي هذا المجال يمكن أن نقول: إنه لم يتأثر بإقبال أحد على قدر ما تأثر به الدكتور نجيب الكيلاني الذي كان أساساً طالباً بكلية الطب، و بدأ يدرس الأدب و يكتب الشعر جنباً إلى جنبٍ دراسته و لكن لا يمارسه ممارسة الأديب و الشاعر حتى صادف أن تلقى من بعض دواوين إقبال المترجمة خطوطاً تمهد أمامه الطريق للتعبير عما في نفسه من المشاعر و الأحاسيس الهائجة ضد الظلم الجائر و الاستبداد المسيطر و العواطف الحانية للإنسانية الحائرة المستعبدة و بخاصة للمسلمين في البلاد العربية و الإسلامية أو أقلياتهم في أقصى الأرض و أدناها.

ففي مقابلة أدبية أجراها الأخ علي فريج حينما ألقى إليه سؤالا عن شاعره المفضل والذي يرتاح له الكيلاني و تأثر بشعره، يُكشف الكيلاني عن حبه الشديد و إعجابه الكبير بأدبه بقوله:

"محمد إقبال شاعر باكستان... هو الشاعر الذي أحببته، و أعجبت به أكثر من أي شاعر آخر حينما وقع في يدي "ضرب الكليم" و أخذت أقرأ فيه و شعرت أنني عثرت على كنزٍ ثمين...."([5])

كان الكيلاني في بداية أمره لا يعرف شيئاً عن العلامة محمد إقبال ، و عندما كان في سجن أسيوط عام 1955م، حاول السجناء أن يجمعوا ما لديهم من كتب في مكتباتهم الخاصة ، فطلبوا من مأمور السجن أن يخلّي لهم ، "زنزانة" يحيلونها إلى مكتبة ، يستطيع السجين أن يستعير منها ما يشاء من كتب، ... و هدى الله المدير و وافق، وبشرط أن تكون الكتب تحت الرقابة، و ألا يضاف إليها أيّ كتاب إلا بعد الموافقة عليه و دفعه بختم السجن، و ألا تكون المكتبة وسيلة لإخفاء الممنوعات أو المراسلات....([6])

وقد تعرف عليه من خلال بعض دواوينه المترجمة إلى العربية و قد وجد و هو في السجن، و كان هذا الديوان وسيلة العلاقة الروحية و الأدبية بين الكيلاني و إقبال. يقول الكيلاني عن أوائل تأثره بإقبال و هو يتحدث عن ضرورة الأدب الإسلامي و أهميته :

"إنه كان في سجن أسيوط، رأى ذات يوم في يد أحد الإخوان ديوان "ضرب الكليم" لإقبال المترجم إلى العربية بيد الدكتور عبد الوهاب عزام، و استعار منه هذا الديوان و بدأ يقرأ فيه و يتأمل في أفكاره و فلسفته و أسلوبه و نظرته تجاه أدب ينهض بالمسلمين من غفلتهم و يؤدي بهم إلى المسايرة مع ما يحتاج إليه الأمة المسلمة([7]).

و كان ديوان ضرب الكليم بداية جديدة في حياته الأدبية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

لقد استولت كلمات إقبال على عقله و وجدانه ، إن الكثير من أشعاره تبدو و كأنه كان يريد أن يقولها ، لكنها كانت حائرة مشتّتة في ذهنه ، فجاء إقبال العبقري و صاغها نظماً كأحسن ما تكون الصياغة([8]).

لم يتأثر بإقبال من أدباء العرب من أصحاب التيار الإسلامي المنظرين للفن الإسلامي (نظرية ً و تطبيقاً) كما تاثر به الدكتور نجيب الكيلاني ، و إن إعجاب الدكتور الكيلاني بإقبال كان من خلال ترجمات الدكتور عبد الوهاب عزام و الأستاذ الصاوي علي شعلان و الأستاذ حسن الأعظمي لبعض أعماله الأدبية ، و فقد دفعته هذه الترجمات –بعد أن قرأها- أن يؤلف كتاباً مشهوراً عن إقبال – و هو في العشرينات من عمره، رغم كونه طالب كلية الطب لا الأدب- الكتاب الذي كتبه بعنوان "إقبال الشاعر الثائر".

يقول هو نفسه:

"كان اكتشافي لإقبال من أهم أحداث حياتي الأدبية... فقد انكببت على دواوينه فترة طويلة من الزمن... و حينما ألفت كتابي "إقبال الشاعر الثائر" كنت أكتبه و أنا في حماسٍ بالغٍ... كتبته من زاوية الحب و التقدير لهذا الشاعر العظيم الذي لم ينل ما يستحقه من اهتمام في عالمنا العربي..."([9])

و لذلك أخذ الكيلاني يبحث عن كل ما كتب عن إقبال باللغة العربية، و كان خير ما وجده مؤلفات الدكتور عبد الوهاب عزام المترجمة ، و مقالات لأبي النصر الهندي في مجلة "الرسالة" الشهيرة القديمة (في الثلاثينيات) ، و كتاب للشيخ الصاوي على شعلان و محمد حسن الأعظمي ، و مجموعة مقالات كبار الأدباء و الأساتذة العرب و الأبحاث القصيرة لعدد من عظمائهم منهم : طه حسين ، و العقاد، و أحمد الشرباصي و آخرون، التي صدرت عن السفارة الباكستانية في القاهرة باسم "محمد إقبال" و التي أعاد نشرها – بإضافة بعض مقالات أخرى- الدكتور ظهور أحمد أظهر في المكتبة العلمية بـ لاهور في كتابه تحت عنوان "إقبال العرب على دراسات إقبال" ، كما وجد الكيلاني عدداً آخر من المقالات و الكتيبات القليلة([10]).

