Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Basirah > Volume 7 Issue 1 of Al-Basirah

مناهج المؤرخين المعاصرين في كتابة السيرة النبوية: شلبي وشاكر أنموذجا |
Al-Basirah
Al-Basirah

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

 

إنه من الحقيقة الثابتة بأن هناك عددا قليلًا جدًّا من المؤرخين المعاصرين الذين ساهموا في كتابة السيرة النبوية، عكس المؤرخين الأقدمين الذين قاموا في كتب السيرة النبوية، في صورة كتابٍ مستقل أو جزءٍ من التاريخ العام، وهذا هو الأمر الذي يُعرف عند الباحثين في مجال السيرة النبوية خاصة عند الواقفين على مؤلفات المؤرخين. ولقد اعتنى الكتَّاب الكثيرون بكتابة السيرة النبوية من الخطباء والأدباء وأصحاب الثقافة والفكر، ولكن لا يعد أحدهم من جماعة المؤرخين المعروفين.

 

ولذلك فإن كتابة البحث وإعداد المقال عن مجهودات المؤرخين المعاصرين في مجال خدمة السيرة النبوية ليست سهلًا، لأن هناك عددًا قليلًا جدًّا للمؤرخين التاريخ الذين كتبوا من أولئك المؤرخين في السيرة النبوية.

 

ولهذه الصعوبات السابقة فإنني حدَّدت واخترت المؤلَّفين الهامَّين كموسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية للدكتور أحمد شلبي والتاريخ الإسلامي للأستاذ محمود شاكر في مجال السيرة النبوية.

 

مناهج المحدثين والمؤرخين في كتابة السيرة النبوية

مناهج المسلمين من المحدثين والمؤرخين في كتابة السيرة النبوية هي: # منهج المحدثين وهو الالتزام بأصول وقواعد حديثية في تأليف السيرة، ويظهر تحليل الوقائع في كتب المحدثين الذين قاموا بالتزام أصول الرواية وقواعدها وتمييز الأسانيد عن بعضها، وكلَّما حتَّموا الرواية الواحدة، فقاموا بتخريج بعضها في مكان واحد والأخرى في مكان آخر وفقًا لعناوين كتاباتهم، كما يظهر واضحًا في قسم المغازي للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ضمن صحيحه([1]). ومن المحدثين من قاموا بالتزام الصحة في رواياته وأحاديثه كالإمامين البخاري ومسلم وغيرهما، وهناك آخرون الذين أسندوا ولم يقوموا بالتزام الصحة وهم السواد الأعظم من بين المحدثين والمؤرخين([2]). وهذا المنهج أعمُّ وأشمل من أن يكون متعلِّقًا بأحاديث الرسول ﷺ، بل هو منهج لسائر الأقوال والأفعال، لها خطرها وأهميتها في معاش المسلمين([3]). والفرق بين كتب الحديث وكتب السيرة يتمثل في كون كتب السيرة تسوق روايات كثيرة بأسانيد مرسلة ومنقطعة، ووجود هذه الروايات في كتب الحديث متصلة مسندة، مما يوثق معلومات كتب السيرة([4]). ومن الصعب تطبيق منهج النقد عند المحدِّثين بكل معاييره على مجموع أخبار السيرة، وإن اشترط العلماء في راوي السيرة أو المؤرخ أربعة أمور: العقل والضبط والإسلام والعدالة وهي نفس ما اشترطوه في راوي الحديث([5]).

  1. ومنهج المؤرخين وهم الذين نهجوا في التاريخ منهجين متماثلين في ترتيب كتاباتهم، فالطائفة الأولى اتبعت الترتيب الموضوعي مع مراعاة التنظيم الزمني في سوق الموضوعات سواء في تواريخ الأقوام السابقة أو في التاريخ الإسلامي. أما الطائفة الثانية فإنها اتخذت الترتيب الموضوعي في تاريخ عصر الجاهلية، أي ما قبل البعثة النبوية، لعدم وجود تاريخ زمني ثابت متواصل، ولكنها إذا جاءت للتاريخ الإسلامي رتَّبت وقائعه وفقًا للأعوام الهجرية، وهو المشهور بالتاريخ الحولي، حيث يذكر وقائع كل عام هجري على حدة، ثم الذي يليها وهكذا، منظمة على التسلسل الزمني دون الخوض في التسلسل الموضوعي، وقد سار كل واحد من المنهجين عدد من أصحاب التاريخ المسلمين. فمن الذين اتخذوا منهج التنظيم الموضوعي هو أبو حنيفة الدينوري([6] ومن الذين اتخذوا المنهج الحولي هم خليفة بن خياط ومحمد بن جرير الطبري وغيرهما([7]). ولكن المحدثين أنفسهم يقومون بالتحري والدقة عن الرواة حينما تتم رواية أحاديث الأحكام، ويتكاسلون في رواية الفضائل، فقد جاءت الرواية عن الإمام أحمد بأنه ذكر: "نحن إذا روينا في الحلال والحرام شدَّدنا، وإذا روينا في الفضائلِ تساهلنا"([8] ويأتي في معنى الفضائلِ كل من المغازي، والسِير، وأيضًا جاءت رواية أخرى عن الإمام أحمد بأنه ذكر: "ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي"، وعناه فيها كثرة رواية المراسيل والمنقطعات والبلاغات وغيرها، وإلا فقد صحَّت فيها أحاديث كثيرة([9]).

 

 

 

المنهج المقترح في مرويات السيرة

والمنهج المقترح في مرويات السيرة في كتابة السيرة النبوية، فيتم الجمع بين مرويات السيرة النبوية عند المؤرخين وعند المحدثين عند عدم التعارض بينهما مع شرط توافر الصحة أو القبول، مثل إسلام سلمان الفارسي([10] ومثل غزوة الحديبية عند ابن إسحاق([11]) وعند البخاري([12]) في صحيحه، فهي واحدة عند ابن إسحاق والبخاري إلا بعض الاختلافات البسيطة بينهما([13]). وعند التعارض مع شرط توافر الصحة أو القبول، تقدَّم مرويات المحدثين، مثل تقديم موت أبي طالب على الكفر حسب الصحيحين ونطقه بكلمة التوحيد قبل موته على ما جاء في سيرة ابن إسحاق، ومثل تقديم ما جاء في الصحيحين([14]) من عدد المسلمين في غزوة الحديبية ألف وأربعمائة أو أكثر، مع أن العدد ورد عند ابن إسحاق([15]) سبعمائة. والأحاديث الضعيفة التي وردت عند المحدثين أو المؤرخين ولها علاقة بالسيرة النبوية فتذكر إن لم يكن ضعفها شديد، بشرط عدم تعلق الحكم الشرعي بها، مثل خبر إرضاع حليمة السعدية النبي ﷺ([16] وأيضًا تذكر الأحاديث الضعيفة التي أجمع عليها أهل المغازي الأوائل بشرط عدم التعارض بينها وبين الأحاديث الصحيحة أو الحسنة([17]). ولا تذكر أبدًا الأحاديث شديدة الضعف والروايات المنكرة الواهية والأخبار الموضوعة([18]).

