Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-ʿILM > Volume 3 Issue 2 of Al-ʿILM

الوحدة النصية و علاقتها بالنمط اللغوي الكبير: دراسة نظرية في ضوء اللسانيات النصية |
Al-ʿILM
Al-ʿILM

فإن الوحدة النصية من القضايا النقدية التي يثيرها النقاد في زماننا قضية "الوحدة العضوية " في العمل الأدبي، وهي قضية تتصل بالفن الأدبي والنقدي في التراث العربي القديم والحديث. ونظرة النقاد العرب إلى هذا الفن، وتقديرهم للوحدة بين أجزائه، بداية من ثنائية اللفظ والمعنى حتى إلى أن العمل الأدبي، بل الأعمال الأدبية المختلفة لها وحدة عضوية؛ لذلك اعتبروا النص القرآني المقدس كلّ موحد. فمفهوم الوحدة النصية/ العضوية عندهم واسع جدا؛ لذلك عرّفوها: "بأن يكون النص عملاً متكاملاً، وبنيةً عضويةً حيةً تتفاعل مع بعضها تفاعل الأعضاء المختلفة في الجسم الحي، فيصبح النص عضوية ذات بنية حية تامة الخلق والتكوين"[1]. وعرّف بعض الآخرين بأنها صورة تمكّن الشاعر من إكمال الفكرة والعاطفة في حالة التعقيد والتداخل والاتساع، كما تمنح المتلقي قدرة على معاينة شمولية للفكرة والعاطفة، ويتحقق ذلك باتحاد تام لأجزاء القصيدة، فتصبح في أعلى مستوى فني لها يؤثّر على النفس والوجدان؛ ولهذا تسمى هذه الوحدة بالعضوية، تشبيها لها بأعضاء الجسم، فهي تحمل رسالة كلّيبة شاملة لقصيدة أو نص ما؛ فمهنا سُميت بالوحدة النصية[2].

 

وأول من صرف أذهان المفكرين إلى هذا الجانب هو الفلسفي العظيم "أرسطو" الذي أثار قضية "وحدة القصيدة"، واشترط في المسرحية "حبكة". فالحبكة عنده هي الخيط الذي لانراه، لكنه يشدّ كامل مكوّنات العمل المسرحي ويحفظ ترابطها فيما بينها؛ لذلك شبّه أجزاء المسرحيّة بالكائن الحي، بحيث لا يصح تقديم حدثٍ أو تأخيره أو حذفه، فالأحداث تترابط ترابطاً عضويّاً [3].

 

فإذا كانت جذور الوحدة العضوية راسخة وعميقة في التراث اليوناني القديم، فإن من جاء بعدهم واطلع على تراثهم العلميّ، واستفاد بأرآءهم الأدبية والنقدية، وتأثربهم، وقلّدهم تقليدا ختميا حتى ظهرت أجيال ينتهي سندهم في العلم والأصول العلمية إلى التراث اليوناني، لذلك يقولون "وجذور هذه القضية عند اليونان" ولاسيما عند أفلاطون أرسطو، أي أنهم تصرّفوا في أخذ العلم منهم، بل سرقوا العلم، والأصول ونسبوها إليهم، كما فعل العالم الغربي الحديث في بداية النهضة العلمية. وقد إذداد الأمر اهتماما في النصف الثاني من القرن الماضي بظهور اللسانيات الحديثة، وخاصة بظهور علم اللغة النصي أطلقوا على الوحدات النصية الأبنية الصغرى والأبنية الكبرى لنص ما، ثمّ في الثمانينات أطلق عليها السالكي[4] مصطلح "النمط الكبير" لنص ما.[5]

 

فعند ما وصل الأمر إلى العرب المحدثين الذين تتلمذوا في الجامعات الأروبية، واتقنوا هذا المجال بأكثر من لغة، قاموا برد شديد على من أنكر وجود هذه الدراسات في النحو العربى، و اتهم النحاة القدماء على أنهم كانوا نحاة الجملة ولم يكونوا يهتمون بالوحدة النصية بأكملها، وفي هذا الصدد قاموا بترجمة كتب علماء الغرب لمعرفة أصولهم النصية، فانكشف لهم أن غير العرب كانوا يتعاملون مع نصوصهم بأساليب ومعايير العرب التي كانت تستعمل في الأحكام النقدية لنصوصهم العربية من حيث الجودة والرداءة، ومن حيث البلاغة والفصاحة، والفصل والوصل، والمقام الذي يقال فيه الكلام، والسبك النصي، والترابط أو التناسب بين النصوص عامة والنص القرآني خاصة، فوجدوا أن التراث العربي مليئ بمثل هذه القضايا النصية، وخاصة تطورت مثل هذه الدراسات في رحاب النص القرآني المقدس الذي يحمل رسالة التوحيد، فلاعجب أن للنص القرآني إنسجام تام، وتناسق كامل بين الآيات والسور بحيث يرمي هذا الإنسجام إلى هدف كلي واحد يندرج تحته مقصد واحد، لاينفك عنه النص القرآني المقدس، وهكذا في كل النصوص الأدبية.

 

عناصر الوحدة النصية Elements of textual unit:

 

وإذا اتفق البحث على أن المقصود بالوحدة النصية أن يكون العمل الأدبي بنية حيّة متكاملة، يجمعها إطار فكري وشعوري واحد تتصل به أجزاءه اتصالا عضويا، وليست قطا متناثرة. فمن عناصر الوحدة النصية التي تسهم في بناءها تنقسم إلى أربعة أقسام الآتية:

 

 

 

 

فتكوين الوحدة العضوية لعمل أدبي، أو نص أدبي أو قصيدة من القصائد لايأتي إلّا بوجود العناصر الأربعة السابقة، تفصيلها فيما يلي:

#

الصورة الشعرية: هي وصف من خلال ألفاظ الناص/المبدع ووجدانه بأسلوب خاص، وتتكوّن من العناصر الآتية :

 

  1. الشفرة اللغوية: وهي الألفاظ الدالة على الصوت، ووصف الصورة من خلال أدوات/ عبارات مبدع.
  1. تحديد أجزاء الصورة النصية بألفاظ تصوّر للمتلقي الألوان مثلا: زرقة

 

 

 

السمآء، وبياض القمر، واحمرارة الشمس.

#

استنتاج أطراف الصورة بمعنى هناك بعض الألفاظ التي تدلّ الحركة أو قارئ النص يحسّ من خلالها الحركة.

 

  1. وحدة الجوّ النفسي: وهي سمة من سمات النص الشعري المعاصر[6]، فيقصد بوحدة الجو النفسي، وحدة المشاعر التي أثارها هذا الموضوع. وأيضا وتسمى وحدة الشعور ويقصد بها احساس المبدع ينبع من حالة نفسية واحدة تؤثر في بناء القصيدة، بحيث يظهر أثرها في الفكرة والألفاظ والصور. وهذا خلاف ما فعله الشعراء الجاهليون، حينما كانوا يتحدّثون في قصيدة ما عن موضوعات متعدّدة، مثل : الصحراء، والصعيد، والمغامرة، والناقة، ووصف الخمر، والوقوف على الأطلال يعنى أفكار مختلفة الجوانب في قصيدة واحدة.[7]
  1. الحبكة: وهي البناء الفني لنص أدبي أو الخيط الذي لانراه، لكنّه يشدّ كل مكوّنات العمل الأدبي، ويحفظ ترابطها فيما بينها بعرض الأحداث المختلفة.
  1. وحدة الموضوع: أن تكون القصيدة مترابطة تتحدّث عن فكرة واحدة أو موضوع واحد، بمعنى أن تدور الأفكار الجزئية في تسلسل وترتيب وترابط

 

 

 

حول الفكرة العامة.[8]

 

مظاهر الوحدة النصية Aspects of Textual unit :

 

