Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Idah > Volume 37 Issue 1 of Al-Idah

الاستدراك: أهميته وأثره في تفسير القرآن الكريم تبيان القرآن ومفاتيح الغيب نموذجا |
Al-Idah
Al-Idah

مقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له ومن يُضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. أما بعد؛

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)[1]، ورقاه في مراتب الفصاحة والبيان بحيث قال الله تعالى:(لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)[2] فإنّ من أكبر نعم الله على هذه الأمة أن أرسل إليها أشرف أنبيائه ورسله محمداً صلى الله عليه وسلم وأنزل عليها أفضل كتبه، وأخلد معجزاته القرآن الكريم، الذي هو أعظم رسالة سماوية، وأعلاها منزلة وأجلّها معجزة، وأتمها نظاماً ومنهاجاً، وهو كتاب لا رَيب فيه، فيه رُشد وهداية ومنهاج كامل لكلّ إنسان في كلّ زمان وفي جميع نواحي الحياة الإنسانية من العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات والحكومة والسياسة والتجارة والحياة الاجتماعي كما ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى:(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ)[3] وقول الله تعالى:(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)[4] وقول الله تعالى:(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).[5] وهو كتاب كامل يَحلُّ المشكلات والقضايا الإنسانية وبه يُخرج الله جل جلاله من ظلمات الكُفر والمعاصي إلى نور الإيمان والأعمال الصالحة، وقد وعد الله تعالى ذِمّة حفاظه وصيانته بقوله:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[6] من تحريف الضالّين وانتحال المبطلين سواءً كان لفظاً أو معنىً؛ لذا هو محفوظ إلى يوم القيامة بوسائل مختلفة وآلات متنوّعة. فكما أن عِلم التفسير من أجلّ العلوم وأنفعها وأشرفها لعلاقتها بكلام الله تعالى؛ لذا كل ما كان له علاقة بالتفسير فيكون له من فضله نصيباً. فمن هذا المنطلق بذل كثير من العلماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين جهودهم في حفظ كتاب الله وفهمه وتفسيره ونشره، وتعليقه وتعقيبه واستدراكه وغيرها، فهي مُكمِلات ومُتمِّمات بعضها لبعض لصدورها من البشر، فما غاب عن أحد ذكره الآخر، وما أخطأ فيه أحد صحّحه الآخر، وما بقيَ من النقص من أحد أكمله الآخر، ولكن مع ذلك ليس بينهم خلاف في الأمور التي وردت في الأخبار والآثار الصحيحة. وعجائب آيات القرآن الحكيم تُبرز وتُظهر من زمن إلى زمن وقرنٍ إلى قرن، فأفنى العلماء حياتهم لخدمة هذا الكتاب الكريم لما في ذلك من منافع الدّين والدنيا، وحاولوا أن يأتوا بأجوبة للمسائل الجديدة والمشاكل العديدة فى زمانهم وأجابوا عن الإشكالات الواردة على كتاب الله تعالى، ومنهم الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى (المتوفى 606ه الموافق 1250م) حيث جاء في تفسيره مفاتيح الغيب المعروف بـ التفسير الكبير بعلوم كثيرة ونِكات دقيقة، وتكلّم عن قضايا جديدة وذكر إشكالات غريبة وأجاب بطريقة رائعة، وكان الغالب على تفسيره العلوم العقلية مع تمهّره في العلوم النقلية. ومن المعلوم أن العلوم العقلية تتغيّر بتغيّر الزمان وأيضاً تتطوّر بتطوّر الزمان، فالعلماء الذين جاءوا بعده استدركوا عليه في بعض القضايا وتعقّبوه ونقَدوه، ومنهم الشيخ غلام رسول السعيدي (المتوفى 1437ه الموافق 2016م)، وقد كان له يد طولى في العلوم العقلية والنقلية حيث استدرك على الإمام الرازي في تفسيره المسمىّ بـ "تبيان القرآن" في قضايا عديدة فاخترتُ هذين التفسيرَين نموذجاً حتى يمكننا الاستفادة منها على أتم وجه.

1 – أ: معنى الاستدراك ومفهومها:

أولاً نفهم معنى كلمة "الاستدراك" لتوقّف الموضوع عليه، لأن موضوعنا هو الاستدراك؛ فأصل الكلمة بعد تجريدها من الزوائد "دَرَك"، أما الاستدراك فهو من باب استفعال وفيه معنى الطلب. يقول الإمام الراغب الأصفهاني[7]: "أَدْرَكَ معناه: "بلغ أقصى الشيء"، وأَدْرَكَ الصّبيّ يقصد به: "أي بلغ غاية الصّبا"، وذلك حين البلوغ، كقول الله تعالى:(حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ)[8]، وقول الله تعالى:(لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ).[9] ثم يقول: التَّدَارُكُ في الإغاثة والنّعمة أكثر، مثل قول الله تعالى:(لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ)[10]، وقول الله تعالى(حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً)[11] أي: لَحِق كُلّ بالآخر.[12] يقول الإمام الزمخشري[13]: "تَدَارك خطأ الرأي بالصواب واستدركه. واستدرك عليه قوله".[14] وفي معجم الوسيط: "تدارك الْقَوْم أدركوا وَالْأَخْبَار تَتَابَعَت وَالشَّيْء أدْركهُ وَمَا فَاتَ حاول إِدْرَاكه وَالشَّيْء بالشَّيْء أتبعه بِهِ يُقَال تدارك الْخَطَأ بِالصَّوَابِ والذنب بِالتَّوْبَةِ"، ثم يقول: "اِستَدْرَكَ مَا فَاتَ تَدَارُكه وَالشَّيْء بالشَّيْء تَدَارُكه بِهِ وَعَلِيهِ القَوْل أصلح خطأه أَو أكمل نَقصه أَو أَزَال عَنهُ لَبَسا".[15]

أما ما يتعلّق بموضوعنا في هذا المقام فهو هذا المعنى الأخير، ومن المعلوم في موضوع يكون في الاستدراك، السابق مستدرَكاً عليه، واللاحق مستدرِكاً وأن اللاحق في الاستدراك يُصلح خطأ الأول ويُكمل نقصه أو يكشف اللبس عن قوله إذا فيكون المعنى الجامع للاستدراك هو:"اتباع القول الأول بقول ثانِ يُصلح خطأه أو يُكمل نقصه أو يُزيل عنه لبساً". وقد استخدم العلماء هذه الكلمة في تعقّباتهم ومؤلّفاتهم في العلوم المختلفة مثل المستدرَك على الصحيحين للإمام الحاكم[16].[17]

1 – ب: أهمية الاستدراك وأثره:

استدراك العلماء بعضهم على بعض من ميزات هذه الأمة الإسلامية، لأنّ العلماء هم الذين يُفسّرون كتاب الله تعالى ويشرحون أحكامه بعد الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم أجمعين مُراعين لقواعد وضوابط الشريعة، وفيه إمكان الخطأ لكون بشراً؛ لأنّ العلماء ليسوا معصومين وتبعاً ليس هنا وسيلة للتصحيح والإرشاد مثل ما أرشد به الله عزوجل أنبيائه عليهم السلام يعني الوحي، فبعد الأنبياء والرسل عليهم السلام وخاصة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، الصحابة رضي الله عنهم كانوا يُفسّرون الأحكام الإلهية ويشرحونه واستمرّ عليه التابعون ومن تَبعهم حتى وصل الأمر إلى يومنا هذا فصارت الأمة معصومة بهذا المعنى، ومن المعلوم كما أن مراتب الصحابة كانت تختلف في العلم والفَهم بالأحكام الشريعة فنجد بينهم استدراكات بعضهم على بعض، وهكذا يوجد فيما بعد بين العلماء أيضاً، فنحن نجد أن العلماء والأئمة والمفسرين والمحدثين يستدركون بعضهم على بعض، مثلاً الإمام فخر الدين الرازي استدرك في تفسيره على من سَبقه وهكذا الإمام القرطبي، ثم الذين جاءوا بعدهم من العلماء استدركوا عليهم، مثل الإمام السيوطي[18] والإمام الآلوسي[19] في تفاسيرهما.

الاستدراك له أهمية كبيرة من هذه الناحية أن المفسّر أو الشارح بشر فأحياناً كلامه يلتبس أو فيه نقص أو غموض أو خطأ فيستدرك عليه العلماء والمفسّرون بحيث يرفعون الغموض أو اللبس عن كلامه أو يُصلحون خطأه. وهذا من ميزات هذه الأمة الإسلامية أن العلماء يستدركون بعضهم على بعض صيانةً للدين، لأنّ في دين النصارى لا قيمة لرأي الرجل الذي ليس له منصب في الكنيسا أو هو ليس من أربابه، ولكن في دين الإسلام ليس لأحد من العلماء أو للجماعة من العلماء سَيطرة على العلماء الآخرين أو على الدين وأحكامه، ومن هنا ينفتح باب الاستدراك والنقد حِفظاً على الدين وأحكامه، فنجد أن الإمام الحاكم ألّف كتاباً باسم "المستدرك على الصحيحين" لاستدراك ما بقيَ من الأحاديث على شرطَي الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحَيهما.

أمّا أثر الاستدراك فهو من عدّة نواحٍ، كما يلي: * تصحيح الأخطاء: أن المفسّر في تفسيره أحياناً يُخطئ أو يَنسى شيئاً لكونه بشراً فيأتي المفسّر بعده ويُصحّحه.

  • تكميل النقص: من أثر الاستدراك إكمال النقص الذي بقيَ من الأئمة والعلماء والمفسّرين السابقين فاللاحقون يُحاولون تكميل هذا النقص.
  • إزالة اللبس: أحياناً في كلام الإمام أو المفسّر أو المحدّث غموض فيرفعه العلماء والمفسّرون مَن بعدهم ويستدركونه عليهم.

غاية الاستدراك: أما الغرض من الاستدراك فهو إظهار الحقيقة في صورته الأصلية.