 

منهجي في البحث

والمنهج المتَّبع في هذا البحث هو المنهج التحليلي النقدي([19] وتفصيله فيما يلي:* إيراد كلٍّ من الكتابين المدروسَين على ترتيبهما الزمني حسب وفاة المؤلِّف.

  • بيان منهج المصنفين استشهاداً بعباراتهم المختصرة.
  • اتباع المنهج العلمي في كل من النقد والتعليق والشرح وغير ذلك.
  • تخريج الأحاديث الواردة في البحث حسب المنهج العلمي.

 

 

 

موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية" للدكتور أحمد شلبي

قبل أن نتحدث عن منهج الدكتور أحمد شلبي في كتابه، ينبغي لنا أن نذكر شيئًا عن شخصية صاحب الكتاب شيئًا ولو قليلًا كالتالي:

 

د. أحمد شلبي

 

وهو أحمد جاب الله شلبي، ولد في الشرقية بمصر سنة 1915م، ودرس في المعاهد الأزهرية، وتخرَّج في دار العلوم بالقاهرة عام 1945م، وحصل على الماجستير من جامعة لندن والدكتوراه من جامعة كامبردج في بريطانيا، وقام بالتدريس بجامعة القاهرة، وأدار المركز الثقافي المصري بإندونيسيا عام 1955م، لمدة ست أعوام، ودرَّس بجامعات باكستان وماليزيا وإندونيسيا، وعيِّن عضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وبالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوًا في اليونيسكو، وله عدة كتب ومقالات وأحاديث في الإذاعة والتلفاز، وحصل على عدة أوسمة من عدة دُول، وتوفِّي سنة 2000م([20]).

 

والدكتور شلبي كان من الأساتذة المصريين المعروفين، وصاحب الكتب العديدة، ومنها كتابه الضخم في مجال التاريخ الإسلامي في عشرة أجزاء، ألا وهو "موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية". وكما كان الدكتور أحمد شلبي من الباحثين المجتهدين وأصحاب الأعمال الجيدة والكتابات الموفَّقة، مع أن الكثير الذي استفاد فيه من التاريخ يحتاج إلى الميزان الشرعي الصحيح، لأنه قام بــــــ:# الاعتراض على بعض الأحاديث في الصحيحين وغيرهما، ويرى أنها أحاديث ضعيفة أو موضوعة!!

  1. والاعتراض على صحة بعض الأحداث المهمَّة التي جرت في سيرة الرسول الأعظم ﷺ النبوية وإنكارها لمخالفتها للعقل حسب رأيه.
  1. اتهام بعض أصحاب الرسول ﷺ حتى كبارهم رضوان الله عليهم أجمعين باتهامات عجيبةٍ.

 

 

 

وليس وراء هذا المقال البحث في كل ما جاء به الدكتور شلبي من التاريخ الإسلامي، لكن يكفي لي إيراد بعض ما صنعه في مقدمة كتابه فيما يخص السيرة النبوية كالتالي:* إكثاره في النقل من مؤلفات التاريخ، وأما ما يتعلق بكتب الأحاديث الشريفة والصحاح المنيفة فلم يورد منها إلا قليلًا جدًّا، فكانت نتيجة الإكثار من النقل من الأحداث التاريخية مكان الأحاديث الصحيحة هو إيراد قدر غير قليل من الأحداث الضعيفة والموضوعة.

  • إكثاره التجريد لاسم الرسول ﷺ من الصلاة عليه!! كقوله: "محمد" و "الرسول"، في معظم المقامات في موسوعته الضخمة للرسول الأعظم ﷺ. والحقيقة هذا من أعجب العجاب لأنه من خريجي المعاهد الأزهرية، ثم جامعة القاهرة.
  • عدم ذكر أهم الحوادث التي حدثت عندما بقي الرسول ﷺ في بيت حليمة السعدية([21]) كحادث شق الصدر([22] فأكتفي بالكلام التالي:

 

 

 

"ثم حدثت أحداث غير عادية فيها يمن وبركة للرسول-صلوات الله عليه- خلال إقامته في بني سعد مما جعل حليمة تخاف عليه فردته إلى أهله، إشفاقا منها عليه". ([23])

 

فهل كان هناك حاجة لمثل هذا الإيجاز الشديد أو جاء حسب طريقة المستشرقين في إخفاء تلك الحوادث. والله أعلم بالصواب والحقيقة. * الفهم الخاطئ للدكتور شلبي بأن حياة الرسول ﷺ كانت عبارة عن حروبٍ متصلة، والإسلام كان دين دماء، وهذا هو خلاف الواقع والحقيقة، ثم ذهابه إلى توجيه غير عقلي لفهمه المذكور.

  • إيراد سبعة علل لمعارضة قريش لدعوة الرسول ﷺ، مع عدم ذكر أهم علة وهي العقيدة، وكان هذا هو السبب الحقيقي لردِّ دعوة النبي ﷺ من جانب قريش، لأنهم لم يعتنقوا الإسلام لتمسكهم بأصنامهم تمسكًا عقديًّا لا لأنهم كانوا يقومون ببيعها والحرص على ثمنها حسب رأي الدكتور شلبي([24]).
  • رواية ألفاظ أحداث السيرة النبوية بالمعنى في بعض الأحيان، وهذا لا بأس به إلا أنه مشكِّك في سببه، كما فعل الدكتور في إيراد قصة أبي جهلٍ([25]) ومطله رجلًا الذي باعه إبلًا، فاستشفع الرجل بالرسول ﷺ فذهب معه وأمر أبا جهلٍ بإيفاء الرجل حقه ففعل، فلما لام أبا جهلٍ ذكر لهم التالي فيما نقله ثقات أهل السير: "ويحكم: والله ما هو إلا أن ضرب على بابي وسمعت صوته فملئت رعبًا، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلًا من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قَصْرته ولا أنيابه الفحال قط، والله لو أبيت لأكلني"([26])

 

 

 

لكن الدكتور ذكر الآتي:

 

"لما خرجت إليه وجدت كأنه فوق رأسه قوة هائلة أرعبتني"!!([27])

 

