Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Journal of Islamic and Religious Studies > Volume 1 Issue 1 of Journal of Islamic and Religious Studies

ذكرى إقبال في البلاد العربية |
Journal of Islamic and Religious Studies
Journal of Islamic and Religious Studies

Article Info
Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

تمهيد

كل إنسان يموت، وهذا هوحق الحياة على الإنسان، ولكن ليس كل إنسان يخلد، ومن الناس من تنطوي ذكراهم مع آخر قبضة تراب تنثر على قبورهم، ومن الناس من تستمر ذكراهم حية خالدة في ذهن الأجيال المتعاقبة، ومن هؤلاء الأخيار فقيد الإسلام الشاعر الفيلسوف الباكستاني الدكتور محمد إقبال، والعالم الإسلامي يحتفل بذكرى الشاعر الأكبر والفيلسوف المبدع. لقد دأبت الهيئات الدينية والعلمية والثقافية في كل العالم الإسلامي على الاحتفال كل عام بذكراه، فالجامعات العربية ووزارت التربية والتعليم والمحافل الدينية والمراكز الثقافية والسفارة الباكستانية في مختلف البلاد العربية لا يتركون هذه المناسبة تمرّ دون وقفة تأمل وإعجاب بهذا الشاعر الفيلسوف.

إن تحية العظماء في ذكراهم -حسب رأي ظهور أحمد أظهر- فريضة واجبة، في كل زمن، وفي كل وطن، ولا شك هذا من حق إقبال كذلك أن يحتفل بذكراه العاطرة النبيلة العالم كله في كافة أنحاء الدنيا، ومن حقه أن يحتفل بمولده وذكراه الطيبة كل إنسان يحبّ الإنسانية ويحبّ القِيَم الخلقية؛ لأنها فريضة إسلامية وفريضة إنسانية في نفس الوقت، إن إقبال لم يعش لنفسه وحدها، وإنما عاش من أجل جميع الإنسانية، إنه لم يعش لمسلمي شبه القارة وحدهم، وإنما عاش للعالم الإسلامي والعالم الشرقي بل العالم البشري كله.

إنما هذه الاحتفالات مناسبات نستثمرها لتمجيد قدرة الله في أولئك الأفذاذ الذين يصطفيهم الجيل بعد الجيل، فيخصهم بالصفات الاستثنائية العالية، ويفيض عليهم بطرف من حكمته وقبس من نوره، فيتبعون سنن رسله في هدى الناس وتوجيههم إلى بلوغ ما يريدون من خير الإنسانية ليكون من ذلك دافع للشباب في اعتناق الأسوة عنهم والسير على طريقتهم.[1]

وسنذكر في الصفحات التالية الندوات والاحتفالات التي أقيمت بذكرى إقبال، والمنشورات الخاصة به في البلاد العربية.

مصر

كما عرفنا أن التعريف بإقبال وفلسفة وشعره يرجع فضله إلى المصريين، وكثيراً ما احتفلت الهيئات

العلمية والدينية في مصر بذكرى إقبال، ومن هذه الاحتفالات ذلك الاحتفال الكبير الذي أقامته جامعة القاهرة عام 1956م بذكرى وفاته. وهوالاحتفال الذي ألقى فيه صفوة من كبار الشخصيات كلمات عن إقبال، ومنهم:

الدكتور طه حسين وموضوعه: "محمد إقبال الشاعر الذي فرض نفسه على الدنيا وعلى الزمان"
الدكتور محمد حسين هيكل ومقاله: "إقبال شاعر الإسلام"
والدكتور عبد الوهاب عزام ومقاله: "فلسفة إقبال وأساسها"
والأستاذ عباس محمود العقاد ومقاله "فريضة إنسانية"
والأستاذالدكتور محمد كامل مرسي ومقاله "إقبال من أولئك الآحاد"
والأستاذ أحمد حسن الزيات ومقاله "تحية لذكرى إقبال"
والأستاذ فتحي رضوان ومقاله "إقبال الفيلسوف"
والدكتور سليمان حزين ومقاله "ذكرى محمد إقبال"
والدكتور عثمان أمين ومقاله "رسالة محمد إقبال"

ونودّ أن ننقل الأقوال لبعض منهم:

يقول الأستاذ عباس محمود العقاد في تكريم إقبال:

"إن إقبالا هو طراز العظمة الذي يتطلبه الشرق في الوقت الحاضر، وفي كل حين... وفي هذا الزمن وفي الأوطان الشرقية، لا عظمة أولى بالتحية والإحياء من عظمة إقبال... وأمثال إقبال أجمل مثال للعمل بين الواقع والخيال وإنه لهزيل ذلك الرأي الذي يقول إن العمل يستغني عن الخيال، أوأن الخيال من صفات الحالمين وليس من صفات العاملين والعالمين"

