Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Idah > Volume 33 Issue 2 of Al-Idah

إنهاض المجتمع و تنوير العقل دراسة في روايات طه حسين و نذير أحمد |
Al-Idah
Al-Idah

Article Info
Authors

Volume

33

Issue

2

Year

2016

ARI Id

1682060034497_356

Pages

251-283

PDF URL

http://www.al-idah.pk/index.php/al-idah/article/download/104/97

Chapter URL

http://al-idah.szic.pk/index.php/al-idah/article/view/104

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

ظلّت مصر تحت الاحتلال البريطاني من عام 1882م إلى الثورة المصرية عام 1952م ثم تحولت مصر إلى دولة جمهورية. طه حسين أديبٌ ومفكِّرٌ وناقد مصريٌّ. وهو من المثقفين و”دعاة الإصلاح الاجتماعي الذين عاينوا أسباب التقدم الغربي وأشفقوا على زعزعة الوجدان العربي نتيجة هذه الصدمة الحضاري".([1]) الحملة الفرنسية على مصر والشام عام 1789م، كانت بداية ظهور حركة التنوير (اليقظة العربية) خلال القرن التاسع عشر. ويُعَدُّ طه حسين من روّاد التنوير أو التغريب في العالم العربي، ومن أعلام الحركة الأدبية الحديثة. كان أحد الطلائع الذين استوت على أيديهم معالم النهضة المصرية الحاضرة. هذا المقال سيدرس ريادته ودوره في إنهاض المجتمع المصري وتنوير العقل العربي.

كما ستلقي هذه الدراسة الضوء على مساعي "دبتي نذير أحمد" رائد الرواية الاجتماعية في شبه القارة الباكستانية والهندية، التي قاست الاستعمار البريطاني مثل مصر من عام 1857م إلى 1947م. كان هذا عصر الانحطاط وهبوط الحماس والنشاط لسكّان شبه القارة، ولو تقدّم فيه الأدب والفن. والمجتمع المسلم كان في تغير مستمر بعد أن انتهى الحكم المغولي في شبه القارة واحتلّها الإنجليز. العقول العامة لم تتمكن على إدراك هذا التغير، ولم تفهم تمامًا متطلّبات الوقت. أما قادة الناس فانقسموا؛ فبعضهم ردّوا الاستعمار تمام الردّ، وبعضهم استحسنوه، والبقية سكتوا. وكان نذير أحمد من القلائل الذين قرّروا قبول التغير والمسايرة معه، فسعى من خلال رواياته القضاء على الشرور الاجتماعية المتأصلة في مجتمع منحطّ لاسيما تلك الناجمة عن الأمية والجهل، وحاول لإنهاض المجتمع الهندي ولو استمد لرواياته من الأدب الإنجليزي مثل طه حسين.

حياة طه حسين ورواياته الاجتماعية

ولادته ونشأته

طه حسين: اسمه الكامل طه بن حسين بن علي بن سلامة ولد في نوفمبر سنة 1889م/1306هـ في قرية "الكيلو" التي تقع في مسافة كيلومتر من "مغاغة" بمحافظة المنيا بالصعيد الأوسط ([2]) على جانب الأيسر للنيل.([3])

كان والده "حسين علي" موظفا في شركة السكر التي كانت تملك أراضي الدائرة السنية في تلك المنطقة، وأنجب ثلاثة عشر ولدًا سابعهم طه حسين. وكان زواجه بأم طه حسين_رقية بنت موسى محمد_ زواجا ثانيا بعد مرض زوجته الأولى. ذلك لأن والده وخاله كانا يجتمعان على أخوة صوفية هي التي كانت وراء المشورة لهذا الزواج.([4]) ويخبرنا طه حسين في كتابه “الأيام” أنه “كان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه وخامس أحد عشر من أشقته". ([5])

كان طه حسين في الثالثة من عمره أو الخامسة أي في سن مبكر إذ أصيب بمرض في عينيه، ونتيجة للإهمال والجهل من جانب والديه فقد طه حسين بصره تمامًا.([6]) وقد أثرت هذه المصيبة في نفس طه حسين فقد واجه في صغر سنه الصعوبات وألوانا من الشقاء والقسوة. كما قال الدكتور حمدى السكوت في تأليفه: "كان لهذه الكارثة آثار نفسية قاسية في حياته أدت إلى تزايد حساسية وأشعرته تدريجًا بالعزلة والوحدة وألزمته ضروباً من السلوك لم يعد عنها لسنين طويلة”. ([7])

كان يحس من أمه رحمة ورأفة وكان يجد من أبيه ليناً ورفقاً، وكان يشعر من إخوته بشيء من الاحتياط في تحدثهم إليه ومعاملتهم له، ولكنه كان يجد إلى جانب هذه الرحمة والرأفة من جانب أمه شيئاً من الإهمال أحياناً، ومن الغلظة أحياناً أخرى، وكان يجد إلى جانب هذا اللين والرفق من أبيه شيئاً من الإهمال أيضاً والازدراء من وقت إلى وقت، كان احتياط إخوته وأخواته يؤذيه، لأنه كان يجد فيه شيئاً من الإشفاق مثوباً بشيء من الازدراء. ([8])

ومعنى ذلك أن طه حسين قد عرف بعد أن كفّ بصره بأنه لم يكن في البيت أحد الذي يعرف حقه حق قدره ويهتم بأمره. وهناك عبارات كثيرة أوردها طه حسين في كتابه “الأيام” عن موقفه الطفولي ولكننا قد عرفنا بعد دراسة حياته أنّ طفولته لم تكن كلها تعيسا على الرغم من حرمه من نعمة البصر بل أحداث خطيرة في طفولته منحته عزمًا قويًا وثقة بنفسه بمواجهة الحياة مع صعوباتها كالشخص الّذي أراد أن يعرّف الناس بوجوده.

تعليمه

والد طه حسين كان يتمنى على أن يكون أطفاله مثقفين كما ذكر الدكتور حمدي السكوت: “فقد بعث بأبنائه واحدًا بعد الآخر إلى المدارس المدنية وإلى الأزهر، واضطر إلى الاستدانة وتحمل الكثير في سبيل ذلك وحتى بالنسبة للطفل طه حسين الذي أصيب بآفته القاسية فإنه لم يقنع مثلاً بتحفظيه القرآن... يبعث به إلى الأزهر راجياً أن يصبح عالمًا ويتولى التدريس فيه". ([9])

وكان طه حسين طفلاً ذكيًا للغاية بل هو كان آية في الذاكرة والحفظ وبدأ دراسته حسب المناهج المتداولة والتحق لذلك بالمدرسة المدنية وليس من شك أنه حفظ القرآن الكريم حفظًا جيدًا في مدة قصيرة([10]) ولما أتم الحفظ أخذ في حفظ "مجموع المتون" وقراءة بعض الكتب والأشعار القديمة استعدادً للدخول في الأزهر، وكان قد سبقه إليه أخ أكبر منه فصحبه معه وهو في الثالثة عشرة. ([11])

في عام 1902 التحق طه حسين بالأزهر وذلك لكي يتفتح ذهنه على المزيد من العلوم، ولكن قابلته مشكلة هامة، وهي أن أساتذته كانوا يدرسون العلم بشكل تقليدي غير مطلعين على الحديث منه... ولم يرض طه حسين أن يكون تعليمه بهذا الشكل، فاصطدم كثيراً بشيوخه حيث كان يعارضهم، ويجادلهم في تغير بعض أمور النحو واللغة والأدب مما أدخله في مشاكل دائمة معهم.

وقضى طه حسين أربعة أعوام في الأزهر، لما أنشت الجامعة المصرية القديمة في سنة 1908م كان طه حسين أول المنتسبين إليها، وتعلّم في الجامعة تاريخ بابل وأشور وسومر كما حضر دروس “ماسييون” عن الاصطلاحات الفلسفية. وكان طه حسين قد بدأ تعلّم اللغة الفرنسية منذ عام 1908م حتى يفهم المحاضرات التي كانت تلقى بهذه اللغة ولا تصل إلى سنة 1914م حتى نجده يتقدم إلى درجة الدكتوراة برسالة التي طبعت باسم "ذكرى أبي العلاء المعري".([12]) هو أحد الشعراء البارزين الذي فقد بصره صغيراً أيضاً مثل طه حسين. وهو أول كتاب طبعه ونشره في سنة 1915م، ويكشف هذا الكتاب عن حاسة بصيرة، وسلامة التقويم الأدبي، وإتقان في فهم النصوص وتحليلها اتقانًا رائعًا. ([13]) وظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية.

في عام 1914م أوفدته الجامعة المصرية في بعثة إلى فرنسا، فنـزل في مونيلية والتحق بجامعتها يدرس العلوم التاريخية والدراسات الكلاسيكية، وظل فيها إلى عام 1915م وعاد في نهايته إلى مصر لسوء الحالة المالية، فرجع بعد ثلاثة أشهر إلى باريس وهناك أخذ يختلف إلى محاضرات المؤرخين والأدباء في السوربون ولاكوليج دى فرانس، وتارة يستمع إلى محاضرات في التاريخ اليوناني والروماني القديم وتعلّم في أثناء ذلك اليونانية واللاتينية. ([14]) حقق فيها النجاح أيضاً فتخرج منها حاصلاً على درجة الليسانس كما حصل على شهادة الدكتورة من السوربون في سنة 1917م ([15])عن رسالة أعدها باللغة الفرنسية موضوعها "دراسة تحليلية نقدية لفلسفة ابن خلدون الاجتماعية "على يد عالم الاجتماع" اميل دوركايم".

زواجه

في فرنسا التقى طه حسين مع "سوزان" الطالبة الفرنسية من عائلة كاثوليكية، أعانته كثيراً في هذه الفترة من حياته، فقامت له بدور القارئ فقرأت عليه الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تم كتابتها بطريقة بريل حتى تساعده على القراءة بنفسه،... في عام 1917م تزوجته وعاشت بالفعل أجمل وأسعد أيامها مع الإنسان أحبها بقلبه دون أن تراها عينه. وقد كانت لها الأثر العظيم في حياته، ومما قاله فيها أنه "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وقال عنها يوما: "كأنها تلك الشمس التي أقبلت في ذلك اليوم من أيام الربيع" وقال عنها لابنه: "إن هذه المرأة جعلت من أبيك إنسانا آخر". ([16]) وكان لطه حسين اثنان من الأولاد، هما؛ أمينة ومؤنس.

عودته إلى مصر

وعاد طه حسين إلى مصر عام 1919م وعين أستاذا في التاريخ اليوناني والروماني حتى عام 1925م، وتحولت الجامعة المصرية إلى جامعة حكومية وعين فيها أستاذا لتاريخ الأدب العربي. وفي عام  1926م أصدر كتابه في الشعر الجاهلي، الذي أحدث ضجة سياسية أخرى، ورفعت دعوى قضائية ضده ، فأمرت النيابة بسحب الكتاب وأوقفت توزيعه. وفي عام 1928م تفجرت الضجة الثانية عند تعيينه عميدًا لكلية الآداب، فاستقال طه حسين ولكنه اشترط أن يداوم يوما واحدا أسبوعيا كأستاذ في الجامعة، وفي عام 1930م عاد عميدًا للكلية.