ولا نعرف لماذا قام الدكتور بهذا التحريف العجيب؟ مع أن الإنكار وقع منه. وجاء في مقال "الإمام الباقوري فكر وسيرة"([28]) : "أن المسيح لم يُرفع إلى السماء حيا بل بعد نجاته من الصلب مات، كما يقرِّر أنه ينكر وجود البراق – في قصة الإسراء والمعراج -، وينكر قصة تردد النبي ﷺ في المعراج بين موسى وربه عند فرض الصلوات، كما ينكر المسيح الدجال، والمهدي وإن الربا هو ما كان عند الحاجة، وأن في صحيح البخاري أحاديث تحتاج لتنقية – بل لعله يريد أنها موضوعة فليراجع". * إيراد حادث الإسراء والمعراج، والتخبط الكثير من الدكتور فيه، واختصاصه له صفحات متعددة، لكنه تقدم بأمور عجيبة وغريبة، وردّ الروايات الصحيحة بتوجيه منطقي عجيب في معظم المقامات وتقويته ببعض النقول للأئمة القدامى والمشايخ المعاصرين التي لا تؤيد ما أراده إلا نوع من الاعتساف وليّ عنق النصوص، كالتالي:

 

  1. إنكاره لركوب النبي ﷺ البراق([29]) ليلة الإسراء والمعراج([30] وأتى هنا بتعليلات واهية مع أن ركوب البراق ثبت من الأحاديث الصحيحة والحسنة الكثيرة.
  1. إنكار أداء صلوة الرسول ﷺ بالأنبياء في بيت المقدس، وبناء إنكاره على أساسٍ عقليٍّ وأوهام ظنية كقوله: "لا عبادة بعد الموت"، مع أن هذه الإمامة قد جاءت شهادته في الأحاديث الصحيحة. ([31])
  1. إنكار وجود الأنبياء في السموات على الترتيب المذكور([32]) في أحاديث الصحيحين وغيرهما وبناء ذلك على تُرَّهات عقلية.
  1. إنكار عودة النبي ﷺ إلى سيدنا موسى عليه السلام في أعداد الصلوات الثابتة في كتب الستة الصحيحة، بل زعمه بأنها من الإسرائيليات مع ذكر العجائب والغرائب فيها.
  1. ذكره أن في الصحيحين أحاديث موضوعة كثيرة وإعادة ما كتبه هنا إلى كتاب آخر.

 

 

 

له في نفس الحادث مع أن زعمه هو إزالة الخرافات والأوهام المتعلقة بهذا الحادث العظيم بدون تعليلات علمية([33]).

 

حتى إنه انتهى من كلامه في كتابه هذا بقوله: " أيّها المسلم: لم يعد هناك مجال للشّطحات والخرافات الّتي تقلّل من جلال هذا الحديث العظيم، وقد سجّلت لك أدقّ الآراء؟". * التخبط في تسمية معجزات الرسول ﷺ سوى القرآن العظيم بمكرمات، وعدم الرضا بتسميتها معجزات، لأن في رأيه لم يقم النبي ﷺ بالتحدي بها، مع أنه نسي أن النبي ﷺ قد تحدى ببعض المعجزات، وكان التحدي ببعضها الآخر حُكمًا. وبناءً على هذا الأساس فقد جاء بإنكار سائر المعجزات النبوية ما عدا القرآن. وفي الحقيقة هذا هو نصف الإنكار الذي قام به الدكتور أحمد شلبي مع أن بعض معاصريه أنكروا إنكارًا تامًّا لأنه غيَّر اسمها وأراد تخفيف أثر المعجزات المهم في الدعوة الإلهية وأخذ الموقف ضد جمهور المسلمين في القديم والحديث([34]).

 

 

 

أهم خصائص كتاب الدكتور أحمد شلبي# الإيجاز الشديد في إيراد أحداث السيرة النبوية.

  1. الدروس المستفادة من وقائع السيرة النبوية([35]).
  1. الترجيح بين أحداث السيرة حسب الطريقة العقلية أو النقلية من الأئمة الكبار أمثال ابن القيم وابن كثير.
  1. الربط الجيد بين حوادث السيرة وبعض جوانب الحياة المعاصرة([36]).
  1. حسن تقسيم الكتاب، فقد جاء الدكتور شلبي بحسن التقسيم بإيراد جوانب السيرة الشريفة على غير مثال سابق، فقد أتى في كتابه هذا بأقسام جديدة لم تذكر مثلها في كتب السير العادية كالتالي:

 

  • التاريخ السياسي للعرب قبل الإسلام.
  • الحياة الاجتماعية في الجزيرة العربية قبل الإسلام.
  • الرسول ﷺ يبني المساجد للعبادة والدعوة.
  • الرسول ﷺ الداعية.
  • الرسول ﷺ في بيته.
  • الرسول ﷺ يربِّي الفرد المسلم.
  • الرسول ﷺ يربِّي المجتمع الإسلامي.
  • الرسول ﷺ والقضاة.
  • الرسول ﷺ والشباب.
  • الرسول ﷺ والمنافقون.
  • الرسول ﷺ والنصارى.
  • اليهود والمسلمون.
  • الإسلام والقتال.
  • الدعوة الإسلامية وفلسفتها.

 

 

 

والأحسن عندما نقوم بالمقارنة بين خصائص الكتاب ونقائصه نرى التحذير منه، وعدم نشره عند عامة الناس، وعدم مصاحبته بالمراجع والمصادر المقبولة للسيرة النبوية الشريفة.

 

وقال الدكتور أنور الجندي عن كتاب أحمد شلبي: "هذا الكتاب وضعه مؤلفه في فترة ما قبل توجهه الفكري الإسلامي النقي، وهو ما يُعَبِّرُ عنه بالأصالة الفكرية، فتقييمه للشخصيات فيه ليس على أساس الميزان الإسلامي"([37]).

 

"التاريخ الإسلامي" للأستاذ محمود شاكر

وقبل أن نقوم بدراسة منهج الأستاذ محمود شاكر في كتابه، ينبغي لنا ذكر بعض الملامح الهامة عن شخصية الأستاذ محمود شاكر:

 

الأستاذ محمود شاكر

 

هو محمود شاكر بن شاكر، وُلد في حرستا شمال شرق دمشق سنة 1932م، تخرج في قسم الجغرافيا بجامعة دمشق، وعمل مدرِّسًا في عدة مدارس، وتحوَّل إلى السعودية العربية عام 1972م، وأصبح ومدرِّسًا في جامعة الإمام في مدينة الرياض لمادتي الجغرافيا والتاريخ الإسلامي، وساهم في وضع مناهج المادَّتين، وقام بالإشراف على أطروحات الدكتوراه والماجستير، وله أكثر من 200 مصنف في التاريخ والجغرافيا([38]).