ويضيف إلى قوله:

"إذا وجب للعظماء حقهم في كل زمن، وإذا كان هذا الحق أوجب ما يكون على الشرق في هذا الزمن، وإذا نظرنا حولنا نبحث عن مثال...فلذلك المثال هوإقبال، وذكرى إقبال".[2]

وقال الدكتور محمد حسين هيكل في هذه المناسبة:

"نحتفل اليوم مع الباكستان بذكرى شاعرها الأكبر محمد إقبال...ومن حق إقبال أن تحتفل الباكستان بذكراه...ومن حقه أن يذكره في مثل هذا اليوم كل مسلم بل كل مفكر في الوجود. فقد طلع هذا الرجل على العالم الإسلامي، وعلى العالم كله بفلسفة جديدة"([3])

ويقول الدكتور محمد كامل مرسي هذه الكلمات في الحفلة:

"إنه ليطيب لجامعة القاهرة أن يحتفل في دارها بذكرى رجل وهب قلبه وعقله للناس أجمعين، يطيب لها ذلك لا على جهة أن فيه إشادة بذكر ذلك الرجل فإن ذكره الحميد يملأ الأسماع جميعاً، ولا على جهة أن فيه تعظيماً له، فإن إعظامه يملأ القلوب جميعاً، ولوكان ذلك مراراً لأعياد ومحافل مهما تعددت أن تبلغه، وتقصرت الألسنة مهما أفاضت عن أن تصل إليه. فما بالكم بدقائق معدودة يلم كل قائل فيها بكلمة عن رجل عمره في قياس الأثر العتيد والعمل المجيد عمر الخالدين"

وعبر الدكتور عثمان أمين عن مشاعره في الحفل بذكرى إقبال فيفتتح كلمته بقوله: "الدكتور محمد إقبال شخصية جذابة، لها على القراء سحرٌ عجيبٌ. ولعل مرجع ذلك إلى أنه يغوص في المعاني الفلسفية العميقة، فيحسن تناولها وسبكها، ويجليها للناس ببيانه الألمعي وشعره الناصع وتشبيهه الرائع ويجعل كتبه، على غزارة مادتها وعمق موضوعاتها، روضة غناء تسرّ الناظرين".

والأستاذ فتحي رضوان-وهورئيس تلك الحفلة- قال:

"محمد إقبال...نحن نجتمع اليوم لنكرمه. وفي الواقع نحن إذ نكرمه إنما نكرم أنفسنا. فمحمد إقبال رمزٌ لأحسن ما في الحياة الإنسانية، يمثل الشعر ويمثل الفلسفة ويمثل القانون أيضا...."

وقد نشرت السفارة الباكستانية بالقاهرة في السنة نفسها كتاباً تضمن هذه الكلمات، وأعاد الدكتور ظهور أحمد أظهر نشرها ضمن كتابه "إقبال العرب على دراسات إقبال" عام 1977م من لاهور باكستان.

وقد احتفلت جامعة الأزهر بذكرى إقبال 1967 بقاعة الشيخ محمد عبده، ودعي إلى الحفل السيد مدير الجامعة وسفير باكستان السيد سجاد حيدر الذي ألقى محاضرة وافية عن حياة إقبال وشعره وفكره وقد نشرت المحاضرة مع التقديم الجامع القويم الذي قام به مدير جامعة الأزهر نفسه، الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري، وعنوان المحاضرة: "محمد إقبال- فيلسوف الإسلام وشاعر باكستان"[4]

كما احتفلت جامعة الأزهر بالمناسبة نفسها سنة 1967م ونشرت كتيباً ضمّ الكلمات التي ألقيت في الحفل.

وجاء احتفال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمناسبة ذكرى إقبال في 1969م في صورة إصدار كتاب بعنوان "نظرات جديدة في شعر إقبال" لمؤلفه الدكتور محمد إسماعيل الندوي".[5]

وفي السنة نفسها احتفلت وزارة الثقافة بمصر ذكرى محمد إقبال ونشرت المقالات بعنوان "حفل إحياء ذكرى محمد إقبال" من القاهرة وقد قام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة بالاحتفال بذكرى العلامة محمد إقبال في سنة 1972م وقام المجلس بنشر الكلمات التي ألقيت بذلك الاحتفال. ومن بينها ترجمة الشيخ الصاوي شعلان لمختارات من شعر إقبال في ديوانه "والآن ماذا يجب أن نصنع يا أمم الشرق"[6]

وفي عام 1998م أصدرت السفارة الباكستانية بمصر بمناسبة ذكرى ميلاد إقبال "نخبة من آراء كبار مفكري العرب حول محمد إقبال" وهذه مجموعة من المقالات عن شخصية إقبال وبعض من أعماله وآرائه الفلسفية التي كان لها أكبر الأثر في الفكر الإسلامي الحديث، وجمع هذه المقالات محمد السعيد جمال الدين وأمجد حسن سيد أحمد، ومع التقديم بالتعريف ببعض الشخصيات التي وردت في هذا الكتاب.

