Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Journal of Islamic and Religious Studies > Volume 2 Issue 2 of Journal of Islamic and Religious Studies

وجوه الإعجاز عند المتكلمين: الرماني والخطابي نموذجا |
Journal of Islamic and Religious Studies
Journal of Islamic and Religious Studies

Article Info
Authors

Volume

2

Issue

2

Year

2017

ARI Id

1682060030498_1239

Pages

51-61

DOI

10.36476/JIRS.2:2.12.2017.13

PDF URL

https://jirs.uoh.edu.pk/index.php/JIRS/article/download/296/127

Chapter URL

https://jirs.uoh.edu.pk/index.php/JIRS/article/view/296

Subjects

Ilm Al-Kalām I‘Jāz Rhetoricians Khattabi Rummani Theology ilm al-Kalām I‘jāz Rhetoricians Khattabi Rummani Theology

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

وجوه الإعجاز عند المتكلمين

البلاغة العربية ذات صلة وثيقة بالعلوم الشرعية التى انبثقت من القران الكريم، والحديث الشريف للدفاع عن هذا الدين، ويقع علم الكلام،وعلم الفقه فى فاتحة هذه العلوم لأن علم الكلام يتناول الأحكام الاعتقادية الأصولية ، و علم الفقه يبحث فى الأحكام العملية الفرعية، لذا سمى الإمام أبوحنيفة علم الكلام بعلم الفقه الأكبر . و قد نقل عنه قوله " اعلم أن الفقه فى أصول الدين أفضل من الفقه فى فروع الأحكام ، والفقه هو معرفة النفس لها من الإعتقاديات، والعمليات ، ومايجب عليها منهما، وما يتعلق منها بالإعتقاديات هو الفقه الأكبر ، وما يتعلق بالعمليات هو الفقه"[1]

المتكليمين و علم الكلام مصطلح ومفهوم

قد ظهر مصطلح "المتكليمين" للدلالة على تلك الجماعات التى تشغل نفسها بقضايا العقيدة دعوة ودفاعا وتفنيدا، وتتخذ من الحجاج العقلي والجدل المنطقي سبيلا إلى دعم آرائها ونصرة دعوتها ونقد معارضيها. [2]

وقد علل المشتغلون بقضايا علم الكلام السبب فى تسميته بهذا الاسم فقالوا "لأن أشهر مسألة قام حولها الخلاف هى مسألة كلام الله، أو لأنه يورث قدرة على الكلام فى الشرعيات كالمنطق فى الفلسفيات ، أو لأنه كثر فيه الكلام مع المخالفين ما لم يكثر فى غيره، ولأنه بقوة أدلته كأنه صار هو الكلام دون ما عداه، كما يقال فى الأقوى الكلامين هذا هو الكلام". [3]وهذا النص يؤكد أن مصطلح المتكلمين كان يطلق على كل مشتغل بقضايا العقيدة ويتخذ من الحجاج العقلى وسيلته فى الإثبات أو النفى.

وعلم الكلام "هو العلم الذى يقتدر منه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج ودفع الشبه"[4] وعرفه الدكتور حسن الشافعى بقوله"إنه العلم الذي يبحث فيه عن الأحكام الشرعية الاعتقادية التى تتعلق بالإلهيات أو السمعيات من أجل البرهنة عليها ودفع الشبه عنها"[5]

قضية إعجاز القرآن وصلتها بعلم الكلام

كان إدراك العرب أيام عروبتهم الخالصة لسر الإعجاز فى القرآن إدراكا أساسه الفطرة ودعامته الذوق السليم بعيدا عن التفلسف والتعليل العلمى والتحليل المنطقى "[6] ولقد كان مشركو قريش يدركون بفطرتهم اللغوية الناصعة أن فى النظم القرآنى شيئا يخرج عن طريق البشر واستطاعتهم. هذا الشئي الذى عبر عنه واحد من أشد جبابرة قريش عتوا ومكابرة ـ وهو الوليد بن المغيرة ـ أروع تعبير "لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وأن له لحلاوة. وأن عليه لطلاوة ، وأن أعلاه لمثمر، وأن أسفله لمغدق، وأنه يعلو وما يعلى " [7]... وواضح من عبارة الوليد أن أبرز ما بهره فى القرآن بلاغته التى جعلته يتذوق حلاوتها ويشعر بطلاوتها ويغلبه هذا الاحساس فيجاهر به على هذا النحو. ويدعومشركى قريش إلى البحث عن سبيل آخر لإنكار نبوة محمد والنيل منه. [8].