وجد الكيلاني أن الشاعر البنغالي الهندي "طاغور" صاحب جائزة نوبل ، كان مشهوراً أكثر مما لإقبال من شهرة و وقبول في العالم العربي في مختلف البلاد ، على حين كان إقبال لا يعرفه إلا قلة القلائل الذين عكفوا على ترجمة شعره أو قاموا بقراءة هذه الأعمال المترجمة.

و حنيما تعرف عليه الكيلاني أعجب بشعره و فكره إعجاباً كاملاً و لكنه مع ذلك تعجب من عدم معرفته به من قبل، و عندما يعبّر عن شعوره تجاه هذا يقول:

" وعجبت كيف لم أعرف إقبال من قبل، و لماذا لا يكون مشهوراً في أوساطنا الأدبية على الأقل ، مثل شهرة معاصره الهندي الشاعر "طاغور" و لهذا بدأت على الفور في إعداد دراسة بسيطه للتعريف بإقبال بين أبناء العربية ، نلت عليها جائزة وزارة التربية و التعليم ، كما حصلت بسببها فيما بعد على الميدالية الذهبية من الرئيس ضياء الحق في ذكرى إقبال المئوية عام 1977م ، بالسفارة الباكستانية في أبو ظهبي"([11]).

كتاب :"إقبال الشاعر الثائر"

كتب الكيلاني هذا الكتاب سنة 1956م، و صدر لأول مرة في القاهرة سنة 1959م ، يشتمل على مائة و تسع و أربعين صفحة ، و طبع طبعته الثانية في بيروت عام 1973م ، والثالثة في عام 1980م، و الرابعة عام 1988م.

على أن الكتاب كتب عن سيرة العلامة محمد إقبال و لكن الكيلاني تحدث فيه – أيضاً- عن أدبه و فكره و فلسفته و تناول فيه الموضوعات التالية:

# مقدمة ص/5
# بين البرهمية و الإسلام ص/7
  آباءه ص/9
  والده ص/15
# بين العلم و العمل ص/21
  في لاهور ص/28
  في بلاد الغرب ص/31
# فلسفة "إقبال" ص/41
# إقبال و الفن ص/77
  الفن و الذات ص/79
  إقبال و الشعر ص/81
  الحرية في شعر إقبال ص/87
  بين التقليد و التجديد ص/96
  الطبيعة في شعر إقبال ص/102
  السخرية في شعر إقبال ص/109
# إقبال.. و المرأة ص/119
# النزعة الإنسانية و العالمية في شعر إقبال ص/125
  إقبال و أبو العلا المعري ص/131
  القلندري ص/139

وفي الصفحات التالية نلقي الضوء على ما فهمه الكيلاني من فكر إقبال و فلسفته تحت العناوين التي ذكرناها آنفاً مع تخريج النصوص و الشواهد المترجمة لشعر إقبال التي أخذت من المؤلفات و الترجمات المختلفة، و لكنه لم يُشر الكيلاني في معظمها إلى مصادرها و إتيان الأبيات الأصلية لها من دواوينه الأردية و الفارسية.

بين البرهمية و الإسلام

يشير الكيلاني في هذا المبحث إلى أجداد العلامة إقبال و ديانتهم الأصلية "الهندوسية" و دخولهم في الإسلام قبل بضعة قرون و تركهم لديانتهم رغم أنهم كانوا من أصحاب المكانة الرفيعة و الدرجة العالية من بين أهليهم و أبناء بلادهم "كشمير" إذ كانوا من الطبقة العليا من طبقات أهل الهنود، ألا و هي طبقة البراهمة.

و لكنهم تركوا الهندوسية و دخلوا في الإسلام ، فكان إسلامهم إسلاماً كاملاً و كان إيمانهم من أعماق قلوبهم و نفوسهم، و لم يراعوا ما كان لهم من المنزلة الرفيعة فيها.

و إذا كان إسلامهم على يد من كان من أهل التصوف فلأجل ذلك كان التصوف غالباً على أهله و أفراد أسرته.

لا يعتقد إقبال في الامتيازات الأسرية و المنازل الرفيعة أو الدنيئة بين الطبقات الإنسانية أو مجتمعاتها و شعوبها بل يؤمن بالمساواة الإسلامية و الدرجات الدينية ، و في هذا يقول:

"يجب أن تفني في دينك و ملتك، بعد أن تكسر أصنام اللون و الدم، و حتى لا يبقى في العالم (توراني) و لا (إيراني) و لا (أفغاني)...."

هي ترجمة عربية نثرية لبيت أرديِّ هو :

بتان رنگ و بو کو چھوڑ کر ملت میں گم ہو جا  
نہ تورانی رہے باقی نہ ایرانی ، نہ افغانی([12])  

بين العلم و العمل

يذكر الكيلاني في هذا المبحث بعض ما وضعه إقبال من شروط نجاح أي حركة.

و هي بعد عدم التعصب : الفكر الثاقب ، و العلم الواسع ، و القلوب الكبيرة و العقيدة الصحيحة.