وتفصيل المقالات حسب ما يلي:

مقدمة محمد السعيد جمال الدين

وأمجد حسن

تقديم طيب صديقي
"إقبال شاعر فرض نفسه على الدنيا والزمان" طه حسين
فريضة إنسانية عباس محمود العقاد
1- إلى الأمة العربية أبوالحسن علي الحسني
2- في أرض فلسطين أيضاً
3- في غزنين أيضاً
فلسفة إقبال عبد الوهاب عزام
ترجمة لبعض أشعار إقبال الصاوي علي شعلان
محمد إقبال: المفكر الإسلامي والمصلح الاجتماعي أحمد عمر هاشم
قصيدة بعنوان "الشاعر إقبال بين جدران المسجد الأقصى" محمد التهامي
إقبال في مصر وأسبانيا حسين مجيب المصري
النبي صلى الله عليه وسلم في شعر محمد إقبال محمد السعيد جمال الدين
قصيدة بعنوان "إقبال أمير الكلمة" سعد ظلام

السوريا

وفي عام 1964م أقام المركز الثقافي العربي في دمشق مهرجانا للشاعر الفيلسوف محمد إقبال بالتعاون مع سفارة باكستان في دمشق وكان مديره آنذاك الأستاذ معالي عبد المعين ملوحي[7] وألقى في الحفل الشخصيات السورية كلمات في تكريم إقبال وفلسفته وشعره، وتفصيلها:

كلمة افتتاحية للأستاذ أسعد محفل وزير الثقافة والإرشاد القومي
فلسفة إقبال للدكتور جورج طعمة
إقبال الشاعر للآنسة سَمَر عطار
وتحية الشعر (قصيدة) للشاعر عبد الرحيم الحصني

ونشرت الكلمات في السنة نفسها مع مختارات للشاعر الفيلسوف الكبير بعنوان "ذكرى محمد إقبال" مطابع دار الفكر بدمشق.

وأقامت السفارة الباكستانية بدمشق احتفالاً كبيراً تحت رعاية وزارة الثقافة والإرشاد القومي في قاعة مكتبة الأسد في ذكرى ميلاد إقبال. وقد استمر الاحتفال لمدة ثلاثة أيام ما بين 9-11 نوفمبر 1985م.

والاحتفال بحد ذاته كان نجاحاً عظيماً، وكان تجاوب العلماء والمفكرين والأساتذة والطلبة والجهور غامراً.[8]

وقد قامت دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق بنشر هذه المحاضرات القيّمة والمدائح الشعرية عام 1407ه-1986م بعنوان "نداء إقبال"، وتفصيل المقالات والقصائد هو:

ألقى السيد نبيل تللو (مكتبة الأسد الوطنية) كلمة تحدث فيها عن سيرة وحياة حكيم الأمة.

وألقى سيادة سفير باكستان في سوريا السيد أياز أحمد خان الكلمة الافتتاحية، التي تتحدث عن أهمية إقبال بالنسبة للعالمين الإسلامي والعربي، والعالم الثالث، وبعد ذلك محاضرة عبد الكريم اليافي حول المكانة الرفيعة لإقبال في الثقافة الإسلامية.

وكذلك محاضرة الأستاذ عبد المعين ملوحي دفاعاً عن إقبال كرجل عمل وليس صوفياً....

ثم تأتي محاضرة الدكتور أسعد علي عن مكانة المرأة لدى إقبال ومحاضرة الدكتور علي حسون بعنوان "الإنسان الكامل عند إقبال".

ومحاضرة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عن عظمة إقبال.

ومحاضرة الشيخ سلطان علي الأفكاري بعنوان "الترابط بين العرفان والفلسفة عند إقبال".

ومحاضرة الأستاذ صادق آئينه وند حول "الرسالة الخالدة لشعر إقبال في اللغة الفارسية".

وألقى الدكتور إحسان حقي محاضرة تحدث فيها عن لقاءاته مع شاعر الشرق في لاهور.

وبالإضافة إلى ذلك أنشد الأستاذ عبد الرحيم الحصني، وصلاح صاوي والأستاذ نذير الحسامي والسيد مصطفى البدوي مدائحهم الشعرية لإقبال.

