Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Al-Idah > Volume 30 Issue 1 of Al-Idah

سورة الكوثر بين الإعجاز البلاغي وتحديات الترجمة |
Al-Idah
Al-Idah

Article Info
Authors

Volume

30

Issue

1

Year

2015

ARI Id

1682060034497_840

Pages

254-276

PDF URL

http://www.al-idah.pk/index.php/al-idah/article/download/209/199

Chapter URL

http://al-idah.szic.pk/index.php/al-idah/article/view/209

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

المقدمة:

الحمدلله رب العلمين، والصلوة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد! فإن القرآن الكريم كان محور حياة المسلمين منذ نزوله على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ لأنه هو الكتاب الذي أخرج الناس من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإسلام وعدله وسموه. ومن ثَمّ كان القرآن محل اهتمام علماء الأمة منذ اللحظة الأولى إلى يومنا هذا. فبعضهم تناولوا بحفظ كلماته وطريقة أدائها، ومنهم من اهتم بتفسيره وبيانه وأسراره وبلاغته ومنهم من اهتم بأسباب نزوله وناسخه ومنسوخه وغيرها من العلوم المختلفة التي تساعد في فهم القرآن الكريم.

ومن أهم ما شغل المسلمين من أمر القرآن تلك الأمور المتعلقة بترجمته إلى لغات شتّى، وقد بدأ الاهتمام بترجمة بعض أجزائه إلى اللغات الأخرى في عصر الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – ومع تقادم العهد ونظرا لحاجة الناس إلى معرفة كتاب الله عز وجل، وكونهم في حاجة ماسة إلى ترجمة القرآن الكريم إلى لغاتهم بدأ الناس يترجمون معاني القرآن الكريم إلى لغات العالم المختلفة- رغم وجود الخلافات بين العلماء في جواز ترجمة القرآن الكريم وعدم جوازها، وإمكان ترجمته إلى اللغات الأخرى وعدم إمكانها- أخيرا أحس العلماء بضرورة ترجمة القرآن الكريم، واعتبروها ضرورة دينية ووسيلة ناجحة لتبليغ حقيقة الإسلام إلى شعوب أخرى. ومن هنا زاد الاهتمام بترجمة معاني القرآن الكريم، فتُرجم القرآن الكريم إلى لغات شتّى في العالم. ومن أهم تلك اللغات اللغة الأردية التي يتكلم بها عشرات الملايين من المسلمين في شبه القارة وغيرها من شتّى بقاع الأرض.

وموضوع هذا البحث يدور حول الإعجاز البلاغي الموجود في سورة الكوثر وتحديات الترجمة. بادئ ذي بدء لا بد من الإشارة السريعة إلى أن الموضوع ذوجهتين: الأولى: تتعلق ببلاغة سورة الكوثر وإيحاءاتها الدلالية الموجودة فيها.

والثانية: تتعلق بمشاكل ترجمة هذه السورة واستيعاب بلاغتها ودلالاتها المعنوية أثناء الترجمة.

من المعلوم أن موضوع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات أخرى موضوع قديم وجديد وقضية حساسة؛ لأن نقل معاني القرآن الكريم إلى لغة أخرى عملية صعبة ومستحيلة أحيانا؛ إذ القرآن الكريم كلام الله تعالى يتحمل المعاني المتناسلة والمتدفقة التي تستحيل للبشر استقصاءهاوإحاطتها. وقد بذل العلماء جهودا جبارة لتسهيل فهم القرآن الكريم لعامة الناس عبر ترجماتهم وتفاسيرهم، ولكن يبقى السؤال هل استطاع هؤلاء العلماء - رغم إخلاصهم الشديد وجهودهم المضنية – الإحاطة بالأسرار القرآنية والجمال القرآني؟ والإجابة بالنفي لأسباب عديدة، سنذكرها - بمشيئة الله تعالى- بإيجاز أثناء الكلام عن تحديات الترجمة.

تناول البحث أقصر سورة من سور القرآن الكريم التي تحدى الله بها العرب أن يأتوا بمثلها ووقع فيها الإعجاز، لأن السورة تشتمل على المعاني العظيمة والحِكَم والأسرار رغم قلة الحروف والكلمات والجمل. وأن البحث عبارة عن دراسة تطبيقية لإثبات إعجاز القرآن الكريم في لغته الأصلية وقصور نقل معانيه وأفكاره إلى لغة أخرى. وذلك بمحاولة إبراز بعض الأسرار البلاغية والإيحاءات الدلالية الموجودة فيها من خلال التدبر والتمعن في دقائقها لاستجلاء صور من إعجاز القرآن الكريم التي تتضمن السورة.

نظرا لهذه الأسباب ولغيرها أراد الباحث أن يتأمل في الأسرار البلاغية والإيحاءات المعنوية في السورة المذكورة مستفيدا من كلام علماء التفسير وعلوم القرآن أولا، ثم يقدم بعض تراجم لهذه السورة التي تمت بيد العلماء الكبار من شبه القارة الهندية باللغة الأردية ليتضح قصور اللغات الأخرى على استيعاب المعاني القرآنية.

من المعلوم أن مفهوم المعجزة وهو قصور عن إدراك ما طُلب منه... فهي ضد القدرة.[1] وقد ذكر الإمام السيوطي تعريف المعجزة قائلا: "أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة" [2]. والمراد بإعجاز القرآن الكريم هوعجز العرب المعاصرين لنزول القرآن الكريم عن معارضته أوالاتيان بمثله مع ما توافر لهم من الملكة البيانية والموهبة البلاغية مع شدة الداعي، واستمرار التحدي، ومع ذلك فقد عجزوا عن مجاراته؛ لكونه نازلا من عند الله -سبحانه وتعالى- (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا). [3]

وقد أشار الإمام عبد القاهر الجرجاني (ت: 471ه) إلى السبب الذي أعجز المشركين من الإتيان بمثله وبيّن خصائص القرآن الكريم قائلا: "مزايا ظهرت لهم في نظمه، وخصائص صادفوها في سياق لفظه، وبدائع راعتهم من مبادئ آياته ومقاطعها، ومجاري ألفاظه ومواقعها، وفي ضرب كل مثل، ومساق كل خبر، وصورة كل موعظة، وتنبيه وإعلام، وتذكير، وترغيب وترهيب، ومع كل حجة وبرهان وصفة وتبيان، وأبهرهم أنهم تأملوا سورة سورة، وعشرا وعشرا وآية آية، فلم يجدوا في الجميع كلمة ينبو بها مكانها، أولفظة ينكر شأنها، أو يُرى أن غيرها أصلح ..... وجدوا اتساقا بهر العقول، وأعجز الجمهور، ونظاما والتئاما واتفاقا وإحكاما، لم يدع في نفس بليغ موضع طمع حتى خرست الألسن أن تدعي وتقول، وخلدت القروم فلم تملك أن تصول". [4]

والكلام عن الإعجاز القرآن الكريم ضرب من ضروب من الإعجاز وخاصية من خصائصه؛ إذ لا تنقضي من عجائبه، فلا يصل الباحث إلى وجه من وجوه إعجازه حتى يتبدى له وجوه أخرى من الإعجاز، وهكذا ولا تصل إلى قراره ولا تستقر في أعماقه. [5]