هذه الظاهرة من الظواهر التي اهتمّ بها كل من العرب وغير العرب بمظاهر متعددة في درجات مختلفة. ظهرت هذه الظاهرة نتيجة وإمتدادا لظاهرة التماسك النصي عند العرب، فقد كان التماسك النصيي ركنا هاما الذي أسهم في تماسك اللفظ باللفظ والمعنى بالمعنى، ثم تماسك اللفظ بالمعنى، وتماسك الكلمات في الجمل ثم الجمل في البيت أو الآية، ثم البيت أو الأية، في القصيدة، أو السورة، ثم القصائد أوالسور بعضها مع بعض، حتى وصل الأمر إلى القرآن الكريم كله بأن القرآن وحدة متماسكة متكاملة، بل إن هناك من المحاولات الحديثة ما يهدف إلى تحقيق نوع من الوحدة بين القصائد والدواوين الكاملة، وقد تتألف مثل هذه الدواوين من مجموعة من القصائد المتكاملة أو من مجموعة من المقاطع التي يمكن أن تشكل في مجموعها قصيدة واحدة طويلة تمتد على طول الديوان[9]، وحتى وصل الأمر إلى أن بعض الباحثين المعاصرين ذهبوا إلى معرفة الأعمال الأدبية لأحد كبار المعاصرين تشرح لك وتبعث أمامك قيمة أعمال طبقة من الموتى بحسب ما بينهم من تشابه واضح، ومن بعض خصائص للأسرة الفكرية التي ينتمون إليها[10]. فلوحدة نصية في أعمال أدبية مراحل متعددة الجوانب، ومظاهر مختلفة المسميات في المصادر التراثية، ومن أهمها[11]:

 

 

 

واعتبرها بعض النقاد هي المسميات المتعددة لمدلول واحد وهو "الوحدة النصية" التي تعرف في اللسانية الحديثة ب"النمط الكبير" فالوحدة النصية أو العضوية عند العرب ترادف "النمط الكبير" عند الغربيين في اللسانيات الحديثة[12].

 

الوحدة النصية في نظرة علماء العرب Textual Units According to the Arabian scholars

 

يستطيع أن يكشف البحث بعض الجواب عن الوحدة النصية في التراث العربي

 

القديم ضمن مجالين على الأقلّ هما: النص الأدبي- القصائد- بصفة عامة، والنص

 

القرآني المقدس بوجه خاص.

#

تطور الوحدة النصية في حضن الدراسات الأدبية: تمحورت معظم الدراسات النقدية لدى السابقين بدأءً من اللفظ والمعنى، حتى تثبتت عندهم الوحدةُ النصيةُ لنص أدبي ما؛ لذلك نجدلها في التراث العربي قيمة جمالية في بناء النص الأدبي بمراحل متعددة، من أهمها:[13]

 

 

 

وحدة اللفظ والمعنى: ظهرت عدّة الدراسات النقدية حول اللفظ والمعنى، أو اللفظ والتركيب، وتعدّ هذا النوع من الاهتمام لبنة أولى في تكوين الوحدة النصية عند العرب[14].

 

وحدة البيت: يرى معظم نقاد العرب أن البيت في القصيدة ينبغي أن يستقل بمعناه، وألا يحتاج إلى غيره ليستكمل هذا المعنى وعدّوا من العيوب في الشعر أن يحتاج البيت إلى غيره ليتم معناه[15]؛ لذلك وقف الأوائل عند حدود البيت أو البيتين من القصيدة، وكانت ملاحظاتهم في الغالب الأعمّ على نسق البيت الشعري الواحد، وبصورة تجعل الحديث عن الوحدة تنظم القصيدة كلها وتعتمد على التطوّر صعبا إن لم يكن مستحيلا، وعلى ذلك قال أبو عثمان الجاحظ: "أجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء، سهل المخارج، فتعلم بذلك أنه أفرغ إفراغا واحدا، وسبك سبكا واحدا، فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان"[16]، كما يقول ابن رشيق "ومن الناس من يستحسن الشعر مبنيا بعضه على بعض، وأنا أستحسن أن يكون كل بيت قائما بنفسه لايحتاج إلى ما قبله ولا إلى ما بعده، وما سوى ذلك فهو عندي تقصير"[17].

 

وحدة النسج المرحلي: يعنى النقاد العرب ب"وحدة النسج المرحلي" أن يكون النص ذات أسلوب متقارب، لايرتفع بعض أجزائها إلى السماء، ولاينحط البعض الآخر إلى الحضيض، فإن كان في النص هذا اللون من الاختلاف عابه النقاد وذموا صاحبه[18]. وقد اهتم كثير من علماء العرب ب"وحدة النسج" في النص الأدبي، وعاب اختلاف النسج في النص الواحد، وعدّ ابن قتيبة اختلاف النسج تكلفا، ومحسوبا على مبدع النص، ولذلك أخذ على أبي العتاهية، وعابوا به النابغة الجعدي، كما كانت "وحدة النسج" من الأسباب التي فضّل بها النقاد المبدع على المبدع الآخر[19]، فوحدة النسج المرحلي تختلف تماما من "الوحدة النصية" بحيث أن وحدة النسج هو تماسك النص خلال المراحل المتعددة في نص ما، فهذا النسج ليس له كرسي معين في النص بل ينتقل من المرحلة إلى المرحلة المتطورة في نص ما،كما أنها ركنا مهما من أركان الوحدة النصية، فانتقال الوحدة الصغرى إلى الوحدة المتطورة الكبرى هي الوحدة النسج المرحلي، يقول الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي: "وقد انتقلت القصيدة الشعرية من وحدت البيت كما كان سائدا عند أغلب الشعراء والنقاد العرب القدامى إلى وحدة القصيدة كلها، باعتبارها بنية واحدة، وعملا فنيا متكاملا، بحيث لم يعد في إمكان أحد أن يخذف بعض أجزاء القصيدة الحديثة حذفا، ولا أن يقدم بعض أبياتها على بعض، ولا أن يزيد فيها، ولا ان يخرج أبياتها عن نسقها الفنى"[20].

 

وحدة موضوع النص الأدبي: لقد كانت "وحدة العمل"[21] من الأنواع التي تناولها أرسطو صراحة واشترطها لحبكة المسرحية التي لها بداية ووسط ونهاية. ويقصد بالبداية أولية لاتحتاج إلى أحداث سابقة، وبالنهاية غاية تضع خاتمة لتطور العمل المسرحي بحيث لايحتاج هذا التطور إلى مزيد من الأحداث لإكماله[22]. فتأثر العرب بنظرية "وحدة العمل في المسرحية" وبدؤوا يبحثون عن"الوحدة العمل" في النصوص الأدبية، ببيانهم العلاقة بين البنية السطحية والعميقة لنص ما[23]، حيث ركزوا على تناسب أفكار القصيدة فشبّهوها ب"خلق الإنسان في اتصال بعض أعضائه ببعض، فجاءت هذه الملاحظات قريبة مما يقوله المعاصرون حينما يطلبون من القصائد التي تتحقق فيها الوحدة أن ترتبط عناصرها جميعا كما ترتبط الجذر والسياق والأعضاء والأوراق".[24] وذهب بعض النقاد إلى " أن تكون القصيدة كلها ككلمة واحدة في اشتباه أوّلها بآخرها نسجا وحسنا وفصاحة، وجزالة ألفاظ ودقة معان، وصواب تأليف، ويكون خروج الشاعر من كل معنى يصنعه إلى غيره من المعاني خروجا لطيفا حتى تخرج القصيدة كأنها مفرغة إفراغا لاتناقض في معانيها ولا وهيَ في مبانيها ولاتكلف في نسجها تقتضي كل كلمة ما بعدها ويكون ما بعدها متعلقا مفتقرا إليها"[25] .