فعن العلم هو يقول أنه من الممكن أن يحصل عليه الإنسان من الشرق كان أو من الغرب و لكنه لا بد له من أن يتفحصه بعقله و يقيسه بمعايير الإسلام و يأخذه إذا كان مفيداً و الذي يتلقى علماً أو نظريةً ما بدون الفحص و التمحيص فمثله كمثل الذي فقد حاسة الذوق و الذي فقد شخصيته...

و التقط إقبال الآراء السليمة و الحكمة العالية من أسلافه و معاصريه و لكن أخذها و عمل بها بعد البحث و التمحيص و النقد، لا كالتقليد الأعمى.

ثم عرضها في لونٍ جديدٍ و شكل بديع يؤثر في قلوب الناس و بذلك أصبح صاحب مذهب جديدٍ في الفلسفة و رأيٍ سديدٍ في الفكر الإسلامي.

يذكر المؤلف رحلة العلامة إقبال إلى بلاد الغرب للدراسات العليا، و أنه يقرأ من خلال إقامته عن "نيتشه" و "هيجل" و "ابن العربي" و "جلال الدين الرومي" و "الشيرازي" و غيرهم من الفلاسفة و المتصوفين.

و درس عن الحضارة الغربية و عرف مقوماتها و أهدافها ، و أدرك عيوبها و مآخذها ، و علم أنها نهضة مادية رائعة و نهضة عقلية لا قلب لها و لا روح فيها.

كما ذكر المؤلف بأسلوبه:

"وبعد أن درس إقبال الحضارة الغربية و مدلولاتها و قارنها بالحضارة الإسلامية و مضموناتها ، و خرج نتيجة حتمية لا مناص منها ، إذ لا يمكن تجاهلها أو تناسيها ، لأن ذلك سيكون على حساب الإنسانية ، وعلى حساب سعادة البشر"([13]).

و قد رأينا إقبال كان دائماً يقرأ القرآن الكريم و يتفهمه و يعتقد أن التعاليم القرآنية هي أساسحياة المسلم الحق، و لذلك كان يحث المسلمين على الأخذ بما أتى به القرآن، و في مكان قال:

مسلماً ، إن ترد حياة فيها  
ما بغير القرآن تأتي الحياة  

و البيت الفارسي هو :

گر تو می خواہی مسلمان زیستن  
نیست ممکن جز بقرآں زیستن([14])  

فلسفة إقبال

و يتحدث الكيلاني في المبحث بعنوان "فلسفة إقبال" عن فلسفته و يذكر بواعث فلسفته التي أشعلتها و يشير إلى أن إقبال قد تحدث عن جهل المسلمين و غفلتهم و مكايد المستعمرين و مخادعهم فهو يقول :

"رأى إقبال أن المسلمين يرتعون في بيداء الجهالة ، ويضربون في فيافي الغفلة ، و الإسلام الناصع الحي أصبح عنوان الذلة و الفقر و الضياع : تلوثت عقائده بفعل الكائدين و المخادعين، و جرى العبث في شرائعه بفعل المتزمتين ، لذا أصبحوا محكومين بعد أن كانوا حاكمين، و أمسوا رعايا مستعبدين بعد أن كانوا سادة أشرافاً ، و تلفت (إقبال) حائراً و كأني به يقول : إذاً فهذا هو الحال و يا له من مآلٍ تعسٍ"([15]).

و أحس إقبال أن الناس لا يزالون يعبدون الأصنام على أشكال مختلفة و إن ادّعوا الإيمان بالله –ولذلك فهو ينصحهم بترك آلهة دنيوية و أن يسجدوا لله الواحد، و أن هذه السجدة الواحدة تنجيهم من آلاف السجود للآخرين، يقول:

تلون في كل ثوب (مناة)  
و شاب بنو الدهر وهي فتاة  
فهذا السجود الذي تجتويه  
به من ألوف السجود نجاة([16])  

و الأبيات الأردية هي :

بدل کے بھیس پھر آتے ہیں ہر زمانے میں  
اگرچہ پیر ہے آدم جواں ہے لات و منات  
یہ ایک سجدہ جسے تو گراں سمجھتا ہے  
ہزار سجدے سے دیتا ہے آدمی کو نجات([17])  

أمراض الأمة في نظر إقبال

و يذكر الكيلاني الأمراض المختلفة التي رآها إقبال في أمة المسلمين ، و نخر في أجساد الأمة ، فأورثتها سوء المآل، فذكر منها الأمراض الخمسة الكبرى التي تعاني منها الأمة المسلمة كما ذكر له علاجها كما فهمه على لسان إقبال.

والمرض الأول في نظر إقبال عند المسلمين هو الخوف من الموت و الحرص على الحياة ، و لعلاج هذا يريد إقبال أن يعود المسلمون إلى ذاتهم لتقويتها، لأن ذات الإنسان مصدر الحركة و العمل و مصدر النور والحياة.

والمرض الثاني هو أن المسلمين يواجهون الفساد في عقيدتهم أي هو فساد التوحيد، و سعى إقبال لعلاجه أن يتمسكوا بتعليم الإسلام، و يعرفوا فضيلة الجهاد، جهاد النفس و الجهاد في سبيل الحق ، ويوافق قولهم بالعمل ، لأن فيه للمسلمين النجاح و الكفاح في الحياة الدنيا و الحياة الآخرة.