خاض طه حسين طوال مسيرته التنويرية معارك كثيرة. وفي عام 1932م كانت الأزمة الكبرى في حياة طه حسين، حيث كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراة الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين فرفض طه حسين حفاظا على مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة إلى اللجوء إلى كلية الحقوق بدلا من الآداب، فتابع طه حسين العمل في الحملة ضدهم في الصحف، فصدر قرار بإحالته للتقاعد عام 1932م، فلزم بيته ومارس الكتابة ثم عاد إلى الجامعة في نهاية 1934م، وعين عميدا لكلية الآداب في عام 1936م حتى 1939م. ثم عين مديرًا لجامعة الإسكندرية حتى عام 1950م عندما عين لأول مرة وزيرا للمعارف وكانت تلك آخر المهام الحكومية التي تولاها طه حسين.([17]) ثم انصرف طه حسين إلى الإنتاج الفكري وظل يكتب عن الثورة المصرية في عهد جمال عبد الناصر وشهد حرب أكتوبر.

كانت حياته حافلة بالكفاح إذ نراه يكافح المحافظين في الدين والأدب والسياسة، وكافح من أجل تغذية أمته بالمثل الأدبية عند اليونان وعند الغربيين، وحفظ طرفًا جديدًا في أبحاثه الأدبية وفي عالم القصة. وهو استعداد الذي شهد له به عالمه العربي فمنح في سنة 1989م جائزة الدولة التقديرية في الأدب تنويها بجهوده الأدبية، كما شهد له به العالم الغربي فمنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعات أوربية. ([18])

وفاته

مات طه حسين في سنة 1973م/1393هـ وعمره 84 سنة.

مؤلفاته

بلغت مؤلفات طه حسين من التنوع والتشعب. وهو أحد الأركان الأساسية في تكوين العقل العربي المعاصر وصياغة الحياة الفكرية في العالم العربي، ومازالت أعماله ومعاركه الأدبية والفكرية من أهم الروافد التي يتسلح بها المفكرون العرب سعياً نحو مزيد من النهضة والتقدم.

ومن مؤلفاته "في الشعر الجاهلي" ألف هذا الكتاب المنير للجدل في عام 1926م، وعمل فيه بمنهج ديكارت وقال: إن الشعر الجاهلي منحول وأنه كُتب بعد الإسلام ونُسب للشعراء الجاهليين. وله “حديث الأربعاء "هو مجموعة من مقالات في النقد الأدبي في ثلاثة أجزاء، وقد نشرت فصول هذه الأجزاء إلى جانب "السياسة" في "الجهاد"، فجمع بعد ذلك، نشر الجزء الثالث في 1957م. ([19]) وله “مستقبل الثقافة في مصر"هذا الكتاب يعد من أهم مؤلفات طه حسين في الفكر النظامي والاجتماعي، يقدم فيه نوعية الحياة الوطنية المصرية بعدما نالت مصر الاستقلال بعد معاهدة 1936م بين مصر وبريطانيا.([20])

ومهما كان إسهامه، في مجالي التاريخ والتربية، فلاشك أن الإضافة الثقافية لطه حسين إنما تتمثل في مؤلفاته الأدبية، وبخاصة تلك التي عنيت منها بدراسة الأدب، أطلق عليه “عميد الأدب العربي"لا عميد التربية ولا التاريخ. ([21]) ترجمت هذه المؤلفات إلى كل لغات العالم. ومن مؤلفاته الأدبية ؛الأيام، دعا الكروان، الحب الضائع، أحلام شهرزاد، شجرة البؤس، وحكايات "على هامش السيرة"، والقصص القصيرة "المعذبون في الأرض"عن أحوال الفقراء. امتازت هذه القصص بالتأكيد على المسألة الاجتماعية والفقر والبؤس والظلم.

رواياته الاجتماعية

الأيام

طه حسين مُبدِع السيرة الذاتية. كتب السيرة الذاتية في صورة الرواية بعنوان “الأيام” وكتب سيرة "أديب" و"جلال شعيب" زميله في الجامعة الأهلية وفي فرنسا. ([22])

ظهر كتاب "الأيام" سنة 1929م ويتكون من ثلاثة أجزاء، وقد نشر في “مجلة الهلال” أولا، وكان يمثل أول صدام حقيقي للمؤلف ببيئته، وأول تمرد من جانبه على موروثها. ألف هذا الكتاب ليقص به قصة حياته، طفولته، وقريته ورحلة تعليمه وغيرها من أيامه.

دعا الكروان

نشرت "دعا الكروان" في سنة 1934م. فيها يشترك الكروان مع أشخاص القصة في الآلام، تصورهذه الرواية حياة المصريين في طوائف من البدو والفلاحين والموظفين كما تصور مشاكل التعليم. ([23])

شجرة البؤس

صدرت هذه الرواية في عام 1943م وهي الرواية الثانية بعد "دعا الكروان"، فيعرض علينا طه حسين فيها صورة حية لأسرة مصرية تعاقب فيها ثلاثة أجيال، أعدّوا لظهور صراع عنيف بين المثل العليا للعقل والعلم وبين التقاليد البالية، وفي أثناء ذلك جاء الحديث عن الطبقة المصرية الفقيرة وما تعاني من بؤس واعتقاد في التوكل والقضاء. ([24])

على هامش السير

نشرفي سنة 1933م، له الأجزاء الثلاثة، يتخذ من السيرة النبوية وما فيها من أحداث وأشخاص مادة لقصص رائع. ([25])

دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد آثارت آراء الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبال طه بهذه الثورة والمعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة.

حياة نذير أحمد ورواياته الاجتماعية

ولادته ونشأته

دبتي نذير أحمد بن مولوي سعادت علي وُلد في مدينة بجنور (Bajnor) في الهند في عام 1836م، ينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين سيدنا أبي بكر الصديق، وكان نذير أحمد يفتخر بهذا النسب الكريم. ([26])

وهو ينتسب إلى بيت ذي حسب ونسب، وينتمي إلى أسرة متميزة من العلماء والمفتين في الهند. كان والده" مولوي سعادت علي"وجدّه"شاه عبد الغفور أعظم بوري "من كبار العلماء، وهم من خلفاء" الشيخ عبد القدوس الكنكوهي".([27])

كان أبوه يعتبر أحد من علماء الشعر والأدب واللغة الفارسية والعربية ويعدّ من مفاخر الهند. كان جدّه من الأم (قاضي غلام علي) يملك عقارات كبيرة، فسكن أبو نذير أحمد في بيته، ولكن بعد وفاة جدّه حدثت خلافات على الميراث فانتقل به والده إلى مدينة بجنور.([28])

تعليمه

كان والده مدرسًا في بلدة صغيرة بجوار دهلي (Delhi) ويدرس الفارسية والعربية، في هذه البيئة العلمية نشأ نذير أحمد وبدأ دراساته الابتدائية على يد أبيه.

كان نذير أحمد ابنا مطيعا، أرسله أبوه إلى دهلي لمواصلة التعليم. التحق بحلقة “الشيخ عبد الخالق”([29]) في دهلي، فحفظ القرآن الكريم في مكتب ديني صغير في مسجد. كان يقضى أوقاته الفارغة في العمل في بيت أستاذه.([30]) ثم تتلمذ على أحد كبار العلماء" الشيخ عبد الحليم نصر الله خان”، ودرس علوم النحو والمنطق هناك.  

وبعد تحصيل هذه العلوم التحق نذير أحمد بكلية دهلي في 1845م لأنه قد حصل على العلوم الدينية فقط، ثم تعلّم اللغة الإنجليزية أيضا. وفي عام 1902م كما فاز بشهادة ايل ايل دي (LLD) الدكتوراه في القانون من جامعة إيدنبرا، وحصل على شهادة (D.O.L) في ديسمبر 1910م من جامعة بنجاب. ([31])

تزوج نذير أحمد مع بنت عبد القادر بن مولوي عبدالخالق.([32])

وظائفه الحكومية

توفي والده وهو في الرابع عشر من عمره، وكانت دراسته في الكلية معتمدة على المنحة المالية منها، فأراد أن يعمل بعد أن أكمل دراسته في الكلية وأصبح مدرسًا في مدرسة “ كنجاه” (Kunjah)؛ إحدى القرى في نواحي (گجرات) في باكستان.

وبعد سنتين رحل إلى كانبور (Kanpur) وعُيّن المفتش المساعد للمدارس الحكومية (Deputy Inspector of Schools) ورجع إلى دهلي بسبب خلاف بينه وبين المفتش، ومكث بها خلال الثورة الهندية 1857م.

وبعد استيلاء الإنجليز على البلاد عُيّن نذير أحمد لمرة أخرى مفتشًا مساعدا للمدارس في مدينة إله آباد. وخلال وظيفته تعلّم نذير أحمد اللغة الإنجليزية، كانت الحكومة في تلك الأيام تحتاج إلى من يترجم قانون الجزاء الهندي (Panal code of India)، فقام نذير أحمد بهذا العمل، وبناء على هذه الخدمة عينه الوالي الإنجليزي السيد وليم ميور (Sir Wiliam Mour) ضابط المال في مدينة كانبور. وفي سنة 1864م عيّن نائب محصل في المديرية (Deputy Collector) ومن ثم اشتهر باسم "دبتي نذير أحمد". ثم صار عضوا لهيئة تدقيق الحسابات (Board of Revenue) وأخيراً رجع إلى دهلي وبدأ التأليف، فحصل على جوائز قيمة عدة مرات بالخدمات العلمية وبالإضافة إلى جوائز مالية. وفي عام 1897م لقب نذير أحمد بـ “شمس العلماء” أيضا.

وفاته

ألف في أواخر عمره الكتاب بعنوان "أمهات الأمة" وفيه أدّلة دينية ولكن أخذ الناس يشكون في عقائده ولذا أحرقوا كتابه أو احترق كتابه بسبب الفتنة الدينية، فتأثر نذير أحمد بهذا الأمر، وضعفت صحته ضعفًا شديدًا وكفّ بصره وأصيب بمرض الرعشة في اليدين ولكنه مع ذلك كله لم يتوقف عن القراءة والكتابة حتى توفي هذا المؤلف العظيم ومحسن اللغة الأردية في اليوم الثالث من مايو سنة 1914م. ([33])

مؤلفاته

قضى معظم حياته في الوظائف العلمية. وله خدمات علمية كثيرة وعدد من المؤلفات العلمية والأدبية والتراجم وغيرها. ترجم نذير أحمد كتبا عديدة من اللغات المختلفة إلى اللغة الأردية وأيضا من الأردية إلى الإنجليزية نحو "قانون الجزاء الهندي"([34]) ثم ترجم "قانون الشهادة" إلى الإنجليزية، واشتهر بالمترجم بين الإنجليز، وأيضا ترجم “القرآن الكريم” من اللغة العربية إلى الأردية.([35])

ومن كتبه في الأخلاق والدين "منتخب الحكايات"_ الحكايات المختارة_ أوّل مؤلفاته النثرية نشر في سنة 1869م، و”الموعظة الحسنة" طبع في1887م وكتب فيه رسائل إلى ابنه بشير أحمد، و"الحقوق والفرائض" في ثلاثة أجزاء، و"أمهات الأمة" نشر في (1935م).([36])

كان نذير أحمد يعرف اللغة الأردية والإنجليزية والفارسية ولذا كتب "القواعد في الفارسية" في سنة 1870م، وكان يعرف فن الخط جيّدا فألّف فيه "رسم الخط" في سنة (1912م) ([37])

رواياته الاجتماعية

كان نذير أحمد أوّل من كتب الرواية باللغة الأردية. رغم أنها كانت محاولة أولى، ولكن نجد فيها جميع عناصر الرواية الحديثة إلى حد ما، مثل الشخصيات والأحداث والحبكة والحوار والنهاية والزمان والمكان واللغة والأسلوب، كما عرفت رواياته إبراز الأنماط السلوكية والصور الاجتماعية والحوادث التي تقع في البيئة يوميًا.

