Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Rahat-ul-Quloob > Volume 2 Issue 1 of Rahat-ul-Quloob

أهمية النصيحة في الكتاب والسنة |
Rahat-ul-Quloob
Rahat-ul-Quloob

Article Info
Authors

Volume

2

Issue

1

Year

2018

ARI Id

1682060029185_353

Pages

211-225

DOI

10.51411/rahat.2.1.2018.32

PDF URL

https://rahatulquloob.com/index.php/rahat/article/download/32/328

Chapter URL

https://rahatulquloob.com/index.php/rahat/article/view/32

Subjects

Advice reform nation Qura’an Hadith advice reform nation Qura’an Hadith

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

تمهيد:

النصيحة في الحقيقة عبارة عن الكلمة الصادقة المباشرة، ولها مكانة عالية في إصلاح الأفراد والأمم، وهي من أعظم وسائل الاتصال والتأثير عبر القرون والأجيال، هذه الكلمة تحمل في طياتها معنى الإخلاص والصدق والصفاء والصراحة والنقاء، كما تحمل معنى الإصلاح والنماء. وكما قال بن الأثير: "النصيحة كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له"، [1] والخير متنوع المناحى والأطراف، والمطلوب من النصحية إرادة الخير للمنصوح له عقيدة وعبادة وأخلاقاً، والتحلى بصفات الكمال لمن هوأهله واجتناب المعاصي والتنفير منها، كما أن النصيحة معاونة على الحق، وطاعة في أمر الله وسنة رسول الله، ولذلك نجد الدعوات السماوية كلها تهتم بالنصيحة من جوانب مختلفة لإصلاح المنصُوح له، ولإصلاح الأمم الفاسدة.

 

ونجد من خلال الآيات القرآنية وقصص الأقوام البائدة والأحاديث المباركة أن الرسالات السماوية كانت مبنية على النصيحة المباشرة، وكانت النصيحة رسالة لجميع الرسل عليهم السلام، فقد سجل القرآن الكريم هذه الحقائق، كما نذكرها بشيئ من التفصيل، بعد أن نتعرض لتعريف النصيحة لغة واصطلاحا حيث يساعد ذلك فيما سيذكر بهذه العجالة.

 

النصيحة لغة:

النصحية كلمة جامعة، ومعناها حيازة الحظ للمنصوح له، وهو من وجيز الأسماء ومختصر الكلام، وليس في كلام العرب كلمة مفردة تُستَوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة إلا هذه المفردة، [2] وقيل: النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه بالمنصح، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسده من خلل الثوب، وقيل إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا صفيته وخلصته من الشمع والشوائب التي فيه، شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط. [3]

 

فهو لفظ تحمل في معناها ضمن ما تحمل: الإخلاص والصدق والنقاء والصراحة والصفاء؛ وكما مر سابقاً، فالكلمة مشتقة من الفعل "نصح" أي: خَلَصَ، والناصح: النقي الخالص من كل شىء، والنصح: نقيض الغش، ويقال: نصحت له، أي أخلصت وصدقت، كما تحمل أيضا معني الإصلاح والنماء، يقال نصح الغيث البلاد نصْحاً إذا اتصل نبتها فلم يكن فيه فضاء ولا خَلَلٌ. [4]

 

النصيحة اصطلاحا:

والنصيحة في الاصطلاح هو بذل الخير للناس بتنبيههم وتوجيههم إلى فعل خير أو أجتناب شر. [5]

 

وهي تشي في قلب الناصح من حب الخير للمنصوح وربما لغيره من الناس. وبعد هذا التعريف الجامع والموجز نذكر الآيات التي ورد فيها لفظ النصيحة في القرآن الكريم:

 

النصيحة في ضوء القرآن الكريم:

نجد لفظ النصيحة ومرادفاتها في أكثر من عشر آيات من القرآن الكريم، وكلها تدور حول النصيحة للتذكير والتخويف من العصيان والفضيحة، نذكرها هنا، ثم نأخذ منها ما يفيدنا في بحثنا هذا، فها هي كل الآيات التي ورد فيها كلمة النصيحة بطرق متعددة: # قال تعالى عن نوح عليه السلام: "أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"[6]

  1. " أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ "[7]
  1. قال تعالى عن صالح عليه السلام: " فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ"[8]
  1. وقال تعالى عن شعيب عليه السلام: " فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ "[9]
  1. وقال عز من قائل: "لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"[10]
  1. وهكذا قال تعالى عن نوح عليه السلام: " وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وألَيْهِ تُرْجَعُونَ "[11]
  1. وقال تعالى عن يوسف عليه السلام: "قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ"[12]
  1. وقال تعالى عن موسى عليه السلام: "وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ "[13]
  1. وقال تعالى عن رجل مؤمن من آل فرعون ناصحا لموسىعليه السلام بالخروج: "وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ"[14]

 

 

 

ونري من خلال هذه الآيات أنها كثيرا ماتتعلق بدعوة الأنبياء عليهم السلام، فقد سجل القرآن الكريم على لسان نبينا نوح عليه الصلاة والسلامقوله تعالي:

 

"لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"[15]

 

وعلى لسان هود عليه السلام: " أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ "[16] وعلى لسان صالح عليه السلام: " لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ "[17] وعلى لسان شعيب عليه السلام: " لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ "[18]

 

وورد كثير من الآيات التيتضمنت لفظ النصيحة أوأحد مشتقاته في سياق قصصي يعني أن هذا المعني يأتي من عمق الحياة العملية، و ليس من خلال التنظيرات وألأفكار الحخيالية التي تنفصل عن الواقع المعيش للمجتمعات وألأفراد.

