Search from the Journals, Articles, and Headings
Advanced Search (Beta)
Home > Rahat-ul-Quloob > Volume 2 Issue 2 of Rahat-ul-Quloob

صفات الجنة في سورة الرحمن: دراسة موضوعية |
Rahat-ul-Quloob
Rahat-ul-Quloob

Article Info
Authors

Volume

2

Issue

2

Year

2018

ARI Id

1682060029185_905

Pages

289-310

DOI

10.51411/rahat.2.2.2018.47

PDF URL

https://rahatulquloob.com/index.php/rahat/article/download/47/344

Chapter URL

https://rahatulquloob.com/index.php/rahat/article/view/47

Subjects

Qur’an Hadith Surah Al-Rahman Paradise Qur’an Hadith Surah Al-Rahman Paradise

Asian Research Index Whatsapp Chanel
Asian Research Index Whatsapp Chanel

Join our Whatsapp Channel to get regular updates.

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمدﷺ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فقد حفلت آي الذّكر الحكيم، ووردت الأحاديث الشّريفة بوصف الجنّة وماأعدّه الله فيهاللمتّقين جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً، ترغيبا للمؤمنين وحثّا لهم على الطّاعات وتحمّل مشاقّ العبادة، ذلك أنّ الإنسان إذا علم أنّ الله قد أعدّ له دارا فيها كلّ ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ، تولّدت عنده الرّغبة الصّادقة في أن يكون من أهل هذه الجنّة وسعى لها سعيهافكان من المتّقين، ومن المحسنين، ومن الذّاكرين ومن المخبتين، ومن المنفقين، ومن الأوّابين المنيبين الّذين يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاًوَطَمَعاً، طرفا ممّا رغّب الله به عباده في الطّاعة

 

بذكر الآيات والأحاديث الواردة في وصف الجنّة ونعيمها وما أعدّه الله فيها لأهل طاعته.

 

ويعدُّ القرآن الكريم المصدر الأول من مصادرِ التشريع الإسلامي، وله أساليبه المتنوِّعة في التربية والتعليم؛ كالتربية بالقصص القرآني، وضرب الأمثال، والموعظة الحسنة، وكذلك أسلوب الترغيب والترهيب، وهذه الأساليب نستعملُها في تربية أولادنا، فعندما يذكر القرآن الكريم هذا الأسلوب فإنما يذكرُ لسبب مهم، وهو أن يربي الأجيال على طاعته واجتناب نواهيه، وأن سبب ذكرِ أهوال يوم القيامة في البداية، وبعدها ذكر الجنة، هو أن الله سبحانه وتعالى يريدُ أن يميز الفارق الهائل بين منازل المجرمين ومراتب المتقين.

 

فعندما يذكر القرآن أهوال يوم القيامة، فهذا الأسلوب ترهيب للعباد حتى يبتعدوا عن المعاصي والذنوب، وعن كلِّ مايُبعِدهم عن الله سبحانه وتعالى، لكن بعدهابشَّرالمتَّقين والذين أطاعوه في كل آية من آيات التحذير، بأن هناك جنةً تنتظرُهم، ووصفها لهم وصفًا رائعًاليُرغِّب العبادأن مَن أطاعه بأداء الفرائض واجتناب المحرمات، فإنه سيفوز بهذه الجنة التي وصفهاوصفًايعجَزُالعقل عن تخيُّله، ولهذا فإنها جديرةٌ بأن يعمل لها العامِلون، ويتنافس عليها المتنافِسون طوال فترة حياته، فإن الأصل لدخول الجنة هو الخوفُ من الله تعالى. يشتملُ البحث على تمهيدوثلاثة مباحث وخاتمة:

 

فالمبحث الأول: وصف الجنة في القرآن الكريم: ذكرت في هذا المبحث عن تعريف الجنة، خلق الجنة، أنهار الجنة، درجات الجنة، وأهل الجنة

 

المبحث الثاني: سورة الرحمن في القرآن: تكلمت عن أسباب نزول، فضل ومميزات سورة الرحمن.

 

المبحث الثالث: صفات الجنة في سورة الرحمن، تحدثت عن تفسير آيات وصف الجنة.

 

الـمبحث الأول: أوصاف الجنة في القرآن الكريم

أولا: تعريف الجنة لغة واصطلاحًا: لغةً: الجَنَّة والجُنَّة بالضم: ما استترتَ به من سلاح، والجنة: السُّترة، والجمع الجنن، يقال: استجنَّ بجُنَّة؛ أي: استتر بسترة، والجَنة: البستان، ومنه الجنَّات، و

 

العرب تسمي النخيل جنةً[1]، ومنه قوله تعالى: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾[2]. قال زهير[3]:

 

كأنَّ عيني في غَرْبَيْ مُقتَّلةٍ من النواضحِ تسقي جنَّةً سُحُقًا[4]

 

والجنة: "الحديقة ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص، ويقال للنخل وغيرها، وقال

 

أبو علي في التذكرة: لا تكون الجنَّة في كلام العرب إلا وفيها نخل وعنب، فإن لم يكن فيها ذلك، وكانت ذات شجر، فهي حديقة وليست بجنة"[5].

 

الجنة اصطلاحًا: "هي دار الكرامة التي أعدَّ الله لأوليائه يوم القيامة، فيها نهر يطرد، وغرفة خالية، وشجرة مثمرة، وزوجةحسناء[6]، بل وفيهاماتشتهي الأنفس وتلذُّالأعين ممالاعين رأت، ولاأذن سمعت، ولاخطرعلى قلب بشر"[7]. وقيل: "الجنة هي دارالثواب لمن أطاع الله وموضعهاعندسدرة المنتهى"[8].

 

ثانيا: خلق الجنة: قال ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية: "إن الجنة والنار مخلوقتانِ، لا تفنيانِ أبدًا ولا تَبِيدان، فإن الله تعالى خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لهما أهلاً، فمَن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه. . . وكلٌّ يعمل لِمَا قد فُرِغ له، وصائرٌ إلى ما خُلِق له"[9].

 

والدليل على أنهما مخلوقتانِ بعدُ إخبارُ النبي ﷺ أنه رأى الجنة ليلة الإسراء، وأخبر عليه السلام أنه رأى سدرة المنتهى في السماء السادسة، وقال تعالى: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾[10]، فصحَّ أن جنة المأوى هي السماء السادسة، وقد أخبر الله عز وجل أنها الجنة التي يدخلُها المؤمنون يوم القيامة، قال تعالى: ﴿فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[11]. [12].