مرآة العروس

وكان نذير أحمد يفكر في إصلاح المجتمع عن تعليم البنات ويريد أن يكتب في هذا المجال بشكل ممتع ومؤثر، كما يرى أنّ المناهج الدراسية للمدارس لا تستوفي الأهداف، فعزم على تطويرها. فبدأ من كتابة الروايات في سنة 1869م، وأوّل رواية كتبها "مرآة العروس"؛ كانت رواية هادفة كجزء من تعليم البنات، وتعتبر أوّل رواية في الأدب الأردي أيضا، طبعت مرارا، بلغ مجموع نسخها أكثر من مائة ألف (100,000) نسخة، وترجمت إلى اللغة البنغالية في شبة القارة الهندية وإلى اللغة الإنجليزية في انجلترا.([38])

توبة النصوح

كتب نذير أحمد هذه الرواية في سنة 1874م، وتناول فيها قضية تربية الأولاد، وصور المأساة الاجتماعية التي ظهرت في أعقاب الاستعمار الإنجليزي، ووضع تصوره لإصلاح المجتمع على أساس حفاظ القيم الإسلامية.([39])

بنات النعش

كتب نذير أحمد هذه الرواية في سنة 1873م، فقد عمد إلى إصلاح الجانب الفكري والأخلاقي للأمة، إذ كان كبار الناس يخجلون من العمل وينظرون باحتقار إلى أصحاب الحرف.

فسانه مبتلاء

كتب نذير أحمد هذه الرواية في عام 1885م، وفي هذه الرواية صور حياة القرية وما يدور فيها من حوار بين ملاك الأراضي والزراع والقضايا المتعلقة بهم، كما رسم لنا فيها الحياة الزوجية وما يقع من غبن في حق المرأة أحيانًا وابتعاد الرجل عن العدل إذ تزوج بأكثر من واحدة وما يلي ذلك من تشابك في قضايا الميراث، وأكّد في النهاية ضرورة إتباع الإسلام وشريعته. ([40])

ابن الوقت

كتب نذير أحمد هذه الرواية في سنة 1889م فصوّر فيها "التقليد الأعمى" للحياة الإنجليزية، و"ابن الوقت" بطل الرواية_ مسلم هندي_ تأثر "بمستر نوبل" وبأسلوب حياته محاولاً تقليد الحياة الإنجليزية. دعا نذير أحمد فيها الأمة الإسلامية إلى التمسك بأسلوب حياة الشخصيات الإسلامية وسلوكهم القويم فاستخدم كلمة "حجة الإسلام" تعبيرا عنها.([41]) وقيل أنه أراد بابن الوقت "السيد أحمد خان" وبحجة الإسلام نفسه.

أيامي

كتب نذير أحمد هذه الرواية بأسلوب جديد وتجربة جديدة، والشخصية الرئيسية في روايته هي "السيدة المتحررة"، أيضا أفصح عن المؤثرة في تشكيل سلوكها وشخصيتها. والكاتب حين يعبر عن الحب في روايته فهو حب الزواج الذي هو صورة لنجاح الحب الحقيقي بمختلف جوانبه. هذه الرواية تعتبر الفكر المتحرر والسلوك المتحرر بالإضافة إلى نقد الغلو في الدين. والكاتب يقدم من خلال هذه الرواية نموذجًا للمزج بين القديم والحديث والصراع بينهما. ([42])

رؤيا صادقة

كتب نذير أحمد هذه الرواية في سنة 1894م، تدور حول فتاة "صادقة" ترى أحلاماً تتحقق دائمًا، وعرض فيها موضوعًا دينيًا والمجتمع القديم في دهلي والبيئة العقلية الجديدة لشباب عليكره، ووضح أن الإسلام يتطابق مع العقل، ولا دخل للشكوك والشبهات في عقائد الدين.([43])

تطور الرواية الاجتماعية في مصر

الرواية هي فن مهم بين الفنون الأدبية، فإنها تنقسم إلى أنواع، مثل؛ الرواية السياسية، الرواية الهزلية، الرواية العلمية، الرواية العاطفية، الرواية التاريخية، الرواية الاجتماعية.

يعالج الكاتب في الرواية الاجتماعية جانبًا من جوانب المجتمع كالفضائل الخلقية وبعض أمراض المجتمع وقضايا الزواج غير المتكافي والبؤس والظلم والجهل وغير هذا مما يستهدف فيه إبراز بعض الظواهر الاجتماعية. ([44]) وقد تكون بعض الروايات تأملات في الوجود والتاريخ والمجتمع.([45])

ظهرت الرواية الاجتماعية مصاحبة للكتابات الرائدة وامتدت حتى تبلورت الرواية الواقعية التي تعد أول اتجاه الرواية العربية المعاصرة.

وظهرت البدايات الأولى لفن الرواية مع بداية الصراع بين القديم والتأثر بالأدب الأوربي الحديث. كانت الرواية العربية الحديثة تمثل ثلاثة أطوار بارزة هي:

1-الرواية التعليمية التي ظهرت بواكيرها على يد رفاعة رافع الطهطاوي وعلي مبارك.

2-الرواية التي تعنى بالتسلية والترفيه ولا تعنى بالتعليم وقد ظهرت على أيدي أدباء الشام المهاجرين إلى مصر.

3-الرواية الفنية الحديثة التي ظهرت بواكيرها على يد محمد حسين هيكل صاحب رواية زينب.

لا شك في أن أقدم لون أدبي اتخذ شكلاً روائياً في أدبنا هو الرواية التعليمية التي كان روّادها الأوائل رفاعة رافع الطهطاوي([46]) وعلي مبارك([47]) اللذان قصدا من عملهما الروائي تعليم الوطنيين وبتعبيرهم بالحياة الفاضلة الكريمة.

قال الدكتور السعيد الورقي: استمرت هذه الجهود منذ أن قدم _من فرنسا_ رفاعة الطهطاوي تعريبا لـ ‘مغامرات تليماك‘ عن قصة ‘فنلون‘ في كتاب أسماه "وقائع الأفلاك في حوادث تليماك".([48]) وقال عبد العزيز السبيل فيه: "وكتب رفاعة الطهطاوي الكتب الكثيرة وذكر فيها من عادات الأكل والملبس ونظام الحكم وفنون وأمور أخرى".([49])

وقال أيضا: "هناك رائد آخر له دور مهم في التطوير التقليدي المصري الروائي في مطلعه وهو علي مبارك (1823م-1893م). فقد ساهم مبارك أيضا في أدب الرحلات الأوربي وكتب "علم الدين" الذي أصدر في مجلدات عديدة وتتعدى صفحاته أيضا أربعمائة صفحة، ويظهر تأثير المقامة بوضوح في هذا الكتاب". ([50])

وجاء بعد هذين الرائدين (رفاعة رافع الطهطاوي وعلي مبارك) محمد المويلحي([51]) الذي ترسم خطاهما محاولا التجديد والابتكار، وقد وفق بالفعل في نقل الرواية التعليمية خطوة واسعة، جعلتها تقرب من الرواية الفنية، وذلك في كتابه “حديث عيسى ابن هشام” ...ويشكل هذا الكتاب خطوة تقدمية لأنه خالف ما سبقه من كتب، بتركيز اهتمامه على المجتمع المصري خلال الفترة التي عاشها المؤلف، وأخضعه للنقد الساخر اللاذع ...ومن الواضح أن المويلحي كان ناقدًا ثاقب الفكر حادّا تجاه مجتمعه في بداية القرن. ([52])

بعد ذلك جاء حافظ إبراهيم ([53]) بكتابه "ليالي السطيح" اتفق معه في الهدف وطريقة التعبير إلى حد كبير، ولكن على الرغم من هذا بقي كتاب حافظ إبراهيم أقرب إلى المقالة منه إلى الرواية، يتركز فيه على قضايا مختلفة، فيها قضية الحكم البريطاني في السودان، ووجود المهاجرين السوريين في مصر والحاجة إلى الإصلاح في حقوق النساء. ([54])

هكذا كان الطور الأول من أطوار الرواية العربية الحديثة وأولئك هم رواده.

أما الطور الثاني للرواية العربية الحديثة فهو يعني "التسلية والترفيه". وقد ظهر هذا اللون الروائي في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي على يد أدباء الشام الذين هاجروا إلى مصر... والذي حدا بهم إلى التفكير في هذا النوع من الروايات هو رغبتهم الشديدة في اجتذاب أكبر عدد من القراء إلى مجلاتهم التي أنشؤوها وقتذاك، ومن ثم جاءت عنايتهم بالقصة المترجمة والمؤلفة، وخير دليل مجلة "الهلال" التي عنيت بنشر مجموعات كبيرة من هذا اللون الروائي منذ عام 1892م.([55])

استمر تيار رواية التسلية والترفيه منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لأنه صادف هوى في نفوس القراء الذين كان لديهم شغف بهذا النوع من الروايات. حتى ظهرت الرواية الفنية في البيئة العربية أي "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل([56]) و"الأطلال" لمحمود تيمور([57]) في (1937م) و"حوا بلا آدم" لمحمود طاهر لاشين.([58]) وتدور أحداث الرواية (زينب) في الريف المصري... قصد الكاتب العرض والمناظرة فيها أكثر من العناية بفن الرواية ذاتها. ([59])

وقد صدرت هذه الأعمال من التأثير المباشر بالدعوة الإصلاحية التي كانت سائدة على الحياة الفكرية والاجتماعية آنذاك، مما كان له تأثيره على فهم هؤلاء الرواة الواقعية. نمت الرواية العربية في هذه الفترة، نضجت وتقوت حتى أصبحت من الأنواع الأدبية الفنية في الأدب الحديث. ([60])

إن الرواية الفنية التي ظهرت مؤخرًا في البيئة العربية قد تفرّعت وتعدّدت أنواعها، قال د. أحمد هيكل: وقد تمثل نمو الرواية الفنية خلال الفترة ما بين الحربين العالميين، في وفرة الأعمال الروائية وتعدد ألوانها، حتى كانت كالشجرة ذات الفروع العديدة والأزهار المختلفة.([61])

ومن أنواعها الرواية التاريخية قام بها الرواة من أجل التعليم ودفع الهموم بتصوير واستعادة تاريخ الأمم للاستفادة من تجاربها. قال د.مندور: “الاتجاه التاريخي ابتدأه جرجي زيدان([62]) وجاء بعد ذلك فريد أبو حديد[63] فجدد من معناه وجدد من وسائله، وأوشك أن يخلقه خلقًا جديدًا في رواية "الملك الضليل" لجرجي زيدان و"زنوبيا" لسليم البستاني، وتبعه في ذلك شاب ينبعث عنه الأمل وهو علي أحمد با كثير([64]) كاتب "اخناتون" و"سلامة القس" و"جهاد" التي نالت إحدى جوائز وزارة المعارف". ([65]) وهو في هذه الروايات متأثر إلى درجة بعيدة بالتربية الدينية فيستعين بآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في عمله الأدبي.