 

وقد تكاد تكون دعوة الأنبياء وأتباعهم مجموعة من النصائح وألتوجيهات التي تشمل المعنى الإيجابي للنصيحة (إلى أمر الناس بالخير و حضهم عليه) وألمعني السلبي لها (أى حض الناس علي ترك الباطل وألمنكر) .

 

وقد يعنى هذا أن سلامة الحياة الإنسانية مرتبطة بتناصح الناس، أو تكاملهم من خلال دلالة بعضهم بعضا علي الخير، وتحذيرهم مـن الشر، حتى تسلم المسيرة الجماعية للبشر، ويهنأ الفرد في ظلال يمثل بعض مرآة لبعض.

 

وقد ترد النصيحة في القرآن الكريم بدون أن يرد لفظها، فالمضمون نُصحٌ ولكن اللفظ غير مصرح به، كما في قوله تعالى مثلا: "وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ". [19]

 

وفي ضوء تفسير هذه الآيات المباركة التي قدمها المفسرون، نرى أن للنصيحة شأناً عظيماً في حياة الفرد والمجتمع

 

على حدٍ سواء، فالنصحية أساس لبناء الأمة، وهي السياج الواقي من الفرقة والتنازع والتحريش بين المسلمين، والتحريش من فعل الشيطان وهو بداية طبيعية للعداء والتفرق والتنازع، التي تؤدي إلى الاقتتال وانشقاق الصفوف.

 

والنصيحة من خلال هذه الآيات لابد لها من أربعة أمور:

 

أولاً: الإخلاص لله فيها:

إن الإخلاص لُبُّ الأعمال كلها، والنصيحة من حق المؤمن، على المؤمن وذلك لأجل ما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فوجب فيها التجرد عن الهوى والأغراض الشخصية والنوايا السيئة التي تقدح في النية وتحبط العمل وتورث الشحناء وفساد ذات البين.

 

وقد يكون إخلاص الناصح في نصحه سببا لفتح قلوب الناس له، وطاعتهم إياه، كما يؤمل فيمن ينصح الناسس مخلصا لله أن يتصبر علي ما قد يصيبه من كلام الناس وفعلهم لنصيحته إياهم.

 

ثانياً: الرفق في النصح:

وهو ما نجده واضحاً في نصيحة سيدنا نوح عليه السلام لقومه بألفاظ تفيض رفقا ورقة، وكشف عن مدي حبه الخير لهم، قال الله تعالي رواية لهذا: ”يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"[20] وهكذا نصيحة الأنبياء الآخرين الخالصة "عليهم السلام" لأقوامهم.

 

وإذا خلت النصحية من الرفق صارت تعنيفاً وتوبيخاً لا يقبل، ومن حرم الرفق فقد حرم الخير كله كما أخبرنا بذلك نبينا (عليه الصلاة والسلام) فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ حُرِمَ الرِّفْقَ حُرِمَ الْخَيْرَ، أَوْ مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ". [21]

 

ثالثاً: الحلم بعد النصح:

فإن الناصح قد يجد من يتجرأ عليه ومن يَرُدَّ نصيحته، ويؤذيه" ويتسهين به" فعليه أن يتحلى بالحِلم: ومن مقتضيات الحلم، الصبر والحياء وعدم البذاءة وترك الفحش، وذلك لما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا. [22]

 

رابعاً: عدم طلب الأجر من الخلق:

فكل نبي من الأنبياء إنما نصح لأمته وَلَمْ يطلب منها علي ذلك أجراً، وكثيرا ما يأتي علي لسان الأنبياء في القرآن قولهم "قل لا أسئلكم عليه أجرا، إن أجري إلا على الله"، فبلغ كل رسول ما حمله من الرسالة وأدى الأمانة، ونصح لأمته خير نصيحةٍ. ولذلك خصص الله في كتابه سوراً كاملة بأسماء الأنبياء لتكريس جهودهم، جاء في القرآن الكريم عن "نوح" عليه السلام: "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا، وإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا، ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا"[23]

 

فهذه النصيحة الغالية مليئة بالإخلاص لإصلاح قومه واحتساب الأجر عند الله، وقد استمرت مدة زمنية طويلة، لكنهم أعرضوا، وكذبوا حتى كَلَّ منهم وتعب، ولقد قص الله تعالي علينا قصة نصيحته عليه السلام مع قومه في سورة هود على لسانه حيث قال: ، "وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "[24] فهذا النبي العظيم ما ترك النصيحة لقومه بالليل ولا بالنهار، ولا سراً ولا علانية إلا وقد بذلها لهم خير البذل، ولكنهم أعرضوا، وتنكبوا الطريق، واستحقوا العذاب من الله تبارك وتعالى.