#

تطوّر الوحدة النصية في حضن النص القرآني المقدّس: نشأت الوحدة المعضوية[26]والصورة الفنية للنص القرآني خلال معركة النقاد والبلاغيين في الفصل بين اللفظ والمعنى، فاللفظ هو الصياغة الشكلية والهيكل التركيبي في العمل الادبي ، والمعنى هو الفكرة المجردة التي تفي بالغرض، وقد أوجد هذا الفصل تقسيماً ظاهراً في النص الأدبي وجعله ذا دلالتين : خارجية تتصل بالشكل ، وداخلية تقترن بالمضمون. ولعل المطور لهذا الفصل هو المذهب المعتزلي في فهمه للنص القرآني[27]، فهو ذو بعدين : البعد الأول ، يتمثل بالفن القولي في دلالته المحسوسة من اللفظ التي تتشكل بكل صنوف التعابير المجازية والمحسنات البديعية. والبعد الثاني يتمثل بالمعنى الذهني المجرد الذي يترصده المتلقى في النفس من خلال معنى ذلك اللفظ ، فهما ـ إذن ـ شيئان مستقلان ، ليخلصوا من وراء هذا إلى القول بأن هذه الأشكال عارضة متغيرة فهي محدثة. وأن القرآن إنما هو المعنى لاتصاله بذات الخالق ، وذات الخالق قديمة ، فالقرآن ليس بقديم ، لأنه خلاف ذاته تعالى.[28] بل هو من خلقه وصنعته ، فهو محدث. إذن : اللفظ والمعنى في القرآن محدثان ، ولا علاقة لهما بالقدم ، وكان هذا بداية للبحث عن الألفاظ مرة ، وعن المعاني مرة أخرى. ثم تبلورت الفكرة أكثر فأكثر فعاد المحفز لها هو القول بإعجاز القرآن ، وأين يكمن هذا الإعجاز ، أفي لفظه ، أم في معناه ، أم في العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى ، فذهب عبد القاهر الجرجاني ـ وهو من أئمة الأشاعرة ـ إلى القول بالعلاقة بينهما ، ومن ثم جرد اللفظ قالباً ، والمعنى ذهناً ، وصهرهما سوية بأحداث عملية الإعجاز من خلال النظم وحسن التأليف ، وكأنه يلمح بل يصرح بأسبقية المعاني في النفس على الألفاظ، ومهما يكن من أمر فإن هذه المعركة قد انتهت بفصل العلاقات بين الفكر واللغة فعادت اللغة رموزاً تحتاج إلى الحل بما اشار إليه عبد القاهر الجرجاني: "إن اللغة تجري مجرى العلامات والسمات ، ولا معنى للعلامة أو السمة حتى يحتمل الشيء ما جعلت العلامة دليلاً عليه"[29]، وعاد الفكر بهذا التقسيم مستقلاً في تصوره المعاني.

 

 

 

ومن هنا نشأت الحاجة إلى الصورة الفنية والوحدة الموضوعية المتماسكة للنص القرآني، باعتبارها أداة لها وطريقتها الخاصة في عرض المعاني مقترنة بألفاظ ليتفاعل المتلقي للنص القرآني وهو مرتبط بجزئيه في وقت واحد ، فلا فصل بينهما ولا يتميز أحدهما عن الآخر ، فيكتسب ـ حينذاك ـ العمل الأدبي مناخاً يشعرك بالتئام اللغة والفكر بإطار موحد ينهض بسبب النص وتحديده ، ويلفت الانتباه إلى طبيعة المعنى في عرضه وأسلوبه منسجماً مع سلسلة الألفاظ المشيرة إلى المعاني ، غير منفصل عنها في حال من الأحوال ، وهنا يندفع المتلقي نحو السير وراء الوحدة الموضوعية في ظلّ العلاقات القائمة بين اللغة والفكرة ، أو اللفظ والمعنى. أو الشكل والمضمون ، ويكون طريق كشف هذه العلاقات هو التنقل في استنباط المعاني من سبل صياغتها في التشبيه والاستعارة والتمثيل والمجاز ، لتقيم الدليل على الذهن بالحس وتلخص إلى القيمة من خلال الظاهر إلى الواقع ، ومن مجاز القول إلى الحقيقة ، ومن التعبير الاستعاري إلى الأصل الاستعمالي ، ومن النظر في المشبه به لإدراك شأن المشبه ، ومن التمثيل إلى كنه الشيء ، وهذه هي مجموعة العلاقات في التماسك النصي التي تبنى عليها أصول الوحدة الموضوعية والصورة الفنية للنص القرآني[30]. فالقرآن الكريم وحدة فنية تتناسب آياته وسوره يأخذ بعضه بأعناق بعض، ويفسر بعضه بعضا، وتتكامل آياته ذات الموضوع الواحد، كالبناء المحكم المتلائم الأجزاء،وهذه حقيقة لاشك فيها، وقد قررها العلماء المحققون، وحرصوا على مراعاتها في تعاملهم مع القرآن الكريم.

 

وقد ورد في القرآن الكريم آيات تدلّ على أن القرآن وحدة متماسكة، قال الله تعالى: " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا"[31].

 

وقال: "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ"[32]

 

يقول الزمخشري في تفسير هذه الآية "أحكمت آياته" أى نظمت آياته نظاما رصينا محكما لايقع فيه نقص ولاخلل كالبناء المحكم المرصف[33]، كما استدلّ العلماء المعاصرون بهذه الآيات في إثبات الوحدة الموضوعية للنص القرآني، حيث قالوا:هذه الآيات تقرر حقيقة الجازمة، وتسجل ظاهرة الملموسة في القرآن الكريم، وهي حقيقة الوحدة النصية فيه، وظاهر التماسك المطلق الشامل فيه[34]. كما أكّد المعاصرون على أن القرآن معجز في تماسكه بعضه ببعض، فكل سورة منه متماسكة بما قبلها وما بعدها، وكل آية مترابطة مع الآية التي قبلها والآية التي بعدها، وهو متماسك في معانيه وموضوعاته بحيث يعطي عن كل موضوع منها تكاملا، على الرغم من معالجته في أكثر من موضع، وأكثر من سورة[35] حتى يكون كالكلمة الواحدة، متسقة المعانين منتظمة البماني[36]. فالوحدة الوضوعية من العبارات الشهيرة المتداولة عند المفسرين وعلماء القرآن قولهم : " إن القرآن يفسر بعضه بعضًا ". يقول الزركشى : " قيل أحسن طريقة التفسير أن يفسر القرآن بالقرآن فما أجمل في مكان فقد فصل في موضع آخر ، وما اختصر في مكان فإنه قد بسط في آخر"[37]. وفي هذا دليل على إدراكهم لمبدأ تماسك النص ليس فقط على مستوى السورة أو الآية وإنما أيضاً على مستوى القرآن كله .

 

وقد يعبر عن هذا المبدأ بعبارة أخرى مثل قولهم :" القرآن كله كالسورة الواحدة أو هو في حكم كلام واحد" . يقول القرطبي في تفسير قوله تعالى : "إنا أنزلناه في ليلة القدر"[38]. "إنا أنزلناه" يعني القرآن ، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة ؛لأن المعنى معلوم ، والقرآن كله كالسورة الواحدة "[39] ويقول القرطبي أيضًا في تفسير قوله تعالى :" لا أقسم بيوم القيامة "[40] قيل: إن "لا" صلة ، وجاز وقوعها في أول السورة ؛ لأن القرآن متصل بعضه ببعض ، فهو في حكم كلام واحد ؛ ولهذا قد يذكر الشيء في سورة ، ويجيء جوابه في سورة أخرى كقوله تعالى : " وقالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون"[41] وجوابه في سورة أخرى : " ما أنت بنعمت ربك بمجنون"[42]، وفي هذا التفات إلى نوع من المناسبة عرف لدى علماء النص بالتناص ، ومعناه : " استدعاء نص لنص آخر "[43] ، وله في القرآن طابع خاص إذ يقتصر على القرآن نفسه من خلال آياته .وسنخصه بحديث فيما يستقبل من البحث مؤثرين تسميته باستدعاء النصوص. هذه هي نظرية النصية في التراث العربي البلاغي النقدي واللغوي، مفهومها ومظاهرها واهتمام العلماء العرب بها ودورها في بناء النمط الكبير في النص الأدبي في اللغة العربية وعلاقتها بالنص القرآني المقدس وإعجازه، ودورها في فهم النصوص العربية عامة والنص القرآني خاصة.

 

الوحدة النصية في نظرة علماء اللسانيات الحديثةTextual Units According to the Modern Linguists

 

تواصلت الدراسات الأدبية والقرآنية عبر القرن الماضي حتى الآن، فتحدّث ملامح الوحدة العضوية وعناصرها سواء في النص والأدبي بتأثير النظريات الغربية الوافدة، أو في النسق القرآني باعتبار هذه الدراسات امتدادا لجهود السابقين دون أن تغفل ما في الدراسات الحديثة من جهود ونتائج استوعبت الدرس الأدبي والنسق القرآني نظرية وتطبيقا؛ لذلك ذهب عدد كبير من علماء المعاصرين في بداية العقد الثالث من القرن العشرين، وكتبوا عن الوحد الموضوعية للقصيدة العربية، أصلا هؤلاء تأثروا بدعوة العقاد وأقرانه من الشعراء والنقاد والمثقفين عموما حتى أصبحت سمة من أبرز سمات الحداثة في النصوص الأدبية العربية[44].