وتتميز أيضا بأن أدباءها يكتبون سيرهم الذاتية فظهرت "الأيام" للدكتور طه حسين، وظهرت"يوميات نائب الأرياف" لتوفيق حكيم. ([66])

ولدت الرواية الفنية برجوع بعض المفكرين من الأدباء إبان نهاية الحرب العالمية الأولى، وهي فترة التي تتميز بأن الأدباء فيها كانوا يهتمون بالقوى الشعبية النامية، ويحاولون تصوير شخصياتها ومعالجة مشاكلها.

كتب محمود أحمد السيّد([67]) ثلاث روايات هي: "في سبيل الزواج" عام 1921م، ورواية "مصير الضعفاء" عام 1944م، و"النكبات" عام 1933م، و"جلال خالد" وتناول في هذه الأعمال الكثير من القضايا والمشاكل الاجتماعية والسياسية التي تأثرت بالدعوات الإصلاحية في مصر.

وروايات "شجرة البؤس" و"دعا الكروان"، و"المعذبون في الأرض" لطه حسين تدل على موهبة قصصية من الطراز الأول، يصور في الأولى ملامح المجتمع المصري، وبخاصة الطبقات الفقيرة فيه، والثانية تحتوي على لون من القصص الإنساني، وقد أجاد فيها، وقد كتب بأسلوب نفساني عميق والثالث تصوير دقيق للأسر الكادحة في مصر. ([68])

نشأة الرواية في الأدب العربي نشأة حديثة ترجع إلى مطلع القرن التاسع عشر أو قبيله. إذ ما اجتهد الباحث في تأصيل النشأة، ولقد كانت مصر رائدة في هذا الميدان حيث استطاعت أن تنبه إلى هذا الفن الجديد ثم نبهت إلى ضرورة خلقه في مصر وفي العالم العربي. ([69])

تطور الرواية الاجتماعية في شبة القارة الهندية:

لاشك أن الرواية في الأدب الأردي تحتل مكانة خاصة بين أجناسه الأخرى، باعتبارها أكثر تعبيرًا عن شبة القارة الهندية والباكستانية ... وبعد نشأة وتطور اللغة الأردية في شبه القارة ظهرت ملامح الرواية الأردية، يعني منذ بداية حركة عليكره([70]) وبعد بناء كلية "فورت وليم". وقبل ظهورها نجد الحكايات القديمة فقط.([71])

وتقول د.طيبة خاتون: توجد الرواية في الأدب الأردي قبل سنة 1857م _ فشلت فيها الثورة الهندية_ ولكن عناصر الرواية لم تكن متوافرة فيها بمفهومها الأدبي. ومع قيام الثورة الصناعية في شبة القارة ظهر أثر الأدب الغربي على مناطقها، وظهرت هذه الفنون في الأدب الأردي. ([72])

ويقول عبد الحميد: وبعد عام 1857م _هو عام الثورة الهندية ضد الاحتلال البريطاني في شبه القارة_ حدث الانتقال من الأدب الخيالي إلى الأدب الواقعي، يحاول علاج المشاكل الاجتماعية وإصلاح المجتمع؛ كحركة سر سيد أحمد خان ([73]) الإصلاحية، وانتقل الأدب للقراء العامة بدلاً من القراء الخاصة، وأصبح الأديب يختار موضوعاته من مجتمعه وليس من شعوره الخاص. ([74])

في نتيجة هذه الحركة اعتنى بعض الزعماء بانتشار العلم والفن، كانوا يعالجون القضايا الاجتماعية والأخلاقية ويتفنون في المواضع الأدبية والفكرية. ساعدت هذه المساعي في انتشار النثر الأدبي، ومنهم حالي، شبلي النعماني، والسيد سليمان الندوي، ومن جهة أخرى كان "نذير أحمد" يقوم بتحرير القصص رغم عدم إلمامه الكبير بالفن الروائي. ([75])

الرواية في الأدب الأردي لا يتعدى عمرها قرنًا ونصف قرن من الزمن. ظهرت خلاله مئات من الروايات، إلا أن عدد الروايات التي نالت شهرة بين القرّاء قليل جدّاً، ويرى بعض النقاد أن الروايات الجيدة تُعدّ على الأصابع. ([76])

وكانت بدايتها الحقيقية مع رواية إصلاحية "مرآة العروس" التي كتبها الأديب "دبتي نذير أحمد الدهلوي" عام 1869م، تعتبر أول رواية كتبت في شبه القارة باللغة الأردية، وكانت من أهم إنجازاته. استمد نذير أحمد لرواياته من الأدب الإنجليزي مثل "بنات النعش" و"توبة النصوح" وبعضها من نسج الخيال مثل "محصنات" و"ابن الوقت" و"أيامي" و"رؤيا صادقة" وغيرهم. وكان يهدف عبر هذه الروايات الإصلاح الاجتماعي والأخلاقي ويركز على بعض قضايا المرأة في تلك الفترة.([77])

وقال أحسن فاروقي الناقد والكاتب الكبير: "لقد كان الإصلاح والوعظ والإرشاد من مبادئه الأساسية، ولكن عندما كبرت بناته لم تكن هناك مناهج دراسية لتعليمهن، فكتب روايات بالأردية لتعليمهن، فيها الدروس الأخلاقية والعلوم المنـزلية بشكل مشوق، في صورة القصة لتطالعها بناته وعندما اكتملت جميع أجزاء القصة قام بجمعها على شكل رواية"مرآة العروس"([78])

وفي نفس الفترة، أي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ظهر لدينا الأديب الروائي الكبير "رتن ناتهـ سرشار" ([79]) (1846م - 1903م) ومن أشهر رواياته "فسانه آزاد" والتي كتبها عام 1880م، وله أعمال أخرى منها "سير كوهسار"و"جام سرشار"و" كامني اور خدائي فوجدار" وغيرها، وكان رتن ناتهـ سرشار يهدف من وراء أعماله الروائية التعبير عن الحياة في تلك الفترة. ([80])

وفي نفس الفترة عاش أديب أخر، له إبداعاته الكبيرة في مجال الرواية وهو الأديب عبد الحليم شرر ([81]) (1860م - 1926م) فكانت معظم رواياته ذات اتجاه تاريخي، فكتب "ملك العزيز وراجينا" عام 1888م، ونشرها على أقساط في مجلة "كداز" والتي أصدرها في عام 1887م، وعدت هذه الرواية أول رواية تاريخية في الأدب الأردي كما كتب "فردوس برين" 1899م، "فتح الأندلس" و"عزيزة مصر" 1920م، و"زوال بغداد"، و"رومة الكبرى وحسن أنجلينا" 1889م، وغيرها. وقد بلغ مجموع الروايات التاريخية التي كتبها ثماني وعشرين رواية ضمن مؤلفات بلغ عددها (122) عملاً. ([82])

وبعد ذلك ظهرت القصة القصيرة. وهو إنتاج جديد، وسبب ظهورها المشاكل والآلام التي كان يعانيها أهل شبه القارة منذ بداية القرن العشرين خلال الاستعمار الإنجليزي. ([83])

ذكر الدكتور وقار عظيم في كتابه "من القصة الطويلة إلى الرواية الأردية": "إن نذير أحمد، سرشار، وشرر؛ هم أسلافنا في فن التاريخ الروائي، حيث إن هؤلاء الثلاثة قد ابتكروا طريقًا جديدًا في عالم الرواية بفضل حسهم وإدراكهم الفني وأشعلوا في هذا المجال الشموع التي أنارت الدروب لكل من يسير عليها”. ([84])

سلك دربهم كل من “مولانا حالي” ونواب (فضل الدين أحمد فضلي) وغيرهما، ويعتبر دخول القصص المختلفة الصغيرة في الرواية من مظاهر تطور الأدب الروائي. والذي احتل مكانة كبيرة في فن القصة القصيرة هو “بريم جند”. ([85])

بدأ “بريم جند” كتابة الروايات بعد ترك الوظيفة الحكومية، ثم تحول إلى كتابة القصة القصيرة، يظهر منها حبه الكثير للوطن بشكل ملموس، وإصلاح المجتمع كان من الأغراض الأساسية في قصته. ضبط الإنجليز المجموعة الأولى من قصة الماسأة “سوز وطن”_ألم وطني_ بحجة أنها تثير فتنة الثورة عليهم.([86])

كتب سجّاد حسين (1856م- 1905م) رواياته التي يطالب فيها باستقلال المسلمين عن الاستعمار البريطاني والتسلط الهندوسي، وأجمل روايته "الأمة المدللة" والتي صور فيها مجتمع “لكهنو”. وبعد ذلك جاء "ُسْوَا" وهو من الكتّاب الذين رسموا صورة أماكن اللهو من مجتمعهم التي كان يلهو فيها الأمراء والأغنياء، وكتبوا عن حياة الغانيات، وأشهر رواياته" أمراء جان ادا” وهو اسم بطلة الرواية. و"رشيد النساء ﺑﻴﮕﻢ"كتبت رواية اجتماعية عنوانها" إصلاح النساء” وركزت على واقع الحياة اليومية. ([87])

شهدت منطقة شبه القارة حركات سياسية واجتماعية وثورية وأهمّها حركة إنشاء دولة باكستان في 14 أغسطس 1947م. كان لهذه التطورات أثرٌ بالغ على الرواية.

وفي هذا العصر علت هتافات مثل “الأدب للحياة” و”الأدب للأدب”، وكان الدكتور أختر حسين رائدا لهذه الحركة. تطرق “أحمد نديم قاسمي” في كتاباته للحياة في البادية، بينما تناول “بلونت ﺳﻨﮓ” المجتمع السيخي في قصصه، أما “عصمت جغتائي” فاتخذت من قضايا النساء وعن الميل الجنسي لديهن موضوعا لقصصها القصيرة. والكتاب الذين اشتهروا بتصوير ظلم السيخ والهندوس على المسلمين المهاجرين عند استقلال الهند وباكستان في كتاباتهم، هم؛ ممتاز مفتي وأحمد نديم قاسمي وسعادت حسين منتو وغيرهم. ([88])

وبعد قيام باكستان ذاع صيت روايات نسيم حجازي([89]) التاريخية. كتب “رشيد أختر ندوي”([90]) أيضا الرواية التاريخية ولكن الأحداث التاريخية الهامة لم تكن موضوعًا لروايته، واشتهر عبد الله حسين بروايته “اداس نسلين” أي الأجيال الحزينة.([91])

تنقسم الرواية الأردية بعد إنشاء باكستان إلى قسمين:

الأوّل يضم العواطف التحريرية والغرائز الإجرامية والبربرية للهندوس والسيخ التي دفعتهم إلى القتل والنهب والسلب والاغتصاب من المسلمين عند تقسيم الهند، وبالتالي حرم هذا النوع من الرواية من المزايا الفنية وعمق الفكر وسعة النظر، ويمكن القول أنها أشبه ما تكون بالرسالة الأخبارية وليست رواية أدبية، ومن أهم هذا النوع؛ “رقص إبليس” لمحمد أسلم، ورواية “فردوس”، “الدم” و”المهاجر” لقيس الرامبوري.