 

ومن الأصول المقررة في الإسلام أن المسلم معنِىٌ بإصلاح نفسه والسعي في تحقيق نجاتها والابتعاد عن أسباب هلاكها قبل اشتغاله بغيره من الناس، كما قال تعالى: "وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ"[25] فأخبر الله عن الناجين من الخسران بأنهم من تحققت فيهم هذه الخصال، وذكر تحقيقهم معاني الخير في أنفسهم قبل دعوتهم للآخرين بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وقد عاب الله على بني إسرائيل مخالفتهم لهذا الأصل فقال: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ. " [26]

 

فعلى المصلحين الناصحين والدعاة وفقا لما سبق من شروط النصيحة أن يهتموا بإصلاح أنفسهم قبل إصلاح غيرهم، لأنهم قدوةٌ، وألناس ينظرون إلي فعلهم قبل قولهم، فإذا ما استقاموا على ذلك كانوا على هدى، ونفع الله بهم، وكانوا دعاة إلي السنة بأقوالهم وأفعالهم، وهذه لعمرو الله أعظم المراتب التي من وفق إليها، كان من خيار عباد الله منزلة يوم القيامة[27]: قال تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"[28].

 

وأى تهاون وتكاسل في تبليغ الحق وألدعوة إليه وإسداء النصح هو كتمان العلم والأمانة، ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) لم يكتم مما أمر بتبليغه آية واحدة، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ"[29] فقد أمر كما يقول بعض الباحثين بتبليغ جميع ما أنزل إليه وقال الله له إن لم تبلغ جميعه، كما أمرت، ولم تؤد منها شيئاً فكأنك أغفلت أداءها جميعاً. [30]

 

وهكذا نجد جميع الرسل يعلنون بكل صراحة ووضوح، أنهم بلغوا رسالة الله، ونصحوا للأمة، حيث إن الغرض من التبليغ أن يقطع الله الحجة عـلى الناس، أن لا يبقى لأحد عذر يوم القيامة، فإن الله تعالى أكرم من أن يعذب إنساناً قبل أن تبلغه الرسالة، وأرحم من أن يعذبه بدون ذنب، قال تعالى: " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا"[31]

 

وهذه الوظيفة انتقلت إلى الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبعد أن أغلق باب النبوة. وكلفنا نحن الأمة الإسلامية بالنصيحة والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبذلك أصبحنا عنواناً للخيرية، فأهم ما ينبغي أن نشتغل به اليوم هوأصلاح حالنا، وأن نبدأ البداية الصحيحة، وذلك ببناء الإنسان بناء حقيقياً لا صورياً، نبني عقله وروحه وخُلقه بناء متوازناً لا طغيان فيه ولا إخسار في الميزان، نبنيه عقلياً بالثقافة، وروحياً بالعبادة، وجسمياً بالرياضة وخلقياً بالفضيلة، وعسكرياً بالخشونة، واجتماعياً بالمشاركة، وسياسياً بالتوعية، ونعده للدين وللدنيا معاً، وليكون صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره، حتى ينجو من خسران الدنيا والآخرة الذي ذكره الله في سورة العصر. وهذا لا يكون إلا بالتعاون بيننا، وإسداء النصيحة لمن وجب علينا نصحه، وإصلاح ما فَسَدَ، ولا نبني شيئاً فى حين يهدمه آخر حتى لا تذهب جهودنا الإصلاحية سدى، ويصدق فينا قول الشاعر الإصلاحي محمد إقبال:

 

أرى التفكير أدركه خمولولم تعد العزائم في اشتغال

 

وأصبح وعظنا من غير سحرولا نور يطل من المقال

 

وعند الناس فلسفة و فكرولكن أين تلقين الغزالي

 

وجلجلة الأذان بكل صوتولكن أين صوت من بلال

 

منابركم علت من كل حيومسجدكم من العباد خال[32]

 

وحتى لا يصدق فينا قول الشاعر الآخر قديماً:

 

وهل يبلغ البنيان يوماً تمامهإذا كانت تبنيه وغيرك يهدم[33]

 

هذا البناء والتكوين مطلوب للإنسان في صورة جيل مؤمن حقاً، مؤهل لحمل راية الإصلاح والبعث كما كانت مهمة الحياة المكية لسيدنا محمد (صلي الله عيه وسلم) طيلة ثلاثة عشر عاماً. ترسخت فيها أصول العقيدة وأصول الفضائل ومكارم الأخلاق وتأصل المنهج وألنظر السليم و طوردت عقائد الجاهلية وأصول رذائلها وآفاتها في الفكر والسلوك، وربط الإنسان بربه ربطا لا تنفصم عراه، كما قال تعالى في سورة المزمل: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوأنْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا "[34] هذه التربية العميقة في مدرسة الليل ومدرسة النهار، إنما هي تهيئة لتحمل القول الثقيل الذي ينتظره، وما كان ثقله إلا لثقل الأمانة التي يعبر عنها، وهكذا ظلت آيات القرآن، وهكذا تنـزيلات هذا المنهج تغرس العقائد والمفاهيم، وتزرع القيم والفضائل، وتطهر العقول والقلوب من رجس الجاهلية، وتربتها على معاني الإيمان والصبر والمثابرة والثبات والبذل في نصرة الحق. [35]

 

هذا ما دلت عليه الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة النصيحة، وخاصة ما كان يتعلق بحياة الأنبياء الدعوية المليئة بالإخلاص وألنصح لأممهم.