 

ومن أوضحِ الأدلة وأصرحِها على خلق الجنة قصةُ آدم عليه السلام: قال تعالى: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[13].

 

وقال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾[14]. وقوله تعالى عن الجنة: ﴿أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾[15]. وكذلك في قوله تعالى: ﴿أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾[16]. وفي هذه الآيات دلالاتٌ واضحة على أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الجنة، وأنهاموجودة، وأنه أعدَّها للذين يتَّقونه ويخشَوْنه. وعن عائشة أم المؤمنين، قالت: تُوفِّي صبي، فقلتُ: طُوبَى له عصفور من عصافير الجنة، فقال رسول اللهﷺ: ( (أَوَلا تدرينَ أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً) ) [17]. ثالثا: أنهار الجنة: تعدُّأنهار الجنة جزءًا لا يتجزَّأُ منها، وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بأوصافٍ رائعةٍ وجميلة تُرغِّب الناس في التقرُّب إلى الله ودخول الجنة للتمتع بأنهارها، وهنالك أنواع من الأنهار التي ذكرها القرآن الكريم، وكذلك ذكرت في أحاديثَ في السنة النبوية. ففي القرآن قال تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى﴾[18]. وقبل البَدْء في أوصاف وأنواع الأنهار الجنة فقد عبر ابن القيم عنها بعبارت ذات معانٍ جميلة، فقال:

 

أنهارها في غيرِ أخدودٍ جَرَت سبحانَ مُمْسِكها عن الفيضانِ

 

من تحتِهم تجري كما شاؤوا مفجْــجَرةً وما للنهرِ من نقصانِ

 

عسلٌ مصفًّى ثم ماءٌ ثم خَمْــرٌ ثم أنهارٌ من الألبانِ

 

واللهِ ما تلك الموادُ كهذهِ لكن هما في اللفظِ مجتمعانِ

 

هذا وبينَهما يَسيرُ تشابهٍ وهو اشتراكٌ قام بالأذهانِ[19]

 

فهنا قد وصف الأنهارَ - كما قال مسروق[20]- أنها تجري في غير أخدود.

 

تدل الآية الكريمة، وكما في القصيدة النونية، أن هناك أربعة أنهار: (نهر الماء - نهر اللبن - نهر الخمر - نهر العسل) ، وقد ذكر سبحانه هذه الأجناسَ الأربعة في الآية الكريمة، ونفى عن كلِّ واحد منها الآفةَ التي تعرِضُ له في الدنيا: # فآفة الماء أن يأسَن ويأجن من طول مكثه.

  1. آفة اللبن الذي يتغيَّر طعمه إلى الحموضة وأن يصير قارصًا.
  1. آفة الخمر كراهةُ مذاقِها وتُذهِب العقل.
  1. وآفة العسل عدم تصفيتِه[21].

 

 

 

لقد تكرَّر في القرآن الكريم في عدَّة مواضع ذكرُ أنهار الجنة، لكن في كل موضع تدل على معنى:

 

الموضع الأول: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾[22]، ففي هذا الموضع دلالة على أن وجود الأنهار حقيقة[23].

 

الموضع الثاني: ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾[24]، وهذا الموضع دلالة على أنها أنهارٌ جارية لا واقفة[25].

 

الموضع الثالث: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ﴾[26]، وفي هذا الموضع

 

دلالة على أنها تجري تحت غرفهم وقصورهم[27].

 

• والآن أذكر أنهار الجنة:

 

الأول: (نهر الكوثر) . يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾[28]. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ فِي الْكَوْثَرِ هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ قَالَ أَبُو بِشْرٍ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ سَعِيدٌ النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنْ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ[29].

 

الثاني: نهر بارق: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: ( (الشهداء على بارقٍ نهرٍ بباب الجنة، في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً وعشيًّا) ) [30]. وأنهار الجنة ليس بينها وبين أنهار الدنيا تشابهٌ إلا في الاسم فقط، وجريان الأنهار من تحت غرف الجنة والقصور مما يزيدها جمالاً وبهجةً، وهي حاصلة ومتحقِّقة لعباد الله المؤمنين؛ لأن الله وعد المتَّقين بهذا النعيم[31].

 

الثالث: (نهر البَيْذَخ أو البَيْدَح) : فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ بِهَا وَجْبَةً، ارْتَجَّتْ لَهَا الْجَنَّةُ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا قَدْ جِيءَ بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، وَفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّتْ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَقَدْ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ، تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُمْ قَالَتْ: فَقِيلَ: اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهْرِ الْبَيْذخِ، - أَوْ قَالَ: إِلَى نَهَرِ الْبَيْدَحِ - قَالَ: فَغُمِسُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا مِنْهُ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. قَالَتْ: ثُمَّ أَتَوْا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ فَقَعَدُوا عَلَيْهَا، وَأُتِيَ بِصَحْفَةٍ - أَوْ كَلِمَةٍ نَحْوِهَا - فِيهَا بُسْرَةٌ، فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَمَا يُقَلِّبُونَهَا لِشِقٍّ، إِلَّا أَكَلُوا مِنْ فَاكِهَةٍ مَا أَرَادُوا[32].

 

الرابع: (النهران الظاهران والنهران الباطنان) : قال رسول الله ﷺ: ( (رُفِعتُ إلى السدرة، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان، فأما الظاهران، فالنيل والفرات، وأما الباطنان، فنهران في الجنة، فأُتِيتُ بثلاثة أقداحٍ: قدح فيه لبن، وقدح فيه عسل، وقدح فيه خمر، فأخذتُ الذي فيه اللبن فشرِبت، فقيل لي: أصبت الفطرة، أنت وأمَّتك) ) [33].

 

رابعا: درجات الجنة: يعمل الإنسان في الحياة الدنيا من أجلِ الحصول على منافعَ قليلةٍ، تساعده

 

على الاستمرار في الحياة، ومهما كان الإنسان غنيًّا نتيجةَ هذه المنافع، فإنها مقارنةً بما يحصُلُ عليه المؤمنون في الجنة ودرجاتها لا تعد شيئًا؛ لأن الإنسان في الجنة يحصل على الدرجات العالية من خلال العبادات والطاعات، وهذه الدرجات حسب العمل الصالح، وتعتمد على قوة العمل الصالح،

 

﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾[34].

 

تدلُّ هذه الآية الكريمة على أن لكل عامل في طاعة الله أو معصيته منازلَ ومراتبَ من عمله، يبلغه الله إياها، ويثيبه بها، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر؛ لأن الإنسان يحصل على الدرجات العالية من خلال العبادات والطاعات، فكلما كثُرَت طاعاته زادت درجاتُه في الجنان.