 

وكان مولعًا بدراسة علم التاريخ بسائر فنونه، وخاصةً نهضَ بالتاريخ الإسلامي وبرع فيه، وصار من أعلام مؤرخيه البارزين، وألَّف في التاريخ الإسلامي بطريقة مبتكرة، وتميَّز بصياغة تاريخه في ماضيه وحاضره صياغةً دقيقةً من المنطلق الإسلامي مع عرض الأحداث وتحليلها، وتصدَّى لردِّ شبهات وافتراءات المستشرقين وأتباعهم، كذلك شغف بدراسة علم الأنساب، وبرز فيه، تحوَّل إلى السعودية العربية سنة 1392هـ، 1972م، وتعاقد مع إدارة الكليات والمعاهد العلمية التي غَدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأصبح أستاذًا لكل من الجغرافيا والتاريخ الإسلامي في كلية العلوم الاجتماعية بمدينتي الرياض والقصيم. وأعدَّ برنامجًا إذاعيًا في إذاعة القرآن الكريم من السعودية العربية بالاسم: "جغرافية العالم الإسلامي"، كان متصَّفًا بالتمسك بالسنة النبوية وبذل العلم والكرم والحلم والورع والتواضع الجمِّ والبُعد عن الشهرة والأضواء، وله أكثر من 200 مصنَّف صغيرًا أو كبيرًا في التاريخ والفكر الإسلامي والجغرافيا.

 

وفي الحقيقة هو رجل مؤرخ في العصر الحاضر الذي ينتمي إلى بلاد الشام، ومؤلف الكتب الكثيرة في مجال التاريخ والجغرافيا، والقائم بجهد كبير في كتابة تاريخ الإسلام من البداية إلى العصر الحديث. ومن أهم مؤلفاته كتابه المعروف بـــ "التاريخ الإسلامي" في 16 مجلدًا، وله جهته الخاصة والذي عكف الكاتب في هذا المصنف الذي يقع في 22 جزءًا على أهمها من خلال دراسة للتاريخ الإسلامي على النحو مثل: "قبل البعثة"، و"السيرة"، و"الخلفاء الراشدون"، و"الحكومة الإسلامية"، و"العهد الأموي"، و"العهد العباسي"، و"عصر المماليك"، و"الدولة العثمانية"، و"العصر الحديث". وقد اتخذ المصنف منهجًا علميًّا في دراسته حيث لم يتقيد بالروايات التاريخية المتشعبة التي وردت في بطون أمهات الكتب، حيث أتت في بعض الأحيان متناقضة أو ذات أهداف غير معلنة، إنما قصد تنقيح هذه الروايات فحقَّقها ودقَّقها، وطبَّق منهج علماء الحديث على الرواة، حيث ذكر جميع ما طبق على الروايات من هذا المنهج بأسلوب علمي توخيًا للدقة والأمانة التاريخية.

 

أهم خصائص منهج الأستاذ محمود شاكر

المقصود هنا هو منهج الأستاذ شاكر في تأليف "السيرة النبوية" التي حدَّد الجزء الثاني من موسوعته "التاريخ الإسلامي"، وقبل الدخول في تفاصيل منهجه في موسوعته من الأهم هو ذكر طريقة بحثه وتأليفه التي أشار إليه في المقدمة، فقد قال: "حرصت على إعطاء الصفة العامة للسيرة من خلال ما يتراءى لي، وقد أوفق في بعض الجوانب، وقد يجانبني التوفيق في جهات أخرى، وكنت أحرص على قراءة بعض الخطى الحركية في سيرة رسول الله ﷺ لتكون نبراسا لنا، ودافعا حركيا لمن يبغي الحركة والدعوة... كما أني لم أكن حريصا على ذكر الوقائع حسب تسلسلها بغض النظر عن تاريخها الزمني، وإن كان هذا لم يحدث إلا خلال عدد قليل من الحوادث، ولم يتأخر كثيرا عن زمنها... "([39]).

 

أولًا: ترتيب حديث لحوادث السيرة

أورد المؤلف حوادث السيرة على غير مثالٍ، فقد ظهر تقسيم الكتاب إلى أبواب أربعة، فالباب الأول بعنوان "الرسالة" الذي يتضمن فصلًا واحدًا بعنوان "طبيعة الرسالة". والباب الثاني بعنوان "نشأة محمد ﷺ" يشمل حياة الرسول ﷺ إلى بعثته الشريفة. والباب الثالث بعنوان "الدعوة في مكة المكرمة" وقام فيه بذكر تفصيلات حياة الرسولﷺ الشريفة إلى قيامه في المدينة المنورة. والباب الرابع بعنوان "الدعوة في المدينة المنورة"، وجاء فيه بتفاصيل حياة النبي ﷺ في المدينة المنورة إلى رحيله الأخير.

 

وفي كلِّ بابٍ من الأبواب جاء بعناوين خاصة للفصول حسب ما يلائم المضمون، كما نرى في الباب الثاني فصولًا مثل عهد الطفولة ومرحلة الشباب، وقسَّمه إلى نوعين من الحياة العامة والحياة الخاصَّة. وذكر في الحياة العامة: حرب الفجار وحلف الفضول وبناء البيت، وذكر في الحياة الخاصة: كسب الرزق والسمر والزواج والخلوة، ثم ذكر في الفصل الثالث البعثة النبوية الشريفة.

 

وأتى في الباب الثالث بعناوين جديدة مثل المجتمع الجاهلي ونظرة المسلمين للجاهلية، وأتى بعنوان: "المجتمع الإسلامي"، ذكر فيه الأخوة والشعور والتعاون والطاعة والتضحية والموقع والنظرة الصحيحة والحماية وتنقية الصف، الخ... وفي الباب الرابع أتى بفصل أول بعنوان "تأسيس الدولة" وذكر فيه المؤاخاة والموادعة والأعداء في الداخل مثل اليهود والمنافقين وأصحاب المصالح والأعداء خارج المدينة وسرد تحته الغزوات.

 

فهذا تقديم حديث لحوادث السيرة لم يسبقه أحد إليه، وقد استطاع بهذا الأسلوب في إيراد السيرة مزجًا بين الأحداث التاريخية بالعِبَر والعظات وإبراز الأخلاق الإسلامية.

 

ثانيًا: الاعتدال في البسط والإيجاز

قصد المصنف الحوادث الكبيرة في السيرة النبوية مثل غزوتي بَدْر وأُحُد فقام ببسط الحديث عنهما بسطًا مناسبًا، وقصد الأحداث ذات أهمية بسيطة فتعرض لشيء من الإيجاز المناسب، كما فعل في ذكر غزوة بني أسد مثلًا([40]). وهذا منهج لابد أن يستحسن ويُمدح لأنه يُحسن حجم الكتاب للقراءة والفهم، وهذا أيضًا يهمُّ الوقت الراهن الذي لا يرغب فيه الناس في القراءة والدراسة العميقة إلا قليل منهم.