 

ولقد كانت الوحدة العضوية من أول ما اهتم به رواد التجديد عندنا من سمات الحداثة في النص الأدبي العربي، وقد تجلى هذا الاهتمام في كتابات مطران، والعقاد، وشكري، في مقدمات دواوينهم وفي كتبهم الفنية كما تجلى في أعمالهم الشعرية، وقد اعتبر هؤلاء الرواد الوحدة الموضوعية في القصيدة مقياسا من أهم المقايس التي يقومون بها شعراء معاصريهم ليبينوا مدى حظه من الحداثة، وكثيرا ما كان حماسهم لهذه الوحدة يدفعهم إلى نوع من التشدد والصرامة في تطبيقها على شعر معاصريهم ، بحيث إذا وجدوا نصا من النصوص الأدبية يمكن تقديم بعض أجزائه على بعض، واعتبروا هذا إخلالا بالوحدة في النص يستحق اللوم والمؤاخذة [45]، وكان ابن الرومي[46] ينظر إلى النص نظرة فنية خالصة، ويقيم النص على أساس متين من الوحدة العضوية والبنية الفنية، ومن ثم راج شعره عند المعاصرين، وكأنه فهم وحدة النص كما يفهمها المعاصرون من حيث وحدة الموضوع، ووحدة المشاعر التي يثيرها الموضوع، وما يستلزم ذلك من ترتيب الأفكار والصور على أن تكون أجزاء النص كالبنية الحية، لكل جزء وظيفته في النص الأدبي، ويؤدي بعضها إلى بعض عن طريق التسلسل الفكري والشعوري[47].

 

وعلى أساس الوحدة الموضوعية يقوم الحديث الذي ينظر إلى النص جملة باعتباره كلا متكاملا وعملا فنيا واحدا، مرتبط الأجزاء، ملتحم المشاعر، والأفكار والعواطف، متماسكة الدلالات والاشارات، ووضعه في المقام الذي يقتضيه النص الأدبي[48]. ومن ناحية أخرى نرى هناك تيار لساني حديث من علماء العرب، وهذا التيار اللساني يركز على "الوحدة النصية" بأصول ومعايير اللسانية الحديثة، ويهتم بالنص على أنه كل موحد، بدون أيّ تفاوت وتناقض. ف"الوحدة النصية" عند أصحاب هذا التيار "هي جملة أحداث أو وقائع ، كل واحدة منها تمثل طورا من أطوار القصة كاملة" أو نقول "هي جملة من العناصر ، تترابط بتوفر الروابط التركيبية، والروابط الزمانية"[49]، فالوحدة الموضوعية أو الوحدة النصية عندهم نتيجة وهدف، ولانجده إلّا بالتماسك النصي.

 

أما جهود الغربيين/ علماء نحو النص في هذا المجال فهي واضحة تماما في الدراسات النصية. وعند ما كانت ظاهر التماسك النصي نتيجة لمجموعة الأدوات اللغوية والدلالية، فالوحدة النصية هي نتيجة لمجموعة من الأدوات الدلالية والتداولية/ البراجماتية/ التواصلية، بالإضافة تسهم فيها الإجراءات اللغوية. فالذي نحصل عليها بعد كل ما سبق أطلق عليه علماء علم لغة النص "ما بعد التماسك". لكن لم يتفقوا على هذه التسمية، حتى اصطلحو عليه "رؤية عالم النص Background of text". والذي ذهب إلى هذه التسمية هم الجدليون من أتباع ماركس، وهيجل في المدرسة الجدلية، بالإضافة إلى ذلك ترجع جذور هذه النظرية إلى "هوميوروس" و "أرسطو" وغيرهما من الأدباء والنقاد في التراث الإغريقي الذي أخذ من أسسه العلمية كل من العرب وغير العرب.

 

جذور الوحدة النصية عند الغربيين: لاشك أن الأساسيات التي تكوِّن الوحدة أو الحبكة النصية بكل أنواعها هي الأصول والمعايير التي بها فضّل أرسطو اليوناني "الإلياذة" على جميع النصوص الأدبية/الشعرية، والهوميروسَ على جميع شعراء العالم في ذلك الوقت وما قبله. فقد كان هوميروس يقص عن الحدث العظيم في التاريخ اليوناني. وهذه الملحمة تعبر عن الأحداث الرئيسة التي حدثت في الحرب الطروادي بين بطل اليوناني أخيليوس، وأبطال ملك باريس. مع ذلك أن هوميروس لم يقدم في الملحمة كل ما حدث هناك، لكن كفية سرد الأحداث وحبكة وحدات النص تعبر عن كل ما وقع في حرب الطروادة؛ لذلك يقول: جابر عصفور في مقدمة "الإلياذة"[50]: إذا تأملت تماسك الأجزاء الإلياذة وارتباطها بعضها ببعض رأيت أن ناظم النشيد الأول إنما هو ناظم النشيد الأخير. فكأنما هي مرقاة يصعدبك صاحبها درجة بعد أخرى حتى تستقرّ في آخرها"[51]. وقد ركز جابر عصفور على وحدة النصية وتكلم عنها بعدّة عناوين منها: حبكة الأحداث،[52] ووحدة الأحداث تنظيمها وتناقلها،[53] وارتباط أجزء الملحمة بعضها ببعض[54]. فهذه العناوين مختلفة المسميات متحدة الوظائف النصية. وهي الحبكة داخل النص.

 

وأوّل من اكتشف ظاهرة الحبكة هو الناقد اليوناني أرسطو الذي عدّها من المعايير التي تحقق الانسجام داخل المسرحية، وتكشف عن قيمتها الجمالية، فهي كالروح للجسد الحي، إذ أن النص الأدبي عنده لابد أن يتكوّن ببناء عضوي فكل جزء منه في مكانه الصحيح، ومتصل بعلاقة سليمة مع كل جزء آخر، ومع الكل العالم.[55] فأرسطو وكتابه من المصادر التي نجد فيها أصول الحبكة النصية ومعايير تداولية النص كما هو ظاهر من المفهوم الذي ذكرناه في السطور السابقة. كما ناقشه قضية الحبك النص الملحمي بقوله : "يجب أن تدور حبكة المفاهيم/الأفكار في القصة حول فعل واحد تام في ذاته، وكائن، له بداية، ووسط، ونهاية، وكأنها كائن حيّ واحد متكامل في ذاته. وبهذا يمكنها أن تحدث المتعة الخاصة بها. كما هناك تعاقب الأحداث ضروري مثلا: من الممكن أن يعقب الحدث الواحد الأخر دون أن يرتبطا بهدف واحد مشترك، وعلى هذا الأساس يتفوق هوميروس على غيره من الشعراء"[56].

 

فهنا يشير أرسطو إلى عدّة المعايير/ الأدوات التي ناقشها علماء علم لغة النص في بيان الحبك النصي منها: وحدة الموضوع، وحبك المفاهيم/الأفكار، وحبكة الأحداث، وأطلق عليها "فاندائك"مصطلح الأبنية العليا لنص أو خطاب ما[57]، وعلاقات غير اللغوية بمعنى العلاقات المنطقية/الدلالية، البداية/ الأسباب، الوسط/ موضوعية، النهاية/ النتائج، وغيرها من وسائل الحبك الدلالي عند أصحاب نحو النص. وقد استطاع هذا الناقد الكبير أن يضع بعض المعايير التواصلية، فيقول: "فالفكر هو التأثير الناتج عن الكلام، وكل تأثير ينشأ باستعمال اللغة ويدخل في ذلك البرهنة، والتنفيذ، وأثارة انفعلات بين الشفقة والخوف"[58].