 

أما ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة في كتب الحديث، فلا يستغني المسلم الداعي والناصح عن هذه الدرر الثمينة والغالية في أي حالة من الأحوال.

 

النصيحة في ضوء الأحاديث النبوية الشريفة:

وهذا باب واسع نجد فيه ما قد عالج هذا الموضوع من كل جانب، حيث إن النصيحة لها أهمية كبيرة في حياة

 

الأمم والشعوب، وهي من أهم الوسائل للتقييم وتجاوز الأخطاء وتصحيحها، وأود أن اذكر أهم وأبرز ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في الصحيحين والموطأ في هذا المقام، ثم أذكر ما يستفاد منها ويفيدنا في بحثنا هذا.

 

1۔عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاة وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. [36]

 

2۔وورد أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ، إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَة وفي رواية بالنصيحة إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ". [37]

 

3۔وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ". [38]

 

4۔وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ". [39]

 

5۔وعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ". [40]

 

هذه مجموعة من الأحاديث التي تحمل النصيحة و لفظها، وفيها نري أنه قد عبر صلى الله عليه وسلم عن النصيحة وحدودها في الحديث الجامع الذى رواه الإمام مسلم عن أبي رقية تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم"، هذا الحديث أصل عظيم في وجوب النصيحة وبيان فضلها ومنزلتها في الدين، وذكر مجالاتها، وأما ما قاله جماعـات من العلماء أنه أحـد أرباع الإسلام، أى أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام، فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحده. [41] فلقـد رأينا أنه قد ورد في السنة أحاديث عامة في النصح لكل مسلم وأحاديث خاصة في النصح لولاة الأمور، نعم إن الدين النصيحة، والمسلم لا بد أن أن يكون ناصحاً لأمته ومجتمعه ولأسرته و كل إنسان يحتاج إلى النصيحة، حاكماً كان أو محكوماً، سيداً أو مولى، رئيساً أو مرؤساً، غنياً أو فقيراً، ورحم الله عمر بن الخطاب الذي أدرك أهمية النصيحة حيث قال: "رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي"[42] يعني نصحني، وقومني، ووجهني، فالنصيحة تقويم للإعوجاج وتصحيح للأخطاء، وإيقاف للباطل، وإيقاظ للهمم، وهي أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر.

 

فقول عمر رضي الله عنه يدل على أنه يعتبر تذكير الأنسان بعيوبه ميزة، ولا يمكن الاستغناء عنها، وفيه إظهار للتواضع ونقيض للأنانية التي نجدها في المجتمعات المادية. إن هدف المسلم الواعي إقامة الحق في المجتمع حتى لوأدى ذلك إلى إخبار الآخرين بما لا يَوَدُوْنَ سماعه، فقد أمرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) على إظهار الحق عند سلطان جائر. وكما قيل: من اعتمد علي عقله ضلّ، ومن استغنى بماله قل، ومن عزّ بمخلوق ذَلَّ، إياك ومؤاخات الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. عِظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك، واستحى من الله بقدر قربه منكَ وخَفْه بقدر قدرته عليك، من كثر مزاحه زالت هيبته ومن كثر خلافه طابت غيبته.

 

شرح حديث تميم الداري رضي الله عنه:

ويمكن لنا هنا أن نقف على شرح الحديث المذكور، حيث إنه من أمهات المرويات في هذا الباب، وذلك من خلال ما ذكره الإمام النووي رحمه الله في بيان معانيه و شرح عباراته، حيث يقول:

 

==النصيحة لله تعني: == صحة الاعتقاد في وحدانيته، وخلاص النية في عبادته، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنـزيهه من جميع النقائص، والقيام بطاعته، واجتناب معصيته، والحب فيه، والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، والاعتراف بنعمه وشكره عليها. [43]

 

==والنصيحة لكتاب الله تعني: == التصديق به، والعمل بما فيه، وتعظيمه وتلاوته حق تلاوته، والذب عنه، والوقوف مع أحكامه، وتفهم علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه، والتفكر في عجائبه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه، ونشر علومه. [44]

 

==والنصيحة للرسول تعني: == التصديق بنبوته ورسالته، والانقياد لما أمر به ونهى عنه، ونصرته حيّاً وميّتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وبث دعوته، ونشر شريعته، ونفي التهمة عنها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته، أو تعرض لأحد من أصحابه. [45]

 

==والنصيحة لأئمة المسلمين تعني: == معاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكـيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وألا يَغُرُّوا بالثناء الكاذب عليهم، والدعاء لهم بالصلاح.