وقد قرّر الرافعي هذه الحقيقة قائلا: "وما أشبه القرآن الكريم في تركيب إعجازه وإعجاز تراكيبه بصورة كلامية من نظام هذا الكون الذي اكتنفه العلماء من كل جهة، وتعاوره من كل ناحية، وأخلقوا جوانبه بحثا وتفتيشًا، ثم هوبعد ذلك لا يزال عندهم على كل ذلك خلقا جديدا، ومراما بعيدا". [6]ولذا زاد هذا الأمر العلماء إقبالا ونظرا في القرآن الكريم وتعددت الأقوال في بيان إعجاز القرآن، كل بحسب طريقته ونظره ومعتقده، وعلى قدر جهده وطول تأمله، وحسن صحبته للقرآن الكريم. وسيظلّ الباب مفتوحا للعلماء والباحثين، وكل ما كتب حوله فهو بمثابة قطرة من بحر، وغيض من فيض لما حواه القرآن الكريم وما تضمنه من الإعجاز؛ يدل على ذلك قول سراقة: "اختلف أهل العلم في وجه إعجاز القرآن الكريم فذكروا في ذلك وجوها كثيرة كلها حكمة وصواب، وما بلغوا من وجوه إعجازه جزءًا واحدًا من عشر معشاره". [7]

ومن المعلوم أن البلاغة من أهم الوسائل لإدراك إعجاز القرآن الكريم، بل بعضهم قرّروا ألّا سبيل لمعرفة إعجاز القرآن إلا من باب البلاغة ولا طريقة للوقوف على إعجازه إلا من طريق الإلمام بجميع علومها وفنونها علما تطبيقيا. فمن هؤلاء أبو هلا ل العسكري (ت: 395ه)الذي قال: "واعلم – علّمك الله الخير- ودلّك وفيّضه لك .... أن أحق العلوم بالتعلّم، وأولاها بالتحفظ- بعد المعرفة بالله جل ثناؤه- علم البلاغة، ومعرفة الفصاحة، الذي يعرف به إعجاز كتاب الله تعالى .. وقد أغفلنا أن الإنسان إذا أغفل علم البلاغة، وأخل لمعرفة الفصاحة لم يقع عليه بإعجاز القرآن من جهة ما خصه الله به حسن التأليف، وبراعة التراكيب، وما شحنه به من الإعجاز البديع، والاختصار اللطيف، وضمّنه من الحلاوة وجلّله من رونق الطلاوة، مع سهولة كلمها وجزالتها، وعذوبتها وسلاستها إلى غير ذلك من محاسنه التي عجز الخلق عنها، وتحيرت عقولهم فيها". [8]ثم جاء السكاكي (ت: 626ه) وقرّر نفس الحقيقة بقوله: "إن وجه الإعجاز هو أمر من جنس البلاغة والفصاحة، ولا طريق لك إليه إلا بعد طول خدمة هذين العلمين: المعاني والبيان، بعد فضل إلهي من هبة يهبها بحكمه من يشاء، وهي النفس المستعدة لذلك، فكل ميسر لما خُلق له". [9]اتضح من هذا أن إعجاز القرآن الكريم كامن في بلاغته ونظمه وبيانه، فلأجل هذا البيان الذي جاء به القرآن كان معجزا، ومن ثَمَّ كان مجال التحدي هو مساحة البيان وميدانه الرحب.

واخترت سورة الكوثر؛ لأنها أقصر سورة من حيث عدد الكلمات والجمل ولكنها من أعظم سور من حيث المعاني والحقائق، وهي سورة خالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كسورة الضحى والشرح يُسرّى بها عنه ربه، ويعده بالخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه إلى طريق الشكر، ومن ثم فهي تمثل صورة من حياة الدعوة، وحياة الداعية في أول العهد بمكة، صورة من الكيد والأذى للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ودعوة الله التي يبشر بها، وصورة من رعاية الله المباشرة لعبده، وللقلّة المؤمنة معه، ومن تثبيت الله وتطمينه وجميل وعده لنبيه. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان، وحقيقة الضلال والشر والكفران، الأولى: كثرة وفيض وامتداد، والثانية: قلة وانحسار وانبتار... ومن ثم نزلت هذه السورة تمسح على قلبه - صلى الله عليه وآله وسلم - بالروح الندي، وتقرر حقيقة الخير الباقي الممتد الذي اختاره له ربه، وحقيقة الانقطاع والبتر المقدر لأعدائه. [10]

وهي سورة وقع بها التحدي كما أنها تخبر ببعض المغيبات – ويُعد هذا وجها من وجوه الإعجاز [11]- مثل إعطاء الكوثر وهلاك الأعداء وغيرها من الأخبار التي صارت صادقة في أوانها.

التحليل البلاغي للسورة:

قد اشتملت السورة مع قِصَرها على كثير من الأسرار البلاغية، والنكت البيانية فقد تضمنت من مباحث علم المعاني: الإيجاز بنوعَيه: القِصَر والحذف، وخروج الكلام عن مقتضى الظاهر مثل: الالتفات ووضع الظاهر موضع المضمر، ومجيئ الفعل الماضي مكان الفعل المضارع، وكذلك توجد فيها من مباحث علم البيان: التعريض والاستعارة والتشبيه، وكذلك مبحث السجع من مباحث علم البديع. وفيما يلي نحاول تسليط الأضواء على الأسرار البلاغية والإيحاءات الدلالية:

في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ إخبار من الله تعالى بعطائه الجزيل لرسوله - صلى الله عليه وآله وسلّم - والمراد من الكوثر هو الخير الكثير من خير الدنيا والآخرة كما صرّح به العلماء [12]ويدل هذه الكثرة الكاثرة وزن لفظة "الكوثر" فهي على وزن فوعل، والغرض منها الدلالة على المبالغة في الكثرة؛ لأن العرب تسمى كل شيئٍ كثير في العدد أو في القدر كوثرا. [13]وتعريف لفظة الكوثر بالألف واللام إشارة إلى ما يحتويه من الخير الكثير والفضل المطلق الذي لا حصر له ولا عد.

اتضح من كلام العلماء أنّ لفظة الكوثر من إيجاز القصر، بل هي الغاية فيه، لأنها اشتملت على خيري الدنيا والآخرة كما اشتملت على كل المنافع والمصالح الدنوية والأخروية لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم -. اشتملت على كل عطاء في الدارين، فهي عطية عظيمة مسندة إلى رب كبير عظيم، وكل ما ذُكر من قِبَل المفسرين جزء من هذا الكوثر، وليس كله، بل إن محاولة إحصاء هذا العطاء، ومحاولة تحديد هذا الكوثر، إنما هو ضرب من المحال؛ إذ لا أحد يحصي عطاء هذا الرب الكريم، ومحاولة إحصاء معاني الكوثر ضرب من تقليلها وتصغيرها. [14]

بدأت السورة بأسلوب التوكيد ﴿إِنَّا﴾ دلالة على الاهتمام، وفيه إشارة أنه قد أوتي شئ عظيم ويدل على عظيم منزلته عند ربه. وقد اقتلع التوكيد الشك من أصله، ونزُّل المخاطب منزلة المتردد والشاك بعد ذيوع الفرية والكذب أن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلّم - صار أبترًا فجاءت هذه البشارة من خلال هذا التأكيد، لتطرد تلك الشكوك وما وقع في النفوس من الوساوس والهواجس. واستخدم ضمير المتكلم للجمع للتنبيه على عظمة العطية لعظم الواهب سبحانه وتعالى.

وجاءت البشارة من خلال الجملة الاسمية التي تستخدم للدلالة على التحقيق والتقرير، وتدل هنا عِظم هذا الكوثر وديمومته، أي أن هذا الكوثر دائم غير منقطع لأنها من عطايا الكرام، دائمة سالمة من الزوال والانقطاع.