و يدل هذا النص على أن العرب فى بداية الدعوة الإسلامية على قدر من نصاعة الفطرة اللغوية يمكنهم من إدراك هذا الجانب من جوانب الإعجاز القرآنى.

ومن ثم فلم تكن هناك حاجة ملحة الى اهتمام خاص بهذه القضية على المستوى العلمى.

ولكن بعد أن اتسعت رقعة الدولة الاسلامية، ودخل فى الاسلام أمم ليس لسانها العربية . ولا يتوافر لها مثل هذه الحاسة اللغوية المرهفة التى تمكنهم من إدراك الإعجاز البلاغى للقرآن الكريم. بدأ يتبلور احساس قوى بالحاجة الى الاهتمام بقضية الإعجاز القرآنى بشكل عام والجانب البلاغى من هذا الاعجاز على وجه الخصوص. ومن هنا نشأت هذه القضية على المستوى العلمى، وانتدب علماء الكلام أنفسهم لتصدى لها، وقد كان اهتمامهم بهذه القضية عاملا هاما من عوامل الارتباط بين علم الكلام والبلاغة، وكون علم الكلام واحدا من أهم العلوم التى نشأت البلاغة على هامشها ونمت وترعرعت فى كنفها. [9]

أماالنقطة الثانية من نقطتى الاتصال بين البلاغة وعلم الكلام فتتمثل فى حرحس علماء الكلام أنضهم على حذق فنون البيان والتمرس بأساليب القول وطرقه حتى يتمكنوا من شرح عقائدهم الكلامية وإيصالها إلى الناس من ناحية، والدفاع عنها ضد هجوم الخصوم من ناحية أخرى ـ وكل أولئك يقتضى مهارات بلاغية خاصة حرص زعماء المذاهب الكلامية على توفيرها لأنفسهم ولأتباعهم ـ

لقد تسلح علماء الكلام بثقافات عصرهم المختلفة حتى يستطيعوا الرد على المخالفين لهم والدفاع عن الإسلام و من هذه الثقافات الفلسفة وعلم الجدل والمنطق " و كانت هذه من

أهم العوامل التى ساعدت على ظهور التفكير البلاغى ". [10]

يقول الدكتور عبدالفتاح عثمان "وهذا من أشد الموضوعات صلة بالتفكير البلاغي، هي تلك التي دارت حول إعجاز القرآن ، ومدى قابليته للتأويل، لأن الأدوات التى استخدمت فى المحاجة والإقناع جلها أدوات بلاغية بحتة روعي فيها أسرار التراكيب، وخصائص اللغة، واختيار الألفاظ، ومراعاة المقام، وبناء العبارة التى قد تحفل بالدلالات المتعددة.

وكان من أهم عوامل نشأة التفكير البلاغي حرص المعتزلة على تحقيق الغلبة ودحر خصومهم فى مجال الحوار والمناظرة، سواء كان هؤلاء الخصوم من الدهريين الذين ينكرون أصل العقيدة ، أم من أهل الكتاب الذين يخالفونهم فى نوع العقيدة ، أم من أهل الملل والنحل الإسلامية الذين يعارضونهم فى وجهة نظرهم تجاه العقيدة الواحدة.

والعلاقة بين الخصومات العقائدية والتفكير البلاغى جد وثيقة، لأن هذه الخصومات اعتمدت على الخطابة والمناظرة والمحاورة، وكلا تتطلب مؤهلات خطابية خاصة من أهمها مراعاة شروط الفصاحة والبلاغة التى تضمن للمناظر قدرة مؤثرة يتمكن بواسطها من التغلب على الخصم وإفحامه، وإقناع النظارة بوضوح بيانه وقوة حجته وشدة عارضته.".[11]

فأكسبهم هذا دراية وخبرة في البحث والتعمق وطول النظر والمناظرة "وكانت هذه المناظرات من أهم العوامل التى ساعدت على ظهور التفكير البلاغي والنقدى ، وتوجيه الدراسات اللغوية وجهة خاصة فصلها أحد الباحثين المعاصرين، ، "إن جو المناظرة الذى كان غالبا على بيئات المتكلمين وجه هذه الدراسات اللغوية وجهات جديدة، أو قوى من أمر العناية بهذه الوجهات، إذا كانت هذه المناظرات تقتضى المناظر أن يكون دقيق النظر، محرر الألفاظ، حتى لا يأخذه مناظر من ناحية انبهام العبارة، أو اختلاط المدلولات. كما تقتضيه أن يكون جميل التعبير قوى التأثير، حتى يصل إلى إقناع خصمه أو الظفر به.