 

قال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾[35]، فهذه الآية تشير إلى أن أصحاب الضرر من المؤمنين يُساوَون بالمجاهدين؛ لأن العذر أقعدهم عن القتال، كما تشير الآية إلى أن المجاهدين في سبيل الله لهم درجات في غرف الجنان العالية، ولهم مغفرة من الذنوب، وحلول الرحمة والرضوان عليهم تكريمًا لهم[36].

 

وقد ذكر ابن القيم في هذه قصيدته الرائعة درجات الجنة، فقال:

 

درجاتُها مائةٌ وما بين اثنتَيْـ ـنِ فذاك في التحقيقِ للحسبانِ

 

مِثلُ الذي بين السماءِ وبينَ هَـ ذِي الأرضِ قولُ الصادقِ البرهانِ

 

لكنَّ عاليَها هو الفردوسُ مَسْـ ـقوفٌ بعرشِ الخالقِ الرحمنِ

 

وسطَ الجنانِ وعُلْوَها فلذاك كا نت قبَّةً من أحسنِ البنيانِ

 

منه تفجَّرُ سائرُ الأنهارِ فالـ ـمنبوعُ منه نازلٌ بجنانِ[37]

 

قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى﴾[38].

 

ومن الذين وضَّحوا هذه المسألة ابن تيمية ، فقد قال: "والجنة درجات متفاضلة تفاضلاً عظيمًا، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم[39].

 

فبيَّن الله سبحانه أن أهل الآخرة يتفاضلون فيها أكثر مما يتفاضَل الناس في الدنيا، وأن درجاتها أكبر من درجات الدنيا، وقد بيَّن تفاضل أنبيائه عليهم السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين[40]، ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾[41].

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللهﷺقال: ( (إن في الجنة مائةَ درجةٍ، أعدها اللهُ للمجاهدين

 

في سبيله، بين الدرجتين كمابين السماء والأرض، فإذاسألتم الله فاسألوه الفردوس، فهو أوسط الجنة، وهوأعلى الجنة، وفوقَه العرشُ، ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة) ) [42]. والمراد بالمائة هنا الكثرة بالدرجات المُرْقَاة، والمراد بالدرجات المراتب العالية؛ أي إن لهم درجاتٍ بحسب أعمالهم من الطاعات[43].

 

ويتَّضِح لنامن خلال ماسبق أن الجنة درجاتٌ؛ وذلك لأن عبادالله غيرُمتساوين في الأعمال، فهناك مَن يؤدي الفرائض فقط، وهومن أهل الجنة، وهذا يعتبر أقل درجة في دخول الجنة، وهناك مَن يريد الزيادة في الجنة، فيُطبِّق السنن كقيام الليل، وهنا تكثر درجاته في الجنة؛ لأن ذلك حسب عمله.

 

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّﷺقَالَ: يُقَالُ، يَعْنِي لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ،: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ

 

تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا[44]؛ إذًا الزيادة تتوقَّف على فعل العبد للطاعة.

 

وفي آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية إشارة إلى أن الجنة درجات، وهناك أفضل أنواع الجنات.

 

قال رسول الله ﷺ: ( (يا عثمانُ بنَ مظعون، مَن صلَّى صلاةَ الفجر في جماعة، ثم جلس يذكُرُ حتى تطلُعَ الشمس كان له في الفردوس سبعون درجةً، كلُّ درجتين كحُضْر الفرس الجواد المُضمَّر سبعين سنةً، ومَن صلى صلاة الظهر في جماعة كان له في جنات عدنٍ خمسون درجةً، بُعْدُ ما بين كل درجتين كحُضْرِ الفرس الجوادِ الـمُضمَّر خمسون سنةً) ) [45].

 

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ»[46]. وقد ذهب ابن حجر[47] رحمه الله إلى القول في معنى (يتراءون) أن أهل الجنة تتفاوَت منازلُهم بحسب درجاتهم في الفضل، حتى إن أهل الدرجات العلا ليراهم مَن هوأسفل منهم كالنجوم، وقوله: ( (الدُّري) ) ، وهو النجم الشديد الإضاءة[48].

 

• أما أفضل تلك الدرجات، فهي الفردوس الأعلى، وهناك صفات أو شروط تمكن ساكنَها من

 

إرثِها، بعد رحمة الله تعالى، كما في الآية الكريمة: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَاخَالِدُونَ﴾[49]في هذه الآية الكريمة بيَّنت أن سبب إرث أهل الجنة الفردوسَ الأعلى هوتقواهم لربهم، وماقدَّموامن الأعمال الصالحة في دنياهم[50].

 

ومن هناتبيَّن لنافي هذا المطلب أن أعلى درجات الجنة الفردوس الأعلى، فإذا سأل العبد ربَّه فليسأَلْه الفردوسَ الأعلى؛ لأنه أسمى وأرقى درجة في الجنة، ويحتاج العبد الجهدَ الكثيرليصل إلى هذه المرتبة، أو الدرجات العلا، ومماينبغي أن يُعلَم أن العمل لايكفي مستقلاًّ في دخول الجنة، بل لابدمن رحمة الله۔

 

خامسا: أهل الجنة: لقد وصف القرآن الكريم أصحابَ الجنة بصفات؛ منها:

 

أولاً: المتقون: وهم الذين يراقبون الله ويَقُوون أنفسَهم من عذابه. قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾[51]. وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾[52]. كماأن التقوى هي: تجنُّب القبيح خوفًامن الله تعالى، وأصلها الوقاية، وعي كذلك: التحرُّزبطاعة الله عن عقوبتِه، وهي صيانة النفس عما تستحق به العقوبة[53].

 

ثانيًا: الصادقون: قال تعالى: ﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[54].

 

قال الرازي[55]: "اعلَم أنه تعالى لَمَّا أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعُهم في القيامة، شرح كيفية ذلك النفع، وهو الثواب، وحقيقة الثواب أنها منفعة خالصة دائمة مقرونة بالتعظيم، وقوله تعالى: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ إشارة إلى دوام ذلك النعيم[56].

 

ثالثا: الطائعون - الذين يعملون الصالحات:

 

قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾[57].

 

إن الذي يحصُلُ عليه أصحاب الجنة قد يشبه ما كان في الدنيا من حيث الاسم فقط، أما من حيث اللون والشكل والطعم، فهو يختلف تمامًا. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾[58]؛ أي: مَن يطع الله والرسول يدخله جنات النعيم.