واستخدمت كلمة ﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ دون لفظة "أتيناك" لأن بين الكلمتين فرقًا، لأن "الإيتاء" قد يكون واجبًا، وقد يكون تفضلًا، بخلاف العطاء فهو تفضل محض، وكرم غير متناه لا حدود له[15] وفي ذلك توافق مع دلالة لفظة الكوثر.

واسند العطاء إلى ضمير الجلالة ﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ تعظيما للمعطي، فإذا كان المعطي كريما، فيكون عطاؤه جزيلا كبيرا. ولذا فإن ضمير العظمة مشعر بالامتنان على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلّم - بعطاء عظيم وكذلك كان الكوثر. [16]

وجاء الإخبار عن هذا العطاء بصيغة الماضي للإشارة إلى تحقق وقوعه وللدلالة على أن الكوثر لم يتناول عطاء الآجلة دون العاجلة، ولأن هذا الكلام مسوق مساق البشارة، ومن حق البشارة التعجيل بها والقطع بحدوثها.

استخدم أسلوب الخطاب بــ ﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ ولم يقل "أعطينا الرسول أو النبي" لكي لا يُشعر أن تلك العطية وقعت معللة بذلك الوصف فلما قال ﴿أَعْطَيْنَاكَ﴾ علم أن تلك العطية غير معللة بعلة أصلا، بل هي محض الاختيار والتفضل, وفيه أيضًا من تعظيمه عليه الصلاة والسلام ما لا يخفى. [17]

أما قوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ فهي مترابطة مع ما قبلها؛ لأن الآية الأولى فيها ذكر النعم وفيها ذكر الشكر وهو ربط بين النعم وشكرها، وبين العبادات وموجبها، فكما أعطاه الكوثر فليصل ربه، ولينحر له، وفي الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - للأمة بهذا الأمر في خطاب شخصه مع عصمته - صلى الله عليه وآله وسلّم -. [18]يدل على هذا المعنى (الفاء) في قوله ﴿فَصَلِّ﴾ ففيها الدلالة على التنبيه على شكر النعم ينبغي أن يكون على الفور لا على التراخي، فالمراد بها التعقيب.

ودلت اللام في قوله ﴿ لِرَبِّكَ﴾ على الإخلاص والتجرد لرب العالمين، وفي هذه اللفظة تعريض بكفار قريش، فقد كانت صلاتهم عند البيت مكاء وتصدية كما كان نحرهم للأصنام والأوثان. [19]

وفي إضافة "الرب" إلى ضمير المخاطب تشريف له، وإعلاء من قدره، ومن هنا يتبين أن العدول عن قوله "فصلّ لنا" إلى قوله ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ لأسرار بلاغية ونُكت بيانية عظيمة من تشريف النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقريبه، وفيه تعريض بأنه يربيه ويرأف به. كما أن فيه تاكيدًا لترغيبه عليه الصلاة والسلام في أداء ما أمر به على الوجه الأكمل. [20]

ومن ذلك الالتفات الحاصل من هذا العدول، ولا يخفى بلاغة الالتفات ودلالته في هذا المقام.

ووضع الاسم الظاهر موضع المضمر لإشارة إلى مزيد من العظمة والمهابة للاسم المظهر، فقد تم إظهار لفظة "الرب" لما يتضمنه من معنى الحفظ والعناية والولاية، فهويتولاه ولا يتركه.

واستخدم لفظة "النحر" في قوله ﴿وَانْحَرْ﴾ دون "ضَحّ"؛ لأن التضحية تشمل جميع أنواع بهيمة الأنعام، بخلاف النحر فهو خاص بالإبل، والسّرّ في ذلك أن الصلاة أعظم العبادات البدنية، فقرن بها أعظم أنواع الضحايا، كما أن فيها إشارة إلى أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم- سيكون غنيا بعد فقره وسينحر المائة من الإبل. [21]وسبب تخصيص العبادتين (الصلاة والنحر) لأنهما أفضل العبادات، وأجل القربات؛ لأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله، وتنقله في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله تعالى بأفضل ما عند العبد من الأضاحي، وإخراج المال الذي جُبلت النفوس على محبته والشح به.

ثم قال سبحانه بعد ذلك ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ تصرح الآية أن مبغضك يا محمد ومبغض ما جئت به من الحق والبرهان الساطع هو الأبتر الأقل الأرذل المنقطع ذكره، والحكم عام لكل من اتصف بذلك ممن ذكر وغيرهم؛ وذلك لأنهم كانوا إذا مات ذكور الرجل قالوا بُتر، فلما مات أبناء الرسول - صلى الله عليه وآله وسلّم - قالوا: بتر محمد، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه انقطع ذكره، حاشا وكلا، بل قد أبقى الله تعالى ذكره على رؤوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد، مستمرا على دوام الآباد إلى يوم المحشر والمعاد. [22]

وجاءت هذه الحقيقة بالجملة الاسمية للإشارة إن هذه الحقيقة حقيقة ثابتة دائمة فيهم. وصدّرت الجملة بحرف التأكيد (إنّ) للدلالة على أن هم المبتورون المنقطعون من كل خير، وتلك حقيقة لا تقبل نقاشا ولا جدلا. ثم أكدت الحقيقة بأسلوب القصر في قوله ﴿هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ بتعريف الطرفين لإفادة نفي صفة الأبتر عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - وإثباتها لأعدائه ومبغضه، "لأن من أبغضك من قومك لمخالفتك لهم (هو الأبتر) لا أنت؛ لأن كل من يولد إلى يوم القيامة من المؤمنين فهم أولادك وأعقابك وذكرك مرفوع على المنابر والمآذن، وعلى لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر، يبدأ بذكر الله ويثنى بذكرك، ولك في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف. فمثلك لا يقال له أبتر، وإنما الأبتر هو شانئك المنسي في الدنيا والآخرة، وإذ ذُكر ذُكر باللعن". [23]

والتأكيد في قوله ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ لإزالة زعمهم الباطل الذي استقر في أذهانهم ولتقليب الأمر ولإثبات أن الأبتر حقا هو ذلك الشانئ المبغض لك، ولست أنت يا محمد - صلى الله عليه وآله وسلّم -. ومثل هذه الأمور التي تقلب فيه الأمور، وتحقق فيه الحقائق بحاجة إلى أدلة وبراهين، وبحاجة إلى مؤكدات، لذلك جاءت الآية مؤكد بـ "إن".

واستخدم القرآن الكريم الشانئ بصفة دون ذكر اسم من نزلت فيه لإرادة العموم؛ ليشمل ذلك كل من كان في مثل حاله، فمن قامت فيه صفة البغض والصد والافتراء على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم -، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فمن كان هذا حاله وتلك صفة فهو الأبتر الحقيقي. [24]

وكلمة (البتر) تدل على إيحاءات معنوية؛ وقد وضح شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية "إنه سبحانه وتعالى يبتر شانئ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم- من كل خير، فيبتر أهله وماله، فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته، فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحا لمعاده، ويبتر قلبه فلا يعي الخير، ولا يؤهله لمعرفته تعالى ومحبته والإيمان برسله - عليهم السلام- ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعته، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرًا ولا عونًا، ويبتره من جميع القرب فلا يذوق لها طعاما، ولا يجد لها حلاوة وإن باشرها بظاهره، فقلبه شارد عنها" [25]لأن أصل البتر: الحيوان المقطوع الذنب، والمراد به هنا ما لا يبقي له ذكره، ومن لا يدوم أثره، شبه بقاء الذكر الحسن، واستمرار الأثر الجميل بذَنَب الحيوان من إنه يتبعه، وهو زينة له، وشبه الحرمان منه ببتر الذَنَب وقطعه فهو من لوازمه كما أنها تدل على القبح، وكل من يرى الحيوان مبتور الذنب في مثل هذه الحالة يشمئز ويكرهه ولها دلالة أخرى أن الشانئ حينما وصف الرسول - صلى الله عليه وآله وسلّم - بالقلة والذلة ونعته لنفسه الغلبة، ولكن الله قلب عليه الأمور، فذكر أن العزيز من أعزه الله والذليل من أذله الله، فالكثرة من الكوثر لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلّم - والأبترية والدناءة والذلة للعدوّ فحصل بين أول السورة وآخرها نوع من العلاقة، وربط أخرها بأولها.[26]