 

ثالثًا: الإيجاز في الأمور الاختلافية

من منهج المصنف أنه يوجز في الأمور الاختلافية كثيرًا، فــــــ: * عندما جاء إلى ذكر أم المؤمنين السيدة خديجة، وأولاد الرسول محمد ﷺ منها، أوجز في إيراد الأقوال المختلفة حول أولاده لها([41]).

  • وعندما عمد إلى زواج النبي ﷺ بأم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها، بيَّن الاختلاف في عمرها في ذاك الوقت مع أنه لم يعتمد على مصدر خاص بالصراحة([42]).
  • وعندما عمد إلى ذكر زواج الرسول ﷺ بالكلبية شرح الاختلاف حول زواجه بها وبغيرها من قبيلة بني كلاب([43]).
  • وعندما جاء إلى ذكر بدر ونزول الملائكة فيه قام بالتعليق الواضح في الحاشية بقوله: "اختلفت آراء العلماء حول مباشرة الملائكة للقتال، ويبدو-والله أعلم- من آيات سور الأنفال أنّهم قاتلوا"([44]).

 

 

 

رابعًا: التوثيق في الحوادث والتجنب عن الافتراء والموضوع

وهذا هو منهج المصنف الذي انتهجه في ذكر أغلب حوادث السيرة، فقد اكتفى بصحيحها واجتنب من التورط في الحوادث المفتراة الموضوعة، فلم يدخل فيها، وشاهده هو: * ما فعل أثناء بيان زواج النبي ﷺ بأم المؤمنين سيدتنا زينب بنت جحش([45] فلم يذهب إلى الواقعة المفتراة الموضوعة التي تشير إلى رؤية الرسول ﷺ زينب وإعجابه بها قبل الزواج.

  • وأيضًا لم يتعرض لحادثة الغرانيق المفتراة الموضوعة.

 

 

 

وهذا منهج محمود، لأنه لا توجد أية فائدة في ذكر المفتراة الموضوعة ثم الجهد في صحته وردِّه؟ فالمنهج الأحسن هو الاجتناب عنه كليًّا إلا إذا كان مشهورًا في عامة الناس فيحسن الذكر ثم الرد هناك.

 

خامسًا: الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة التي تؤيِّد حوادث السيرة

جاء المصنف بالآيات القرآنية التي أشارت إلى حوادث السيرة، وكذلك جاء بالأحاديث الصحيحة التي تؤيِّد الحوادث الهامة للسيرة النبوية. * وهذا الأمر يمنح المؤلَّف قوَّة وجودة، إذ السيرة الصحيحة هي التي جاءت في أصحِّ الكتب ألا هو القرآن الكريم، وهكذا إذا زيدت إليها الأحاديث الصحيحة يكون نوراً على نورٍ([46]).

  • ومع ذلك عندما ذكر الأحاديث من غير البخاري ومسلم استخرجه وعلَّق عليه بالصحة أو الضعف([47]).

 

 

 

سادسًا: تحليل الحدث والتعليق عليه بأسلوبٍ حسن

من خصائص كتاب الأستاذ محمود أنه يقوم بتحليل الحوادث والتعليق عليها في معظم الأحيان، مثلما نراه في الفصل الثاني المعنون بــــــــــ "محاولة القضاء على الدولة الإسلامية الأولى"، فقد ذكر: * أقام النبي ﷺ الدولة الإسلامية الأولى في المدينة بعد هجرته إليها، وكانت هذه الدولة ولا تزال المثل الأعلى لكلِّ حكومةٍ يقيمها المسلمون في أيِّ عصر([48]).

  • ولهذا وغيره كثيرٌ، فإنَّ على دعاة الإسلام اليوم أن يوضِّحوا للناس معالم هذه الدولة وأن يدعوا إلى القيام بدولةٍ مثلها، وعلى هؤلاء الدعاة أن يأخذوا المفاهيم التي كانت تسود مجتمع المدينة آنذاك، ويدعوا إليها بتدبر وحكمة ويقظة وبصيرةٍ حتى تعم المجتمع التي نعيش فيه، وتكون مجال بحثٍ ودراسة([49]).
  • أعلن النبي ﷺ في دولته بأن جميع المؤمنين كأمة واحدة من دون الناس، فالأمة هي مجموعة من الناس التي تعيش بنفس العقيدة الواحدة، دون النظر إلى ميول أبنائها المختلفة إلى جماعات من الأجناس أو القبائل أو الأمم، وبغض النظر عن اللغة التي يتكلمها أفرادها واختلافها.
  • أقام نبي الله ﷺ الحكومة الإسلامية في المدينة، وكان ﷺ رأس هذه الحكومة، يطبِّق منهج الله، ويقيم حدوده، وكان أصحابه ﷺ مستشارين ووزراء له، كما كان ﷺ قائد الجيش، فإذا سار إلى حربٍ ولّى مكانه أحد أصحابه على المدينة، وإذا مكث عيّن أحد صحابته على الجيش.
  • هذه الأعمال التي قام بها نبي الله ﷺ من رئاسة للدولة، وقيادة للجيش، وتعيين مقرٍّ عامٍّ لتلقى الأفكار والتعاليم لمبدأ الإسلام، وإلقاء المحاضرات لتلك الغاية، وتحديد الروابط التي تجمع بين الناس، هي تعريف خاصٌ للأمة المسلمة من دون الأمم، وتنظيم وإعداد لهذه الأمة إعدادًا خاصًّا، وإيجاد مفاهيم خاصة بها، والاعتماد على مستشارين يرجع إليهم في الملمات، وعقد المعاهدات، وتحديد الصلات مع غير المسلمين.
  • كل هذه من الأمور السياسية الأساسية التي يجب أن يقوم بها أولو الأمر، وكان نبي الله ﷺ يجمع إلى جانب هذه الأمور النواحي الدينية، فهو رسول الله إلى الناس كافة، ولما كان أسوة حسنة، وقائدًا لكلِّ حاكمٍ، ورائدًا لكلِّ صاحب سلطة، فهذه الأمور كلها من اختصاص الحكام، بل لا يحق لحاكم ترك جانب منها، فالدين يشمل جميع جوانب الحياة من سياسية ودينية واقتصادية واجتماعية، بل تقع كلها ضمن إطار الدين، وتحت عنوانه، وما دام الحاكم يمارس الإشراف على الحياة لرعاياه فهو يشرف على هذه الجوانب كلها.
  • ولم يكن نبي الله ﷺ ليقصر في ناحية على حسابٍ أخرى، ولا يهمل جانبًا لتقوية آخر. وكذا كان اختصاص كل خليفة جاء من بعده، ولم يخطر في خلد أحدهم أن هناك نواحي يجب أن يمارسها وأخرى عليه أن يهملها ليمارسها غيره، كما لم يحاول أحد من المسلمين أن يفصل الأمور السياسية عن الدين، أو أن ينتقد الحكام المسلمين بأنهم يمارسون السياسة والدين، واستمر هذا الأمر بشكلٍ طبيعيٍّ حتى سيطر الأجانب على بلاد المسلمين بالقوة، وأرادوا الإبقاء على الأوضاع التي مكنتهم من السيطرة لاستمرارهم فيها، إلا أنهم اصطدموا بمقاومة المسلمين العنيفة التي تنبع من دينهم الذي يمنع أتباعه من قبول الخضوع لغير المسلمين، كما هي الحال في دينهم الذي لا تشريع فيه، وإنما يمارس رجال الدين الطقوس الدينية على حين ينفرد الحكام بتيسير الأمور الدنيوية، وتكون هناك ازدواجية في السلطة، رجال الدين يشرفون على الأمور الدينية داخل كنائسهم وصوامعهم، ورجال الحكم يشرفون على الأمور الدنيوية من داخل قصور.
  • وعلينا بعد هذا أن نعود لرسول الله ﷺ نقتبس من هديه، ونأخذ منه الأسوة الحسنة، ونقتدي بسلوكه وعمله في المدينة عندما كان الحاكم عليها، ليعود إلينا الأمر، ونرد على كل بدعي"([50]).