 

==وأما النصـيحة لعامة المسلمين فتعني: == "إرشادهم لمصالحهم في آخـرتهم ودنياهم، وكف الأذى عنهم، وتعليمهم ما يجهلونه من دينهم، وإعانتهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر برفق، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وتنشيط هممهم إلى الطاعات". [46]

 

أهمية النصحية وحكمه:

إن النبي (صلى الله عليه وسلم) جعل النصيحة شرطاً في الدين، وكان يبايع عليه، قبل الصلاة والزكاة كما رأينا في حديث جرير بن عبد الله السابق، [47] ولابن بطال رأى في هذا الحديث، وهو أن النصيحة تسمى ديناً وإسلاما، وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول، قال: وهي فرض كفاية تجزئ منه من قام به، ويسقط عن الباقين، وهي لازمة على قدر الطاقة، وإذا علم الناصح أنه يقبل نصحه، ويطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه، وأن خشي أذى فهو في سعة. [48] ومن شروطها "أن لا يكون ناصحاً لله ولرسوله وللمسلمين إلإ من بدأ بالنصيحة لنفسه، واجتهد في طلب العلم، ليعرف ما يجب عليه". [49]

 

وإن من الحكمة والبصيرة في النصيحة، معرفة أقدار الناس، وإنـزالهم منـازلهم، والترفق مع أهل الفضل والسابقة، وتخير وقت النصح المناسب، وتخير أسلوب النصح المتزن البعيد عن الانفعالات، وانتقاء الكلم الطيب، والوجه البشوش، والصدر الرحب، فهو أوقع في النفس، وأدعى للقبول، وأعظـم للأجر عند الله تعالى.

 

فهذه هي حدود النصيحة الشرعية، وخلاف ذلك هوألإرجاف والتعيير والغش الذي هو من علامات النفاق عياذاً بالله، قال (النبي صلي الله عليه وسلم) فيما رواه أنس "قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "المؤمنون بعضهم لبعض نصحة وأدون، وأن افترقت منازلهم وأبدانهم، وألفجرة بعضهم لبعض غششة، فيتجادلون وأن اجتمعت منازلهم وأبدانهم"[50] قال الحافظ بن رجب (رحمه الله) قال الفضيل بن عياض موضحًا الفرق بين الناصح والشامت: "المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك، ويعير". [51] فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح وألفرق بينه وبين التعيير هوأن النصح يقترن به الستر، والتعيير يقترن به الإعلان، وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف وألنهي عن المنكر علي هذا الوجه، ويحبون أن يكون سرا فيما بين الآمر والمأمور، فإن هذا من علامات النصح، فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب مـن ينصح له، وأنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها. وأما الإشاعة وأظهار العيوب، فهو مما حرمه الله ورسوله. قال تعالي (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) . [52]

 

فالنبي (صلى الله عليه وسلم) فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة التي تشمل القيام بحقوق الله، وحقوق كتابه، وحقوق رسوله، وحقوق أئمة المسلمين، وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم، فشمل ذلك الدين كله، ولم يبق منه شىء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط، فكان لزاماً على المسلمين أخذ النصيحة خلقاً بينهم، فهي القاطعة لفساد ذات البين والتحريش، والموصلة لمعاني الأخوة والمحبة في الله، وهي العامل الأهم في تماسك الجماعة والأمة، ويمكن لنا هنا أن نعرف مكانة النصيحة في حديث جرير (رضي الله عنه) ما رواه عن النبي (صلي الله عليه وسلم) حيث قال: بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. [53]

 

ولذلك لا يجوز للمسلم كتمان النصيحة لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، فلا بد أن يقدم له النصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك، ولذلك قال: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ"[54]. إذن لا بد أن تكون النصيحة في السر، فالمؤمن لا ينصح المنصوح ولا يجرح مشاعرعه، وقد قيل: النصيحة في الملأ فضيحة، وألنصيحة إذا خرجت عن التصحيح والتسديد إلى التشهير والتوبيخ تحولت من النصيحة إلى الفضيحة،

 

ورحم الله الإمام الشافعي إذ يقول:

 

تغمدني بنصحك في انفرادوجنبني النصيحة في الجماعة

 

فإن النصح بين الناس نوعمن التوبيخ لا أرضى استماعه

 

فإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعة[55]

 

فالناصح لا بد له أن يتخير كلمات لينة ووقتا مناسبا، وأسلوبا جميلا للمناصحة، وأن ينصح على الانفراد، لا أن ينصح ويشهر بالمنصوح أمام الناس، خاصة إذا كانت النصيحة إلى فرد من الأفراد، وأما دعوة الأنبياء فقد كانت إلى البشرية جميعاً، ليس فيها تشهير لأحدٍ.

 

وقد روى حديث عن عمر (رضي الله عنه) في الصحيحين، وهو حديث جبريل عليه السلام قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُسَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاة، َ وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ، قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ، قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ، قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ، قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَـاةَ الْعُرَاةَ الْعَـالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ، قَـالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَـالَ لِي: يَا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ، قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ". [56]

 

فهذا الحديث سَمى الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة ديناً، فقول النبي (ﷺ) "الدين النصيحة"يدل على أن النصيحة لازمة في الإسلام والإيمان وأشراط الساعة والإحسان وله مفهوم عام يشمل جميع جوانب الخير.