إذا تأملنا الجمل في السورة فنجد أن السورة تكوّنت من ثلاث آيات، والجمل كلها مفصولة فيما بينها، وسبب الفصل هو كما الانقطاع بسبب الاختلاف بين الجمل في الخبرية والإنشائية. فالجملة الأولى ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ خبرية، والجملة الثانية ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ إنشائية فبينهما كمال الانقطاع. ولنفس السبب فُصّل بين الجملة الثانية والجملة الثالثة بين قوله ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ بقوله ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ فالأولى إنشائية، والثانية خبرية، فبينهما كمال الانقطاع، وجاء الفصل؛ يشير إلى أن كل آية قائمة بذاتها، منفصلة عن الأخرى، وكان كل واحدة منها بداية جديدة لمعنى مستقل.

ويوجد الوصل في هذه السورة في الآية الثانية في قوله ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ بين جملة (فَصَلِّ)، وجملة (وانحر)، وسبب الوصل بينهما هو كما الاتصال، فكلاهما جملة إنشائية. والسر البلاغي في الوصل هو: ترتب أحدهما على الآخر، وكأنه سبب له، ونتيجة له [27]كما أن في الوصل إشارة إلى أن صلاته ونحره لله رب العلمين، وعلى المسلم أن يجمع بين العبادتين (العبادة البدنية والمالية) وألّا يفرّق بينهما، بل يقوم بهما خالصا لوجهه سبحانه وتعالى.

والسورة خير صورة للإعجاز القرآني؛ لأنها صغيرة في الصورة والشكل وكبيرة في المعنى وأنها ثلاث آيات كل واحدة منها معجزة. فهي بكل واحدة من آياتها معجزة، وبمجموعها معجزة.

من المعلوم أن استقصاء الأسرار البلاغية واستخراج جميع النكات والإيحاءات الموجودة في الأسلوب القرآني أمر مستحيل؛ لأن القرآن الكريم بحر زاخر، ومعين متدفق لا ينضب. وكل ما قيل في البحث فهو جهد بشري قاصر لإظهار شئ من إعجاز هذه السورة، وإن كان إعجاز لا تُعد ولا تُحصى، ولكن نعدّ منها ولا نعددها، ولا أدل على ذلك من قول الرازي "ثم هذه السورة مع علو مطلعها، وتمام مقطعها وتشاكل المقاطع للفواصل، وسهولة مخارج الحروف بحسن التأليف، والتقابل لكل من معانيها بما هو أولى به، واتصافها مما هو طراز الأمر كله، من مجيئها مشحونة بالنكت الجلائل، مكتنزة بالمحاسن غير القلائل" [28]وقول ابن النقيب الذي قال "سورة الكوثر أقصر سورة، وفيها من الألفاظ البديعة الرائقة التي اقتضت بها أن تكون مبهجة، والمعاني المنيعة الفائقة التي اقتضت بها أن تكون معجزة أحد وعشرون، ثمانية في قوله ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ وثمانية في قوله ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ وخمسة في قوله ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾". [29]

تحدّيات الترجمة:

ليس موضوعنا هو الكلام عن فن الترجمة ولا عن تاريخه، إنما همنا هو ذكر التحديات الموجودة في ترجمة القرآن الكريم عامة وفي سورة الكوثر خاصة. وقد تكلم العلماء عن خطورة الترجمة؛ لأن هذا الفن يقتضي أن يكون المترجم "أعلم الناس باللغة المنقولة، والمنقول إليها، حتى يكون فيهما سواء وغاية " أي ولا بد للترجمان أن يكون بيانه في نفس الترجمة في وزن علمه وفي نفس المعرفة. [30]يشترط الجاحظ للمترجم التسوية المعرفية والبيانية بين لغتين (المترجم منه والمترجم إليه)، وهذا صعب جدًا بين نصين بشريين، ومستحيل بين نص إلهي وآخر بشري؛ لأنّ الترجمان لا يؤدي أبدًا ما قاله الحكيم، على خصائص معانيه، وخصائص مذاهبه، ودقائق اختياراته، وخفيات حدوده، ولا يقدر أن يوفيها حقوقها، ويؤدي الأمانة فيها ويقوم بما يلزم الوكيل ويجب على الجَرِيّ، كيف يقدر على أدائها وتسليم معانيها، والإخبار عنها على حقها وصدقها، إلا أن يكون في العلم بمعانيها، واستعمال تصاريف ألفاظها، وتأويلات مخارجها مثل مؤلف الكتاب وواضعه. [31]

ومهما يكن شأن المترجم وكفاءته فإن الأهم هنا والأخطر يتعلق بنص القرآن الكريم، وهو نص خاص، القول فيه من الله تعالى، مدبر الأمر وخالق كل شئ؛ وهو قول معجز، وعليه فإن هذا النص بعد ترجمة لأية لغة أخرى وكيفما كان نوع هذه الترجمة يحتاج إلى بيان وإقرار من أي كان أنه ليس بنص قرآني.

ولذا يستحيل ترجمة القرآن الكريم، لأنه "كلام رب العالمين متعال لا متناه وكوني وأما الترجمة، التي يقدمها فهو قول خفيف ومضمونه متناه ومتلقيه غير كوني؛ [32]لأن معاني القرآن الكريم لا يمكن الإحاطة بها لا في ذواتها ولا في صيرورتها، لأنه معجز بألفاظه وبنظمه وبتراكيبه وبمعانيه ومبانيه، وهو معجز بكل المقاييس اللغوية علو جميع مستويات اللغة من المستوى الصوتي والصرفي والدلالي. ولا يمكن نقل هذا الإعجاز إلى لغة أخرى، وفوق ذلك أن المترجم يخرج من سعة اللغة العربية إلى ضيق لغة الهدف ومن مرونة إلى شدة؛ إذ اللغة العربية تمتاز عن بقية اللغات بسعتها ومرونتها. وما يقوم المترجم، فهومحاولة لنقل هذه المعاني وليس كل المعاني، ولا يمكن للمترجم أن يبرز مراد الله تعالى كاملا؛ لأن هذا خارج عن قدرة البشر.

وقد بُذلت جهود بشرية ضخمة في ميدان ترجمة القرآن الكريم في القديم والحديث باللغات المختلفة في العالم، ولم يستطع أحد من هؤلاء نقل المعاني القرآنية والإيحاءات الدلالية الموجودة فيه، بل اعترفوا بقصور تراجمهم أمام كمال الأسلوب القرآني، وكل ما تُبذل من الجهود في المستقبل سيكون مصيرها مثل مصير الأولين، وهذا خير دليل على أن الله تعالى أعجز العرب عن الإتيان بمثله، كما أعجز الإتيان بترجمة معانيه ودلالاته.