 

 

 

بعض النقائص المنهجية في كتاب الأستاذ شاكر # ولكن مع كلِّ هذا ظهر الخطأ كبير ولا يتوقع من شخصٍ مثله، وهو عندما أراد ذكر زواج نبي الله ﷺ بأم المؤمنين سيِّدتنا حفصة رضي الله عنها([51])، فقد قال: "لم تكن ذات جمال، ولم يرض بها أحد، إذ عرضها أبوها على عدد من الرّجال، ولم يجد رسول الله ﷺ في مواساتها حلّا خيراً من زواجها". ([52])

 

 

 

وهذا كلُّ ما ذكره الأستاذ شاكر هو خلاف الحقيقة، لأن لكلِ من عرض عليهم كان عندهم عذر في ردِّها، فقد جاء في الصحيح للإمام البخاري من الصحابي العظيم سيِّدنا عبد الله بن عمر t، أنه حدَّث: "أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السّهمي وكان من أصحاب رسول الله ﷺ قد شهد بدراً وتوفّي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفّانٍ فعرضت عليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، قال سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي ألّا أتزوّج يومي هذا، قال: فلقيت أبا بكرٍ فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمت أبوبكرٍ فلم يرجع إليّ شيئاً، فكنت عليه أوجد منِّي على عثمان، فلبثت ليالي ثمّ خطبها رسول الله ﷺ فأنكحتها إيّاه، فلقيني أبوبكرٍ فقال: لعلّك وجدت عليّ حين عرضت حفصة فلم أرجع إليك؟. قلت: نعم. قال: فإنّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلّا أنّي قد علمت أنّ رسول الله ﷺ قد ذكرها فلم أكن لأفشي سرّ رسول الله ﷺ، ولو تركها لقبلتها"([53]).

 

فقول أبي بكر t هنا: "ولو تركها لقبلتها" أظهر من الشمس وأبين من القمر في الردِّ على المؤلِّف. # وعندما عمد إلى ذكر زواجه بسيدتنا زينب بنت جحش، جاء فيه بكلام لا يناسبه تمامًا مثلما قال: " إنّ زينب هي ابنة عمّة رسول الله ﷺ وهو الّذي أجبرها على الزّواج بزيد فهو المسؤول عنها إذن ويجب ألّا يضيعها". ([54]) وظهر الخطأ في قوله: "أجبرها على الزّواج بزيد"، فما كان نبي الله ﷺ ليجبرها على الزواج، وهذا قال الحافظ ابن كثير في قوله I:﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَمْرًا أنْ يَكُوْنَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾([55]) : "قَالَ الْعَوْفِي عن ابْنِ عَبَّاسٍ t: قوله I: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ﴾ الآية، وذلك "أنّ رسول الله ﷺ انطلق ليخطب فتاة زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسديّة – رضي الله عنها - فخطبها فقالت: لست بناكحته. فقال رسول الله ﷺ: بلى فانكحيه. قالت: يا رسول الله ﷺ: أؤامر في نفسي؟! فبينما هما يتحدّثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله ﷺ: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَمْرًا أنْ يَكُوْنَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ الآية. قالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكّحا؟ قال رسول الله ﷺ: نعم. قالت: إذا لا أعصي رسول الله ﷺ قد أنكحته نفسي"([56])

 

 

 

بعد كل هذا نقول: أين الإجبار إذن؟

 

عدم ذكر المصادر المعتمدة عليها في سرد السيرة

لم يُشر الأستاذ شاكر في "التاريخ الإسلامي" إلى المصادر التي اعتمد عليها في السرد التاريخي، وكما لم يذكر لنا الكتب التي استفاد منها في سرده للسيرة، وهذا نقص كبير في تأليف أي كتاب خاصَّةً وهو في موضوع شريف مثل السيرة النبوية، فإن المحكِّم لأي كتابٍ لابد له من معرفة للمصادر التي استفاد منها صاحب الكتاب، ليحكم على أساسها هل هي موثقة أو لا؟ وهل هي شاملة أم لا؟ وهل هي مستفادة من مصدر واحد أو من مصادر مختلفة؟ وإذا كانت المصادر مختلفة فأيُّها الذي بناه المصنف أصلًا معتمدًا عليه؟ لذا هذا يعدُّ من النقص الأكبر لهذا الكتاب.

 

وحسب ظني أن الأستاذ أورد كثيرًا من عبارات السيرة بأسلوبه الخاص وفي بعضها الآخر وفق المصادر التي لم يذكرها. وأما المصادر التي اعتمد عليها في غير السرد فقد ذكر "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" لابن عطية، و"في ظلال القرآن" للأستاذ سيد قطب، و"معالم في الطريق" له أيضًا، و"البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير، و"فتح الباري" للحافظ ابن حجر.

 

خاتمة البحث

بعد هذه الجولة السريعة مع "مقارنة بين منهج الدكتور شلبي والأستاذ شاكر في السيرة النبوية" توصَّلنا إلى النتائج التالية، ومن أهمِّها: # منهج المحدثين وهو الالتزام بأصول وقواعد حديثية في تأليف السيرة.