وبالإضافة إلى ذلك أصدرت سفارة باكستان بدمشق منشوراً خاصاً عن إقبال بمناسبة ذكراه في 9-11، 1985م. ومن محتوياته بعد التقديم من سيادة السفير أياز أحمد خان هي "نبذة عن سيرة إقبال وروح الثقافة الإسلامية" وترجمة منظومة "شكوى" وخطبة إقبال عام 1930م، و"جواب شكوى" و"إلى الأمة العربية"، و"مناجات الشمس والأرض لله"، و"النشيد الإسلامي"، و"صقلية"، و"مؤلفات إقبال"، و"لمحة على ضريح إقبال".

وبمناسبة زيارة الدكتور جاويد إقبال ابن الشاعر، لسورية عام 1987م أصدرت سفارة باكستان بدمشق ترجمة عربية لأربع محاضرات بعنوان "أفكار إقبال" وهي:

مقدمة سيادة أشرف قاضي سفير الباكستان
إسهام إقبال في تحرر الإسلام في العصر الحديث د. جاويد إقبال
إقبال والتصوف د. جاويد إقبال
إقبال: مذهب الحداثة الجديدية التأملية الأستاذ عزيز أحمد
نظرية الباكستان عند إقبال الأستاذ عزيز أحمد

وأصدرت السفارة بمناسبة ولادة الشاعر عدداً خاصاً عنه ضمن نشرة ثقافية شهرية "الثقافة الباكستانية" العدد:15 تشرين الأول-تشرين الثاني-كانون الأول 1988م، ومن محتويات العدد:

  1. إقبال: لمحات فكرية مشرقة
  2. العلامة إقبال مفكراً وفيلسوفاً
  3. عصر إقبال وفلسفته
  4. قصائد: مختارات من زبورِ عجم ترجمة شعرية: أميرة نور الدين

وكذلك أصدرت السفارة في "الثقافة الباكستانية" عدداً خاصاً عنه (العدد:24) تشرين الأول-تشرين الثاني 1990م، ومن محتويات العدد:

1- الموضوعات الفلسفية الرئيسية في أعمال إقبال د. س.آ دوراني

(رئيس أكادمية إقبال- المملكة المتحدة)

2- إسهام إقبال في مجال الأدب والسياسة الأستاذ محمد منور
3- إقبال والشمولية الكونية للإسلام د. م معز الدين
4- مختارات من ديوان "أرمغان حجاز" صاغها شعراً زهير ظاظا

السعودية

وبعد افتتاح القنصلية الباكستانية في جدة، تم الاحتفال لأول مرة باليوم الوطني لباكستان في 16 أغسطس 1949م، بعد ذلك أصبحت أيام 23 مارس، و14 أغسطس، و11 سبتمبر، و25 ديسمبر كلها مناسبات خاصة تقام تحت رعاية القنصلية الباكستانية، والتي كان لا يحضرها المسئولون الحكوميون الرسميون، والدبلوماسيون فقط، بل كانت تحضرها أيضاً الشخصيات الأدبية السعودية، وكانت هذه المناسبات تقام لإحياء ذكرى القائد الأعظم محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان، والعلامة محمد إقبال مفكر باكستان. [9]

وكانت الإذاعة السعودية تذيع برامجَ خاصة بهذه المناسبات كما كانت الجرائد السعودية وخاصة جريدة البلاد السعودية تنشر المقالات الخاصة بهذه المناسبات أيضاً.

وأقامت سفارة دولة باكستان أول احتفال بمناسبة يوم إقبال في 21 أبريل 1954م بجدة، حضر إلى الاحتفال كبار رجال الحكومة الرسميون والدبلوماسيون وكثير من الشخصيات رفيعة المقام لإحياء ذكرى العلامة إقبال. [10]

وأقامت الاحتفال الثاني بيوم إقبال في 21 أبريل 1955م في جدة حيث حضره حشدٌ كبيرٌ من طلاب العلم ورجال الأدب.

وكان الدكتور عبد الوهاب عزام إذ ذاك سفير مصر في السعودية، فترأس الحفل، وكان الضيف الرئيسي في ذلك الحفل صاحب السموالملكي الأمير عبد الله الفيصل([11]) وزير الداخلية.

