Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Īqān > Volume 1 Issue 2 of Īqān

تطوّر العقيدة الإلحادية فى المجتمعات الإسلامية والغير الإسلامية وإنعكاساتها فى الجوانب المختلفة للحياة الإنسانية (دراسة تحليلية من المنظور الإسلامي) |
Īqān
Īqān

Article Info
Authors

Volume

1

Issue

2

Year

2019

ARI Id

1682731180342_696

Pages

25-43

DOI

10.36755/iqan.v1i02.50

PDF URL

http://iqan.com.pk/index.php/iqan/article/download/50/20

Chapter URL

http://iqan.com.pk/index.php/iqan/article/view/50

Subjects

Atheism Islamic Society Actions Development Human life Atheism Islamic Society Actions Development Human life

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

الحمد لله رب العالمین، والصلوٰة والسلام علی اشرف الانبیاء والمرسلین، اما بعد؛

إن للعقيدة تأثيرا كبيرا على الفكر والطابع والأفعال والأخلاق والسلوك الإنسانى ولها دور كبير فى تشكيل شخصية الإنسان بطريق خاص. فأصحاب العقيدة الصالحة تكون سليم الفكر والإرادة وتلذذ القيم الايجابية في المجتمع أما أصحاب العقيدة الفاسدة تكون لهم الإضطراب والحيرة فى داخلها وتنشر القيم السلبية فى المجتمع. وكذلك العقيدة الصافية، تصدر عنها الأفعال الحسنة وأما العقيدة الفاسدة تصدر عنها الأفعال السيئة.

فالعقيدة الحادية فتنة عظيمة فى عصرنا الحاضر التى نشرف فى بلاد الإسلامية والغير الإسلامية وتأثرت الجوانب المختلفة للحياة الإنسانية. قد يُسمّى الملحدون لأغلب الناس اليوم في جميع أنحاء العالم الذين لا يؤمنون بالله ولكن لا يؤمنون بالرسالة والآخرة تدخل فى الإلحاد حسب تعاليم الإسلام ووفقا للأرقام أن ثالث أكبر دين في العالم هو ’الحاد‘ كما 1.2 مليار من الناس يعتقدون فكرة الإلحاد وهؤلاء لا يقبلون أي دين سماوي أو غير سماوي. فمن السهل القول أنه من الممكن ليس لديهم دين. سأناقش فى هذا الفصل مفهوم الإلحاد تطور العقيدة الإلحادية وأهم معتقداتها وتحليلها فى ضوء النصوص الشرعية.

ويهدف هذا البحث العلمي عن كشف مفهوم العقيدة الإلحادية وأهم مكوّناتها والتطوّر التاريخي للنظرية الإلحادية فى المجتمعات الإسلامية والغير الإسلامية وردود العلماء عليها وإنعكاسات النظرية الإلحادية فى الأبعاد المختلفة للحياة الإنسانية وتحليل العقيدة الإلحادية ومكوّناتها فى ضوء النصوص الشرعية. وفى الآخيركتبت الخاتمة التى تشتمل أهم النتائج والتوصيات.

مفهوم العقيدة الإلحادية وأهم مكوّناتها:

الإلحاد مذهب فلسفي وأساسها على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى. هو مصدر ’الحد‘ ومعناه فى اللغة ’عَدَلَ عن الحقّ وأَدخل فيه ما ليس منه‘ و في الإصطلاح’ مذهب من يُنكرون الألوهيّة ويتضمّن رفض أدلّة المفكّرين على وجود الله‘.[1] وهو الميل عن المقصود سواء لفظا أو معنى من جهة التصريح أو التحريف أو التأويل ونحوها وكلها ينافي التوحيد، يقول مبشر نذير:

’’ تطلق كلمة ’الحاد‘ بالعموم على ’لادينية‘ و’عدم اليقين بالله‘ ولكن عندنا إنكار الإله والرسالة والآخرة أو أحدها يسمي الإلحاد لأن هذه العقائد الثلاثة مرتبطة معا بأن إنكار الواحد يستلزم إنكار

الآخرين‘‘ [2]

إن فى اللغة الإنجليزيا تستعمل كلمة ’Atheism‘ للإلحاد وهو يستعمل بمعان متعددة كالعقلي والمنطقى واللادينية والإنحراف عن الدين.كما عُرّف:

“Atheist” refers to a person who does not believe in God” [3]

أطلق مصطلح ’ملحد‘ على الشخص الذى لا يعتقد على وجود سبحانه وتعالى. والملحدين يزعمون بأن الأدلة لوجود إله ضعيفة والأدلة المؤيدة لعدم الإله قوية جدا. قد يُسمّى لأغلب الناس اليوم في جميع أنحاء العالم الذين لا يؤمنون بالله الملحدون ووفقا للأرقام، إن ثالث أكبر دين في العالم هو ’الحاد‘ كما 1.2 بلين[4] من الناس يعتقدون فكرة الإلحاد وهؤلاء لا يقبلون أي دين سماوي أو غير سماوي. فمن السهل القول أنه من الممكن ليس لديهم دين. ظهرت نظرية العلمانية على بناء الإلحاد التى ثبتت أساس لتتابق عملي بين الدين والإلحاد.[5] فينبغى أن نشرح كلمة (Secularism)؛ لأنها متعلقة بالإلحاد فيما يلي:

إن كلمة’Secularism‘ أى العلمانية مرادفا لإلحاد والمعنى لهذه الكلمة هو ’اللادينية‘ أو ’الدنيوية‘ بمعنى ما لا علاقة له بالدين. كتب فى ’Encyclopedia of Britannica‘ بأن مقصد’ Secularism‘ كان تصريف توجّه الإنسان من إهتمام بالآخرة إلى إهتمام بالدنيا لأن الناس كانوا يتأملون كثيرا فى أمور الآخرة والإله فى الأزمنة الوسطى. وحول هذه الحركة الإجتماعية رغب الناس من الأمور الدينية إلى النزعة الإنسانية وبدأ النهضة الثقافية. ونشأت هذه الحركة ’Secularis‘ فى التاريخ ضد الدين والمسيحية.[6]