 

كما تظهر أهمية النصيحة من حديث جرير بن عبد الله (رضي الله عنه) فيما رواه عن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال "بايعت النبي (صلى الله عليه وسلم) على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم"، [57] فمبدأ النصح لأهل الإسلام كان على البيعة للنبي (ﷺ) وهذه فريضة عظيمة أن يتناصح المسلمون فيما بينهم ذكر عيوبهم، ثم مدحهم بما يستحقونه من مدحٍ دون زيادة ولا نقصان، إذا أمن عليهم الفتنة بأن يغرّوا بمكارم المادح، والنبى (صلي الله عليه وسلم) قد مدح بعض أصحابه ولم يمدح آخرين فقد مدح أبا بكر وعمر وعثمان ومعاذ وغيرهم (رضي الله عنهم) لأنهم لا يغترون بهذا المدح، ولا يخاف عليه منه، وإن من خيف عليه أن يمدح في وجهه فقال النبي في شأنه: "إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب" وبإمكاننا أن نقرأ في هذا ما روي عن النبي، ﷺ) : عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ، فَعَمِدَ الْمِقْدَادُ فَجَثَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِـهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ مَا

 

شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمْ التُّرَابَ". [58]

 

ومن كل هذا ثبت أن النصيحة أمر لازم، وحق لمسلم على أخيـه المسلم حيث ثبت عن النبيﷺإذا استنصحك

 

فانصح له. يعنى ابذل له النصيحة مريداً له الخير لا مريداً للشر، ولذلك قال النبي (ﷺ) المستشار مؤتمن. وعَنْ أَبِي عُثْمَانَ الطُّنْبُذِيِّ رَضِيعِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ. زَادَ سُلَيْمَانُ الْمَهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِه، ِ فَقَدْ خَانَهُ وَهَذَا لَفْظُ سُلَيْمَانَ. [59]

 

وخلاصة ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) هنا مما ينبغي أن يظل عليه قلب مسلم، ما يلي: 1- مناصحة أولي الأمر، 2- ولزوم الجماعة، 3- وأن يعتصموا بالله ولا يشركوا به شيئاً، وفي الصحيحين أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ". [60] لأنه غاش لرعيتة ولأمته. فمعنى النصيحة على هذا أن لا يترك الناصح باب خير ولا سبب فلاح إلا ويبينه للمنصوح له.

 

وقال الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) "ليس على المسلم نصح الذمي، وعليه نصح المسلم لحديث: "النصح لكل مسلم". وذكر ابن عبد البر في بهجة المجالس عن مسعر قال: رحم الله من أهدى إلي عيوبي في سر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع من الآداب الشرعية. [61]

 

ولوأدرك المسلمون ما يجب عليهم نحو اخوانهم من أمر التناصح فيما بينهم، وأخضعوا أنفسهم للدين، وتركوا أخلاق الجاهلية وعاداتها، وتخلصوا من الأنانية وحب الذات وأستئثار لكان أمرهم غير ما هو عليه اليوم، ولكان صفهم قويا وحزبهم منتصراً. هذا وصلى الله على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

ملخص البحث وأبرز النتائج

يدور هذا البحث حول النصيحة التي هي مبدأ اجتماعي مهم، و لا ينبغي لمجتمع عاقل أن يعطل خُلُق التناصح بين أفراده، وألا ستتفاقم فيه الأخلاق السيئة، و تضمر الأخلاق الحسنة مع الزمن.

 

وقد بدأ البحث بالتعريف اللغوي وألاصطلاحي لمصطلح النصيحة، و بين أنها كلمة يعبر بها عن إيراد الخير للمنصوح، و تدل إن أُدِيتْ بصورة مناسبة علي سلامةنفس الناصح و حبه للخير،

 

ثم تناول البحث موارد لفظ النصيحة في القرآن الكريم، ولاحظ أن أكثرها جاء خلال القصص القرآني الكريم، و بالتحديد علي لسان الأنبياءو هم يخاطبون قومهم.

 

ثم اعتمد البحث على هذه الآيات في بيان أهم شروط النصيحة، حتى تؤدي هدفها العبادي وألاجتماعي على السواء.

 

وأخيرا جاء البحث إلى بيان أبرز موارد لفظ النصيحة في السنة النبوية، خاصة في صحيحي البخاري ومسلم،

 

وركز بوجه خاص على حديث تميم الداري (رضي الله عنه) ، " الدين النصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله؟. . . . . . . . . . . . . . إلى آخر الحديث.

 

نتائج البحث

لعل من أبرز نتائج هذا البحث القصير ما يلي:

 

1۔ كثرة المواضع التي صرحت بلفظ النصيحة في كل من القرآن وألسنة، و هو ما يعنياهتمام الاسلام الكبير بها.

 

2۔النصيحة في القرآن الكريم تدل على اتصال معناه بحركة المجتمع البشري، وقربها من واقع الناس.

 

3۔تكاد ركون دعوات الأنبياء ـ في جانبها النظري على الأقل ـ ألوانا متعددة من النصيحة تشمل الحض علي الخير، وألتشجيع على ترك الشر.

 

4۔من أهم خصائص النصيحة: الاخلاص لله، الرفق في النصح، الحلم في النصح، عدم طلب الأجر من الخلق.

 

5۔المجتمع المسلم في عصرنا هذا ـ كما هو في كل عصرـ يحتاج إلى أن تبرز فيه خصائص المجتمع المتناصح الذي يكمل بعضه بعضا، ويرشد بعضه بعضا إلى فيه خيرهم.