و المرض الثالث الذي أدركه إقبال هو "التواكل" و هو أن المسلمين ينظرون في حالهم الذلّ و الهوان، و يخضعون لهذا الذل و يقولون تبريراً لهذا: ماذا نعمل؟ هذا قضاء الله و قدره ، و كل هذا من إرادته و مشيئته ، و علينا الاستسلام لأمر الله.

عرضه إقبال هذا الداء في حوار شعري بديع.... يدور بين الله و إبليس في حضور الملائكة ، يقول إبليس:

يا إلهاً أمره كن  
ليس عنه من محيد  
ويلٌ غر من زمان  
و مكان في حدود  
كيف أستكبر عن  
أمرك أو كيف أحيد؟  
كان في علمك أني  
حائدٌ عن ذا السجود  

الخالق:

هل عرفت السر هذا  
قبل أو بعد الجحود؟  

إبليس:

بعد ، يا من تجليه  
كمالات الوجود  

الخالق:(ناظراً إلى الملائكة)

خسة الفطرة فيه عفته ذاك عذرا  
قال:ما شئت سجودي أنا لا أملك أمرا  
ذلك الظالم سمى اختياراً فيه جبراً  
أنه سمى رواداً شعلة فيه و جمرا([18])  

و الأبيات الأردية هي :

إبليس :

اے خدائے کن فکان مجھ کو نہ تھا آدم سے بیر  
آہ! وہ زندانیْ نزدیک و دور و دیر و زود  
حرفِ استکبار، تیرے سامنے ممکن نہ تھا  
ہاں مگر تیری مشیت میں نہ تھا میرا سجود  

یزداں :

کب کھلا تجھ پر یہ راز؟  
انکار سے پہلے کہ بعد؟  
بعد! اے تیری تجلّی سے کمالاتِ وجود!  

یزداں :(فرشتوں کی طرف دیکھ کر)

پستیٔ فطرت نے سکھلائی ہے یہ حجت اسے  
کہتا ہے تیری مشیت میں نہ تھا میرا سجود  
دے رہا ہے اپنی آزادی کو مجبوری کا نام  

ظالم اپنے شعلۂ سوزاں کو خود کہتا ہے دود! ([19])

والمرض الرابع هو الفرار من المتاعب و المصائب ، فوجد أن المسلمين يهربون من نكبات الحياة و من تحمل المتاعب و المصائب و الآلام و يريدون السكون و الدعة و يعيشون حياتهم في أكناف العبودية و خمول الذكر، حتى أصبحت حياتهم لقمة سائغة.

فنصح إقبال المسلمين بالالتفات إلى منابع دينهم الأولى ليجدو أن الحياة الناعمة الوفيرة ليست علامة و دليل رضا الله تعالى و أن ليست المشاكل و العوائق في سبيل الحياة السخط من عند الله على عباده بل الله تعالى يمتحن بهذه أحوال عباده "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"([20]).

و وجد إقبال المرض الخامس عند المسلمين أ لا و هو اليأس و الرهبنة، و فكر في ازدياد هذا المرض و عدم علاجه مسببين كبيرين و هما تقسيم من فهموا أسباب الذل و الهوان عند المسلمين إلى فئتين كبيرتين؛ فئة اليائسين من علاج هذه الأمراض و الخمول و الضعف عند المسلمين فلا يجتهدون في دفع هذه الظروف القاسية و لا يحاولون في إنقاذ المسلمين من هذه المصائب و فئة الرهبنة الذين قبعوا في الصوامع... يتعبدون الله تعالى و لا ينظرون إلى ما حولهم من أحوال المسلمين و لا يفكرون في علاج هذه الأمراض الروحية و النفسية و الاقتصادية و إنما يكتفون بترك أمور الدنيا و الزهد فيها و التبل إلى العبادة.

يقول:

إن حباب خمرة الآمال لا
يرقص إلا فوق أمواج الألم
والله في حكمته علّمنا
أن انشراح الصدر قبله ألم
آلامنا إلى العلا أجنحة
نعلو بها فوق مطارات النسور
الروح سرٌ و الحياة ظلمة
و شعلة الآلام للأرواح نورٌ([21])

الأبيات الأردية هي:

موج غم پر رقص کرتا ہے حباب زندگی  
ہے "ألم" کا سورۃ بھی جزو کتاب زندگی  
طائر ِ دل کے لیے غم شہپر پرواز ہے  
راز ہے انساں کا دل، غم انکشاف ِ راز ہے([22])  

  

ومن خلال هذا الكتاب - عندما يتحدث الكيلاني عن فلسفة إقبال و فكره- يوازن بين فلسفته و فلسفة الآخرين، و يأتي في مواضع متعددة بالإشارة إلى بعض من المتصوفين و الفلاسفة من الشرق و من الغرب من القدامى و من المحدثين ، أمثال: ابن العربي ، و هيجل و شوبنهاور و غيرهم.

و يتكلم عن نظرياتهم الفلسفية أما إقبال فهو يتحدث عن فلسفته الإسلامية "الذاتية" أو "خودي" و هي الفلسفة التي تقوي الذات الإنسانية و تجعلها تسعد في الكون و ترتقي إلى مدارجها العليا كما يصل بها الإنسان إلى درجة الكمال([23]).