وفي قاموس العالم الجديد كلمة ’Secularism‘ :

’’هو الأعتقاد بأن شئون الدينية لا دخل فيها الشئون الدنيوية وبالخصوص فى تربية الناس‘‘ [7]

وفي المعجم أكسفورد فى شرح هذه الكلمة بأنها:

“The principle of separation of the state from religious institutions”[8]

تبدوا من هذه التعريفات بأن معنى’Secularism ‘دنيوي بعيدا عن الديني ومادي بعيدا عن الروحاني فى مجال التربية والفنون والحكومة. وفى هذا النطام لا يكون الدين بناء الأخلاق والتربية. [9]

يقول أربرى فى كتابه الشهير ’الدين في الشرق الأوسط‘ بأن ’Secularism‘ ومذهب المنطقيين كليهما قائم على اللأدينية.[10]

ونرى بأن التعبير العام الذى شاع بين الناس والكتب الإسلامية هو ’فصل الدين عن الدولة‘ ولكن فى الحقيقة هو لا يدل كاملا على المدلول العلمانية بل ينبغى أن يقال بأنه فصل الدين عن الحياة سواء إنفراديا أو إجتماعيا. والمفهوم الصحيح للعلمانية هو تطور الحياة وإقامتها على غير الدين أو خلاف الدين. وبهذه الفكرة تظهر الأشكال المختلفة للحكومة كاالليبرالية والديمقراطية والعلمانية المعتدلة والشيوعية والرأسمالية وغيرها التى تنشر اللادينية فى المجتمعات وكلها مضاد الدين (Antireligious). ومن المنظور الإسلامى كل فكرة ليس دينيا أى إسلاميا فهو مضاد الدين ومخالفه.[11]

عندما نرى إلى معتقدات الملحدين نجد بأنهم يرون أن جميع الموجودات فى العالم مادية. والمادة هو الخالق والمخلوق وأزلية وأبدية. هذا النظام للكون إتفاقيا وبلا قصد وحكمة ومصلحة. وجميع الموجودات كالإنسان والكون والنبات والجماد بدأت صدفة بلا خالق [12]و مستمرة بدون المستمر ويهلك بنفسه؛ لأن ليس له إله.أما العواقب التي تترتب على الأعمال فهي محددة للحياة المادية فقط وليست الحياة سوى هذه الحياة. وبالتالي فإن قضية الصواب والخطأ

والمفيد والمضار لن يّفهم إلا من خلال النتائج التي تظهر فى هذا العالم.

أنّ حاملوا الفكرة الحادية يعتقدون بأنّ الإنسان نوع من الحيوان الذي ربما يخلق مصادفة كالأشياء الأخرى ونحن لا يجادلون من خلقوه ولماذا خلقوه؟ ونحن نعلم فقط أنه وُجد على الأرض و تشتهي طبيعته إلى حصول اللذات والرغبات. ويحمل بعض قوية وبعض الأدوات التي يمكن أن تكون مصدرا لتحقيق هذه الرغبات. فإن الغرض من الحياة هو تلبية رغبات. فمكانة الإنسان فى العالم كالمادة، والمادة اكتشفها القانون الطبيعي ولذا الإنسان تنطبق عليه هذه القوانين الطبيعية.

وكذلك ينظرون الملحدون إلى التاريخ فى صورة الجرائم والخيبة والحماقة ويزعمون بأن الحاجات النفسانية تُعيّن الأفكار والأفكار لا تُعيّن الحاجات. والعالم المادي وسيلة لتسكين الحاجات واللذات النفسانية وليس بعده العالم الآخر؛ لأن لاحياة بعد الموت. ونظريات دارون فى أصل الأنواع، وأفكار فرايد فى علم النفس وآراء دور كايم فى علوم الإجتماعية نشرت الإلحاد فى العالم وأسّست الأسس الإلحادية والمادية للعلوم والفنون.إن الملحدين ينكرون وجود سبحانه وتعالى فلا خالق ولا مصوّر ولامتصرف فى الكون عندهم. وأما الوحي والمعجزات فلا يعتقدونها؛ لأنها خلاف الفطرة والعقل وقانون العلة والمعلول. وكذلك ليس عندهم القيم الأخلافية والأخلاق الفاضلة؛ لأنهم ينكرون الروح والحسن والقبح والحق والعدل والخير ونحوها من الصفات المحمودة للإنسان.

’’لا يوجد مصدر للعلم والمعرفة عند أتباع الإلحاد فوق الإنسان من حيث بأن يحصل الإنسان القانون لحياته. و تنتج هذه الفكرة بأن يأخذ الانسان القوانين للحياة من التاريخ والتجربة والآثار والأحوال. وبناء على هذا يكون الإنسان غير مسؤول أمام الإله بل هو مسؤول أمام نفسه أو أمام سلطة البشر لأن ليس هناك تصور الإله فى هذه النظرية‘‘[13]

التطوّر التاريخي للنظرية الإلحادية فى المجتمعات الإسلامية والغير الإسلامية وردود العلماء عليها:

إن نظرية الإلحاد ليست إشتهرت بالسرعة بل هناك عملية طويلة وعوامل كثيرة خلفها التى تعمل بالبطء ونشرت هذه الفكرة بعد مدة طويلة بين الناس كما يقول زاهد مغل[14]:

عندما نرى إلى تاريخ المسيحية نجد بأن لايكون للناس أن يقبلوا الإلحاد فورا بترك الدين بل هى نتيجة

لعملية طويلة التى تبدأ فى شكل الحداثة. ونوضّح هذه المراحل لنشر الفكرة الإلحادية فى العالم فيما يلي:

المرحلة الأولى: يُرفض التفسير والتشريح التاريخي للمذهب أولا ثم يُفسّر المذهب فى سياق جديد أى التعبير الإنفرادى خلاف الإجتماعي.