 

حوالہ جات

  1. لسان العرب، للعلامه ابن منظور، جلد 14، ص: 159، ط: أولى، س: 1408 هجري، دار أحياء التراث العربي للطباعة واالنشر
  2. صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 1، ص 653، ط: الأولى، س: 1417هجري، مكتبة نزار مصطفي الباز مكة المكرمة
  3. البخاري بشرح الكرماني، ج: 1 ص217: وما بعدها، طبعة بالأوفست دار الفكر ط: 1 س: 1991م. وراجع فتح الباري لابن حجر العسقلاني ج: 1 ص: 112، 113، ط: 4 س: 1988م دار إحياء التراث العربي بيروت
  4. لسان العرب، للعلامة ابن منظور جلد 14، ص: 158
  5. راجع الفرق بين النصيحة والتعيير للحافظ ابن رجب الخنبلي بشرح الشيخ صالح بن سعد السحيمي الحربي، نسخة PDF، مأخوذة من موقع: منتديات الكتب والأبحاث والخطب والمكتبات، وتاريخ تسجيل البحث إلى الموقع 25 يوليه 2008م و العنوان كالآتي: [http: //www. mktaba. org/vb/showthread. php?t=7192و http: //www. mktaba. org/vb/showthread. php?t=7192] و لم أعثر علي الكتاب
  6. الأعراف، الآية: 62
  7. الأعراف، الآية: 68
  8. الأعراف، الآية: 79
  9. الأعراف، الآية: 93
  10. التوبة، الآية: 91
  11. هود، الآية: 34
  12. اليوسف، الآية: 11
  13. القصص، الآية: 12
  14. القصص، الآية: 20
  15. الأعراف، الآيات: 59-62
  16. الأعراف، الآية: 68
  17. الأعراف الآية: 79
  18. الأعراف، الآية: 93
  19. الغافر آيه 28
  20. الأعراف، الآيات: 59-62
  21. صحيح مسلم المجلد الثاني، كتاب الفضائل باب فضل الرفق حديث، ص: 322 رقم4696، سنة الطبع: 1405هجري طبع وزارة التعليم إسلام آباد باكستان
  22. صحيح البخاري المجلد الأول كتاب المناقب باب صفة النبي صلي الله عليه وسلم ص: 503، س: 1405هجري، 1985م طبع وزارة التعليم، مطبعة محمدطاهر قريشي، إسلام آباد باكستان
  23. النوح، الآيات: 5-9
  24. هود، الآية: 34
  25. العصر، الآيات: 1-3
  26. البقرة، الآية: 44
  27. أنظر"النصيحة فيما يجب مراعاتها لإبراهيم بن عامر زحيلي صـ 11، 12 ط دار إمام أحمد قاهرة.
  28. فصلت، الآية: 33
  29. المائدة، الآية: 67
  30. تفسير النسفي، أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود التسفي، ج1 ص: 292-293، صاحب المكتبة الإسلامية، لاهور باكستان
  31. الإسراء، الآية: 15، و راجع النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام ص: 44، أحمد عبدالوهاب طبع دار الكويت قاهرة.
  32. صلصلة الجرس لشاعر الشرق العلامه محمد إقبال، "جوابُ الشِكْوَهْ" ص"202ـ20، ط: 41، س: 1984م، مطبعة الشيخ غلام علي وأولاده، لاهور، و راجع الترجمة العربية لهذه الأشعارفيمقالة "مساجد أندلس"في الموقع التالي "مساجد أندلس"، http: //poem. afdhl. com/text-14241. html
  33. قيل إن الشعر لصالح بن عبد القدوس و راجع الشعر بكامله في موقع التالي: [http: //ejabat. google. com/ejabat/thread?tid=6578b0f3b102bd43&clk=wttpcts http: //ejabat. google. com/ejabat/thread?tid=6578b0f3b102bd43&clk=wttpcts]
  34. المزمل الآية 1-5.
  35. في فقه الأولويات دراسة جديدة في ضوء القرآن والسنة، ص180-183 بالتصرف، د. يوسف قرضاوي، ط مكتبة وهبة قاهرة مصر.
  36. راجع عمدة القارئ بشرح البخاري، بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد الفرج، ج1 ص321-322، دار إحياء التراث الإسلامي بيروت لبنان
  37. الصحيح البخاري ج: 2 كتاب الأحكام باب من استرعي رعية فلم ينصح ط: 2س: 1999م دار السلام الرياض. وكذا راجع للتأكد صحيح البخاري الجلد الثاني، كتاب الأحكام باب من استرعي رعية فلم ينصح، ص: 1058س: 1405هجري، 1985م طبع وزارة التعليم مطبعة محمد طاهر قريشي، إسلام آباد باكستان
  38. الصحيح للمسلم باب من حق المسلم علي المسلم رد السلام حديث رقم: 5651 ط: 1 س: 1998، كتاب السلام، باب حق المسلم علي المسلم رد السلام، دار السلام للنشر والتوزيع
  39. المؤطا لإمام الأئمة وعالم المدينة مالك بن أنس رضي الله عنه) صححه ورقمه وخرج أحاديثه وعلق عليه محمد فؤاد عبدالباقي، ص995، رقم الحديث: 20. وراجع أوجز المسالك إلى موطأ مالك، للشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، جزء15، باب ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين، ص303، إدارة تاليفات أشرفيه، ملتان باكستان. والحديث صحيح علي شرط مسلم.