ويتحدث الكيلاني عن العشق ، لأن العشق هو يقوي الذات([24]) و يوازن بين العشق و العلم([25]) ، وهما يردان في شعر إقبال مراراً ، كما يتكلم غايتهما و هدفهما المنشود في شعره ، يقول :

"والعشق هو الذي يشير الرغبة في الكائنات، و يوقظ فيها جمرة الحياة، فتحس بنعمتها و جمالها و روعتها، و غاية العشق تقوية الذات و رقيها ، و السير بهما قدماً نحو الحرية و الكمال الخالد، و غاية العلم أن يبرز لنا قليلاً من الصفات التي قد لا تثبت على حال و لا يستقر لها قرار، لأن العلم محض تساؤل حائر، وفي شك دائم، و لكن العشق جوابٌ رائعٌ لاستفساراتنا و تساؤلاتنا ، حقاً إنه جوابٌ خافٍ على بعض المغرورين و المخدوعين و النائمين ، لكن تدركه القلوب الواعية ، و الأرواح المتوثبة الذكية"([26]).

قال لي العلم غروراً  إنما العشق جنون  
قال لي العشق مجيباً  إنما العلم ظنين  
لا تكن سوس كتاب  يا أسيراً للظنون  
فمن العشق شهود  
و من العلم حجاب  
من لهيب العشق ثارت  ثورة في الكائنات  
و شهود الذات للعشق  و للعلم الصفات  
ومن العشق ثبات  وحياة و ممات  
علمنا سؤل جلي  
عشقنا خافي الجواب  
معجزات العشق ملك  زانه فقر و دين  
وعبيد العشق أدناهم  له عرش مكين  
و من العشق زمان  و مكان و (مكين)  
إنما العشق يقين  
و به يفتح باب  
إلفة المنزل في شرع  من الحب حرام  
خطر البحر حلال  راحة السرب حرام  
خفقة البرق حلال  وفرة الحب حرام  
علمنا نسل كتاب  
عشقنا أم الكتاب([27])  

الأبيات الأردية هي :

علم نے مجھ سے کہا عشق ہے دیوانہ پن  
عشق نے مجھ سے کہا علم ہے تخمین و ظن  
بندۂ تخمین و ظن ! کرمِ کتابی نہ بن  
عشق سراپا حضور ، علم سراپا حجاب
عشق کی گرمی سے ہے معرکۂ کائنات  
علم مقام ِ صفات، عشق تماشائے ذات  
عشق سکون و ثبات ، عشق حیات و ممات  
علم ہے پیدا سوال، عشق ہے پنہاں جواب  
عشق کے ہیں معجزات، سلطنت و فقر و دین  
عشق کے ادنیٰ غلام صاحب تاج و نگین  
عشق مکان و مکیں ! عشق زمان و زمین  
عشق سراپا یقین، اور یقین فتحِ باب  
شرع محبت میں ہے عشرت ِ منزل حرام  
شورشِ طوفان حلال، لذّتِ ساحل حرام  
عشق پر بجلی حرام ، عشق پر حاصل حرام  
علم ہے ابن الکتاب عشق ہے ام الکتاب([28])  

ثلاثة مراحل لفلسفة إقبال

و ذكر المؤلف مراحل ثلاث لفلسفة إقبال، و هذه المراحل يجب أن يمشي بها الإنسان حتى يصل إلى الغاية و هي خلافة الله في الأرض.

وهذه المراحل الثلاث هي:

المرحلة الأولى هي "خلق المقاصد و توليد الرغبات"([29]) التي يمر بها الذات، و يأتي الكيلاني يقول غلام أحمد برويز صاحب (معارف القرآن) :

"أن من يتدبر القرآن الكريم، يبدو له جلياً أن الإسلام عبارة عن نظام حياةٍ يسمى ديناً"([30]).

و المرحلة الثانية هي " مرحلة النضال المستمر و الكفاح المتصل" هذه المرحلة ضرورية لتطور الذات و ارتقائها، و لتحقيق الغايات و المقاصد و أهدافها.

الأرض لا تخفي حقيقة جوهري 
أنا مقصد التقدير في الأكوان  
و حقيقتي نورٌ فما لي سابحاً 
في لجة الظلمات و الأشجان  
أنا أمة فيما أريد لأمتي 
و ولايتي دنيا من الأجيال  
و أرى بمنظار الحقيقة كل ما 
يبديه في الحق الصريح خيالي([31])  

الأبيات الأردية :

یہ سب کچھ ہے مگر ہستی مری مقصد ہے قدرت کا 
سراپا نور ہو جس کی حقیقت میں وہ ظلمت ہوں  
نظر میری نہیں ممنونِ سیرِ عرصۂ ہستی 
میں وہ چھوٹی سی دنیا ہوں کہ آپ اپنی ولایت ہوں  
مجھے رازِ دو عالم دل کا آئینہ دکھاتا ہے 
وہی کہتا ہوں جو کچھ سامنے آنکھوں کے آتا ہے([32])  

وقد ربط إقبال هذه المرحلة بثلاثة شروط ، هي:

الشرط الأول: هي الإطاعة و الانقياد لأوامر الله سبحانه([33]) ، و يجب على المسلمين أن يعملوا على أحكام الإسلام التي أمر بها ، و الانتهاء عما نهى عنه:

"ولا شك أن طاعة الإنسان لربه إذا كانت عن عقيدة ثابتة و إيمان راسخ فهي تملأ القلب سعادة و نوراً ، تغمره حيوية و إشراقاً مما يسهل عليه تكاليف هذه المرحلة و نفقاتها – مرحلة الكفاح و النضال-"([34]).