 

ففي هذا النص إشارة واضحة إلى تواصلية/ تداولية النص بين مستعمليه من المرسل بالبراهين القاطعة ، ليتأثر به متلقيه. وهذا هو ما فعله التداوليون/البراجماتيون في تركيزهم على النص في بيئة المرسل ومتلقيه. وفي القرن العشرين أو قبيل العشرين بدأت عدّة اتجاهات تهتم بالمعنى وما يلازمه في النص، ومنها: إتجاه دلالي semantics الذي بدأ على يد "بريل"[59] في الفرنسا، وتطور على يد "بالمر"[60]، و"جون لائنز"[61]. كما نشأ هذا النوع من الترابط المعنوي في حضن الاتجاه البنيوي بصفة عامة، وفي كتابات دي سوسير، و رومان ياكبسن الذي اهتم به في التحليل النصي بمصطلح االموضوعية Theme"[62]، فقد نقل عن [63]“Edward Sapir” " بأنه أفكار مؤحدة بتماسكها الداخلي".[64] ويؤكد "رولان بارت"[65] عن بعض عناصر الحبك النصي قائلا: "إن الحبك النصي ليس له فقط معنى وحيد أو معاني مترابطة منطقيا وسببيا تفضي إلى معنى نهائي، وإنه يتشكل من تضافر وتشابك وانجدال عدد من أدوات الحبك. فالحبك هو مجموعة من الإحالات، والاقتباسات، والقواعد المقروئية، واالبناء الرمزي، والمناخ الأيديولوجي التي تمنح النص مظهر الترابط".[66] وقد تطور هذا النوع من التماسك النصي بعد نصف الثاني من القرن الماضي بجهود مجموعة من المدارس الألسنية الحديثة والنقدية منها:

 

المدرسة الجدلية وعلاقتها بالوحدة النصية : تنسب هذه المدرسة إلى هيجل لكن تأثرت من أفكار ماركس أيضا؛ لذلك يقال "المدرسة الجدلية والماركسية"[67]في الأدب الاجتماعي. تدرس هذه المدرسة النص الأدبي من ناحية كيفية، بمعنى أن النص الأدبي لابد له من قيمة جمالية؛ لذا ركزت هذه المدرسة على البحث عن العلاقة بين المبدع/الناص/ الأديب والمجتمع من ناحية، وبين الأدب والمجتمع من نأحية أخرى، ترددت هذه الأسئلة حول الأدب حتى جاء ناقد وفيلسوف كبير "جورج لوكاش"[68] وأجاب قائلا: "أن العلاقة بين المبدع والمجتمع علاقة تبادلية، بمعنى أن الأديب ابن البيئة، فهو لايسقط من السماء، يؤثر في المجتمع ويتأثر منه، فتماسك المنظومات الثقافية، والانتاجات الأدبية من أهم حلقات الوحدة النصية عند هذه المدرسة.[69]

 

وأطلق على هذا "جولدمان لوسيان"[70] مصطلح "البنيوية التكوينية" وهي منهجية تحاول البحث عن العلاقات الرابطة بين بنية النص وسياقه الاجتماعي، ولا ينظر إلى هذه العلاقات على أنها مجرد اتساق أو تواز بسيط ، وإنما يعتبرها اندماجا تدريجيا بين سلسلة من الجمل أو الكليات النصية. فالتماسك بين الأبنية الدلالية من ناحية ، والوعي الجماعي من ناحية أخرى، والتواصل بين المبدع، ومتلقي النص، من أهم الحلقات عند جولدمان لوسيان والتي أطلق عليها مصطلح "رؤية العالم للنصBackground of Text "؛ لذلك يعتقد بعض الباحثين أن كل عمل أدبي يتضمن "رؤية العالم"، ليس النص الأدبي المنفرد فحسب، لكن الانتاج الكلي للأديب، ولعصر معين، وعن طريق رؤية العالم يمكننا أن نرى بشكل صاف كيفية تبلور العلاقة الخلاقة بين النصوص الأدبية من ناحية، والوقائع الاجتماعية الخارجية من ناحية أخرى[71]. ونظرية رؤية العالم أو البنيوية التكوينية من أهم صور التماسك المتطورة التي أدخلت في ما بعد في التداولية في اللغة الانجليزيةبصفة

 

عامة وعند مدرسة علم لغة النص بصفة خاصة.

 

المدرسة النصية: تنسب هذه المدرسة إلى مجموعة من العلماء الغربيين بصفة عامة وعلماء نحو النص بصفة خاصة منهم "هاريس Harriss"[72]، و"تينو فاندائك"[73]، و "هاليدائ"[74]، و "دريسلر"[75]، و"بيوجراند"[76] كلهم اتفقوا على أن الوحدة النصية يعنى بها "استمرار المضمون بمعنى التشكيل المعنوي، فهو ليس مجرد ملمح للنصوص، بل نتيجة عمليات إدراكية لمستخدمي النص؛ ومن ثَمَّ لن تنشأ الوحدة النصية إلّا من خلال ربط النص بمعرفة عالم النص المختزنة لدى شريك الاتصال"[77]؛ فبذلك نستطيع أن نقول: إن الوحدة النصية لانعني بها الترابط المعنوي فقط، بل يعنى بها "الوسائل التي تربط أجزاء النص الداخلية، وعلاقتها بالبيئة التي يستخدم النص/ الخطاب.

 

النمط الكبير“Larger patterns”: النمط الكبير من المصطلحات التي ترادف "الوحدة النصية" عند التواصليين [78]. فالنتيجة الأدبية التي أطلق عليها بعض الماركسيين والجدليين، وعلماء اتجاه الكيفي في الأدب مصطلح "رؤية العالم للنص".[79] كما أطلق عليها التواصلييون بصفة عامة و"رافائيل سالكي"[80] بصفة خاصة مصطلح "النمط الكبير“Larger patterns . ويعتمد هذا النمط في بنائه على مجموعة من المعايير الأساسية التي تسمى BPSE” فهذا مخفف لأجزاء أربعة التالية[81]:

 

 

 

ويمكن رؤيتها على أنها إجابات عن قائمة الأسئله مع بعض التفصيلات، ويستطيع

 

هذا البحث أن يصنفها فيما يلي:

#

ما هي الخلفية؟ (أي الزمان والمكان والناس. الأشياء التي يمكن وجودها في هذا النص؟ ماذا نحتاج إلى معرفته لنفهم الجزء التالي: المشكلة؟)
  1. ما هي المشكلات الموجودة في هذا الوضع؟ المشكلة (عن أي شيء يدور هذا النص في الدرجة الأولى؟ ما المأزق، اللغز، العقبة، النقص في هذا النص؟)
  1. ما هو الحل لهذه المشكلة؟ أو كيف قمنا بالحل؟ هل خرجنا من المأزق “Deadlock”؟ أتم حل اللغز “complex” ؟ والتغلب على العقبة “barrier” ؟ هل عولج النقص؟
  1. كيف يمكن تقييم هذا الحل؟ ما مدى نجاح الحل في الخروج من المشكلة؟ وإذا كان هناك أكثر من حل فأيها أفضل؟

 

 

 

وهذه المعايير الأربعة تُذكّرنا ما قدمه "دي بيوجراند"[82] من المعايير السبع لتكوين النص، وخاصة معايير "المقامية، القبولية، المقصدية ، الإعلامية" كل هذه المعايير تتعلق بتواصلية النص؛ لأن أحيانا تكون النصوص متماسكة؛ لكن لانستطيع أن نصل إلى “BPSE” لأن المعلومات الواردة فيها منظمة بطريقة خاصة, في تحليل هذا النوع من التراكيب لا نستطيع أن ننظر إلى النصوص منفردة، بل لابد بالتزامن مع المعرفة والتوقعات عن مستخدمي اللغة. ملخصا لكل ما سبق يمكن لنا أن نقول إن الوحدة النصية/النمط الكبير من أهم الظواهر التي تهتم بها منذ عدّة قرون، وحتى في العصر الحديث هي من القضايا اللسانية التي بها يهتم اللغويون الغربيون، وقد دارت جهود علماء العرب القدامى و المحدثين حول النص القرآني المقدس وتناسق مفاهيمه، وتلاحم أحداثه، وترابط كلماته وآياته بعضها ببعض حتى وصلت أرآؤهم إلى أن النص القرآني معجز بوحدته النصية.

 

الخاتمہ Conclusion and results

 

يخلص البحث بأن الوحدة العضوية/النصية من الظواهر التي لجأ إليها عدّة

 

ثقافات بدأء من اليونان حتى علماء العرب المحدثين، بالإضافة إلى ذلك حاول القدماء من العرب أن يصلوا إلى قيم فنية لنقد النصوص، ولم يكن البحث اللغوي واقفا عند حد الجملة كما يحلو لبعض الباحثين المحدثين أن يصوره؛ لكنه لم يكن يبحث النص بالمفهوم الذي نتناوله به الآن. فهم من الأوائل الذين حدّدوا لها عدّة أنواع من العلاقات في النص، وبينوا كيف تترابط النصوص الصغيرة مكونة النص الكبير في بيان مدهش. لكن يبقى أنهم لم يُكونوا من هذه الملاحظات نظرية لغوية لنقد النصوص، هذا فقط هو ما ينقص عملهم ليكون عملا علميا رائعا.

 

وصل البحث إلى أن العرب قسموا الوحدة إلى: "وحدة اللفظ والمعى، ووحدة البيت، ووحدة النسج المرحلي، ووحدة الموضوع، والوحدة العضوية/ النصية.