2 – أ: نبذة مختصرة عن حياة الإمام فخر الدين الرازي:

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن عمر فخر الدين الرازي التيمي البكري، كان قُرشي النسب، أصله من طبرستان الرَي، ولد في شهر رمضان المبارك 544ه الموافق 1150م. درس على والده ضياء الدين عمر خطيب الرَي، وعلى الكمال السمعاني (المتوفى (562هـ الموافق 1167م) والشيخ المجد الجيلي. وكان يُقلّد الإمام الشافعي، وكان له منزلة كبيرة عند الملوك. وتوفيّ الإمام الرازي سنة 606ه الموافق 1250م يوم عيد الفطر بمدينة هرات.

كان فريداً في عصره، وله تفوّق في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل وعلوم اللغة، وكان صحيح النظر، بليغ القول، جيّد التعبير عن كل ما يقصد بيانه كما يتّضح من عباراته في التفسير الكبير وغيره من الكتب، كان سديد الرأي في المسائل الحكمة والطب، وكان مع ذلك مُلماً بالأدب والشعر، وكان يقول الشعر بالفارسية والعربية. وكان من أفضل العلماء في عصره له مهارة في العلوم كثيرة مثل الفقه والتفسير واللغة والمنطق والمذاهب الكلامية والطب. وكان من أصحاب المصنفات المشهورة وألّف كتباً في فنون كثيرة، وقد بُعث في القرن السادس لتجديد الدين، وقصده الطلبة من سائر البلاد. وفي كتاب شذرات الذهب: "رُزق الحظوة في تصانيفه، وانتشرت في الأقاليم، وكان له باعٌ طويل في الوعظ، فيبكي كثيراً في وعظه ويلحقه الوجد وكان يَعِظ بلسان العربي والعجمي". من تلامذته القُطب المصري (المتوفى 618هـ الموفق 1221م) والخسرو شاهي (652ه الموافق 1254م) وأثير الدين الأبهري (المتوفى 618هـ الموفق 1221م) وكان يمشي معه حوالَي ثلاثمائة من تلامذته. ومع ذلك العلماء كانوا يأتون إليه من الدُول والبلاد المختلفة، وتُشدّ إليه الرحال من الأطراف والأقطار، وكان يجلس في مجلس وعظه الملوك والوزراء والعلماء والأمراء والفقراء والعامة. وقد قال صاحب وفيات الأعيان: "انتشرت مؤلفات الإمام فخر الدين الرازي في البلاد وجُعل فيها سعادة عظيمة واشتغل الناس بكتبه ورفضوا كتب العلماء المتقدمين، وكان هو أول من اخترع في كتبه هذا الترتيب حيث أتى فيها بما لم يَسبق إليه أحد".

وكان له كتب في الأصول والفقه والفلسفة والطب وغير ذلك وله تفسير "مفاتيح الغيب" المشهور بـ التفسير الكبير. وأساس التقديس. ونهاية العقول في دراية الأصول. والمحصول في علم الأصول. ومناقب الإمام الشافعيّ. البيان والبرهان في الردّ على أهل الزيغ والطغيان. وكتاب في الرمل، والإعراب. والسِرّ المكتوم في مخاطبة النجوم في الطلسمات. وكتاب الهندسة. والمباحث المشرقية. وكتاب الملل والنحل.[20]

2 – ب: التفسير مفاتيح الغيب للإمام فخر الدين الرازي:

هذا التفسير يحتوي في إحدى عشر مجلدٍ ضخمٍ متداولة بين العلماء ولها شهرة واسعة لأنه يشمل على أنواع من العلوم والفنون وفيه أبحاث مفيدة وفيّاضة، ويُشبه موسوعة لاشتماله على علوم الكَون والطبيعة وغيرها.

ومن المعلوم أنه اختلف أقوال العلماء في القضية: "هل الإمام فخر الدين الرازي اكتمل تفسيره أم لا"؟ فمنهم من يقول أنه أكمل ومنهم من قال بِنَفيه، فيقول الإمام ابن حجر العسقلاني[21]: أنّ الشيخ نجم الدين القمولي[22] أكمل هذا التفسير.[23] ولكن يُفهم من قول صاحب كتاب كشف الظنون أن الإمام شهاب الدين الخويي (المتوفى (637هـ الموافق 1240م) أيضاً كتب تكملة لهذا التفسير وأكمله، فيقول: أن الشيخ نجم الدين القمولي صنّف تكملة للتفسير الكبير وأكمل ما نقص من الإمام الخويي،[24] كما أيّده الدكتور محمد حسين الذهبي (المتوفى 1977م): ثم يقول: كما يمكن أن يكون الإمام الخويى أكمله إلى النهاية، والشيخ القمولى كتب تكملة أخرى غير التي كتبها الإمام الخويى. ومن العجيب أنه لا يوجد في هذا التفسير أي تفاوت في المنهج والأسلوب بل يجري الكتاب من البداية إلى النهاية على منهج واحد حيث لا يستطيع الناظر أن يُفرّق بين التكملة والأصل.[25] وقد قال ابن خلكّان (المتوفى 681هـ الموافق 1282م) في صفة التفسير الكبير: "أنه جمع فيه كلّ غريب وغريبة".[26]

اهتم الإمام الرازي في تفسيره ببعض الأمور منها: ذِكر المناسبات في تفسيره بين السُور الآيات، ويذكر كثيراً عن العلوم الطبيعية والرياضية والفلسفية، ويتكلّم عن آراء المتكلمين والفلاسفة وينقده أيضاً، واهتم الإمام الرازي بنقد الفِرق الضالة والمنحرفة مثل المعتزلة والجهمية والمجسّمة واستدلّ لتأييد أهل السنة، ويتحدّث عن أسرار وحِكم للآيات القرآنية والأحكام الفقهية والشرعية. تكلّم الإمام الرازي عن المذاهب الأربعة ولكن كان يُرجّح مذهب الإمام الشافعي بالأدلة وكان يُقلّده، له عناية في ذكر مسائل الأصول والنحو والبلاغة وإن كان قليلاً بالنسبة عن ذكره للمسائل الفلسفية والكَونية والرياضية، ويستنبط في جميع مجالات العلم ويذكر اللطائف التفسيرية، استفاد من العلماء والمفسّرين قبله وخاصة من علماء المعتزلة ونقّدهم أيضاً، ومنهم: الإمام قطرب (المتوفى 206هـ الموافق 821م) وأبو بكر الأصم (المتوفى 225ه الموافق 840م)، والجُبائي(المتوفى 303هـ الموافق 916م)، والكعبي (319هـ الموافق 931م)، والزمخشري. الأمر المهم أنّ ما يوجد في تفسير الإمام الرازي فهو كثرة الاستنباطات والاستطرادات ويذكر صلة أو علاقة بين الألفاظ القرآن الكريم والمستنبَط أو المستطرَد إليه، هكذا الإمام الرازي يَستطرد في ذكر القضايا الأصولية والبلاغية والنحوية وغير ذلك.

3 – أ: نبذة مختصرة عن حياة الشيخ غلام رسول السعيدي:

كان اسم الشيخ غلام رسول السعيدي "شمس الزمان نجمي" ولكنه فيما بعد سمىّ نفسه بـ "غلام رسول" نسبة إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان اسم أبيه السيد محمد منير الدهلوي. ثم أضاف مع اسمه "السعيدي" نسبة إلى الشيخ السيد سعيد أحمد الكاظمي. ولد في رمضان المبارك 1356ه الموافق نوفمبر 1937م في الدهلي، الهند. درس في الدهلي ثم سافر إلى كراتشي ودرس في مدارس مختلفة مثل جامعة محمدية رضوية بــ مديرية رحيم يارخان وجامعة نعيمية بـ لاهور حتى تخرّج من جامعة قادرية بـ مديرية فيصل آباد سنة 1965م، وبدأ بالتدريس بجامعة نعيمية بـ لاهور ثم ذهب إلى جامعة نعيمية كراتشي سنة 1985ه للتدريس كشيخ الحديث وبقيَ على هذا المنصب إلى وفاته. كان الشيخ السعيدي عضواً للجنة "رؤية الهلال" (Hilal Committee) وأيضاً للمجلس الفِكر الإسلامي (Council of Islamic Ideology) وحصل وِسام التميّز (Medal of Distinction) اعترافا بخدماته الجليلة سنة 2014م من الحكومة. توفيّ الشيخ السعيدي بعد المرض ودُفن بكراتشي سنة 1437ه الموافق 2016م. من أساتذته الشيخ السيّد أحمد سعيد الكاظمي (المتوفى 1406ه الموافق 1986م) الشيخ العلاّمة عطاء محمد بنديالوي (المتوفى 1419ه الموافق 1999م) وغيرهما. كان من كبار العلماء في باكستان، وكان له يد طولى في العلوم الكثيرة منها: التفسير والحديث وعلوم القرآن والفقه وغير ذلك، وله تصانيف شهيرة وكثيرة منها: تفسير تبيان القرآن ثلاثة عشر أجزاء، شرح الصحيح المسلم ثمانية أجزاء، نعمة الباري ونِعم الباري شرح الصحيح البخاري ستة عشر أجزاء، تبيان الفرقان خمسة أجزاء.[27]

3 – ب: التفسير تبيان القرآن للشيخ السعيدي:

طُبع هذا التفسير في ثلاث عشر أجزاء من فريد بك ستال بـ لاهور، وقد بذل الشيخ غلام رسول السعيدي فيه جهوده حوالَي اثنا عشر سنة وبدأ به في رمضان المبارك 1414ه الموافق فبراير 1994م وانتهى منه في شهر ذي الحجة 1426ه الموافق يناير 2006م.[28]

هذا التفسير معروف بين أهل اللغة الأردية لكونه جامعاً وشاملاً للتفسير بالمأثور والتفسير بالرأي ولموافقته لقضايا المعاصرة الجديدة والمذاهب الفقهية الأربعة وترجيح مذهب الأحناف. الشيخ السعيدي يقول في سبب تأليف تفسيره: أن علماءنا القدامى قد بذلوا جُهودهم في التفسير وكتبوا كتباً كثيرة حيث لا يُمكن عليه الإضافة الجدير بالذكر، ولكن خدمات وجهود العلماء والمفسرين القُدامي كانت في اللغة العربية التي لا يَصل إليه العامة من أصحاب أهل اللغة الأردية، فكان هنا حاجة أن ينقل هذه العلوم من اللغة العربية إلى اللغة الأردية بأسلوب رائع وسَهل؛ ولهذا السبب كتبتُ تفسير القرآن الكريم. ثم يقول حول ترجمة القرآن الكريم: أن علماءنا الأجلاّء ترجموا مفاهيم القرآن الكريم إلى اللغة الأردية في عُصورهم، ومن المعلوم أن جُهودهم في هذه القضية لها قيمة ولكن أسلوب اللسان تتغير بتغيّر الزمن؛ ولأجله شعرتُ أن يُترجم القرآن الكريم إلى اللغة الأردية حسب مفاهيم أصحابها وأسلوبهم كَي لا تكون ترجمة القرآن الكريم غريبة أو غير مألوفة.[29] نفهم من كلام الشيخ السعيدي أنه بدأ بكتابة التفسير باللغة الأردية لأجل هذه الأسباب.