  40. صحيح مسلم للإمام مسلم بن حجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، رحمه الله، المجلد الأول، باب بيان الدين النصيحة، ص44، ط2 س محرم 1421هـ إبريل 2000م دار السلام للنشر و التوزيع الرياض. وراجع "كتاب السنن الكبرى" للبيهقي ج: 8، ص: 163، باب النصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، . . . . س: 1413 هجري، بيروت لبنان.
  41. صحيح مسلم بشرح النووي، الجزء الأول باب بيان أن الدين النصيحة، ص: 652، ط: الأولى، س: 1417هجري، مكتبة نزار مصطفي الباز مكة المكرمة
  42. إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد، عبد العزيز محمد بن السلمان، ص22، مطابع دار الطيبة، س: 2005م، تاريخ الإضافة 14/11/1427، التحميل من البريد الإليكتروني: [http: //www. saaid. net/book/open. php?cat=81%20&book=3066 http: //www. saaid. net/book/open. php?cat=81 &book=3066] والصفحة الرئيسية هي: [http: //saaid. net/ http: //saaid. net/] وقمت بزيارة الموقع في 10/10/2012،
  43. صحيح مسلم بشرح النووي، الجزء الأول باب بيان أن الدين النصيحة، ص: 653 بالايجاز.
  44. صحيح مسلم بشرح النووي، الجزء الأول باب بيان أن الدين النصيحة، ص: 654بالاختصار.
  45. نفس المرجع والصفحة
  46. فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام أحمد بن على بن حجر العسقلاني ج 1ص 166، 167 المكتبة السلفية، ط: 3، س: 1407هجري، القاهرة.
  47. راجع عمدة القارئ بشرح صحيح البخاري، بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد الفرج العيني، ج1 ص321-322، دار إحياء التراث الإسلامي بيروت لبنان.
  48. مرقات المفاتيح شرح مشكات المصابيح علي ابن السلطان محمد القارئ الجزء: 9، ص: 226، مكتبة إمداديه ملتان باكستان.
  49. البخاري بشرح الكرماني، ج: 1 ص217: وما بعدها طبعة بالأوفست، دار الفكر، ط: 1، س: 1991م.
  50. الإمام بيهقي، شعب الإيمان، ، ج: ، 6ص: 144: ، الباب الثالث والخمسون من شعب الإيمان، دار الكتب العلمية بيرو ت، الطبعة الأولي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، وفي هذا الإسناد ضعف، وكلمة "آدون" علي وزن فاعلون من باب أدي يؤدي والمعني أنهم يقومون بأداء حقوق إخوانهم
  51. راجع العبارة في موقع الفوائد النبيلة، والموضوع قد أضيف إلي الموقع في 5 يوليه س: 2011م، وعنوان الموقع كالتالي، [http: //yemeniyyah. wordpress. com/2011/07/05 http: //yemeniyyah. wordpress. com/2011/07/05] وراجع النص كذلك في موقع "شبكة سحاب السلفية "تحت عنوان" في النهي عن إشاعة عورات المسلمين لغير ضرورة والتحذير من تعييرهم بها، وتاريخ مشاركته إبريل 2009م، وعنوان الموقع كالتالي. [http: //www. sahab. net/forums/index. php?showtopic=99921 http: //www. sahab. net/forums/index. php?showtopic=99921]،
  52. النور آيه رقم 19
  53. فتح الباري لابن حجر العسقلاني باب قول النبي صلي الله عليه وسلم "الدين النصحة لله ولرسوله. . . . . "، ج1 ص112، 113، ط4 س1988م دار إحياء التراث العربي بيروت. وراجع عمدة القارئ بشرح البخاري، بدرالدين أبي محمد محمود بن أحمد الفرج، ج1 ص321-322، دار إحياء التراث الإسلامي بيروت لبنان.
  54. الصحيح للمسلم باب من حق المسلم علي المسلم رد السلام حديث رقم: 5651 ط: 1 س: 1998، كتاب السلام، باب حق المسلم علي المسلم رد السلام، دار السلام للنشر و التوزيع
  55. ديوان الإمام الشافعي ص: 73 ط: 5 س: 1995م دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان
  56. صحيح مسلم المجلد الأول، كتاب الإيمان ص: 27، سنة الطبع: 1405هجري، 1985م، طبع وزارة التعليم إسلام آباد باكستان
  57. صحيح البخاري بشرح فتح الباري للإمام أحمد بن عل بن حجر العسقلاني ج 1ص 166، 167 المكتبة السلفية21 ط 3 س 1407 شارع الفتح بالروضة القاهرة، و راجع الحديث بالكامل في صفحة 11حديث رقم 1 من هذا البحث
  58. الصحيح للمسلم، المجلد الثاني، باب النهي عن المدح إذاكان فيه إفراط وخيف منه فتنة علي الممدوح، ص: 414، سنة الطبع: 1405هجري، 1985م، طبع وزارة التعليم إسلام آباد باكستان
  59. سنن أبي داؤد، سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، المجلد الثاني، كتاب العلم، باب التوقي في الفتيا، ص: 159، سنة الطبع 1408هجري مطبعة أدب منزل كراتشي باكستان
  60. صحيح البخاري ج: 2 كتاب الأحكام باب من استرعي رعية فلم ينصح ط: 2س: 1999م دار السلام الرياض
  61. السلوك الاجتماعي في الإسلام، حسن أيوب، ص366، ط دار الندوة، بيروت، س 1943م
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...