أما القسم الثاني فتناول حركة التحرير وإنشاء باكستان ودوافعها ونتائجها ودور الهندوس والسيخ، وسلوكهم مع المسلمين، ودور الكونغرس والرابطة الإسلامية في ذلك، ومشاكل تسكين المهاجرين بعد إنشاء باكستان. وامتاز هذا النوع بالصنع الفكري والفني وأهم الروايات هي: “خاك وخون” _التراب والدم_ لنسيم حجازي، ورواية قرة العين حيدر ([92]) “آگ كا دريا” _نهر النار_ ويقول “شهزاد منظر” عن رواية “نهر النار”: “لاشك في أن هذه الرواية من أبرز الروايات، ليس في الأدب الأردي الباكستاني فقط بل في شبة القارة بأسرها وهي تضاهي الروايات الغربية” و”تلاش بهار” _البحث عن الربيع_ لجميلة هاشمي و”بستي” _ القرية_ لانتظار حسين وغيرها من الروايات. ([93])

إنهاض المجتمع وتنوير العقل في روايات طه حسين ونذير أحمد

عانى المجتمع المصري والمجتمع الهندي في القرن التاسع عشر والعشرين القضايا الاجتماعية الكثيرة خاصة خلال الاستعمار البريطاني. اهتم بها الأدباء في إنتاجهم، فصوروا الحياة الاجتماعية وعبروا عن المجتمع في إنتاجهم، وحاولوا أن يُنهضوا المجتمع ويعالجوا قضاياه بالعمل على تنوير فكر الأمة وإعمال العقل في فهم واقع المجتمع والتخلّي عن أفكار الماضي. “وأهم القضايا التي عالجوها من خلال رواياتهم وكتاباتهم هي قضية المرأة وقضية الضعف الأخلاقي وغيرها”. ([94]) ومن هؤلاء طه حسين ونذير أحمد اللذان أنهضا همة الشعب وبعثا فيه النشاط وهدياه إلى فعل الخير والصواب خلال رواياتهما الاجتماعية.

رسم طه حسين ونذير أحمد صورة مجتمعهما في رواياتهما ونبّها على قضايا المجتمع ومشاكلها وأوضحا أسبابها وحاولا إنهاض مجتمعهما وتنوير العقل العام من خلال رواياتهما. وهذا بتصوير حياة بعض الناس من خلال أعمالهما الروائية، وقد انتبها إلى مشاكل اجتماعية، ووقف شعبهما على أن الفقر والجهل من أهم العوامل المسببة لها، تنتشر الرذائل والانحلال الخلقي بسببهما، وقد أوضح الكاتبان أن كثيراً من المشكلات الاجتماعية قد تكون سببها قسوة الظروف الاقتصادية.

قضية المرأة

المرأة ظلت في منـزلة منحطة في المجتمع العربي والهندي، والواقع أنها كانت على هذه الحال في كثير من المجتمعات منذ القديم، فكانت مقيدة بقيود شديدة من العادات والتقاليد. وفي أوربا لم يتحسن حالها إلا في عهود متأخرة بطريقة تدريجية. على أن أوربا قد سبقت الشرق العربي في الأخذ بأسباب الإصلاح الاجتماعي، وظهرت حركات مختلفة في الشرق والغرب للمحافظة على حقوق الإنسان وخاصة حقوق الطبقات الكادحة وتحرير النساء.

واهتم الأدباء والشعراء بهذه القضية، وعالجوا أثناء الكتابة عن السياسة والمساواة بين الجنسين وتعليم المرأة.

تناول "طه حسين" هذه القضية في روايته "شجرة البؤس"؛ هذه الرواية تدور حول "نفيسة" التي كانت بنت عبد الرحمن. وكان "علي" صديق عبد الرحمن وكان له ابن اسمه "خالد". وافق الصديقان على زواج أولادهما. وفعلا ذلك فقط لأخذ المال. ولكن نفيسة كانت قبيحة الوجه، وزوجُها ما كان يحبها، فعاشت حياتها في البؤس والشقاء بسبب صورتها القبيحة. أراد الله أن تطرح هذه الشجرة لتنبت بنتا "جلنار" في نفس قبح والدتها، وأنجبت نفيسة بنتا آخر التي كانت جميلة، بعد ذلك طلّق خالد “نفيسة” وتزوج مع “مني”. ([95])

القارئ يستطيع أن يرسم في ذهنه صورة المجتمع المصري ومكانة المرأة فيه، في الفترة الزمنية التي تمثلها هذه الرواية، وهي فترة النصف الأول من القرن العشرين. وقصة المرأة في المجتمع الهندي لم تكن بمختلفة منها، وحالها لم يكن أحسن منها.

المرأة في شبه القارة لم تكن متساوية مع الرجال في الحقوق ولا في حق التعليم. اهتم "نذير أحمد" بتعليم المرأة وأحس به عندما كبرت بنته، فجعله هدفاً لكتاباته الروائية. فأول ما كتبه هو رواية هادفة عن تعليم البنات بعنوان "مرآة العروس". يقول في مقدمتها: "إن النساء يجب أن يقمن بمساعدة أزواجهن في جميع أمور الحياة، وأن يكنّ لهم خير متساير، أما من حيث كونهن أمهات فيجب عليهن تربية أولادهن تربية رفيعة، فهذا من واجبهن، دورهن يفرض عليهن أن يتعلمن تعليماً عالياً ويطلعن على العلوم المختلفة حتى يتمكّنّ من واجبهن على الوجه الأكمل". ([96])

قضية الضعف الأخلاقي

هذه القضية أيضا من القضايا الاجتماعية المصرية الهامة، وقد كانت نتيجة للتزلزل في كثير من القيم والثوابت التي كانت جزءًا من الحياة، وفي منتصف القرن العشرين اهتزت هذه الثوابت وظهرت المفاسد الاجتماعية كثيرة، فبدأ كتّاب القصص والروايات يهتمون بهذه القضية الخطيرة. ([97])

وبعض الكتاب يكتبون عن “استبداد مفسد للتربية والأخلاق” لأنه يضطر الناس إلى استباحة الكذب والخدع والنفاق والتذلل ومراغمة والحبس والأمانة والنفس. ([98])

نجد هذه القضية في رواية طه حسين "دعا الكروان" في هذه الرواية ذكر المؤلف الفتاة البدوية "هنادي" أخت "آمنه" التي جاءت مع أمها وأختها إلى المدينة. هي لا تتغير نفسها لتساير تلك الحياة الجديدة، إلا أنها تتعرض للخداع من قبل فتى المدينة "المهندس" والذي استغل برائتها وسذاجتها، أخذها إلى موتها على يد خالها. "هنادي" هي الضحية البريئة للشرف المزيف، والخال "ناصر" سوط الانتقام الأعمى وممثّل القهر الاجتماعي السلـبي في الرواية.

عرض طه أن “هنادي” كانت بنتاً بدوية ساذجةً وليست شريرة بالطبع، ولكن الظروف والملابسات اعترضت حياتها ودفعتها في الطريق إلى الشر.([99])

نجد نذير أحمد في رواية "توبة النصوح" منبها على نفس المشكلة الاجتماعية، لأن الناس انقسموا زمن الاحتلال البريطاني، ولهم ثلاثة آراء عن الاستعمار الغربي؛ الأول يرى رد كل ما يأتي من الغرب، والثاني لايرى بأسا فيه ويريد أن يقنع الآخرين به، والثالث يريد الطريق الوسط أي الملائمة بين الشرق والغرب. وكان نذير أحمد من المجموعة الثانية فلا يرى بأسا في الالتحاق بالمدارس التبشيرية والتعلم فيها حسب مناهجها مع العقول المعجبة بالمغرب. وتعلم بنفسه الإنجليزية وترجم للإنجليز كتبا وأبوه لم يسمحه في حياته. وتأثر خلال تعليمه بأساتذته وأعجب بالعقيدة النصرانية إلى حد خطير.([100]) نراه في رواية "توبة النصوح" ينبه شعبه على مؤثرات بيئية ومفاسد اجتماعية حتى لايغفل الآباء والأمهات عن واجبهم نحو أولادهم عن تربيتهم منذ الطفولة.

في رواية "توبة النصوح" يفسد "سليم" وهو ابن "نصوح" بطل هذه الرواية، بسبب إهماله عن بيته وعن تربية أولاده. كان لـسليم أصدقاء السوء الذين كانوا يلعبون ويشربون الخمر ويقيمون حفلات شرب الخمر، والنغم، والموسيقى والفواحش.([101])

ويبين نذير أحمد أن واجب التربية لا ينتهي عند انتهاء التربية المادية في طفولة الأولاد، بل يتجاوز إلى تهذيبهم تهذيبًا خلقيا وتأديبهم تأديبا روحيًا وإصلاح معتقداتهم وأفكارهم. ولا بد للحصول على هذا المقصود أن تكون شخصية الوالدين قدوة حسنة للأولاد، وإلا لن تفوز هذه المحاولة وأمثالها إلى الصواب.

سلك نذير أحمد مسلكا وسطًا في إبراز الجوانب الأخلاقية والمعارك الاجتماعية في شبه القارة حتى لا تكون كتاباته مهملة، وفي نفس الوقت تعطي أثراً ممزوجًا من المتعة والعظة’ ونجح نذير أحمد في هذه المحاولة إلى حد كبير.

قضية الجهل

مشكلة الجهل والأمية مشكلة معظم البلاد والشعوب، فهي مشكلة اجتماعية عالمية، يعاني بها المجتمع المصري أيضا.” والمجتمع كان يحمل كثيرًا من النقائص مثل التواكل والكسل، وكانت تتحكم فيه طبقة من أدعياء الدين الذين يستغلونه، كما كان يسير وراء كثير من أوهام ويتشعب لمعتقدات فاسدة حول الأولياء وكراماتهم وقدراتهم على النفع والضرر. كل هذه الأمور ضارّة بكيان الأمة و مقوماتها”.([102])

”وكانت تندرج المعتقدات الخرافية الكثيرة الشائعة في مصر وشبة القارة. كان الناس يؤمنون بالنجوم، وكانوا يذهبون إلى العرّافين ويعتمدون على ما يقولون عن حياتهم في المستقبل، كذلك كان الناس يعتقدون بعلاقة الناس بالعالم السفلي والجن والعفاريت”([103])

قدّم طه حسين هذه القضية في روايته شجرة البؤس. في هذه الرواية مكانة "الشيخ" مهمة جدّاً، لأن عندما أمر الشيخ "عبدالرحمن" و"علي" لتزويج أولادهما فلم ينكرا وتزوجا أولادهما، وفي الحقيقة تزوج "خالد" مع "نفيسة" بعد أن أمره الشيخ على ذلك، حيث أشفق عليه الشيخ أن يغرق خالد بالتصوف فأمر بتزويجه، وافق أهل خالد ونفيسة بعد أمر الشيخ على التزويج، وبعد موت عبدالرحمن أمر الشيخ بتطليق لأنها لا تصلح له زوجًا.([104])

ومنه الدور الذي كان يلعبه "الشيخ" في حياة من حوله، وهذا ما استكره في هذه القصة، حيث نرى أنه يتحكم في حياة خالد أشد التحكم، ويطيعه خالد الطاعة العمياء، عندما أمره أن يتزوج مع نفسية فتزوج، ثم أمره أن يطلقها فطلقها.