ترجم الشيخ السعيدي القرآن الكريم بلغة سَهلة وسَلِسة وفق اللغة الأردية المعاصرة وترجمه ترجمة معنوية مراعياً لألفاظ القرآن الكريم وعبارته. اهتم بذكر عدد الآيات والركوعات، والمكي والمدني، ويذكر الربط بين الآيات والسُور. اهتم بالتفسير الماثور وذكر الأحاديث وأقوال الصحابة رضي الله عنهم مع التخريج والإحالة. ومن منهجه أنه كان يذكر في القضايا الفقهية أولاً الأحاديث ثم أقوال الفقهاء الكرام من المذاهب الأربعة ثم يُرجّح مذهب الأحناف بالأدلة، ومع ذلك إذا كان موقف الأحناف يخالف الحديث فالشيخ السعيدي يُرجّح الحديث عليه كما فعله في بعض القضايا. اهتم بذكر أسباب النزول والروايات الإسرائيلية ونقّده، وردّ على شبهات منكري الحديث بالأدلة النقلية والعقلية، وذكر أسماء الأئمة والعلماء والأعلام مع ذِكر سنة الوفاة، ورتّب المصادر والمراجع على ترتيب وَفيات مُصنّفيهم تسهيلا للقارئ.

اهتم الشيخ بترجيح مسلكه البريلوي وعقائده وأعماله ضِمن تفسيره، واستفاد من ترجمة الشيخ السيد سعيد أحمد الكاظمي المسمّى بـ "البيان"، واستفاد في تفسيره من كبار المفسرين القُدامى، ولكن استفاد كثيراً من التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي وتعقّبه في كثير من القضايا، كما نقّد على الأئمة والعلماء الآخرين أيضاً بالدلائل في تفسيره. ومن ميزته أنه سلك منهج الاعتدال في القضايا الجديدة الاختلافية حيث يذكر موقفه مع الأدلّة ويُرجحّه ويذكر موقف المخالفين مع الاحترام ولا يطعنهم ولا يُنكر عليهم بل يمشي مسلك الاعتدال. ومنهجه في تحقيق القضايا هو: أنه كان يستدلّ أولاً من القرآن الكريم، ثانياً من الأحاديث النبوية على صاحبها الصلوة والسلام، ثالثاً من آثار وأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، رابعاً من أقوال التابعين، خامساً من الأئمة الأربعة، سادساً من كلام العلماء المتقدمين والمتأخرين، وفي الأخير يذكر موقفه ورأيه.

4 – أ: الاستدراك الأول: قول الله تعالى:"كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ".[30]

يرى الإمام فخر الدين الرازي في تفسير الكلمة "حرج" قولان كما يلي: * القول الأول: "الحرج الضيق، ويكون المعنى: أي لا يضيق صدرك بسبب أن يكذبوك في التبليغ".

  • القول الثاني: فلا يكن في صدرك منه حرج أي الشكّ منه،واستدلّ الإمام الرازي بقول الله تعالى:(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ)[31] ثم يقول الإمام الرازي: "أنه يقال للشك حرج، لأنّ الشاك ضيق الصدر حرج الصدر كما أن المتيقّن مُنشرح الصدر مُنفسح القلب"، وقد قال به الإمام الزمخشري في تفسيره: "أي لا تشكّ في نزول القرآن الكريم من الله عزّوجل ولا تحرج من دعوته".[32]

استدرك الشيخ غلام رسول السعيدي على الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره فقال بعد نقل قوله المذكور: نسبة الشكّ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم لا يصِحّ عندنا، لأنّ الشكّ يُنافي الإيمان؛ فهذا محال أن يشُكّ النبي صلى الله عليه وسلم في كون القرآن الكريم كلام الله عزّوجل، ومن المعلوم أنه لا يوجد في أي كتب اللغة أن معنى الكلمة "الحرج" هو "الشك"، وأيضاً ليس للمجاز فيه قرينة أيضاً، وعلى العكس هناك قرائن على خلافه. ثم تكلّم الشيخ السعيدي عن استدلال الإمام الرازي بقول الله تعالى:(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ)[33] فقال: أن الاستشهاد بهذه الآية باطل لوجوه، وهي كما يلي: * أولاً: لأن الكلام فيه بكلمة "إن" ولا يثبت من هذه الكلمة وقوع الشك،

  • ثانياً: يمكن أن يكون الخطاب فيه إلى العامة وليس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اختار أُستاذي الشيخ السيد سعيد أحمد الكاظمي هذا الاحتمال.
  • ثالثاً: هنا إمكان أن يكون هذا الكلام تعريضاً ويكون إسناد الشك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراً ويكون المقصود منه الأُمّة.[34] ثم استدلّ له الشيخ السعيدي بعِدّة أدلّة على النحو الآتي:
  • الدليل الأول: قول الإمام الراغب الأصفهاني في معنى الحرج أنه الضيق واستدلّ بقول الله تعالى:(وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)([35]) وقول الله تعالى:(يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً).[36]
  • الدليل الثاني: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ"،[37] يقول الشيخ السعيدي: أن المراد من هذه الآية الكريمة أن لا يتضايق قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بتكذيب الكفار في دعوة القرآن الكريم، وقد كُلّف نبيّنا صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة بدعوة القرآن الكريم فلا تكون في قلبك منه ضيق... [38]
  • الدليل الثالث: ما رُوِيَ عن عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رضي الله عنه، "أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: "أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ، مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ"، وَقَالَ: "إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ، وَإِنَّ اللهَ تعالى أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً، قَالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ"،[39] يقول الشيخ السعيدي بعد ذِكر هذا الحديث: أنّه بمنزلة التفسير لهذه الآية الكريمة وقد قيل فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاف من مخالفة الكفار وضررهم وكان يحزن فسلاّه سبحانه وتعالى: أن لا يخاف ولا يضيق قلبك لأجل دعوة القرآن الكريم، لأن نُصرة الله جل جلاله وتأييده معك فلا تُبال بمخالفتهم.[40]
  • الدليل الرابع: الاحتمال الثاني لهذه الآية هو: أن الكفار لما استمرّوا في الكفر والعناد والطُغيان رغم جُهدٍ بالغ ودعوةٍ قوية للرسول صلى الله عليه وسلم فكان هو يَقلَق، فقال الله عزوجل: أن لا يحزن ولا تجعل في قلبك حرج منه، بل تُنذرهم بالقرآن الكريم من عذاب الآخرة بانبساط القلب ورغبة كما قال الله تعالى:(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)[41] وقول جل جلاله:(لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).[42]

4 – ب: التحليل والمناقشة:

قول الشيخ السعيدي صائب: "أن معنى الحرج "الشكّ" لا يوجد في أي كتب اللغة أو المعجم"، لأني ما وجدته أيضاً في كتب اللغة والمعجم على سبيل المثال تهذيب اللغة[43] للإمام أبي منصور الأزهري،[44] ومقاييس اللغة[45] للإمام أبي الحسين القزويني،[46] ولسان العرب[47] للإمام ابن منظور الإفريقي،[48] والقاموس المحيط[49] للإمام الفيروزآبادي[50] وفي معجم الوسيط.[51] بل كلّهم قالوا أنّ المراد منه الضيق، فكأنّ الشيخ السعيدي أخذ قول أصحاب اللغة والمعجم، ولكن من جهة أخرى المفسّرون الكبار قالوا في معنى الكلمة "الحرج" أن المراد منه: الشكّ كما رواه الإمام الطبري[52] في تفسيره بأسانيد متعددة عن سيّدنا ابن عباس رضي الله عنهما والإمام مجاهد (المتوفى 104هـ الموافق 722م) وقتادة (المتوفى 118هـ الموافق 737م) والسُديّ (المتوفى 128هـ الموافق 745م): الحرج معناه الشكّ أي في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم حول القرآن الكريم.[53] وهكذا روى الإمام ابن أبي حاتم (المتوفى 327هـ الموافق 938م) في نفس المعنى في تفسيره عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسُديّ.[54] وقال الإمام أبو الليث السمرقندي:[55] "فلا يَقعنّ في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم شكّ من القرآن الكريم في كونه من الله تعالى".[56]