 

رابعًا: التائبون: وقد وعد الله سبحانه وتعالى التائبين بالجنة، وهذا من الكرم الإلهي، فهي لمن أراد العودة إلى الله سبحانه وتعالى، والعبد التائب يغفِرُ الله ذنبَه كرمًا من الباري، قال تعالى: ﴿إِلَّامَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًافَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾[59]؛ أي: مَن رجَع عن ترك الصلوات واتِّباع الشهوات، فإن الله يقبَلُ توبتَه، ويُحسِن عاقبتَه، ويجعله من ورثة جنة النعيم؛ لأن التوبة تجبُّ ماقبلها.

 

خامسًا: الأبرار: قال تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴾[60]، والأبرار هم أعلى درجة، وأقرب ي طاعاتهم إلى من الطائعين والتائبين.

 

سادسًا: المقربون: قال تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾[61].

 

ومن الصفات أيضًا ما جاء في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

 

وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾[62].

 

وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[63].

 

وهذا في القرآن كثير، مقداره على ثلاث قواعد: إيمان، وتقوى، وعمل خالص لله، على موافقة السنة، فأهل هذه الأصول الثلاثة هم أهل البشرى دون من عداهم من سائر الخلق، عليها دارت بشارات القرآن والسنة[64]. وهي تجتمعُ في أصلين: إخلاصٌ في طاعة الله، وإحسانٌ إلى خلقه، وضدهايجتمع في الذين يراؤُون ويمنعون الماعون، وترجع إلى خصلة واحدة، وهي موافقة الرب تبارك وتعالى في محابِّه، ولاطريق إلى ذلك إلا بتحقيق القدوة ظاهرًا وباطنًابرسول اللهﷺ. أماالأعمال التي هي تفاصيل هذا الأصل، فهي بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق[65]. وكذلك في سورة المؤمنون أيضًا هناك صفات الذين تكون لهم الجنة وخاصة الفردوس الأعلى:

 

- الذين هم في صلاتهم خاشعون.

 

- الذين هم عن اللغوِ معرضون.

 

- الذين هم للزكاة فاعلون.

 

- الذين لفروجهم حافظون.

 

- الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون.

 

- الذين هم على صلاتهم يحافظون.

 

وفي هذا العرض الموجز تعرَّفْنا على أهل الجنة وصفاتهم، والذين خصَّهم القرآن الكريم بالذِّكر، عسى الله أن يجعلنا وإياكم ممن تنطبق عليهم هذه الصفات.

 

الـمبحث الثاني: سورة الرحمن في الإطار القرآني (سبب نزول سورة الرحمن)

إن لكل سورةٍ سببَ نزولٍ خاصًّا بها، وسوف نُفصِّل الآن سبب نزول سورة الرحمن.

 

فقيل إن سبب نزول هذه السورة هو قول المشركين المحكي عنهم: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾[66]، فتكون تسميتها باعتبار إضافةِ سورةٍ إلى الرحمن على معنى إثبات وصفِ الرحمن. . . فردَّ الله على المشركين بأن الرحمن هو الذي علَّم النبي ﷺ القرآن، وهي من أول السور نزولاً[67]. وقيل: إن هذه السورة نزلت بسببِ قول المشركين في النبيﷺ: ﴿إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ﴾[68]؛ أي: يُعلِّمه القرآن، وكان الاهتمام بذكر الذي يُعلِّم النبي ﷺ القرآنَ أقوى من الاهتمام بالتعليم. وورد أيضًا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ذكر ذاتَ يوم القيامة والموازين والجنة والنار، فقال: وددتُ أني كنتُ خضراءَ من هذه الخضر تأتي على بهيمة تأكلني، وأني لم أُخلَق[69]، فنزل قوله تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾[70].

 

فضل ومـميزات سورة الرحمن

 

نتحدَّث أولاًعن فضل سورة الرحمن، وهو قليل الذكرفي فضائلها، وفيهاالكثيرمن الأحاديث الضعيفة. وقد ذكرت في السنة النبوية فضائل بعض السور، ومن هذه الفضائل فضل سورة الرحمن التي سُمِّيت بعروس القرآن. فعن جابرقال: خرج رسول اللهﷺعلى أصحابه، فقرأعليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال: ( (لقدقرأتُهاعلى الجنِّ ليلةَ الجن، فكانوا أحسن مردودًامنكم، كنت كلما أتيتُ على﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾، قالوا: لابشيءٍ من نعمِك ربَّنا نُكذِّب، فلك الحمد) ) [71].

 

والآن نذكر مميزات هذه السورة العظيمة، فلها مميزات كثيرة، ولا شك أن لكل شيء مميزات حبَاه الله بها دون غيره، وهذا الكلام ينطبق على الإسلام، فالإسلام فيه من المميزات والخصائص ما تجعله لا يتشابه مع الأديان الأخرى، وكذلك فإن رسولَنا الأعظم محمدًا ﷺ قد خصَّه الله بخصائص جعلته يتميز عن غيره من الأنبياء والرسل عليهم السلام، لذلك فإن نقول: إن الله قد خصَّ كتابه الكريم بخصائص جعلته يختلف عن غيره من الكتب السماوية؛ ومنها: الحفظ، والإعجاز، والتحدي، والشمولية، وإن أهم خصيصةٍ فيه وأبرز ميزة أنه كلام الله سبحانه، ولا شك أن لكل سورةٍ من سوره أشياء وصفات تختصُّ بهاعن غيرهامن السور، وهذاماسنحاول أن نُبيِّنَه في هذا: فقد ورد عن علي رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ( (لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن) ) [72]،

 

وهذا لا يعدو أن يكون ثناءً على هذه السورة، وليس هو في التسمية في شيء.

 

ولذلك يقال لها عروس القرآن، وأنها مجمع النِّعم والجمال والبهجة في نوعها والكمال[73].

 

ومن مميزات سورة الرحمن:

 

• بديع أسلوبها، وافتتاحها الباهر باسمه الرحمن، وهي السورة الوحيدة المفتتحة باسم من أسماء الله، لم يتقدَّمه غيره.

 

• وكذلك منه التَّعداد في مقام الامتنان والتعظيم قولُه ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾؛ إذ تكرَّرت هذه الآية في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة، وذلك أسلوب عربي جليل[74].

 

• وكذلك من مميزاتها تعداد آلاء الله الباهرة ونِعَمه الكثيرة الظاهرة على العباد، التي لا يُحصِيها عدٌّ، في مقدمتها نعمة (تعليم القرآن) بوصفه المنةَ الكبرى على الإنسان.