يتابع الكاتب طه حسين هذه الحركة خلال عرضه النماذج عن أجيال ثلاثة، جيل الآباء؛ يعملون بالتجارة ويراكمون الثروات ويتكلمون بالقرآن، ويخضعون في تدبير أمورهم كلها لبناء متماسك من القيم الدينية والتقليدية. في هذا البناء يلعب "شيخ الطريق" الدور الرئيسي فهو يعرف كل شيء؛ أتباعه ومريديه، إليه يفزعون إن أخرهم أمدا، وهو يقضي في شؤونهم بكلمات قليلة غامضة، يذهبون في تأويلها شتى المذاهب، يخط مصائرهم ويتكلم بها من دون أن يجرؤ واحد منهم على الاعتراض، فهو عندهم صوت الله ورسوله، على هذا النحو يأمر الشيخ بغرس شجرة البؤس فتغرس.

كانت روايات نذير أحمد وسيلة هامة للإصلاح الاجتماعي والخلقي والديني، لأنه أحسَّ بأن المسلمين قد انحطوا في هذه الجوانب، كما يواجهون الإذلال السياسي حيث سيطر عليهم قوم أجانب من النصارى (وهم الإنجليز البريطانيون). وربما كان انحطاطهم الخلقي والديني والاجتماعي من أهم أسباب إلى انحطاتهم المادي وفشلهم السياسي، حيث كانت الأوهام والخرافات والأفكار الفاسدة قد حلت محل العقائد الصحيحة الثابتة، وبذلك قد ضلت حياتهم عن الصراط المستقيم، وسقطوا من الناحية العملية في الحياة. وكانت النساء أشد وقوعًا في هذه المفاسد من الرجال، فأصبحت هذه التقاليد الفاسدة يشتمل على أوهام التقاليد الإسلامية، وكان يأتي الغلو في ما جاء به الإسلام من أسلوب الحياة ومنهجًا بصورة التقاليد العمياء.

وهذا ما نلاحظه في رواية "مرآة العروس" حين ينقد التقاليد القديمة والإسراف وينقد الزوج الذي يترك بيته ويلهو هنا وهناك، ويوضح نتائج الإسراف وعواقبه الوخيمة، وقيام الخدم باستقلال سيدة البيت. ([105])

قضية التعليم

قامت حركة التعليم في سنة 1934م في مصر للتشجيع على التعليم، فأقيمت المدارس بيد المعلمين وأنفقت الملايين من الجنيهات، وصدر قانون لتشجيع على التعليم الابتدائي ووضع أسس هذه المدارس في القرى والمدن، وفتحت المدارس لتدريس الموظفين الاجتماعيين، هكذا أصبح التعليم ينتشر في المدن والقرى على نظام واسع.([106])

قام طه حسين بدور اجتماعي وسياسي كبير في إنهاض المجتمع المصري وتنوير العقل العربي، وارتبطت به دعوة مبكرة من أجل مجانية التعليم وهي الدعوة التي قادها تحت شعار "العلم كالماء والهواء لكل إنسان". وقد آمن أن المرأة نصف المجتمع فناضل مع غيره من المناضلين في سبيل تحريرها.

تناول طه حسين هذه القضية في سيرته الذاتية "الأيام". وقد قسمها إلى ثلاثة أجزاء؛ تحدث في الجزء الأوّل عن طفوليته المبكرة وتعليمه الابتدائي، وثم سفره إلى القاهرة، والتحاقه بالأزهر وعن كيفية تحصيل العلوم العربية من هنا، وفي الثاني أكمل حديثه عن دراسته بالأزهر ثم التحاقه بالجامعة. وفي الجزء الأخير أتمّ حديثه عن الجامعة وابتعاثه إلى فرنسا وزواجه.

وفي هذا المجتمع يتصور أن التعليم كان يختص على الذهاب إلى الكتّاب، تحصل علوم الكتابة والحساب. بالرغم أن كانت هناك مدارس التعليم العليا، ولكن الفلاحين وصغار الموظفين كانوا يعتقدون أن هذه المدارس أنشت لأبناء الذوات وكبار الموظفين فقط. ([107])

والرواية الإصلاحية عند نذير أحمد أو الرواية الهادفة كانت ملحقة بحركة التي بدأت على يد" سيد أحمد خان” مؤسس جامعة عليكره. وقد اهتم نذير أحمد بإصلاح الحياة والمجتمع وخاصة اهتم بقضية تعليم المرأة،([108]) وجعلها هدفًا واضحًا في رواياته لكتابة الرواية، وكتب "مرآة العروس" و"بنات النعش"، وكتب فيهما أن تعليم المرأة ضروري في المجتمع. كذلك في رواية “ابن الوقت" يذكر أن التعليم ضروري لحصول المقام العالي في المجتمع.

كان نذير أحمد من المؤيدين البارزين لتعليم المرأة المسلمة وتولى هذه المسألة مع تصميم كبير واستمرار، خلاف عقل الجمهور من المسلمين في عصره الذي كان عموماً ضد تعليم المرأة.

قضية الفقر

قضية الفقر قضية الطبقة العاملة. كتب الشعراء والأدباء عن الفقر كثيرًا، وجاهدوا بأقلامهم وألسنتهم. ودعا الأدباء والمفكرون إلى إعانة المحتاج وإنصاف المظلوم وإلى الإحسان بالطبقة العاملة. ظهرت الفروق الطبقية يبن الفقير والغني بعد الحرب العالمية الثانية، وفي تلك الفترة ظهرت دعوات إصلاحية. ولذا كتب طه حسين “المعذبون في الأرض” سلسلة المقالات ونجد في هذه المقالات الدعوة الواضحة إلى العدل الاجتماعي. ([109])

ذكر طه حسين هذه القضية في "دعا الكروان". هو رسم بعض المعذبين من خلال هذا العمل، مثل؛ أم "زهرة" و"هنادي". تمثل الرواية صورة كفاح الطبقة الفقيرة الكادحة في محاولة التغلب على مشاكلهم. وحيث وظف الكاتب الشخصيات القادمة من الريف إلى المدينة، لكي يتصور هؤلاء عن حياة المدينة وكيفية الحياة بها وما وجدوه.

هذه القضية نجدها أيضاً عند نذير أحمد في رواية "بنات النعش". فقد عمد إلى إصلاح الجانب الفكري والأخلاقي للأمة. كان كبار الناس يخجلون من العمل وينظرون باحتقار إلى أصحاب الحرف، وكان الأغنياء في شوق الاستعراض ثرواتهم، فقدوا عاطفة الإيثار والتعاطف مع غيرهم من المسلمين. ([110])

ومن خلال روايته يوضح نذير أحمد مفهوم المساواة الإنسانية قائلاً: إن الإنسان إذ نظر إلى الآخرين باحتقار "وهو في فخر الثروة والجاه" ونسي أن خدمة خلق الله فرض وواجب عليه، فإن مثل هذه الثروة تكون سوءَ حظٍ له في الدنيا ووبالاً عليه في الآخرة (ايسى دولت دنيا كاجنجال اور آخرت كا وبال). ([111])

قضية حقوق الفلاحين

هذه القضية من أهم القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالمجتمع المصري، لأن كان الحكم مسيطرا على الأرض في صورة الفلاحين، وجرت محاولات كثيرة عبر التاريخ للتحرر من أسر النظام الإقطاعي. ([112])

رواية "دعا الكروان" لطه حسين تصور حياة المصريين في طوائف من البدو والفلاحين والموظفين.

وهذه القضية وجدنا في رواية نذير أحمد "مبتلاء" التي رسم فيها صورة لحياة القرية وما يدور فيها من حوار بين ملاك الأراضي والزراع، والقضايا المتعلقة بهم، وما يدور من خداع ولعب في أحكامها. يؤكد الراوي في النهاية ضرورة إتباع الإسلام وشريعته. ([113])

أوجه التشابهة

تناول الكاتبان الحالات الاجتماعية حسب بلدهما وكيفية إصلاح المجتمع، كما قدما الصورة الواضحة لمشاكل المجتمع المختلفة، نحو قضية المرأة، وقضية التعليم وقضية الفقر وغيرها، واهتما بتقديم الحل لهذه القضايا والرذائل الأخلاقية.

أحداث الروايات عندهما تتعلق بحياة الناس اليومية من العادات والتقاليد وما يمارسونهما في الحياة اليومية.

الشخصيات عند كليهما من الطبقة الاجتماعية العادية من حيث العادات والتصرفات والأحوال؛ بمعنى يصور الكاتبان أبطال قصصهما من الحياة الواقعية، ويتحدثان عن أحوال ميلادهم ونشأتهم وحاجاتهم وأذواقهم وغيرها.

تناول الكاتبان الأساليب البلاغية في قصصهما مثل التشبيه والاستعارة والكناية وغيرها.

استخدم الكاتبان في رواياتهما الآيات القرآنية وأسلوب الاستفهام والقسم واقتبسوا آيات قرآنية مختلفة في روايتهما من حيث مواقف الشخصيات. كلاهما استخدما في رواياتهما أسلوب الرسائل، ولكن نذير أحمد استخدم للتربية والنصيحة، وطه حسين استخدم لطلب الشيء أو السماح (الإذن)، واستخدم نذير أحمد هذا الأسلوب أكثر من طه حسين.

كلاهما يتعلقان من المجتمع الإسلامي، ولذا يعرفان أهمية الأدب الإسلامي باختلاف ديارهما وثقافتهما، ولم يكتبا الروايات للتسلية والمنفعة فقط، بل يريدان إصلاح المجتمع من خلال روايتهما.

يستخدم الكاتبان امرأة بحيث بطلة في قصصهما، هذه البطلة لم تؤثر على قلب القارئ أثراً سلبياً بل تؤثر عليه أثراً إيجابياً، كما في رواية (مرآة العروس) لنذير أحمد بطلة (أصغري)، وفي رواية (دعا الكروان) لطه حسين بطلة آمنة.

الأسلوب؛ هو طريقة الإنسان الخاصة به في التعبير، وهو عبارة عن الاختيار الذي يقوم به مؤلف النص من مجموعة من الألفاظ والعبارات والتراكيب الموجودة في اللغة من حيث الاستعمال. كلاهما استخدما عدة الأساليب الفنية، مثل: السرد، والحوار، والوصف.

كلاهما تأثرا بالأدب الغربي في كتابة الرواية. كان عصر نذير أحمد عصر احتلال الإنجليز على شبه القارة، فتأثر بذلك وتعلم اللغة الإنجليزية، وأثر اللغة الإنجليزية واضح في رواياته لأنه يستعمل كثيراً من الألفاظ الإنجليزية. وطه حسين أيضاً تأثر بالثقافة الغربية من فرنسا، لأنه ذهب إلى الفرنسا للدكتوراه وعاش فيها مدة، فهذه الفترة تركت أثراً عميقاً على ذهنه.

كلاهما يعرفان مصائب الاستعمار؛ لأن شبه القارة الهندية كانت محتلة في أيدي الإنجليز البريطاني من 1857م إلى 1947م وكذلك مصر ظلت تحت الاحتلال الانجليزي من 1882م إلى 1952م ، وقبل الإنجليز حاولت فرنسا احتلالها في مطلع القرن التاسع عشر ولكنها لم تنجح. ولذا تناولا قضية الجهل وقضية التعليم وقضية الفقر والمعالجة لهذه القضايا.