وقال الإمام الزمخشري: أي لا تشكّ في نزول القرآن من الله تعالى ولا تحرج من دعوته.[57] يقول الإمام البيضاوي[58] أن المراد منه: الشك، فإن الشاكّ حَرَج الصدرِ أو ضِيق قلب.[59] وقد قال به الإمام ابن كثير[60] في تفسير القرآن العظيم[61] وهكذا الإمام أبو السعود[62] في تفسيره،[63] والإمام الآلوسي أيضا قال به.[64] الإمام القرطبي[65] يقول في تفسير هذه الكلمة: أنه الضِيق، أي لا يَضِيق صدرك بالإبلاغ، وليس هذا شكّ الكفر إنما هو شكّ الضيق.[66] قال الإمام السيوطي: أنه بمعنى "ضيق".[67] وقد قال الشيخ محمد متولّي الشعراوي (المتوفى 1418هـ): النهي ليس للرسول صلى الله عليه وسلم وإنما النهيُ للحرج أو الضِيق أن يدخل عليه، لأنّ الله تعالى يعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد يَضِيق صدره لأجل البشرية ويحزن؛ لأنهم يقولونه ساحر ومجنون وكذّاب.[68]

خلاصة القول: رأينا أن معظم المفسرين فسّروا هذه الآية وِفق تفسير الإمام الرازي أما قول الشيخ السعيدي فما وجدته إلاّ قليلاً في كتب التفسير مثلاً الإمام القرطبي[69] والإمام السيوطي[70] والشيخ الشعراوي كما ذكرنا أقوالهم. ومن المعلوم أنّ ما ذكره الشيخ السعيدي فهي احتمالات، وهي ليس في درجة اليقين أو الظن الغالب، فإذاً القول الراجح عندنا قول الإمام الرازي في هذه القضية. والله أعلم

5 – أ: الاستدراك الثاني

قول الله تعالى:"قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ".[71]

يرى الإمام فخر الدين الرازي تفسير هذه الآية: أنه يدُلّ على طلب الإنظار من الله تعالى إلى وقت البعث وهو وقت النفخة الثانية حين يقوم الناس لرب العالمين ومقصوده أنه لا يذوق الموت فلم يُعطه الله تعالى ذلك بل قال الله تعالى:(قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)، ثم ذكر الإمام الرازي في هذه القضية قولان:* القول الأول: أن الله تعالى أنظر إبليس إلى وقت النفخة الأولى لأن الله سبحانه يقول:(فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ. إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)[72] والمراد منه اليوم الذي يموت فيه الأحياء كُلُّهم.

  • القول الثاني: لم يؤقت الله له أجلا بل قال له عزّوجل:(إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)، أما المراد من قول الله تعالى:(إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) فهو الوقت المعلوم في علم الله عزّوجل. والدليل على صحّة هذا القول هو: أن إبليس كان مكلّفا والمكلّف لا يجوز أن يعلم أن الله تعالى أخّر أجله إلى الوقت الفلاني لأن ذلك المكلف يعلم أنه متى تاب قُبلت توبته فإذا علم أن وقت موته هو الوقت الفلاني أقدم على المعصية بقلب فارغ فإذا قرب وقت أجله تاب عن تلك المعاصي، فثبت أن تعريف وقت الموت بعينه يجري مجرى الإغراء بالقبيح وذلك غير جائز على الله تعالى.

ثم ذكر الإمام الرازي جواب لأصحاب القول الأول عن الإشكال المذكور فيقول: بأن تعريف الله عزّوجل كونه من المنظرين إلى يوم القيامة لا يقتضي إغراءه بالقبيح لأن الله تعالى كان يعلم منه أنه يموت على أقبح أنواع الكفر والفسق سواء أعلمه بوقت موته أو لم يُعلمه بذلك فلم يكن ذلك الإعلام موجبا إغراءه بالقبيح ومثاله أن الله تعالى عرّف أنبياءه أنهم يموتون على الطهارة والعصمة ولم يكن ذلك موجبا إغراءهم بالقبيح لأجل أنه تعالى علم منهم سواء عرّفهم تلك الحالة أو لم يُعرّفهم هذه الحالة أنهم يموتون على الطهارة والعصمة فلما كان لا يتفاوت حالهم بسبب هذا التعريف لا جَرَم ما كان ذلك التعريف إغراء بالقبيح فكذا هاهنا.[73]

استدرك الشيخ غلام رسول السعيدي على الإمام فخر الدين الرازي في هذه القضية فقال بعد نقل قوله المذكور في تفسيره: أن الجواب الصريح لهذا الإشكال على النحو الآتي: أولاً: أن إبليس لو عرف أنه أُمهل إلى نفخ الصور فلا يستلزم منه أنه عرف منه وقت موته لأنه لا يعرف أحد وقت النفخة ووقت إقامة القيامة. ثانياً: أن المراد من "الوقت المعلوم" هو "النفخة الأولى"، لكن هذا ليس موجباً أن إبليس اللعين عرف أن المراد منه النفخة الأولى حتى يعرف وقت أجله، يمكن أن يكون هذا خاص بعلم الله تعالى فقط. ثالثاً: هذا القول للإمام السدّي أن المراد من "الوقت المعلوم" هو "النفخة الأولى"، وليس قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أنه لم يثبت بسند صحيح، وهو لا اعتبار له ولا اعتماد، أما القول الأصح فهو: "أن الله جل جلاله يعرف أنه إلى أي وقت أنظر إبليس"، أمّا نحن فلا نعرف هذا، نحن نعرف أن إبليس أمهل إلى ما قبل يوم الحشر فقط.[74]

5 – ب: التحليل والمناقشة:

الشيخ السعيدي ذكر أجوبة ثلاثة للاعتراض المذكور كما رأينا، فجوابه الأول رائع ولا يَعرف أحد وقت النفخة وإقامة الساعة ولكن هناك أمارات للساعة منها صُغرى وكُبرى فهي تُعرف، أما جوابه الثاني فهو في درجة الاحتمال لأن الشيخ السعيدي لم يذكر له الدليل. ومن المعلوم أنه كيف لا يعرف إبليس "الوقت المعلوم" وقد ورد في القرآن الكريم، والشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم. أما جوابه الثالث فصحّ: أن هذا القول للإمام السُدّي وليس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه الإمام ابن جرير الطبري عن الإمام السُدّي في قول الله تعالى:(قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[75] فلم يُنظره إلى يوم البعث، ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم ينفخ في الصور النفخة الأولى، كقول الله تعالى:(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)[76] فمات.[77] أخرجه الإمام ابن أبي حاتم عن الإمام السدي أيضاً.[78]

فملخّص الكلام بعد القراءة لمعظم التفاسير في هذا الموضوع وجدتُ أنّ الكبار من المفسّرين حسب علمي لم يتكلّموا في هذه القضية في تفاسيرهم مثل الإمام الزمخشري والإمام القرطبي والإمام البيضاوي والإمام أبو السعود والإمام السيوطي وغيرهم. أما الإمام الآلوسي فنقل قول الإمام الرازي المذكور بدون ذِكر اسمه وسكت عن التكلّم حوله، فكأنّه وافق الإمام الرازي. بعد النظر في الأقوال أقول: أنّ جواب الإمام الرازي أقوى من أجوبة الشيخ السعيدي. والله أعلم

6 – أ: الاستدراك الثالث:

قول الله تعالى:"وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيم".[79]

يذكر الإمام فخر الدين الرازي في تفسير هذه الآية الإشكال فيقول: أن في قول الله تعالى في هذه الآية المذكورة حكاه الله عن الكفار، وكان هذا كلام الكفار وهو من جنس نظم القرآن فقد حصلت المعارضة في هذا القدر، وأيضا حُكي عنهم أنهم قالوا في سورة الإسراء قول الله تعالى:(وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا. أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا)[80] وذلك أيضا كلام الكفار فقد حصل من كلامهم ما يُشبه نظم القرآن الكريم ومعارضته، وذلك يدلّ على حصول المعارضة.

ثم أجاب الإمام الرازي عن الإشكال المذكور فقال: "أنّ الإتيان بمثل هذا القدر من الكلام لحصول المعارضة لا يكفي، لأنه كلام قليل ولا يتبيّن فيه وجوه الفصاحة والبلاغة، وهذا الجواب لا يتمشّى إلا إذا قلنا التحدّي ما وقع بجميع السُور، وإنما وقع بالسورة الطويلة التي يظهر فيها قوة الكلام".[81]

استدرك الشيخ غلام رسول السعيدي على الإمام فخر الدين الرازي في تفسير هذه الآية فيقول: في رأي هذا الجواب لا يصِحّ لأنّ جميع السُور للقرآن الكريم معجزة ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله صغيراً كان أو كبيراً. ومن المعلوم أن آيات القرآن الكريم جميعاً معجزة وليس في استطاعة أحد أن يأتي بمثله، وما نقله سبحانه وتعالى من كلام الكفار في الآيات هنا، فهو ليس من كلامهم أصلاً بل عبّر عنه سبحانه وتعالى في كلامه الفصيح والبليغ لأنّهم لايستطيعون أن يتكلّموا به، في الحقيقة هذا كلام الله جل جلاله وليس من كلام الكفار وقد صاغه الله تعالى في كلامه البليغ وعبّر عنه.[82]

6 – ب: التحليل والمناقشة:

حسب علمي ما وجدتُ أحد من المفسّرين تكلّم في هذا الموضوع على سبيل المثال الإمام الطبري الإمام ابن أبي حاتم الإمام الزمخشري الإمام البيضاوي الإمام القرطبي الإمام أبو السعود الإمام ابن عاشور الإمام الزحيلي الإمام الآلوسي وغيرهم. أما جواب الإمام الرازي عن الإشكال المذكور: "أن الإتيان بمثل هذا القدر لا يكفي للمعارضة"، فكأن قوله يوافق أو يؤيّد من ما تحدّى به الله تعالى في القرآن الكريم ثلاث مرّات، ففي المرّة الأولى جاء التحدّي عن الإتيان بمثل جميع القرآن الكريم كما قال الله تعالى:(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ)[83]، وفي المرّة الثانية كانت التحدّي عن عشر سُور كما قال الله تعالى:(قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ)[84]، وفي الأخير قال الله تعالى:(فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ).[85] ولكن مع ذلك قول الشيخ السعيدي رائع جِداً وقد جاء بتوجيه جيّد لأن الله جل جلاله صاغ كلام الكفار في عبارته وعبّر عنه ولكن هو لم يذكر له دليلاً، ومع ذلك قوله يؤيّد بقول الشيخ رشيد رضا[86] لأنه يقول: "وما يَحكِيه القرآن الكريم من أقوال المشركين وغيرهم قد يكون بالمعنى دون نص اللفظ، كما هو المعتاد بين الناس، وقد يكون نظمه مع أدائه للمعنى بدون إخلال مما يَعجِز المحكي عنهم عن مثله، وقد يتعين هذا في الكلام الطويل الذي يتحقق بمثل الإعجاز".[87] بعد النظر في أقوال المفسرين أقول: في رأي القول الراجح هو قول الشيخ السعيدي. والله أعلم