 

• تناولتِ السورةُ في البداية نِعَم الله الكثيرة، وبعدها دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك، وتسخير السفن الكبيرة، وبعدها الاستعراض السريع لصفحة الكون المنظور.

 

• استخدام أسلوب الترغيب والترهيب؛ لأن الله سبحانه ذكر أهوال يوم القيامة، وتحدَّث سبحانه عن حال الأشقياء المجرمين، وما يلاقونه من فزع، وبعدها يذكر مشهد النعيم للمتقين في شيء من الإسهاب والتفصيل؛ إذ يكونون في الجنان مع الحور العين.

 

• تعدُّ سورة الرحمن ذاتَ نسقٍ خاصٍّ وملحوظ؛ فهي إعلان عامٌّ في ساحة الوجود الكبير، وإعلام آلاء الله الباهرة الظاهرة في جميل صنعه، وإبداع خلقه، وفي فيض نعمائه، وفي تدبيره للوجود وما فيه، وتوجه الخلائق كلها إلى وجهه الكريم، وهي إشهادٌ عامٌّ للوجود كله على الثَّقلينِ (الإنس والجن) المخاطبينِ بالسورة على السواء في ساحة الوجود، على مشهد من كل موجود مع تحديهما إن كانا يملكانِ التكذيب بآلاء الله، تحديًا يتكرَّر عقب بيان كل نعمة من نعمه التي يُعدِّدها ويُفصِّلها، ويجعل الكون كله مَعرِضًا لها، وساحة الآخرة كذلك، ورنة الإعلان تتجلَّى في بناء السورة كله، وفي إيقاع فواصلها، تتجلى في إطلاق الصوت إلى أعلى، وامتداد التصويت إلى بعيد، كما تتجلى في المطلع الموقظ الذي يستثير الترقب والانتظار لِما يأتي بعد المطلع من أخبار[75].

 

• أكثر ميزة في هذه السورة أنها جميلةٌ بتناسق الكلمات؛ ومما يجلي وضوحَ جمال هذه السورة، ما

 

روي أن قيس بن عاصم المنقري قال للنبيﷺ: "اتلُ عليَّ مما أُنزِل عليك، فقرأ عليه سورة ﴿الرَّحْمَنُ﴾، فقال: أعِدها، فأعادها ثلاثًا، فقال: والله إن له لطلاوةً، وإن عليه لحلاوةً، وأسفله لَمُغْدِق، وأعلاه مُثمِر، وما يقول هذا بشرٌ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله"، ففي هذه الرواية أسلم قيسٌ بسبب جمال هذه السورة وطلاوتها وصياغة كلماتها[76].

 

• وفي هذه السورة ذُكِرت نِعَم الله التي لا تُعَدُّ ولا تُحصَى، منها الكبرى المستقرة، ومنها الصغرى المتجددة بتجدد الحياة الإنسانية، فعلى كل إنسان شكرُ هذه النعم اعترافًا بها وإجلالاً لها ووفاءً لحق الـمُنعِم[77].

 

الـمبحث الثالث: صفة الجنة في سورة الرحمن

تفسير آيات وصف الجنة في سورة الرحمن

 

في هذا المبحث وصف الجنة في سورة الرحمن وصفًا تفصيليًّا طبقًا للآيات الكريمة التي ذكرت في

 

القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ *فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾[78].

 

• قال مجاهد: هو الرجل يهمُّ بالمعصية فيذكر الله عندها، فيدعها، فله أجران.

 

وذُكِر عن الفراء أنه قال: جنتان أراد به جنةً واحدةً، وإنما ذكر ﴿جَنَّتَانِ﴾ للقوافي، والقوافي تحتمل الزيادة والنقصان ما لا يحتمل الكلام[79]. وقيل: إنه الوقوف بين يدَيْه في ساحة فصلِ القضاء يوم القيامة، فأطاعه بأداء الفرائض واجتناب المحرمات[80].

 

• وجنتان[81]؛ أي: بستانان.

 

• ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾، أبإثابةِ أحدكم الذي إذا همَّ بالمعصية ذكر قيامَه بين يدَي ربِّه

 

فتركها فأثابه الله بجنتين؟[82]. وهذه الآية تدل على أمرين:

 

الأمر الأول: لَمَّا ذكر أحوال النار ذكر ما أعدَّ للأبرار، والمعنى: خاف مقامَه بين يدَي ربِّه للحساب، فترك المعصية، وقيل: خاف قيامَ ربه؛ أي: إشرافه واطِّلاعه عليه.

 

الأمر الثاني: هذه الآية دليلٌ على أن مَن قال لزوجِه: إن لم أكن من أهل الجنةِ فأنت طالق، لا يحنث، إن كان همَّ بالمعصية وتركها خوفًا من الله وحياءً منه[83].

 

وذكر المقام اسم مكان، ومقامه تعالى موقفه الذي يقف فيه العباد والحساب، كما قال: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[84]، فالإضافة للاختصاص الملكي؛ إذ لا ملك يومئذٍ إلا لله تعالى[85].

 

وقيل: إن الجنتين نوعان: جنة للخائف الإنسي، وجنة للخائف الجني، فإن الخطاب للفريقين، والمعنى: لكل خائفين منكما، أو لكل واحد جنة لعقيدته وأخرى لعمله، أو جنة لفعل الطاعات وأخرى لترك المعصية، أو جنة يثاب بها وأخرى يتفاضل عليه، أو روحانية وجسمانية[86].

 

• وقيل: إحدى الجنتين منزله والأخرى منزل أزواجه كما يفعله رؤساء الدنيا[87]؛ حيث يكون له قصر ولأزواجه قصر.

 

• قال القرطبي: إنما كانتا اثنتينِ ليُضاعفُ له السرورُ بالتنقُّل من جهة إلى جهة[88].

 

إذًا فإن هذه الجنة للسابقين المقرَّبين، وهم يكونون في مرتبة عالية، ونفهم من هذه الآية أن آخر

 

العذاب جهنم، وأول مراتب الثواب الجنة، ثم بعدها مراتب وزيادات ثانية[89].

 

• ويتَّضِح مما سبق أن الله سبحانه وتعالى لَمَّا أراد أن يُكرِّم مَن يخافُ مقامَه من خلال تنفيذ الأوامر أو ترك ما نهى الله عنه، فإنه يُجازِيه بجنتين، وهذا ما ورد في قول الله عز وجل: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾[90].