أوجه التخالف

كان الكاتبان من بلاد مختلفة؛ فكان طه حسين من مصر ونذير أحمد من باكستان. وكانت رواياتهما بلغتين مختلفتين؛ فكانت روايات طه حسين بالعربية ونذير أحمد بالأردية.

حصل طه حسين تعليمه لمرحلة البكالوريوس من مصر ثم بعده رحل إلى فرنسا ليكمل تعليمه، وأما نذير أحمد فقد أكمل جميع مراحل تعليمية في شبه القارة.

تحدث نذير أحمد في رواياته عن الطبقات الاجتماعية العامة ومشاكلها من النساء والفقراء والمساكين، وما اهتم بمشاكل الطبقة الخاصة أو المنطقة المحددة. أما طه حسين فقد تناول عن الحياة الاجتماعية في مصر فقط وما تلاقيه الطبقة الفقيرة من المشاكل.

أطال نذير أحمد أحداثه في الروايات بحيث لا يستفيد القارئ من هذه الأحداث كثيراً، أما طه حسين فقد مال إلى الاختصار في تقديم الأحداث.

تحدث نذير أحمد في إحدى رواياته عن الاحتلال الإنجليزي على بلده مثل "ابن الوقت"، ولكن طه حسين لم يذكرشيئا في رواياته يعبرعن الاحتلال على بلده. ولوعرض في بعض مقاله ما قام به الاستعمار البريطاني في مصر من ظلم وسفك للدماء.

الحوار في روايات نذير أحمد تكثر فيه الجمل الاستفهامية والتعجبية، أما في روايات طه حسين ففيها أسلوب الحوار مع النفس أي يكثر فيها أسلوب المناجاة.

استكثر نذير أحمد اقتباس الأمثال في رواياته ولم يأت بها طه حسين في رواياته.

تناول نذير أحمد في رواياته ضرورة التعليم للمرأة وغيرها لإصلاح المجتمع ولكن طه حسين لم يتناول ذلك بل تناول ضرورة التعليم فقط.

كان نذير أحمد يحمل فكرة الأدب الإسلامي في قصصه ويعظ القارئ عن طريق الرواية، لأنه يعرف بأن الوعظ خلال الرواية تؤثر على قلب القارئ أكثر من الوعظ المباشر ودعا في رواياته إلى إتباع الدين الإسلامي وشريعته، ولكن لم نجد هذه الدعوة والفكر في روايات طه حسين.

تحدث نذير أحمد في روايته_ توبة النصوح_عن تربية الأولاد تربية صالحة وتهذيبهم وإصلاحهم، وعدم الإهمال عنها بعد الطفولة، وكذلك عدم الاكتفاء بالتربية المادية. تناول طه حسين في رواياته الوصف الأخلاقي في مصر عن طريق الإباحة والكذب والخداع والنفاق، فدعا إلى تهذيب الأخلاق والبعد عن المفاسد وسوء الأخلاق من أجل إصلاح المجتمع.

وهكذا نوّر كلا الأديبين عقول شعبهما ووظفا لذلك رواياتهما حتى تمكنا من إصلاح المجتمع وتهذيبه وإنهاضه، ليتساير مع المجتمعات المتقدمة، ويستعد لمواجهة التحديات المعاصرة.