كما حضر إلى الحفل الشاعر الأستاذ عمر بهاؤ الدين الأميري -سفير السورية بالسعودية إذ ذاك- وألقى محاضرة، شرح فيها فلسفة إقبال وفكره. وفي نهاية حديثه قام السيد ضياء الحسن الموسوي بإعطاء ملخصٍ عن هذه المحاضرة باللغة الأردية، وبعد ذلك قام الدكتور عبد الوهاب عزام بإلقاء كلمة طويلة عن حياة إقبال وأعماله وأثره على الأدب، وأنشد ترجمته الشعرية لقصيدة "إقبال في جامعة قرطبة" من بالِ جبريل.[12]

وبعد حديثه قام السيد ضياء الحسن مرة أخرى بإعطاء ملخصٍ عن حديث الدكتور عبد الوهاب عزام باللغة الأردية.... كما قام صاحب الدكتور رياض الحسن القائم بالأعمال في سفارة باكستان بتقديم الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بصفة خاصة وإلى طلاب العلم والحضور الآخرين بصفة عام.

والاحتفال الثالث بيوم إقبال أقيم في 24 مارس 1957م تحت رعاية سفارة باكستان. وهوأشهر وأميز احتفال من نوعه. ترأس على الاحتفال الأمير عبد الله الفيصل. فلقد اهتم خواجا شهاب الدين وهو محب عظيم لإقبال واهتم اهتماماً شخصياً بهذا الاحتفال ودعا إلى الحفل عدداً كبيراً من المثقفين السعوديين لإلقاء كلماتهم بهذه المناسبة. وقام خواجا شهاب الدين عند إلقائه لكلمة الاحتفال بمناقشة أهمية الاحتفال بيوم إقبال وشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل والسادة المثقفين السعوديين الحضور على تشريفهم للحفل.[13]

في 1995م نظمت الجمعيتان "الشبان المسلمين" و"أصدقاء إقبال" ندوة بمناسبة ذكرى إقبال، وأكد المشاركون في كلماتهم على أن إقبال الذي يوصف بشاعر الإسلام الكبير لم يكن شاعراً مبدعاً فحسب ولكنه أيضاً رجل علم وثقافة ومفكراً مصلحاً حمل هموم أمته، وناقشها وحللها، متواصلاً إلى نتيجة مفادها أن تقديم الأمة لن يكون إلا بالعودة إلى جذورها الثقافية الأصلية المنبثقة من عقيدتها مع إغفال المعاصرة، فكان بذلك أحد دعاة التجديد الفكري القائم على الموروث، باعتبار ذلك السبيل الأمثل لبناء الإنسان المسلم.[14]

وفي سنة 1407ه-1986م -كما ذكرنا سابقاً- أصدرت السفارة الباكستانية بالمملكة العربية السعودية عدة كتب صغيرة الحجم بمناسبة إحياء ذكرى محمد إقبال موقظ أمة ومهندس دولة، ومفجر روح، ويقظة، وداعٍ كبير إلى الوحدة الإسلامية.

ونشرت هذه الكتب في سبيل إيقاظ الوعي ومعالجة مشكلات العالم الإسلامي تلك القضايا التي تدور حول العالم اليوم وإسهاماً جاداً مخلصاً ومتواضعاً من أجل تفاهم أفضل وروابط أوثق بين الأمة الإسلامية.[15]

والكتب التي نشرت بهذه المناسبة هي:

1-إقبال والقضايا المعاصرة

2-العلاقات السعودية الباكستانية

3-حاضر التعليم في العالم الإسلامي

4-إقبال والأمة الإسلامية

5-قالوا عن الزعيم محمد علي جناح

6-المسؤلية الخلقية في فكر الدكتور محمد إقبال

كما أصدرت السفارة الباكستانية بجدة عام 1407ه-1987م دراسة علمية منهجية جديدة عن "فكر إقبال" للدكتور عبد الله مبشر الطرازي بعنوان "المفكر الإسلامي الكبير العلامة الدكتور محمد إقبال" و رجا في تعزير آفاق التقدم الفكري والروابط الثقافية السامية الصادقة بين المملكة العربية السعودية وجهورية باكستان الإسلامية.[16]

ويضم الكتاب سيرة إقبال وأهمية شعره في الأدب الإسلامي على أن يضم نماذج مترجمة من أشعاره الفارسية والأردية حول نظرته إلى فلسفة الحياة والموت توضح مدى تأثر إقبال فيها بما جاء في الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة والتاريخ الإسلامي المجيد...

العراق

اهتم العراق بإقبال منذ زمن بعيد، فقد احتفلت بغداد بيوم إقبال في 17 أيار سنة 1950م وكرمه جماعة من العلماء والأدباء والشعراء.

ونقلت الشاعرة السيدة أميرة نور الدين داود إلى العربية (درراً من شعر إقبال) طبعت سنة 1951م في بغداد، فقد ترجمت نماذج من دواوين إقبال الثلاثة: جناح جبريل وزبور العجم ورسالة الشرق. [17]

كما صدرت هناك بعض الكتيبات التي تناولت مختارات من شعر إقبال.