 

• وفي وصفٍ آخرفي سورة الرحمن يقول سبحانه وتعالى: ﴿ذَوَاتَاأَفْنَانٍ*فَبِأَيِّ آلَاءِرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾[91]؛ أي ذواتا أغصان، وأغصان جمع غصن، وخص الأفنان؛ لأنهاهي التي تُورِق وتُثمِر، فمنها تمتد الظلال، ومنها تجتنى الثمار، أو أفنان جمع فن؛ أي: له فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين[92]. وقيل: إنها ذات ألوان متعددة وفنون من الملاذِّ، وقيل إن كل غصن فيها يحتوي على فن من فنون الفاكهة[93]. وتوصف بأنها أغصان نضرة حسنة، تحمل من كل ثمرة نضيجة فائقة. قال عطاء الخراساني وجماعة: إن الأفنان أغصان الشجر، يمس بعضها بعضًا. وقيل: فنون من الملاذِّ، كل غصن يجمع فنونًا من الفاكهة، وأن﴿ذَوَاتَاأَفْنَانٍ﴾واسعة الفناء. وقال القتادۃ: ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ يعني: بسَعَتِهاوفضلهاومزيتها على ماسواها[94]. وصفٌ للجنتين بأنهماجمع فَنَن لون أفنان، وأنها أنواع من الأشجار والثمار، أو أغصان لينة، وهومادقَّ ولانَ من الغصن[95]. وهنا يصف الله سبحانه وتعالى الأغصان والأشجار والثمار وطبيعتها، في هذه الآية الكريمة، ليعلم الناس أن الجنة وأشجارها وأغصانها وثمارها مختلفةٌ عن الأشجار والأغصان والثمار الموجودة في الحياة الدنيا، وأيضًافي الجنة هناك اختلاف في الأنواع والأشجار والثمار فيما بين بعضها البعض.

 

• وعندما يصف الله سبحانه وتعالى الجنة من خلال العيون الجارية نرى أن سبحانه وتعالى يقول: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾[96]؛ أي: إن في الجنتين عينينِ تجريانِ بالماء العذب الزلال الصافي، خلال تلك القصور والأشجار.

 

عندما يذكر ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾، فتكرَّر هذا اللفظ بتكرار النعيم، وذلك للتقرير، أو التوبيخ والحث على الشكر بالعبادة والتوحيد فيها[97].

 

• كما أن في جنة المقربين عينينِ تجريان، أما في جنة أصحاب اليمين فتكون العين غير جارية، فمن المعلوم أن الماء الجاري هو الذي يسقي الأشجار، وأن الجري يكون أقوى من النضح، وأنه أفضل من الذي لا يجري.

 

• قال الحسن البصري: إن هاتين العينين إحداهما يقال لها تسنيم، والأخرى السلسبيل.

 

• قال عطية: إحداهما من ماءٍ غيرِ آسن، والأخرى من خمرٍ لذَّة للشاربين[98].

 

• وأما العينان اللتان تجريان، فإن حصباهما الياقوت الأحمر والزَّبَرجد الأخضر، وترابها الكافور، وحصاتها المسك الأَذْفَر، وحَافَتُاهما الزعفران[99].

 

• وهاتان العينان فيَّاضتان فوَّارتان بالماء العذب، فهناك جنتان تجريان بالأنهر، وجنتان فوارتان[100].

 

• هذا ما وصف الله به الجنتينِ اللتين ذُكِرتا، لكنه فصل بين الأغصان والعيون والفواكه، بذكر العينين الجاريتين على عادة المتنعِّمين، فيذكر الله تعالى ما يتم به النزهة، وهو خضرة الأشجار وجريان الأنهار، فسبحان مَن يأتي بالآيات بأحسن المعاني في أبين المباني.

 

• ثم ينتقل قال سبحانه وتعالى في وصف الجنة في سورة الرحمن بعد ذلك: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾[101]. ذكر الله سبحانه في سورة الرحمن سرد أوصاف النعيم المادية للمتقين الخائفين من الله، ومَن ترك المعاصي خوفًا منه، ففي الآيات التي ذكرت والتي سوف نذكرها يُبيِّن ثوابَ الخائفين (جنتان) ، وأنهما تختلفان في المرتبة والفضيلة، لكنهما وصفتا بأنهما خضراوان في الآية السابقة، وأنهما فوارتان بالماء، وأما في هذه الآية، فقد بيَّن الله سبحانه اشتمالَها على أنواع الفواكه اللذيذة والخيرات الحسان، وهذا يدل على أنه يكون في كل فاكهة في هذه الجنة زوجان أو صنفان: حلو وحامض، رطب ويابس، أحمر وأصفر[102].

 

• وهذان الصنفان: صنف معروف مألوف، وآخر غير معروف، لكنه في منتهى اللذة والحلاوة[103]؛ إكرامًا وجزاءً وإحسانًا من الله سبحانه وتعالى لعباده الذين زهِدوا في الحياة الدنيا وتركوا ملذَّاتها المحرَّمة ابتغاءَ مرضات الله سبحانه، فجازاهم بهذه الجنة وهذا النعيم.

 

• ومن هذا النعيم الذي أنعم الله سبحانه على عباده أن جعل أنواع الفاكهة صنفين ليتفكَّه المتَّقون، ويتلذَّذوا بتلك الفواكه الكثيرة، والتي وصفها سبحانه بأنها غير مقطوعة ولا ممنوعة[104]،

 

وهي تختلفُ عن ثمار الدنيا، فإن الطازج فيها ألذُّ طعامًا وأشهى مأكلاً.

 

وقيل: أنواع الثمار مما يعملون وخير مما يعملون، ومما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. قال ابن عباس: ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء؛ يعني أن يبين ذلك بيانًا عظيمًا وفرقًا بينًا في التفاضل[105].

 

الخاتمة

 

الحمد لله على جزيل كرمه وفضله، وإعانته وتوفيقه، ومما يسر لي من استكمال مواضيع هذا البحث، ولَمَّا كان كل بحث لابد أن يُسفِر عن نتيجة، فإنني أذكر أهم ما توصَّلت إليه في بحثي من النتائج، ويمكن تلخيصها كما يأتي:

 

النتائج:

 

• تميزت سورة الرحمن بمجموعة من المميزات والخصائص لعل من أهمها:

 

1- بديع أسلوبها، وافتتاحها الباهر باسم من أسماء الله، وهي السورة الوحيدة التي افتُتِحت به.

 

2- تعداد آلاء الله الباهرة ونِعَمه الكثيرة الظاهرة على العباد.

 

3- تناولت السورةُ في البداية نِعَم الله الكثيرة، وبعدها دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك وتسخير السفن الكبيرة.

 

4- وأكثر ميزة أنها جميلة في تناسق الكلمات.