ولم تعد اللغة أدوات مجردة للتعبير، ورموزا ساذجة لما هو مائل فى النفس، ووسيلة للتفاهم الذى تدعو إليه حاجاتنا الاجتماعية، على ما هو الأصل فى اللغة. إنما أصبحت إلى جانب ذلك أداة فنية كلغة الشعر وإن لم يكن موضوعها فنيا ولا متصلا بالفن، ولكن الفن يمكن أن يداخلها من نواح عدة: من ناحية الصور اللفظية، ومن ناحية الانسجام بين الصورة والمعنى ورعاية التجارب بينها وبين الملابسات الخارجية. كما أصبحت مداركهم اللغوية شديدة الحس بالألوان اللغوية، والصور التعبيرية المختلفة عظيمة الاحتفال بملاطفة الظلال التى تنشرها السياقات المختلفة والمقامات المتفاوتة على العبارة". [12]. فتطرقوا بهذه العزيمة إلى دراسات القرآن والغوص وراء معانيه البلاغية والتدبر فى جهة إعجازه ، ثم تباينت آراءهم فى سر ذلك هل الإعجاز عن طريق الصرفة؟ أو عن طريق النظم والتركيب ؟ أو شيئ آخر غير هذا وذاك.

أساليب علماءالكلام فى بيان إعجاز القرآن

اعتمد المتكلمون في دراستهم على أسلوب الموازنة بين النصوص المأثورة والأسلوب القرآني وهو منهج ينمي الحس الفني ويقوى ملكة التذوق الأدبي. وقد كان المعتزلة هم أصحاب اليد الطولى والباع الكبير فى مجال البحث البلاغي، والجنوح إلى دراسة الأساليب المجازية. والمعتزلة إنما استهوتهم المعاني لأنها تساوق ما جنحوا إليه من تجريد وما عدلوا عليه من دعوى العدل والتوحيد، حتى حملوا كل ما خالف أصلا من أصولههم على المجاز، وصرفوه عن ظاهرة فحملوا الآيات على المجاز بتأولها حيث تأولوا الوجه بمعنى الرضا، واليد بمعنى القدرة أو النعمة جريا على مذهبهم في نفي الصفات عن الله عزوجل والذي جرهم إلى ذلك وأغراهم به هو نسب هذه الصفات إلى ذات الله تعالى وهل هي الذات أو زائدة على الذات؟ ورأوا أن تعددها يقتضي تعدد الذات.([13])

كما استخدم علماء الكلام منهج التحليل الفني لآيات القرآن الكريم لإبراز وجوه إعجازه البياني. وذلك المنهج الذي تحدث فيه المزاوجة النظرية والتطبيق فلا يطغى الجانب الذوقي التأثيرى على الجانب النظري، ولا تطغى فيه القاعدة الجامدة على الجانب الذوقي و إنما تتآزر فيه القاعدة والتحليل. وسوف نتناول كتابي من الكتب الكلامية فى بيان إعجاز القرآن الكريم لنبرز فيهما وجوه الإعجاز عند المتكلمين

النكت فى إعجاز القرآن لعلي بن عيسى الرّماني

العلامة أبو الحسن علي بن عيسى الرّماني النحوي المعتزلي، ويذكر بأبي الحسن الورّاق لأنّه كان يحترف الوراقة، ولد سنة ست وسبعين ومائتين للهجرة المباركة، وتوفي فى الحادي عشر من جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، درس على ابن السراج وابن دريد، وتفوقّ فى العربية وكان على مذهب البصريين.

وصنف فى التفسير، واللغة، والنحو، والكلام، وألف فى الاعتزال (صنعة الاستدلال) سبع مجلدات، وله نحو من مائة مصنف . ([14])

النكت فى إعجاز القرآن

يقع كتاب الرماني فى فاتحة الكتب التي ألفت فى قضية إعجاز القرآن، يقول الدكتور علي عشري زايد: "النكت يعد واحداً من الكتب الرائدة حول قضية الإعجاز القرآني، وهو فى الوقت ذاته واحداً من المصادر الأساسية الأولى فى البلاغة العربية، فالجانب البلاغي فى هذا الكتاب طاغ على الكلامي، بحيث لا يحتل الأخير إلا بضعة صفحات" ([15]).

ذكر الرماني أن إعجاز القرآن مبني على وجوه سبعة:

  1. ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة .
  2. التحدي للكافة.
  3. الصرفة .
  4. البلاغة.
  5. الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية.
  6. نقض العادة.
  7. قياسه بكل معجزة .