فصدر للأستاذ حميد مجيد كتاباً بعنوان "إقبال الشاعر والفيلسوف والإنسان" ونشر بالنجف عام 1383ه-1963م.

وقد قام الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ بدراسة تراث إقبال ونشر هذا المقال في "أبحاث ذكرى إقبال المئوية" بعنوان "نظرة في تراث إقبال" من لاهور 1982م.

وكتب الأستاذ جعفر الخليلي مقاله "إقبال والتغلل في أعماق الحياة"، وقدم الدكتور عبد الرزاق محي الدين قصيدة في مدح إقبال بعنوان "ذكرك إقبال".([18])

باكستان

إن باكستان لتحتفل بذكرى شاعرها الأكبر وفيلسوفها المبدع مثلما يحتفل العالم بها العربي الإسلامي، كما أسمى الشعب الباكستاني عام 1977م عام محمد إقبال بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده، وقد وضعت الحكومة الباكستانية برنامجاً للاحتفال بذكراه المئوية، بما يلائم مكانته الأدبية والعلمية، اعترافاً بخدماته الجليلة التي قام بها لإنشاء باكستان وإيقاظ المسلمين في شبه القارة الباكستانية الهندية.[19]

ولم يتخلف المؤسسات الباكستانية التي لها علاقة باللغة العربية أن تعقد الندوات والاحتفالات بهذه المناسبة وأن تنشر ما ألقيت من المحاضرات باللغة العربية فيها.

ونظمت جامعة البنجاب مؤتمراً دولياً بمناسبة ذكرى إقبال المئوية وقد عقد المؤتمر في لاهور من الثاني إلى الثامن من ديسمبر 1977م، والذي حضره 192 عالماً من المهتمّين بإقبال بما فيهم 63 من 29 دولة أجنبية (ومن بينها دول عربية)، والباقون من باكستان.

وإلى جانب إبراز الجوانب المختلفة من حياة إقبال وجهوده العلمية فقد ساهم عددٌ ضخمٌ من العلماء المتوافدين بأبحاث ومقالات أيضاً عن نظرية المعرفة وما بعد الطبيعيات والأخلاق والجماليات وفقه اللغة وغير ذلك من وجهة نظر (إقبال) واهتموا فيها بتوضيح تأثيرها على أوضاع العالم اليوم.[20]

وبجانب المجموعات الأخرى جمعت الجامعة المقالات العربية التي ألقيت في هذه المناسبة ونشرتها تحت رعاية الأستاذ مرزا محمد منور بقسم الإقباليات بجامعة البنجاب عام 1982م بعنوان: "أبحاث ذكرى إقبال المئوية" وهي:

1-"محمد إقبال أمير شعراء الإسلام" للدكتور عبد الودود شبلي([21]) تحدث فيها عن معرفته بإقبال وعن فلسفته وشعره، وقارن بين "إقبال" و"بين أبي العلاء المعري".

2-"إقبال في مصر" للدكتور محمد السعيد جمال الدين[22] تكلم عن زيارة إقبال إلى مصر وتعريفه فيها.

3-"نظرة في تراث إقبال" للأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ تحدث فيها عن عظمة إقبال عند النقاد واهتمام العراق بإقبال.

4-"محمد إقبال: شاعر باكستان وشاعر الوحدة الإسلامية" بقلم الأستاذ محمد سويسي يتكلم فيه عن شعر إقبال وأغراضه ويذكر بعض آرائه الإصلاحية.

5-"محمد إقبال وعلاقته بالثقافة الغربية" للأستاذ برندمالوئيل وإيشر([23]). تحدث فيها عن ترجمات لأعمال إقبال في اللغة الألمانية. ويبيّن أحياز ثلاثة لسيرة إقبال.

6-"محمد إقبال شاعر الإسلام وفيلسوف الثورة" بقلم الأستاذ عبد المعين ملوحي، تكلم فيه عن شعر إقبال وفلسفته.

7-"إقبال والقرآن" للدكتور حسين مجيب المصري- مصر.