 

• إن أهل الجنة الذين بيَّنهم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم هم المتقون والصادقون والطائعون، الذين يعملون الصالحات، والتائبون والأبرار والمقربون، وغيرهم؛ أي كل مَن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات واجتناب المعاصي والسيئات.

 

• إن أوصاف الجنة التي وصفها الله في سورة الرحمن تُعطِي صورةً متكاملة وقريبة إلى ذهن القارئ، فقد ذكر الأنهار، والدرجات، والحُور العِين، والفاكهة، والخيرات الحسان، وكيفية أن أهلها يتَّكِئون على فُرُشٍ بطائنُها من إستبرق، وهذا يعطينا صورة دقيقة عن وصف الجنة.

 

التوصيات: من خلال ما عملته في هذا البحث وما أدركته، فإني أتوجَّه بالتوصيات الآتية:

 

1- الاهتمام بالقرآن الكريم حفظًا وتلاوةً وفهمًا، لا سيما السور القرآنية التي تُبيِّن وصف الجنة

 

وأنهارها ودرجاتها ومَن يدخلها.

 

2- حث الباحثين من الطلاب والطالبات على المزيد من الكناية في هذا المجال، لإبراز الأثر لهذه السورة لِمَا تمثَّلت من أهمية كبرى في إصلاح الناس على مستوى الفرد والمجتمع.

 

3- الانتقال إلى الجانب التطبيقي العملي، وذلك بتفعيل وجدان خدمة المجتمع، لحث جميع الشرائح الموجودة في المجتمع لحفظ وتلاوة وفهم القرآن الكريم.

 