المرحلة الثانية: يُخرج المذهب من الحياة الإجتماعية ويُحصر فى الحياة الأنفرادية. وعندما يحصل هذه المقاصد تبدأ التفسيرات المختلفة للمذهب حسب عقول الناس وهواهم وبدأت النزعة بأي تفسير وتشريح يقبل أو يرفض. بدأ هذا النزاع بخروج المذهب من الحياة الإجتماعي إلى الحياة لإنفرادي لأن التعبر الإجتماعي للمذهب يشدّ الناس فى الفكرة الوحدة.

المرحلة الثالثة: فى هذه المرحلة مضى المذهب من التفسير الموضوعي ويُفسر المذهب حسب الحقائق المعروضية والواقعة. وهذه الحقائق قد تكون ثابتتة وقد لا تكون ثابتتة ولذا بدأ النزاع بين المذهب وهذه النظريات المروُجة. إن الأساس لهذه النظريات هو المادة والناس يعتقدون على الظاهر خلاف الحقيقة فتُغرس فكرة الشك فى النفوس والناس يرفضون الدين عمليا ويذهبون إلى الإلحاد. هذه المرحلة تفتح الباب إلى الإلحاد على مستوى الإنفراد التى تخترق بعده فى القوم إجتماعيا.

عندما نرى إلى العصور الوسطى فى الأروبا نجد هذه المراحل الثلاثة الكاملة بأن هناك دخل الإلحاد فى هذه الأطوار الثلاثة. فينبغى أن يفهم المذهب من التاريخ والمراجعة إلى أصله أى خير القرون لأن الدين الحقيقي لا يمكن فهمه سواه. يقول د. مانع بن حماد الجهنى:

’’لا توجد بدعة الإلحاد فى عصور القديمة إلا فى بعض المناطق والأمم والأفراد. وهذه البدعة أسسها العلمانية والشيوعية والداروينية والوجودية ونحوها الفلاسفة. وكذلك نشر الإلحاد بحركة الصيهونية فى العالم. إنتشر اليهود نظريات كارل ماركس فى مجال الإقتصاد وفسّر التاريخ على الأساس المادي. وكان أبرز الشخصيات من الشيوعية كارل ماركس(Karl Marx) الذى كان يهوديا ألمانيا وإنجلز (Engels) الذى إلتقى مع كارل ماركس وعملا وقدّما البيان الشيوعي. ومن أتباع الوجودية كان أشهر الشخصيات التى نشر الإلحاد فى العالم كان سارتر وسيمون دوبوفوار وألبير كامي ونحوها. وكذلك أتباع الدارونية والفلاسفة الأدباء كـ برتراند رسل (Bertrand Russell) وهيجل (Hegel) وسبنسر(Spencer) الذین ألفوا كتبا فى الفلسفة وعلم الأخلاق وفولتير (Folter) الذى كان أديبا من الفرنسة ونيتشيه (Netshey). ومن الشعراء التى نشرت الإلحاد فى مجلة العصور وبعضها فيما يلي: عبداللطيف ثابت والزهاوي الذى هو كان عميدا كان هو ينشأ الشكوك فى الدين فى أشعاره.‘‘[15]

إن الحضارة الغربية الحالية تحمل الفكرة الإلحادية ولو ما كانت الغرب منكري الله والآخرة ولكن الروح التي تقوم بحضارتها في المجتمع المدني في مثل هذه الطريقة ؛ لأن الناس الذين يؤمنون بالله والآخرة يعتمدون على هذه النظرية على نحو فاقد للوعي فى حياتهم العملية.

ومن تأثير الغرب نشرت بدعة الإلحاد بين المسلمين بعد سقوط الخلافة الإسلامية فى التركيا. وصدرت كثير من الكتب على الإلحاد فى بلاد الإسلامية كمصطفى كمال للكاتب قبيل آدم فى تركيا. هذ الكتاب مملوء باللعن فى الأديان وخاصة الإسلام؛ لأن كتب فيه الإلحاد ومدح فيه العقلية الأروبية. وكذلك إسماعيل أحمد أدهم الذى نشر الإلحاد فى المصر وألّف رسالة وطبعها بتعاون المطبعة الأسكندرية بعنوان لماذا أنا ملحد؟ أصدر إسماعيل مظهر مجلة فى المصر بعنوان مجلة العصور فى المصر. إنه أيضا أنقد العقل العربي بأنها متهمة بالجمود والإنحطاط وتبعد عن النشأة والتطور.[16]

وكان السبب الأعظم لإنتشار الإلحاد فى العالم نظرية التطور لدارون(Darwin). وعلى هذه الخطوات بدأ الإلحاد فى العالم.فبدأ الأوروبيون في القرنين؛ الخامس عشر والسادس عشر من بلادهم إلى الشرق والغرب وأسسوا حكومتهم في جزء كبير من العالم إلى نهاية القرن التاسع عشر. إنهم لم يتركوا الأثر السياسي فقط فى هذه الدول بل تعزوا الإلحاد فى هذه البلاد الإسلامية وهاجموا على أسس الإسلام أيضا. وظهرت أربعة أنواع من الأجوبة من المسلمين مقابل الإلحاد:

  1. إتباع الإلحاد الغربي
  2. رفض الإلحاد الغربي
  3. إجراء التغييرات فى الإسلام في إتباع الغرب
  4. وضع الجانب الإيجابى فى قالب إسلامي [17]

كان رد الفعل الأول: من زعماء المسلمين(Elite Class) بأنهم قبلوا الغريبة والإلحاد كليا أو جزويا على رغم أن أسمائهم ومعتقداتهم كانت إسلامية ولكن كانوا نماذج الإلحاد في حياتهم والجماعية ولا يزال موقفهم حتى القرن العشرين. وكان بعضهم معارضة علانية لتعاليم الإسلام كمصطفى كمال باشا فى تركيا ورضا شاه بهلوي في ايران والحبيب بورغابي فى تونس. على الرغم من أن غالبية الحكام لم ينكروا الإسلام علانية لكنهم كانوا عمليا ملحدين.