 

أنتج البحث بأن العرب وعلماء النص الغربيين قد تأثروا في هذه الظاهرة بآرا المناطقة والفلاسفة القدماء وعلى رأسهم أرسطو وأعماله الأدبية والنقدية بصفة عامة، وبالوحدة العملية" بصفة خاصة.

 

أشار البحث إلى أن الوحدة النصية تطورت في رحاب خدمة النص القرآني المقدس من ناحية، وفي حضن النصوص الأبية من ناحية أخرى في التراث العربي.

 

يمكن أن يقرّرَ هذا البحث بأن أصول الوحدة النصية/ النمط الكبير ليست حديثة، لكن الجديد هو الكشف عنها، ومحاولة توظيفها بشكل عملي؛ فقد كان عند علماء العرب القدامى حس لغوي صحيح، وكانت لديهم رؤية مبكرة في البحث اللغوي والنقدي، ويمكن لمن جاء من بعدهم أن يستثمر هذه الرؤية ويطورها فتصل في النهاية إلى حد النظرية العربية في اللغة والنقد؛ غير أن من جاء بعد هؤلاء العظام اكتفى بأن يكرر ما قالوه بفهم أو بغيره من التوضيحات.

 

ولا ينسى هذا البحث بأن علماء علم لغة النص أسهموا في تحديد هذه النظرية وتوضيحها، وتطبيقها بصفة خاصة.

 

وقد وصل البحث إلى أن النص مكون من الأبنية الصغرى والعلياء ثم الكبرى، وبتماسكها يصل الأمر إلى النمط الكبير الذي يعنى به الوحدة النصية لنص ما.

حوالہ جات

  1. د. محمد عبد المنعم خفاجي ، مدارس النقد الأدبي الحديث، دار المصرية اللبنانية، ط.1/1995،:144-145-146
  2. الأستاد. الدكتور سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص المفاهيم والاتجاهات، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع،: 15-17.
  3. د. عبد الحكيم حسان، مذاهب الأدب في أوربا دراسة تطبيقية مقارنة، دارالمعارف، ط.2، 1979م ،:23-24
  4. هو "رافسل السالكي " أستاذ في الجامعة كيمبرج ، صاحب عدّة كتب ومقالات في علم اللغة النصي، وعلم الدلالة، ومن أهم كتب ، النص والخطاب والتحليل .
  5. Text And Discourse analysis, by Raphael salkie, published by Routledge 1995. p: 91
  6. فهي سمة لها جذور عميقة في المنهج النفسي عند علماء النفس وعلى رأسهم فرويد صاحب كتاب : "تفسير الأحلام".
  7. فهنا كانوا يعتمدوان على وحدة البيت في القصيدة دون وحدات أخرى، مثل: وحدة الموضوع، ووحدة العضوية/ النصية.
  8. د. أحمد أحمد بدوي، أسس النقد الأدبي عند العرب، :319، الدكتور محمد ديب الجاجي في كتابه النسق القرآني دراسة أسلوبية،: 651—654.
  9. د. على عشري زايد، عن بناء القصيدة العربية الحديثة، مكتبة ابن سيناء، ط.1، 2002م، :35.
  10. د. محمد غنيمي هلال، الرومانتكية ، دارالعودة بيروت، ط.6، 1981م ، :234.
  11. د. محمد غنيمي هلال ، النقد الأدبي الحديث ، نهضة مصر ، ط.6 /2005م : 204
  12. وقد حاول بعض الباحثين أن يفرقوا بين هذه المسميات ، لكن فشلوا في تفرقة هذه المصطلحات، وكيف يميزون بين هذه المسميات وهي ممسميات لمدلول واحد . والذي ذهب إلى تفريق هذه المصطلحات هو الدكتور محمد ديب الجاجي في كتابه النسق القرآني دراسة أسلوبية،ص 651—654.
  13. اختلف علماء العرب في وحدة الموضوعية للنص ، فأنكر بعضهم وأثبت بعضهم ، فمنهم من ذهب إلى أن هذه الظرة لم تكن موجودة عند العرب في نصوصهم الأدبية ، ولذلك تتميز القصيد العربية القديمة بأنها غالبا لاتربطها وحدة موضوعية فكثير من القصائد تخلو من الوحدة الموضوعية ، ولذلك استدل العقاد بضعف وحدة القصيدة في الشعر الجاهلي على أن الشعر لم يكن فنا يستقل بصناعة الخبيرونبه، حتى نقد العقاد بعض قصائد الشوقي بأنها تفقد الوحدة العضوية ، أى وحدة الموضوع ، وحتى عاب نقاد العرب أن العقاد لم يهتم بوحدة الموضوع مع ذلك كانت القصيدة عنده مجموعة من المعاني تدور حول موضوع واحد ، ولكنها على الرغم من ارتباطها بالموضوع الواحد لم تكن أجزاؤها مرتبطة ارتباطا عضويا عنده.

    وذهب الفريق الثاني من علماء العرب إلى وجود وحدة البيت في النصوص الأدبية واهتم بوحدة البيت في القصيدة، والذي سلك هذا المسلك هو ابن رشيق القيرواني في العمدة.

    أما الفريق الثالث : فهو جمهور علماء العرب ،ومن المستشرقين "نولدكة الهولندي " يقول عن الشعر الجاهلي : " وفي أحوال كثيرة يحتفظ الشاعر الجاهلي بوحدة الفكر في القصيدة بان يجعل كل قسم من من أقسامها خاصا بوصف مناظر وحوادث من حياة الشاعر نفسه. ومن علماء العرب الذين اهتموا ب"وحدة النصية " ابن قتيبة ، والقاضي على عبد العزيز الجرجاني ، والحاتمي ، روي عن الحاتمي أنه كان يمثل "قصيدة " بالإنسان، بقوله "مثل القصيدة مثل الإنسان في اتصال بعض اعضائه ببعض" ( مدارس النقد الأدبي الحديث عبد المنعم الحفاجي ،ص 146-147)
  14. الحاجة ندر حياتي بنت الحاج عبد الكريم، قضايا النقد الأدبي في مقدمة ابن خلدون، برونائ دارالسلام، 2009م ،ص 2005، د. أحمد أحمد بدوي، أسس النقد الأدبي عند العرب، ص319
  15. د. أحمد أحمد بدوي، أسس النقد الأدبي عند العرب، :317
  16. الجاحظ في البيان والتبيين ، 1: 67.
  17. ابن رشيق القيرواني، العمدة، : 158
  18. أسس النقد الأدبي عند العرب ،: 490
  19. العمدة ، :119

     

    الأزهر الزناد، نسيج النص بحث فيما يكون به الملفوظ نصا، المركز الثقافي العربي ، ط.1/1993، ص79-80

     

    أسس النقد الأدبي عند العرب ،ص 493
  20. مدارس النقد الأدبي الحديث عبد المنعم الحفاجي ،ص148
  21. أ. د. بدوي طبانه، التيارات المعاصرة في النقد الأدبي ، دارالمريخ ، سنة 1986م ، ص341-342-343.
  22. د. عبد الحكيم حسان، مذاهب الأدب في أوربا دراسة تطبيقية مقارنة، دارالمعارف، ط.2، 1979م ،ص23-24
  23. البنية السطحية أى اللفظ ، والبنية العميقة أى المعنى ، كلاهما من أهم لبنات النص ووحدة النصية ، إذ يرى كثير من العرب أن تماسك اللفظ والمعنى معا يؤدي إلى تماسك النص ، وتماسك النص ، يؤدي إلى أن يكون النص وحدة متماسكة متكاملة، فاللفظ والمعنى ركنا الأدب، وبهما يؤثر في النفس، ويملك القلب تأثيره البليغ بمعناه ولفظه معا ، وخير ما يمثل ذلك قول ابن رشيق : "اللفظ جسم، وروحه المعنى، وارتباطه به كارتباط الروح بالجسم ، يضعف بضعفه ، ويقوي بقوته، فإذا سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصا للشعر وهجنة عليه. ( العمدة ، ص 80)
  24. يوسف حسين بكار، بناء القصيدة العربية، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، ص 306
  25. ابن طباطبا العلوي، ص 124-127
  26. تعرض بحث الوحدة الموضوعية لتماسك النص القرآني بوجه خاص لذكر عدد من المصطلحات تقترب بمصطلح الوحدة الموضوعية ، مثال ذلك : "الوحدة الفنية، الوحدة العضوية، الوحدة النصية"، كل ھذہ المصطلحات المتعددة لنتيجة واحدة وهو وحدة نص ما. لكن ذهب بعض العلماء المحدثين إلى أن هذه المسميات المتعددة لمدلولات مختلفة ، ليست لمدلول واحد ، ففرقوأ بين كل واحدة منها على حدة.