الشرط الثاني:هو ضبط النفس([35])، إن النفس لها نوازع و أعراض ، و النفس مليئة بالمشاعر والمطالب و فيها شهوات و رغبات و لهذا ضروري للإنسان أن يضع الحدود لهذه النفس، كما ذكر الكيلاني ما فهمه من كلام إقبال:

"لهذا كان من الضروري أن يوضع لهذه النفس الحدود التي تلزمها الجادة و الرياضة التي تعوّدها على السلوك المستحب ، و النظام المرغوب فيه ، وليس هذا معناه كبت الغرائز و الحكم بالإعدام على الطبائع الفطرية .. و إنما المقصود من ذلك تهذيبها ، أو إخراجها في ثوبٍ لائقٍ ، إبرازها بطريقة منظمة مشروعة و المحافظة عليها و توجيهها الوِجهةَ السليمة التي تدفع إلى الأمام دائماً فتساعد و لا تعوق ، و تسمو و لا تنحط"([36]).

و الشرط الثالث: هو "نيابة الله في الأرض"([37]) و المراد بنيابة الله القوة التنفيذية التي تتولى إجراء حدود الله و شريعته.

أما المرحلة الثالثة هي : "مقام المؤمن الكامل"([38]) صاحب الإرادة و الاختيار الذي يغلب الدنيا و لا تغلبه ، و يقهر الوجود و لا يقهره ، ولا يهاب الموت بل يبتسم له و يعبتره البرزخ إلى عالم الخلود الأبدي...

و إن المؤمن الكامل هو الذي يصعد في مدارج السمو و الرفعة ، و يشق طريقه اللانهائي إلى الكمال ، إذا نطق فبالصدق، وإذا حكم حكماً كان عدلاً و حقاً ، وإذا دقق النظر أدرك حقائق الأشياء.

كما يتحدث الكيلاني عما نظر إقبال في تلك المرحلة الأخيرة حيث يقول:

"تلك هي المرحلة الأخيرة لتربية (الذات) و الجماعة التي تتكون من أفراد تلك صفاتهم هي الأمة المسلمة الحقة ، فالأمة المسلمة في نظر (إقبال) مجموعة من الذوات الكاملة أو التي في طريقها إلى الكمال، و مثل هذه الأمة جديرة بقيادة البشرية إلى سبيل السلام و النور و الحب و الخير([39])، "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"([40]).

و في مثل هذه الامة المثالية يقول إقبال: "إنها تعلو فوق الأمم ، لأنها أمة نيطت بها الإمامة في الدنيا و الآخرة فهي لا تني عن مواصلة أمور الخلق، لأن النوم و التعب محرمان عليها".

"إنها في البساتين عندليب حسن التغريد، و في الصحارى بازٌ خفيف سريع الانقضاض".

"الأمير فيها فقير على الرغم من كونه سلطاناً ، كما أن الفقير فيها أمير على الرغم من كونه (درويشاً)"

میانِ امّتان والا مقام است 
کہ آں امّت دو گیتی را امام است  
نیا ساید زکارِ آفرینش 
کہ خواب و خستگی بروئے حرام است  
بباغاں عندلیبے خوش صغیرے 
براغان جرّہ بازے زود گیرے  
امیر ِ او بسلطانی فقیرے 
فقیرِ او بہ درویشی امیرے([41])  

إقبال و الفن

يتحدث الكيلاني في هذا المبحث عن الإنسان و طبيعته و كنهه ، كما تحدث عن الفن و غايته.

فالإنسان كما يراه إقبال هو المخلوق الذي تلتقي فيه روحانية السماء و مادية الأرض.

فالفن نورٌ و هداية في دياجي الحياة ، كانت غايته خيراً محضاً، و للفن غاية معينة، وهدفٌ خاصٌ . و عندما يلتقي الفن بالدين يصل بالإنسان إلى القمة المرموقة و الآفاق الرحيبة ، و يضع في نفسه الاحترام و الحب.

ويربط الكيلاني بين الفن و الذات ، فإن الفن يقوي الذات ، و يبعث فيها الحرارة و العشق و يوصل الذات إلى الترقي، كما يبعد عن الذات الأوهام ، يحرّرها من القيود و الخوف.

الدين و الفن و التدبير و الخطب 
و الشعر و النثر و التحرير و الكتب  
أن تحفظ (الذات) هذي فالحياة بها 
أو لم تطق ذاك فهي السحر و الكذب  
كم أمة تحت تلك الشمس قد خزيت 
إذ جانب (الذات) فيها الدين و الأدب([42])  

و الأبيات الأردية هي :

سررود و شعر و سیاست، کتاب و دین و ہنر  
اگر خودی کی حفاظت کریں تو عینِ حیات 
نہ کر سکیں تو سراپا فسون و افسانہ  
ہوئی ہے زیر ِ فلک امتوں کی رسوائی 
خودی سے جب ادب و دیں ہوئے ہیں بیگانہ!([43])  

و يتحدث هنا عن شعره ، و يذكر أن إقبال كيف يلتقي عنده الشعر بالفلسفة في صعيدٍ واحدٍ على الرغم أن الشعر لين وادع رقراق يسكر العواطف، ويداعب القلوب و يهز الأرواح، و الفلسفة جامدة صلبة ، و ثورث الكد و التعب!([44])

و يتكلم الكيلاني عن الحرية في شعر إقبال، حيث أنه يؤمن بالحرية و يعشقها عشقاً ملك عليه فؤاده.