تفسير موجز لوجوه الإعجاز

  1. الوجه الأول: ترك المعارضة مع توفر الدواعي وشدة الحاجة

وتفسيره أن العرب ما عارضوا القرآن، وعلموا أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثله فى بلاغته، رغم أن دواعيهم كانت متوفرة، وكانت حاجتهم لهذه المعارضة شديدة قوية والجيل الذي نزل فيه القرآن كان قد بلغ في القدرة على الإبانة عن نفسه حداً لم يبلغه جيل من أجيال الأمة في تاريخها كله ويكاد يجمع أهل العلم على أن هذا الجيل والأجيال قبله هم الذين "فجروا للناس ينابيع الكلام واستقوا، ومثلوا لهم مثلا فى البلاغة" ([16]) .

2 - الوجه الثاني: التحدي للكافة:

نزل القرآن إلى العرب وتحداهم قاطبة أن يأتوا بمثله وجعل عاقبة هذا التحدي أمارة صدق الرسول، يقول الدكتور فضل حسن عباس "وهذان الوجهان بعد التحقيق يرجعان إلى بلاغة الكتاب العزيز فإن تحديه لهم وتركهم معارضته، دليل على أنه فى أعلى درجات البلاغة" ([17]).

3- الوجه الثالث: الصرفة:

شغلت هذه القضية جانبا من دراسة الإعجاز القرآني، وراجت رواجا في بيئة المتكلمين قبل الرماني وأول من قال بها أبو إسحاق النظام ت 231هـ، وخلاصة رأيه "أن خلق القرآن حق، وليس تأليفه بحجة، وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة، وأن الآية والأعجوبة في القرآن ما فيه من الأخبار عن الغيب ([18])، فأما التأليف والنظم فقد كان يجوز أن يقدر عليه العباد لولا أن الله منعهم بمنع وعجز أحد شهما فيه" ([19]) .

وذهب الرماني مذهب المعتزلة في الصرفة: "وأما الصرفة فهي صرف الهمم عن المعارضة وعلى ذلك كان يعتمد بعض أهل العلم أن القرآن معجز من جهة صرف الهمم عن المعارضة وذلك خارج عن العادة كخروج سائر المعجزات التي دلت على النبوة وهذه عندنا أحد وجوه الإعجاز التي يظهر منها القول" ([20]) .

4- الوجه الرابع: البلاغة:

أطنب الرماني في الحديث عن البلاغة، وذكر أن الكلام البليغ تختلف مراتبه، ومنه ما هو في أعلى طبقته ومنه ما هو في أدنى طبقته ومنه ما هو في الوسائط بين أعلى طبقة وأدنى طبقة فما كان في أعلى طبقة فهو معجز وهو بلاغة القرآن ([21]) .

وعرّف البلاغة: "هي إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ" ([22]) .

ثم قسم البلاغة أقساما عشرة هي: الإيجاز، والتشبيه، والاستعارة، والتلاؤم، والفواصل، والتجانس، والتصريف، والتضمين، والمبالغة، والبيان.

وعرف هذه الأقسام وذكر لها أمثلة من القرآن الكريم وحلل هذه الأمثلة تحليلا بلاغياً.

5- الوجه الخامس: الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية:

هذا وجه جلي من وجوه الإعجاز اختلفت فيه أقوال الأئمة وتفاوتت مناهجهم، يقول الرماني: "والأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية فإنه لما كان لا يجوز أن تقع على الاتفاق دلّ على أنها من عند علّام الغيوب" ([23]) فمن ذلك قوله عزوجل (آلـم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون) ([24]) وتحققت هذه الأخبار ولم يختلف منها خبر واحد.

6- الوجه السادس: نقض العادة:

ويقصد به الرماني أن القرآن نهج منهجا فريداً من الأسلوب وجاء على باب من البيان يخالف طرائق المعتادة عندهم فقد كانوا يعرفون الشعر والسجع، والرسائل، والكلام الجاري في المخاطبات، فجاءت طريقة القرآن مغايرة لكل هذه الطرق، فليس شعراً ولا سجعاً ولا خطباً، ثم إن هذه الطريقة التي نقضت عاداتهم في الكلام تفوقت على كل الأصناف التي يعرفون" ([25]) .

7- الوجه السابع: قياسه بكل معجزة:

يعني به الرماني أن القرآن حين أعجزهم فكان شأنه كشأن معجزات الأنبياء عليهم السلام، كفلق البحر، وقلب العصا حية، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، كانت من الأمور الخارقة للعادة المعجزة للناس وكذلك شأن القرآن الكريم ([26]) .

وهذه الرسالة مع صغر حجمها ترك أثرا واضحاً في مسار التأليف البلاغي يقول الدكتور علي عشري زايد: "وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب فقد ترك أثراً بارزاً فى مسار التأليف البلاغي وتأثر به كثير من البلاغيين والنقاد والمتكلمين الذين جاءوا بعد الرّماني، بعضهم عارضه كما فعل الباقلاني فى إعجاز القرآن، وبعضهم اقتبس منه بعض العبارات أو نقل منه بعض الأفكار كابن الرشيق فى العمدة" ([27]) .