    فمصطلح "الوحدة الموضوعية " يرتبط بتحديد موضوع تشريعي أو تربوي في السورة الواحدة، أو بعدة موضوعات فرعية ترتبط بالهدف العام للسورة ، أو بالهدف العام الوارد في السورة الأم والسور الأخرى التابعة لها، على رأي من أخذ بتقسيم السور القرآنية إلى مجموعات حسب الموضوعات، فإذا أوجزت السورة الأم موضوعا جاءت السور بعضها تفصل في هذه الموضوعات والمحاور، وقد بني هذا التصور على تقسيم صور القرآن الكريم إلى أقسام: سبع الطوال، الأوساط، القصار. فالسبع الطوال من البقرة إلى براءة تشكل مجموعة، وسورة يونس ، وهود من زمرة واحدة من مجموعة واحدة. وقد أثبت العلماء أن ما بين آخر سورة البقرة "هدى للمتقين"، وفي الفاتحة "إياك نعبد" ، وفي القسم الأول من البقرة "يا أيها الناس اعبدوا ربكم" . وهكذا فمقدمة سورة البقرة مرتبطة بآخر فقرة من الفاتحة .

    أما الوحدة العضوية : فهو مصطلح نجده في كتابات الدارسين المحدثين في الدراسات القرآنية ، لأن الوحدة العضوية لاتعني اكثر من الانسجام والتلاؤم بين الصيغ الفنية والتعبيرية في السورة لأداء المعنى والتعبير عن الموضوع، ومقياسها: ترتيب أجزاء الفكرة ، ونمو الصورة ، ودلالة هذا النمو على الحركة الشعورية ، كما يستلزم الحديث عن الوحدة العضوية أيضا التفكير في منهج النص أو السورة وفي الأثر الذي يحدثه في المتلقي، والأجزاء التي تعاونت على إحداث هذا الأثر، بحيث نتمشى مع بنية السورة بوصفها وحدة حية، ثم في الأفكار والصور التي يشتمل عليها كل جزء وتتحرك به السورة إلى الأمام لإحداث الأثر المقصود منها عن طريق ما من أنواع التتابع المنطقي أو النفسي أو التربوي، حيث تتسلسل الأحداث والمواقف والأفكار من خلال وحدة الطابع الخاص بشخصية السورة في الدراسات القرآنية ، إلا أنه اقترب كثيرا من مصطلح الووحدة الفنية والأدبية الذي تتردد في كتب النقاد والبلاغيين.

    لكن المصطلح "الوحدة الفنية" مصطلح عام بنسبة المصطلحات الأخرى، ولذلك يقول بعض الباحثين ، لعل هذا المصطلح يستوعب مساحات ودلالات في النسق القرآني أوسع مما ذهبت إليه المسميات الأخرى، لما فيه من الشمول على ما ذكر من مضمونها، وإضافة لأمور أخرى كثيرة امتاز بها مصطلح الوحدة الفنية عن غيره.
      1. هذا المصطلح يلتقي مع مفهوم الوحدة العضوية في دراسة النص بمفهومه المركب، وربط كل جزء فيه بالاطار العام أو الكل، وفكرة الاطام العام الذي يجمع بين آيات السورة هي فكرة أصيلة في الدراسات القرآنية ، والسورة متعددة الأغراض ليس لها سوى وحدة الاطار العام، ولذا كانت الوحدة الخاصة بالسورة ليست وحدة موضوعها.
      1. إضافة لاهتمام الوحدة الفنية بالإطار العام للسورة فإنها تهتم أيضا بأمور أخرى مما يتصل بالتصرف في اللغة نفسها من ناحية الاشتقاق وتعدد الصيغ، ثم من ناحية التركيب، واختيار المفردات على نحو يجمع بين إثارة الوجدان والعقل جميعا، سواء في ذلك كله الوحي المكي أو المدني، ومن هنا كانت الوحدة الفنية في أدق معانيها هي السمية البارزة لهذا النظم الإلهي ، فهو السمو باللغة إلى مستوى يجعلها متكافئة مهما اختلف الموضوع وتشعبت طرائق المعاني.

     

    وفكرة الوحدة الأدبية الفنية وأصولها في النص القرآني شغلت المفسرين في الفترة التي عاشها البقاعي، كما شغل بها قبله أبو حيان ، وهذه الظاهرة الجديدة تشكل منطلق الحركة الباحثة عن اصول الوحدة الأدبية في النص القرآني . والوحدة الفنية بهذا التقريب تتصل بسبب قوي بمصطلح "التماسك النصي" الذي استخدمه الدارسون في كتاباتهم الأدبية. (الدكتور محمد ديب الجاجي في كتابه النسق القرآني دراسة أسلوبية،ص 651—654 ).
  27. فصّلنا هذه القضية في بحث النظم وتطوره عند علماء العرب .
  28. محمد عبد الهادي أبو ريدة ، نصوص فلسفية عربية، ص21 ـ 23 ؛ علي سامي النشار ، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ، ص 142 ، ؛ جابر عصفور ، الصورة الفنية، ص 382
  29. الجرجاني ،أسرار البلاغة ، تحقيق : الدكتور هلموت ريتر ، مطبعة وزارة المعارف ، استانبول ، 1945 م،ص 347
  30. د. محمد حسين على الصغير ، نظرية النقد العربي رؤية قرآنية معاصرة ، موسوعة الدراسات القرآنية ،دار المؤرخ العربي ، بيروت لبنان ، ص 8-9
  31. النساء /82
  32. هود/1
  33. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، من منشورات البلاغة، ج2/ص377.
  34. د. صلاح الخالدي ، المنهج الحركي في ظلال القرآن الكريم ، دار المناة جدة، ط.1/1986م، ص152
  35. د. رفعت فوزي ، الوحدة الموضوعية للسور القرآنية ، دار السلام بيروت ، ط.1/1986م ، ص 5-6
  36. الزركشي ، البرهان في علوم القرآن، ج1/ص36.

     