حوالہ جات

  1. الجوهري، أبو نصر إسماعيل بن حماد، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين بيروت، ط 4، 1987م، 5/2094
  2. هود: 119
  3. زهير بن أبي سلمى، ربيعة بن رباح المزني، ثالث فحول الطبقة الأولى من الجاهلية، وأعفهم قولاً، وأوجزهم لفظًا، وأغزرهم حكمة، وأكثرهم تهذيبًا لشعره، نشأ في غطفان، وإن كان نسبه في مزينة، من بيتٍ جلُّ أهلِه شعراء رجالاً ونساءً، واختص زهير بالمدح، وعُمِّر زهير، ومات قبل البعثة بسنة؛ (الهاشمي، أحمد بن إبراهيم بن مصطفى، جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب، مؤسسة المعارف - بيروت، 2/46 - 134
  4. ديوان زهير بن أبي سلمى، دار الفكر بيروت، 1/8
  5. الإفريقي، أبو الفضل، جمال الدين بن منظور، لسان العرب، محمد بن مكرم، دار صادر بيروت، ط3، 1414هـ، 13/100
  6. عبدالعزيز بن صالح بن إبراهيم الطويان، جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف، الرياض - المملكة العربية السعودية - مكتبة العبيكان، ط1، 1999، 2/498
  7. القشيري، أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، دار إحياء التراث العربي بيروت، كتاب الجنة وصفة نعيمها، رقم الحديث: 2824، 4/2174
  8. نخبة من العلماء، أصول الدين في ضوء الكتاب والسنة، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية، ط1، 1421هـ، 1/238
  9. الحنفي، صدر الدين علي بن علي بن محمد بن أبي العز، شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق: أحمدشاكر، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة، ط1، 1418هـ، 1/420
  10. النجم 53: 14، 15
  11. السجدة 32: 19
  12. القرطبي، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنِّحَل، مكتبة الخانجي، القاهرة، 4/68
  13. الأعراف 7: 19
  14. الأعراف 7: 27
  15. آل عمران 3: 133
  16. الحديد 57: 21
  17. صحيح مسلم، باب: معنى كل مولود يُولَد على الفطرة، رقم الحديث: 2662، 4/2050
  18. محمد 47: 15
  19. الجوزية، محمد بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، القصيدة النونية، مكتبة ابن تيمية - القاهرة، ط2، 1417هـ، 1/327، أحمد بن إبراهيم بن عبدالله بن عيسى، توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة ابن القيم، المكتب الإسلامي - بيروت، ط3، 1406، 2/526
  20. مسروق بن الأجدع، وهو ابن عبدالرحمن الهمداني، أبوعائشة، كوفي، قال أبو نعيم: مات سنة ثنتين وستين، وانظر: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، 8/35
  21. الجوزية، محمد بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، مطبعة المدني القاهرة، 1/179
  22. البقرة 2: 25
  23. الجوزية، محمد بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، 1/121
  24. التوبة 9: 100
  25. الجوزية، محمد بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، 1/121
  26. الأعراف 7: 43
  27. الجوزية، محمد بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، 1/121
  28. الكوثر 108: 1
  29. البخاري، أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اللهﷺ وسننه وأيامه، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة: 1، 1422هـ، عدد الأجزاء: 9، باب من انتظر حتى تدفن، رقم الحديث: 4966، 6/176
  30. أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط وآخرون مؤسسة الرسالة، ط2، 1999م، رقم الحديث: 2390، 4/220
  31. ناصر بن علي عايض حسن الشيخ، مباحث العقيدة في سورة الزمر، مكتبة الرشد الرياض المملكة العربية السعودية، ط1، 1415هـ، 1/684
  32. مسند الإمام أحمد بن حنبل، رقم الحديث: 12385، 19/378
  33. صحيح البخاري، باب، شرب اللبن، رقم الحديث: 5610، 7/109
  34. الأنعام 6: 132
  35. النساء 4: 95، 96
  36. الدمشقي، الإمام أبو الفداء الحافظ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1/774
  37. ابن القيم الجوزية، القصيدة النونية، مصدر سابق، 1/309
  38. طه 20: 75
  39. علي بن نايف الشحود، صفة الجنة والنار في القرآن والسنة، 1/114
  40. نفس المصدر السابق، 1/115.
  41. البقرة 2: 253
  42. الدارمي، أبو حاتم، محمد بن حبان، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط1، 1988م، باب: ذكر الأخبار عن وصف درجات الجنان. . .، رقم الحديث: 739، 16/402
  43. المباركفوري، الإمام الحافظ أبو العلاء محمد بن عبدالرحيم، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، عدد الأجزاء: 10، 7/227.
  44. الترمذي، أبو عيسى، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبدالباقي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر، ط2، 1975م، باب: 18 رقم الحديث: 2914، 5/27.
  45. البيهقي، أبو بكر، أحمد بن الحسين، شُعَب الإيمان، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض، بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، ط1، 2003م، باب: فضل الصلوات الخمس في الجماعة، رقم الحديث: 2610، 4/344.
  46. صحيح البخاري، كتاب: بَدْء الخلق، باب: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، رقم الحديث: 3256، 4/119.
  47. الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمدبن حجر بن أحمد الكتاني العسقلاني الأصل، ثم المصري، الشافعي، قاضي القضاة، شيخ الإسلام، شُهِد له بالانفراد، خصوصًا في شرح البخاري، ومن تصانيفه: فتح الباري شرح البخاري، ومقدمته تُسمَّى هَدْي الساري، وتقريب الغريب في غريب صحيح البخاري، والاحتفال في بيان أحوال الرجال، ولد فِي ثَانِي عشر شعْبَان، سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة. (السيوطي، عبدالرحمن بن أبي بكرجلال الدين، نظم العقيان في أعيان الأعيان، تحقيق: فيليب حتى، المكتبة العلمية-بيروت، 1/ 45، 46.
  48. البخاري، فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب بَدْء الخلق، 1/318.
  49. المؤمنون 23: 1 – 11
  50. ناصر بن علي عايض حسن الشيخ، مباحث العقيدة في سورة الزمر، 1/671.
  51. الحجر 15: 45
  52. آل عمران 3: 133
  53. زين الدين محمد، عبدالرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين، التوقيف على مهمات التعاريف، عالم الكتب القاهرة، ط1، 1990م، 1/106.
  54. المائدة 5: 119
  55. أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي البكري الطبرستاني الأصل، الرازي المولد، الملقَّب بفخر الدين، المعروف بابن الخطيب، له تصانيف مفيدة؛ منها تفسير القرآن الكريم، وشرح سورة الفاتحة، وكتاب البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان، وكتاب تهذيب الدلائل في عيون المسائل، ولد فخر الدين في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وأربعين، وقيل: ثلاث وأربعين وخمسمائة، بالري، وتُوفِّي يوم الاثنين وكان عيد الفطر سنة ست وستمائة بمدينة هراة؛ (الإربلي، البرمكي، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد ابن خَلِّكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر بيروت، 4/248 - 249 - 252) .
  56. الرازي، فخر الدين، أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين، مفاتيح الغيب- التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي بيروت، ط3، 1420هـ، 12/468.
  57. البقرة 2: 25
  58. النساء 4: 13
  59. مريم 19: 60
  60. الإنسان 76: 5
  61. الواقعة 56: 88، 89
  62. آل عمران 3: 134 – 136
  63. النازعات 79: 40، 41
  64. الجوزية، محمد بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، 1/408.
  65. الجوزية، محمد بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، 1/408.
  66. الفرقان 25: 60
  67. التونسي، محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، دار سحنون للنشر والتوزيع تونس 1397م، 27/228.
  68. النحل 16: 103
  69. السيوطي، عبدالرحمن، لباب النقول في أسباب النزول، دار الكتب العلمية بيروت، 1/203.
  70. الرحمن 55: 46
  71. الجامع الصحيح سنن الترمذي، رقم الحديث: 3291، 5/399.
  72. القرطبي، شمس الدين، أبو عبدالله محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية القاهرة، ط2، 1964م، 17/151.
  73. الشافعي، شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب، السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، مطبعة بولاق الأميرية القاهرة، 4/156.
  74. التونسي، ابن عاشور، التحرير والتنوير، 3/2553.
  75. علي بن نايف الشحود، المفصل في موضوعات سور القرآن، 1/1157.
  76. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ص151.
  77. الزحيلي، د. وهبة بن مصطفى، التفسير الوسيط، دار الفكر دمشق، ط1 - 1422هـ، 3/259.
  78. الرحمن 55: 46، 47
  79. السمرقندي، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، بحر العلوم، 3/386.
  80. الجزائري، أبوبكر، جابربن موسى، أيسرالتفاسيرلكلام العلي الكبير، دارالسلام للطباعة والنشر، ص233
  81. جنتان تحفَّاه بقصره، أو واحدة عن يمين القصر وأخرى عن شماله، ولا يُعرَف مدى سَعتِهما إلا الله تعالى؛ وذلك لِمَا ثبت أن أحدهم يُعطَى مثلُ الدنيا عشر مرات، واللام في ﴿وَلِمَنْ خَافَ﴾ لامُ الملك.
  82. الجزائري، أبو بكر، جابر بن موسى، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، ص233.
  83. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 17/176.
  84. المطففين 83: 6
  85. الحنفي، إسماعيل حقي بن مصطفى، روح البيان في تفسيرالقرآن، دارالكتب العلمية بيروت لبنان، ص302
  86. البيضاوي، ناصرالدين أبوسعيد، أنوارالتنزيل وأسرارالتأويل، دارإحياء التراث العربي بيروت، ط1, 5/174
  87. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 17/177
  88. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 17/177
  89. الرازي، فخر الدين، أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين، مفاتيح الغيب، 29/369.
  90. الرحمن 55: 46
  91. الرحمن 55: 48، 49
  92. النسفي، أبوالبركات عبد الله بن أحمد حافظ الدين، مدارك التنزيل و حقائق التأويل، دار المعرفة لبنان، ص1196
  93. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4/432.
  94. المصدر نفسه، 4/432.
  95. القاسمي، محمد جمال الدين، تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل، مؤسسة التاريخ العربي بيروت، 15/406.
  96. الرحمن 55: 50، 51
  97. الجزائري، أبو بكر، جابر بن موسى، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، ص233.
  98. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4/432.
  99. القيسي، القيرواني، أبو محمد مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار، الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره وأحكامه، وجمل من فنونه وعلومه، مجموعة بحوث الكتاب والسنة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة، ط1، 2008م، 11/ 7234.
  100. التفسير الوسيط، الزحيلي، ص2565.
  101. الرحمن 55: 52، 53
  102. محمد عبداللطيف بن الخطيب، أوضح التفاسير، مطبعة مصرية، ط6، رمضان 1383هـ فبراير 1964، 1/658.
  103. الحجازي، محمد محمود، التفسير الواضح، دار الجيل الجديد بيروت، ط10، 1413هـ، 3/588.
  104. محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط، 1/4052.
  105. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4/432.
Loading...
Issue Details
Id Article Title Authors Vol Info Year
Id Article Title Authors Vol Info Year
Similar Articles
Loading...
Similar Article Headings
Loading...
Similar Books
Loading...
Similar Chapters
Loading...
Similar Thesis
Loading...

Similar News

Loading...