البيان فى إعجاز القرآن لأبي سليمان أحمد بن محمد إبراهيم الخطابي (319هـ - 388هـ)

أبو سليمان أحمد بن محمد إبراهيم الخطابي ولد فى مدينة (بُست) وسافر فى طلب العلم إلى بغداد ومكة وبلاد ما وراء النهر وكان فقيها على المذهب الشافعي.

وأشهر تصانيفه أعلام السنن شرح صحيح البخاري، ومعالم السنن شرح سنن أبي داود، وغريب الحديث، والبيان فى إعجاز القرآن، و"الغنية عن الكلام وأهله" فى علم الكلام . ([28]) .

البيان فى إعجاز القرآن

تكلم الخطابي فى مقدمة رسالته عن جهود السابقين فى وجوه الإعجاز وصرّح أن ما بين أيدينا فى هذا الموضوع ليس فيها مقنع فى هذا الباب يقول:

"قد أكثر الناس فى هذا الباب قديماً وحديثاً، وذهبوا فيه كل مذهب من القول وما وجدناهم بعد صدرو عن رِي" ([29]) .

ثم ذكر وأن السبب: "وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن، ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته"([30]).

يقول العلامة الدكتور محمد أبو موسى:

"ليس الأمر راجعاً إلى قصور فى دراسة هؤلاء العلماء، وأنهم لم يمنحوا هذا الباب من وكد نفوسهم ما هو أهل له، وإنما لأن الباب نفسه غامض، والمشكلة فى غاية الإلباس ([31]) .

وجوه الإعجاز التي ردّها الخطابي:

  1. الصرفة:

لم يرضى الخطابي أن يكون إعجاز القرآن بالصرفة وسقط الصرفة من وجوه المعجزة والإعجاز يقول الخطابي:

"وذهب قوم إلى أن العلة في إعجاز القرآن الصرفة، أي صرف الهمم عن المعارضة، وإن كانت مقدورا عليها، غير معجوز عنها، إلا أن العائق من حيث كان كان أمراً خارجا عن مجاري العادات، صار كسائر المعجزات فقالوا، أي القائلون بالصرفة: "ولو كان الله عزوجل بعث نبيا في زمان النبوات، وجعل معجزته في تحريك يده أو مد رجله فى وقت قعوده بين ظهراني قومه ثم قيل له: ما آيتك؟ فقال: "آيتي أن أحرّك يدي أو أمد رجلي، ولا يمكن أحدا منكم أن يفعل مثلي فعلى والقوم أصحاء الأبدان، لا آفة بشيء من جوارحهم.... فحرك يده أو مد رجله فراموا أن يفعلوا مثل فعله فلم يقدروا عليه كان ذلك آية دالة على صدقه، وليس ينظر في المعجزة إلى عظم حجم ما يأتي به النبي ولا إلى فخامة منظره وإنما تعتبر صحتها بأن تكون أمرا خارجا عن مجارى العادات، ناقضا لها، فمهما كانت بهذا الوصف كانت آية دالة على صدق من جاء بها" .

وينكر الخطابي هذا الوجه ويرد عليه قائلا: أن الجملة الشريفة تشهد بخلافه وهي قوله تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتو بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً" ([32]) .

والآية تدل على التكلف والاجتهاد والتحدي، وسبيله التأهب والاحتشاد، والمعنى في الصرفة التي وصفوها لا يلائم هذه الصفة.

ومعجزة القرآن هي لا تتحدي قوى الناس في الجانب المادي المحسوس، ولكنها تتحدى الملكات العقلية والطاقات النفسية الروحية الكامنة ليقولوا كلاماً كهذا الكلام، وما عطل الله من العرب ملكاتهم العقلية ولا حبس طاقاتهم النفسية والروحية، بل كانوا يتكلمون ويجادلون، ويهجون وما أحسو يوما أنهم فقدوا نشأ من البيان الذي كان يجري على ألسنتهم . ([33]) .

الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية

فحص الخطابي آراء الدائرة حوله وذكر بأن القرآن معجز بما فيه من أمور غيبية وحققت كلها على الوجه الذي أخبر القرآن عنه، ولم يختلف من ذلك شيء البتة، وهذا أمر ليس فى مقدور البشر.