وكان رد الفعل الثاني: هو علماء المسلمين التقليديين بأنهم رفضوا الأفكار الغربية تماما. إنهم منعوا تعليم اللغات الغربية واكتساب العلم الغربي ولبس الملابس الغربية وأي نوع من العلاقة مع الغرب وقد حاولوا تكييف بيئة مدارسهم كبيئة مدارس القرون الوسطى. وركزوا على التقليد المجرد بدلا من التفكير والإجتهاد فى المسائل المعاصرة. وكان كبار العلماء من هذا النوع فى شبه القارة الهندية مولانا قاسم نانوتوي ومحمود حسن وأحمد رضا خان بريلوي. وكانت النتيجة بهذا المنهج بأن نفوذهم في المجتمع قد انخفض و أبعد الذهن الجديد عنهم ومال إلى إلحاد أو قبل أفكار الطائفة الثالثة أوالرابعة.

كان رد الفعل الثالث: من المسلمين المتجددين الذين حاولوا لتطبيق بين الإسلام والأفكار الإلحادية ولهذا قد أنكروا بعضهم العقائد الإسلامية الأساسية. وكان أهم الشخصيات من أتباع هذه الفكرة سر سيد أحمد خان فى شبه القارة الهندية ومحمد عبده فى المصر وطه حسين وسعد زغلول. وقدم غلام أحمد برويز تلميذه الدكتور عبد الودود نفس الفكرة في القرن العشرين. ما قُبلت هذه الفكرة فى المجتمعات الإسلامية ولكن تتأثر الطائفة الأشرافية بها.

كان رد الفعل الرابع: من العلماء الذين كانوا يعرفون العلوم الجديدة مع العلوم القديمة. إنهم انقدوا على وجهة النظر الثالثة وقدم الإسلام بأسلوب الناجح. إنهم انتقد العلماء التقليديين بأن القانون الإلهي لا يتغير ولكن علماء العصور الوسطى وضعوا القوانين حسب مقتضيات عصرهم التى يحتاج إلى التجديد الإسلامي. وكان منها محمد إقبال وأبو كلام آزاد وشبلي نعماني وسيد سليمان ندوي وحميد الدين الفراهي وسيد أبو الاعلى مودودى ومن علماء المصر رشيد رضا وحسن البناء وسيد قطب وغيرها.أتبعها علماء العصر الحديث من البلدان الأخرى وجرأت الحركات الإسلامية فى البلاد الإسلامية لإحياء الدين ونشره. إنهم عرّفوا الدين فى النسل الجديد وحصلوا القبولية فى طائفة العلمية الحديثة وظهرت تأثيراتها عميقة جداً فى مجتمعاتهم.

ونوضح فى السطور التالية أهم معتقداتهم وأفكارهم العلمية والمادية والدينية والروحانية والأخلاقية.

إنعكاسات النظرية الإلحادية فى الأبعاد المختلفة للحياة الإنسانية:

كان الإلحاد موجودا فى العصور القديمة ولكن تصور الإله كان موجودا فى أي شكل. ولايوجد تصور الإله

فى قليل من المذاهب كبد مت، وجين. وكذلك أنكرت قليل من الفلاسفة وجود الإله ولكن معظم الناس كانوا يعتقدون بالله ولوكان أكثر من إإله واحد.[18]وكذلك يبدو من التاريخ بأن الإلحاد ما أخذ القوة من حيث الكل فى العالم؛ لأن الناس فى العالم كانوا يعتقدون بالله. فنشر الإلحاد فى هذه العصور وتترتب أثرها على العالم الإسلامي والغربي بل جميع العالم[19] كمايقول على رضا: إن الإلحاد والتشكيك واللأدرية تنموا بالسرعة فى مجتمعاتنا.[20]

كما ذكرنا بأن الإلحاد مبني على إنكار وجود الله تعالى والوحي وبسبب الحرمان عن هداية إلهية يعتمد الإنسان

على العقل ويأخذ القانون من التاريخ والتجربة والآثار والأحوال. والقانون العقلي أحيانا يكون صحيحا وأحيانا مبنيا على الخطاء. ومن هذه الجهة تؤدي هذه الفكرة إلى الضلال فى جميع الجوانب من الحياة. وبسبب عدم الإعتقاد فى الآخرة تنتج هذه الفكرة النتائج المادية كإنكار الدين وفساد الأخلاق وإنتشار الفكر المادي ويكون النظام الاجتماعي والسياسي

والاقتصادي ضارا للبشرية بدلا من أن يكون مفيدا.

إن الإلحاد تتأثر المجتمعات الإسلامية والغير الإسلامية بأنه هز جذور التراث القديمة. إننا نشعر اليوم تأثير الإلحاد فى الجوانب المختلفة كالفلسفة والسياسة والاقتصاد والأخلاق ونحوها. ونذكر هذه الآثار فيما يلي:

فالجانب الفلسفي:فهاجم الإلحاد المعتقدات الأساسية للمسيحية والإسلام وأنكر وجود سبحانه وتعالى والنبوة والآخرة وبالإضافة نشر الشكوك والسؤلات حول هذه العقائد الأساسية. لم يحصل الملحدون الفوز فى مجال العقائد لأن هذه المعتقدات الثلاثة تتعلق بماوراالطبيعة التي لا يمكن إثباتها أو إنكارها في ضوء المشاهدة والتجرية.