حوالہ جات

  1. ()اتجاهات الرواية العربية المعاصرة، د/السعيد الورقي، ط/1 1998 م، دار المعرفة الجامعية، ص:15.
  2. ()طه حسين وزوال المجتمع التقليدي د/عبد العزيز شرف، ط/2، 1977م، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص:17.
  3. ()الأدب العربي المعاصر في مصر، د/شوقي ضيف، ط/8، دار المعارف بمصر القاهرة. ص:288.
  4. ()طه حسين وزوال المجتمع التقليدي، د/عبد العزيز شرف، ص:17.
  5. ()الأيام، د/طه حسين، ط/13، دار المعارف بمصر كورنيش النيل القاهرة، ج:1، ص:20.
  6. ()طه حسين وزوال المجتمع التقليدي، د/شرف، ص:18.
  7. ()أعلام الأدب المعاصر في مصر، د/حمدي السكوت، دامارسدن جونز، ط/1، دار الكتب المصري القاهرة، ودار الكتب اللبناني بيروت، 1982م، ص: 3.
  8. ()الأيام، د/طه حسين ج:1، ص 19-20.
  9. ()أعلام الأدب المعاصر في مصر، د/حمدي السكوت، دامارسدن جونز، ص:706.
  10. ()الأيام، د/ طه حسين، ج:1ص43.
  11. ()الأدب العربي المعاصر في مصر، د/شوقي ضعيف، ص:278.
  12. ()طه حسين وزوال المجتمع التقليدي، د/عبدالعزيز شرف، ص:27-28.
  13. ()نفس المرجع 45-46.
  14. ()الأدب العربي المعاصر في مصر، د/شوقي ضعيف، ص:279.
  15. ()طه حسين وزوال المجتمع التقليدي، د/عبدالعزيز شرف، ص: 46.
  16. ()مع طه حسين، لسامي الكيالي، ط/1، القاهرة، ج:1، ص:38.
  17. ()نفس المرجع.
  18. ()الأدب العربي المعاصر في مصر، د/شوقي ضعيف، ص:282-284.
  19. ()طه حسين وزوال المجتمع التقليدي، د/عبدالعزيز شرف، ص:48.
  20. () المرجع السابق، ص:51.
  21. ()أعلام الأدب المعاصر في مصر، د/حمدي السكوت،، ص:57.
  22. ()الأدب العربي المعاصرفي مصر، د/شوقي، ط-12 دارالمعارف بمصر.281.
  23. ()المرجع السابق، ص:283.
  24. ()نفس المرجع.
  25. ()المرجع السابق، ص:281.
  26. ()الرواية وكتابة الرواية، علي عباس حسيني ط/1، 1990م، كاروان ادب ملتان، ص:45.
  27. ()شيخ عبد القدوس كنكوهي: توفي في عام 1538م، عبد القدوس بن عبدالله الكنكوهي الهندي، صوفي، له” أنوار العيون في التصوف “. معجم المؤلفين، عمر رضا 5/312.
  28. ()دور المرأة في روايات نذير أحمد، د/زينت بشير، ط/1، 1991م، إعجاز برنتنك بريس حيدر آباد، ص: 19-22.
  29. () اسمه مولوي عبد الخالق بن مولوي خير الله وهو من أحد علماء البنجاب، كان له حلقة الدرس في جامعة أورنك آباد في دهلي، كان يحب الدرس والتدريس وله ابنان مولوي عبد القادر، ومولوي عبد الرب. (واقعات دار الحكومة دهلي، 2/14)
  30. ()فن كتابة الرواية لنذير أحمد، بشير محمود أختر، ط/1 يوليو 1966م، لائلبور نفيس برنتنك بريس، ص:2.
  31. ()دور المرأة في روايات نذير أحمد، د/زينت بشير، ص: 43.
  32. ()المرجع السابق، ص:27-29.
  33. ()المرجع السابق، ص: 44-46.
  34. ()تعزيرات هند.
  35. ()مولوي نذير أحمد أحواله وآثاره، د/افتخار احمد صديقي، ط/ 1 نوفمبر 1971م. مجلس ترقي أدب، كلب رود لاهور، ص:201-202.
  36. ()مجموعة دبتي نذير أحمد، ط/1، 2004م، سنك ميل ببلي كيشنر، ص:11.
  37. ()نفس المرجع.
  38. ()دور المرأة في روايات نذير أحمد، د/زينت بشير، ص:71.
  39. ()الأدب الأردي، كوبي جند نارنك، ط/1، 2008م، سنك ميل ببلي كيشنز لاهور، ص:126.
  40. ()مولوي نذير أحمد أحواله وأثاره، د/افتخار أحمد صديقي، ط-1 ، نوفمبر 1981م ،ص:362.
  41. ()دور المرأة في روايات نذير أحمد، د/زينت بشير، ص:95.
  42. ()مولوي نذير أحمد أحواله وآثاره، د/افتخار أحمد صديقي، ص:361.
  43. ()المرجع السابق، ص:382.
  44. ()القصة والرواية، د/عزيزة مريدن، 1980م، دار الكتب بدمشق، ص:23.
  45. ()مجلة الفصيل، العدد 211، محرم الحرام 1415هـ/ يونيو 1994م، مقال بعنوان ‘‘الرواية بين المضمون وتعدد الرواية’’ لعبد القادر عنداني، ص:20.
  46. ()رفاعة رافع الطهطاوي، من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، ولد رفاعة رافع الطهاوي في 15 أكتوبر 1801م بمدينة الطها، في مصر. ترجم مسرحية تليماك فنلون، وتوفي في 1873م. http://ar.wikipedia.org./wiki.
  47. ()علي مبارك ولد في عام 1858م بالقاهرة في أسرة مقربة جدا إلى الخديوي إسماعيل، ألقي القبض عليه سنة 1882م أثناء الثورة العرابية وهو يوزع منشورات، وحكم عليه بالإعدام، بيد أن الحكم خفف وبدل إلى حكم بالنفي. فالتحق بأبيه إبراهيم وبالخديوي إسماعيل في أورباء وشارك مع أبيه. تأسس عدة جرائد منها "الإتحاد’". (المنجد في الأعلام- ص:402).
  48. ()اتجاهات الرواية العربية المعاصرة، د/السعيد الورقي، ص:23.
  49. ()الأدب العربي الحديث، د/عبدالعزيز السبيل، ابو بكر باوقار، محمد الشوكاني، ط/1، 2002م، دار النادي الأدبي الثقافي جدّه، ص:268.
  50. ()المرجع السابق، ص:270.
  51. ()محمد المويلحي (1858م-1930م) محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق بن إبرهيم المويلحي. أديب، في إنشائه إبداع، اشتهر بكتابه ‘‘عيسى بن هشام"، نشر أبحاثاً ومقالات كثيرة في كبريات الصحف المصرية ،مولده في القاهرة، تعلم في الأزهر. وولى منصباً في وزارة "الحقانية" بمصر سنة 1881م. فاستمر سنتين. (الأعلام للزركلي، ج/5، ص 305).
  52. ()الأدب العربي الحديث، د/عبد العزيز السبيل، ابو بكر باوقار، محمد الشوكاني، ص:272.
  53. ()محمد حافظ إبراهيم فهمي، المهندس الشهير بحافظ إبراهيم (1871-1932م)، كان شاعراً كبيراً، يعتبر شعره سجل الأحداث. (الأعلام للزرلكلي، دار العلم للملايين، ج/6، ص:76.
  54. ()الأدب العربي الحديث، د/عبد العزيز السبيل، ابو بكر باوقار، محمد الشوكاني، ص:273. وتطور الرواية العربية الحديثه، عبد المحسن طه بدر، ط/4، 1937م، القاهرة، دار المعارف بمصر، ص:81.
  55. ()مجلة الآداب البيروتية، السنة الثامنة، عام 1960م، عدد 9، ص:11.
  56. ()محمد حسين هيكل شاعر وأديب وسياسي كبير مصري، ولد في 20 ديسمبر 1888م بقرية حسنين الخضراء بمدينة المنصورة حافظة الدقهلية بمصر، درس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها عام 1909م، توفي في 8 ديسمبر 1956م عن عمر يناهز 68 عاما. (المنجد في الأعلام).
  57. ()محمود تيمور (1894م-1973م) كاتب قصصي مصري راحل، من أشهر أعماله الأدبية "سلوى في مهب الريح"، توفي عن عمر بلغ نحو ثمانين عامًا. (المنجد في الأعلام، ص:189).
  58. ()اتجاهات الرواية العربية المعاصرة، د/السعيد الورقي، ص:30.
  59. ()القصة والرواية، د/عزيزة مريدن، ص:77.
  60. ()اتجاهات الرواية المعاصرة، د/السعيد الورقي، ص: 31-32.
  61. ()الأدب القصصي والمسرحي في مصر، د/أحمد هيكل ط/2، 1971م، دار المعارف بمصر’ ص:111.
  62. ()جرجي زيدان (1861م-1914م) جرجي بن حبيب بن زيدان منشئ مجلة ‘‘الهلال’’ بمصر، وصاحب التصانيف الكثيرة. ولد وتعلم ببيروت، ورحل إلى مصر، فأصدر "مجلة الهلال" وتوفي بالقاهرة. (الأعلام للزركلي، ج/2، ص 117).
  63. () محمد فريد أبو حديد (8931م - 1967م ) كاتب مصري ، له كثير من المؤلفات الشهيرة أشهرها كتاب صلاح الدين وعصره.
  64. ()علي أحمد بن محمد باكثير (1969م - 1910م) ولد بمدينة حضرموت فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، تنوع أنتاجه الأدبي بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية. ومن أشهر أعماله الأدبية ‘‘واإسلاماه’’ و‘‘الثائر الأحمر’’، ومن أشهر أعماله المسرحية ‘‘سر الحاكم بأمر الله’’ و‘‘سر شهر زاد’’. (http://ar.wikipedia.org/wiki).
  65. ()في الميزان الجديد، محمد مندور، ص:39، طبعة ، دار المعارف بمصر.
  66. ()توفيق حكيم (اكتوبر 1898م-26يوليو 1987م) ولد بالأسكندرية، اهتم بالتأليف المسرحي فكتب محاولاته الأولى من المسرح مثل، مسرحية ‘‘الضيف الثقيل’’. (المنجد في الأعلام، ص:183).
  67. ()ولد الأديب والناقد القصصي محمود أحمد السيد ببغداد سنة 1903م، اقدم مبكرا على كتابة القصة، وقد تمكن من اللغة التركية يقرأ فيها كبارا من أدبائها وكتابها وما يترجم من قصص روسي أو فرنسي، توفي في القاهرة عام 1927 قبل أن يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره ودفن هناك في مقبرة الشافعي. (معجم الأدباء، ج:6، ص:174).
  68. ()دراسات في الأدب العربي الحديث ومدارسه، عبد المنعم خفاجي، ص:451، واتجاهات الرواية العربية المعاصرة، د/السعيد الورقي، ص:61.
  69. ()اتجاهات الرواية العربية المعاصرة، د/السعيد الورقي، ص:15.
  70. ()بدأت هذه الحركة (علي كره) بعد الثورة الهندية 1857م، وبعد استعلاء الإنجليز على الهند، على يد ‘‘سيد أحمد خان’’، وكان غرض لهذه الحركة التعليم وإصلاح المجتمع لأنّ المسلمين في شبة القارة لا يريدون الحصول على العلوم الجديدة بسب الخلاف بينهم وبين الحكومة.
  71. ()القصة الجديدة، طارق جهتاري، ط/1، 1992م، ايجوكيشنل بك هاؤس، ص:130.
  72. ()تاريخ النقد الأدب النثري في الأردية، د/طيبه خاتون، ط/1 ابريل 1989م، كلي كرهيا، جامع مسجد دهلي، ص:166.
  73. () سيد أحمد خان: مؤلف عظيم وكاتب كبير في الأدب الإصلاحي، ولد في سنة 1817م، توفي في سنه 1898م، وهو مؤسس حركة عليكره حصل على خطاب_ لقب_ (سر) من بريطانيا (الموسوعة الأردية، ص:130).
  74. ()مجلة الفيصل السعودية، العدد (181)، رجب 1412هـ / يناير 1992م، مقال بعنوان ‘‘الاتجاه الإسلامي في الرواية الأردية’’، د/سمير عبد الحميد إبراهيم ، ص:56.
  75. ()الأدب الأردي، كوبي جند نارنك، ص:125.
  76. ()أردو أدب كى مختصر ترين تاريخ، د/سليم اختر، ط/2، لاهور1981م، ص:928.
  77. ()تاريخ النقد الأدب النثري في الأردية، د/طيبة خاتون، ص:172.
  78. ()ماهي الرواية، محمد أحسن فاروقي، 1946م، نسيم بك دبو، لكهنو، ص:142.
  79. ()رتن ناتهـ سرشار (1846م-1903م) كان مدير التحرير لجريدة أوده (اودھ اخبار) عام 1878م، من مؤلفاته فسانه آزاد، وألف ليلة. (موسوعة جامع أردو، ص:560).
  80. ()القصة الاجتماعية في مصروباكستان، د/محمد علي غوري، بحث الدكتوراه مقدم في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، ص:159-160.
  81. ()عبد الحليم شرر (1860م-1926م) روائي أدبي كبير، ومبدع الفن الروائي التاريخي، في الأدب الأردي، ألف العديد من الروايات التاريخية.
  82. ()النقد والتاريخ للأدب الأردي (اردو ادب كي نقد اور تاريخ)، د/علي عباس حسيني، ص:231-233.
  83. ()ثلاث عشرة قصة في الأردية (اردو كے تيره افسانے)، ايم أنس قادري،أختر ضيائي، ص:908.
  84. ()من القصة الطويلة إلى الرواية الأردية، د/ وقار عظيم، مركز لاهور، ص:77.
  85. ()بريم جند، اسمه الحقيقي (دهنيت رائى)، كان موظفاً حكومياً فترك الوظيفة للتأليف، وأصبح أديباً وروائياً، يمتاز أسلوبه بالسهولة، ناقش مشاكل الحياة في تأليفاته، من أهم الروايات التي كتبها ‘‘بازار حسن’’ وغيرها. (موسوعة جامع أردو، ص:281).
  86. ()أصناف أدب، رفيع الدين، سنك ميل ببلي كيشنـز، لاهور، ص:64.
  87. ()القصة الاجتماعية في مصر وباكستان، د/محمد غوري، ص:160 -161.
  88. ()انظر ‘‘جديد أردو أدب’’، ص:101- 110.
  89. ()نسيم حجازي، الاسم الحقيقي (محمد شريف) روائي تاريخي معاصر، من آثاره ‘‘آخرى معركة’’ و"معظم علي" و"خاك وخون" و"قافله حجاز" وغيرها. (انظر الموسوعة الأردية، ص:945).
  90. ()رشيد اختر ندوي (1915م-1992م) مفكر وأديب وصحفي وروائي أردي، بدأ حياة صحفية من جريدة "الأمان"، من أشهر مؤلفاته "كانٹوں كى سيج". (الموسوعة جامع أردو، ص:515).
  91. ()أردو أدب كى مختصر ترين تاريخ (تاريخ مختصر للأدب الأردي)، سليم اختر، ط/3، عام 1981م، لاهور، ص:301.
  92. ()قرة العين حيدر (1927م) ابنة الكاتب ‘‘سيد سجاد حسين يلدرم’’، ولدت بمدينة مراد آباد الهند، (الموسوعة الأردية، ص:1132).
  93. ()خمسون سنة من الأدب الأردي في باكستان، شهزاد منظر، إسلام آباد، ص:297.
  94. ()الاتجاهات الأدبية في العالم العربي الحديث، أنيس مقدسي، ط/7، دار العلم والملايين بيروت، لبنان، ص:253.
  95. ()شجرة البؤس، د/طه حسين (المجموعة الكاملة لطه حسين) ، ط/1 1974م، دار المعارف بمصر.
  96. ()مجلة الفيصل السعودية، العدد(181)، رجب 1412هـ / يناير 1992م، الاتجاه الإسلامي في الرواية الأردية’ د/سمير عبد الحميد إبراهيم، ص:56.
  97. ()دراسات في الأدب العربي الحديث، محمد مصطفى هدارة، دار العلوم العربية، ط/1 بيروت ص:269.
  98. ()المقال وتطوره في الأدب المعاصر، د/البيد مرسي أبو ذكري، دار المعارف بمصر 1981م ص:141.
  99. ()انظر في الرواية "دعاء الكروان"، د/ طه حسين، ط/10، دارالمعارف بمصر كورنيش النيل القاهرة
  100. ( ) كان أستاذه "رام جندر" هندوكيا فأصبح نصرانيا. انظر رسالة الدكتوراه للأستاذ افتخار أحمد صديقي من جامعة بنجاب ، ومقال الدكتور ناصر عباس نيّر في مجلة اورينتل كالج ميكزين، لاهور، عدد (331)، ص: 98
  101. () توبة النصوح، دبتي نذير أحمد، المجموعة الكاملة لنذير أحمد ، سنك ميل ببلي كيشز لاهور.
  102. ()القصة القصيرة في مصر ومحمود تيمور، حمزه محمد بوقرى، ط /1 1979م، مكتبة الدراسات، الرياض السعودية ، ص:20.
  103. ()محمود تيمور وعالم الرواية في مصر، د/بياز خباز، ط/1، 1994م، دار الشرق بيروت، لبنان، ص:228.
  104. ()شجرة البؤس، د/طه حسين (المجموعة الكاملة لطه حسين). دارالمعارف بمصر العامة للكتاب 1984م
  105. ()مجلة الفيصل، العدد (181)، رجب 1412هـ ، الاتجاه الإسلامي في الرواية الأردية، د/سمير عبد الحميد ابراهيم، ص:57.
  106. ()الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة د. فرانكلين، ترجمة محمد خلف الله، مكتبة النهضة والمصرية القاهرة. 1956م ص: 3-5.
  107. ()الأيام، طه حسين.
  108. ()مجلة الفيصل السعودية، العدد(181)، رجب 1412هـ / يناير 1992م، الاتجاه الإسلامي في الرواية الأردية، د/سمير عبد الحميد إبراهيم، ص:56.
  109. ()الاتجاهات الواقعية في القصة المصرية القصيرة، د/محمد الحسيني المرسي، دراسة في المضمون والبناء الفني، 1983م، دار المعارف، ص:264.
  110. ()الأدب الأردي، كوبي جند نارنك، سنك ميل ببلي كيشز لاهور 2008 م ص:126.
  111. ()مجلة الفيصل السعودية، العدد (181)، رجب 1412هـ ، الاتجاه الإسلامي في الرواية الأردية، د/سمير عبد الحميد إبراهيم، ص:56.
  112. ()القومية العربية ثورة وبناء، أحمد سعيد، ط/12، 1959م، الشركة العربية للطباعة والنشر والتوزيع.
  113. ()مجلة الفيصل السعودية، العدد (181)، رجب 1412هـ ، الاتجاه الإسلامي في الرواية الأردية، د/سمير عبد الحميد إبراهيم، ص:57.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...