للشيخ في الهند أجيزت سجدة
فخال ذا الإسلام حراً سيّداً([45])

الأردية هي :

ملّا کو جو ہے ہند میں سجدے کی اجازت 
ناداں یہ سمجھتا ہے کہ اسلام ہے آزاد! ([46])  

الطبيعة في شعر إقبال

و يتحدث الكيلاني في كتابه هذا عن الطبيعة في شعر إقبال، و يقول عنه:

"كان إقبال مثل الصيدلي الذي يحضر الدواء الشافي و يجده مر المذاق غير مستساغ الطعم لا يقبله المريض، لكن هذا الصيدلي البارع يفكر في الأمر، و يقدح زناد فكره و يجري التجارب العديدة حتى يتمكن من إضافة مادة معينة، و جميلة الطعم و الرائحة إلى الدواء المرّ ، فتحجب مرارته ، و تجعله مستساغاً مقبولاً ، دون أن تنقص من فائدته للمريض شيئاً!...."([47])

تغرب النفس ثم يشرق صبح  
فيه للنفس بالخلود ارتقاء([48])  

والبيت الأردي هو :

موت کو سمجھے ہیں غافل اختتام ِ زندگی  
ہے یہ شامِ زندگی صبح ِ دوام ِ زندگی([49])  

السخرية في شعر إقبال

و تناول الكيلاني السخرية في شعر إقبال ، و رأى أنه كانت سخريته نوعاً من المزاح ، هاجم بها أدعياء النبوة في العهد الحديث و انهال على أنبياء السياسة و أساطينها تقريعاً لاذعاً([50])، و نقد الحضارة الغربية بالسخرية ، و كشف الستر عن تضليل الغرب و خداعه.([51])

یا نظري لا يخدعنك فنه 
للزور هذا الحرم المغرب  
إن الذي شيّد هذا موثناً 
(دمشق) من عدوانه تخرب([52])  

والأبيات الأردية هي:

میری نگاہ کمالِ ہنر کو کیا دیکھے 
کہ حق سے یہ حرمِ مغربی ہے بیگانہ  
یہ بتکدہ انہیں غارتگروں کی ہے تعمیر 
دمشق ہاتھ سے جن کے ہوا ہے ویرانہ! ([53])  

إقبال و المرأة

يقول الكيلاني في هذا المبحث إن إقبال ينظر إلى المرأة بالاحترام و التقديس، و لا يحقر المرأة مثل أجداده البراهمة ، و يقول : إن المرأة مصدر الجمال و الحب و الرحمة و آية العطف و الحنان و النبل، و هي مصدر الوجود و أم الفلاسفة و الحكماء، و هي المدرسة الأولى للعقل الوليد كما يطالب بالحرية للنساء و محدد لها الحدود الإسلامي أن يبقى كرامتها و عفتها.([54])

إنما المرأة لون  في رسوم الكائنات  
لحنها ينفث نار الو  جد في صدر الحياة  
ذلك الطين تعالى  فوق أوج النيّرات  
ما (لأفلاطون) تروي  من قضايا معضلات  
وهو منها كشرار  من ذكى الجمرات([55])  

والأبيات الأردية هي :

وجود ِ زن سے ہے تصویر ِ کائنات میں رنگ 
اسی کے ساز سے ہے زندگی کا سوز ِ دروں  
شرف میں بڑھ کے ثریا سے مشتِ خاک اس کی  
مکالمات ِ فلاطون نہ لکھ سکی لیکن 
اسی کے شعلے سے ٹوٹا شرارِ افلاطون!([56])  

النزعة الإنسانية و العالمية في شعر إقبال

و يتحدث الكيلاني في الأخير عن النزعة الإنسانية و العالمية في شعر إقبال، فنذكر أنه لم يفكر في قضايا العالم الإسلامي و العالم العربي فحسب، بل تناول –أيضاً- القضايا العالمية ، فتحدث عن عصبة الأمم، و عن هؤلاء الذين يسخرونها لأهوائهم ، و يبعثون بقداستها و قوانينها ، و ختم هذه الدراسة بعقد موازنة بين إقبال و أبي العلاء المعرّي.

نظام الجماهير حكم به 
تعد العباد و لا توزن([57])  

و البيت الأردي هي :

جمہوریت ایک طرزِ حکومت ہے کہ جس میں 
بندوں کو گنِا کرتے ہیں تولا نہیں کرتے([58])  

خلاصة البحث:

والحق أن العرب تأثروا بشعر إقبال و فكره و نظريته في الفن بواسطة الترجمة و كل من كتب عن معايير الأدب الإسلامي و عن مقاييس الفن الإسلامي و مناهجه أفاد بآراء إقبال ونظريته تجاه الفن و الأدب كما تأثر به الدكتور نجيب الكيلاني،و إن إعجابه بإقبال كان من خلال ترجمات الدكتور عبدالوهاب عزام،و الأستاذ حسن الأعظمي لبعض أعماله الأدبية،فقد دفعته هذه الترجمات- بعد أن قرأه-أن يؤلف كتاباً مشهوراً عن إقبال بعنوان"إقبال الشاعر الثائر" كتبه بأسلوبٍ أدبي جاذب خلّاب، لم نر مثله من بين الكتب الواردة في مجال الدراسات الإقبالية حتى يومنا هذا، وقد جمع فيه لمحات من حياته، و مميزات لشعره، و مقتطفات من دواوينه المترجمة، و من آرائه الفكرية و مذهبه تجاه الأدب و الفن.