7 – أ: الاستدراك الرابع:

قول الله تعالى:"سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ".[88] 

يرى الإمام فخر الدين الرازي معنى الكلمة "يتكبّرون": "أنهم يرون أنهم أفضل الخلق وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم وهذه الصفة أعني التكبر لا تكون إلا لله تعالى، لأنه هو الذي له القدرة والفضل الذي ليس لأحد فلا جَرَم يستحَقّ كونَه متكبّرا"، ثم نقل الإمام الرازي قول الإمام الماوردي[89]: "التكبر: إظهار كِبر النفس على غيرها".[90] ثم يقول الإمام الرازي: "صفة التكبّر صفة ذمّ في جميع العباد وصفة مدح في الله عزّوجل، لأنّ الله يستحق إظهار ذلك على من سواه لأن ذلك في حق الله تعالى حق. وفي حق غير الله تعالى باطل".[91]

استدرك الشيخ غلام رسول السعيدي على الإمام فخر الدين الرازي في تفسير الكلمة "التكبر" فقال في تفسيره بعد نقل قوله المذكور: أن قول الإمام الرازي في معنى التكبّر صحيح ولكن المعنى الشرعي للتكبر هي التي ما يُستفاد من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قال: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ" قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ".[92] وقد استدلّ الشيخ السعيدي بحديث آخر للتوضيح ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ، وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلَّا جعله الله عزّوجل فِي النَّارِ". فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه بَكَى، فَقَالَ الرسول صلى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ لِمَ تَبْكِي؟ "فَقَالَ: مِنْ كَلِمَتِكَ. فَقَالَ: "أَبْشِرْ فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ". قَالَ: فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا فَغَزَا فَقُتِلَ فِيهِمْ شَهِيدًا.[93] هكذا عن ابن عباس رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُحِبُّ الْجَمَالَ بِحْمَالةُ سَيْفِي، وَبِغْسَلُ ثِيَابِي مِنَ الدَّرَنِ، وَبِحُسْنِ الشَّرَاكِ وَالنِّعَالُ، فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ أَعنِّي، إِنَّمَا الْكِبْرُ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ، وَغَمِصَ النَّاسَ. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَا السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ؟ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وآله سلم: السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ فَيُنْكِرُ ذَلِكَ، وَيَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَيَأْمُرُهُ رَجُلٌ بِتَقْوَى اللَّهِ فَيَأْبَى، وَأَمَّا الْغَمْصُ فَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ النَّاسَ شَامِخًا بِأَنْفِهِ، وَإِذَا رَأَى ضُعَفَاءَ النَّاسِ وَفُقَرَاءَهُمْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَجْلِسْ إِلَيْهِمْ مَحْقَرَةً لَهُمْ، فَذَلِكَ الَّذِي يَغْمِصُ النَّاسَ. فَقَالَ الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَقَعَ ثَوْبَهُ، وَخَصَفَ نَعْلَهُ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ، وَعَادَ الْمَمْلُوكَ إِذَا مَرِضَ، وَحَلَبَ الشاة فقد برئ مِنَ الْعَظَمَةِ".[94]

7 – ب: التحليل والمناقشة:

نذكر أقوال الأئمة المفسّرين في هذه القضية المذكورة وهي: الإمام الراغب الأصفهاني يقول: "أن الكِبر هو الحالة التي بها يتخصّص البشر من إعجابه بنفسه، وأن يَرى ذلك الإنسان نفسه أكبر من سواه، ثم يقول: أما أعظم التكبر هو التكبر على الله عزّوجل بالامتناع من قَبول الحق والإذعان من عبادة الله تعالى"، ثم ذكر للاستكبار وجهين:* الوجه الأول: "تحرّي البشر طلبه أن يكون كبيراً ، وذلك متى كان على ما يجب، وفي المكان الذي يجب، وفي الوقت الذي يجب فمحمود"،

  • الوجه الثاني: "أن يتشبّع فيظهر من نفسه ما ليس له، وهذا هو المذموم".[95]

يذكر الإمام الزمخشري في تفسيره هذه الآية الكريمة وجهين: "أن يكون حالاً بمعنى يتكبّرون غير مُحقين، لأنّ التكبّر بالحق لله تعالى وحده. وأن يكون صلة لفعل التكبر، أي يتكبرون بما ليس بحق وما هم عليه من دينهم".[96] ويقول الإمام القرطبي: أنهم يَرون أنفسهم أفضل الخلق ولكن ظنّهم هذا باطل، ولأجله قال الله تعالى:{بِغَيْرِ الْحَقِّ} فلا يتبعون رسولاً ولا يصغون إليهم بسبب تكبّرهم.[97] تفسير الإمام ابن عطية الأندلسي[98] والإمام البغوي[99] وأبو الليث السمرقندي لهذه الآية الكريمة يوافق تفسير الإمام الرازي. يقول الإمام البيضاوي: "الذين يتكبّرون في الأرض بالطبع على قلوبهم فلا يتفكّرون فيها ولا يعتبرون بها".[100] الإمام الآلوسي يقول بعد نقل قول الإمام أبو السعود: التكبر بحق ليس إلا لله تعالى كما في الحديث القُدسي: "يَقُولُ اللَّهُ تعالى: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ".[101] ثم أؤّل الإمام الآلوسي كلام الإمام الرازي فقال: "وأنت تعلم أن هذا تكبّر صورة وليس حقيقة فلعلّ هذا القائل يقصد به: أن التقييد بما ذُكر لإظهار أنهم يتكبّرون حقيقة".[102]

أقول بعد النظر في أقوال المفسّري الكبار: بعد النظر في أقوال الأئمة الكبار فهمنا أن معظم المفسرين يُفسّرون هذه الآية وفق تفسير الإمام فخر الدين الرازي لأنه توضيحات لغوية جميعاً، أما قول الشيخ السعيدي فتوضيح شرعي كما قال به هو أيضاً. فخلاصة الكلام موقف الإمام الرازي والشيخ السعيدي كلاهما صحيح، أما الأول فتعريف لغوي للتكبر وأما الثاني فشرعي، ولكن المقصود من الكِبر في هذا المكان هو ما قال به الإمام الرازي كما اختاره المفسّرين الكبار. والله أعلم

8 – أ: الاستدراك الخامس:

قول الله تعالى:"فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا".[103] 

يرى الإمام فخر الدين الرازي في تفسير قول الله تعالى:(أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا): أنه لا يجوز لموسى عليه السلام أن يظنّ أن الله عزّوجل يُهلك قوماً بذنوب غيرهم، وقد قال الله تعالى:(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).[104] ثم يقول: لأجل هذا يجب التأويل في هذه الآية الكريمة، وفيه قولان: * القول الأول: أنه استفهام بمعنى الجَحد، وأراد أنك لا تفعل ذلك. كما تقول: أتُهين من يخدمك؟ أي لا تفعل ذلك.

  • القول الثاني: قال الإمام المُبرِّد[105]: هو استفهام استعطاف، أي لا تُهلكنا.[106]

استدرك الشيخ غلام رسول السعيدي على الإمام الرازي في تفسير هذه الآية فيقول: يمكننا أن نُجيب عن الاعتراض المذكور: أن موسى عليه السلام كان لا يزعم أن الله جل جلاله يبتليه بشيء بل كان يريد أن يستشفع بكلامه لهؤلاء سبعين من أناس بني إسرائيل الذين هُلكوا بالرعد بسبب جَهلهم وسَفههم، ولأجل هذا جعل موسى عليه السلام نفسه كوسيلة في ما بينهم، أنه لا شكّ في كون هؤلاء الناس مقصّرين ومُذنبين ولكن في عقابهم اختبار أو ابتلاء لموسى عليه السلام؛ لأن بني إسرائيل سيُمسكونه ويسألونه عنهم، فدعا موسى إلى الله عزوجل وأناب إليه لأن يُحيِيَهم.[107]

8 – ب: التحليل والمناقشة:

الإمام ابن الجوزي[108] يقول: "أن هذا الاستفهام هنا على تأويل الإنكار إذ أراد لست تفعل ذلك".[109] فكأنّه وافق الإمام الرازي، وهكذا الإمام القرطبي يقول: أن موسى عليه السلام عرف أن الله تعالى لا يُهلك أحد بذنب غيره، ولكنّه كقول عيسى عليه السلام لما سأله عن قومه فأجاب قول الله تعالى:(إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ)[110] الإمام الزمخشري يقول: ولما كانت الرجفة قال موسى عليه السلام قول الله تعالى:(رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ) "وهذا تمنٍّ منه للإهلاك قبل أن يَرى ما رأى من تبعة طلب الرؤية، على سبيل المثال النادم على الأمر يقول لما رأى سوء المغبة (العاقبة السيئة): لو شاء الله لأهلكني قبل هذا"، وقال بعده: "يعنى أتُهلكنا جميعاً، يعني نفسه وإيّاهم، لأنه إنما طلب الرؤية زجراً للسفهاء".[111] الإمام أبو السعود[112] والشيخ المظهري[113] وافقا قول الإمام الرازي، وهكذا الإمام الآلوسي نقل كلام الإمام الرازي بدون ذِكر اسمه، وقال:"أنّ هذا القول أي أفتُهلكنا قال به بعض من هؤلاء السبعين غير ظاهر وبيّن ولا داعي إليه، والقول بأنّ الداعي ما فيه من التضجر الذي لا يليق بمقام النبوة لا يخفى ما فيه"، ثم يقول: "ولعل مراد القائل بذلك أن هذا القول من موسى عليه السلام يُشبه قول أحد السبعين فكأنّه قاله على لسانهم لأنّهم الذين أصيبوا بما أصيبوا به دونه".[114] الإمام البيضاوي[115] والشيخ ابن عاشور[116] حسب علمي لم يتكلّما في هذا الموضوع.