والجانب السياسي: فنشر الإلحاد فيه فى شكل العلمانية. العلمانية تعني بأن يجب أن يكون الدين فى المساجد فقط ويدير جميع جوانب الحياة على أساس العقول البشرية ولا مكانة للتعليم الديني فى أمور الحياة. قبل العالم الغربي العلمانية تمامًا والعالم الإسلامى قبل بعضها كتركيا وتيونس ولكن مزّج معظم الدول الإسلامي الإسلام والعلمانية وغلب عنصر العلمانية فى هذه الدول.[21]

نشر الإلحاد بنظرية الديمقراطية على الرغم من أن الديمقراطية ليست عمليا مخالفة للإسلام لأن الحريّة

والرأي في الإسلام لهما أيضا أهمية كبيرة لكن الديمقراطية القائمة على أساس نظري فهو الإلحاد. أنه إذا أعطى أكثر الناس قرارًا خلاف قانون الله فإتخاذ هذا القرار وتنفيذه يكون ضروريا. ونرى كثيرا من الأمثلة فى بلاد الغرب بأنهم خالفوا دينهم علانية وأجازوا الجنس والمثليين والخمر والربى قانونية ولكن لا نرى مثل هذا فى بلاد المسلمين حتى الآن. يعارض الإسلام لمفهوم الغربي للديمقراطية لإن السيادة فى الإسلام ليست حق الجمهور بل هى حق الله تعالى فقط. والمسائل التى لم يبيّن الله، تجوز أن تؤخذ فيه آراء الأكثرية.

والجانب الإقتصادي: فدخل فيه الإلحاد بنظامين: الرأسمالية والإشتراكية.

بدأ كارل ماركس الحركة الكبيرة ضد الرأسمالية في أوروبا وانتقد على عدم توازن هذا النظام. إن ماركس (Karl Marx) واينجلز(Engels) كلاهما كانا ملحدان. إنهما فسّر التاريخ بأسلوب جديد وجعل النقطة المركزية للحياة الإنسانية المعاش بأن جميع الحروب التاريخية والأديان والنظم للسياسة إنتجها الإقتصاد. والشيء المهم فى حياة الإنسان هو الإقتصاد. إنهم عرضوا نظامًا جديدًا للعالم بإنكار الإله والنبوة والآخرة أي الشيوعيةوهومبني على الإلحاد.

والثانى هو الرأسمالية التى تملؤ بالخرافات العديدة كالقمار والميسر والغرر والإحتكار وغيرها. تحصل المؤسسات الكبيرة الوسائل والرقوم الضخيمة ولكن يبكون عامة الناس للضروريات الأساسية. هذه المؤسسات تنشر الربي والفواحش والقمار ويجعل المراكز للسياحة لإكتساب المال. ومن هذه الجهة تنشر الإلحاد فى الأخلاق الإنسانية.

وأما الأخلاق: فهى تتأثر أكثر من الجوانب الأخرى لأن أي شخص اذا يعتقد بأن ليس إله للعالم ولا توجد حياة بعد الموت يشجّع على تكميل الحوائج النفسانية. وعندما يكون الإنسان غير مسؤول أمام الإله ويكون مسؤولا أمام نفسه أو امام سلطة البشر فلا يمكن للإنسان أن يمنعه أي شيء سوى القوانين الحكومية أو الضغط الاجتماعي في العالم عن الأخلاق الرزيلة. هذه الفكرة تشجه على الظلم والخيانة وغصب المال والقتل والحسد والغدر والفساد والاضطهاد فى المجتمع بل عليه أن يفعل ما يشاء. و يفتح أهل الثروة أبواب القمع والظلم والفساد والتكبر ويبسطون أيديهم على أموال الفقراء والمساكين. وكذلك تهاجم الدول الإلحادية على الدول الضعيفة ويغصبون أموالهم ووسائلهم بقوة اليد. وكذلك نرى بأن معظم الناس فى هذه المجتمعات يقعون فى الأمراض الإجتماعية كالزنا والسكر والكذب والظلم والعقوق والأنانية والحسد والحقد والسرقة والغش والخداع وإستعمال المخدرات والنزاع المالية وغيرها من الرزائل الأخلاقية. [22]

وبما أن هذا النظام أكثر تأكيدا على المادة وبالتالي يتجاهل عن الجانب الروحي جذريا. فيتطور الإنسان في المجال المادي لكنه تفقد السعادة العقلية والروحية. وتقام العلاقات في المجتمع على أساس الاهتمام. يتم القضاء على الحب المتبادل والتسامح والتعاون والقيم الأخلاقية الأخرى.كما يقول الشيخ المودودي:

’’’فإن الطبيعة لهذه النظرية تنتج النظام المادي و أيضا يؤثر فى العلوم والتربية والفنون والأفكار. والناس الذين يحملون هذه الفكرة تكونون ظالما وخائنا .ثم الناس على هذا المستوى تظهر من المجتمع على جميع المستويات كاذبة، وخائنة، وقاسية. وقيادة المجتمع والدولة في أيدي الناس الذين يأكلون أموال الضعفاء فى دولهم ويتعاملون بالأمم الأخري في شكل القومية والإمبريالية وتدمير الوطن ‘‘[23]

تحليل العقيدة الإلحادية ومكوّناتها فى ضوء النصوص الشرعية:

إن الإلحاد فى مفهومه العام يستعمل لإنكار وجود الله ولكن فى الإسلام تُطلق هذه الكلمة على إنكار الإله والنبوة والآخرة أو أحد منها؛ لأن هذه العقائد أساسية ومرتبطة معا وإنكار الواحد يستلزم إنكار الآخرين.[24] عندما نرى المنهج القرآني نجد بأن القرآن الكريم يستعمل الكلمات المختلفة لإنكار العقائد الأساسية كالكفر ولايؤمنون ويكذبون ويجحدون ويكفرون وكفروا وغيرها. تدل هذه الآيات القرآنية على الكفر والإلحاد. وأحيانا يستعمل القرآن الكريم هذه الكلمات بدلا من الإلحاد.

سأذكر بعض الآيات القرآينة التى تظهر عنها العقيدة الإلحادية وبعد ذكرها سأحللها فى ضوء الإسلام، ومما یلی:

قال تعالى عن الملحدين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾.[25]

وجاء كلمة ’الدهر‘فى القرآن الكريم بمفهوم الإلحاد كما قال تعالى: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾.[26]

قال تعالى بنسبة الكفار: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.[27]

وقوله تعالى فيما يجحدون بآيات الله: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾.[28]

وقال سبحانه وتعالى فيمن يكفرون بآيات الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾.[29]

يبدو لنا من هذه النصوص القرآنية بأن العقيدة الإلحادية لها صور شتى كإنكار الإله والنبوة والآخرة والدين

وغيرها. وكذلك يعتقد الملحدون بأن الدهر هو إله. سأحلل هذه الصور المختلفة للإلحاد فى التالي.