حوالہ جات

  1. الهوامش والمصادر () عبد الله بن صالح العريني ، الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية ، من إصدارات المهرجات الوطني للتراث و الثقافة، رسالة الماجستير في قسم البلاغة و النقد و منهج الأدب الإسلامي بكلية اللغة العربية بالرياض، 1409هـ، ص/11.
  2. () نجيب الكيلاني، لمحات من حياتي ، ط-1، مؤسسة الرسالة-1985م، 1/21.
  3. ()د. حسين علي محمد ، قراءة في مسرحية ، محلة "الأدب الإسلامي"، "على أسوار دمشق" العددان 9-10 ديسمبر 1995-أبريل1996، ص /79.
  4. () المستشار عبد الله العقيل ، من أعلام الدعوة و الحركة الإسلامية ، ط3،دار التوزيع والنشر الاسلامية،مصر 2005،ص/631.
  5. () الكيلاني، رحلتي مع الأدب الإسلامي ، ط1،مؤسسة الرسالة بيروت 1985،ص/226.
  6. () نفس المصدر، ص/35.
  7. () ايضاً
  8. () المصدر نفسه، ص/35-36.
  9. () المصدر نفسه، ص/226.
  10. () ايضاً
  11. () نفس المصدر ، ص/ 37.
  12. () إقبال، بانگ درا، ط44،غلام علي ايند سنز لاهور،1988،ص/270.
  13. () الكيلاني، إقبال الشاعر الثائر، ط4،مؤسسة السالة بيروت 1988،ص/32.
  14. () إقبال، اسرار و رموز، ط1،غلام علي ايند سنز لاهور 1990،ص/123.
  15. () الكيلاني، إقبال الشاعر الثائر، ص/ 42.
  16. () الدكتور عزام "ضرب الكليم" (د.ط)مطبعة مصر، شركة مساهمة مصرية،1952،ص/24.
  17. () إقبال ، ضرب ِ کلیم (اردو) ، (د.ط)غلام علي ايند سنز لاهور 1977،ص/37.
  18. () هي مأخوذة من ترجمة عزام في "ضرب الكليم" ، ص/31.
  19. () إقبال ، ضرب ِ کلیم (اردو) ، ص/46-47.
  20. () سورة هود، 22.
  21. () الترجمة للصاوي شعلان في كتابه : "فلسفة إقبال و الثقافة الإسلامية ، ط2،دار الفكر دمشق 1978،ص/56 ، و الحياة و الموت في فلسفة إقبال، ط2،الازهر برنترز ايند ببلشرز كوابريتو سوسائتي لميتد،كراتشي1961،ص/56،58.
  22. () بانگ درا، ص/155-156.
  23. () تحدث إقبال عن هذا في ديوانه "أسرارِ خودي" ، ص/12 و ما بعدها.
  24. () انظر: "أسرار ِ خودي" ، ص/18 و ما بعدها.
  25. () انظر على سبيل المثال "علم و عشق" في ديوانه "ضربِ كليم"(أردو) ، ص/20-21.
  26. () إقبال، الشاعر الثائر، ص/64.
  27. () د. عزام ، ضرب الكليم، العلم و العشق، ص/12-13.
  28. () ضرب ِ كليم، ص/20-21.
  29. () انظر: "أسرارِ خودي" ، ص/15 و ما بعدها.
  30. () إقبال الشاعر الثائر، ص/68.
  31. () للصاوي شعلان في : فلسفة إقبال و الثقافة الإسلامية ، ص/112-113.
  32. () بانگ درا، ص/69-70.
  33. () انظر: "أسرار ِ خودي" ، ص/40 و ما بعدها.
  34. () نفس المصدر، ص/70.
  35. () المصدر نفسه، ص/ 42 و ما بعدها.
  36. () إقبال الشاعر الثائر، ص/71.
  37. () انظر: "أسرارِ خودي" ، ص/44 و "ضرب ِ كليم" ، ص/ 112.
  38. () تحدث إقبال عن هذا في عدّة من دواوينه كـ"ضرب ِ كليم" ص/129و"أرمغان ِحجاز"و"بانگ درا".
  39. () إقبال الشاعر الثائر، ص/74.
  40. () سورة آل عمران ، الآية/110.
  41. () إقبال :أرمغان حجاز، ط2،المكتبة العمية لاهور 1992،ص/۷۱-۷۲.
  42. () أخذها الكيلاني من الكتاب "محمد إقبال سيرة و فلسفة و شعره" لعزام:ط3،إقبال اكادمي لاهور1985،ص/148.
  43. () ضرب ِ كليم، ص/100.
  44. () إقبال الشاعر الثائر، ص/81.
  45. () و نقل الكيلاني هذا البيت من ضرب الكليم لعزام، ص/22.
  46. () ضربِ كليم، ص/36.
  47. () إقبال الشاعر الثائر، ص/109.
  48. () الحياة و الموت في فلسفة إقبال، ص/64.
  49. () بانگ ِدرا، ص/254.
  50. () نفس المصدر، ص/110.
  51. () إقبال الشاعر الثائر، ص/113.
  52. () ضرب الکلیم، ص/74.
  53. () ضربِ کلیم، ص/102-103.
  54. () نفس المصدر، ص/119 و ما بعدها.
  55. () ضرب الكليم لعزام ، ص/64.
  56. () ضرب ِکلیم، (عورت)، ص/94.
  57. () ضرب الكليم لعزام، ص/107.
  58. () ضرب الكليم ، (جمهوريت)، ص/149.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...