    د. محمد فريد راوي ، الإمام عبد الحميد الفراهي وجهوده في تفسير وعلوم القرآن، دارالشاكر للتباعة والنشر والتوزيع ، ص 62—63-64
  37. الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، دار الجيل ، بيروت ، 1988 م ، 2/175.
  38. القدر .1
  39. تفسير القرطبي، دار الشعب ، القاهرة، 1372 هـ ، 20/129 .
  40. القيامة.1
  41. الحجر 6
  42. القلم.2
  43. د. أحمد الزعبي ، تعاريف التناص التناص نظرًيا وتطبيقيًا، عمان، 2000م. ص 11 -19 .
  44. أ. د.بدوي طبانه ، قضايا النقد الأدبي ، دارالمريخ ، سنة 1984م ،ص 85
  45. د. على عشري زايد، عن بناء القصيدة العربية الحديثة، ص 28-29-30-31
  46. هو أبو الحسن علي ابن عباس بن جريج، وقيل جورجيس، المعروف بابن الرومي ، مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر بن المنصور، الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب. ولد في بغداد سنة 221هجري في الموضع المعروف بالعقيقية ودرب الختلية ، وكان يوناني الأصل . ( ديوان ابن الرومي ، مع شرح الأستاذ أحمد حسن نسج ، من منشورات محمد على بيضون دارالكتب العلمية ، ج1/ص7 .
  47. مدارس النقد الأدبي الحديث عبد المنعم الحفاجي ،ص148-149
  48. أسس النقد الأدبي عند العرب ،ص 328
  49. الأزهر الزناد، نسيج النص بحث فيما يكون به الملفوظ نصا،ص121
  50. هي أقدم مجموعة من الأشعار الملحي ، تتحدّث عن بطولة اليونانيين وعلى رأسهم أسخيليوس مع ملك باريس في حروب الطروادة.
  51. هوميروس، الإلياذة ، ترجمة سليمان البساني، مع تقديم د. جابر عصفور ، المشروع القومي للترجمة ميرث الترجمة ، 1/ 54
  52. هوميروس، الإلياذة ، ترجمة سليمان البساني، مع تقديم د. جابر عصفور1/35
  53. هوميروس، الإلياذة ، ترجمة سليمان البساني، مع تقديم د. جابر عصفور 1/50
  54. هوميروس، الإلياذة ، ترجمة سليمان البساني، مع تقديم د. جابر عصفور1/54
  55. أرسطو ، فن الشعر، ترجمة وتعليق : د. ابراهيم حمادة ، الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية ، ص 25-100-103- 116-117
  56. أرسطو ، فن الشعر، ص 201
  57. تيون فاندائك، علم النص مدخل متداخل الإختصاصات، ترجمة : د. أ. سعيد حسن بحيري ، دار القاهرة للكتاب، ط.1سنة 2001، ص 208
  58. أرسطو ، فن الشعر، ص 124
  59. هو عالم لغوي في فرنسا، تطوّر على يده علم الدلالة وعلم المعنى، وهو من أوائل المحدثين الذين لجأوا إلى هذا المجال في اللغات الأوربية الحديثة.
  60. وهو من العلماء البارزين في اللغات الأوربية أيضا.
  61. وهو من العلماء الإنجليزيين الذين أسهموا في تطوير علم الدلالة اللغوية في القرن العشرين. د. محمد أحمد حماد، مدخل إلى التفكير الدلالي،ص 16
  62. مصطلح Theme يرادف مصطلح الوحدة العضوية/ النصية في اللسانيات الحديثة .
  63. إدورد سابير من العلماء الأوائل الذين ـطوّرت اللسانيات الحديثة في العصر الحديث.
  64. رومان ياكبسن ، الاتجاهات الأساسية في علم اللغة ، المركز الثقافي العربي، مع ترجمة على حاكم صالح ، و د. حسن ناظم، ط.1 سنة2002، ص 9
  65. ولد رولان بارت في شيربورغ عام 1915م، أمضى بارت طفولته في بايون في جنوب، وحصل دراسته الإبتدائية والثانوية في باريس، عيّن بارت في كلية الفرنسية عام 1977م وتوفي في عام 1980م. وله عدة مقالات التي نشرت في المجلات المتعددة، ومن أعماله : رولان بارت بقلم رولان بارت، كاميرا لوسيدا، تأملات حول التصوير. ينظر: خمسون مفكرا أساسيا معاصرا من البنيوية إلى ما بعد الحداثة لجون ليشتة ، ص 253-254.
  66. التحليل النصي تطبيقات على النصوص من التوراة والانجيل القصة القصيرة ، ترجمة، عبد الكريم الشرقاوي ، دارالتكوين، ص 2009
  67. الماركسيين: الذين ينسبون أنفسهم إلى كارل ماركس "الشيوعيين". والجدليين: هؤلاء أيضا من الماركسيين لكن ينسبون أنفسهم إلى "هيجل" أو نظرية هيجل الجدلية. تعتقد هذه النظرية إلى أن الإنسانية مجتمع واحد لافرق بينها، وأن التفرقة من حيث طبقات المجتمع صراع بين المجتمع، فتقسيم المجتمعات إلى الطبقات – الدنيا، الوسطى، العليا- يسبب الصراع والجدل بين المجتمعات الإنسانية، وسينتهي هذا الجدل بنهاية التقسم الطبقي.
  68. هو عالم أمريكي ، ولد في عام 1944 في الكيليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكة ، تطوّرت على يده عدّة نظريات أدبية الإنجليزية. وهو أيضا صاحب الكتب العديدة.
  69. د. عبد العزيز السميري ، اتجاهات النقد الأدبي العربي في القرن العشرين،دار الأفاق العربية بالقاهرة، ط.1 سنة2011م ص 58-59
  70. هو من رواد الاتجاه الكمي في علم الاجتماع الأجناس الأدبية ، وهو من الشيوعيين الجدليين في إتجاه ماركسي.
  71. د.صلاح فضل، مناهج النقد المعصر، هيئة المصرية العامة ، ص 52-23

     

    د. محمد غنيمي هلال،الرومانتكية ، دار العودة بيروت، ط.6 سنة 1981م ،ص 230-232
  72. هو زليج هاريس z.s. Harris عالم لغوي وفيلسوف، ولد في الولايات المتحدة الأمريكة 1909م ، وتوفي 1992م . أسهم في علم اللسانيات عامة وعلم اللغة النصي خاصة بعدة كتب وبحوث ونظريات مفيدة . ينظر: موقع الهاريس.
  73. ولد هذا العالم في القرن العشرين في نيدر ليند، فهو عالم لغوي كبير، وخاصة في ميدان علم اللغة النصي. وقد تطورت أفكاره النصية في النصف الثاني من القرن العشرين. ومن أهم أعماله في علم اللغة النصي عدة كتبه منها: النص والسياق، الخطاب والسلطة. موقع Teun A.van Dijk
  74. مايكل هاليداي 1925م ولد في إنجلترا لأسرة جامعية ،ودرس اللغات متخرجا في جامعات بكين وإنجلترا سنة1955،تحصل سنة 1981 على جائزة دافيد راسل للبحث المتميز في تعليم الإنجليزية من المجلس الوطني لمعلمي الإنجليزية بأمريكا. وله أعمال تغطي قطاعات لسانية متنوعة منها لسانيات النص والتعليمية والشعرية واللسانيات العامة ، وهو صاحب نظرية في النحو تعرف بنظرية النحو النظامي ، ألف بالاشتراك مع زوجته هندية الأصل رقية حسن كتابا حول الاتساق في اللغة الإنجليزية سنة 1985. ينظر: في أعلام اللسانيين المعاصرين، إدارة عامة.
  75. هو من أهم علماء النص الذي تطور على يده علم اللغة النصي في الولايات المتحدة الأمريكية، كما هو زميل أستاذ روبرت دي بيوغراند بجامعة فلوريدا. ينظر: كتاب مدخل إلى علم لغة النص، ص 7
  76. و هو عالم إنجليزي من علماء اللغة النصي، وأستاذ بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، في اللسانيات النصية في الثمانينات من القرن الماضي، عرّفه النص والخطاب بأنه "حدث تواصلي يلزم لكونه نصا أن تتوافر له سبعة معايير للنصية مجتمعة، ويزول عنه هذا الوصف إذا تخلف واحد من هذه المعايير وهي: السبك والحبك والقصد والقبول والإعلام والمقامية والتناص ".

     

    وله عدة كتب في علم اللغة النصي من أهمها كتابه المشهور Text, Discourse and

     

    Process. Toward a multi disciplinary science of text, published by Alex Publishing Corporation Norwood new jersey 1980

     

    Robert de Beaugrande and Dressler in their book “Introduction to text linguistics, published by Longman London and new York 1981.

  77. مدخل إلى علم لغة النص، ترجمة وتعليق: د. أزسعيد حسن بحيري، مكتبة زهراء الشرق ، ط.1سنة 2004 ،ص 16
  78. التواصلييون: هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم إلى "النظرية التواصلية" في اللسانيات النصية الحديثة . بدأت هذه النظرية على يد عدد كبير من علماء اللسانيات الحديثة في القرن الماضي. ترى هذه النظرية أن كل النص الأدبي ينقسم إلى عناصر الداخلية والخارجية. فالداخلية مثلا: اللفظ، والمعنى، والسياق الداخلي. أما الخارجية: فهي مثلا: المبدع، والمتلقي، والسياق الخارجي والنتائج. فكل هذه العناصر تتشابك فيما بينها في تكوين الوحدة النصية لنص ما. د. حسن محمد عبد المقصود، مركز تنمية العلوم واللغات- جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية بروني دار السلام، كلية التربية- جامعة عين شمس مصر، ص 16
  79. د.عزة شبل ، علم لغة النص ، ص254
  80. وهو من العلماء البارزين في اللغة الإنجليزية بصفة عامة وفي اللسانية النصية خاصة في جامعة برائتن "University of Brighton"، وكتب فيها عدّة كتب منها : Text And Discourse analysis، وأوضح فيه كلّ ما يتعلق بالتواصلية النصية.
  81. Text And Discourse analysis, p: 91
  82. و هو عالم إنجليزي في اللسانيات النصية في الثمانينات من القرن الماضي، عرّفه النص والخطاب بأنه "حدث تواصلي يلزم لكونه نصا أن تتوافر له سبعة معايير للنصية مجتمعة، ويزول عنه هذا الوصف إذا تخلف واحد من هذه المعايير وهي: السبك والحبك والقصد والقبول والإعلام والمقامية والتناص ".

     

    Robert de Beaugrande and Dressler in their book “Introduction to text linguistics, published by Longman London and new York 1981.

Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...