وفيما يلي نقدّم بعض تراجم سورة الكوثر باللغة الأردية [33]التي تمت بيد العلماء الكبار من شبه القارة لتكون هذا دليلا على ما قلنا في السطور السابقة، وتتضح البلاغة القرآنية وضوح الشمس في نصف النهار. واللغة الأردية تعتبر اللغة الأولى من حيث عدد الناطقين بها في العالم الإسلامي، ويمكن أن يقال إنها هي اللغة الثالثة من بين لغات العالم الإسلامي من حيث الأهمية التاريخية والثقافية بعد العربية والفارسية. نظرا إلى ضرورة المسلمين إلى فهم الإسلام بدأ العلماء يترجمون معاني القرآن الكريم، وانتجوا في هذا المجال انتاجا غزيرا، فقد أوصل أحد الباحثين عدد التراجم الأردية إلى ما يفوق مائتين وخمسين ترجمة. [34]

ولا يخفى على كل من له نظرة ثاقبة في الحركة الإسلامية في شبه القارة وجهود علمائها أن هذه البقعة امتازت بخصائص عديدة، منها: حبها الشديد بالقرآن والحديث، ولذا نجد مؤلفات ضخمة وكتبًا كثيرةً في الموضوعات الدينية لا سيما في مجال علوم القرآن والتفسير والأحاديث. وقد قام الإمام ولي الله الدهلوي [35]بترجمة القرآن الكريم باللغة الفارسية باسم "فتح الرحمن"، ثم ترجم ابنه شاه رفيع الدين (1163ه – 1233ه / 1750م – 1818م) باللغة الأردية، وكانت هذه الترجمة ترجمة حرفية، لفظة بلفظة وحرفا بحرف، ويجد القارئ صعوبة في فهم مفهوم القرآن، فقام أخوه شاه عبد القادر (1167ه – 1223ه / 1753م – 1814م) بترجمة القرآن الكريم باسم "موضّح القرآن"، وصاغ الترجمة في جمل هندية أردية خالصة إلى حد ما، وحاول أن يترجم المعاني القرآنية بكل احتياط ودقة، وتمتاز هذه الترجمة بخصائص عديدة، منها:

1- حفظ الترتيب القرآني

2- محاولة ترجمة معاني القرآن الكريم بلغة سهلة

3- الدقة التامة في ترجمة المفردات والرعاية الكاملة لأركان الجملة

4- البراعة الفائقة في إبراز معاني الحروف الجارة والعاطفة [36]وغيرها في الترجمة.

نظرا لهذه الخصائص والأوصاف اشتهرت هذه الترجمة بترجمة مُلْهَمة.

ثم استمرت السلسلة الميمونة بيد العلماء الكبار مثل أحمد رضا خان البريلوي (1272ه – 1340ه / 1856م – 1911م)[37] الذي قام بترجمة القرآن الكريم باسم "كنز الإيمان في ترجمة القرآن" تتسم هذه الترجمة بسمة الاحتياط واستخدم بعض المصطلحات العلمية كما أنه استعمل في ترجمة المحاورات الموجودة في اللغة الأردية، إلا أنه يزيد أحيانا من عنده بعض الكلمات حسب مسلكه. وكذلك كتب الشيخ أشرف علي التهانوي (1280ه – 1362ه / 1863م – 1941م) [38]ترجمة القرآن الكريم باسم "تبيان القرآن"، وقد أكمل الشيخ الترجمة في 1905م. وذكر في مقدمة ترجمته أسباب عمله رغم وجود التراجم باللغة الأردية، وصرّح أنه قام بهذا العمل الجليل؛ لأنه رأى أن بعض الناس قاموا بترجمة القرآن غير مراعين آداب ترجمة القرآن وأصولها ولذا رأيت ضرورة ماسة إلى ترجمة دقيقة التي تراعي آداب ترجمة القرآن وأصولها الثابتة. [39]تتسم ترجمته بالسهولة والدقة إلا أنه يضيف بعض العبارات والجمل داخل ترجمة بين قوسين لمزيد من التوضيح والتسهيل. وترجم أيضا الشيخ عبد الماجد دريا آبادي (1310ه / 1892م) [40]القرآن الكريم وتمتاز ترجمته بالأسلوب الأدبي، ولغتها لغة راقية.

سأختار في هذا البحث أربع ترجمات من هؤلاء المذكورين، الأولى: ترجمة الشيخ عبد القادر والثانية ترجمة الشيخ أحمد رضا خان والثالثة الشيخ أشرف علي التهانوي والرابعة الشيخ عبد الماجد دريا آبادي.

اسم المترجم ترجمة الآيات إلى الأردية تعريب الترجمة
1- الشيخ عبد القادر "ہم نے تجھ کو دی کوثر- سو نماز پڑھ اپنے رب کے آگے اور قربانی کر، بے شک جو بری ہے تیرا، وہی رہا پیچھا کٹا" آتيناك كوثرًا، فصل لربك وضحّ، إن عدوك هو مقطوع الخلف.
2- الشيخ أحمد رضا خان البريلوي "اے محبوب! بے شک ہم نے بے شمار خوبیاں عطا فرمائیں تو تم اپنے رب کے لیے نماز پڑھو اور قربانی کرو- بے شک جو تمہارا جو دشمن ہے وہی ہر خیر سے محروم ہے- أيها المحبوب إنا أعطينا الخصائل الحميدة التي لا حصر لها، فصل لربك و ضحّ إن عدوك هو المحروم من كل خير
3- الشيخ أشرف علي التهانوي "بے شک ہم نے آپ کو کوثر (ایک حوض کا نام ہے اور ہر خیر کثیر بھی اس میں داخل ہے) عطا فرمائی- سو ان نعمتوں کے شکریہ میں آپ پروردگار کی نماز پڑھیے اور قربانی کیجیے- بالیقین آپ کا دشمن ہی بے نام و نشان ہے" إنا أعطيناك الكوثر (وهو اسم لنهر، و يدخل فيه جميع الخيرات)، فصل لربك شكرا لنعمه و ضحّ إن عدوك هو المنسي
4- الشيخ عبد الماجد دريا آبادي "ہم نے آپ کو خیر کثیر عطاکی ہے- سو آپ پروردگار کی نماز پڑھیے اور قربانی کیجیے- یقینا بے نام و نشان ہو کر تو آپ کا دشمن ہی رہے گا" أعطيناك خيرًا كثيرًا، فصل للرب وضحّ، إن عدوك هوالمنسي

إذا تأملنا في تراجم هؤلاء الشيوخ فنجد أنهم كلهم بذلوا جهودهم المباركة لإبراز ترجمة معاني القرآن الكريم، وحاولوا أن تكون ترجمتهم محيطة الأسرار القرآنية ومغطية المعاني، ولكنهم لم يستطيعوا لاستحالة استيعاب المعاني المتدفقة والأسرار المتناسلة الموجودة في النص القرآني. وفيما يلي نقدم من الأسرار البلاغية والنكات الدلالية الموجودة في النص القرآني ونوضّح كذلك وجود هذه الأسرار والنكات أو عدم وجودها في التراجم الأربعة في صورة جدول توضيحي ليمكن للقارئ الفروق بين النص القرآني والترجمة أو الإعجاز البلاغي في النص القرآني وقصور الترجمات.