  1. ومنهج المؤرخين التاريخي يتراوح بين منهجين متماثلين في ترتيب كتاباتهم من اتباع الترتيب الموضوعي مع مراعاة التنظيم الزمني في سوق الموضوعات، واتخاذ الترتيب الموضوعي في تاريخ عصر الجاهلية أي ما قبل البعثة النبوية لعدم وجود تاريخ زمني ثابت متواصل.
  1. والمنهج المتبع في مرويات السيرة في كتابة السيرة النبوية، فيتم الجمع بين مرويات السيرة النبوية عند المؤرخين وعند المحدثين عند عدم التعارض بينهما مع شرط توافر الصحة أو القبول، وعند التعارض مع شرط توافر الصحة أو القبول، تقدَّم مرويات المحدثين، ولا تذكر أبدًا الأحاديث شديدة الضعف والروايات المنكرة الواهية والأخبار الموضوعة.
  1. والمؤرخون المعاصرون الذين ساهموا في كتابة وتأليف السيرة النبوية هم عدد قليل جدًّا، عكس المؤرخين الأقدمين الذين قاموا في كتابة السيرة النبوية.
  1. مع أن الدكتور أحمد شلبي يعدُّ من الباحثين الممتازين وأصحاب الأعمال الجيدة والكتابات الموفَّقة، ولكن أعماله تحتاج إلى الميزان الشرعي الصحيح، بسبب الاعتراضات على بعض الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم، وعلى بعض الأحداث المهمَّة التي جرت في سيرة رسول الله ﷺ الشريفة.
  1. أكثر الدكتور شلبي في النقل من مؤلفات التاريخ، واستفاد من كتب الأحاديث الشريفة والصحاح المنيفة قليلًا، ولذلك يورد القدر الكبير من الأحداث الضعيفة والموضوعة.
  1. أكثر الدكتور شلبي التجريد لاسم الرسولﷺ من الصلاة عليه، كقوله:"محمد" و"الرسول"، في معظم المقامات في موسوعته الضخمة للرسول الأكرم ﷺ.
  1. لم يُورد الدكتور شلبي أهم الحوادث التي حدثت عندما بقي الرسول ﷺ في بيت حليمة السعدية كحادث شق الصدر وغيره.
  1. الفهم العجيب للدكتور شلبي بأن حياة الرسول ﷺ كانت عبارة عن حروبٍ متصلة، والإسلام كان دين دماء، وهذا هو خلاف الواقع والحقيقة. كما أورد الدكتور سبعة علل لمعارضة قريش لدعوة الرسول ﷺ مع عدم ذكر أهم علة وهي العقيدة.
  1. أورد الدكتور شلبي حادث الإسراء والمعراج، وظهر التخبط الكثير من الدكتور شلبي في هذا الحادث من إنكاره لركوب النبي البراق ليلة الإسراء والمعراج، وإنكار أداء صلوة الرسول ﷺ بالأنبياء في بيت المقدس، وإنكار وجود الأنبياء في السموات على الترتيب المذكور في أحاديث الصحيحين وغيرهما، وإنكار عودة نبي الله ﷺ إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في أعداد الصلوات الثابتة في الكتب الستة الصحيحة.
  1. من أهم خصائص كتاب الدكتور شلبي هو الإيجاز الشديد في إيراد أحداث السيرة النبوية، وإتيان الدروس في أثناء الحوادث، والترجيح بين أحداث السيرة حسب الطريقة العقلية أو النقلية من الأئمة الكبار أمثال ابن القيم وابن كثير، والربط الجيد بين حوادث السيرة وبعض جوانب الحياة المعاصرة، وحسن تقسيم الكتاب، فقد جاء الدكتور شلبي بحسن التقسيم بإيراد جوانب السيرة الشريفة على غير مثال سابق.
  1. من أهم خصائص منهج الأستاذ محمود شاكر في كتابه هو التقديم الحديث لحوادث السيرة، والاعتدال في البسط والإيجاز، والإيجاز في الأمور الاختلافية، والتوثيق في الحوادث والتجنب عن الافتراء والموضوع، وإيراد الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة التي تؤيِّد حوادث السيرة، وتحليل الحدث والتعليق عليه بأسلوبٍ حسن.
  1. من نقائص كتاب شاكر ظهور الأخطاء الكثيرة مع أنه لا يتوقع من شخصٍ مثله، وهو عند ذكر زواج نبي الله ﷺ بأم المؤمنين سيدتنا حفصة، فقد قال: "لم تكن ذات جمالٍ"، وعندما عمد إلى ذكر زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها جاء فيه بكلامٍ لا يناسبه تمامًا مثلما قال: "أَجْبَرَهَا عَلَى الزَّوَاجِ بِزَيْدٍ"، فما كان النبي ﷺ ليجبرها على الشيء.
  1. لا توجد أية إشارة في "التاريخ الإسلامي" للأستاذ شاكر إلى المصادر المعتمدة عليها في السرد التاريخي، ولا في سرده للسيرة النبوية، وهذا نقص كبير في تأليف أي كتاب خاصَّةً وهو في موضوع شريف مثل السيرة النبوية.

 

 

 

الاقتراحات والتوصيات

 

هناك من الاقتراحات والتوصيات للباحثين القادمين على هذا الموضوع وكما هو معروف هذا هو موضوع المقارنة بين الكتابين في فن السيرة النبوية وهو فن محبوب عند جميع المسلمين المحققين، ومن هذه التوصيات والاقتراحات:

# لابد أن تدرس هاتان الموسوعتان للدكتور شلبي والأستاذ شاكر بالدقة والتعمق الشديد لكونهما متفردين في الموضوع ولا يستطيع أحد الإنصاف في مثل هذه البحوث الصغيرة.
  1. هناك نقائص كثيرة في الكتابين وهما في أهم الفنون الإسلامية، وخاصة في موسوعة الدكتور شاكر- مثل إنكار ما حدث في حادث الإسراء والمعراج وغيره من الحقائق المسلمة في الدين الإسلامي-، ومن الواجب أن تخصص البحوث والكتب للإجابات المسكتة لمثل هذه النقائص.
  2. هناك حاجة شديدة أن تؤلف كتب قيِّمة في ردِّ النقائص الموجودة في مثل هذه الموسوعات.