انظر الأخبار المحدد في قوله تعالى: "آلـم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، بنصر الله"، ومثل هذا في القرآن كثير، والخطابي لا يعد هذا وجها من وجوه الإعجاز، لأن هذا لا ينتظم القرآن الكريم كله يقول: "ولا شك في أن هذا وما أشبهه من أخباره نوع من إعجازه ولكنه ليس بالأمر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن، وقد جعل سبحانه في صفة كل سورة أن تكون معجزة بنفسها، ولا يقدر أحد من الخلق أن يأتي بمثلها" ([34]) .

وجوه الإعجاز عند الخطابي

عجز العرب عن المعارضة

يصرح الخطابي أن الجيل الذي نزل فيه القرآن لم يتقن شيئا كما أتقن البيان، ولم يبرع في شيء كما برع في تدوير الكلمات على الأحوال التي تكون فيها أبين وأنطق.

ثم إن هذا الجيل الذ لم يصرفه عن اللغة صارف عجز كله عن أن يدير ألفاظ اللغة في كلام يسمت سمت ([35]): "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر" ([36]).

ولما كان عجزهم ظاهر عن الإتيان بمثله فلجأو إلى السيف والنبال.

يقول الخطابي "ولم يكونوا تركوا سهل الدمث من القول إلى الحزن الوعر من الفعل هذا ما لا يفعله عاقل، لا يختاره ذو لب وقد كان قومه قريش خاصة موصوفين برزانة الأحلام، ووقارة العقول، وقد كان فيهم الخطباء المصاقع والشعراء المفلقون" ([37]) .

الوجه المختار فى إعجاز القرآن

يرى الخطابي أن إعجاز القرآن فى بلاغته، ثم يتحدث عن أجناس الكلام، وهي في رأيه لا تخرج عن واحد من ثلاثة .

  1. البليغ الرصين الجزل . 2 - الفصيح القريب السهل. 3 - الجائز الطلق الرَّسْلُ .

وبلاغة القرآن تشتمل على هذه الأنواع الثلاثة.

وذلك حسب حال المخاطبين فمنهم الحضري الذي هذب لسانه، ومنهم سكان البادية الذين أكسبتهم البداوة القوة والرصانة. كما أن الموضوعات ليست واحدة، والحديث عن الوصف والنسيب يختلف عن أسلوب الهجاء، وأسلوب الفخر يختلف عن أسلوب الغزل، لذلك لا بد أن يوضع كل أسلوب فى القالب الذي يناسبه ويلائمه([38]) .

وبين الخطابي عناصر الكلام يقول: كل كلام لا بد له من عناصر ثلاثة:

  1. لفظ حامل للمعنى .
  2. معنى قائم باللفظ .
  3. رباط لهما ناظم .

فهذه العناصر هي مقومات الكلام وأسسه، كما أن الكلام عند الخطابي ليس لفظاً ومعنى وإنما لا بد لهما من نظم، وبهذا يكون الخطابي من أوائل الذين أشارا وألمحوا إلى قضية النظم بمعناها الدقيق، وهو يرد بذلك على أنصار اللفظ، وأنصار المعنى معا، وهذا الأصل الذي ذكره الخطابي قد بنى عليه من جاء بعده كالقاضي عبد الجبار والإمام عبد القاهر الجرجاني نظريتهما المشهورة بالنظم .

نتائج البحث

وفى نهاية هذا البحث توصلنا إلى النتائج التالية:

  1. البلاغة العربية ذات صلة وثيقة بالعلوم الشرعية التي انبثقت من القرآن الكريم والحديث الشريف .
  2. دور علم الكلام قد صار أكثر وضوحا وأهمية فى المرحلة التمهيدية، وكان الامتزاج بين علم الكلام وعلم البلاغة فى المؤلفات تلك المرحلة امتزاجا متكافئا متعادلا .
  3. اتخذ المتكلمون دراسة البلاغة أساسا اعتمدوا عليه فى دراسة إعجاز القرآن وسبيلا إلى إدراك إعجازه .
  4. اعتمد المتكلمون فى دراستهم على أسلوب الموازنة بين النصوص المأثورة والأسلوب القرآني .
  5. انتفع البلاغيون بمقالة الرماني في إعجاز القرآن ونقلوا شواهده وتحليلاته، ومن أبرزهم الإمام عبد القاهر الجرجاني، وأبو هلال العسكري، والخفاجي، وابن رشيق .
  6. الخطابي من أوائل الذين أشاروا وألمحوا إلى قضية النظم بمعناها الدقيق، وهذا هو الأصل الذي بنى عليه القاضي عبد الجبار، والإمام عبد القاهر نظريتهما فى النظم .


This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.