الأيات القرآنية من الأسرار والدلالات البلاغية في سورة الكوثر ترجمة عبد القادر ترجمة أحمد رضا ترجمة أشرف علي ترجمة الماجدي
إنا أعطيناك الكوثر 1- التوكيد بإنّ لاقتلاع الشك والاهتمام û ü ü û
2- إسناد العطاء إلى ضمير الجمع تعظيما للمعطي وللإشارة إلى جزالة العطاء ü ü ü ü
3- صيغة الماضي للإشارة إلى التحقق والثبوت û û û û
4- اختيار كلمة العطاء في مكان الإيتاء للدلالة على التفضل المحض û ü ü ü
5- استخدام ضمير الخطاب مكان الصفة للإشارة إلى التفضل والاختيار بدون تعليل ü û ü ü
6- الألف واللام الدالة على الخير المطلق والبر û û û û
7- الدلالة على كثرة الكاثرة في كلمة الكوثر ü û ü ü
8- إيجاز القصر ü ü ü ü
9- الجملة الإسمية الدالة على التقرير والثبات والديمومة û û û û
فصل لربك وانحر 1- استخدام الفاء للدلالة على التعليل والتنبيه على شكر النعم ولإفادة الفور لا التراخي û û û û
2- دلالة اللام على الإخلاص والتجرد û û û û
3- الالتفات من ضمير المتكلم في "أعطينا" إلى الخطاب في "ربك" لإفادة التعريض، أي أن العبادة لله وحده دون غيره كما يفعل المشركون. û û û û
4- العدول عن الضمير إلى الاسم الظاهر للإشارة إلى استحقاقه العبادة لأجل ربوبيته ü ü ü û
5- إضافة الرب إلى ضمير الخطاب تشريفا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ü ü ü û
6- اختيار كلمة "النحر" للدلالة على أعظم أنواع الضحايا لمجيئه بعد أعظم العبادات البدنية û û û û
7- حذف اللام في "انحر" للاختصار ü ü ü ü
إنّ شانئك هوالأبتر 1- التأكيد في إنّ لإزالة إنكار المشركين الذين يدعون أن محمدا صار أبترا، فقلبت الآية هذا الأمر ü ü ü ü
2- ذكر الشانئ بصفته دون اسمه للتعميم ليشمل كل من كان في مثل حاله ü ü ü ü
3- دلالة كلمة شانئ على البغض والحقد الشديد û û û û
4- استخدام أسلوب القصر بتعريف الطرفين للإفادة نفي صفة "الأبتر" من رسول واثباته لأعدائه ü ü ü ü
5- تعليل الأمر بالإقبال على شأنه وترك الاحتفال بشانئه على سبيل الاستئناف û û û û
6- الاستعارة في كلمة "الأبتر" û û û û
7- علاقة أول السورة بآخرها بكلمة (الكوثر) و(الأبتر) û û û û
8- مراعاة حق السجع ورعاية الفواصل الذي هو من جملة صنعة البديع û û û û

لا يخفى على كل من يقرأ هذه الترجمات أن آثار أصحابها واضحة فيها؛ لأن الترجمة هي محاولة إبراز معاني الآيات القرآنية حسب فهم المترجم، فترجمة الشيخ عبد القادر تتسم بالإيجاز، وأنه يحاول قدر الاستطاعة أن تكون ألفاظ الترجمة مثل ألفاظ النص القرآني في الكم، وأنه يحاول أن تكون الترجمة دقيقة كل الدقة، ولذا لم يترجم كلمة (الكوثر) بل أبقاها كما هي، لما لها دلالات واسعة ومعاني غزيرة لا يمكن استيعابها في الترجمة. واهتم الشاه عبد القادر كذلك أن يترجم الكلمات التي تحمل المعاني الثانوية بدلالاتها وإيحاءاتها، فمثلا ترجم كلمة (الأبتر) " پیچھا کٹا" (مقطوع الخلف (الذنب))، وهذه الترجمة تغطّي دلالات كلمة (الأبتر) وتحيط بالإيحاءات الموجودة فيها، وترجم كلمة شانئ بــ (بَري) لأن كلمة بَري تغطي الدلالات المعنوية الموجودة في شانئ. والله أعلم. ولغة هذه الترجمة قديمة؛ إذ أنها أول ترجمة في اللغة الأردية ولكنها واضحة إلا في بعض المواضع النادرة.

أما ترجمة الشيخ أحمد رضا خان فهي ترجمة موفقة، إلا أن الشيخ أضاف بعض الأشياء في الترجمة التي لا توجد في النص القرآني فمثلا بدأ بقوله "اے محبوب" أي أيها المحبوب وهذا لا يوجد في سورة الكوثر، ثم ترجم "الكوثر" بالخصائل الحميدة التي لا حصر لها ( بے شمار خوبیاں) وترجمة الكوثر بالخصائل الحميدة غير موفق، في رأيي؛ لأن الكوثر على وزن "فوعل" من الكثرة وقد اختلف العلماء فيها فبعضهم قالوا أن الكوثر هو نهر في الجنة وبعضهم قالوا أن المراد منها القرآن، ولكن الأنسب هوترك الكلمة على عمومها، وهي تشمل جميع خيري الدنيا والآخرة، والغرض منها الدلالة على المبالغة في الكثرة، يدل على ذلك أن العرب تسمى كل شئ كثير في العدد أو في القدر كوثرا. [41]ولا يناسب تقييدها بالخصائل الحميدة. والله أعلم. ثم ترجم الشيخ كلمة (الأبتر) بالمحروم من كل خير ، فهذه الترجمة لا تحيط بالإيحاءات والدلالات الموجودة في الكلمة؛ لأن البتر في الأصل تستعمل للذي قطع ذَنَبه، والمراد به هنا ما لا يبقي له ذكر، ومن لا يدوم له أثر وفيها إشارة إلى الدناءة والذلة لأعداء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

وترجمة الشيخ أشرف علي التهانوي تتسم بالوضوح والتفصيل؛ لأن الشيخ وضح معاني الكلمات بين قوسين فمثلا وضح معنى الكوثر أنه اسم لنهر، ويشمل فيه جميع الخيرات، ثم وضح معنى (الفاء) التي تفيد الترتيب والتعقيب بقوله فصل لربك (شكرًا لنعمه) بحيث أنه أضاف (شكرًا لنعمه)؛ لأن هذا المفهوم كان موجودا في حرف (الفاء) أي إذا كان الله تعالى أنعم بنعمه الكثيرة فيجب عليك الشكر، وأداء الصلاة لله تعالى والقيام بالنحر له نوع من أحسن أنواع الشكر.

أما ترجمة عبد الماجد دريا آبادي فهي ترجمة أدبية، فقد حاول المترجم نقل معاني القرآن الكريم إلى قراء شبه القارة بلغة أدبية راقية.

ولكن يبقى السؤال هل الترجمة تخلق في نفس المتلقي الأثر الذي يخلقه القرآن لقارئه باللغة العربية؟ فالإجابة حتما بالنفي، ولكن الترجمة تنقل لنا رسالة النص وفحواه. ولا يمكن نقل الأسرار البلاغية والمعاني الثانية والدلالات الكامنة وراء الجمل القرآنية.

اتضح من هذا أن الآية القرآنية، والجمل القرآنية يمكن أن تنقل إلى لغة أخرى من حيث وضوح رسالتها ومعناها. ولكن ما لا يمكن نقله هو صورة نظمها وبنيتها والتي تزخر بالمعاني الربانية، وكذلك ما لا يمكن نقله، هو المعاني المتناسلة، والمعاني المتدفقة من نظم القرآن، المعاني التي يهبها اختلاف النظم و أحواله، هذه الأشياء لا يمكن نقلها.

فالترجمة مهما كانت جودتها ودقتها لن تصل إلى معجزة السورة، فالترجمة في أحسن صورها، تفقد السور، خصيصتها، ونظمها، وتركيبها، ومحورها، ووحدتها، وجوهرها، وارتباطها. فالترجمة تفقد السورة الارتباط والعلاقات التي تربط بين أجزائها، بين مقدمتها وخاتمتها، بين السورة التي قبلها وبعدها وبين السور بشكل عام.