عندما نرى العقائد الإسلامية فى ضوء الإسلام نجد بأن الناس بدأو الخرافات وأنواع الإلحاد فى العقيدة الإسلامية. ولكن السلف حفظوا العقيدة الصافية فى شكله الصحيح بأخذها عن المصادر الأصلية: القرآن والسنة وشرح مفاهيم العقيدة التى وضّح النبي صلى الله عليه وسلم. أذكر فيما يلى أنواع الإلحاد التي دخلت فى العقيدة الإسلامية وأحللها فى ضوء الإسلام وأقوال السلف الصالح.

إلحاد فى التوحيد:

كما ذكرنا فى السابق بأن الإلحاد يتضمن إنكار التوحيد والنبوة والمعاد. فأما التوحيد فالإلحاد فيه على ثلاثة: الحاد فى الذات والحاد فى الصفات والحاد فى الأسماء. سأناقش هذه الأقسام وأحللها فى ضوء الشريعة فيما يلي:

فأما الذات الإلهية:فالملحدون ينكرونها ويعتقدون بأن المادة هى الأزلية. لاخالق للكون والمادة أصل فى العالم. وبسبب إنكار وجود الله تعالى سمّى الله سبحانه وتعالى هؤلاء الناس كفارا لأنهم كفروا بالله ورسله. أذكر بعض الآيات القرآنية فيما ذکر فیها بانهم يكفرون بالله فيما يلي نموذجا:

قال تعالى عن الذين كفروا بآيات الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾.[30]

وأمر سبحانه وتعالى لقتال بهؤلاء الملحدين الذين لا يؤمنون بعقائد الأساسية من الإيمان: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾.[31]

وأخبر الله تعالى عن مرض قلوبهم بأنهم ليسوا فى حالة اليقين بل هم فى حالة الإضطراب والشك والظن فى آيات الله بسبب إنكارهم عن الإيمان بالله واليوم الآخر: ﴿إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾.[32]

وأما الصفات الإلهية: فإنهم يلحدون فى صفات الله تعالى. والإلحاد فى الصفات على ثلاثة أقسام فيما يلي:

إلحاد الجهمية: إنهم عطلوا صفات سبحانه وتعالى ما أثبتها لنفسه.

إلحاد المشبهة: إنهم يثبتون كيفية الصفات ويتشبهونها بصفات المخلوق كما يتشبه الروافض. هؤلاء الناس سووا المخلوق بالرب معاذالله.

إلحاد المشركين: إنهم يسمون ويثبتون صفات سبحانه وتعالى لآلهتهم وأوثانهم كالعزى واللات والمنات. وكذلك جعلوا حقوق الله سبحانه وتعالى لحقوق العباد.[33]

وأما منهج أهل السنة والجماعة فى الصفات بأنهم يؤمنون بما وصف الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم من الصفات بدون التكييف والتبديل والتغيير والتحريف [34]ونحوها كقوله سبحانه وتعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.[35]

إن بعض العلماء أثبتوا بعض الصفات لسبحانه وتعالى وقالوا أن هذه الصفات تتضمن بعض الآخرين.

وهذه الفكرة غير صحيحة فليكن الفكرية العلمية الصالحة بأن نثبت جميع ما ثبت سبحانه وتعالى لنفسه وننفى جميع ما نفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه.

وأما الأسماء الإلهية:فالإلحاد فيه الميل عن الحق أى العدول عن حقيقة الأسماء ومعانيها كما ثبت.[36]

قال ابن عباس: الإلحاد هو أن دعوا اللات في أسماء سبحانه وتعالى.[37]

يقول أبو قاسم: الإلحاد في أسمائه على وجهين: أحدهما أن يوصف بما لا يصح وصفه به . والثاني: أن يتأول أوصافه على ما لا يليق به.[38]

وقال عن الملحدين : ﴿وذروا الذين يلحدون في أسمائه﴾ أى :أن دعوا ’اللات في أسماء سبحانه وتعالى‘.[39]

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: إن الإلحاد فى إسماء سبحانه وتعالى أنواع[40]:

فالأول: إنكار أسماء سبحانه وتعالى أو ما تدل عليه الأسماء من الصفات أو الأحكام.

والثانى: إثبات أسماء لله سبحانه وتعالى ماأثبت لنفسه كالعلة الفاعلة فى الكون والكون معلول. و يقول البعض: إنه العقل الفعّال الذي يدير الكون والنصارى يقول له أبا.

والثالث : التشابه بين الخالق والمخلوق كالقول: ’الله عليم وبصير‘وكذلك ’الإنسان عليم وبصير‘۔

الرابع: إشتقاق أسماء من أسماء سبحانه وتعالى كالعزى من العزيز والمنات من المنان واللات من الإله.[41]

إن توحيد الأسماء تقتضى بأن يثبت الإنسان ماثبت الله سبحانه وتعالى من الأسماء الحسنى ويطلب عنه بوسيلة أسمائه حسب المعانى الجليلة كوسيلة إسمه ’الرازق‘حين طلب الرزق ووسيلة ’الرحمن الرحيم‘ عند طلب المغفرة ’والتواب‘عند طلب العفو والمغفرة وغيرها. وكذلك منع سبحانه وتعالى عن معية الذين يُلحدون فى أسماءه ولا يلحظون كرامة أسماءه الشريفة [42]أمر الله سبحانه وتعالى بأن تدعوه بأسماء الحسنى ولا تخوضوا مع الناس الذين يُلحدون فى أسماءه كما جاء فى سورة الأعراف: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.[43]تدل هذه الآية الكريمة بأن الله سبحانه وتعالى نزه أسمائه عن جميع النقائص والإلحاد والتأويلات الزائغة.