خلاصة الكلام: أقول بعد النظر في أقوال العلماء: أن ما قال به الإمام الرازي فعليه معظم المفسّرين أما قول الشيخ السعيدي فلم أجده لأحد غيره إذا الترجيح يكون لقول الإمام فخر الدين الرازي. والله أعلم

9 – أ: الاستدراك السادس: قول الله تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ".[117]

يرى الإمام فخر الدين الرازي في تفسير قول الله تعالى (وَلَهُ يَسْجُدُونَ): يفيد الحصر ومعناه: أنهم لا يسجدون لغير الله تعالى. ثم ذكر عليه الاعتراض: فكيف الجمع بينه وبين قول الله تعالى:(فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)[118] والمراد أنهم سجدوا لآدم عليه السلام؟ وأجاب: الذين سجدوا لآدم ملائكة الأرض. فأما عظماء ملائكة السموات فلا، إذا فيكون محلّ الإثبات والنفي على حدة. ثم يقول الإمام الرازي: قول الله تعالى:(وَلَهُ يَسْجُدُونَ): يفيد أنهم ما سجدوا لغير الله تعالى، فهذا يفيد العموم. العموم أما سجدة الملائكة لآدم عليه السلام فخاص وكما هنا قاعدة معروفة أن الخاص يكون مقدّماً على العام..[119]

استدرك الشيخ غلام رسول السعيدي على الإمام فخر الدين الرازي في تفسير هذه الآية وقال: أنّ عَظمة الإمام الرازي مُسلّم ولكن الجواب لهذا السؤال المذكور هو: أنه نُفيَ في هذه الآية سجدة عبادة أي الملائكة لا يسجدون غير الله تعالى سجدة عبادة، أما سجدة الملائكة لآدم عليه السلام بإذن الله تعالى فهو سجدة تعظيمٍ، فلا حاجة لهذا القول: "أن ملائكة الأرض الذين سجدوا لآدم عليه السلام فقط"، وقد صرّح بها في القرآن الكريم في قول الله تعالى:(فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلَّا إِبْلِيسَ)[120] والمراد منه أن الملائكة كُلّهم سجدوا لآدم عليه السلام إلاّ إبليس لم يسجُد. ثم استدلّ الشيخ السعيدي بقول الإمام الرازي ما قاله في تفسير سورة البقرة: إن جميع الملائكة مأمورون بالسجود لآدم وهو مذهب الأكثرين واحتجّ عليه الجُمهور بدليلين كما يلي: * الدليل الأول: أن لفظ الملائكة صيغة الجمع وهي تفيد العموم لاسيما وقد وردت هذه اللفظة مقرونة بأكمل وجوه التأكيد كما قل الله عزّوجل: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ).

  • الدليل الثاني: الثاني: هو أن الله تعالى استثنى إبليس منهم واستثناء الشخص الواحد منهم يدلّ على أن من عدا ذلك الشخص كان داخلاً في ذلك الحكم، ثم يقول الإمام الرازي: وبعض الناس أنكروه فقالوا: المأمورون بهذا السجود هم ملائكة الأرض واستعظموا أن يكون أكابر الملائكة مأمورين بذلك.[121]

ثم يقول الشيخ السعيدي بعد الاستدلال المذكور: أنّ الملائكة عليهم السلام جميعاً سجدوا لآدم عله السلام سجدة تعظيمية لأنّ الملائكة لا يسجدون غير الله جل جلاله سجدة عبادة وكما يقتضيه سياق الكلام وقد ورد في هذه الآيات تأكيد وتحريض لعبادة الله تعالى أن الملائكة يعبدون الله تعالى ويسجدونه فقط ولا يسجدون غير الله سبحانه وتعالى وهذا هو الجواب الصحيح.[122]

9 – ب: التحليل والمناقشة:

الكبار من المفسّرين مثل الإمام الطبري والإمام ابن أبي حاتم والإمام الزمخشري والإمام البيضاوي والإمام أبو السعود والإمام القرطبي والإمام ابن كثير والإمام المظهري والإمام الآلوسي[123] والشيخ الشعراوي رحمهم الله تعالى حسب ما عرفتُ سكتوا عن التكلّم في هذه القضيّة، ولكن يقول الإمام ابن تيمية[124]: جميع الملائكة سجدوا لآدم عليه السلام كما قال الله تعالى:(فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) وهذه ثلاث صِيغ مقررة للاستغراق والعموم؛ وهي كما يلي:* الأول: لأن قول الله عزّوجل:(الْمَلَائِكَةُ) يتطلّب جميع الملائكة؛ فإنّ اسم الجمع المعرف بالألف واللام يقتضي العموم،

  • الثاني: قول الله تعالى:(كُلُّهُمْ) وهذا من أبلغ العموم،
  • الثالث: قول الله تعالى:(أَجْمَعُونَ) وهذا توكيد للعموم.

ثم يقول الإمام ابن تيمية: "فمن يقول إنه لم يسجد لآدم عليه السلام جميع الملائكة؛ بل ملائكة الأرض فقد ردّ القرآن الكريم بالكذب والبهتان وهذا القول ومثله ليس من أقوال المسلمين والنصارى واليهود؛ وإنما هو من أقوال الملاحدة المتفلسفة الذين يجعلون "الملائكة" قُوى النفس الصالحة "والشياطين" قُوى النفس الخبيثة، ويجعلون سجود الملائكة طاعة القوى للعقل وامتناع الشياطين عِصيان القوى الخبيثة للعقل".[125]

خلاصة الكلام: رأينا بعض الأقوال في هذه القضية ولكن توجيه الشيخ السعيدي أحسن لأنّ سياق الآية يقتضيه بحيث أن المقصود بالسجدة هنا سجدة عبادةٍ وليس سجدة تعظيمٍ أما سجدة الملائكة لآدم عليه السلام فهو سجدة تعظيمٍ، وظاهر الآية كما قال الإمام الرازي يقتضي التأكيد لجميع الملائكة ولا ينبغي فيه تمييز أو تخصيص لملائكة السماء أو الأرض. إذا القول الراجح هو قول الشيخ السعيدي. والله أعلم

10- الخاتمة:

بعد هذه الرحلة العلمية وصلنا إلى بعض النتائج أريد أن أقدمها فيما يلي:* الاستدراك هو التصحيح والإرشاد وتكميل ما نقص من العلماء السابقين وإزالة لبس في كتبهم.

  • الاستدراك من خصوصية علماء هذه الأمة، وبه يستفيد القارئ حتى يَصلَ إلى مقصود الكلام.
  • تفسير مفاتيح الغيب للإمام الرازي له مكانة مرموقة عند المفسرين وموسوعة في تراث التفسير.
  • لقد استدرك العلماء على الإمام فخر الدين الرازي في عدّة قضايا يزيد بذلك قيمة قضايا استدراكاً وتزيد بذلك قيمة التفسير الرازي العلمية.
  • استدرك الشيخ غلام رسول السعيدي على الإمام الفخر الرازي بحيث يتمكّن القارئ على استفادة تامة من تفسير الرازي بدون أن ينقطع في خَلَط أو لَبَس.
  • فهمنا من دراسة هذه الاستدراكات أن العلماء والكبار لا يختلفون في القضايا لإتباع الهوى أو بسبب العصبية سواء كان للمذهب أو لغيره بل كانوا يريدون التوصل إلى الأصوب والأحق.
  • تظهر من هذه الاستدراكات طريقة الاختلاف بين العلماء، وما عندهم التزام على الأدب واحترام للآخر ولرأيه.
  • ترجيح الباحث أحيانا يكون لقول الإمام الرازي وأحيانا لقول الشيخ السعيدي حسب موقف كبار المفسّرين والعلماء في القضية.