 

حوالہ جات

  1. References - د. حسن محمود الشافعي، المدخل إلى دراسة علم الكلام، مكتبة دار القران والعلوم الإسلامية، كراتشي، باكستان،2001م، ص10 Dr. Ḥasan Maḥmood Al Shāf’i, Al Madkhal ʼela Dirasat ‘ilm al kalam, (Pakistan: Maktabah Dār al Qur’ān wa al ʼuloom al ʼislamiyah, Karachi, 2001), 10
  2. - د. عبد الفتاح عثمان، التفكير البلاغى عند المعتزلة، 1484ه، ص9 Dr. ‘Abd al Fattaḥ ‘Uthman, Al Tafkir al balaghy ‘end al mu‘tazillah, 9
  3. - عبد الرحمن بن أحمد الإيحي، المواقف فى علم الكلام، عالم الكتب، بيروت ص18 ‘Abd al Raḥman bin Aḥmad, Al Mawaqif fy ‘ilm al kalam, (Beirut: ‘alam al kutub), 18
  4. - محمد على تهانوى،كشاف اصطلاحات الفنون، عالم الكتب، بيروت، ص22 Muḥammad ‘Ali thānwi, Kashshāf ʼeṣtilaḥat al funoon, (Beirut: ʼalam al kutub), 22
  5. - المدخل إلى علم الكلام ص16 Al Madkhal ʼela Dirasat ‘ilm al kalam, 16
  6. - د. درويش الجندى، نظرية عبد القاهر فى النظم، مكتبة نهضة مصر، 1960 م، ص 13 Dr. Darwysh al Jundi, Naẓriyyah ‘Abd al Qahir fy al naẓam, (Egypt: Maktabah Nahḍah, 1960), 13
  7. ـ محمود بن عمر الزمخشرى، الكشاف عن حقائق غوامض التنـزيل وعيون الاقاويل فى وجوه التأويل، المكتبة التجارية مصر 1954 هـ 4/158، وقد وردت العبارة فى بعض كتب السيرة بحسبغة مختلفة، انظر مثلا سيرة ابن هشام تحقيق السقا والابيارى وشبلى ـ طبعة الحلبى 1936م : 1/288 ، 289. Maḥmood bin ʼUmar Al Zamakhshari, Al Kashshāf ‘an Ḥqaʼeq Ghawamiḍ al Tanzyl, (Egypt: Al Maktabah al Tijariyyah, 1954), 4:158
  8. ـ د. علي عشري زايد، البلاغة العربية: تاريخها.مصادرها.مناهجها، مكتبة الشباب، مصر،1982م. ص14، 15 Dr. ‘Ali ‘Ashri Zayed, Al Balaghat al ‘arabiyyah Tarykhuha, Maṣadiruha, Manahijuha, (Egypt: Maktabah al Shabab, 1982), 14-15
  9. ـ د. حسن عبدالباقي، تأثير الفكر البلاغي في التوجيه الفقهي، رسالة الدكتوراه، من كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، عام 2006م Dr. Ḥasan ‘Abd al baqi, Tathir al Fikar al balaghy fi al tawjeh al fiqhi, (Pakistan: Islamic University of Islamabad, 2006)
  10. ـ دكتور طه حسين، مقدمة نفد النثر، ط المطبعة الأميرية ،بولاق ،1941م، ص47 Dr. Ṭaha Ḥusain, Muqaddimah Nafd al Nathar, (Maktabah Al Ameriyyah, 1941), 47
  11. ـ التفكير البلاغى عند المعتزلة ص14، 15 Al Tafkyr al Balaghy ‘en al Mu‘tazilah, 14-15
  12. ـ دكتور طه الجابرى، الجاحظ حياته وآثاره، ط دار المعارف، ص 84، 85 Dr. Ṭaha al Jabri, Al Jaḥiẓ ḥayatohu wa ātharohu, (Dār al Ma‘arif), 84-85
  13. ـ انظر : د. لطفي عبدالبديع، فلسفة المجاز بين البلاغة العربية والفكر الحديث، مطبعة النهضة المصرية سنة 1976. ص 29 وما بعدهاـ وتأثير الفكر البلاغي في التوجيه الفقهي، ص 43،42 Dr. Luṭfi ‘Abd al badi’ , Falsafah al Majaz byn al balaghat al ‘arabiyah wa al Fikar Al ḥadith, (Egypt: Matba‘ah al Nahḍa al Miṣriyyah, 1976), 29
  14. - انظر فى ترجمته تاريخ بغداد، ج 12، ص 6، الأنساب للسمعاني، ج 6، ص 160، معجم الأدباء لياقوت الحموي، ج 14، ص 73، وفيات الأعيان لابن خلكان، ج 3، ص 435. Tarykh Baghdad, 12:6 Al Sam‘ani, Al ʼansab, 6:160 Yaqot al Ḥamwi, Mu‘jum al ʼadabāʼ, 16:73 Ibn e Khallikan, Wafayat al ʼayan, 3: 635