الحاد فى الرسالة:

الإلحاد فى الرسالة على أنواع وأذكر فيما يلي:

النوع الأول: نجد فى عصرنا الحاضر كثير من الناس الذين يؤمنون بالله سبحانه وتعالى ولكن ينكرون النبوة

والرسالة كما توجد إنكار الوحي والنبوة فى اتباع مذهب الهندوسية وبعض المذاهب الأخرى. وهؤلاء الناس ينكرون ضرورة الوحي ويزعمون بأن العقل تكفى لعرفان المصالح والحسن والقبح ونمط الحياة المثالية وجعل القوانين للحياة.

هؤلاء الناس من طائفة المشركين والكفار الذين كذبوا الرسل والأنبياء وأنكروا عن قبول دعوتهم. و كان يقتل بعض الأشرار النبيين بظلم كما قتل بنو إسرائيل كثيرا من الأنبياء كسيدنا يحيى وزكريا ويرمياه عليهم السلام. ومن الممكن بأن نقول بأن كل نبي كان يُكذّب بهولاء الظالمين كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِين﴾.[44]

وأخبر الله سبحانه وتعالى عن تكذيب سيدنا شعيب عليه السلام: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ﴾.[45]

النوع الثاني: إن هؤلاء الناس يؤمنون بضرورة الرسالة والنبوة ولكنهم يفرّقون بين الأنبياء والرسل بأنهم يؤمنون ببعض الأنبياء وينكرون ببعض الآخرين كما يؤمنون اليهود بسيدنا موسى عليه السلام ولكن كانوا لا يؤمنون بسيدنا عيسى عليه السلام وكذلك النصارى الذين يؤمنون بسيدنا عيسى عليه السلام ولكن لايؤمنون بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

سمّى الله سبحانه وتعالى هذا الفرق بين الأنبياء كفر وتكذيب كما جاء فى سورة النساء: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾.[46]

النوع الثالث: إن الطائفة من المسلمين يقدمون العقل على النقل كفرقة الغلاة من المعتزلة. حيث أنهم ينكرون المعجزات بسب التقديم العقل على النقل وعدم التوافق مع العقل. عندما يعارض العقل مع النقل، هم يرفضون النقل ويرجحون العقل عليه.

الحاد فى الآخرة:

إن كثيرا من الناس فى العالم ينكرون الآخرة ويزعمون بأن الإنسان سيفنى بعد الموت ولا حياة بعد الموت. هؤلاء الناس يقال لهم ملحدون.

قال تعالى عن إنكار الناس عن الآخرة: ﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾.[47]

وقوله تعالى عن الناس الذين يكذبون الآخرة: ﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾.[48]

وقال تعالى: ﴿لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.[49]

هناك عدة وجوه لإنكار الآخرة. ومنها بسبب التكبر كما قال تعالى فى سورة النحل: ﴿إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾.[50]

لايُفيد القرآن الناس الذين لا يؤمنون بالآخرة لأن بينهم وبين القرآن يحول الحجاب: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ

جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾.[51]

وقال تعالى بنسبة المنكرين بأنهم ضلوا عن السواء السبيل: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ﴾.[52]

وقال تعالى: ﴿أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ﴾.[53]

إن الشيطن يزيّن أعمال الناس فى أعينهم فهم يغفلون عن الآخرة كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ﴾.[54]

وكذلك منكروا الآخرة يشركون بالله كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى﴾.[55]

يقول الله تعالى عمن ينكرون الآخرة بأنهم سيرون الحقيقة حين الموت ويرون بأعينهم فيقولوا يليتنا أن نعمل صالحا فى الدنيا. إن هؤلاء الناس يقعون فى الخسران كقوله تعالى: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾.[56]

إنهم يظنون بأن ليس هناك إله الذي يُميت ويحيى ولكن هو الدهر التى تميت وتحيى كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾.[57]

النتائج والتوصيات:

فخلاصة مما سبق أن ثالث أكبر دين في العالم هو ’الإلحاد‘كما ملايين من الناس يعتقدون فكرة الإلحاد، وهؤلاء لا يقبلون أي دين سماوي أو غير سماوي وينكرون الإله والنبوة والآخرة. بدأ الإلحاد فى العالم مع أفكار الشيوعية والوجودية والعقلانية والدارونية وعلوم النفس. ونشره اليهود فى العالم بمحاربته بالعلم وهدم الدين والقيم الأخلاقية. ومن أعظم أهداف لنشر الإلحاد إزالة الأديان على الأرض سوى اليهود ليبقى اليهود على الأرض.

إنتشر الإلحاد فى الأوروبا فى البداية ثم ذهب إلى أمريكا ثم نشر إلى البلاد الإسلامية. حسب التاريخ إنتشر الإلحاد فى ثلاثة ادوار:

  • سبعة عشرة مائة سنة وكان الإلحاد والمذهب يمشيان معا ولكن الفلاسفة لايعتقدون بتصرّف الإله فى العالم وكانوا يحاولون القوة التى تتصرف فى هذ ا العالم،
  • وسبعة ثمانية مائة سنة وفى هذا الدور أنكر كثيرا من الفلاسفة وجود الإله وإن قبلوه قبلوا بأنه خلق الكون فقط وبعده لا دخل له فى الكون،
  • وتسعة عشرة مائة سنة وبلغت المادية والإلحاد إلى حد الكمال وأنكر الفلاسفة كل شيء سوى المادة حتى الإله.

فمن الممكن بأن يقال بأن الإلحاد خزل على المستوى النظرى (لا العملي) ولكن فاز فى الميدان السياسي، والإقتصادي، والأخلاقي، وغيرها فى شكل العلمانية۔

فأجاب المسملين للإلحاد بأن بعضهم أتبعوه كاملا (فى المدايين المختلفة لاالعقدية)، ورفضوا البعض كاملا (نظرية وعملية)، وأجروا البعض التغيرات فى الإسلام بإتباع الإلحاد، ووضعوه البعض فى القالب الإسلامي بأخذ إيجابياتها وترك سلبياتها.