8-قصيدتان في مديح إقبال للدكتور عبد الرزاق محي الدين، بغداد، والأستاذ مبارك المغربي- الخرطوم (سودان)

وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بإسلام آباد عدداً خاصاً عن إقبال في المجلة الفصلية للمجمع، "الدراسات الإسلامية" بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد شاعر الشرق العلامة محمد إقبال في سنة 1977م

ويشتمل العدد على هذه المحتويات:

  1. الافتتاحية لرئيس التحرير- عبد الرحمن الطاهر السورتي، باكستان
  2. محمد إقبال في اللغة العربية - الأستاذ عبد المعين ملوحي-دمشق- سورية
  3. الخطاب الرئاسي لمحمد إقبال، ج:2 - تعريب: جاسم محمد تقي - إسلام آباد
  4. إقبال والتغلغل في أعماق الحياة - الأستاذ جعفر الخليلي، بغداد
  5. إقبال من خلال رؤى - السيد خلدون الأحدب -حماة- سورية
  6. ملحوظات على المقال السابق - التحرير
  7. في ذكرى الفيلسوف إقبال (قصيدة) - الشاعر عبد الرحيم الحصني - سورية
  8. إقبال ونظرية الذاتية - الأستاذ محمد جعفر شاه الفلواروي -كراتشي- باكستان
  9. فلسفة إقبال -الدكتور نجيب الكيلاني- مصر
  10. مدخل لضرب الكليم - الدكتور عبد الوهاب عزام بك، مصر
  11. مختارات شعرية من ضربِ كليم (ترجمة د. عبد الوهاب عزام) - انتخاب عبد الرحمن طاهر السورتي
  12. محمد إقبال الشاعر الذي فرض نفسه على الدنيا وعلى الزمان - الدكتور طه حسين
  13. أهمية الجماعة عند إقبال - الزعيم المتقاعد جلزار أحمد - ترجمة: غازي صلاح الدين -راولبندي- باكستان
  14. الآراء الفلسفية لمحمد إقبال (من تجديد التفكير الديني في الإسلام)-ترجمة: الأستاذ عباس محمود - انتخاب وترتيب- الأستاذ السورتي
  15. الاتجاه الجديد للإجماع -الدكتور أحمد حسن- مجمع البحوث الإسلامية إسلام آباد
  16. رسالة رياض الخطيب، سفير المملكة العربية السعودية في باكستان

كما أصدرت أكاديمية إقبال -لاهور، باكستان- المجلة التحقيقية العلمية في اللغة العربية سنوية عن إقبال ومختصة للمقالات التي تتعلق بأفكار إقبال وأدبه بعنوان "إقباليات" وقد ظهر العدد الأول في 1992م والثاني في 93-1994م.

ومحتويات العدد الأول هي:

  1. حياة إقبال (للأستاذ محمد منور) - تعريب الدكتور ظهور أحمد أظهر، باكستان
  2. إقبال والمثقفون السعوديون (للأستاذ محمد حنيف شاهد) - تعريب علي محمد عزام، السعودية
  3. لماذا نحتفل بذكرى محمد إقبال - الدكتور أبو الوفاء التفتازاني- نائب رئيس جامعة القاهرة
  4. آباء إقبال وأصله (للدكتور جاويد إقبال) - تعريب الدكتور ظهور أحمد أظهر، باكستان
  5. المرأة في شعر محمد إقبال - الدكتور حسين مجيب المصري، مصر
  6. الشاعر المفكر الإسلامي الكبير: محمد إقبال سيرته -شعره - فلسفته- في الحياة والموت - الدكتور عبد الله مبشر الطرازي، السعودية
  7. محمد إقبال - أحمد بهجت، مصر
  8. الشاعر الملهم - الأستاذ أمين أحسن إصلاحي، باكستان
  9. أسئلة حول خطب إقبال (لمحمد سهيل عمر) - تعريب محمد إقبال خان، باكستان
  10. شاعر الإسلام - الشيخ طه ، بيروت
  11. الخير والشر في فلسفة محمد إقبال - الدكتور محمد السعيد جمال الدين، مصر
  12. نقد إقبال للحضارة الغربية - محمد إقبال خان، باكستان

وأما العدد الثاني من مجلة "إقباليات" العربية، 1993-1994م فمحتوياتها هي:

  1. كلمة العدد لرئيس التحرير- الدكتور ظهور أحمد أظهر، باكستان
  2. كلمة الافتتاح للكتاب "النهر الخالد" (للدكتور جاويد إقبال) - تعريب د. ظهور أحمد أظهر، باكستان
  3. هل للإسلام دور في النظام العالمي - للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، سورية
  4. مشاركة اللغة الفارسية في الحضارة الإسلامية - الدكتور مهدي محقق، إيران
  5. دور اللغة الأردية في تطوير الحضارة الإسلامية- الدكتور جاويد إقبال، باكستان
  6. الأدب الأردي المعاصر ومدى تأثره بالأدب العربي المعاصر - الدكتور ظهور أحمد أظهر، باكستان
  7. العلامة محمد إقبال وموقفه من الحضارة الغربية - الدكتور خليل الرحمن عبد الرحمن، باكستان/السعودية
  8. فكرة الحرية عند العلامة إقبال (الدكتور وحيد قريشي) - تعريب د. ظهور أحمد أظهر، باكستان