  15. - البلاغة العربية تاريخها، مصادرها، مناهجها، ص 50 . Al Balaghat al ‘arabiyyah Tarykhuha, Maṣadiruha, 50
  16. - ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي، وعبد القاهر الجرجاني، تحقيق محمد خلف الله، محمد زعلول سلام، دار المعارف مصر، الطبعة الثالثة، ص، 185 . Thalth rasaʼil fi I’jāz al Qur’ān, (Egypt: Dār al Ma‘rif, 3rd Edition), 185
  17. - د. فضل حسن عباس، إعجاز القرآن الكريم، عمان، 1991م، ص 44 . Dr. Faḍal Ḥasan ‘abbas, I’jāz al Qur’ān al Karim, (‘Umman, 1991), 44
  18. - أبو الحسن الأشعري، مقالات إسلاميين، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، ج 1، ص 255 . ‘abu al Ḥasan al Ash‘ari, Maqalat ʼeslamiyaiyn, 1:255
  19. - الملل والنحل، الشهرستاني، تحقيق: محمد بن فتح الله، القاهرة، 1965م، ص 36 . Al Shahristani, Al Milal wa al Niḥal, (Cairo: 1965), 36
  20. - النكت ضمن ثلاث رسائل، ص 86 . Al Nukat ḍimna Thalath Rasaʼel, 86
  21. - نفس المصدر، ص 87 . Ibid., 87
  22. - نفس المصدر، ص 88 . Ibid., 88
  23. - النكت ضمن ثلاث رسائل، ص 86 . Al Nukat ḍimna Thalath Rasaʼel, 86
  24. - سورة الروم، الآية من 1 – إلى 3 . Surah al Roum, Verse No. 1-3
  25. - د. محمد محمد أبو موسى، الإعجاز البلاغي دراسة تحليلية لتراث أهل العلم، مكتبة وهبة، القاهرة، ص 102. Dr. Muḥammad ‘Abu Muosaʼ, Al I’jāz al Balaghy, (Cairo: Maktabah Wahbah), 102
  26. - نفس المصدر، ص 103، إعجاز القرآن الكريم، د. فصل حسن عباس، ص 43 . Ibid., 103 Dr. Faḍal Ḥasan ‘abbas, I’jāz al Qur’ān al Karym, 43
  27. - البلاغة العربية، تاريخها، ومصادرها، ومناهجها، ص 52، 53 . Al Balaghat al ‘arabiyyah Tarikhuhā, wa Maṣādiruhā, 52-53
  28. - الأنساب للسمعاني، ج 2، ص 222 . و معجم الأدباء، ج 10، ص 268، و 289، وفيات الأعيان، ج 2، ص 215 . Al ʼnsab le al sam‘ani, 2:222 Mu‘jam al ʼUdabāʼ, 10:268 Wafayat al A‘yaān, 2:215
  29. - ثلاث رسائل، ص 26 . Thalath Rasaʼel, 26
  30. - نفس المصدر، ص 27 . Ibid., 27
  31. - الإعجاز البلاغي، ص 47 . Dr. Muḥammad ‘Abu Mousaʼ, Al I’jāz al Balaghy, 48-49
  32. - البيان ضمن ثلاث رسائل، ص 23 و 24 . Al Bayan ḍiman Thalath Rasaʼel, 23-24
  33. - عبد الكريم خطيب، إعجاز القرآن في دراسات السابقين، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1974، ص 185 و 186. Khatib ‘Abd al karim, I’jāz al Qur’ān fy Dirasat al Sabqyn, (Beirut: Dār al Fikar al ‘araby, 1st Edition, 1976), 185-186
  34. - البيان، ضمن ثلاث رسائل، ص 22 . Al Bayan ḍiman Thalath Rasaʼel, 22
  35. - الإعجاز البلاغي، ص 48 و 49 . Al I’jāz al Balaghy, 48-49
  36. - سورة الكوثر . Surah al kawthar
  37. - البيان ضمن ثلاث رسائل، ص 24 . Al Bayan ḍiman Thalath Rasaʼel, 24
  38. - د. فضل حسن عباس، إعجاز القرآن الكريم، المكتبة الوطنية، ص 50 ، 51 . Dr. Faḍal Ḥasan ‘abbas, I’jāz al Qur’ān al Karym, (Al Maktabah Al Waṭniyyah ),50-51
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...