حوالہ جات

  1. . الكهف، الآية 1
  2. .الإسراء، الآية 88
  3. . الجن، الآية 2
  4. .الإسراء، الآية 9
  5. .النحل، الآية 89
  6. .الحِجر، الآية 9
  7. .هو الحسين بن محمد بن المفضل الأصفهاني أبو القاسم (502هـ الموافق 1108م) المعروف بالراغب: كان أديباً ومن العلماء والحكماء. أصلاً كان من أصبهان، وسكن بغداد، كان يُقرن الإمام الغزالي. من كتبه المفردات في غريب القرآن، والذريعة إلى مكارم الشريعة ... يُنظر الإمام الذهبي، سير أعلام النبلاء. (مؤسسة الرسالة. الثالثة 1405هـ الموافق 1985م)، 13: 341 وخير الدين الزركلي، الأعلام (دار العلم للملايين 2002م) 2: 255
  8. .يونس: 90
  9. .الأنعام،: 103
  10. .القلم: 49
  11. . الأعراف: 38
  12. .الإمام الراغب الأصفهانى، المفردات في غريب القرآن (بيروت، دار القلم، الدار الشامية، 1412هـ)، ص 312
  13. .هو أبو القاسم الزّمخشري محمود بن عمر الخوارزمي (467– 538هـ الموافق 1075– 1144م)، له تمهّر في النحو واللغة والتفسير، كان من المعتزلة. ولد بزمخشر (خوارزم)، سافر إلى مكة فجاور بها زمنا فلقّب بجار الله. من كتبه تفسير الكشاف، والفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، (بيروت، دار ابن كثير، 1406هـ - 1986م)، 6: 194 – 198 والزركلي، الأعلام، 7: 178
  14. .الإمام الزمخشري، أساس البلاغة، (بيروت، دار الكتب العلمية، 1419هـ/ 1998م)، 1: 285
  15. .مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى، وأحمد الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد النجار)، المعجم والوسيط، (دار الدعوة)، 1: 281
  16. .هو أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري (321 - 405ه الموافق 933 - 1014م) الحافظ الكبير المشهور بـ الحاكم، من أكابر حفاظ الحديث وأصحاب المصنفات. ولد وتوفي في نيسابور ثم رحل إلى العراق. ولّي قضاء نيسابور، له تمهر في معرفة الصحيح من السقيم في الأحاديث. من كتبه: المستدرك على الصحيحين، تاريخ نيسابور، المدخل في أصول الحديث ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 5: 33 – 35 والزركلي، الأعلام، 6: 227
  17. .نايف بن سعيد الزهراني، استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى دراسة نقدية مقارنة، رسالة الماجستير، (المملكة العربية السعودية الدمام، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، 1430ه)، 15 – 16
  18. .هو الحافظ جلال الدّين عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي (849 - 911هـ الموافق 1445 - 1505م) كان محقّقا ومدقّقا، ولد ونشأ في القاهرة يتيماً. من كتبه: الخصائص والمعجزات النبويّة، الكتاب الكبير، الدر المنثور في التفسير بالمأثور... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 10: 74 – 75 والزركلي، الأعلام، 3: 301
  19. .هو محمود بن عبد الله شهاب الدين الآلوسي، (1217- 1270هـ الموافق 1802- 1854م) أبو الثناـء، له تمهّر في التفسير، والحديث، والأدب، ولد ببغداد، مولده ووفاته فيها. كان سلفيُ الاعتقاد، وكان من المجتهدين. من كتبه روح المعاني في التفسير، ومقامات في التصوف والأخلاق ... والزركلي، الأعلام، 7: 176 – 177
  20. .يُنظر ترجمته مفصلاً: ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، (بيروت، دار صادر، 1900م)، 2: 248 – 252 وابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 7: 40 وتاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، (هجر للطباعة والنشر والتوزيع، 1413ه) 8: 86 وابن الأثير، الكامل في التاريخ، (بيروت، دار الكتاب العربي، 1417هـ الموافق 1997م)، 10: 275 وشمس الدين الداوودي، طبقات المفسرين، (بيروت، دار الكتب العلمية)، 2: 217 – 218
  21. .هو أحمد بن علي الكناني المشهور بـ ابن حجر العسقلاني، (773 - 852هـ الموافق 1372 - 1449م) كنيته أبو الفضل: من أصحاب العلم والأدب والشِعر والحديث والتاريخ. ولد في عسقلان، فلسطين. من كتبه الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، الإصابة في تمييز أسماء الصحابة، وتهذيب التهذيب في رجال الحديث ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 9: 395 – 399 والزركلي، الأعلام، 1: 178 – 179
  22. .هو أحمد بن محمد بن أبي الحرم المخزومي القرشي، (645 - 727هـ الموافق 1247 - 1327م): فقيه ومفسّر، شافعي، من أهل (قَمولة) مصر. تعلّم بالقاهرة والقوص. وولّي نيابة التدريس والأحكام. من كتبه: شرح أسماء الله الحسنى، شرح مقدمة ابن الحاجب، جواهر البحر... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 8: 135 والزركلي، الأعلام، 1: 222
  23. .ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، (الهند، مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1392هـ/ 1972م)، 1: 359
  24. .حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، (بغداد، مكتبة المثنى، 1941م)، 2: 1756
  25. .الدكتور محمد حسين الذهبي، التفسير والمفسرون، (القاهرة، مكتبة وهبة)، 1: 207 – 208
  26. .ابن خلكان، وفيات الأعيان، 2: 249
  27. .يُنظر ترجمته مفصلاً: الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان الفرقان، (لاهور، ضياء القرآن ببليكشنز، 2005م)، في بداية هذا الكتاب معلومات عن حياة الشيخ السعيدي بعنوان: "أحوال وآثار الشيخ العلامة السعيدي، 1: 43 والدكتور محمد عاطف أسلم راؤ، محدّث أعظم باك وهند علامه غلام رسول السعيدي، (كراتشي، ارتقاء فاونديشن انترنيشنال، 2016م)، 45
  28. .الدكتور محمد عاطف أسلم راؤ، محدّث أعظم باك وهند، 130 – 131
  29. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 1: 37
  30. .الأعراف: 2
  31. .يونس: 94
  32. .يُنظر الإمام فخر الدين الرازي مفاتيح الغيب المعروف بـ التفسير لكبير، (بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1420هـ)، 14: 195 والإمام الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، (بيروت، دار الكتاب العربي، 1407ه)، 2: 86
  33. .يونس: 94
  34. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 37
  35. .الحج: 78
  36. .الأنعام: 125 الأصفهانى، المفردات في غريب القرآن للراغب، 1: 227
  37. .الإمام مسلم، الصحيح المسلم، (بيروت، دار إحياء التراث العربي)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، رقم الحديث: 3461 4: 170
  38. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 38
  39. .الإمام مسلم، الصحيح المسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار رقم الحديث: 2865 4: 2197
  40. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 38
  41. .الكهف: 6
  42. .الشعراء: 3
  43. .محمد بن أحمد الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، (بيروت، دار إحياء التراث، 2001م)، 4: 84
  44. .هو محمد بن أحمد الأزهري الهروي (282 - 370هـ الموافق 895 - 981م) أبو منصور: من الأئمة في الفقه واللغة والأدب، ولد بهراة وتوفيّ في خراسان. نُسب إلى جدّه "الأزهر". من كتبه تهذيب اللغة، غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء. يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 4: 379 والزركلي، الأعلام، 5: 311
  45. .أحمد بن فارس القزويني معجم مقاييس اللغة، (دار الفكر، 1399هـ/ 1979م) 2: 50
  46. .هو أحمد بن فارس القزويني الرازي، (329 - 395هـ الموافق 941 - 1004م) أبو الحسين: له تمهّر في اللغة والأدب. أصله من قزوين، وكان يسكن في الرَي وتوفّي فيها. من مؤلفاته مقاييس اللغة، جامع التأويل في تفسير القرآن ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 4: 480 والزركلي، الأعلام، 1: 193
  47. .الإمام ابن منظور الإفريقى، لسان العرب، (بيروت، دار صادر 1414هـ)، 2: 233
  48. .هو جمال الدّين محمد بن مكرّم الأنصاري الإفريقي (630 - 711هـ الموافق 1232 - 1311م) كان إماماً، له تمهّر في اللغة، ومع ذلك كان قاضياً. ولد بمصر، من نسل رُويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، ولي القضاء في طرابلس. من كتبه لسان العرب، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 8: 49 والزركلي، الأعلام، 7: 108
  49. .الإمام مجد الدين الفيروزآبادى، القاموس المحيط، (بيروت، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، 1426هـ /2005م) 1: 183
  50. .هو محمد بن يعقوب مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي (729- 817هـ الموافق 1329- 1415م) أبو طاهر: من أئمة اللغة والأدب والحديث والتفسير. أشهر كتبه القاموس المحيط، والسيرة النبويّة ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 9: 186 – 187 والزركلي، الأعلام، 7: 146 – 147
  51. .مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، 1: 164
  52. .هو محمد بن جرير الطبري، (224 – 310هـ الموافق 839 – 923م) أبو جعفر: كان مؤرخاً ومفسراً وإماماً. ولد في آمل طبرستان، واستوطن بغداد. وكان يجتهد في أحكام الدين ولا يقلد أحداً، من كتبه: أخبار الرسل والملوك يعرف بتاريخ الطبري، وجامع البيان في تأويل القرآن المعروف بـ تفسير الطبري، واختلاف الفقهاء، ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1: 29 – 31 والزركلي، الأعلام، 6: 69
  53. .ابن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، (مؤسسة الرسالة، 1420هـ/ 2000م) 12: 295 - 296
  54. .ابن أبي حاتم، تفسير القرآن العظيم، (المملكة العربية السعودية، مكتبة نزار مصطفى الباز، 1419ه) 5: 1438
  55. .هو أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي (المتوفى سنة 373ه الموافق 983م) الإمام الفقيه المحدث لقبه إمام الهدى. من أئمة الحنفية، والزهاد المتصوّفين. من كتبه: تنبيه الغافلين، وتفسير القرآن، شرح الجامع الصغير ... يُنظر شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، 16: 322 – 323 والزركلي، الأعلام، 8: 27
  56. .الإمام السمرقندي، بحر العلوم، 1: 502
  57. .الإمام الزمخشري، تفسير الكشاف، 2: 86