وقد احتفلت الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد بذكرى مولد إقبال في 4 ديسمبر 1995م. وألقيت في الحفل بضعة مقالات قيمة بالعربية[24]، وهي:

  1. فكرة الشاهين عند العلامة محمد إقبال - د. ظهور أحمد أظهر من جامعة البنجاب
  2. الفكرة السياسية في شعر العلامة محمد إقبال - الأستاذ حبيب عاصم، الجامعة الإسلامية العالمية، إسلام آباد
  3. نظرة إقبال إلى الفن، الأستاذ إنعام الحق غازي، الجامعة الإسلامية العالمية، إسلام آباد
  4. بناء الأمة في فكر إقبال، الأستاذ محمد طاهر منصوري، الجامعة الإسلامية العالمية، إسلام آباد

ولا شك أن هذه المؤتمرات قد أتاحت فرصة للعلماء المهتمين بدراسات إقبال أن يبادلوا الآراء عن شتى الجوانب لشعره وفكره، أما الأبحاث والمقالات التي ألقيت بمناسبة هذه الاحتفالات فهي إضافة غالية إلى دراسات إقبال، وستظل موضع الإرشاد والاهتمام من الطلاب والباحثين في المستقبل من الزمان.

 

حوالہ جات

  1. المصادر والمراجع (Refrences) () الدكتور ظهور أحمد أظهر، إقبال العرب على دراسات إقبال، ط1،المكتبة العلمية لاهور(دت)ص/21.
  2. ()نفس المصدر، ص/4-5.
  3. ()أيضاً، ص/7.
  4. ()رسالة الخلود، ط1،القاهرة1974م،ص/8، و د.يعقوب خان مروت،الترجمات العربية لأعمال إقبال، اطروحة دكتورة،قسم اللغة العربية،جامعة بشاور،1996م(غير مطبوع)ص/413
  5. ()رسالة الخلود، ص/8.
  6. ()د. عبد الله مبشر الطرازي، المفكر الاسلامي الكبير العلامة محمد إقبال ط1،سفارة باكستان جدة1987، ص/37-38.
  7. ()مجلة "الدراسات الإسلامية"، العدد الخاص، يونيو-ديسمبر1977م، ص/62.
  8. ()نداء إقبال،ط1،دار الفكر دمشق،1986م، ص/6-7.
  9. ()مجلة إقباليات، تصدرها أكاديمية إقبال-لاهور- العدد الأول، 1992م ص/40.
  10. ()أيضاً.
  11. ()صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود (المولود 1341ه-1923م) وهو الابن الأكبر لجلالة الملك الفيصل، وهو شاعرٌ وكاتب و محب عظيم لإقبال، ومن أشهر كتاباته الشعرية "من وحي الحرمان" و "حديث القلب"، ولقد منح الدكتوراه الفخرية في عام 1981م من الأكاديمية العالمية للآداب والثقافة، ولقد تحدث سموه في عدة مناسبات مختلفة باحترام كبير جداً عن إقبال. انظر: الحركة الأدبية، ص/209.
  12. ()انظر: ماه نو، (إقبال نمبر)،ستمبر 1977م، ص/416.
  13. ()مجلة "إقباليات" ، ص/40-41.
  14. ()مجلة "الفيصل"، مارس 1995م، ص/124.
  15. ()انظر: تقديم الكتب المذكورة.
  16. ()انظر تصدير الكتاب.
  17. ()أبحاث ذكرى إقبال المئوية، ط1،دار الاقيال،دمشق 1989م،ص/25.
  18. ()نشرت القصيدة في "أبحاث ذكرى إقبال المئوية"، كما نشرت ضمن كتاب الدكتور ظهور أحمد أظهر "إقبال العرب على دراسات إقبال".
  19. ()مجلة "الدراسات الإسلامية"، العدد الخاص، 1977م، الافتتاحية، ص/5.
  20. ()انظر: "أبحاث ذكرى إقبال المئوية" تقديم الدكتور خيرات محمد ابن رسا، ص/د-ه.
  21. ()الأستاذ المساعد للغة الفارسية وآدابها بجامعة عين شمس.
  22. ()أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة بغداد وعضو مجمع اللغة العربية.
  23. ()أستاذ في كلية الآداب بالجامعة التونسية، تونس.
  24. ()الدكتور يعقوب خان مروت، الترجمات العربية لأعمال إقبال (رسالة الدكتوراة)،ص/422.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...