 

حوالہ جات

  1. () العمري، أكرم ضياء، السيرة النبوية الصحيحة، مكتبة العلوم والحكم، الطبعة السادسة: 1994م، 1/11
  2. () المرجع السابق، 1/15
  3. () عبد العزيز خان، الدكتور، روايات تاريخ الصَّحابة في ميزان الجرح والتعديل، مكتبة النهضة العلمية، القاهرة، الطبعة الأولى: 1982م، ص: 12
  4. ()العمري، أكرم ضياء، المجتمع المدني في عهد النبوة، المجلس العلمي، دار إحياء التراث العلمي، المدينة المنورة، الطبعة الأولى: 1983م، ص: 27
  5. ()الكافيجي، محيي الدين، المختصر في علم التاريخ، تحقيق: محمد كمال الدين، عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، ص: 336
  6. ()السلمي، محمد بن صامل، منهج كتابة التاريخ الإسلامي، دار ابن الجوزي، المملكة العربية، السعودية، الطبعة الأولى: 1429هـ، ص: 421
  7. ()المرجع السابق، ص: 421
  8. ()الخطيب البغدادي، أبوبكر أحمد بن ثابت، الكفاية في علم الرواية، دائرة المعارف العثمانية، 1357هـ، ص:212
  9. () سويلم، محمد بن محمد، السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنىة، دار القلم، دمشق، الطبعة الثامنة: 1427هـ، 1/34
  10. ()البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، الصحيح، رقم الحديث: 3946، 3947، 2217، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى: 1422هـ، وابن هشام، عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، السيرة النبوية، دارالكتاب العربي، الطبعة الثالثة: 1990م، ص: 121-126، وابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، دار الريان للتراث، القاهرة، الطبعة الثانية: 1987م، 7/325
  11. ()السيرة النبوية، ص: 603-610
  12. ()صحيح البخاري، رقم الحديث: 2731-2732
  13. ()ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، 1990م، 6/119و220
  14. () صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، رقم الحديث: 4150-4158، وصحيح مسلم، رقم الحديث: 1856-1858
  15. ()السيرة النبوية، ص: 603
  16. ()ابن إسحاق، سليمان بن حمد، السيرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، الطبعة الأولى: 1993م، ص: 26-28، والبداية والنهاية، 3/408-412
  17. ()فاروق حمادة، مصادر السيرة النبوية وتقويمها، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى: 2004م، ص: 123
  18. ()الجوزي، عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، الموضوعات من الأحاديث المرفوعات، تحقيق: د. نور الدين بن شكري، أضواءالسلف، الرياض، الطبعة الأولى: 1997م، 1/293، 294، والذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق: علي محمد البجاوي، دارالمعرفة، بيروت، 4/34، وابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، الفصول في اختصار سيرة الرسول، تحقيق: محمد العيد الخطراوي ومحيي الدين مستو، مؤسسة علوم القرآن، دمشق، الطبعة الأولى: 1399هـ، ص: 259
  19. () يتكئ هذا المنهج على ثلاثة أمور من التفسير والنقد والاستنباط، وقد يجتمع مجموع هذه الأمور في سياق بحثٍ مخصوص، أو قد يحدَّد ببعضها منها، وذلك وفقًا لحسب نوعية البحث. انظر: الأنصاري، الدكتور فريد، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، منشورات الفرقان، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1997م، ص: 96
  20. ()شلبي، الدكتور أحمد، موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، الطبعة الثانية عشر: 1987م، ص: 4، وأحمد شلبي، https: //ar. wikipedia. org/wiki
  21. ()حليمة بنت أبي ذؤيب بن عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابربن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصربن سعدبن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان"، انظر: الزركلي، خير الدين، الأعلام،، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر: 1986م، 2/271
  22. () ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، الصحيح، رقم الحديث: 6441، دار المعارف، 1952م، وقال: هذا حديث صحيح
  23. () موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، 1/191
  24. ()موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ، 1/219
  25. ()اليعمري، محمد بن محمد بن محمد، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، تحقيق: محمد العيد الخطراوي، ومحي الدين ميتو، دار ابن كثير، دمشق، 1/146
  26. ()السيرة النبوية، 2/27
  27. () موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، 1/234
  28. ()شلبي، الدكتور أحمد، الإمام الباقوري فكر وسيرة، مقال نشر في مجلة الزهراء، القاهرة، 1987م، عدد: 1، 1/15-24
  29. ()البراق هو اسم للدابة التي ركبها النبي ﷺ ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى، ومنها عُرج إلى السماء السابعة، وقد اشتق اسم البراق من البرق لسرعته، وقيل ﷺ: سُمِّي بذلك لشدة صفائه ووضوح ألوانه وتلألئها، وقيل: إن سبب تسميته بذلك أنه ذو لونين، لذلك يقال: شاة برقاء إذا كان خلال صوفها طاقات سود"، انظر: الكرماني، محمد بن يوسف بن علي، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، دار إحياء التراث العربي، لطبعة الأولى، 13/164
  30. () صحيح البخاري، رقم الحديث: 3207
  31. () صحيح مسلم، رقم الحديث: 172
  32. () فتح الباري شرح صحيح البخاري، رقم الحديث: 3673
  33. () الإمام الباقوري فكر وسيرة، ص: 36
  34. () موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، 1/424-428
  35. () المصدر السابق، 1/275-277
  36. () المصدر السابق، 1/290-291
  37. ()الجندي، أنور، مفكرون وأدباء من خلال آثاره، دار الإرشاد، الطبعة الأولى، ص: 61-66
  38. () محمود شاكر، التاريخ الإسلامي، المكتب الإسلامي، الطبعة الثامنة: 2000م، 1/2-3
  39. ()التاريخ الإسلامي، 2/5
  40. ()التاريخ الإسلامي، 2/245
  41. () التاريخ الإسلامي، 2/340-352
  42. () التاريخ الإسلامي، 2/341
  43. () المصدر السابق، 2/346
  44. () التاريخ الإسلامي، 2/187
  45. () هي زينب بنت جحش بن رباب، الأسدية، أخت عبد الله بن جحش، ووالدتها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله ﷺ، وأخت حمزة بن عبد المطلب t، وكانت تكنى أم الحكم، وكانت زينب رضي الله عنها ورعة صوامة قوامة، كثيرة الخير والصدقة، انظر: ابن عبدالبر، يوسف محمد عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: محمد علي البجاوي، دار الجيل، الطبعة الأولى: 1992م، 1/372، وصحيح مسلم، فضائل الصحابة، رقم الحديث: 2452
  46. () التاريخ الإسلامي، ج: 2، الصفحات التالية مثلًا: 68، 85، 89، 107، 108، 109، 198
  47. () المصدر السابق، 2/42، 43، 61
  48. ()التاريخ الإسلامي، 2/99
  49. () المصدر السابق، 2/101-102
  50. ()التاريخ الإسلامي، 2/199-203
  51. () هي حفصة بنت عمر الفاروق، أم المؤمنين، زوجة الرسول ﷺ، وأخت الصحابي عبد الله بن عمر، وتم إسلامها في مكة، ثم قامت بالهجرة بزوجها الأول خنيس السهمي إلى المدينة المنورة، ثم تم زواجها بالرسول ﷺ بعد وفاة زوجها الأول في غزوة أحد، انظر، سير أعلام النبلاء، 2/215-222
  52. () التاريخ الإسلامي، 2/343
  53. ()صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدرًا، رقم الحديث: 2342
  54. ()التاريخ الإسلامي، 2/343
  55. ()سورة الأحزاب، الآية: 36
  56. ()ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن الكريم، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية: 1999م، 6/251
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...