الخاتمة:

بعد الجولة الممتعة والتطواف في رحاب هذه السورة الكريمة، والوقوف عند بلاغتها، ونكتها البيانية وتقديم ترجمتها لبعض العلماء المشهورين في شبه القارة باللغة الأردية اتضح أن:

1- سورة الكوثر من أقصر السور القرآنية من حيث الكلمات والجمل ولكنها بحر زاخر ومعين متدفق لا ينضب، وكل ما قُدّم فهو جهد بشري ناقص. وهي سورة معجزة بنظمها، وبأسلوبها البلاغي لما اشتملت عليه من أسرار بلاغية ونكت بيانية جمّة.

2- هذه السورة نموذج حيّ وبارز على إعجاز القرآن الكريم.

3- ترجمة القرآن الكريم إلى لغة أخرى واستيعاب المعاني الموجودة في النص أمر مستحيل؛ لأن هذا فوق طاقة البشر؛ إذ أنه كلام رب العالمين، متعال، لا متناه وكوني، والترجمة قول البشر، خفيف ومضمونه متناهٍ ومتلقيه غير كوني.

4- العرب عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن وعجز المترجمون عن إتيان بترجمة معانيه ودلالاته كما هي موجودة في النص الأصلي.

5- علماء شبه القارة بذلوا جهودا مضنية في سبيل تسهيل فهم القرآن الكريم لأبناء شبه القارة، فقاموا بتراجم عديدة باللغات الحية الموجودة في المنطقة ومن أهم هذه اللغات الغة الأردية، ووجدت ترجمات عديدة من قِبَل العلماء، وهي تدل على إخلاصهم كما أنها تدل على مذاهب العلماء ومسلكهم وأفكارهم.

6- الترجمات الموجودة في شبه القارة اتسمت بسمات عديدة، ولكن الأمر المتفق عليه هو أنهم – رغم محاولاتهم الجادة – لم يستطيعوا إحاطة الأسرار القرآنية لعلو الأسلوب القرآني وكون الاستقصاء والإحاطة بجميع الأسرار القرآنية فوق طاقة البشر.

7- الجدول التوضيحي محاولة متواضعة لإثبات هذه الحقيقة.

8- الخلاصة أنه يمكن نقل بلاغ القرآن للناس، ولكن لا يمكن نقل إعجازه وبلاغته، وهناك ضرورة ماسة لمثل هذه الدراسات التطبيقية التي هي بمثابة الأدلة القاطعة على إعجاز القرآن، وعلى ما تميز به وخير وسيلة لإبراز البلاغة القرآنية والإعجاز هي الدراسات التطبيقية.

في الأخير نتضرع إلى الله تعالى أن يجعل جهودنا المتواضعة مقبولًا عنده ويوفقنا التدبر في كتابه ويرزقنا العمل به فإنه نعم المولى ونعم النصير.

المصادر والمراجع:

1- القرآن الكريم

2- ابن الأثير، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تحقيق: أحمد الحوفي وبدوي طبانة (القاهرة، دار نهضة، مصر)

3- د. أحمد إدريس، الأدب العربي في شبه القارة حتى أواخر القرن العشرين (عين الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، مصر)

4- أشرف علي، الشيخ، مقدمة بيان القرآن (تاج کمپنی لمیٹڈ)

5- ابن تيمية، الإمام، مجموع فتاوى، إعداد: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم (نشر مكتبة ابن تيمية بالقاهرة)

6- الجاحظ، عمروبن بحر (ت: 255ه) الحيوان، تحقيق: عبد السلام هارون (دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1385ه)

7- الجرجاني، عبد القاهر، دلائل الإعجاز، تحقيق: محمود شاكر ( جدة، دار المنى، ط: 3، 1413ه)

8- جميل نقوي، قرآن مجيد کے اردو تراجم (اردو أكاديمي كراتشي، وأدب نما كراتشي)

9- الخطابي، أبو سليمان، بيان إعجاز القرآن، تحقيق: محمد خلف الله أحمد ومحمد زغلول (القاهرة، دار المعارف)

10- الرازي، مفاتيح الغيب المشهور بالتفسير الكبير (بيروت، دار إحياء التراث العربي) 142

11- الرازي، نهاية الإيجاز ودراية الإعجاز

12- الرافعي، مصطفى صادق، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (بيروت، دار الكتاب العربي، 1393ه، ط: 9)

13- الحسن الرماني، النكت في إعجاز القرآن (القاهرة، دار المعارف)

14- الزمخشري، أبو القاسم جار الله محمود، الكشاف في حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل (مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، 1393ه)

15- السكاكي، أبو يعقوب، مفتاح العلوم (بيروت، المكتبة الجديدة)

16- سيد قطب، في ظلال القرآن (دار العلم للطباعة والنشر، جدة، 1406ه، ط: 12)

17- السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القرآن، تقديم وتعليق: ديب البغا (بيروت، دار ابن كثير 1414ه)

18- الشنقيطي، محمد أمين، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (القاهرة، مكتبة ابن تيمية، 1413ه)

19- الشوكاني: محمد بن علي، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير (بيروت، دار الفكر، 1403ه)

20- طه عبد الرحمن، القول الثقيل والترجمة التأصيلية: آفاق و حدود

21- ابن عاشور، محمد بن طاهر بن عاشور، التحرير والتنوير

22- عبد الحئي الحسني(الهند)، نزهة الخواطر

23- د. عبد العزيز حمودة، المرايا المقعرة (عالم المعرفة، مطابع الوطن، الكويت، 2001م)

24- عبد القادر، شاه، مقدمة موضح القرآن (مطبعة قيومي، كانبور، الهند، عام 1331ه)

25- ابن عطية، أبومحمد الأندلسي، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد (بيروت، دار الكتب العلمية، 1413ه)

26- العسكري، أبو هلال، الصناعتين، تحقيق: محمد أبوالفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي (دار الفكر العربي، ط: 2)

27- عمر السلّامي، الإعجاز الفني في القرآن (تونس، مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله، 1980م)

28- ابن فارس، أبو الحسن بن فارس ، معجم مقاييس اللغة ، تحقيق: عبد السلام هارون (بيروت، ط: 1، دار الجيل، بيروت، 1411ه) مادة: عجز وراغب الأصفهاني، إمام، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان (دمشق، دار القلم، ط: 1، 1418ه)

29- أبو علي، الفضل بن الحسن الطبرسي، مجمع البيان في نفسير القرآن (منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم-إيران، 1403ه)

30- ابن كثير، حافظ عماد الدين، تفسير القرآن العظيم (دار السلام، رياض، 1413ه)

31- المراغي، أحمد بن مصطفى، تفسير المراغي (بيروت، دار إحياء التراث).

32- مناع القطّان مباحث في علوم القرآن (بيروت، مؤسسة الرسالة، 1412ه، ط: 18)

33- النسفي، الإمام أبو البركات عبد الله (دار الكتاب العربي، 1408ه)

34- ابن النقيب، مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان و المعاني و البديع و إعجاز القرآن.