والإلحاد على ثلاثة أنواع: الإلحاد فى التوحيد وهو الإلحاد فى الذات، والصفات، والأسماء ،والإلحاد فى النبوة وهو بأن ينكر أحد النبوة أو يؤمن ببعض الأنبياء ولا يؤمن ببعض أو يقدّم العقل على النقل، والإلحاد فى الآخرة كإعتقاد المشركين بأنهم لايعتقدون بالبعث.

وكذلك إعتقاد الدهرية كفر وإلحاد بإنكارهم حدوث الأجسام والأعراض [58]وإثباتهم أزلية أجسام وأعراض. وهذه الفكرة ضد التوحيد؛ لأن كل شيئ حادث سوى الله تعالى. والفلاسفة والدهرية وقائلوا الصدفة وقدم العالم وأزليته وأبديته وقائلوا العقل الفعّال والعقيدة بأن النجوم مؤثرة كلها من الإلحاد فى ذات سبحانه وتعالى.[59]

ويقع اليهود والنصرى والمجوس والصابئين والجهمية والمشبهة والمشركون والقائلون بالإتحاد والحلول فى الإلحاد فى الأسماء والصفات. وبالإضافة هذه النظرية مبنية على الخرافات والأوهام والحدس ولا أصل لها[60] ولذا أنقد كثير من العلماء هذه التصورات بالشدة والدلائل على الأسس العلمية.

حوالہ جات

  1. مبشر نذير، الحاد جدید کے مغربی اور مسلم دنیا پر اثرات، المجلة الشهرية: اشراق (لاهور: یونیو 2005م)، ص: 33
  2. https://www.iep.utm.edu/atheism, (accessed 22 Aug, 2019)
  3. https://en.wikipedia.org/wiki/Listofreligiouspopulations, (accessed 22 Aug, 2019)
  4. مبشر نذير، الحاد جدید کے مغربی اور مسلم دنیا پر اثرات، ص: 33
  5. https://www.britannica.com/topic/secularism, (accessed 16 Aug, 2019)
  6. الحوالي، سفر بن عبد الرحمن، العلمانية نشأتها وتطورها (السعودية: دار الهجرة، 2008م)، 1: 13-15
  7. https://www.almaany.com/ar/dict/ar-en/institutions, (accessed 11 Feb, 2019)
  8. الحوالي، سفر بن عبد الرحمن، العلمانية نشأتها وتطورها ، 1: 13-15
  9. أيضا
  10. أيضا
  11. الجهنى، مانع بن حماد، الموسوعة الميسرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة (رياض: دارالندوة العالمية ، 2014 م)، 2: 806
  12. مودودي، أبو الأعلى السید، تجديد و احیائے دین (لاهور: اسلامك پبلي كيشنز، 1999م)، ص: 16
  13. http://ilhaad.com/2017/07/ilhad-tajadud, (accessed 19 July, 2017)
  14. الجهنى، مانع بن حماد، الموسوعة الميسرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة، 2: 806
  15. أيضا
  16. مبشر نذير، الحاد جدید کے مغربی اور مسلم دنیا پر اثرات، ص: 33
  17. مبشر نذير، الحاد جدید کے مغربی اور مسلم دنیا پر اثرات، ص: 33
  18. أيضا
  19. http://www.laaltain.com, (accessed 16 Oct 2016)
  20. مبشر نذیر، الحاد جدید کے مغربی اور مسلم دنیا پر اثرات، ص: 33
  21. مودودي،أبو الأعلى، تجديد و احیائے دین، ص: 16
  22. مودودي،أبو الأعلى، تجديد و احیائے دین، ص: 16
  23. مبشر نذیر، الحاد جدید کے مغربی اور مسلم دنیا پر اثرات، ص: 33
  24. الفصلت: 40
  25. الجاثية: 24
  26. الأنفال: 55
  27. الأنعام: 33
  28. النساء: 150
  29. ایضاً
  30. التوبة: 29
  31. التوبة: 45
  32. محمد بن عبد الوهاب، القول السديد شرح كتاب التوحيد (المملكة العربية السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، 1421هـ)، ص: 164-166
  33. حافظ بن أحمد الحكيمي، أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، 1422هـ)، ص: 61
  34. الشورى: 11
  35. الحنبلي، محمد بن أحمد، لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار ۔۔۔(دمشق: مؤسسة الخافقين ومكتبتها، 1982 م)، 1: 128
  36. الحريملي، فيصل بن عبد العزيز، توفيق الرحمن في دروس القرآن (الرياض:دار العليان للنشر والتوزيع، 1996 م)، 2: 271
  37. أبو القاسم، الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن (لبنان: دار المعرفة، بدون السنة) كتاب الخاء ، ص: 448
  38. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم (الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع1999 م)، 3: 515
  39. العثيمين، محمد بن صالح، القول المفيد على كتاب التوحيد (دمام: دار ابن الجوزي، 1424 هـ)، 2: 229
  40. حافظ بن أحمد الحكيمي، أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة(المملكة العربية السعودية :وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، 1422هـ)، ص: 90
  41. محمد بن عبد الوهاب، القول السديد شرح كتاب التوحيد، ص: 164-166
  42. الأعراف: 180
  43. الأنعام: 34
  44. الأعراف: 92
  45. النساء: 150
  46. الأنعام: 113
  47. الأنعام: 150
  48. النحل: 60
  49. النحل: 22
  50. الإسراء: 45
  51. المؤمنون: 74
  52. السبأ: 8
  53. النمل: 4
  54. النجم: 27
  55. الأنعام: 31
  56. الجاثية: 24
  57. البغدادي، عبد القاهر بن طاهر، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية (بيروت: دار الآفاق الجديدة، بدون السنة)، ص: 128
  58. ملكاوي، محمد عبدالقادرخليل، عقيدة التوحيد فى القرآن الكريم:رسالة الماجستير(الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ،بدون السنة)، ص: 112
  59. افغانی، شمس الحق، علوم القرآن (لاهور: مکتبة أشرفیة، بدون السنة)، ص: 144
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...