  58. .هو عبد الله بن عمر ناصر الدين الشيرازي البيضاوي (المتوفى 685هـ الموافق 1286م): كان قاضياً، ومفسراً، ولغوياً. ولد في المدينة البيضاء. من تصانيفه: تفسير البيضاوي، ومنهاج الوصول إلى علم الأصول... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 7: 685 – 686 والزركلي، الأعلام، 4: 110
  59. .الإمام البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، (بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1418ه)، 3: 5
  60. .هو عماد الدّين إسماعيل بن عمر المعروف بـ ابن كثير (701 – 774هـ الموافق 1302 – 1373م) الحافظ الكبير، الفقيه الشافعي. ولد في بصرى ثم انتقل إلى دمشق. كان من أصحاب الإمام ابن تيميّة، ومن مصنفاته: البداية والنهاية، وتفسير القرآن الكريم، وكتاب في جمع المسانيد العشرة ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 8: 397 – 399 والزركلي، الأعلام، 1: 320
  61. .الإمام ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (دار طيبة للنشر والتوزيع، 1420هـ/ 1999م) 3: 387
  62. .هو محمد بن محمد العمادي، المولى أبو السعود (898 - 982ه الموافق 1493 - 1574م): مفسّر لُغوي والشاعر وصاحب الفصاحة والبلاغة. ولد بقُرب القسطنطينية، ودرّس في بلاد متعددة، وتقلّد القضاء. دُفن في جوار مرقد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. من كتبه: تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، وتحفة الطلاب، رسالة في المسح على الخفين ... والزركلي، الأعلام، 7: 59
  63. .الإمام أبو السعود، تفسير أبو السعود المسمى بـ إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، (بيروت، دار إحياء التراث العربي)، 3: 209
  64. .يُنظر شهاب الدين الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (بيروت، دار الكتب العلمية، 1415ه)، 4: 317
  65. .هو الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي الأنصاري الخزرجي (المتوفى 671هـ الموافق 1273م) من كبار المفسرين وكان عالماً على معاني الحديث، وصالح متعبّد. كان من أهل قرطبة. من مؤلفاته: الجامع لأحكام القرآن يُعرف بتفسير القرطبي، والأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، التذكرة بأحوال الموتى ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 7: 584 – 585 والزركلي، الأعلام، 5: 322
  66. .الإمام القرطبي الجامع لأحكام القرآن المعروف بـ تفسير القرطبي، (القاهرة، دار الكتب المصرية 1384هـ/ 1964م)، 7: 166 – 167
  67. .عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، تفسير الدر المنثور، (بيروت، دار الفكر)، 3: 413
  68. .محمد متولي الشعراوي تفسير الشعراوي، (مطابع أخبار اليوم)، 7: 4040
  69. .تفسير القرطبي للإمام القرطبي، ج 7 ص 160
  70. .تفسير الدر المنثور للإمام السيوطي، 3: 413
  71. . الأعراف: 14، 15
  72. .الحِجر: 37، 38
  73. .يُنظر الإمام الرازي، التفسير الكبير، 14: 210 – 211
  74. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 76 – 77
  75. .سورة الحِجر، الآية 36 وسورة ص، الآيتان 80، 81
  76. .الزمر: 68
  77. .لإمام الطبري، تفسير الطبري رقم الحديث: 14360 12: 331 – 332
  78. .ابن أبي حاتم، تفسير ابن أبي حاتم، 7: 2264
  79. .الانفال: 32
  80. .لإسراء: 90- 93
  81. .يُنظر الإمام الرازي، التفسير الكبير، 15: 479
  82. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 625
  83. .الإسراء: 88
  84. .هود: 13
  85. .البقرة: 23 ويونس: 38
  86. .هو محمد رشيد بن علي رضا القلموني (1282 – 1354ه الموافق 1865 – 1935م) كان من أهل بغداد، وكان من أولاد الإمام حسين رضي الله عنه. له تمهّر في الحديث والأدب والتاريخ والتفسير. كان صحافياً، ومن رجال الإصلاح الإسلامي. لازم الشيخ محمد عبده وتَتلمذ له بمصر. توفي في القاهرة. من كتبه: تفسير القرآن الكريم، وتاريخ الأستاذ الشيخ محمد عبده، والوحي المحمدي ... يُنظر الأعلام للزركلي، ج 6 ص 126
  87. .محمد رشيد رضا، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990م)، 9: 545
  88. . الأعراف: 146
  89. .هو علي بن محمد حبيب، أبو الحسن الماوردي (364 - 450هـ الموافق 974 - 1058م): أقضى قضاة عصره. كان من العلماء والباحثين، ولد في البصرة، ولّي القضاء في بُلدان كثيرة. من كتبه أدب الدنيا والدين، الأحكام السلطانية، وتفسير النُكتُ والعُيون ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 5: 218 والزركلي، الأعلام، 4: 327
  90. .الإمام الماوردي، تفسير الماوردي المسمّى النُكتُ والعُيون، (بيروت، دار الكتب العلمية) 2: 261 – 262
  91. .يُنظر الإمام الرازي، التفسير الكبير، ج 15 ص 366
  92. .الإمام مسلم، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه. رقم الحديث: 147 (91) 1: 93 والإمام أبو داود سليمان بن الأشعث، سنن أبي داود، (بيروت، المكتبة العصرية)، كتاب اللباس، باب ما جاء في الكبر. رقم الحديث: 4091 4: 59 والشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 318 – 319
  93. .الإمام ابن حجر العسقلاني، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، (السعودية، دار العاصمة، دار الغيث، 1419هـ)، كتاب المناقب، فضل عبد الله بن قيس الأنصاري رضي الله عنه، رقم الحديث: 4043 16: 414 ويُنظر الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 318 – 319
  94. .الإمام ابن حجر العسقلاني، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، كتاب الأدب، باب ذم الكبر ومدح التواضع، رقم الحديث: 2677، 11: 739 يُنظر الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 318 – 319
  95. .يُنظر الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، 1: 697
  96. .يُنظر الإمام الزمخشري، تفسير الكشاف، 2: 159
  97. .يُنظر الإمام القرطبي، تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، 7: 283
  98. .هو ابن عَطِيّة عبد الحق بن غالب المحاربي (481 – 542هـ الموافق 1088 – 1148م) كان من أهل غرناطة. كان مفسّراً، وفقيهاً، وقوياً في الأدب، عارفاً بالأحكام والحديث والعربية، وكان له شعر. ولّي قضاء كان يُكثر الغزوات في جيوش المسلمين. من كتبه: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، وبرنامج في ذكر مروياته وأسماء شيوخه ... يُنظر شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، 19: 587 – 588 والزركلي، الأعلام، 3: 282
  99. .هو الحسين بن مسعود الفرّاء أبو محمد (436 – 510هـ الموافق 1044 – 1117م) لقبه محيي السنّة. كان من الفقهاء، والمحدثين، والمفسرين. نسبته إلى (بَغَا) من قُرى خراسان. كان سيّدًا، زاهداً، قانعاً. توفّي بمرو الرّوذ. من مصنفاته: التهذيب في فقه الشافعية، وشرح السنة في الحديث، ومصابيح السنة ... يُنظر ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6: 79 – 80 والزركلي، الأعلام، 2: 259
  100. .يُنظر الإمام البيضاوي، تفسير البيضاوي، 3: 34
  101. .الإمام ابن ماجة، سنن ابن ماجه، (دار إحياء الكتب العربية) كتاب الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع، رقم الحديث: 4174 2 1397
  102. . يُنظر الإمام الآلوسي، روح المعاني، 5: 58 – 59
  103. .الأعراف: 155
  104. .الزمر: 7
  105. .هو محمد بن يزيد الثمالي الأزدي، المعروف بـ المِبْرَد (210 - 286هـ الموافق 826 - 899م): إمام اللغة العربية الأدب والأخبار بغداد في زمنه. من كتبه الكامل، المقتضب، إعراب القرآن ... يُنظر سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي، ج 10 ص 546 والأعلام للزركلي، ج 7 ص 144
  106. .الإمام الرازي، التفسير الكبير، 15: 377
  107. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4: 353 – 354
  108. .هو عبد الرحمن بن علي الجوزي القرشي البغدادي، (508 - 597هـ الموافق 1114 - 1201م) كنيته أبو الفرج: علامة في التاريخ والحديث. مولده ووفاته ببغداد. له نحو ثلاث مئة مصنفات منها: زاد المسير في علم التفسير، مناقب عمر بن عبد العزيز، الناسخ والمنسوخ ... يُنظر شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، ج 1 ص 47 والأعلام للرزكلي، ج 3 ص 316 - 317
  109. .الإمام ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، (بيروت، دار الكتاب العربي، 1422هـ) 2: 295
  110. .المائدة: 118 يُنظر الإمام القرطبي، تفسير القرطبي، 7: 295
  111. .يُنظر الإمام الزمخشري، تفسير الكشاف، 2: 164
  112. .يُنظر الإمام أبو السعود، تفسير أبو السعود، 3: 277
  113. .محمد ثناء الله المظهري، التفسير المظهري (باكستان، مكتبة الرشدية، 1412ه) 3: 415
  114. .يُنظر الإمام الآلوسي، روح المعاني، 5: 71
  115. .يُنظر الإمام البيضاوي، تفسير البيضاوي، 3: 36
  116. .هو محمد الطاهر بن عاشور (1296 – 1393ه الموافق 1879 – 1973م) رئيس المفتين المالكيين وشيخ الجامعة الزيتونة وفروعه بتونس. مولده ووفاته ودراسته بها. عيّن شيخا للإسلام مالكياً. كان من أعضاء المجمعين العربيين في دمشق والقاهرة. من كتبه: مقاصد الشريعة الإسلامية، وأصول النظام الاجتماعي، والتفسير التحرير والتنوير ... يُنظر الزركلي، الأعلام، 6: 174
  117. .الأعراف: 206
  118. .الحِجر: 30، ص: 73
  119. .يُنظر الإمام الرازي، التفسير الكبير، 15: 446
  120. .الحِجر: 30، 31
  121. .يُنظر الإمام الرازي، التفسير الكبير،ج 2 ص 448
  122. .الشيخ غلام رسول السعيدي، تفسير تبيان القرآن، 4 522 – 523
  123. .يُنظر الإمام الآلوسي، روح المعاني، 5: 144
  124. .هو تقي الدّين أبو العبّاس أحمد بن عبد الحليم (661 – 728هـ الموافق 1263 – 1328م)، كان يُعرف بابن تيمية، لُقّب بـ شيخ الإسلام، وله تمهّر في كثير من العلوم، وصاحب مصنفات. ولد بحرّان، سمع كتب الحديث من كبار الشيوخ. من كتبه: الجمع بين النقل والعقل، وشرح العقيدة الأصفهانية، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ... يُنظر: ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 8: 142 – 143 والزركلي، الأعلام، 1: 144 – 145
  125. .الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (المدينة النبوية)، المملكة العربية السعودية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1416هـ/1995م)، 4: 345 – 346
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...