35- www.quranurdu.com

  1. - ينظر ابن فارس، أبو الحسن بن فارس ، معجم مقاييس اللغة ، تحقيق: عبد السلام هارون (بيروت، ط: 1، دار الجيل، بيروت، 1411ه) مادة: عجز وراغب الأصفهاني، إمام، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان (دمشق، دار القلم، ط: 1، 1418ه)
  2. - السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القرآن، تقديم وتعليق: ديب البغا (بيروت، دار ابن كثير 1414ه) ج: 4، ص: 3
  3. - ينظر ابن الأثير، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تحقيق: أحمد الحوفي وبدوي طبانة (القاهرة، دار نهضة، مصر) ج: 3، ص: 156
  4. - الجرجاني، عبد القاهر، دلائل الإعجاز، تحقيق: محمود شاكر ( جدة، دار المنى، ط: 3، 1413ه) ص: 89، وينظر الخطابي، أبو سليمان، بيان إعجاز القرآن، تحقيق: محمد خلف الله أحمد ومحمد زغلول (القاهرة، دار المعارف) ص: 70
  5. - ينظر: مناع القطّان مباحث في علوم القرآن (بيروت، مؤسسة الرسالة، 1412ه، ط: 18) ص: 288
  6. - الرافعي، مصطفى صادق، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية (بيروت، دار الكتاب العربي، 1393ه) ط: 9، ص: 146
  7. - عمر السلّامي، الإعجاز الفني في القرآن (تونس، مؤسسات عبد الكريم بن عبد الله، 1980م) ص: 55
  8. - العسكري، أبو هلال، الصناعتين، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي (دار الفكر العربي، ط: 2) ص: 7
  9. - السكاكي، أبو يعقوب، مفتاح العلوم (بيروت، المكتبة الجديدة) ص: 218
  10. - ينظر سيد قطب، في ظلال القرآن (دار العلم للطباعة والنشر، جدة، 1406ه، ط: 12) ج: 6، ص: 2987
  11. - ينظر التفصيل في الحسن الرماني، النكت في إعجاز القرآن (القاهرة، دار المعارف) ص: 11
  12. - الشتقيطي، محمد أمين، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (القاهرة، مكتبة ابن تيمية، 1413ه) ج: 9، ص: 567
  13. - يراجع الشوكاني: محمد بن علي، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير (بيروت، دار الفكر، 1403ه) ج: 5، ص: 502. والمراغي: أحمد بن مصطفى، تفسير المراغي (بيروت، دار إحياء التراث) ج: 12، ص: 253. وابن عطية، أبو محمد الأندلسي، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد (بيروت، دار الكتب العلمية، 1413ه) ج: 5، ص: 529.
  14. - في ظلال القرآن، ج: 6، ص: 2988
  15. - ينظر ابن عاشور، محمد بن طاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، ج: 30، ص: 573
  16. - أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي، مجمع البيان في نفسير القرآن (منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم-إيران، 1403ه) ج: 5، ص: 538
  17. - ينظر التفصيل في التفسير الكبير للرازي، ج: 32، ص: 122
  18. - ينظر الشنقيطي، أضواء البيان، ج: 9، ص: 571 وينظر الزمخشري، أبو القاسم جار الله محمود، الكشاف في حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل (مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، 1393ه) ج: 4، ص: 291
  19. - النسفي، الإمام أبو البركات عبد الله (دار الكتاب العربي، 1408ه) ج: 8، ص: 194
  20. - ينظر التحرير والتنوير لابن عاشور، ج: 3، ص: 574
  21. - الرازي، مفاتيح الغيب المشهور بالتفسير الكبير (بيروت، دار إحياء التراث العربي) ج: 9، ص: 142
  22. - ينظر ابن كثير، حافظ عماد الدين، تفسير القرآن العظيم (دار السلام، رياض، 1413ه) ج: 4، ص: 595
  23. - الكشاف، ج: 4، ص: 291 وينظر التحرير والتنوير، ج: 30، ص: 576
  24. - التحرير والتنوير، ج: 30، ص: 576
  25. - ابن تيمية، الإمام، مجموع فتاوى،مجموع فتاوى، إعداد محمد بن عبد الرحمن بن قاسم (نشر مكتبة ابن تيمية بالقاهرة) ج: 16، ص: 530
  26. - التحرير والتنوير، ج: 30، ص: 576
  27. - ينظر تفسير ابن كثير، ج: 4، ص: 595
  28. - الرازي، نهاية الأيجاز ودراية الإعجاز، ص: 274
  29. - ابن النقيب، مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن، ص: 521
  30. - الجاحظ، عمرو بن بحر (ت: 255ه) الحيوان، تحقيق: عبد السلام هارون (دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1385ه) ج: 1، ص: 76
  31. - الحيوان، وينظر د. عبد العزيز حمودة، المرايا المقعرة (عالم المعرفة، مطابع الوطن، الكويت، 2001م) ص: 112- 113
  32. - طه عبد الرحمن، القول الثقيل والترجمة التأصيلية: آفاق و حدود، ص: 15
  33. - نشأت هذه اللغة نتيجة الاختلاط بين أهل المنطقة الأصليين وبين المسلمين الذين جاءوا من آسيا الوسطى وإيران خلال التاسع والعاشر الهجريين، ثم تطورت تطورًا سريعًا حتى أنها أخذت مكانة مرموقة في القرن الثاني عشر الهجري، وبدأت تحل محل اللغة الفارسية. معظم مفردات هذه اللغة مأخوذة من العربية والفارسية والتركية.
  34. - راجع جميل نقوي، قرآن مجيد کے اردو تراجم (تراجم القرآن الكريم باللغة الأردية) (اردو أكاديمي كراتشي، وأدب نما كراتشي) ص: 37- 72
  35. - هو شيخ الإسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبد الرحيم، غني التعريف في ديار العرب والعجم، ولد في بيت علم وتدين في 1114ه، أخذ العلم عن والده ثم انتقل إلى الحجاز وقضى فيها عامين وأخذ عن شيوخها العلم. كان بحرا في علوم كثيرة، له مؤلفات عديدة أحصى منها عبد الحئ اللكنوي خمسة وثلاثين في مختلف المعارف الإسلامية ... وتوفي 1176ه. ينظر نزهة الخواطر، عبد الحئي الحسني(الهند) ج: 6، ص: 398، ود. أحمد إدريس، الأدب العربي في شبه القارة حتى أواخر القرن العشرين (عين الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط: 3، 1998م) ص: 426
  36. - ينظر عبد القادر شاه، مقدمة موضح القرآن (مطبعة قيومي، كانبور، الهند، عام 1331ه)
  37. - هو ابن مفتي محمد نقي علي خان، ولد في بريلي، وأخذ العلم من مدرسة والده "مصباح العلوم"، وألّف كتبا عديدة: منها فتاوى رضوية وغيرها من الكتب. وكان شاعرا وأديبا. وكان مرشدا ورئيسا للفرقة البريلوية الموجودة في شبه القارة. ينظر: www.quranurdu.com
  38. - ولد في "تهانه بهون" منطقة مظفر نكر، والتحق بدار العلوم ديوبند في 1295ه وتخرّج منها واستفاد من الشيوخ الكبار مثل محمود الحسن الديوبندي والحاج إمداد الله المكي، وهو مشهور بكثرة تصانيفه من التفسير والفقه والتصوف وغيرها من االعلوم الإسلامية.
  39. - أشرف علي التهانوي، مقدمة بيان القرآن (تاج کمپنی لمیٹڈ)، ص: 2
  40. - ولد عبد الماجد دريا آبادي في بلدة دريا آباد، حصل على البكالوريوس في 1912م، وكان مولعا بالقرآءة حتّى عُدّ من كبار علماء الهند المسلمين، كتب تفسيرا باللغة الأردية والإنجليزية، واهتمّ بقضايا الأمة الإسلامية المعاصرة وردّ على الشبهات الواردة من المستشرقين على الإسلام والرسول صلى الله عليه وآله وسلم. توفي في 1977م ببلدة لكنؤ. ينظر الأدب الأردي الإسلامي للدكتور سمير عبد الرحيم، ص: 544.
  41. - ينظر الشوكاني، محمد بن علي، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير (بيروت، دار الفكر، 1403ه) ج: 5، ص: 502
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...